رواية جديدة لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر لبسمة بدران - الفصل 23
قراءة رواية لأنني أحببت
الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من في غياهب القدر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الثالث والعشرون
أنتي كاذبة.
بعينيها راحت تمشط المكان من حوله خشية أن تكون إحدى الفتيات تنظر إليه فهي أقسمت بداخلها أن رأت أحدا يرمقه بنظرات إعجاب ستقتلع عينيها من مكانها فوليد خاصتها وحدها.
ابتسم باتساع على حركاتها الطفولية التي جعلته يعشقها أكثر
فجذبها برفق من يدها هاتفا بمرح: يخرب بيت عقلك ده أنتي ولا المخبرين اهدي على نفسك كده الناس بتبص عليكي.
أجابته بوله وهي ترفرف بأهدابها: اعمل إيه ما أنت بصراحة موز قوي ده أمي اللي هي أمي بتعاكسك يا بال بقى الناس تعمل إيه بص بق أنا هاقول لك على حاجة خلينا نتفق عليها من الأول أنا هاروح اقعدك جنب أخويا عمار وصَابا في الكوشة وهقعد جنبك عشان الناس تعرف أنك تخصني لوحدي.
أو بلاش دي هقعدك جنب بابا سعد والحاج كامل عشان أضمن أن ما فيش واحدة تبص لك.
رمقها باستغراب متسائل: ومين قال لك إني لما أبقى جنب الحاج سعد والحاج كامل ما فيش واحدة هتبص لي!
أجابته ببلاهة: مش عارفة بصراحة.
ضرب رأسها بخفة هاتفا بغزل: ما تقلقيش حتى لو كل البنات بتبص عليا أنا مش شايف غيرك أصلا يخرب بيت جمالك.
تنهدت بحالمية وأغمضت عينيها بقوة مغمغمة: اللي بعده بقى.
رفع حاجبيه باستغراب: اللي بعده مش فاهم.
زفرت بقوة بعد أن فتحت عينيها مغمغمة: ولا حاجة ما لكش في الرومانسية أنت يا ابني ما بتتفرجش على أفلام أجنبي؟
راقص حاجبيه بمرح ثم هز رأسه نفيا: لا خالص بصراحة أنا بحب الأفلام المصري وخصوصا الأفلام الأكشن عارفة الشحات مبروك بقى والحاجات دي.
صكت على أسنانها بغضب مغمغمة: الشحات مبروك الله يبارك فيك بعد أذنك بقى عشان أنا ورايا حاجات رايحة اعملها قال مبروك قال.
قهقها مرة ثانية وجزبها من مرفقها مرة أخرى: طيب خلاص ما تزعليش ده أنا والله جاي النهاردة مخصوص عشانك رغم إن كان عندي شغل كتير قوي.
ابتسمت بعزوبة مغمغمة بخفوت: أيوة بقى وبعدين؟
استطرد حديثه بعشق نابع من جنبات قلبه: خليكي عارفة أن بفضلك الضحكة رجعت لي مرة تانية.
أراجوز يعني.
كادت أن تبكي من حديثه فهدر بصوت مرتفع: فصلااااان أقسم بالله أنتي فصلاان وربنا ما أنا واقفة معاكي.
❈-❈-❈
وقف يبحث عنها بعينيه حتى أبصرها تقف وسط النساء فدنا منهن بخطوات بطيئة ثم تنحنح في حرج مغمغما: عبير ممكن أتكلم معاكي كلمتين؟
خفق قلبها لرؤيته وكذلك لسماع صوته الذي اشتاقته كثيرا فأومأت له ثم دنت منه وسارت برفقته حتى ابتعدا نوعا ما عن التجمع.
وقفت قبالته ترمقه بنظرات معاتبة مما جعلته يشيح بعينيه بعيدا عنها مغمغما باعتذار: عارف أنك زعلانة مني وصدقيني ما كنش قدامي حل تاني غير كده جايز لو كنتي فضلتي معايا كنت هفضل اسمعك كلام زي الزفت لأني كنت مخنوق جدا من اللي حصل فهماني يا عبير؟
بس عشان أنتي غالية عندي حبيت أبعدك لحد ما أروق.
ورقت.
تلك الكلمة هتفت بها عبير بصوت حزين جعلته ينظر إلى عينيها مباشرة مجيبا إياها بابتسامة: طبعا رقت أوعي تفتكري أن بعدك عني ده كان سهل أقسم لك بالله أنا كنت بتعزب أكتر منك
وبعدين يعني المفروض تكوني واثقه فيا أكتر من كده.
أمسكت بيده ونظرت إلى عينيه مباشرة هاتفة بحب: طبعا واثقه فيك بس كنت فكرة أني مش حهون عليك تسيبني المدة دي كلها أنا عارفة أني غلطت بس بصراحة أنت عقابك كان قاسي قوي يا رؤوف.
رفع يدها التي تمسك بيده ثم طبع قـ بلة طويلة عليها مغمغما بصدق: أسف يا قلب رؤوف وعد أني مش هبعد عنك تاني أبدا.
تأملها بافتتان مستطردا حديثه بغزل صريح: بس إيه الجمال ده تخنتي كده وقلوزتي الظاهر أن الحاج سعد بيغزيكي كويس إيه رأيك أسيبك عنده شهر كمان؟
رمقته بحدة طفيفة ثم قبضت على قميصه بقوة هاتفة بإجرام مصطنع: أنت استحليتها ولا إيه لا كده الموضوع ما يطمنش أوعى تكون اتجوزت عليا وما قلتليش.
امسك بيدها التي تقبض على تلابيبه مردفا: يا عبيطة هو أنا شايف غيرك أصلا.
❈-❈-❈
اتسعت عينيها في دهشة فور استماعها لحديثه ذاك وما أثار دهشتها أكثر عندما هتف كامل بصوت جاد: ألف مبروك يا صَبا ربنا يسعدك ويفرحك تصدقيني أنا كنت عايز أصارحك بكل حاجة من الأول بس عمار طلب مني أني ما اتكلمش عشان كده التزمت الصمت تماما مرة تنية ألف مبروك وربنا يهنيكم يا رب.
ربط عمار فوق منكبه بخفة هاتفا بابتسامة واسعة: الله يبارك فيك يا صاحبي وربنا يسعدك ويرزقك ببنت الحلال اللي تستهلك أنت شاب جدع وما فيش منك كتير دلوقتي.
وزعت صَبا بصرها بينهما وراحت تهز رأسها بعنف هاتفة بعدم تصديق: إيه اللي أنت بتقوله ده يا كامل؟
أنا بجد ما بقتش فاهمة حاجة.
فتح كامل فاهه ليتحدث إلا أن عمار سبقه بالحديث ممسكا يدها: أنا اللي حفهمك يا صَبا.
جزبها برفق حتى وقف بها في منتصف الحشد ثم هتف بصوت جهوري: يا جماعة عايزكم تسمعوني كويس فيه كلام مهم قوي حقولة دلوقتي.
دهش الجميع مما يحدث ما عدا والده والحاج كامل فهما يعرفان مسبقا ماذا سيفعل عمار.
بحث عمار بعينيه عن زوجته فابتسم عندما وقع بصره عليها فأشار لها مناديا: تعالي جنبي هنا.
انصاعت زينة لطلبه وسارت بخطوات واثقة حتى وقفت أمامه مباشرة
شعرت بالغضب مما يحدث فقررت أن تنهي تلك المهزلة وتذهب إلى والدها علها تفهم ماذا يحدث
إلا أن عمار قبض على يدها بقوة هاتفا بعنف: ما تتحركيش من مكانك يا صَبا خليكي واقفة قلت عايز أتكلم كلمتين مهمين.
وزع عمار نظراته بينهما ثم هتفا بصوت مرتفع: لما عملت الحادثة اسودت الدنيا في وشي وحسيت أن البيبان كلها اتقفلت واتخلوا عني أقرب الناس ليا وطبعا كلكم عارفين أنا أقصد مين.
أشار على زينة مستطردا: أيوة أقصد مراتي أم أولادي عشرة سنين اتخلت عني في أكتر وقت كنت محتاجها فيه بس كده لأ راحت اتجوزت وسابتني
وقتها اتمنيت الموت فعلا لحد ما ربنا -سبحانه وتعالى- بعت لي أجمل هدية أحلى وانضف حاجة حصلت في حياتي بعت لي صَبا البنت الصغيرة أم ضفاير اللي اتربت على أيدي وقفت جنبي في أكتر وقت كنت محتاج لأيد تطبطب عليا وكانت هي الأيد دي
بسببها حبيت الدنيا وحبيت أني أتعالج وأقف على رجلي مرة تانية عشنها حبيتها واتعلقت بيها وليه لأ؟
مين اللي يعرف صَبا ويعاشرها عن قرب وما يحبهاش
ملاك في هيئة بني آدم ولما قررت اعمل العملية عشان خاطرها وعدتها وعد قبل ما آخد إبرة البنج.
نظر إلى عينيها مباشرة وتساءل: فكراه يا صَبا الوعد؟
دمعت عينيها في تأثر وأومأت موافقة.
فأردف: وعدتها أني أعمل لها فرح أخلي الحارة كلها تحلف بيه والنهارده أنا جيت عشان انفز وعدي
بس سامحوني أني طولت عليكم وصدعتكم بمشاكلي بس أنا مدين لصَبا باعتذار لأني بعد العملية للأسف ما افتكرتهاش وافتكرت مراتي أم أولادي واللي بصراحة برده ما قصرتش وكانت بتعمل كل حاجة عشان تشوه صورة الملاك اللي ربنا بعتهولي في عيني
وأنا برضو ما قصرتش وجيت عليها بزيادة وصدقت كل كلمة وحشة اتقالت في حقها
بس لما رجعت لي الذاكرة مرة تانية وافتكرت اللي عملته فيها قررت أني أعوضها واخد لها حقها من كل اللي جم عليها وأولهم أنا وعاقبت نفسي اني فضلت مع زينة لفترة طويلة عشان كده أنا بقول لصَبا قدامكم كلكم إني بحبها دي كلمة بسيطة وأنها أجمل حاجة حصلت لي في حياتي وبطلب منها أنها تسامحني وكمان بطلب أنها تكمل معايا حياتي اللي بجد ناقصة من غيرها بس قبل ما اسمع منها الموافقة طبعا.
استدارة موجها حديثه لزينه التي شحب وجهها من كل الكلام الذي تفوه به زوجها مردفا بحقد دفين: أنتي طالق يا زينة طالق بالتلاتة.
رمقته بغضب شديد ثم استدارت تسير مطأطئة الرأس وهي تستمع الجميع يسبها بألفاظ بذيئة.
بينما عمار ركع على ركبتيه ممسكا بيدها هاتفا بحب: عارف أني عزبتك كتير وجيت عليكي أكتر بس واثق أنك هتسمحيني طمعان في كرمك المرة دي يا صَبا المرة دي وبس هتكسفيني؟
تساقطت الدموع من مقلتيها واشاحت بوجهها بعيدا عنه
ثواني وارتفع صوت الجميع يقول: سامحيه يا صَبا سامحيه.
نظرت إليه مرة ثانية فأبصرته يضغط على عينيه بألم فيبدو أن قدمه التي يجلس عليها آلمته كثيرا فلن تجد سبيلا سوى الموافقة فأومأت له دون أن تتفوه ببنت شفا
مما جعله يقفز محتضن إياها بقوة وسط تصفيق الجميع.
❈-❈-❈
استغلى رامي تلك الفرصة وأحاط كتف زوجته بذراعه هامسا في أذنها بحب: جوز أختك ده طلع رومانسي قوي بس وربنا لأعمل لك حاجة أحلى من دي بكتير ده أنا رامي برده أوعدك أنك مش هتندمي عشان اديتيني الفرصة دي يا غزل وسامحتيني.
أزاحت ذراعيه برفق ثم استدارت له هاتفة بجدية: ما تحطش أيدك كده مرة تانية احنا لسه ما كتبناش كتابنا ده أولا وثانيا ما تفتحش الموضوع ده تاني عشان ننساه وبما أننا قررنا نبدأ من جديد يبقى لازم نقفل صفحة القديم خالص تمام؟
ابتسم باتساع على حديث زوجته التي نضجت كثيرا فأحيانا التجارب تعلمنا الكثير والكثير وتجعلنا نكون أفضل مما كنا عليه ألم يقولوا قديما
الضربة اللي ما بتعلمش بتقوي.
❈-❈-❈
وفي خضم تلك الأحداث الممتلئة بالحب والاعترافات.
نظرت إحدى الفتيات من أهل الحي إلى خطيبها هاتفة بنزق: مليش دعوة يا محمود شايف المهندس عمار عمل إيه أنا عايزة فرح زي ده وتركع على رجلك شبه بتوع السيمى وتقدم لي الخاتم.
ضربها بخفة على رأسها مردفا بحنق: خاتم إيه يا أم خاتم احنا خلاص لبسنا الخواتم ولا نسيتي وإن كان على الفرح بسيطة يا ستي نعمل لك زيه
لكن اركع على رجلي والشغل الهابط ده ما يجيش معايا سكة بلاش محن بقى.
برمت الفتاة شفتيها مغمغمة بعدم رضا: يا ميلة بختي يانة يا بختك يا صَبا.
❈-❈-❈
ولجت بعد أن طرقت الباب طرقات خفيفة فأبصرته يتمتم بكلمات غير مفهومة فظلت مكانها بعد أن أغلقت الباب
فهي أيقنت بأنه يستغفر الله أو ربما في مناجاة معه فلم تشأ أن تقاطعه.
وما هي إلا دقائق قليلة حتى أردف دون أن ينظر إليها: تعالي أنا خلصت خلاص.
ابتسمت باتساع ثم دنت منه متسائلة: عامل إيه دلوقتي؟
أجابها بامنتان: الحمد لله الفضل ليكي بعد ربنا إني أبقى كويس شكرا لأنك ساعدتيني أني أرجع لربنا حتى أهلي ما كانوش بيعملوا معايا كده دايما طلباتي كانت مجابة ما عوزتش حاجة غير وكانت عندي حتى من قبل ما اطلبها
لكن عمر ما حد من أهلي قال لي صلي أو صوم أو حتى اذكر ربنا عشان كده طلعت كده
عارف ان ده مش مبرر لأن أنا المفروض كبرت وعقلت وعرفت الفرق بين الحلال والحرام بس النشأة الصحيحة والتربية بيكونوا عامل أساسي في تكوين البني آدم وللأسف أنا افتقدت ده.
هتفت وهي تستقل أحد المقاعد المجاورة للفراش: مش مهم أنت كنت إيه الأهم أنت بقيت إيه دلوقتي والحمد لله أنا شايفاك أحسن بكتير الحمد لله.
تلك الكلمات رددها حسام خلف الممرضة التي استطردت حديثها مغايرة دفة الحوار: أنا رنيت على الرقم اللي أخدته من على تليفونك كتير جدا بس أداني في الأول جرس وبعدين أداني غير متاح الظاهر أنه فصل شحن ولا حاجة بكرة إن شاء الله نجرب مرة تانية وبإذن الله يرد
ودلوقتي بقى يا بطل اسمح لي اجهز لك العشا بتاعك.
أومأ لها حسام.
فدلفت للخارج تاركة اياه يتنهد بارتياح.
فما اجمل الرجوع إلى الله والتوبة بعد المعصية.
❈-❈-❈
بغضب شديد ألقت بجـ سدها فوق أقرب مقعد وجدته في منزلها وهي تسب وتلعن في عمار وكذلك صبا
جلست والدتها بجوارها مغمغمة بحنق: شفتي عمايلك السودة وصلتنا لإيه؟
فضحتينا قدام الناس كلها يا بعيدة وأنت عمالة تقولي لي كل حاجة تمام كل حاجة زي الفل لحد ما وقعت الطوبة في المعطوبة واديكي رجعتي تاني مطلقة وقاعدة جنبي زي البيت الوقف ربنا يوكسك يا زينة يا بتي.
رمقتها زينة بغضب حارق ثم هدرت بها: أنتي ايه يا شيخة أنتي أم أنتي شمتانه فيا ده بدل ما تقولي لي كلمتين يطيبوا خاطري
بس أزاي تعملي كده؟
ده أنتي لو عملتي كده ما كنتش هعرفك أنتي جيبه الجحود ده منين؟
قاطعتها والدتها بصراخ: احترمي نفسك وأنتي بتكلميني وبعدين يا أختي الحال من بعضه أوعي تفتكري يا بت أنك أحسن مني لا يا ماما فوقي لنفسك ده أنتي ألعن يعني باختصار لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك واهي بت سعاد انتصرت عليكي وخدت جوزك منك قدام الناس كلها ومش بس كده دي اتسببت لك في فضيحة لا لها أول من آخر ولا حد هيعبرنا ولا هيخبط على باب بيتنا عشان يتجوزك يعني أنتي هتفضلي قاعدة في قرابيزي.
قبضت زينة على يديها بقوة ومن ثم راحت تصرخ وتصرخ حتى انجرحت حنجرتها وبعدها انفجرت في بكاء مرير تنعي حظها العثر
فهي خسرت كل شيء بل وأصبحت مجرمة في أعين الجميع وهذه وصمة عار ستعيش بها طوال حياتها.
❈-❈-❈
بحزن شديد يجلس فوق الأريكة في منزلهم يجاهد نفسه كي لا يبكي.
ثواني وجلست والدته بجواره ثم راحت تهدهده بكلمات مطمئنة
فاستلقى كامل فوق الأريكة واضعا رأسه فوق فـ خذها وتلقائيا رفعت يدها وراحت تدلك فروة رأسه.
ظل الصمت حليفهما حتى قطعته هي بصوت حزين: قدر الله وما شاء فعل يا كامل يا ابني وبعدين المفروض أنك كنت عارف ده من الأول مش عمار جالك وفهمك أنه مش هيسيب صَبا وأنت وافقت أنك تسيبها له وساعدته كمان عشان يرجعوا لبعض؟
طيب إيه اللي مزعلك دلوقتي؟
أجابها بصوت خافت: أنا مش زعلان يا أمي ربنا يسعدها ويهنيها أنا بس لما شفتها النهاردة اتمنيت أن اللي حصل ده ما يكونش حصل اتمنيت أني أكون العريس فعلا فهماني يا أمي؟
أنا مش بحقد عليهم بالعكس دايما كنت بسمع الناس بتقول اللي يحب حد بيتمناله السعادة وكنت بضحك وباقول دي ناس مخابيل
أزاي أنا أحب حد واشوفه مع شخص غيري ده أنا كنت أموت من الغيرة.
بس لما شفت عمار وصَبا واقفين جنب بعض النهاردة عرفت قد إيه هما لايقين على بعض ورغم نظرات الغضب اللي كانت في عين صَبا إلا أني شفت في عينيها كمان نظرات تانية نظرات حب للشخص اللي واقف جنبها مش ليا.
ابتسمت والدته ثم غمغمت: ربنا يكملك بعقلك يا ابني ويرزقك ببنت الحلال اللي تعوضك خير
دلوقتي بقى قم صلي لك ركعتين وأحمد ربنا وادعي له أنه يريح قلبك ويفرج همك و-إن شاء الله- ربنا هيستجيب لك عشان أنت طيب وابن حلال.
❈-❈-❈
بعد أن انتهى العرس عاد الجميع إلى منازلهم
فبعد أن تم عقد قران غزل ورامي مرة ثانية طلب الحاج كامل من ابنته أن تذهب ظع زوجها.
وكذلك فعل الحاج سعد مع عبير ورؤوف
والتي بدورها رحبت كثيرا فهي اشتاقت زوجها حد الجنون.
أما عند صَبا وعمار فقد اصطحبها عمار إلى فندق ضخم سيقضيان فيه بضع أيام ريثما ينتهي الحاج سعد من تجهيز شقته وشراء أثاث جديد لهما.
ولجا برفقتها إلى الفندق وهو يضع يدها في يده وسعادة العالم تجتاحه غير عابئ بنظراتها الغاضبة التي ترمقه بها بين ألفينة والأخرى.
استقبلهما موظف الاستقبال بترحاب شديد ثم بارك لهما وأعطاهما المفتاح الخاص بالغرفة التي حجزها عمار مسبقا.
استقلا المصعد سويا
وقفا بهما في الدور المنشود ثواني وفتح عمار باب الغرفة بالمفتاح الخاص بها ثم أشار لها لتلج وبعدها تبعها هو مغلقا الباب من خلفه.
تأملت الغرفة بانبهار شديد لكنها لم تظهر ذلك بل اتجهت بلا مبالاة إلى الفراش وجلست عليه
زفر عمار بقوة فهو يعلم أن مهمته الليلة صعبة للغاية في استرضاء تلك العنيدة.
دنا منها بخطوات تناسب حالته الصحية وجلسا بجوارها
ظلا هكذا لثواني حتى رفع عمار يده محيطا منكبها بذراعه هامسا في أذنها بعشق: وحشتيني قوي يا صَبا.
أزاحت يده بعنف ثم هبت واقفة مشهرة سبابتها أمام وجهه صائحة به: ما تقولش الكلام ده تاني يا عمار خليك عارف أني وافقت بس النهارده عشان منظرنا قدام الناس لكن أنا ما بقتش بحبك.
استقام واقفا حتى بات قبالتها وامسك بإصبعها وقبله برقه ثم دنا منها وهمس أمام شـ فتيها: بتقولي أنك ما بقتيش تحبيني؟
هزت رأسها نفيا
فتابع حديثه بنفس الهمس: أنتي كدابة يا صَبا عنيكي بتقول غير كده وقلبك اللي بيدق بصوت عالي ده بيقول غير كده أنتي مش بس يتحبيني أنتي بتعشقيني زي ما أنا بعشقك بالظبط.
أغمضت عينيها تستمتع بسحر تلك اللحظة وكذلك برائحته التي اشتاقتها كثيرا
فابتسم عمار بقوة على حالتها التي هي عليها الآن فدنا منها ملتقطا شـ فتيها بين شـ فتيه يقـ بلها بجنون وعشق شديد.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران من رواية لأنني أحببت الجزء الثاني من رواية في غياهب القدر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية