-->

رواية جديدة قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 8

 

  قراءة رواية قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء


الفصل الثامن

ــــ غروب الروح ــــ



رحلت.. أنا عنك نعم لقد قررت الرحيل لا تسألني إلى أين ولكن إسأل قلبك لماذا رحلت عنه إسأله لماذا تخلى عن قلب هواه لماذا آلمني و جرحني لماذا سقاني الداء بدلاً من الدواء راحل إلى طريق بلا عودة إلى ذلك المكان الذي كنت أسكن فيه قرب آهاتي و زفرات قلبي فالسعادة لم تكن أبداً لتعرف طريقها إلي طالما مشاعري مجنونة و متهورة …


ذهب شفيق للمكان الذى أخبروه عنه عبر الهاتف ليجد إمرأة كبيرة تجلس فى أحد البيوت القديمة اقترب منها بغضب وهى تنظر له بسخرية

بدأ يبحث فى المكان عما يريد ليهتف بغضب :

ـ فين علياء أخدت حفيدتي وهربت فين اتكلمي !!

أجابته صفيه بتوتر و خوف :

ـ مستحيل تعرف مكانها مني أنا عارفه إنك عاوز تد.مرها مش كفاية رائد اللى قتـ.ـلته انسى إني اقولك مكانهم

اقترب منها ليضع يده حول رقبتها ويهتف بتهديد : 

ـ هقـ.ـتلك لو معرفتش مكانهم 

كانت تسعل بقوة ليبتعد عنها لتجيبه بدموع :

ـ هى أول مرة تقـ.ـتل القـ.ـتل مش جديد عليك ولا نسيت محمد اللى كنت السبب فى موته .. ابعد عن علياء خليها تعيش مع بنتها فى أمان كفاية اللى عاشته فى بيتك كفاية بنتك بقت نسخه منك 

ابتعد عنها بحذر فهى تعلم كل خباياه وظل يبحث عنها كثيرا لكى تخبره عن مكان علياء وحين علم أنها لن تفصح بسهوله عن مكانهم طلب من الحرس أن يحضروها معهم ليأخذها للجحـ.ـيم من جديد مرة أخرى فهى كانت شقيقة زوجته الاولى وكانت تقيم معهم ولكن بعد أن علمت حقيقته قررت الفرار بعيدا حتى لا تكون ضحية جديدة له .. وبعد وصولهم اتجه للمكتب وهى تسير خلفه 

هتفت برفض وتحدي :

ـ أنا مش هقعد هنا هرجع بيتي 

نظر لها بغرور و تهديد :

ـ إنسي أنا سمحت ليكي زمان تمشي لكن المرة دي صعب يا مدام كفاية خدعتيني زمان و كدبتي عليا .. أى محاوله للخروج رد فعلى مش هيعجبك صدقيني 

تركته واتجهت للخارج لتلتقي بزوجته الجديدة نظرت لها بسخرية لتصعد لغرفتها برفقة الخادمة لتتذكر هذا المنزل الذى تحول لجحـ.ـيم بسبب جرائـ.ـم شفيق وكيف فقدت من تحبهم بسببه لتشعر أن القادم ليس سهلاً لتخرج هاتفها الذى قامت بإخفائه بعد عثور شفيق عليها و قامت بإخباره أنها عادت مع شفيق مرة أخري 

ـ أنا رجعت الفيلا بس خايفه 

ليجيبها بهدوء و جدية :

ـ مهمتك مش سهله و انتي عارفه لو عاوزه تتراجعي حقك و أوعدك هتكوني فى أمان شفيق عارف إن وجودك معاه أمان له يعني مستحيل يفكر يقرب منك المهم تبلغينا بأي جديد

أجابت بتنهيده و توتر :

ـ أنا هكمل للآخر علشان أخد حق جوزي وابن اختي اللى قتـ.ـلهم 

لتغلق معه وتفكر فى القادم وما ينتظرها وتذكرت أيضًا أبنائها التي تخفي عنه وجودهم كي لا يقعوا معه فى هذا العالم الإجرامي 

عاد لمكتبه ليقوم بالاتصال بالمحامي الخاص به وطلب منه أن يقدم بلاغ ضد عزت باتهامه بخطـ.ـف زوجة ابنه و حفيدته لينفذ على الفور ويتجه للنيابة لتقديم بلاغ للنائب العام

❈-❈-❈


بعد صعود علياء لغرفتها نظر عزت لابنته بغموض لتذهب خلفه إلى أنه غرفته

هتفت بتوتر و جدية :

