رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 9 - 2
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل التاسع
الجزء الثاني
بعد عدة أيام سافر راكان إلى ألمانيا ...وفي إحدى الليالي كان يغط بنوما عميق ..أستيقظ على صوت هاتفه ..
- أيوة يابني هو فيه حد يصحي حد دلوقتي إنت عارف الساعة كام دلوقتي
قهقه سليم الذي يجلس أمام المسبح وسلين بأحضانه تلعب بهاتفها ألعاب إلكترونية
- فيه معرض عندك في برلين منزل فساتين زفاف لسة شايفه بعد ماكلمت معارض في باريس ..بس دول عجبوني أكتر، شوف كدا لو فيه حاجة تناسب ليلى تجبها معاك أنا عارف ذوقك حلو
اعتدل في نومه ودقات عنيفة بصدره..وكأن أحدهم سكب عليه دلو من الماء المثلج بفصل الشتاء قارص البرودة...ناهيك عن أن هناك مايمنع تنفسه فأردف
- أنا مابفمهش ياسليم في الحاجات دي، ممكن تشوف حد غيري ...قالها بصوتا متقطع
كسا الوجوم ملامحه وبدأ يتحدث بعتاب
- يعني مش عايز تفرح أخوك ياراكان ..مسح على وجهه متنهدا ثم أردف
- حاضر ياسليم ...مقدرش على زعلك ...باليوم التالي توجه لذاك المعرض الذي اخبره به
نظر إلى كل الفساتين وهو يتخيل ملامحها بهم ، ولكن لم يروق له أي فستان ..تحرك مناويا المغادرة...رأته مالكة المعرض فتوجهت إليه تحدثه باللهجة الألمانية
- ماذا تؤمر سيدي؟! أراك وكأنك تبحث عن شيئا محددا..تبسم لها بعملية واجابها
- كنت أود أن أجد ماابحث عنه ولكن خاب ظني ..ابتسمت وتحركت أمامه لأحد الأماكن التي توجد بالطابق العلوي ويبدو أن بها من الفساتين التي تبدو باهظة الثمن
بدأت تفتح له العديد من الفساتين وكانت توجد بمكان يشبه الخزانة ويدور ليظهر جمالهم ..ذهب بنظره لأحد الفساتين التي توضع بأعلى وجهه ويبدو انه ماركة إعلانية ...رفع بصره يقيمه يتخيله عليها ..ثم أشار عليه
- عايز دا ...توسعت بؤبوتها مشدوهة بذهول وهي تهز رأسها رافضة
- عفوا منك سيدي ولكنه هذا وجهة المعرض الإعلانية..لم أستطع بيعه
تحرك مغادرا وتحدث
- لم يعجبني غيره ..عذرا فكلهم شيئا واحدا
أوقفته قائلة
- هل تعلم كم يبلغ سعر هذا الفستان
ابتسم ينظر إليه وكأنه يراها به ..وأجابه
- مهما يبلغ ثمنه، فلم يكن بالكثير على من ترتديه...ابتسمت واتجهت إلى الفستان وانزلته أمامه
- يبدو أنك عاشق، راقني جدا نظرة الحب التي تبدو بعينك ..فأنا موافقة سيدي على ابتاعه ولكن سيكلفك الكثير من النقود
أشار له بيديه
- ضعيه بعلبة من أجمل وأرقى العلب التي تضع بها تلك الفساتين ...أريده فستانا لملكة الملكات
ضحكات خرجت من فمها ترواده
- بالطبع ايها الوسيم...سأرسل لأرقى الأماكن كي ترسل لي علبة خصيصا لك ..ويطبع عليها أسمك وأسمها .. هلا أخبرني أيها الوسيم مااسم عروسك الجميلة
-"ليلى" قالها بعيونا لامعة ودقات صاخبة ...دنت تربت على كتفه
- مبروك عروسك أيها الوسيم ..يبدو أن العشق هو سعادة قلوبنا ووجوهنا، لكن لم تقل اسمك
صمت للحظات ثم أردف
- لم يكن مهم ...يكفي اسمها وحدها ...
بعد يومين بالقاهرة ...وخاصة بمنزل عاصم المحجوب ...جلس سليم بجوار والدها محمحما
- بعد إذنك ياعمو، ماما بكرة عازمكم على الغدا..وكمان عشان تشوفوا المكان اللي احنا عايشين فيه
اتجه عاصم موجه حديثه لليلى وسمية
- إيه رأيكم ؟ ابتسمت ليلى واجابته
- اللي حضرتك شايفه يابابا ...تسائلت سمية
- هو حضرة المستشار هيتجوز معاك ياسليم ، أصله قال كتب كتابه، بس مقلش الفرح أمتى
ارتشف سليم من مشروبه وأجابها
- لا راكان هيتجوز بعدنا...هو دلوقتي في ألمانيا وممكن يجي بكرة او بعده..طبعا سيلين بقالها فترة عايشة في ألمانيا ..وجنسيتها ألمانية فبيخلص حاجات هناك ..هو مشغول بموضوع سيلين مش فاضي للجواز دلوقتي ..وكمان بيصفي بعض الشغل اللي متعلق بعمو الله يرحمه
أومأت برأسها وتسائلت
- مراته دي ..يعني اللي فهمته من والدتك انهم كانوا مخطوبين وحصل حاجة وافترقوا..دا صحيح
تنهد سليم بوجعا وأجابها وهو يوزع نظراته بينهم
- ايوة كان بينهم قصة حب كبيرة، بس اختلفوا ليه معرفش، هي جت فجأة وقالت مش هكمل ..آسف بس حياته الخاصة هو بيرفض يتكلم فيها، لحد دلوقتي منعرفش ليه افترقوا وليه رجع لها تاني
تذكرت ليلى حديث نورسين فتوقفت
- تيجي نقعد في البلكونة شوية..الجو حلو ..نهض متجها معها إلى الشرقة كانت تضع شالا من الصوف الثقيل على أكتافها ...ضم الصوف على صدرها ينظر للسواد عيناها
- دفي نفسك الجو برد والفرح قرب، مستحيل أخره ولا دقيقة ..جلس على أريكة من الخشب توضع بالشرفة ..وجذبها يضمها من أكتافها واضعا رأسها فوق كتفه
- ليلى مبسوطة إننا هنتجوز قريب؟ تسائل بها سليم ..اغروقت عيناها بالدموع وصمتت للحظات لا تعلم بما تجيبه ولكن تعلم إنها مطمئنة النفس وهي بجواره، نعم ابعدت راكان عن قلبها أو ربما خيل لها ذلك ...كل ماتعلمه حاليا..أن سليم مصدر أمانه وحمايتها..الأطمئنان على والدها واختها بعيدا عن امجد ، وكذلك تهديده براكان ..اعتدلت تحتضن كفيه
- سليم كل اللي أقدر اقوله ، بكون مطمنة وأنا معاك...ممكن مايكونش وصلت لمرحلة الحب، بس اماني بقربك دا أهم من الحب، وإن شاء الله اكيد كل مااقرب منك هحبك ..ودا كان كلامي معاك في الأول
جذبها لأحضانه يضع قبلة على رأسها
- انا بحبك قوي ياليلى خليكِ واثقة في كدا..وهستناكِ تحبيني، ودا أنا واثق فيه ..ربتت على كفيه ودعت من قلبها ان ينتزع أخيه من قلبها ويضع محبته به..
- قولي بقى أيه حكاية مرات أخوك اللي ظهرت فجأة كدا..وبعدين سمعت نورسين بتقول انها حامل من راكان
اطلق سليم ضحكة من جوفه وهو يهز رأسه
- نور وراكان ...وحمل ،دي مجنونة بتقول لمين ..ضيقت عيناها وتسألت
- بتضحك ليه والله سمعتها بتقول كدا...وضع فنجانه على الطاولة
- راكان مش بتاع علاقات من اللي في بالك حبيبتي..هو يقعد قاعدة رومانسية اه بس علاقات في الحرام وكدا لا طبعا
ابتسمت بتهكم:
- ياسلام يعني قعدته لوحده معاها دا مش حرام ..قهقهت تضرب كفيها ببعضهما
- ويعني إيه قاعدة رومانسية يامحترم ..دققت النظر لملامحه
- سليم اوعى تكون زي اخوك دا..والله اموتك
جذبها يضمها لأحضانه وهو يقهقه
- حبيبي اللي غيران..وعايز يضربني...لكزته بكتفه وتوقفت
- هستنى إيه من اخو راكان البنداري..توقفت فجأة ...سليم ليه نورسين قالت أنها حامل من راكان ...رفع كتفه للأعلى وأجابها
- معرفش بس اللي اعرفه راكان لو عرف إنها قالت كدا هيموتها ..
ذهبت بنظرها للبعيد وأردفت بشرود
- مش يمكن حامل حقيقي ياسليم، أصلها مش هتخترع موضوع زي دا من نفسها
ارتسمت إبتسامة واسعة على محياه وهو يجذبها من رسغها
- صدقيني معرفش، لكن اللي متأكد منه، راكان مالوش في شغل نورسين دا ...المهم فرح نوح آخر الأسبوع ..عرفتي
تذكرت أسما ومأساتها فهزت رأسها متألمة
- عرفت ربنا يسعده..نهض يقف بمقابلتها وتحدث بشك
- ليه مش مبسوطة من جوازه ...تحركت للداخل ولم تجيبه ...جلس ينظر للخارج بقلب يهتز داخله
- ممكن تكونِ بتحبي نوح ياليلى..معرفش ليه حاسس ان عيونك مخبية حزن جواها، وليه بتقولي إنك محبتنيش ...تنهد وهو يشعر بتثاقل أنفاسه وعينيه تمشط الطريق وقلبه الذي ينبض بالألم
- خايف ياليلى لتكونِ وخداني مسكن لأحدهما..
عند أسما
في حظيرة الأحصنة ( الأسطبل) جلست أمام الحصان تداعبه وتضع بعض طعامه ممسده على ظهره بحنان ...وقف خلفها يستنشق رائحتها حتى يملأ رئتيه برائحتها ...استمع لصوتها
- تعرف أنا حبيتك قوي زي البت ليلى..عارف ليلى اللي ركبت اول مجيت، ابتسمت بحب تتذكر ذاك اليوم ... ثم اتجهت للحصان تحدثه وكأنه يستمع إليها
- أهي ليلى دي حظها منيل بنيلة، زي كدا بالظبط، بتحب واحد وهتتجوز من واحد تاني ..انسدلت عبراتها على وجنتيها
- هو إحنا ليه نصيبنا من الحب قليل كدا..أنا قلبي بيوجعني قوي، وهي هتموت معرفش إزاي هتقدر تتحمل تتجوز وهي شايفة حبيبها قدامها طول الوقت وهي ملك لغيره ..ظلت تمسد على ظهره
- زي كدا مش عارفة أتحمل إزاي اشوف حبيبي ملك لغيري ..لم تكمل حديثها إذ وجدت نفسها بالهواء وهي تحمل من جانب أحدهما...صاحت بغضب حينما علمت هويته
حملها متجها بها إلى الملحق التي تسكن به ثم أغلق الباب بالمفتاح عليهما ..ثم انزلها..أسرعت تبتعد عنه...
- ليه ياأسما ..ليه توجعي قلبي وقلبك حبيبتي..إيه اللي حصل مني..والله عمري ماقربت لأي واحدة، حبك مكفيني، ليه عايزة تحرقينا كدا وانت بتحبيني زي مابحبك
صاحت بغضب وهي تشير بسبابتها:
- ابعد عني يانوح، انت شارب ومش حاسس بنفسك ...دنى منها وانسدلت دموعه تكوي وجنتيه.
- ولو مبعدتش هتعملي إيه..وريني كدا هتعملي ايه؟ ...صاحت بصراخ
- هتصل بالدكتور يحيى يجي يلم قرفك دا
احس بارتفاع ضغط دمه واختنق حلقه فاسرع يجذبها بقوة محاوطا خصرها بقوة
- وريني كدا هتصرخي أزاي، ولا هتتصلي أزاي، إنتِ من حقي ومحدش هيقرب مني غيرك، حاولت بس مقدرتش
حاولت دفعه بقوة ولكنه كان كالجدار ورائحة الخمور تفوح من فمه
- نوح ...قالتها بصراخ ، ابعد عني إنت مش حاسس بنفسك، فرحك بعد يومين مينفعش تعمل كدا
دفعها بقوة على الاريكة وبدأ يحطم كل مايحاوطه
- أنتِ إيه! معندكيش قلب، أنا نوح حبيبك اللي كان سعادتك وآمانك ..إيه اللي حصل لدا كله
جرح كفيه من تحطيمه للأشياء أسرعت إليه وامسكت كفيه
- نوح إيدك بتنزف...إنت مجنون
احرقته بكلماتها لم يشعر بنفسه وهو يضم شفتيها بين خاصتيه عله يصمت حديثها للأبد
ظل يقبلها بقسوة حتى ادمى شفتيها ولم يصمت عن ذاك فقط ...قام بجذب حجابها حتى اسقطه على الأرض ..وتحول لشيطان يقتنص من مؤمنا إيمانه وهو ينزل بشفتيه يقتنص كل مايقابله ..حاولت دفعه وجسدها ينتفض بين يديها كان يخرصها بقبلاته حتى لايفيق على صوتها الذي يذلذل كيانه
ابتلع دموعها وهي تحاول إنقاذ نفسها من براثنه ولكنه كان مغيبا تماما ولايشعر سوى حبيته وعشق حياته بين يديه
بفيلا جلال البنداري وخاصة بغرفة فرح
بدأت تحطم جميع مايقابلها وهي تصرخ
- والله لأكسر قلبك ياسليم، أنا تعمل معايا كدا...هدأتها سارة وحاولت إمتصاص غضبها
- ممكن تهدي عشان نعرف نفكر صح ...ماانت شايفة يونس لغى كتب الكتاب بحجة هايفة، لازم نهدى ونعرف نخطط، عشان نضرب ضربتنا صح
عند فريال كانت تأكل خطاويها ذهابا وإيابا ...حتى وصل يونس إليها ..وقفت تصرخ بوجهه
- إيه يادكتور، لسة بدري من يوم الحفلة اللي اتلغت وحضرتك مهاجر البيت
دلف وهو يطلق صفيرا وكأنه لم يستمع لحديثها ..صاحت بغضب
- يووووونس ، أنا بكلمك ولما اكلمك ترد عليا، أخوك بقاله يومين مش باين وحضرتك بقالك اسبوع ومحدش يعرف طريقك
زفر بضيق ثم اكمل طريقه
- ابنك الصايع في شرم الشيخ بيجري ورا بنت يارب ماتجبش اجله...إنما أنا كنت فين، كنت بتفصح عشان أنسى الوجع
تحرك إلى أن وصل لجناحه وأرتمى على تخته وهو يبتسم حينما تذكر منذ قليل وهو ينتظرها أمام القصر حتى لمحها تخرج من سيارتها..جذبها إلى أن وصل لجراج السيارات وقام بضمها يستنشق رائحتها التي غابت عنه كثيرا حتى شعر أنه لم يبق حيا..ورغم مقاومه له إلا أن قبلتها كان لها مذاق أعاد روحه للحياة
أطبق على جفنيه وهو يبتسم ويضع انامله يتحسس شفتيه، تمنى لو لم يفصلهما أحدا حتى ينعم بتلك الحياة
❈-❈-❈
باليوم التالي وخاصة عصرا
عاد راكان من العاصمة الألمانية برلين، قابلته زينب بالشوق رغم حزنها منه
- كدا ياراكان اسبوع كامل ياحبيبي، رفعت كفيها على وجهه تتحسسه وحشتني قوي ياحبيبي..قالتها وعبراتها تنسدل بقوة على وجنتيها
أزالها بحب ثم طبع قبلة مطولة على جبينها ثم قبل كفيها
- زوزو حبيبتي اللي زعلانة من إبنها الكبير، لكزته بخفة في كتفه:
- لسة هنتحاسب على كدا يابن أسعد.. وضع رأسه على ساقيها وابتسم
- انا ابن زينب يازوزو متنسيش ...الله الله ياحضرة المستشار، مش مكسوف تبقى في مكانتك دي ، وسنك ولسة بتنام على رجل زينب هذا ماقاله توفيق
اعتدل بجلوسه يمسح على وجهه، ثم نهض
- أنا ميت نوم يازوزو، هنام وياريت محدش يصحيني ، ولما الباشمهندس يجي قوليله الفستان في اوضته سلام مؤقتا ياحبيبة قلبي
اشتعل الغضب بأعين توفيق وهو يرمقه شرزا
- سمعت أنك بتلعب مع ابن الألفي على قاسم الشربيني..متخلنيش أتدخل ياراكان، ملقتش غير قاسم الشربيني وتلعب معه دا صديق قديم، ولو مفكر أن جواد الألفي هيساعدك تبقى عبيط...جواد طلع معاش وابنه مش زيه ، وقاسم نايبه أزرق
دنى من جده يمسح على ثيابه بتصنع وتحدث
- مش أكتر منك ياتوفيق باشا، ومتخافش عليا، هو اللي ابتدى دي قضيتي ليه بيدخل ...من الأفضل تحذر صديقك اللدود
استدار لوالدته
- هنام ياست الكل، عايز هدوء، ولو جدي مش قادر يهدى ممكن تبعتيه عند ولاده التانين ، شكل قصرنا عجبه ومش عايز يمشي
قالها وهو يغلق باب المصعد متجها لجناحه..أما توفيق الذي وصل لزينب بخطوة وأمسك ذراعها يضغط عليه بقوة
- لو مش لمتيه صدقيني هعرفه كل حاجة..كل حاجة، شوفي بقى بعد أربعة وتلاتين سنة يفوق على الست اللي بيحبها ويموت فيها ويعتبرها امه تكون وهم
بكت وصاحت بوجهه
- انت ايه لسة عايز مني إيه. .فلوسي كلها واخدتها، وولادي الاتنين وقتلتهم، واختي دفنتها بإيدي اللتنين دي وهي نفسه، وابنك اللي حبيت تقتلني هو دفع التمن ...إنت راجل ظالم، وربنا عمره ماهيسكت على الظلم وقريب قوي ياتوفيق باشا الكل هيعرف حقيقتك وأولهم أسعد
دفعها بقوة وهو يشير بسبابته
- اتكلمي كدا وشوفي هعمل فيكِ ايه، وانتِ لسة قايلة موتلك ولدين ومستعد اقتل الاتنين التانين...ضرب على رأسها
- فوقي يازينب انا وبعدي الطوفان، واوعي تفكري هيصعب عليا راكان ولا أسعد حتى.. لازم توقفي الولد عديم التربية دا أصل وقسما عظما ادفنه حي.
هزت رأسها بهستريا وتحدثت
- لا مش ممكن تعملها، دول احفادك، مستحيل تعملها، صح ياعمي
ابتسم بسخرية ورفع رأسه للأعلى
- عملتها قبل كدا يازينب، ومستعد أعملها تاني
قاطعهم وصول العاملة
- خطيبة الباشمهندس سليم جم برة مع الباشمهندس ياست هانم
اومأت برأسها وتحركت كجسدا دون روح
بعد قليل جلس الجميع بغرفة المعيشة ...نظرت زينب بساعة يديها بعيون حزينة مشتتة ...دقق سليم النظر بعيناها
- ماما فيه حاجة...ربتت على كفيه وأردفت
- لا بس حلا أتأخرت، كنت اتصلت وطلبت منها تيجي عشان تتعرف على ليلى وكدا
قوس سليم فمه بسخرية
- ياماما هو راكان هنا عشان تجبيها...هزت رأسها كأنها تناست أن تخبره:
- أيوة ياحبيبي جه من حوالي تلات ساعات..وهو نايم وبيقولك الفستان في اوضتك ...قالتها بهمس إليه
كانت ليلى تتجول بنظرها للمنزل ...لا تعلم لماذا شعرت بالرهبة منه..ربت سليم على ظهرها - حبيبتي أنت كويسة
دلفت حلا ملقيه السلام
- آسفة عارفة أتأخرت، الطريق وزحمته في الوقت دا ...ابتسمت زينب وهي تقوم بالترحيب بها
- تعالي حبيبتي..وشوية وخطيبك هينزل هو لسة راجع من شوية قال هيرتاح شوية
تحركت متجه إلى غرفته
- انا هروح أصحيه ياطنط زينب..وحشني قوي،
- الجناح اتغير مدام حلا قالها سليم بجفاء وهو ينظرها ..توقفت على أول درج ثم أستدارت
- راكان غير الجناح اللي كنا هنتجوز فيه..استدار إليها بجسده وهز رأسها يجيبها بإستخفاف
- يمكن مكنش عايز حاجة تفكره بيكِ، قالها مشمئزا
- سليم قالتها زينب بصياح وهي تتجول بنظرها لعاصم وسمية فأردفت
- ممكن نتكلم بعد الغدا ..وأخوك هينزل بعد شوية، وياريت تقنع نفسك أنها بقت مراته
صدمة زلزلت كيانه فزفر بغضب يمسح على وجهه وتحدث:
- حنيتك دي اللي عملت منه شخص بالشكل دا..لكزته تكز على شفتيها تهمس له
- عيب تتكلم على أخوك قدام حد كدا ..نهض
و سحب كف ليلى ونظر لسمية
- بعد أذنك ياطنط سمية هنطلع فوق لو فيه حاجة مش عجبتها في الجناح اغيرها ..أومأت سمية برأسها عندما هز عاصم رأسه بالموافقة
بجناح راكان دلفت بعدما دلتها العاملة عليه
دلفت كان يغط بنوما عميق لا يشعر بشيئا ..جلست بجواره تؤنب حالها، كيف أن تترك شخص مثله، تمنت لو يعود بها الزمن لم تتركه ابدا..تنهدت وحدثت حالها
- قولت جوازنا لفترة، وعد مني لأوثق جوازنا ياراكان ونجيب ولاد كمان..نزلت بجسدها تقتنص قبلة ، فتح عيناه على اثرها، ثم هب فزعا وصاح بغضب
- أزاي تتجرأي وتدخلي الجناح دون اذني..أشار على الباب
- بررررة ...قالها بغضب ..
- انا كنت يعني بصحيك...لم يدعها تكمل حديثها فأمسك رسغها ضاغطا عليها بقوة، ثم دفعها للخارج وهو يكاد يلتقط أنفاسه، لكم الحائط وهو يصرخ
- مفكرة بالساهل كدا..أرجع خصلاته بقوة كادت يقتلعها بيديه..طرقت العاملة على باب الغرفة وتحدثت
- مستنين حضرتك عشان الغدا يافندم، وهات الباشمهندس مع حضرتك
- تمام قالها دون حديث...متوجها لمرحاضه، عله ينعش بحماما يزيح عنه أرق اليوم
عند سليم
...دلف لجناحه يسحب كفيها ..توقف بمنتصف الغرفة يطالعها بإبتسامته الخلابة
- شوفي حبيبتي لو عايزة حاجة تغيرها تحت أمرك..لفت نظرها بأرجاء المكان كاملا وابتسمت
- حلو ياسليم اهم حاجة نكون مرتاحين ..الحاجات دي متفرقش معايا..اتجه إلى الفراش وهو يسحب يديها ثم قام بفتح علبة كبيرة وأخرج منها فستان زفافها
- يارب يعجبك ...وعلى فكرة دا مش اختياري ..توسعت عيناها من جمال الفستان، ثم رفعت عيناها له
- حلو أوي ياسليم ..نظر لأبتسامتها وفرحة عيناها التي جعلتها كقمر منير ، ولم يشعر بنفسه إلا حينما اقترب يقتنص قبلته الأولى وهو يجذبها من خصرها ،حتى فتح الباب فجأة وهو يتحدث
- سليم أنا....ولكنه