رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 8 - 2
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثامن
الجزء الثاني
❈-❈-❈
في المشفى عند ليلى
دلف سليم إلى غرفة الطبيب الذي قام بالكشف على ليلى ..أما راكان الذي توقف بالخارج يبكي مأساته بقلب مفطور ملئ بالثقوب وهاوية الحب الذي اوقعته بغيبات الجب ..مسح على وجهه وهو يحدث حاله :
- كدا كتير عليك ،لازم تعمل حاجة تخرجك من وجع القلب دا ،سليم مايستحقش منك الخيانة
فوق انت عمرك ماكنت ضعيف بالشكل ..قاطعه رنين هاتفه :
- أيوة يانوح .. تحدث نوح بصوتا مختنق
- فينك روحت النيابة مش موجود ،ورحت الشركة مش موجود ..إيه اللي ناوي تعمله دا ،،صحيح زي ماسمعت من حمزة ناوي تهاجر
تحرك عدة خطوات ...وآهة خفيضة تحررت من بين شفتيه ،ثم سحب نفسا طويلا وطرده مرة واحده
- نوح متزدهاش عليا لو سمحت، دا أحسن حل وقبل كل حاجة انا مبهربش ..أنا بحاول أعمل الصح
تنهد نوح بمرار ..يبدو أن الزمن يعاندهما فكلما شفي من جروح الماضي يأتيه صفعة خذلان قوية من الحاضر ..حاول أن يتحدث ليقنعه
- راكان أنت فين لازم نتكلم ..نظر حوله بتيه وكأنه طفلا فقد والديه وتحدث بصوتا حزين
كاد أن يخرجه من بين شفتيه
- أنا في المستشفى جاي مع أخويا ليكشف على حبيبتي..شوفت قهر أكتر من كدا ..قالها وهو يشعر بانياب حادة تنهش بقلبه بنيران مشتعلة
انكمشت ملامح نوح وتسائل ؟
-تقصد إيه ياراكان ؟! ابتسم راكان بسخرية على القدر
- ليلى تعبت واغمى عليها وجبناها وسليم جوا مع الدكتور ..لقد فاق الألم حد الجحيم ،فزفر هوائه المحمل بنيران الألم وأكمل
- ماهو لازم افوق من هبلي دا يانوح ودا مش هيحصل غير لما أبعد شوية وأعرف أنا عايز إيه
- تمام ياراكان ،فكر كويس وأنا معاك في أي قرار ولو حابب اكلم ليلى ،اكلمها !
- "لا " أجابه بها راكان سريعا ..الموضوع مش مستاهل ..الغلط عندي أنا وأنا اللي لازم اعالجه
قاطعهما خروج الطبيب مع سليم ...أغلق راكان الهاتف واتجه إليهما ..توقف بجوار سليم منتظرا حديث الطبيب :
- هي كويسة ،ممكن تكون اتعرضت لأزمة نفسية ه اللي وصلتها لكدا ...هي هتفوق بعد شوية ..سلامتها ..قالها الطبيب وتحرك
ربت راكان على كتف أخيه وهو مكبل الأيدي مصفد المشاعر حينما وجد حالة أخيه المزرية
- متخافش حبيبي ان شاءالله هتكون كويسة ،رفع رأسه لأخيه وأغروقت عيناه بالدموع فتحدث
- أول مرة احس اني ضايع ومش عارف أعمل إيه ..أنا بحبها قوي ياراكان ،قلبي وجعني عليها شعورك بالعجز دا صعب
٤
أحس ببرودة جسده وتصلبه فحاول أن يهدأ من ارتعاشته فقام بضمه راكان لأحضانه وبدأ يربت على ظهره
- ان شاءالله هتكون كويسة حبيبي، بلاش تضعف كدا قدامها..الضعف بيكسرنا ياسليم ،خليك دايما قوي ،علشان لما إحنا بنضعف مش بنلاقي اللي قوينا
اخذ يحاوره بعينيه وهو قليلة الحيلة لا يعرف ماذا يفعل
أرجع خصلاته للخلف وهو يهز رأسه
- "آسف " لخبط مواعيدك ،روح شوف شغلك ،وأنا هفضل لحد مااتفوق واروحها
أومأ برأسه وهو يتحرك كإنسان آلى لايشعر بشيئا ..وصل إلى سيارته واستقلها وهو يتحدث بهاتفه لأحد السائقين لديهم
- هات عربية الباشمهندس سليم على مستشفى( ) ،ثم أغلق الهاتف وهو يغمض عيناه بإرتجافة قلبه ..وصرخة من أعمق نقطة بقلبه هزته وجعلته يأن حتى شعر بإنسحاب روحه ..ركن السيارة بجانب الطريق توقف وهو يرجع خصلاته يكاد أن يقتلعها من جذورها
اخذ يتنفس الصعداء حتى ارتخت ملامحه وهي يعقد العزم إنه يقتلعها كمرض خبيث قبل أن يتشبع بخلاياه
بغرفة ليلى فتحت جفونها وهي تنظر حولها علها تعرف أين هي ،تذكرت ماأصابها ،وما استمعت إليه ورأته ...ارتجف جسدها فانفجرت باكية مرة أخرى ...دلف سليم بتلك الأثناء ..اتجه سريعا إليها
- حبيبتي فوقتي حمدلله على سلامتك
طالعته بعينيها الباكية
- إيه اللي حصل وليه جبتني المستشفى..جلس بجوارها على المقعد واحتض كفيها،إيه الدموع دي ؟ مالك ياليلى ؟! ضم كفيها بإحتواء لقلبه ثم رفعه وطبع قبلة به
رعشة أصابت جسدها من ملامسة شفتيه لكفها،ونظر إليها بعينيه العاشقة
- كدا تخوفيني عليكي ..كنت هموت من الرعب
بلعت ريقها بصعوبة وهي تسحب كفيها منه
- أنا مش فاكرة حاجة !
دنى يهمس أمام وجهها وغمز إليها
- احسن مافي الموضوع إنك وقعتي في حضني ،لولا كدا كنت زماني مت
بعد الشر عليك ياسليم ...قالتها بشفتين مرتجفتين
- بجد ياليلى يعني لو حصلي حاجة هتزعلي عليا ..ترقرق الدمع بعينيها وهي تطالعه
نعم هو لا يستحق ماتشعر به ،هو ليس المذنب ،قلبها الضعيف هو الذي سحقها وأجبرها على المتاهة ...كيف أن تحب رجل ليس لديه قلبا ،رجلا لايمس للرجولة بشيئا وتترك ذاك الملاك
ربتت على كفيه :
- طبعا ياسليم ،مقدرش استحمل يحصلك حاجة ،وبعدين متنساش هتكون جوزي
نصب قامته وتوقف يحاصرها بين ذراعيه وينظر لمقلتيها والسعادة تسيطر عليه ثم تحدث
- طيب المفروض تعوضي جوزك على اللي حصله النهاردة وتوافقي نكتب كتابنا آخر الشهر
رسمت ابتسامة وهي تدفع ذراعيه بوهن
-طيب ابعد كدا ياسي جوزي انت ..على رغم قالتها بمزاح إلا أنها اشعرته بسعادة تمكنت بخلاياه ..تحرك للخلف بعض الخطوات وتحدث
- هشوف الدكتور ،علشان نروح ..إيه هنروح ولا نبات هنا ..غمز بطرف عينيه وأردف
- لو عليا أتمنى نبات هنا ،أنا أطول اقعد جنب قمري ..بس عايز حجة قوية للأستاذ عاصم
ضحكة افلتتها من بين شفتيها ..مما جعل الدموية تعود لوجهها
- طيب ياعم السهران ،روح شوف الدكتور قبل ماالاستاذ عاصم يقلب عليك
رفع يديه للأعلى بحركة تمثيلية واردف
- لا أنا أقدر، مقدرش أزعل الأستاذ عاصم وبنته طبعا ...خرج سليم من الغرفة ،أما هي فابتسمت بهدوء ،تحاول أن تعود لطبيعتها محطمة قلبها الذي يعاندها ..لفتت ذاكرتها حديثه
- طيب جوزك لازم تعوضيه عن اللي حصله النهاردة..أحست لو كان قالها غير هذا اليوم بعد مااستمعت ورأت لكان كلامه اشواكا تخربش جدار قلبها ،ولكن إلى هنا قد احرقت نبضاته بأسم ذاك المتجبر الذي صفعها دون رحمة
عند درة خرجت من قاعة المحاضرة استمعت لرنين هاتفها ..قطبت مابين جبينها وهي تتسائل
- سليم بيتصل بيا ليه ،غريبة قالتها وهي تنظر لأرى صديقتها
-طيب ردي يمكن فيه حاجة ضرورية ..فتحت الخط وأجابت
- اهلا سليم ...سحب نفسا وتحدث:
- درة ليلى اغمى عليها في الشغل وجبتها المستشفى، متخافيش هي كويسة ،ياريت لو تيجي من غير ماتعرفي بابا وماما
تسمرت قدميها بصاعقة الصدمة من كلماته لحظات وهي تحاول إستيعاب حديثه ..ففاقت وتحركت سريعا وقد احست بوخزة بقلبها فتسائلت
- بجد ياسليم يعني هي كويسة ولا بتضحك عليا ..لم يدعها تكمل حديثها فتحدث للإطمئنان
- والله هي كويسة وهتخرج ،أنا بكلمك علشان لازم حد يكون موجود يساعدها ،أنت طبعا عارفة هي هترفض مساعدتي
استقلت سيارة أجرة بجوار صديقتها وهي تتحدث معه بالهاتف ...رآها نور وحاول أن يحادثها ولكن السيارة تحركت ...كان يظهر على ملامحها التوتر ...استقل سيارته وتحرك خلفها ولكنه ذهل عندما وجد طريقها مختلف عن طريق منزلها...وصلت بعد قليل وترجلت سريعا من السيارة مع أروى
كان سليم ينتظرها أمام الباب الرئيسي للمشفى ،وقفت أمامه بانفاسا مسلوبة
- فين ليلى ياسليم ...سحب كفيها على حين غفلة متحركا للداخل ...رآهما الذي أشتعل بنيران الغيرة تكوي قلبه ...كور قبضته حتى ابيضت وظهرت عروق رقبته وهو يتحدث بغضب
- ماشي ياست درة ،أنا تخافي تمسكي أيدي، وانت مقضياها مع خطيب اختك ..الصبر حلو لو مش ندمتك على فعلتك دي مااكونش نور
عند سليم ودرة
سحبت كفيها سريعا من قبضته وحاولت الحديث فتسائلت
- هي حصلها إيه، وليه اغمى عليها ..؟!
فتح باب المصعد متوجهين للغرفة
- مفيش الدكتور بيقول ضغط عصبي ،بس هي الحمد لله كويسة ..دلفت وجدت الممرضة تفحص المحلول ..اتجهت إليها
- ليلى حبيبتي إيه اللي حصل، وليه اغمى عليك ..رفعت رأسها تنظر إلى سليم
- ليه كدا ؟! مكنش لازم حد يعرف
وضع يديه بجيب بنطاله واأجابها بهدوئه المعتاد
- كان لازم درة تيجي، هستناكِ برة ظبطي هدومك علشان اوصلكم ..ابتسمت إليه برضا فكأن حبه إليها سفينة نجاة انتشلتها من حب أخيه الذي ماجنت منه سوى الخذلان ..أطبقت على جفنيها وهي تعاند قلبها ..وتحدث قلبها
- سليم يستاهل يتحب ،أياكِ تخذله ياقلبي ،ايوة هو يتحب لازم تقتنع بكدا ،لازم ترد كرامتك المجروحة ،حتى لا أنعيك بالغباء والبعض يسخر منك ...هذا ماقالته ليلى لنفسها
عند راكان
رجع راكان إلى منزله وقلبه يعتصر و ينخر عظامه بأنين ...دلف للداخل ولكنه اصطدم بوجود توفيق على مائدة الطعام بجوار والده ووالدته ...ألقى السلام وتحرك مغادرا
-" راكان" قالها توفيق ...توقف يواليه ظهره فأكمل توفيق
- الأكل جاهز ولا جدك سد نفسك ...إستدار إليه بهدوء وهو يرمقه بصمت فخطى عدة خطوات حتى وصل أمامه
- ياريت سدة النفس تكون على الأكل بس ياجدي ،للأسف انت سديت نفسي عن كل حاجة ،بس ملحوقة
نهض توفيق ولأول وجذبه يربت على أحضانه
- اعذرني ياحبيبي، والله كنت بعمل كدا لمصلحتك ..كنت خايف عليك من غدر البشر ..واللي كنت خايف منه حصل وأهو شوف وصلت لفين ،أخوك الصغير بقى احسن منك وهيتجوز ويكوّن عيلة وانت لسة بتبكي على واحدة غدرت بيك وبعتك
- ليه الكلام دا دلوقتي يابابا ؟! قالها أسعد بتحفز
تراجع راكان عن أحضان جده الذي لم يتأثر بها وتحدث وكأنه لم يستمع لحديثه
- توفيق البنداري اهم حاجة عنده نفسه وبس ،اوعى تفكر شوية دموع التماسيح هتأثر فيا
تؤ ياباشا ..أشار على نفسه وتحدث
- اللي قدامك دا انطعن كتير حتى مبقاش يحس بالوجع من كتر ماقابل ..وأحنا اتكلمنا من كام يوم ،فياريت تشلني من دماغك ياتوفيق باشا
اتجهت زينب إليه وربتت على ظهره
- حبيبي اقعد كُل حاجة ،أكيد ماأكلتش واخوك برضو لسة مرجعش
طبع قبلة على رأسها وتحرك وهو يتحدث
- ماليش نفس ياحبيبتي..استدار ينظر إليها
- ماما لما تخلصي ممكن فنجان قهوة وعايزك في موضوع
تحركت متجه للمطبخ
- من عيوني ياحبيبي..دقايق ويكون عندك ،تحرك ولكنه توقف عندما تحدث توفيق
- عرفت ان البت اللي ضحكت عليك راحتلك الشركة ليكون هي اللي عملت في حالتك كدا
أبتلع جمرات غضبه حين تفوه بتلك الكلمات فصمت يرمقه ونيران تحرق صدره ،حتى ربط الأحداث ببعضها
- أيوة صح ..جت بس انا مش زعلان مين قالك كدا ،والدليل أننا اتفقنا على الصلح ..قالها وتحرك سريعا حتى لايفعل مايندم عليه ..وصل جناحه وكأن هناك عدوا يطارده
بدأ يثور : وبعدهالك ياتوفيق انت ناوي على إيه مش مرتحلك ،ياترى بتخطط لأيه تاني .
استمع لطرقات على باب غرفته بعدها دلفت والدته
- قهوتك ياحبيبي..جلست بجواره وهي تنظر الى محتويات الغرفة التي بعثرها وكأنه يصارع عدوه فتوجهت بنظرات متسائلة
- ماما عارف هتزعلي ،بس توفيق بيحرق دمي كل ماأشوفه ،الراجل دا بكرهه قوي
ملست على وجنتيه بحب أموي
- ابعد عنه ياحبيبي، راكان أنا استحملت كتير منه وناوية استحمل أكتر بلاش تلعب مع جدك ،دا نابه ازرق مش هستحمل ياضي عيني
هب كالملسوع وصاح بغضب
- عايزة اقعد اتفرج وهو بيحركنا زي الشطرنج ياماما ..انسدلت عبراتها وشهقة خرجت من جوفها ...حتى جثى بركبتيه أمامها
- متخافيش ياماما ،طول ماأنا عايش ميقدرش يقرب منكوا ولا حتى يلمس شعرة من سيلين
دققت النظر جاحظة به
- يعني إيه يقرب من سيلين ...هو يقدر يعمل فيها حاجة ،لا ميقدرش يخاف من أسعد ،ومهما كان قاسي بس هو بيحبكوا متنسوش انكم احفاده
احتوى كفيها وازال دموعها
- ماما حبيبتي أنا هاخد سيلين ونسافر كام شهر لألمانيا ،لازم سيلين تبعد عن هنا ،لحد ماتنسى يونس
هبت فزعة وهي تهز رأسها بالنفي
- مستحيل تبعدو عني ياراكان ..إنت واختك هتفضلوا في حضني وانا هعرف انسيها يونس وابوه كمان
أطرق رأسه للأسفل يقاوم دموعه ...كيف يقص عليها مايجيش صدره من آلالام ،فتحدث بهدوء حتى لا يبكيها
- لو عايزة تيجي معانا ياماما مش همنعك ،مستحيل اشوف سيلين تتعذب وأقف اتفرج .
غصة قوية منعت تنفسه ،حاول أن يبلع ريقه وهو يطالع والدته فتحدث
- وجع القلب مؤذي وبيهد القوي ياماما ،ودي لسة صغيرة ،وكل ماتشوف سارة قدامها مع يونس هتتوجع أكتر وأكتر
نهضت وتركت يديه وهي تهز رأسها بالنفي
- مهما تحاول تقنعني ياراكان مستحيل أسيبك تبعد عني إنت وهي لو حتى كلفني الأمر أوافق على يونس
- يونس النهاردة جه وحاول يقنعني بحبه ،أنا متأكدة من حبه ،وعارفة كمان هو عمل كدا ليه ،طبعا جدك السبب ،هو معذور يابني ،ولو جه وطلبها وهي وافقت انا هوافق عليه ،مش علشان حاجة، علشان مااوجعش قلب اختك
للحظة لم يستوعب حديثه، لحظات كفيلة تجعله يتجاوز صدمة حديث والدته الذي استنكره بشدة فتحدث
- وأنا مستحيل أوافق على واحد مش اد كلمته وأنه كسر اختي ياماما
تحركت مغادرة وهي ترفض الإستماع إلى حديثه
- لو سافرت ياراكان يبقى إنسى أن ليك ام ..قالتها وتحركت مغادرة الجناح بأكمله
جلس يمسح وجهه بغضب ورد على هاتفه الذي أعلن رنينه
- ايوة ياحمزة ...قالها وهو يفرك جبهته
هب فزعا وهو يسأله
- متأكد من كلامك ...على الجانب الأخر اجابه حمزة
- أيوة ياراكان ..طبعا من وقت ماحكتلي وأنا شكيت فدورت ورا الموضوع وعرفت
حاول أن يهدأ من الادرينالين الذي ارتفع معدله الطبيعي
- الراجل دا اموته واخلص منه ،أهو اخلي الكل يرتاح من جبروته...دلوقتي عرفت هو جه ليه وعمال يتمسح فيا ،لا وفكرني أهبل هصدق حنانه
زفر بضيق ثم تحدث
- أسمعني كويس ياحمزة وأعمل هقولك عليه ..وجهزلي عقد جواز عرفي بالشروط اللي هبعتهالك على الأيميل ..والعب لعبتك يامتر
قهقه حمزة عليه
- ولا زمان يابنداري ياصغير ...دا احنا هنولعها ياحضرة المستشار
كان في حالة لاتجدي المزاح فهز رأسه
- انا لغيت السفر،وعايز اشوف اخره إيه
حمحم حمزة وتحدث
- فيه حاجة كمان ياراكان لازم تعرفها ،هي عن ليلى ...
-"ليلى" مالها ؟!
اخوها اللي في الثانوي توفيق بيلعب عليه بحتة بنت زميلته علشان يضغط عليها تبعد عن سليم
أصبح صدره يستعير مثل لهب بركان ثائر ..لحظات كانت جحيمية عليه عندما توقف عقله عن التفكير ..بدأ يفرك جبينه بقوة ،واشتعال بصدره يحاول تهدئته حتى لا يهبط للأسفل ويقبض على عنقه ..حدثه حمزة
- راكان روحت فين ؟
- معاك ياحمزة بحاول اقنع نفسي أن جدي دا بشر زينا وعنده قلب ..أنا هتصرف مع البنت وهعرف أبعده عن أخو ليلى ..سلام
أمسك هاتفه بعد دقائق من التفكير
- حضرة الضابط جاسر الألفي ...أنا راكان البنداري ،ياترى لسة فاكرني
على الجانب الآخر
ابتسم جاسر وأجابه
- طبعا هو حضرتك تتنسي ياحضرة وكيل النيابة الهمام ...ابتسم راكان بهدوء
- لو فاضي ممكن نتقابل بكرة ،عندي قضية وطبعا زي ماحضرتك عارف عايزة ظابط كويس ،وأنا وظيفتي ماتسمحليش بكدا
- أكيد طبعا نتقابل بكرة في المكان اللي حضرتك عايزه
عند نوح
وصل إلى مكتب والده ودفع بابه عندما علم بوجودها بالداخل فتحدث
- عايز حضرتك تروح تتفق مع والد رغدة هنكتب الكتاب آخر الأسبوع ،وعلى آخر الشهر الدخلة ودا آخر كلام لو مش عايزني ارجع في كلامي ...قالها ثم تحرك للخارج وهو يأكل بخطواته بالأرض
يوما جديدا ..أنارت الشمس نهارها ..جلس الجميع على مائدة الطعام ..كان الجد يرمق راكان خلسه ثم تحدث
- النهاردة هنكتب كتاب يونس وسارة، بما إنك الكبير لازم تكون موجود
قوس فمه بإبتسامة سخرية واجابه
- مش فاضي ،كفاية وجودك اللي كله هيبة
جز أسعد على شفتيه وحاول أن يهدأ من المعركة التي ستبدأ بعد لحظات
- ممكن نفطر بهدوء ياحبيبي، وبعدين إزاي متحضرش كتب الكتاب ياراكان
قوله ياأسعد ..فهمه الأصول اللي مراتك نسيتها
ظل راكان بهدوئه وكأنه لم يستمع لحديث جده فأجاب والده
- أنا بفطر أهو يابابا ونفسي مفتوحة طبعا ،بوجود توفيق باشا ..احنا نطول انه يفطر معانا
دا حتى شوف البركة في الأكل إزاي ..سيلين قاعدة وأكلت أكلها كله .. وسليم ماشاء الله هيتخن من كتر اكله وهو داخل على فرحه
ضحكة افلتها سليم من بين جوفه وهو يغمز إلى راكان
- بس اكيد مش جدك اللي فاتح نفسي ياراكي ..دا الحب ياحبيبي، لسة مكلم ليلى فادتني جرعتي من السعادة اللي تفتح النفس
قهقهات خرجت من شفتيه وهو يضرب كفيه ببعضهما
- طيب يااخي اضحك عليه وزي ماأنا بضحك عليه وبحسسه انه يفتح النفس .. قالها وهو يحدق بمقلية توفيق
- راكان اسكت ممكن تسكت ...قالتها زينب بغضب
طافت أعينه على الجميع ثم اردف
- أنا اتنازلت عن حصتي في شركة البنداري إلى سيلين ...صدمة أصابت توفيق ثم توقف وبدأ يثور عليه بغضب
- أكيد اتجننت ودي تعرف إيه في شغل الشركات ..دا أنت نصيبك لوحدك أربعين في المية
❈-❈-❈
توقف يستند على المائدة بذراعيه وهو يهز رأسه بالنفي
- لا ياجدي الحكيم ،،قصدك خمسة وخمسين في المية ..شكلك نسيت حاجة مهمة او يمكن مش خبروك ياعيني ،قوس فمه وهو يدور حول جده
- عمو جلال باع نصيبه وأنا اشتريته ..وعمو خالد باع نصيبه وانا اشتريته ..يعني الباقي
عشرة ليونس وعشرة لنوح والباقي لسليم وحضرتك ....
ثم استدار لوالده وأكمل ماكسر توفيق
- دا بعد مابابا اتنازل عن نصيبه بالكامل ليا انا وسليم ..يعني كدا سيلين بقت صاحبة الشركة
قالها وهو ينظر إلى سيلين وأكمل
- أنا وسليم هنتولى نصيبها لحد ماتخلص وتتعلم كل حاجة وبعد كدا نسلمها شركة البنداري
ضرب توفيق على المائدة وتحدث
- على جثتي دا يحصل ياابن زينب ،سمعتني
دنى من جده وهمس له
- وابن زينب مرحب بكدا ياجدي الحكيم ..دي قرصة ودن للي يحاول يقرب من راكان البنداري ياجدي ...قالها وهو يقوم بجمع اشيائه وتحرك سريعا وهو يبتسم بشماتة
قام الأتصال على حمزة
- لعبتها صح ياحمار ،اول مرة احس انك بتفهم يلاَ...قهقه حمزة مردفا
- منك نتعلم يامعلم ..توقف عندما استمع لنداء سليم
استدار إليه وتسائل
- نسيت أسألك عن خطيبتك ،هي عاملة إيه ؟
ربت سليم على ظهره مبتسما
- الحمد لله حبيبي بقت كويسة ..واتفقت مع باباها أننا نكتب الكتاب آخر الأسبوع...أنا قولت لبابا وماما ،فحبيت تعرف ..علشان هتكون الشاهد ومفيش غيرك ..أخيرا ياخي هتجوز وأن شاء الله الفرح بعد شهرين ...وبعد تسع شهور منه تستنى ابن اخوك
- لأول يختبر ذلك الشعور القاسي حين شعر بضلوعه التي انقبضت بقوة معتصرة قلبه ليشعر بألما حاد سرى كالنيران بين أوردته فأصبح كل أنش في جسده يأن ألما وحزنا
لم يعطي الفرصة إلى سليم حتى يشعر بشيئا
فجذبه لأحضانه وانزلقت عبرة تكوي وجنتيه
- ألف مبروك ياحبيبي..عقبال لما اشوف ولادك
بعد يومين
دلفت إليه ليلى ببعض التصاميم .. تضعها أمامه وابتسامة تشق ثغرها ..لا يعلم ايفرح ام يحزن من وجودها وابتسامتها الجميلة ...وضعت التصميم أمامه وتحدثت
- حضرتك معتز قال لازم تراجعه، مع إني عارفة ان حضرتك مبتفهمش في الحاجات دي لكن شغلي حتم عليا بكدا
رفع حاجبه بسخرية فاردف متهكما
- لا افهمي إنتِ شغلك وملكيش دعوة افهم ولا لا ...دا مش شغلك ...مطت شفتيها وأكملت
- واضح طبعا الغرور محطمك ومصورلك إنك بتفهم كل حاجة
قطب مابين جبينه وتسائل وهو يرفع كفيه
- هاتي من الآخر مبحبش شغل اللف والدوران
أجابته بإقتضاب مختصرة ساخرة بطريقة حولته للجنون
- أنا مقولتش حاجه..عايزة أشوف شغلي ،مش فاضية للأسئلة التافهة دي
أمسك الورقه ثم كورها بين يديه
- غلط صمميه تاني ...ضربت بكفيها تحاول تهدئة أعصابها
- إيه اللي عملته دا ..أنا قولت كدا ..واحد مغرور وبس ...جز على أسنانه وهو يرمقها بنظرات جحيمية
- مالك ماتتهدي ولا توترك لفرحك هتحطيه فيّا
رمقته مستهزئه وتحدثت :
- لا يمكن انت اللي بتهرب ومش عايز تشوف اللي خلتك ممكن تكره أخوك ..اللي حبتها ومعرفتش توصلها ...وخلتك هتموت عليها ..نسيت مش كل اللي تشاورلهم يجروا عليك
ابتسمت بسخرية وأكملت
- سليم يستاهل الحب كله ...الصراحة راجل بمعنى الكلمة ..أكرهو بقى ياحضرة النايب المحترم ..وياريت تبعد خيالك المريض عني ،
-"أنت على بعضك لو قدمتلي مال قارون مستحيل أوافق عليك " أنثى جريحة الكرامة تفننت بتعذيبه بأقوى سلاح لديها وهي تحطيم رجولته أمام نفسه ...رغم إنها تتوارى بقسوة كلماتها خلف قلبها الجريح إلا أنها اكملت
- تعرف ياراكان أنا بحمد ربنا قوي ،علشان محبتش واحد ذيك ،وبحمده اكتر علشان هخليك تتعذب وإنت شايف الست اللي هزت قلبك مرات أخوك
اقتربت منه متعمدة خفض صوتها وابتسمت بسخرية
- اتوجع ياراكان ...عايزة اشوفك وانت بتتوجع أكتر وأكتر ،لما تشوف حبيبتك مرات أخوك
أمسكها بعنف ثم دفعها بعيدا
- انا قولت بلاش تكرهيني في أخويا مش علشان وهمك المريض اني حبيتك ..أنا الحب يعتبر ممسوح من دفتري ..أنا كان قصدي علشان أبعده عنك لأنك متستهليش حبه
نيران مستعيرة اشتعلت بجسده بالكامل وهو يشعر بالعجز ،رفع بصره واقترب منها
- اللي زيك مايهزنيش ..ولا تحركي قلبي ،أنا صعبان عليا اخوي مش أكتر ...بس مش بإيدي حاجة اعملها ..تحولت نظراته لنيران جحيميه واقترب يدور حولها
- عارفة انتِ غلطي غلطين والاتنين أعظم من بعض ياباشمهندسة
- أولهم حبيتِ تكسريني بسليم ..والتاني عقلك المريض اوهملك إني حبيتك ..أمال بجسده يطالعها بتقييم ثم اردف
- بكرة هكون شاهد على عقد جوازك يامرات أخويا...وعايزك تتأكدي ياباشمهندسة
- لو خيروني بينك وبين اللي حطمتني قبل كدا صدقيني وقتها هختارها هي ...عارفة ليه
- لأنك عدتيها بمراحل في الوقاحة
ودلوقتي بكرة عايزك تمضي على وثيقة الجواز،وكلك ثقة أنك أخر ست ممكن تملى عيني ..رفع سبابته وأكمل
- واياكِ تقربي مني ..بلاش تخليني احطك في دماغي واعتبرك لعنة للعيلة ...
بررررة قالها بصراخ افزعها ...اقتربت ورفعت كفيها وهي تشير على قلبه
- دا هيتوجع كتير أوي ياراكان ،عارف ليه ،علشان وجعت قلوب كتير بأسلوب الخبث بتاعك وتحسسني انك محترم ..قالتها بإهتزاز
بينما هو يحاول إظهار قسوته ،شاهد طبقه من الدموع تحاول إخفائها أمامه ..دنى منها وحاول أن يهدأ من حالة الغضب التي انتابته من حديثها
- بلاش خيالك يصورلك حاجات مش صح،تلاشيني علشان مش أذيكِ
تحركت بعض الخطوات للخارج بعدما فقدت السيطرة على نفسها ولكنها استدارت إليه مرة اخرى
- آه نسيت أباركلك ..مبروك عرفت هيجيلك بيبي ...يارب تتهد بقى ...قالتها وتحركت سريعا
أشار على نفسه ويحاول إستيعاب اتهامتها الشنعاء التي ألقتها بوجهه دفعة واحدة وهرولت إلى الخارج
جلس وكأن الأرض تدور به ..وظهر على ملامحه الغضب عندما فهم مااشارت إليه
مساءا اليوم التالي بمنزل ليلى وهو اليوم المحدد لعقد القران
دلف يعانق كفيه إحداهن ...اتجه للداخل وهو يلقي السلام على الجميع
نهضت زينب تنظر بصدمة للتي يعانق إبنها كفيها،وهي تهز رأسها رافضة ماتفهمته ،أما ليلى التي كانت ترتدي فستانا من اللون الأبيض وبه بعض الورود من نفس اللون وتجلس بجوار سليم ..رفعت بصرها وتلاقت نظراتهما للحظات وجدته ينظر ويبتسم إليهم ..تحرك نوح إليه سريعا وحاول جذبه عندما وجد الأجواء مشحونة
- راكان اتجننت ...نظرإلى نوح ثم رفع نظره للجميع
حبيت الفرحة تكون فرحتين ..أعرفكم
- "حلا مراتي "