ـ بابا أنا عارفه موقفك من علياء بسبب جوازها من ابن شفيق بس مش هنتخلي عنها هى غلطت و بتدفع التمن دلوقتي مفيش لها غيرنا 

تذكر كيف صممت على زواجها من ابن شفيق و تحديها للجميع و تذكر أن جسار هو من وقف معها و تحدى الجميع ولكن لن يستطيع أن يتركها 

ـ وجودها هنا خطر عليها قبلنا يومين وتسافر الإسكندرية على ما نلاقي مكان مناسب لها وتكون بعيد عن عين شفيق 

ابتسمت له بهدوء وغادرت لتطمئن على فاطيما أولا ثم اتجهت لغرفتها .. جلست بجوار ابنتها النائمة وتذكرت السنوات التى قضتها فى منزل شفيق و عذابه لها خاصة بعد موت زوجها وكيف كان يأخذ فريدة منها لمعاقبتها حين كانت تعترض على أى طلب له .. تذكرت كيف استطاع جسار تحريرها من هذا السجن منذ ثلاثة شهور لتعيش خائفة من أن يعثر عليها شفيق ويأخذ ابنتها كما هددها فى آخر حوار بينهم لتنام بسبب إرهاقها وهى تضم ابنتها ..فى الصباح استيقظت فاطيما لتتجه للحديقة وتفكر فى القادم نعم سترحل من هذا المكان الذي لم تحصد منه سوى العذاب والألم وفى نفس الوقت كانت فريدة تبحث عن والدتها ولم تجدها فى الغرفة لتأخذ الكرة و تهبط للأسفل لتلعب انتبهت فاطيما لها وكانت تتابعها فى صمت رغم تعجبها لوجودها ولكن أثناء لعبها بالكرة اتجهت للخارج لتركض خلفها كي تحضرها ولم تنتبه للسيارة القادمه لتقف فاطيما تريد الصراخ لتنبهها ولكن لم تستطع بعد عدة محاولات اتجهت إليها مسرعه وصرخت عليها لتقف بخوف ولكن اتجهت إليها لتضمها بخوف وسقطت بها على الأرض انتبه السائق لهم ليقف على بعد مناسب منهم .. فى الداخل كانت علياء تبحث عن فريدة لتسأل سمية عنها وقبل أن تجيبها استمعوا لصوت صراخ فاطيما ظنت علياء أن ابنتها حدث لها مكروه لتخرج مسرعة برفقة سمية لمعرفة ماذا حدث لتأخذ فريدة منها وضمتها بخوف .. اقتربت سمية من فاطيما لتنظر لها بحنان ومحبه ونظرت لفريدة التى ترتجف بسبب ما حدث لتضع يدها على ظهرها 

سمية ويدها على رأسها : 

ـ انتي كويسه طمنيني !!

حركت رأسها بخوف : 

ـ قلبي كان هيقف خفت عليها أوى

كانت علياء متمسكة بها كأنها ستفقدها للأبد لتقبل جبينها :

ـ لو كانت اتعرضت لأي أذى مكنتش هسامح نفسى 

سمية وهى تنظر لهم : 

ـ تعالوا اعرفكم على بعض طيب علياء اخت عمر وبنت خال جسار وفريدة بنتها ' أشارت ل فاطيما ' ودى فاطيما بنت أخويا وعلى فكرة والدتها كانت بنت عمي أنا و والدك اخر مره شوفتوا بعض كانت قبل ما يسافروا 

علياء بهدوء وهى تبتسم لها و تتذكر حديث جسار عنها :

ـ  انتى بقي فاطيما ' لتهمس بصوت منخفض ' جسار حقيقي غبي و هيخسر كتير أوي 

أجابتها بهدوء و ابتسامه :

ـ أيوه إيه رأيك بقى طبعا دي أول مره تتقابلوا لأنها كانت عايشه فى لندن ورجعت مصر من فترة بسيطه

فاطيما وهى تسير معهم للداخل :

ـ هرجع لندن تاني يا عمتو ماليش مكان هنا 

هتفت سمية بهدوء :

ـ عاوزه أتكلم معاكي و أفهم ازاى مضيتي على الورق 

أرادت علياء المغادرة لكي تتركهم يتحدثان معاً لكننهن وجدن عزت أمامهم ليقترب منها و يضمها بهدوء 

ـ هتسافري أكيد بس الأول ترجعي حقك ولا هتستسلمي له وينجح فى خطته 

ابتعدت عنه لتبتسم بسخرية :

ـ حقي !! خلاص أنا متنازله عنه مش عاوزه حقوق كفاية بقي الصراعات دى كلها أنا خسرت أهلي مبقاش عندي حد مشيو و بعدوا خلاص لا هقدر اشوفهم ولا احكي لهم اللى واجعني

لتضـ.ـرب بيدها على قلبها :

ـ إنت دخلتني حـ.ـرب مش قدها وإنت عارف إن حفيدك مش هيسكت خدت أيه من هنا غير الوجع والعذاب قلت إنك بتحبني .. لو بتحبني بجد ابعدني عن هنا ابعدني عن كل الصراعات اللى عايشه فيها مش عاوزة حاجه هو عاوز الشركة و أنا اتنازلت خلاص كفاية أنا بجد تعبت فكروا فيا مره زى ما بتفكروا فى الشركة 

كان الجميع يستمع لها فى هدوء هى محقه لقد عانت كثيراً بسبب ما يحدث لتتركهم وتصعد لغرفتها رافضه رؤية أحد 

فى الأسفل طلب عزت المحامي ليحضر له فى المزرعة لإيجاد حل لم حدث 

❈-❈-❈


كان الحال مختلفاً عند عمر فهو منذ ما حدث وهو يرفض التحدث مع سلمى و بدأ بالبحث عن عمل فى شركة أخرى وكان سيترك الفيلا أيضًا لكن لولا رفض عزت لأن الفيلا مازالت ملكه هى والمزرعة واثناء خروجه من الفيلا وجد ظابطاً ومعه بعض العساكر ليتعجب فى البداية 

ليهتف الضابط بجدية :

ـ معانا أمر بتفتيش الفيلا و ياريت تساعدونا ننهي مهمتنا فى هدوء

ليجيبه بتعجب و توتر :

ـ ممكن أفهم إيه السبب أظن لازم يكون فيه إذن بالتفتيش 

ليخرج الورقة و يعطيها له كان يقرأها بصدمه ليقترب منهم جسار الذي أخبرته الخادمه بوجود ضابط فى الأسفل 

ليجيبه عمر بجدية :

ـ اتفضل فتش بس أظن إنك مش هتلاقي حاجه هنا تفيدك 

جسار وهو يتابع ما يحدث بغيظ بعد علمه سبب وجود الشرطه عندهم أراد الاتصال ب عمته كي تجعل علياء تتجه لمكان آخر لكنه فشل .. انتهوا من البحث وغادروا متجهين للمزرعة لا يعلم ماذا يفعل ؟؟

ليخبر عمر أن يقوم بالاتصال بجده و إخباره أنهم سيقوموا بتفتيش المزرعة للبحث عن شقيقته

ـ عمر أنا محتاج مساعدتك الموضوع خاص ب علياء خلينا ننسي الخلافات دلوقتي

هتف بسخرية و غيظ :

ـ أساعدك ليه هاه إنت آخر شخص ممكن أساعده يا جسار و بالنسبة لأختي اطمن مش هستنى تقولي أعمل إيه 

تنهد بغيظ بعد مغادرة عمر وقرر الاتجاه لرؤية شفيق أولاً فهو لن يسمح له أن يقترب من علياء و ابنتها وكان يتوعد له  قام عمر بالاتصال ب سمية أثناء ذهابه للمزرعة و أخبرها بما حدث وأن الشرطة قادمة للمزرعة للبحث عن علياء لتخبر والدها علمت علياء بالأمر وكانت تشعر بالخوف فعثور شفيق عليها يعني موتها لن يتركها على قيد الحياة لا يريد سوى حفيدته 

هتفت علياء بدموع وهى تضم ابنتها بخوف :

ـ أنا تعبت ههرب لامتى عاوزه أعيش فى أمان أنا وبنتي 

سمية بهدوء وهى تفكر فى حل للأمر :

ـ أهدى أكيد هنلاقي حل بس وجودكم هنا دلوقتي خطـ.ـر عليكم لازم تبعدوا عن هنا 

ـ هروح فين تاني يا عمتي مفيش حل غير أسافر بره مصر علشان اخلص من شره 

هبطت فاطيما لأسفل واستمعت لحديثهم :

ـ تعالي معايا هنروح مكان مش هيقدروا يوصلوا لكم فيه 

ـ هتروحوا فين بعدين ممكن يكون مراقب المزرعة 

هتفت سمية بهذا الحديث بهدوء لتجيبها فاطيما بجدية 

ـ هنروح الفيلا القديمة أعتقد مستحيل يفكر إنها تكون هناك بعدين مفيش وقت و بالنسبه للخروج هنخرج من ورا لازم نتحرك مفيش وقت 

❈-❈-❈


غادرت فاطيما برفقة علياء و فريدة بسيارتها من الباب الخلفي وأثناء سيرها فى الطريق انتبهت لسيارة جسار تقطع عليهم الطريق لتقف بهدوء خرجت علياء لتقترب منه و تهتف بتوسل 

ـ جسار .. جسار الحقني

كان ينظر لها بهدوء شديد :

ـ ممكن تهدى كل شئ هيكون كويس متقلقيش

كانت تتحدث بتوتر وعدم وعي بسبب خوفها من فقدان ابنتها أيضاً :

ـ شفيق شفيق عرف مكاني هيقـ.ـتلني و ياخد فريده الحقني يا جسار انقذني منه ابعدني عن هنا

هتف بنبره بارده خاليه من المشاعر :

ـ هاه تعالي معايا خلينا نمشي من هنا يلا

و كأن النبض عاد لها من جديد لتبتسم له بإمتنان :

ـ هنروح فين استنى اجيب فريده و فاطيما طيب

أجابها بجدية و غموض :

ـ هتروحي عند شفيق كفاية بقي لغاية كده أنا غلطت لما ساعدتك تهربي من البداية

وقفت وهى تشعر بالصدمه من حديثه لتشعر أنها فى حلم سيئ :

ـ إنت بتقول إيه إنت بتهزر يا جسار هو ده وقته

لم تتغير ملامحه كانت أكثر غموضاً و حدة :

ـ ايوه قوليلي ناوية تعيشي هربانه لامتى أنا خلاص هدور على مصلحتي كفاية أوي بقي لحد كده

كانت تتحدث معه بصوت مرتفع و فاطيما تتابعها من السيارة أرادت فريدة النزول لرؤية جسار لكن فاطيما رفضت خوفاً عليها 

ـ إنت اكيد اتجننت انت عارف انت بتقول أيه أنا لو رجعت له هيقـ.ـتلنى وإنت عارف كده أنا بجد مصدومه فيك إنت إزاي بتقول كده وانت الوحيد اللى عارف وشاهد على كل حاجه من البدايه انت مين بجد انا مش مصدقه اللى بسمعه

كان يتحدث معها بجدية فهو يريد أن ينهي هذه الصراعات التى حدثت بسبب جده مع شفيق دون الإنتباه لأهمية من حوله يكفي هذا :

ـ لا صدقي و هتكلم معاه علشان ميحاولش يقرب منك هناك هتكوني فى امان عاوزه تعيشي كده باقي حياتك ولا ايه فكري فى فريدة

سارت عدة خطوات لتغادر و دموعها تهبط على وجهها بغزارة :

ـ إنت مين انا معرفش إنت مين للأسف ابعد عني ابعد عني 

وقف أمامها كي يمنعها من المغادرة :

ـ تعالي معايا قلت متخافيش

كانت تصرخ بصوت مرتفع وهى تتوسله كي يبتعد عنها :

ـ لأ لأ لأ ابعد عني ابعد عني 

وجدها تقف أمامه لم ينتبه لها لتهتف بحدة و غضب :

ـ ابعد عنها انت اتجننت عاوز منها إيه 

نظر لها بسخرية و برود :

ـ مالكيش دعوه انتي ولو عاوزاها وماله تعالي معاها تلزمي شفيق إنتي كمان

لا تعلم كيف وقفت أمامه هكذا بعد كل ما فعله معها لكنها لن تسمح له بهزيمتها مره أخرى :

ـ انت بجد مجنون مش هسمحلك تقرب لها إنت واحد أناني وهتخسر فى الاخر

ابتعدت علياء وعادت للسيارة مره أخرى تضم ابنتها بخوف لتمسح فريدة دموعها بيدها الصغيرة وتقبلها على وجهها 

ـ أنا مش بحب بابا و مش هتكلم معاه تاني علشان هو زعلك

لم تجبها لتغلق باب السيارة جيدا وتشاهد هذا الشخص الذي أصبح شخصاً آخر بينما كان جسار متفاجئاً من هجـ.ـوم فاطيما لم يتوقع أن تقف أمامه مرة أخرى

ـ لا والله ومين هيمنعنى إني أخدها وامشي إنتي مثلاً

تنهدت بغضب و أجابته :

ـ أيوه انا لو مبعدتش هبلغ البوليس و اتهمك بمحاولة خطف

أجابها بسخرية و استفزاز :

ـ وماله بلغي علشان يجيوا ياخدوها هى وفريده و يسلموها لشفيق و يبقى وفرتي عليا حوار كبير

ـ هتهمك بالتزوير و محاولة خطفي اللى اتعرضت لها ايه رايك

اقترب من السيارة ليدق على زجاج الباب :

ـ اعملى ما بدالك ميهمنيش ومش هتقدرى تعملي حاجه ولا تثبتي حاجه .. يلا يا علياء فريدة فريدة تعالي يا حبيبتي يلا هنمشي

هتفت بحدة وصوت مرتفع وهي تمنعه من فتح باب السيارة وهى تشاهد خوف علياء الشديد :

ـ قولتلك مش هيتحركوا معاك خطوه واحده والافضل تبعد والا هصر.خ وأقول إنك بتحاول تخطف فريده

ـ  قولتلك اعملي ما بدالك أنا مش بتهدد و مش بخاف اوعي من وشي

بدأت تصرخ بقوه وتطلب المساعدة من المارة بالطريق ليقتربوا منهم ليضـ.ـربه أحد الأشخاص بسبب تعرضه لهم لتغادر مسرعة متجه للفيلا الخاصة بوالديها كانت نظيفة من يراها يظن أن بها سكان مقيمين فيها لأن الخدم يحضرون يوماً فى الأسبوع ويقومون بتنظيفها اتجهت علياء لإحدى الغرف وكانت تفكر فيما حدث لم تتوقع أبدا أن يقوم جسار بالتخلي عنها نعم لقد تأكدت من هذه المقوله ( احذر من الغريب مرة و القريب ألف مرة ) لقد وقفوا معها رغم تحديها لهم فى السابق بينما من ظنت أنه سندها هو أول يد قامت بطعـ.ـنها لتنام بسبب إرهاقها من أحداث اليوم 

❈-❈-❈


في المزرعة كان الوضع مختلفاً خاصة مع وصول قوة الشرطة برفقة شفيق لتفتيش المكان و البحث عن علياء و ابنتها ليصل المحامي و عمر فى هذا الوقت كانت بينهم نظرات غاضبه 

هتف الضابط بهدوء وجدية بعد أن فتحت له سمية :

ـ مساء الخير

رد عليه عزت بهدوء :

ـ مساء الخير ايوه يا حضرة الضابط خير

ليخرج ورقه من جيبه و يفتحها له :

ـ أستاذ عزت معايا أمر بتفتيش المزرعه هنا اتمنى تساعدونى اخلص شغلي في هدوء وامشي

سمية بحذر و كأنها لا تعلم سبب وجودهم فى المكان :

ـ ممكن نعرف ايه السبب طيب

أجابها بجدية و احترام :

ـ بندور على مدام علياء وبنتها فريده حفيدة الأستاذ شفيق اللى مقدم البلاغ

تحدث عزت بجدية شديدة وهو ينظر لشفيق :

ـ طيب إحنا إيه علاقتنا مش فاهم

الضابط بجدية :

ـ الأستاذ شفيق بيتهم حضرتكم بأنكم خاطفين حفيدته وأمها وقدم بلاغ بكده وجالنا أمر بالتفتيش بناءا على طلبه وان في حد شافهم معاكم ف لو سمحت خلينا نقوم بشغلنا ف هدوء ونمشي

هتف شفيق بغيظ وغضب من هدوئهم :

ـ يعني مش عارفين إيه علاقتكم خطـ.ـفينهم و رافضين تسيبوهم انا مش عارف انتم عايزين منى ايه انا وأولادي لو سمحت يا حضرة الظابط شوف شغلك احنا مش جايين نتناقش دوروا بسرعه قبل ما يهربوهم

هتف المحامي متدخلاً لمنع التشاجر بينهم :

ـ عزت باشا خليهم يشوفوا شغلهم حضرتك ف السليم وده بلاغ كيدي اطمن هنعرف نرد عليه

عمر بغيظ و غضب بسبب وجود شفيق :

ـ أظن هو اخر واحد ممكن يتهمنا كفاية إنها هربت بسببه و مش عارفين مكانها

ليجيبه بسخرية واتهام صريح لشقيقته :

ـ هربت بسببي انا برده ولا بسبب واحد اللى هربها و هربت معاه هي متلزمنيش أنا عايز حفيدتي وهي عايزه تعيش مع بنتها تعيش مش عايزه يبقى براحتها تروح تشوف حياتها وتسيب حفيدتي بنت الغالي 

تدخل نبيل مرة أخرى لإنهاء الأمر لأنه يعلم جيداً أن شفيق يريد استفزازهم :

ـ عمر باشا لوسمحت بلاش تعلق معاه مش وقت خلافاتنا دي خلي حضرة الظابط يشوف شغله

ليشير عمر له بغضب شديد متجاهلاً وجود الشرطه :

ـ كلمة زيادة عن اختي و هتندم صدقني إنت آخر واحد ممكن تتكلم عنها

سمية وهى تقترب من عمر و تهدأه :

ـ عمر اسكت بلاش ترد عليه كلنا عارفين علياء كويس خليه يتكلم براحته

عزت بجدية وهو يسمح لهم بالدخول لتفتيش المنزل :

ـ اتفضل فتش يا حضرة الضابط

شفيق وهو يحدث عمر بغضب شديد :

ـ إنت بتهددنى شكلك نسيت نفسك ونسيت أنا أبقى مين واختك دي هتدفع تمن القديم والجديد صدقنى هتندم أنا عايز حفيدتي هما عارفين مكانها 

الضابط بتنهيده و يأس مما يحدث أمامه :

– يا جماعه كده مش هينفع لو سمحت خلينا نشوف شغلنا فى هدوء والا هنضطر للقوة

سمحت سمية لهم بالدخول لتفتيش المنزل ليصعد عمر معهم :

ـ اتفضل يا حضرة الضابط مع إنك مش هتلاقي حاجه هنا

بدأوا بالتفتيش و رفض عزت دخول شفيق للداخل وكان معه نبيل بعد وقت قليل هبطوا للأسفل بعد أن قاموا بتفتيش المكان من الداخل و الخارج أيضاً 

ليهتف أحد العساكر بهدوء :

ـ مفيش حاجه يا فندم 

ـ تمام اسبقونى على بره .. أظن كده عملنا اللى علينا يا استاذ شفيق بنعتذر يا عزت باشا على الازعاج بس ده شغلنا 

هتف الضابط بهذا الحديث بهدوء ثم أكمل حديثه مع شفيق الذى هتف بغضب و تهديد 

ـ يعني إيه مفيش حد دوروا كويس .. انتم اكيد هربتوهم وديتوهم فين انطقوا

عمر بجدية و حده :

انت المسؤول عن اختفائهم وهتدفع التمن قريب

تدخل نبيل ليهتف وهو ينظر ل شفيق :

ـ أظن الظابط فتش هنا و في الفيلا مش لاقاهم دور عليهم فى مكان تاني

عزت وهو يجيب الضابط بجدية :

ـ مفيش أي إزعاج وأظن حضرتك فتشت بنفسك المكان علشان أي تجاوز منه بعد كده مش هقبله

الضابط وهو يغادر بعد ذهاب العساكر :

ـ تمام عن اذنكم

ليهتف شفيق بتهديد بعد رحيل الضابط :

ـ صدقوني انتم اللى هتدفعوا التمن غالي أوي هحاسبكم على القديم والجديد وهي هعرف اجيبها واخد حفيدتي منها و ادفعها التمن هندمكم

عمر بسخرية و تهديد :

ـ اللى تقدر عليه أعمله ولو فكرت تقرب منها هقـ.ـتلك سمعت

ليشهر سلاحه على رأس عمر وسط صدمة الجميع :

ـ ده لو مش قتلتك ودفنتك جنبها أنا الأول

وقف عزت أمامه ليهتف بغضب :

اطلع بره وبلاش ابلغ عنك المره دي مش هتخرج 

ـ أنا خارج بس قبل ما أخرج أحب اطمنك أنك إنت اخر واحد هخلص عليه بعد ما احسرك على عيلتك كلها

اقتربت سمية من والدها لتهتف بغضب واضح :

ـ إنت اتجننت صدقني قريب حقيقتك هتكشف ووقتها هنشوف مين اللي هيكسب فى النهاية 

ليغمز لها بمكر شديد وهو ينظر لها فهي مازلت جميلة كالسابق لا ينكر أنها أصبحث أجمل ويريد الحصول عليها لكنها لن تستسلم بسهولة له خاصة أن هناك أشخاصاً سيقومون بنزع الأمر :

ـ هتشوفي يا .. يا مرات اخويا اه سورى قصدي يا حبيبة اخويا الله يرحمه 

عمر وهو يريد الانقـ.ـضاض عليه والتخلص منه فى هذه اللحظه :

ـ إنت إيه هاه صدقني نهايتك قربت مش هرحمك وقتها

لا تعلم ماذا حدث لها بعد ذكره لشقيقه لتهتف بحزن و كسره :

ـ أنا مش عارفه انت اخوه ازاى على الأقل عمره ما ما أذى حد زيك 

ليهتف بسخرية و تسلية وهو يغادر :

ـ هنشوف نهاية مين اللى قربت .. ده مش أخويا ده واحد غبي و أناني فضل نفسه عليا اطمني هبعتك له قريب 

اتجهوا للداخل بعد مغادرته وهم يفكرون فى القادم يجب أن يجدوا حلاً سريعاً ليهتف المحامي بهدوء 

ـ والعمل يا عزت باشا هنعمل إيه شفيق مش هيسكت بما إنه عرف مكان علياء وبنتها يبقى مش هيرتاح الا لما يلاقيها واظن عارف أنه مش بيهدد وخلاص لأ هو يقصد كل كلمه لو وصل لمكانها هيقـ.ـتلها فعلا و ياخد فريده

عزت بتنهيده وهو ينظر للأرض بتفكير :

ـ علياء تسافر لندن مع فاطيما أظن كده مش هيوصل لهم

عمر بقلق وخوف على شقيقته :

ـ و تفتكر هنلحق نسفرها هي راحت فين أصلا لازم اوصل لها قبل ما شفيق يوصلها

نبيل وهو يتحدث بجدية :

ماتقلقش انا هخلص الإجراءات وكل حاجه وهحجزلهم على اول طياره رايحه لندن الصبح بس هاتولى الباسبور بتاعها هي وفريده

سميه وهى تحاول أن تطمئنه :

ـ هنلحق يا عمر حتى لو هيهربوا مفيش قدامنا حل المهم عاوزين جوازات سفرهم

وقف عمر ليتذكر أنها قامت باخفاء جواز سفرها فى الفيلا الخاصه بوالدهم تحسباً لأي غدر من شفيق :

ف الفيلا القديمه بتاعة بابا هروح اجيبهم واجي

هتفت بتفهم و جدية :

ـ النهارده يا عمر علشان يسافروا الليله مش عاوزين نستني

ـ تمام اطمنى مش هتأخر مسافة الطريق

هتف بهذا الحديث قبل مغادرته لإحضار جوازات السفر لتقف سمية و تخبرهم أنها ستقوم بالاتصال ب فاطيما للإطمئنان عليهم :

ـ بعد اذنكم هكلم فاطيما علشان اطمن عليهم

❈-❈-❈


بعد مغادرة سمية هتف عزت بجدية :

– كنت عاوز أتكلم معاك عن فاطيما و موقفها

المحامي بعدم فهم :

– موقفها من حيث إيه بالظبط

هتف بتنهيده و تعب :

ـ الشركة أنا واثق إن جسار هددها لأنها مستحيل تمضي بسهوله

ـ لو شاكك في حاجه نرفع قضيه تزوير والورقه تتعرض على خبير وهيحدد إذا كانت الامضا بكامل إرادتها ولا إجبار

ـ فاطيما حالتها دلوقتي مش كويسه مش عاوز اورطها تاني مع جسار مفيش حلول تانية

ـ للأسف لأ لأن هي فى نظر القانون صاحبة الحق و مانقدرش نرجع اللى اخده الا بقوة القانون

تحدث بتفهم شديد :

ـ طيب لو سافرت فترة ورجعت ممكن نرفع القضيه

ـ اه عادي جدا وخصوصاً إن فيه اثباتات إن حالتها وقتها ماتسمحش بأنها تاخد اي إجراء خليها بس تختفي فتره كده لغاية لما نفهم فيه ايه و ليه جسار بيعمل كده وشفيق ناوي على ايه علشان نعرف نتحرك صح و نحا.ربه بدل ما احنا مش فاهمين حاجه خالص دلوقتى

أجابه بهذا الحديث بهدوء ليسأل عزت باستفهام :

– طيب ممكن تسافر من غير موافقة جسار

ـ هي صعبة بس ليها حل وهو أنها تسافر بالباسبور الإنجليزي يعني هتسافر بالجنسيه التانيه

ـ طيب يبقي هجهز لسفرهم الليلة

– تمام هطلع اخلص الإجراءات واحجزلهم هكلم عمر يجيلى على هناك عن اذنك

غادر المحامي وقام بالاتصال ب عمر و أخبره أنه سينتظره فى مكتبه .. قامت سمية بالاتصال ب فاطيما للاطمئنان عليهم لتجيبها لأنها تعد الطعام فى المطبخ 

ـ طمنيني انتم كويسين صح 

ـ اطمنى يا عمتو إحنا كويسين

قامت بمسح يدها بالمنديل بعد أن أغلقت مكبر الصوت وكان صوتها يبدو عليه التوتر و القلق 

– بجد طيب ليه صوتك متغير كده في حاجه حصلت ولا ايه

قصت عليها ما حدث معهم منذ خروجهم حتى الآن كانت سمية تستمع لها بذهول و صدمة يبدو أن هذا اليوم لن يمر بسلام على الجميع 

ـ إيه بتقولى إيه ازاى جسار يعمل كده معقول أنا بجد مصدومه فيه ده مستحيل يكون ابن أخويا أبدا طيب وعلياء فين وعامله ايه دلوقتي

أكدت حديثها لأنها تعلم أن علاقة عمتها ب جسار قوية :

ـ اللى سمعتيه يا عمتي من وقت ما وصلنا وهى فى أوضتها معاها فريدة خايفه تسيبها

ـ خليكى معاها يا فاطيما و طمنيها وأنا هبعتلكم حراسه لغاية الصبح وعمر وأستاذ نبيل هيخلصوا الإجراءات و يحجزوا لكم ويجيوا ياخدوكم هتسافروا كلكم لندن

هتفت بتفهم و جدية :

ـ كويس لان وجودهم هنا خطر عليهم لازم يبعدوا عن هنا

لتؤكد على حديثها :

ـ أكيد طبعا و انتي كمان لازم تبعدي عن هنا فاطيما خلى بالك منهم وانتم بره أنا عارفه وواثقة أنهم مش هيكونوا بأمان الا معاكم و اتكلمي معاها واشغليها علشان تنسى اللى حصل وتعيش حياتها مع بنتها لغاية لما نحل الموضوع ماشي يا حبيبتي

ـ متقلقيش يا عمتى كلنا هنكون معاها وبفكر إنها تشتغل فى الشركة معانا

سعدت سمية بهذا الاقتراح فهذا الأمر سيجعلها تنسي ذكرياتها السيئة هنا 

ـ كويس فكره حلوه اهو تشغل نفسها هي شاطره وهتساعدكم ف شغل الشركه عايزاكم أيد واحدة كلكم كفايه اللى باع وراح

ـ متقلقيش كل شئ هيرجع زى الأول هنكون أيد واحده

ـ اتمنى ياحبيبتي أتمنى خلى بالكم من نفسكم كويس

ـ متقلقيش بس ابقي تعالي اطمني علينا هناك

ـ أكيد طبعا يا حبيبتي هو انا عندي اغلى منكم هبقي احاول اجي اطمن عليكم بس الأوضاع هنا تستقر وتهدي شويه مقدرش اسيب بابا لوحده هنا ف الظروف دي

ـ طيب يا حبيبتي وقولي لجدي ميزعلش مني

ـ انتى عارفه جدك بيحبك قد ايه مستحيل يزعل منك

هتفت بندم حقيقي بعدما شعرت بالحزن بسبب ما حدث معهم :

ـ أنا مقدرتش احافظ على الأمانة يا عمتي فشلت

سمية بجدية لأنها تعلم أن ما حدث معها لم يكن سهلاً :

ـ غصب عنك يا حبيبتي وجدك عارف كده وهيرجع حقك بس مش دلوقتى الصبر وكل حاجه هترجع زي الاول واحسن

ـ أكيد يا عمتي

أغلقت معها و ذهبت لرؤية والدها رفضت إخباره بما حدث كى لا يمرض مرة أخرى أو يحدث صداماً جديداً بينه وبين جسار لينتبها لقدوم المحامي ويبدو عليه القلق 

ـ مساء الخير معلش جيت في وقت زي ده بس عندي خبر كده

هتف بهذا الحديث وجلس ولكن يبدو عليه القلق ليجيبه عزت بقلق :

ـ مساء الخير ايه الحكاية واضح فيه حاجه

ليخرج اولا تذكرتين سفر ويتحدث بعد ذلك :

ـ للأسف أول طياره رايحه لندن فى الفجر و مفيش غير تذكرتين بس و التذكره التالته حجزتها فى الرحله اللى بعدها هنعمل إيه ايه مين اللى هيسافر الأول فيهم

هتف عزت بجدية و هو ينظر ل سمية


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية