-->

رواية جديدة فاتنة والهوى لأميرة أحمد - الفصل 30

 

قراءة رواية فاتنة والهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية فاتنة والهوى

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أميرة أحمد


الفصل الثلاثون




بعد مرور اسبوع 


كانت تجلس فتون في منزل والديها لم تتركه منذ أن أتت عندما عملت بوفاة عمها فايز في الخارج، رغم ما فعله لها، ورغم أذاه لها وتحريض والدها عليها مرارًا وتكرارًا 


لكنها تحبه! انهمرت الذكريات في عقلها وهي تتذكر كيف كان يدللها ويغازلها كلما رآها، كان يعاملها كأميرة حتى عن ابنته 

تذكرت عندما راقصها في حفلته وكم أخبرها أنها ساحرة، كان يسعدها بأقل شيء يفعله كانت تحبه وتحب مجالسته كثيرًا


لكنه تغير منذ أن تزوجت ابنه بدر وهذا التغير كان سلبي وهو يرى ابنه الوحيد كيف يأذيها ويضايقها لكنه لم يفعل أي شيء لها 


كان صامت لم يأخذ أي ردة فعل لها، ورغم كل هذا لم تتردد فتون في اخباره عن إيذاء بدر لها وهي تخبر نفسها كثيرًا أنه لم يتدخل للآن لأنها لم تطلب منه ذلك 


حتى طلبت وصُدمت وهو يأخذ وضع الشاهد الصامت مرة أخرى! كرهته وكرهت الجميع حتى عائلتها لأنهم أوقعوا بها زوجة لبدر التي تبغضه منذ ما كانت طفلة صغيرة 

كانت تخافه وتركض منه حتى لا يمسكها ويقبلها قبلاته التي كانت تتقزز منها 


لكنه أصبح زوجها وأمر محتوم أن تتقبله وفعلت أخبرت نفسها أن بدر ليس سوى شخص جيد لا يحتاج سوى فرصة واحدة لإثبات ذلك، وما أثبت أن حديثها صحيح عندما وافق بدر على تعلميها رغم أن هذا ممنوع! 


ولكن تبخّر كل ذلك مع الرياح عندما أدركت أن بدر شخص لن يتغير، وأن خوفها الطفولي منه ليس سوى بداية لخوف حقيقي في حياتها بأكملها أصبح يهددها ويهدد عالمها!


مسحت دمعة انهمرت من عينها وهي تتذكر ذكرياتها الأليمة التي برغم ما مر من سنوات لكنها ما زالت تسكن بداخلها وتظهر وقتما شاء 


تطلعت حولها في غرفتها ونظرت لنفسها وهي ترتدي الأسود حدادًا على عمها التي الآن أدركت كم تحبه وتتمنى لو كان حيًا حتى تخبره بذلك رغم كل المشاكل ورغم ما مر بها 


فتحت زينب باب غرفتها ودخلت نظرت إليها ثم تنهدت وهي تقول 


" وبعدهالك يا فتون بقالك يومين هنا وقاعدة نفس القاعدة وسايبة جوزك ليه يا حبيبتي؟ 

عمك خلاص مات عياطك ليل نهار مش هيرجعه، ادعيله بالرحمة وبس" 


واقتربت من ابنتها تمسح تلك الدمعة التي نزلت سريعًا على وجنتها تأثرًا بحديث زينب 


رفعت فتون عينيها لها وقالت بتأثر " تفتكري هو مسامحني على الل عملته فيه؟ لما بسببي تعب ودخل المستشفى وكان ممكن يموت بسببي هو سامحني؟ 

طب دلوقتى لما أقراله الفاتحة هيبقى ده مش نفاق مني؟!" 


وانهمرت دموعها بغزارة وهي تتحدث لزينب عن كل ما يدور بداخلها من أحاديث تعجز عن إخراجها..


اقتربت منها زينب وضمتها بشدة، تعلم سبب حيرتها تلك 

ابنتها كانت تحب عمها للغاية حتى وإن مر وقت أنكرت به ذلك، لكنها كانت تحبه 

والآن حزينة على فقدانه لدرجة أن عقلها يرسم لها تخيلات بشعة لا تستطيع أن تصدقها 

وأن فايز لم يسامحها لأنها كانت سبب في تعبه والأهم تعاسة ابنه الوحيد 

تعلم كل العلم عما يدور داخل رأس ابنتها من تخبطات لا ذنب لها به 


تنهدت وقالت وهي تضمها" لا يا فتون أنتِ اه غلطتي بس نار الانتقام كانت عمياكي لدرجة انك متعترفيش أن ده عمك الل انتِ بتحبيه وروحك فيه، كنتِ بتنتقمي بقهرة لأن ازاى بحب الراجل ده وهو يبقى شاهد على عذابى وميتدخلش! 

لو كان ربنا أراد وعمك فايز مات يومها كان هيبقى الحق عليكِ، لكن ربنا نجاه وانت دلوقتى ملكيش اى ذنب في موته لأنه أمر ربنا" 


تطلعت فتون إليها وقالت بدموع " يعني هو هيسامحني؟! 


أومئت زينب ببسمة بسيطة وقالت " اكيد مسامحك لانه هو كمان بيحبك اوى، ولما تقرئيله الفاتحة ده مش نفاق لا أبدًا يا حبيبتى، هو مش يجوز عليه غير الرحمة والدعاء دلوقتى يا فتون فادعيله" 


أومئت فتون بدموع وأسرعت ترتمى داخل حضن زينب التي ضمتها بشدة 


بكت فتون في حضنها مرارة الفقدان تسيطر عليها، تتمنى لو عمها كان الآن بجانبها تخبره عن حبها وأسفها الشديد عما فعلته وما ارتكبته


تقبل يديه كما اعتادت بحنو بالغ وهو يقبل أعلى رأسها بتأني ويخبرها كم هي جميلة وأنه يحبها 


ليته يعود وتخبره بكل ذلك يا ليت!


ولكن هل كل ما يُتمنى يُحقق! بالتأكيد لا 


بعد قليل 

خرجت زينب من غرفة فتون التي غفيت بين ذراعيها، أسرع إليها جواد الذي أتى من عمله 


اقترب منها وقال بقلق " فتون عاملة إيه دلوقتى نامت؟! " 


هزت رأسها وقالت بتعب " أيوة أخيرًا نامت تريح جسمها شوية 

خش نام وارتاح إنت كمان" 


هز رأسه بهدوء وتحرك لغرفة فتون 


❈-❈-❈


بعد ساعتان 


فتحت فتون عينيها واعتدلت في جلستها فتأوهت بتعب وهي تنظر حولها 


أسرع جواد لها وهو يقول بقلق " فتون إنتِ كويسة يا حبيبتى؟!" 


اعتدلت في جلستها وقالت بتعب " أيوة الحمد لله" 


اقترب جواد وهو يقبلها في رأسها بتأني وقال بحب " الحمد لله يا حبيبتي.


ثم حرك شعرها خلف أذنها وقال ببسمة" تقومى دلوقتى زي الشاطرة تاخدى حمام حلو كدة يفوقك وبعدين تعالي ننزل نتغدى" 


فتون برفض" لا مش قادرة أتحرك" 


هز جواد رأسه وهو يقول وقال " وماله يا حبييتى " 


وأسرع بلحظة واحدة يحملها بين ذراعيها وقال بخبث " متقوميش يا حبيبتى أنا هشيلك.." 


صرخت فتون باعتراض وهي تتحرك من بين ذراعيه وقالت بصراخ " نزلنى يا جواد نزلنى" 


رفض وهو يتحرك نحو الحمام " لا يا حبيبتي مش هنزلك، لازم تدخلى تاخدى حمام " 


تنهدت فتون وتركت نفسها بين يديه باستسلام فهي حقًا بحاجة لحمام دافئ يريح جسدها 


فتح جواد باب المرحاض ودخل وضعها بالبانيو وقال بغمزة " ها هتاخدى حمام لوحدك ولا أخدلك انا؟! " 

ابتسمت فتون وقالت برفض " اطلع برة يا جواد"


هز رأسه وخرج وهو يقول بتذمر " مش عارف على أساس مشوفتش ده يعني" 


وأغلق الباب خلفه بقوة دليل على تذمره، ابتسمت فتون عليه وتركت نفسها بالحمام تريح جسدها


❈-❈-❈


دق جواد باب مرحاض فتون ودخل بعدما وافقت ابتسم وقال " ها أحلى؟! 


هزت رأسها وقالت ببسمة " اه احلى الحمدلله، يلا نطلع" 


حملها جواد مرة أخرى سريعًا وقال بإيماء " يلا يا ستى انا هطلعك" 


ابتسمت فتون وهي تضع رأسها على صدرة بهدوء تام، تريد الشعور بالأمان والراحة التي لا تشعر بها سوى معه هو..


وضعها جواد على المقعد واقترب من طاولة الزينة الخاصة بها أتى بالمشط الخاص بها وبدأ في تمشيط شعرها في هدوء، عندما انتهى وضعه مكانه 


ثم اقترب وهو يجلس خلفها وضعها داخل صدره وقال بهدوء " ها كويسة كدة؟! 


هزت راسها وهي تمسك يديه بقوة وقالت " أيوة كويسه الحمدلله* 


ابتسم جواد وقبل رقبتها بحب وقال " يعنى دلوقتى أقول حبيبتى رجعت زي الاول؟! 


التفتت فتون له وقالت باستغراب" هو أنا اتغيرت للدرجة دي؟!" 


هز رأسه وهو يقول ' من لما عرفتي إن عمك مات وأنا حاسس إن مش انتِ فتون حبيبتي، حسيتك واحدة تايهة مش حاسة بأي حاجة بالدنيا 

مهما اتكلمت معاكِ وعملت مكنتيش سمعاني!" 


تنهدت فتون وقالت بأسف " أنا كنت متغيرة للدرجة دي حقك عليا يا جواد" 


قبل جواد يديها وقال بنفى " أنا مش بقولك كده عشان تعتذري أبدًا يا حبيبتي، بس عايز أعرفك أن كل واحد ليه قدر مكتوب قبل ما يتولد وده قدر عمك أنه يموت بعيد عنكم في الوقت ده كده، 


وكمل ببسمة واسعة " زي قدري أني أشوفك بيوم وليلة تسحريني كدة" 


تطلعت إليه فتون وقالت بتخبط تشعر به منذ عملت بوفاة عمها" انا كان جوايا مشاعر كتيرة اوي يا جواد 

زي أنى كرهاه ومش مسمحاه على أذيته ليا، وزي ما أنا بحبه ونفسى يرجع عشان أطلب منه يسامحني!" 


أمسك جواد يديها يبثها بالأمان الذي تحتاجه وقال بهدوء " يبقى صدقي إحساسك يا فتون وانك بتحبى عمك ونفسك أنه يسامحك، لأن لو السبب الأول حقيقى مكنتيش عيطتى وزعلتى عليه للدرجة دى" 


أومئت فتون وهي تضمه وقالت بشرود * تعرف ماما قالتلي كدة برضو يمكن عندكم حق" 


ابتسم جواد بمرح وهو يقبل شعرها وقال " دا مش يمكن يا حبيبتى دا اكيد لأن انا وماما زينب مبتغلطش ابدًا" 


رفعت فتون حاجبها وقالت " مبتغلطش أبدا! لا ده أنا شكلى فاتنى كتير اوي اليومين دول" 


هز جواد رأسه وقال ببراءة " يعنى مش اوى بس بصراحه كدة يا فتون لو كنت شوفتك والدتك قبلك كان زمانها هي مراتى دلوقتى' 


ابتسمت فتون بسمة صفراء وقالت " لو شوفتها بقى يا حبيبى لأن انا نصيبك من الدنيا وبس..* 


ابتسم جواد بسعادة وقال " بتغيرى عليا؟! 


هزت رأسها وقالت بلا وعي* بغير بجنون " 


اقترب جواد منها سريعًا ولم يدع لها فرصة للتفكير، يقتنص حقه من بعدها عنه في تلك الليلتين التي لا يشعر كيف مروا وهي بعيدة عنه..


ابتعد عنها وهو يقول" احنا لازم نروح بيتنا بقا كفاية قعاد هنا" 


هزت رأسها بموافقة فهي تريد الخروج من هنا لعلها يصفو عقلها قليلًا من أفكارها التي تزحمه


فطالما هى هنا لن يهدأ عقلها أبدًا ولن ترتاح..


ثم قالت " وأنا موافقة بس هنزل أشوف جوهرة الاول لإني لما جيت هنا مشوفتهاش خالص" 


أومأ جواد بموافقة وقبلها على وجنتها، ودعته فتون وهي تنزل إلى الأسفل نحو غرفة جوهرة 

❈-❈-❈


دقت جوهرة باب غرفة جوهرة ودخلت بتردد نظرت لمصعب الذي وقف لها


وقال بقلق " فيه حاجة يا فتون؟!" 


فتون بتردد " عايزة أشوف جوهرة شوية هي صاحية؟!* 


تنهد مصعب وقال " أيوة قاعدة جوة في الشرفة تعالي ادخلي ليها" 


أومئت وهي تتحرك للداخل نحو جوهرة، اقتربت منها وهي تراها جالسة شاردة وضعت يديها على كتفها وقالت بتردد " ممكن أقعد معاكي شوية؟! 


نظرت إليها جوهرة سريعًا وقالت " تعالى يا فتون.." 


اقتربت فتون منها وضمتها سريعا و قالت بأسف " ادعيله يا جوهرة" 


انهمرت دموع جوهرة وقالت " انا لسه مش مصدقة يا فتون أنه خلاص سابنى وراح كدة! 

انا ملحقتش أودعه ولا أشوفه! ملحقتش أحضنه يا فتون ملحقتش أعمل حاجه!" 


ضمتها فتون وقالت بأسف " ربنا يرحمه يا جوهرة، ربنا يرحمه يا حبيبتى" 


جوهرة بتعب" يارب.. مات بعيد عننا في بلد غريبه عننا كان مسافر كويس رجع وهو متكفن" 


فتون بتأثر " ده نصيبه يا حبيبتي ربنا يرحمه" 


ابتعدت عنها جوهرة وجلست مكانها وقالت بشرود " تفتكرى لو كان هنا كنت هلحق اودعه؟! 


أومئت فتون وهي تمسك نفسها بصعوبة حتى لا تبكي أمامها الآن 


نفت جوهرة وهي تقول بسخرية ودموعها تنزل' لا عشان وهو كان هنا كان بعيد برضو يا فتون كان بعيد عني 


وبصراخ " انا بنته وكان بعيد مهما حاولت أقربله معرفتش!؟" 


أسرعت فتون تضمها ودموعها تنزل بصمت رهيب، لا تدري أتواسي جوهرة أم تواسي حالتها 


قبلتها على شعرها وقالت " ادعيله يا حبيبتى ادعيله وخلاص" 


هزت جوهرة رأسها وقالت " بدعيله هو خلاص مينفعش ليه غير كدة" 


نظرت إليها فتون وقالت بتردد " وطنط امل أخبارها إيه دلوقتى؟!" 


جوهرة بتعب " مصدومة ولسة مش قادرة تتخيل أنه خلاص مات! 

طلبت منها حتى أنها تيجي تقعد معانا هنا أنا ومصعب بس رفضت وقالت إنها مش هتسيب بيتها ابدًا " 


ربتت فتون على يديها وقالت " سيبيها على راحتها يا جوهرة، وانتِ خليكِ معاها متسبهاش" 


أومئت جوهرة بشرود ضمتها فتون مرة أخرى وبعد قليل كانت تودع والدتها ووالدها ثم رحلت مع جواد إلى بيتها..


❈-❈-❈


في بيت عائلة جواد 


نزلت سمر التي أتت منذ يومان عندما طلبت منها سُهير ذلك على الدرج وهي تتداهى في جلستها 


اقتربت من سُهير الجالسة على الأريكة وقالت ببرود وهي تجلس 


" إيه يا سُهير هو إنتِ جيباني عشان أقعد القاعدة دي؟ فين أخوكِ؟!" 


تأففت سُهير التي كانت تتجول بهاتفها وقالت " فيه إيه يا سمر هو انتِ كل شوية فين جواد إيه موراكيش غيره؟!' 


أومئت سمر وهي تلعب فى شعرها بتغنج وقالت بضحكات عالية


" أيوة ما أنا نازلة عشانه أومال عشانك؟!" 


تجاهلت سُهير عن سخريتها فهي الآن بحاجة لسمر حتى تتخلص من فتون لذلك لا تريد معاداتها 


نظرت إليه وقالت بتنهيدة " ما قولتلك يا سمر عمها مات وهي قاعدة هناك عشان العزا وأكيد جواد مش هيسبها" 


نظرت إليها سمر وقالت بغيظ " وعمها ده مجاش يموت غير على حظي! 


وابتسمت بسخرية وهي تقول " لأ وأخوك أوي صاحب واجب.." 


تعصبت سهير للغاية حتى وقفت وهي تقول بتحذير " سمر أنا جيباكِ هنا عشان تتخلصي من فتون، لكن تغلطي في أخويا انا مش هسمحلك أبدًا.." 


وقفت سمر هي الأخرى ونظرت إليها قليلًا تعلم أن سهير تعشق أخيها للغاية وإذا طلبت منها المجيء فليس سوى أن تساعدها تتخلص من فتون التى تراها قليلة على أخيها 

الشاب العازب الوحيد الذي بالنهاية تزوج مطلقة! هذا الشيء الوحيد الذي أثار جنون سهير لأنها مطلقة 


غير ذلك لم تكن سهير تهتم بها حتى لو تزوج جواد بأي شخص آخر غير فتون المطلقة! 


ابتسمت ببرود وهي تقترب من سُهير تقبلها في وجنتها وقالت ببرود "

I am very sorry

مكنش قصدي أزعلك يا حبيبتى انتِ عارفه قد إيه أنى بحب جواد وهاممنب مصلحته سامحيني بليز " 


تنهدت سهير وهي تقول " محصلش حاجة يا سمر، 

وياريت منتكلمش لحد ما يرجع جواد مع الزفتة دى" 


أومئت سمر ببرود وهي تتحرك نحو غرفتها 


قائلة في نفسها ساخرة " قال يعني أنا هموت عشان أتكلم معاكِ واحدة غبية" 


وقفت سهير مكانها تنظر فى اثر سمر التي صعدت في غرفتها 


وسؤال يدور بداخلها هل أخطات عندما طلبت من سمر النزول؟! يبدو ذلك


❈-❈-❈


أوقف جواد سيارته أمام منزله القديم نظرت إليه فتون وقالت باستغراب " إحنا جايين هنا ليه؟! 


ابتسم جواد وأمسك يديها وهو ينزل معها ' البيت ده ليه ذكريات كتير بتجمعنا سوا حابب أنهم يزيدوا كمان ذكرى لينا*


ابتسمت فتون بسعادة وهي تتحرك معه للداخل 


جواد محق هنا رأته أول مرة، أول اعتراف بحبه لها كان هنا، طلبه المفاجئ للزواج، أول قبلة بينهم


أول مرة تصرخ بوجهه، عاشت الكثير من المشاعر معه هنا في هذا البيت الذي تحبه بقدر حبها لجواد 


ذلك المنزل الذى جمعها بحبيبها الذي كانت تتمنى أن تقضي باقي عمرها به ولكنها الظروف 


فتح جواد باب المنزل ودخل بفتون للداخل نظر إليها وقال ببسمة عاشقة 


" نورتي بيتك يا حبيبتى.." 


ابتسمت فتون وقالت وهي تدخل " تعرف انت قولتلي الكلمة دي كام مرة لحد دلوقتي؟! 


نفى جواد وهو يقول " مش عارف بس الل أعرفه أن كل مكان هتدخليه هقولهالك فيه


عارفة في اليومين دول وحشتينى اوي اوي يا فاتنة " 


أسرعت فتون إليه تضمه بشدة تخبره أنها أيضًا اشتاقت إليه بحجم اشتياقه إليها بل أكثر 


لم تتوقع أنها تستطيع أن تبتعد عن جواد ليوم واحد أبدًا، لكن الخبر السيء الذى نزل عليهم جميعا كالصاعقه جعلها تبتعد لأسبوع! لا تتخيل كيف فعلتها 


وضعت يديها على صدره ونظرت لعينيه البنية المميزة وقالت بصوت خافض * وانت كمان وحشتنى اوى" 


ضمها جواد لصدره مرة أخرى وتأوه بعشق اشتاق لها، لضمها حتى لملمس شفتيها على شفتيه 


ولم يترك فرصة لعقله للتخيل وهو ينال من رحيقها مرة أخرى تعلقت فتون برقبته فابتسم وهو يحملها ويدخل بها إلى غرفته مرة أخرى 


يعيد بعض من ذكرياتهم التي تركوها هنا عندما عاد لمنزل عائلتهم 

بين يديه حبيبته، فاتنته


❈-❈-❈


في المساء


نزل جواد وفتون من سيارته ودخلوا إلى داخل قصرهم وهو ممسك بيدها وبيد فتون وردة حمراء ابتاعها لها جواد في طريقهم 


نظرت إليهم سمر التي كانت تراقبهم من أعلى وابتسمت بخبث وهي تسرع لغرفتها تبدل ثيابها 


أسرعت سها نحو فتون ضمتها وقالت بأسف " الباقية في حياتك يا حبيبتى.." 


ضمتها فتون وقالت ' حياتك الباقية يا طنط" 


ابتسمت سهير التي كانت تضم أخيها وقالت بسخرية " موت إيه بقا يا ماما وهي راجعة مبسوطة أهو ومعاها وردة! 


زجرتها سها بعينيها أن تصمت، اقترب جواد من سُهير وقال بغمزة ' هو سليم مبيجبش ليكِ ورد ولا إيه! لو دي مشكلتك يا ستي فخدي" 


وأخرج جواد وردة أخرى من جيبه ابتسمت سهير بسعادة وهي تأخدها منه، ممتنة أن أخيها لم ينساها وجلب لها وردة مثلما اعتاد 


وهي التي ظنت أن تلك الفتاة استحوذت على أخيها وستجعله ينساها! 


تنهدت فتون وهي تبتسم عندما رأت ابتسامة سهير الواسعة حسنًا لقد فهمت الآن مشكلة سهير ليس مع أخيها فهي تحبه مشكلتها معها هي 


صمت الجميع وتطلعوا لأعلى عندما نزلت سمر بصوت كعبها العالي الذى يدق على الدرج فيحدث صوت عالٍ بفستانها ألاحمر العارى القصير 

وهي تتماطى في جلستها بخلاء 


اقتربت منهم وقالت بنعومة " حمد الله على السلامة يا جواد" 


واقتربت منه وهي تقبله من وجنته بنعومه وقالت بحزن مصطنع ' كدة آجي من اسبوع ومشوفكش، على العموم عايزة أقولك إنك وحشتني أوي يا بيبي" 


أفاق جواد من صدمته سريعًا وهو ينظر إليها ولفستانها الذي يظهر أكثر مما يخفي 


ثم جذبها من يديها سريعًا وهو يصعد بها إلى الأعلى بقوة 


وفتون مكانها ما زالت الصدمة تحتلها عندما أيقنت أن تلك التي أخذها زوجها من يديها وصعد بها إلى أعلى هي نفسها سمر!! 


اقتربت سهير الشامتة من فتون وقالت بشماتة" أكيد عرفتي مين دي! 

دي نفسها سمر حبيبة جواد زي ما قولتلك قبل كدة، والل برضو انتِ كدبتيني وقولتي أن جواد بيحبك! 


وضحكت بعلو صوتها وقالت بخبث " أظن دلوقتي عرفتي هو بيحب مين.." 


وتركتها و رحلت وهي تشعر بانتصارها على فتون والفضل يرجع لسمر..


❈-❈-❈


دفع جواد سمر على الفراش وقال بتقزز " انتى إيه الخرا الل انت لابساه دا! اى مش هتبطلى وقاحة وقله أدب الل لسة متمكنة منك دى!؟ 


لعبت سمر في شعرها وهي ما زالت كما هي وقالت بغمزة " إيه بتغير عليا! " 


ابتسم جواد وقال بتهكم" بغير عليك؟ سمر انتى متخصنيش عشان اغير عليك أو حتى أهتم 

بس قرفان من شكلك وأنا بشوفك بالمنظر البشع دا قدامي الل خلاني أفهم انتِ وصلتي لأنهي درجة من القذارة" 


نفت سمر وهي تقف تقترب منه و مع مشيها كان يرتفع ثوبها بشدة 


اقتربت حتى اختلطت أنفاسهم وضعت يديها حول عنقه وقالت بنفي " لا أهمك يا جواد بس إنت مش عايز تعترف بده يا حبيبي، أهمك لدرجة إن عينيك بتلمع بجنون كنت بشوفه زمان فعينيك وبحبه أوي وما زلت.." 


وضعت يديها على ذقنه وقالت بتأثر " إنت لسه حلو زي ما انت يا جواد، وزي مانت بتغير عليا كدة زي زمان تبقى لسه بتنكر.." 


سخر جواد وقال بتهكم" بنكر؟! 


هزت راسها وهى تقترب منه و قالت بأذنه " اه بتنكر، زي ما روحت اتجوزت البت دي عشان تغيظنى بس انت عارف يا بيبي انا متأثرتش لان واحدة زي دى متأثرش فيا ولا بذرة" 


كان جواد سيوبخها لكن رأت سمر بعينيها فتون التي تقترب منهم ابتسمت بخبث وهي تبتعد عن جواد ونظرت لفتون وقالت 


بخبث " انتِ مراته مش كدة! ابعدي جوزك عني لإن زي ما انتى شايفة هو مش قادر يقاوم تأثيري وحتى كان بيحاول يقرب مني من دقيقة واحدة ولو مكنتيش جيتي مين عارف كان هيعمل إيه


وغمزت بعينيها لفتون في إيحاء فهمته فتون على الفور.." 


فتح جواد عينيه على وسعها وهو ينظر لسمر بصدمة من حديثها ثم نظر لفتون سريعًا التى ملامحها كانت تدل أنها صدقت حديث سمر...!!!


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أميرة احمد من رواية فاتنة والهوى، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة