رواية جديدة قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 9
قراءة رواية قلوب ضائعة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلوب ضائعة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الزهراء
الفصل التاسع
ــــ انى راحله ــــ
كم نال قلبي من الوجع باقترابي منك... خذلت طفلتك الجميلة.. جرحت كرامة زوجتك و خنت عهد الحب بيننا كم أتمنى أن أراك مكسوراً ماذا فعلت بي .. أحببتك بصدقٍ وكان الأسى جزائي .. هل كان الحب وهماً و خداعاً وأنا التى لم ترَ... هل كان قلبي من ورق... هل كان يتوهم بانك الحبيب الوفى القلب يهواك ولكن عنك الابتعاد ملائم........
جلس عزت يفكر عدة دقائق لكن ليس أمامه حل أخر سوي هذا الحل :
ـ فى الحاله دى علياء تسافر الأول وبعد كده فاطيما تسافر بعدهم وجودهم هنا مش فى صالحهم
هتف المحامي بجدية و هدوء :
ـ تمام يا عزت باشا اللى تشوفه التذاكر أهي أنا هأمن الدنيا مع الحراس وأستاذ عمر لغاية لما يركبوا الطياره و يسافروا مفيش حاجه مضمونه من أي حد دلوقتي
أجابه عزت بتنهيده وهو ينظر لابنته التى اتجهت لتجلس فى الخارج كي تتركهم يتحدثا معاً :
ـ سمية هتروح علشان تبلغ علياء هي الرحله امتى !!
تحدث بتفكير وهو ينظر لساعة يده :
ـ الساعه 5 الفجر يعني لازم تكون فى المطار 4 بالكتير
هتف بهدوء و حذر :
ـ كويس أظن مستحيل يفكروا أنهم ممكن يسافروا فى الوقت ده أهم شئ يطلعوا الطيارة من غير قلق أكيد فاهمني
قامت الخادمة بإحضار القهوه لهم ليهتف بعد رحيلها :
ـ أكيد طبعاً أطمن كده كده لازم حراسه مفيش حاجه مضمونه زي ما قولت لحضرتك شفيق مش مضمون ممكن يعمل أي حاجه خليها بس تكون جاهزة فى الميعاد
ليمسك عصاه ويحمل تذاكر السفر نظر لهم بعض الوقت :
ـ متقلقش كل شيء هيكون جاهز و زيادة حرص هتروح المطار مع سمية بلاش إنت أو عمر تكونوا معاها لأن أكيد شفيق هيراقب الكل
ليقف استعدادا للمغادرة :
ـ خلاص تمام يبقي هخلى الحرس يأمنوا الدنيا عند المطار لغاية لما يوصلوا ويسافرو
وقف عزت كي يودعه ويتجه معه للخارج :
ـ تمام وأي جديد بلغني بيه على طووول
ليهتف مودعاً له بهدوء :
ـ تمام عن اذنك
ـ مع السلامه
اقترب من ابنته التي كانت تجلس فى الخارج وتفكر فى القادم وما حدث معهم ليجلس عزت أمامها لتبتسم له بهدوء ليهتف بجدية
ـ سمية عاوز أتكلم معاكي
انتبهت له ولاحظت حزنه الشديد لتقرر عدم إخباره بما فعله جسار مع علياء و فاطيما :
ـ أيوه يا بابا
تحدث بهدوء وهو يضع التذاكر على الطاوله لتنظر لهم :
ـ هتروحي ل فاطيما و تتكلمي مع علياء تعرفيها عن سفرها لندن الفجر هي وفريدة
لتجيبه بتفكير لأنها تعلم أنها لن توافق بسهوله على السفر :
ـ تفتكر هتوافق أنا خايفه بعد كل ده تخاف و ترفض تسافر
ليخبرها بنوع من التهديد :
ـ لازم تسافر مفيش وقت وجودها هنا خطر عليها و على بنتها لو مش خايفه على نفسها تخاف على فريدة آخر اليوم فاطيما هتكون معاها اقنعيها ولو رفضت هاجي اتكلم معاها
نظرت له بتفهم لأنها تعلم أن الوقت ليس معهم هذه المره وأن التأخير قد ينقلب عليهم فى أى لحظة دلوقتى :
ـ حاضر يا بابا هروح لهم دلوقتى و هحاول أقنعها بس فاطيما مش هينفع اسيبها هناك لوحدها هجيبها هنا لغاية ميعاد رحلتها
هتف بهدوء لأنه يعلم أن ما حدث مع حفيدته ليس سهلاً ويعلم أيضاً أنها تشعر بالخجل بسبب ما حدث معها رغم أنه تم رغم إرادتها :
ـ خليكي معاها لو رفضت تيجي بلاش نضغط عليها زيادة كفاية اللي عاشته من وقت رجوعها
وقفت كي تغادر وأخذت التذاكر معها :
ـ ماشي يا بابا عن اذنك علشان ألحق اتكلم معاها ونطلع على المطار
هتف بجدية وهو ينظر لها فهو لا يريد حدوث شيءأخر معهم يعرقل أمر السفر :
ـ اخرجي من ورا ممكن نكون متراقبين من شفيق لانه مش هيسكت
هتفت بتنهيده و قلق :
ـ أكيد طبعا انا قلقانه اوى منه مش هرتاح إلا لما البنات يسافروا
أجابها وهو ينظر للسماء استعداداً للقادم :
ـ هيسافروا اطمني علشان أعرف ألعب معاه كويس هو و جسار و اوقفهم عند حدهم
تحدثت بحزن لأنها لا تريد أن يزيد الوضع تعقيداً بين والدها و جسار :
ـ جسار مغيب يا بابا هو مش عدونا أرجوك فوقه بلاش تحا.ربه هو أكيد فاهم غلط ده مستحيل يكون ابنى اللى ربيته
قرر إنهاء الحديث فى هذا الأمر معها :
ـ هو اللى اختار طريقه بنفسه حذرته كتير و كانت أيه النتيجة بقيت عدوه سلم نفسه و دماغه ل شفيق يتحمل النتيجة بقى و انسي ابنك اللى ربيتيه علشان بالنسبالي مات من وقت ما اتفق معاه ضدي
جلست أمامه وتحدثت بدموع و توسل كي تجعل والدها يتراجع لأنها تعلم أنه حين يصل لهذه المرحله فهذا يعني أنها مهما حاولت إقناعه فهو لن يتراجع :
ـ لأ يا بابا ماتقولش كده جسار في فخ اكيد هو صغير مش فاهم دورنا نفهمه ده ابننا مش عدو علشان خاطري فكر تانى حتى علشان خاطر ياسر الله يرحمه أرجوك بلاش نخسره للابد
وكأنها فتحت جروحاً بداخله لكن لن يتراجع مهما كلفه الأمر :
ـ اخوكي لو كان عايش معانا دلوقت كان بنفسه غضب عليه انتى عارفه كده كويس الوقت فات جاي وقت الحساب
حاولت الوقوف كي ترحل :
ـ عن إذنك يا بابا
منعها من الوقوف ليهتف بحزن و هو يملس على شعرها :
ـ سمية مش عاوز أشوف النظرة دى لو زعلانه علشانه روحي له
قبلت يده و أجابته بتفهم وهدوء :
ـ أنا زعلانه عليه وعلى اللى وصلنا له بقى هي دي العيله يا خساره كل حاجه ضاعت أنا ماشيه علشان ألحق اتكلم مع علياء و أقنعها
هتف بجدية شديدة وهو يقف ليتجها للداخل معاً
ـ كل شئ هيرجع من غيره خلاص كفاية اللى خسرانهم قبل كده خلينا نفكر فى الجاي
ارتدت ثيابها و ودعت والدها لتخرج من البوابه الخلفية لتذهب إليهما
❈-❈-❈
يقف يراقبهم من بعيد وهو يرى الأضواء مغلقة كأنهم يخشون أن يصل أحداً إليهم ليرحل بعد ذلك وهو يفكر في القادم .. اتجهت فاطيما لرؤية علياء فى غرفتها دقت عليها لتسمح لها بالدخول لتجدها قادمه ومعها صينية عليها بعض الأطعمة ابتسمت لها بهدوء وهى تشاهد فريدة نائمة لتجلس جوارها
هتفت بهدوء وهى تتابع الألم وتجمع الدموع فى عينها :
ـ علياء ممكن نتكلم سوا شوية
ابتسمت لها بحزن و أجابتها :
ـ أكيد طبعا اتفضلي
وضعت الصينية على الفراش بعيداً وتحدثت بتنهيدة :
ـ عامله ايه دلوقت و فريدة
أجابتها بوجع وقهر بسبب ما تعرضت له و تخلي جسار عنها :
ـ أهو عايشه وفريده نامت
وضعت يدها على رأس فريدة و تحدثت بجدية :
ـ متزعليش من اللى شوفتيه بس اوقات من صدمتنا فى أقرب أشخاص لنا بنتوجع على غبائنا
لتتذكر الأحداث التي مرت بها منذ خروجها من المزرعة :
ـ أنا مش قادره اصدق لغاية دلوقتى إنه ده جسار اللى عمل كده وقالى أنا كده ازاي أنا من صدمتي حاولت أتصل عليه أكتر من مره بس مش بيرد و قفل موبايله هو اللى حصل ده بجد حقيقي أكيد لأ هو أكيد بيلعب عليا هو دايما كده بيحب يهزر معايا أنا عارفه هو اكيد هيجي و يكلمني يصالحني صح أكيد أه
لا تعلم نوع العلاقة بينهم لكنها لا تريد أن تنتظر شيئاً قد لا يحدث :
ـ بلاش تستني حاجه ممكن تزود وجعك ممكن اتصاله يوجعك زيادة لو كنتى منتظره إنه يبرر اللى عمله تبقي غلطانه عمتى حاولت معاه كتير و للأسف أنا مش عارفه علاقتكم ايه بس اللى عارفاه إن اللى بيحب حد مستحيل يوجعه أو ياذيه
لتحرك رأسها برفض غير متقبلة حديثها :
ـ بس مش أنا جسار لو فكر يإذي حد و ده مستحيل اكيد مش هكون انا أنا أنا و جسار مش معرفه من كام سنه لأ ده احنا سوا من صغرنا ده أنا مش بحس اني فى أمان واطمن الا معاه ده هو كل حاجه في حياتى انا وبنتي ازاى بس لأ لأ أنا مش قادره أصدق لأ
ضمتها بهدوء تهدأها كي لا تمرض :
ـ ممكن تهدي كده هتتعبي فكري في فريدة انسي أي شئ وكل اللى مريتي به ولو أمره يهمك هيوصلك أكيد
نظرت لفريدة النائمة لتجيبها بدموع و خوف :
ـ بنتي بنتي خلاص مبقاش ليها حد ده هو كان أبوها دي مش بتقوله الا بابا و أيوه اكيد هو هيجي هيوصلي علشان أنا بجد أهمه أنا متأكده
فاطيما برفض لحديثها لكن لا تعلم ماذا تفعل كي تهدأها :
ـ متقوليش كده كلنا معاها ومعاكي عمر كمان
هتفت بتيه و ضياع :
ـ وانتم ذنبكم أيه كفايه اللى انتم فيه هاجي أنا و أزود
ـ بس انتي من العيلة
هتفت بهذا الحديث كي تجعلها تهدأ وتفكر فى القادم لتجيبها بخجل وحزن :
ـ بس كل اللى بيحصل ده بسببي واللى كان بيدعمنى خلاص راح انا اول مره أخاف كده ومحسش بالأمان أول مره احس اني لوحدي بجد وفى مشكله عمره ما حسسنى إن إحنا فى مشكله كنت مطمنه علشان معاه أنا مش عارفه هعمل ايه دلوقتي أروح فين بس ولا لمين و بنتي بنتي أأمن عليها ازاي بس و احميها من شفيق ده هيقتـ.ـلني و ياخدها
تحدثت بجدية و تفهم :
ـ وانتي إيه علاقتك بكل ده أظن انتي عارفه التوتر اللى بين جدي و شفيق من زمان هو بس زاد شوية بسبب جسار بس اطمني انتى و بنتك فى امان أكيد جدي مش هيسمح له يقرب منك ولا عندك شك كلنا معاكي بلاش الخوف ده
ـ عارفه بس شفيق استغلني و أخدني كوسيلة علشان يفتح في القديم وواثقة طبعا إن جدي مش هيسيبنى بس أنا مش عايزه اضيف هم ومشكله زياده فوق كتافه وخصوصاً إنه حذرني قبل كده بس انا مسمعتش كلامه و عاندت
ـ انسي اللى فات وفكري فى اللي جاي و صدقيني كلنا معاكي ومستحيل نسمح له أو أي شخص تاني يقرب منك المهم تكوني قوية لأن ضعفك ده هو هيستغله زى ما بيعمل دلوقتي
هتفت بشكر وامتنان :
ـ شكرا يا فاطيما أنا بجد
أجابتها باعتراض و ابتسامه :
ـ متقوليش حاجه وبلاش الكلمة دي اعتبريني أختك الصغيرة
فى هذا الوقت وصلت سمية لتجدهما تجلسان معاً لتدلف إليهما وهتفت بهدوء :
ـ مساء الخير يا بنات طمنوني عاملين ايه دلوقتي
وقفت علياء وهتفت بدموع :
ـ عمتو
سمية وهى تضمها بحب و تهدأها :
ـ اهدي كفاية دموع بس
كانت تتحدث بدموع وحزن :
ـ شوفتى اللى حصل يا عمتو انا مش قادره أصدق
– كفاية قلت كل شيء هينتهي خلاص
وقفت فاطيما وسلمت على عمتها وقررت أن تتركهما كي تتحدثا معاً :
ـ هعمل عصير و اجي يا عمتو
توقعت أن يكون جسار تحدث معها و أخبرها بما فعله لتهتف بأمل :
ـ ازاي هو هو جسار كلمك صح هيجي يصالحني أنا كنت عارفه إنه بيهزر ومش ههون عليه بالشكل ده
أجابتها بجدية شديدة و حزم كي تنهي الحوار :
ـ علياء انسي جسار بقى بعد اللى عمله معاكي النهارده للأسف خسر أي أمل عندي تعرفي كنت بدافع عنه قدام بابا علشان اصلح العلاقة بينهم بس جوايا كنت رافضه الفكرة لكن بعد اللى عمله معاكي للأسف انسيه يا علياء خرجيه بره حساباتك حياتك ليكي انتي و بنتك بس
تحدثت باعتراض لأنهم لا يعلمون مدى قوة علاقتها ب جسار :
ـ انت بتقولي إيه بس يا عمتو انساه ازاى يعني إيه انتى بتتكلمي عن جسار انتي أكتر واحده عارفه أنا و جسار إيه لأ لأ أكيد في حاجه غلط وحياتي إيه أنا حياتي معاه لو نسيته هعمل بعده ايه طيب هروح لمين انتي فاهمه انتي بتطلبي مني إيه
هتفت بيأس لأنها تعلم أنها لن تستسلم بسهوله :
ـ اللى يبيع جده و أهله يبيع أى حد جسار باعنا لشفيق ولا مش ملاحظه الاول وقف قدام جده وبعد كده اتجوز يارا و هدد فاطيما علشان تتنازل له عن الشركة و الاخر انتي كان عاوز يسلمك له مش بس كده لا ده كان هيسلم مراته و بنت عمه كل ده ولسه بتدافعي عنه أما بقي هتروحي فين ده الموضوع اللي جايه علشان اتكلم معاكي فيه
تحدثت برفض فهي مازالت ترفض ما حدث معها :
ـ كل ده مش عارفه اصدقه علشان مش جسار إلى يعمل كده اكيد في حاجه غلط هعرفها منه بس ايه الموضوع الى بتقولى جايه علشانه
هتفت بجدية و هدوء :
ـ أنا مش جاية علشان اتكلم عن جسار أنا جاية علشانك انتي و فريدة انتم هتسافروا لندن الفجر والاعتراض مرفوض
كانت تستمع لها بصدمه شديدة لتقف و تجيبها برفض واعتراض :
ـ نعم أسافر يعني إيه ازاي ماينفعش عايزانى أهرب و اسيب الكارثة دي هنا تواجهوها لوحدكم طيب ازاي وبعدين شفيق مش هيسكت واكيد مراقبنا أول ما هظهر هيقتـ.ـلني و ياخد فريده
لتقرر اللعب على نقطة ضعفها لأنها تعلم جيداً إن علم شفيق المكان الذي تختبئ فيه لن ينتظر دقيقة واحده وقد يفعل أي شئ ليأخذ فريدة منها :
ـ لازم تهربي ولا تحبي يعرف مكانك و ياخدها منك هاه لو استنيتي هنا يوم كمان هيوصل لمكانك ووقتها مفيش حد هيقدر يمنعه ياخد فريدة لأنها حفيدته ضرورى تبعدوا فى اقرب فرصه وبالنسبه لنا متخافيش هنتعامل معاه بس بطرقه هو علشان نقدر نكشف حقيقته للكل
تحدثت بدون إدراك لأنها خائفة من علم شفيق بمكانها :
ـ يا عمتو انا خايفه خايفه انتم ليه مش قادرين تفهموا إذا كان هنا في بلدنا ومش عارفه أنجي منه ما بالك وانا بره لوحدي مين هيحمينا بره وماتقوليش اني هكون مع فاطيما أنا وفاطيما أضعف من أننا نقف قصاده بره لوحدنا ده يفرمنا وياخد فريده ويمشي أنا هنا مطمنه علشان هو معايا بره هطمن ازاي بس
هتفت بجدية كي تبث الطمأنية داخلها :
ـ انتم مش هتكونوا لوحدكم هناك اطمني هناك أشخاص هتكونوا فى أمان معاهم و واثقه فيهم اكتر من ثقتي فى أي شخص ولا عندك شك فى كلامي
أجابت بحرج شديد :
ـ اكيد لأ طبعا أنا بس
قاطعتها بعد أن صممت لحظات :
ـ بس ايه قولي كل اللي جواكي
جلست مره أخرى لتهتف بتعب و إرهاق :
ـ تعبت تعبت يا عمتو لغاية امتى هفضل هربانه واجيب المشاكل للكل أنا بجد مكسوفه أوي إني كل شويه اهرب عند حد و اشيله همي أنا عارفه إن في بره اللى هيحمينى وحضرتك تقصديه أنا مكسوفه منه أوي إني أروح استخبى و اتحامى فيه و تحصله حاجه بسببي فهمانى
لتجيبها سمية بمزاح :
ـ ما تخافيش ده متبني نص العيلة تقريباً المهم خليكي متاكده إنه هيكون مسؤول عنك و حتى لو شفيق عرف مكانك هو الوحيد اللى هيوقفه وهناك هتتعرفي على ناس جديدة تحبيهم و يحبوكي
لتهتف بتفكير و هدوء :
ـ بس مش هقعد عنده هقعد في فيلا عمتو الله يرحمها مع فاطيما
أجابت بتنهيده شديدة :
ـ اطمني كل شئ مترتب بس هتسافري انتي و فريدة الاول وهناك هتلاقوا اللى هيستقبلوكم
تحدثت بتعجب بعد علمها أن فاطيما لن تسافر معها :
ـ ليه و فاطيما مش هتسافر معانا
لترد عليها بهدوء متفهمه قلقها :
ـ مفيش غير تذكرتين متاحين دلوقتي الأفضل تسافري الاول انتي
تحدثت بخجل علها تجد من ينقذها من السفر :
ـ بس فاطيما ممكن تضايق يعني خايفه حاجه زي كده تزعلها ممكن تسافر هي وأنا وفريده بعدها
سمية بتعب و إرهاق :
ـ مش هتزعل متقلقيش بعدين اكيد اتعرفتي عليها و عرفتي شخصيتها
لتجيبها بهدوء لأنها تذكرت حديث جسار عنها فى السابق :
ـ أنا عرفاها ومن زمان جسار مكنش بيتكلم غير عنها بس قولت يعني لازم اعمل حساب أحسن تزعل وخصوصاً إنها مستعجله على السفر وكمان بصراحه علشان ابقى مطمنه وأنا هناك معاها يعني هبقي مكسوفه أوي وأنا معاهم هناك لغاية لما هي تيجي بس مش اكتر
تحدثت بحزن و ألم شديد :
ـ فاطيما عاوزه تهرب زيك بس هي عاوزه تهرب من ذكرياتها و ماضي صعب اكيد عرفتي من جسار تعامله معاها كان إزاي اطمني انتى هتوصلي الصبح و هي هتكون عندك بالليل واللي هناك هتحبيهم من أول يوم
لتهتف بهدوء و أمل :
ـ عارفه بس أكيد كل ده هيطلع غلط ونرجع أحسن من الأول عالعموم تمام هجهز نفسي أنا وفريده علشان السفر هتوحشيني أوي أوي يا عمتو وكل حاجه هنا هتوحشني
سمية وهى تضمها بحب :
ـ انتي كمان يا حبيبتي و اطمني أول الوضع ما يهدى هنا هكون عندكم
تحدثت بحزن و تنهيدة :
ـ هستناكي و هكلمك على طول قولي لجدى يسامحني و ميزعلش مني إني اتحديته زمان زعلته مني وكنت سبب لفتح مواضيع قديمه صحيح أنا مش حفيدته بس هو على طول كان بيشوفنى زي جسار وسلمى ويتعامل معايا على الأساس ده
ـ انتي حفيدته زيهم يا علياء و معاكم فاطيما و و المهم انسي اللى فات زي ما قلتلك من اول ما تدوس رجلك الطيارة ابدأي ذكريات جديده و اطمني هو مش زعلان منك
ـ هحاول يا عمتو إني اكمل إنما أنسى صعب الماضي مش بيتنسي بنكمل عليه عن اذنك هصحي فريده و اجهزها
تحدثت بهذا الحديث وهي تقترب من فريدة كي تجعلها تستيقظ لتمنعها سمية كي لا تقلقها
– سبيها نايمه شوية و انتي كمان نامي علشان متتعبيش فى الطيارة لازم ترتاحي
ـ مش نعسانه بس هحاول
بعد مغادرة سمية حاولت علياء الاتصال ب جسار ليجيبها بعد عدة محاولات منها .. تنهدت بابتسامه بعد أن فتح هاتفه ليجيبها
ـ نعم
لكنها صدمت من رده البارد عليها لتظن أنه غاضب منها بسبب رفضها الذهاب معه ظناً أنه كان سيأخذها لمكان أخر
ـ جسار ازيك انت فين و ليه سايبنى لوحدي مش هتيجي
– مش انتي رفضتي تيجي معايا خلاص خليكي مع اللى عندك بقى
ـ بس انت مكنتش هتاخدنى معاك كنت بتقول انك هتسلمني لشفيق بتهزر أنا عارفه بس مكنش وقت هزار ده
هتفت بهذا الحديث لتنصدم من رده عليها بعد ذلك
ـ مين قال إني كنت بهزر لأ جد وانا لسه عند كلامي
هتفت بصدمه من حديثه :
ـ جسار انت بتقول ايه ارجوك بلاش كلامك ده وتعالى خليني أودعك قبل ما أسافر
ليرد عليها بطريقة جعلتها تندم على اتصالها به
ـ كويس سافري ابعدي عن هنا طالما مش عايزه ترجعي عند شفيق
وقفت غير مستوعبه ما سمعته منه نعم يؤكد لها أنه تخلي عنها ولكن هذه المرة كانت تشعر بالهزيمة والانكسار من ظنت أنه سيساعدها هو أول من تخلى عنها :
ـ إنت بتقول ايه هتسيبني أسافر يا جسار انت بتتخلى عني
هتف ببرود وكأنه يريد التخلص من أي شيء يقف فى طريقه لتحقيق أهدافه :
ـ مش تخلي أنا مش عايز مشاكل عايز حياتي تمشي ف هدوء دلوقتي كل واحد همه مصلحته ووجودك هيعملي المشاكل أمشي يا علياء سافري سافري وانسي كل حاجه هنا وانسيني انا كمان وعيشي انتي وبنتك حياه جديده خلي بالك من نفسك ومن فريده مع السلامه
لتصرخ بصوت منخفض كي لا يستمع أحد لحديثها معه :
ـ لأ لأ جسار جسار جساااااااااار
لتلقي الهاتف على الفراش وجلست تبكي بقوه وقهر
❈-❈-❈
هبطت سمية لتجد فاطيما تجلس فى الأسفل لتقترب منها وقررت أن تتحدث معها فى غرفة المكتب
هتفت بجدية وهى تتجه لغرفة المكتب :
ـ فاطيما تعالي يا حبيبتي عايزه اتكلم معاكي شويه
ذهبت خلفها وطلبت منها أن تغلق الباب و جلست بعد ذلك
ـ ايوه يا عمتو اتفضلي قلت اسيبك تتكلمي معاها لوحدكم في حاجه
ابتسمت لها بحب و تفهم :
ـ يعني ماتقلقيش هو بس مفيش غير تذكرتين بس على اول طياره رايحه لندن والتذكره التالته اتحجزت ف الرحله الى بعدها وطبعاً علشان الخطر على علياء وفريده كبير ف فكرنا أنها تسافر الاول وانتي فى الرحله اللي بعدها قولتي إيه
تنهدت بهدوء وأجابتها بجدية :
ـ تمام مفيش مشكلة بعدين ده الصح المفروض هى تسافر الاول
ـ ماشي يا حبيبتي أنا عارفه إنك مستعجله على السفر بس متقلقيش هما كلهم كام ساعه وتبقي في الطياره اللى بعدها
نظرت لها لتهتف بهدوء :
ـ كويس ده افضل حل و مش قلقانه لاني هسافر بأي طريقة
وقفت كي تصعد لتنام بأحد الغرف هذه الليله :
ـ تمام أنا هبات هنا الليله علشان انا الى هوصلها المطار و هرجع اوصلك علشان أكيد الباقي متراقب
لتتجها معا للخارج ولكن توقفت لتطلب منها شيء ما :
ـ تمام أوضتك جاهزه ممكن اطلب طلب يا عمتو قبل ما اسافر عارفه اني مش من حقي اطلب بس دي آخر مره اكون هنا
ضمتها بحزن وهى تربت على ظهرها :
ـ ليه بتقولى كده اطلبي على طول يا حبيبتي
هتفت بحزن والدموع تتجمع فى عينيها فهى حقاً بحاجه لوالديها فى هذا الوقت :
ـ عاوزه ازور بابا و ماما علشان وحشوني أوي و سابوني بدري أوي
ـ هخلي الحرس ياخدوكي هناك الصبح هوصل علياء وارجع هستناكي مش تتأخري
هتفت سمية بجدية وهى تضمها :
ـ ماشي يا حبيبتي يلا ارتاحي علشان بكره يوم طويل اوي
لتجيبها بحنو :
ـ حاضر وانتي كمان ارتاحي تعبانه بسببنا
ـ هو أنا عندي اغلى منكم اتعب علشانهم
ضمتها بقوه لتهتف بدموع :
ـ وبجد من غيرك بعد بابا و ماما كمان مكنتش هقدر أكمل
ابتعدت عنها لتضم وجهها بين يدها و هتفت بحنو وتأثر حقيقي :
ـ وأنا معاكم على طول أنتم ولادي اللى ماليش غيرهم و قولي للدكتور لما تشوفيه إني زعلانه منه تلات ايام كامله مش يكلمنى فيهم
تحدثت بتوتر من القادم بعد سفرها :
ـ أنا خايفه منه ومن مواجهته أكيد هيعاقبني زي زمان و هقوله يكلمك اكيد وأول ما هوصل هنكلمك سوا علشان نعمل محكمه و جلسه تصوير زي زمان
ابتسمت لها فهى تعلم العلاقة بينهما كيف تسير :
ـ ماتقلقيش انا هفهمه
اتجهوا لغرفهم بعد ذلك وفى الساعة الثانية صباحا ارتعبت علياء بعد أن سمعت ضرباً على الباب فى هذا الوقت المتأخر لتقف بخوف وهتفت بقلق :
ـ م م مين
أجابت فاطيما بهدوء وهى تفتح الباب :
ـ أنا فاطيما ليه الخوف ده كله
– الحمدلله هاه لأ مفيش بس خفت يكون حد تاني غيرك
اقتربت منها لتهدأها وتبث الطمأنينة لديها :
ـ متخافيش ما فيش حد يقدر يدخل هنا بسهوله أنا جيت اشوفك علشان ميعاد السفر مش تتأخري
هتفت بهدوء وهى تنظر لها :
ـ أنا صاحيه اطمني شكراً يا فاطيما
اقتربت من فريدة وقبلتها على وجهها وهي نائمة :
ـ أنا هجهز أكل علشان يبقى معاكم فى الطيارة علشان فريدة
هتفت بخجل فهي لا تريد ازعاجها أكثر من ذلك :
ـ لأ شكراً مفيش داعي متتعبيش نفسك لو جاعت هبقى اجيب لها أكل من الطياره
لتقترب منها وتحدثت بحزن داخلي :
ـ كده يبقى أنا غريبة عنك تعرفي انا حبيتها أوي من أول ما شفتها فكرتني بطفولتي زمان بعدين مفيش أي تعب اطمني
لتجيبها سريعاً وهى تمسك يدها :
ـ لأ بالعكس أنا اعرفك من زمان وحبيتك من كلامه عنك ولما شوفتك دلوقتي و اتعاملت معاكي حبيتك أكتر بس يعني مش عايزه اتعبك معايا اكتر بس خلاص لو ده ها يريحك تمام اعملي على ما أصحيها و أجهزها و اجهز انا كمان
لتجيبها بابتسامه هادئة :
ـ هستناكي تحت ولو عاوزه أساعدك فى أى شئ معاكي
لتضمها بحب وهي تنظر لابنتها :
ـ حبيبتي تسلمي و إحنا مش هنتأخر
سارت عدة خطوات اتجاه الباب لتهتف :
ـ تمام هشوف عمتو وانزل اعمل قهوه علشان تفوقي
هتفت علياء بابتسامه وهى تتجه ل فريدة كي توقظها :
ـ ماشي يا حبيبتي
بعد مغادرة فاطيما أعدت ثيابه و أيقظت طفلتها التى تذمرت بغضب طفولي لأنها كانت تريد النوم لتخبرها أنها ستجعلها تنام في الطائرة لتهبط بعد نصف ساعة .. اتجهت فاطيما لرؤية سمية لتجدها مستيقظه لتخبرها أنها ستعد القهوة لهم وهبطت للأسفل
بعد وقت قصير وجدتهم يهبطون لأسفل ليشربوا القهوة معا
لتخرج فاطيما هاتفها وترسل إحدى الصور ل علياء التي تعجبت فى البداية ولكن حديثها معها جعلها تطمئن
ـ دي صورة ميرا هتقابلك في المطار هي و أخوها متقلقيش و هي كمان معاها صورة لكي علشان تعرفوا بعض بسهولة
هتفت بخجل شديد :
ـ أنا مش عارفه أقول أيه بعد كل اللي بتعملوه معايا ده
هتفت سمية معترضة :
ـ تاني الكلام ده لو كان فيه وقت كنت رديت عليكي يلا علشان هنتأخر
ودعوا فاطيما وغادروا متجهين للمطار ليجدوا عمر و المحامي فى انتظارهم وقاموا بعمل الإجراءات لها لتودعهم بدموع شديدة وغادرت للداخل و هناك أعين تتابع ما يحدث من بعيد في صمت غادروا بعد أن أقلعت الطائرة فى هدوء دون حدوث أى عقبات تعرقل السفر
❈-❈-❈
يجلس فى مكتبه ليجد جسار يدلف إليه رغم اعتراض السكرتيرة لكنه لم يأبه لها فهو حاليا فى حالة غضب شديدة ليتفاجئ شفيق بوجوده وقبل أن يتحدث بأي كلمة
هتف جسار بغضب شديد :
– إنت ازاي تعمل كده وتقدم بلاغ ضدهم و تتهمهم بخطـ.ـف علياء و فريدة اظن إننا اتكلمنا زمان في إنك هتسيب علياء فى حالها راجع تدور عليها دلوقتي تاني ليه
كان يتابع غضبه بهدوء ليتحدث بجدية :
ـ عاوز حفيدتي أظن ده حقي ومش هسكت غير لما اوصلها مهما كان التمن
ليحاول الهدوء لأنه يعلم شفيق جيداً وأن غضبه لن يغير شيئًا :
ـ بس ده مكنش اتفاقنا قبل كده ولا نسيت
هتف شفيق بتحدي وهو يتجه إليه وقرر اللعب معه :
ـ وأنا مش هلتزم باتفاقي ده معاك و مانستش أنا هاخد فريدة و أمها لو عاوزه تكون معاها موافق مش عايزه براحتها بس ايه رايك اقدم لك عرض جديد
ليجيبه بتفكير لأنه يعلم أنه لن يتراجع عن مطالبته بعودة فريدة ؛
ـ أسمع و اقرر
جلس على الكرسي مقابله وتحدث بهدوء :
ـ الصفقة الجديدة هتكون من نصيبك لوحدك ومفيش حد من هنا هيقف قصادك أو يتحداك مقابل اخد فريدة
ليجيبه باعتراض و تحدي :
ـ انسى أنا مش هدخل نفسي في مشاكلكم تاني واللي عندك اعمله معاها بما إنك لغيت اتفاقنا يبقى خلاص كل واحد يشيل شيلته وبالنسبه للصفقه كده كده هاخدها ومحدش يقدر يتحداني ويقف قصادي اللي هيقف قصادي هفر.مه واعدي وأكمل اللي بدأته و أوصل لهدفى أنا فر.مت اللي مني علشان فكروا بس يتحدوني تخيل هعمل إيه فى اللي بره ويفكر يتحداني
تحدث بتسليه و تهديد :
ـ واضح مش عارف بتتكلم مع مين تخيل جدك يعرف اللي عملته فى المستشفى أو يوصله إنك سبب خطـ.ـف فاطيما أول مره ها تخيلت
نظر له بسخرية ليهتف بتحدي :
ـ هه ولا يفرق معايا إنت فاكر هخاف منه شكلك إنت اللي نسيت أنا أبقى مين أنا جسار عمران فوق لنفسك لو فاكر إني هخاف أو أتراجع تبقى غلطان أنا بدأت مشوار ولازم أخلصه واوصل لهدفي وابقى رقم واحد في السوق واسمي واسم شركاتي يسمع فى كل أنحاء العالم مش هنا بس ومفيش حد هيقدر يمنعني أو يوقفني واللى هيتحداني هنهيه من على وش الأرض إنت فاهم
قرر تهدأته لأنه يعلم أن غضبه هذا لن يقضي عليه فقط بل هو معه أيضاً :
ـ بلاش تتحدى الكبار وإلا هتلاقي عيلتك كلها مبقاش لها أي أثر وأظن متأكد من كلامي كويس لو متوقع هيسمحولك تقف فى طريقهم يبقى بتحكم على نفسك بالموت مش إنت بس أختك و جدك و عمتك حتى علياء اللى بتدافع عنها هيموتوا قبلك واضح مش عارف مين شفيق المغازي عندي استعداد أحـ.ـطم أي حد هيتحداني ولا نسيت
تراجع قليلاً لكنه لن يسمح لأحد باستغلاله بعد اليوم هو أولاً :
ـ شكلك انت اللي نسيت قولتلك انا مش فارق معايا حد مش فااااارق معايا حد قال عيلتي قال فين هي عيلتي دي أنا ماليش عيله واللي عندك اعمله معاهم أنا كل اللي يهمني دلوقتي أنا وبس نفسي وبس العيله هى جسار وبس والباقي ولا يفرقوا معايا اللى عايزه منهم اخدته يعنى مايلزمونيش ولو فكرت بس مجرد تفكير تتحداني في شغلي يبقى نفسك تشوف الوش التاني بيقول إيه و هتشوف إن الكبار زمانهم راح دلوقتي زمني انااااا
ليهتف بتهديد و تحذير :
ـ خليك فاكر الكلام ده كويس علشان بعدين مفيش أي شيء هيشفع لك عندهم بس يا ترى أختك فين دلوقتي
تحدث بسخرية و امتعاض :
ـ ايه خايف عليا منهم لأ اطمن أنا نهيتهم محدش فيهم يقدر يقف قصادى وبالنسبه للى بتقول عليها اختي أنا معنديش اخوات وانا حذرتك هتفكر تقف قصادي في شغلي اتحمل اللى هعمله سلام يا يا حمايا
ليهتف له أثناء مغادرته بمكر :
ـ مين قال اني خايف عليك أنا صفيت اللي مني مش هتبقى أغلى منهم عندي و استعد للجاي يا جسار اللعب مع الكبار نهايته مش فى صالحك
أجابه وهو يغادر متحدياً له :
ـ مابخافش يا حمايا العزيز وانت عارف كده كويس أوي واحب ابلغك أن الكبار دول طرقهم تقليديه أوي وقديمه جداً جدد من نفسك عايز اتفاجئ هاه هتتفاجئ متقلقش و قريب أوي
ليهتف له ملوحاً بيده :
ـ وماله في انتظارك سلام
جلس يفكر فى القادم بعد حديث جسار ليأتيه اتصالاً من أحد الرجال الذين أمرهم بمراقبة عزت أنه اتجه للمقابر والتقى بحفيدته ليطلب منهم مراقبتهم جيداً و إخباره بأي جديد
وصلت فاطيما فى الصباح للمقابر وكانت تتحدث مع والديها بصمت شديد ليتفاجئ عزت بوجودها
ـ فاطيما انتي بتعملي إيه هنا
نظرت له بهدوء لم تظن أن تراه فى هذا المكان :
ـ هاه جدو إنت هنا
هتف بحزن وهو يجلس بتعب ويحرك يده على القبر بتنهيدة عميقة :
ـ ايوه جاي للحبايب وحشوني و مشيوا بدري أوي انتي إيه اللي جابك مش عندك طياره
هتفت والدموع تتجمع فى عينيها :
ـ الطيارة بالليل يا جدي حبيت اجي اودعهم أخر مره علشان بيوحشوني أوي ومحتاجه لهم هما ميشوا ليه و سابوني لوحدي ليه اللي بحبهم بيبعدوا عني هو أنا فيا حاجه غلط
ليجيبها برفض و اعتراض :
ـ لأ يا حبيبتي ماتقوليش كده دي حاجه فوق إرادتنا قضاء ربنا ولازم نرضى بيه الحمدلله
أجابته بدموع فهي حقاً اشتاقت لهم :
ـ وأنا مش معترضه بس بعدوا بدري أوي مش لحقت اشبع من وجودهم معايا
ليؤكد على حديثها لكن هتف بحنو وهو يمسد على شعرها :
ـ هما فعلاً مشيوا بدرى اوى كلهم بس جابوا ليا اجمل هديه وذكرى وهو أنتم أحفادي
تحدثت بتنهيده وهى تنظر لاسم والدتها :
ـ بس أنا لوحدي مفيش حد معايا و كأن مكتوب عليا اعيش لوحدي باقي حياتي أنا تعبانه أوي يا جدي محتاجه ارتاح وأحس بالأمان لو يوم واحد بس
ليجيبها بغموض و تفهم :
ـ مين قال بس انك لوحدك أنا معاكي و عمتك و حبايبك اللي هناك مستنينك في لندن كلنا معاكي يا حبيبتي
نظرت له بابتسامه حزينة :
ـ كنت عاوزه تكون معانا هناك إحنا خلاص مبقاش لنا حاجه هنا
هتف برفض واعتراض فهو لن يقبل بهذه الهزيمة بل سيعيد ما سلب منه بأي ثمن :
ـ ماينفعش اسيب حقنا هنا لازم اخد تاري وارجع اللي اتسرق مننا
هتفت بندم حقيقي ثم تحدثت بهدوء :
ـ أنا أسفه مقدرتش أحافظ على الأمانة و ضيعتها بس غصب عني لا يا جدي سيبه يفرح باللي خده بكره يضيع منه ومش هيلاقي حد معاه
لينظر لها ويضع يده على على يدها التي ترتجف :
ـ عارف إنه غصب عنك يا حبيبتي عارف وبالنسبه له هو ف لأ مش هسيبه و هدفعه تمن اللي عمله كويس أوي
هتفت بخوف وتمني :
ـ خايفه من الجاي يا جدي و اللي هيقدر يقف له مش قادر يظهر فى النور ويرجع اللي راح
ليتحدث بهدوء و هو يفكر فى القادم وما سينتج عنه :
ـ قريب أوي هيظهر لازم يظهر كفايه بقى اختفاء أنا محتاجه أوي هو الوحيد اللي هيقدر يوقفه و يساعدنى
تحدثت بتمني وهى تنظر له بأمل :
ـ ياريت يرجع وكفاية بعد بقي تعبت من البعد ده محتاجه لكم بجد محتاجه نتجمع زى زمان عاوزه انام وانا مش خايفه
ليجيبها وهو يقف ليغادر :
ـ اطمني يا حبيبتي هيحصل
ـ حضرتك هتروح فين دلوقتي
أشار باتجاه السيارة :
ـ هرجع المزرعه استني عمتك وبعد سفرك هبدأ اتحرك
تحدثت برجاء فهي تريد أن تراه وقتاً أطول قبل سفرها :
ـ ممكن تيجي معايا الفيلا مش عاوزه أكون لوحدي
ليقبل جبينها ويتجهان ناحية السيارة :
ـ مش هرفض لك طلبك اهو اشبع منك قبل ما تمشي انتي كمان
هتفت بحب وهي تجلس في السيارة :
ـ هتوحشني أوي
ليضمها بهدوء و كأن هذا اللقاء الأخير لهما :
ـ انتي اكتر خلي بالك من نفسك كويس و سلميلى على الغالى اكيد
ابتسمت له بحب :
ـ هبلغه سلامك بس إياك يكون هادي
ليجيبها بجدية و مكر :
ـ معاكي انتي بس بيكون هادي و بينسى أي حاجه
تنهدت وهى تشعر بقلق شديد ولا تعلم سببه :
ـ بس وقت ما يعرف اللى عشته هنا و اني كنت بخبي عليه مش هيهدى
ليتحدث بغموض و حذر :
ـ هو مش هيهدى على اللي هنا إنما أكيد مش هيزعلك متهونيش عليه أبداً
تحدثت بتمني و تفكير :
ـ ياريت يا جدي أنا لولا وجوده هناك مكنتش سافرت جايز بسبب وجودك انت وهو فى حياتي قادرة أقف وأكمل رغم كل اللي مريت به
ـ و إحنا معاكي على طول يا حبيبتي اطمني و ثقي كده وخليكي قويه هاه
ـ أنا قوية بسبب وجودكم فى حياتي
ـ واحنا معاكي دايما ياحبيبتي زي ما قولتلك
وصلت السيارة للفيلا ليجدا سمية فى انتظارهما ليتفاجئا بوجود شفيق أمامهم
❈-❈-❈
فى لندن يقفان في صالة الانتظار و شقيقته تسير حوله لينظر لها بغضب ويهتف :
ـ كفاية بقى اللي يشوفك كده يقول هتقابلي نجم سينما
لتنظر له بطفولة و تذمر :
ـ إنت عارف إنها جايه من طرف حبيبتك وعارفه إنك متضايق انها اتاخرت بس كلها كام ساعة وتكون هنا و تروح عليا بقى
قبل أن يجيبها وجدها تركض ليضرب على جبينه بغيظ منها وهو يجدها تقترب من امرأة تحمل طفلة على يدها اقتربت منها لتتابع قلقها و تهتف بهدوء
ـ أنا ميرا صاحبة فاطيما أكيد شوفتي صورتي
حركت رأسها بالموافقة لتتململ فريدة وهي تحاول أن تنزل لتقف على الأرض لتتركها علياء ولكن حدث شيئاً جعلها تقف مصدومه
كان يشاهد ما يحدث ليجد الصغيرة تقترب منه وتمسك قدمه لتهتف بطفولة
ـ بابا
يتبع