-->

رواية جديدة نفق الجحيم 2 مكتملة لريناد يوسف - الفصل 50


قراءة رواية نفق الجحيم الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة رواية نفق الجحيم 

الجزء الثاني

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الخمسون


ابتدت مراسم الغسل، وفلمح البصر من غير ماربيعه تستوعب اللي حصل كان ابو دراع طالع بنعش شام حامله على كتفه، ومعاه عزت اللي ابي الا إنه يشيعها بيده لمثواها الأخير، ومعاه ممدوح اللي شال معاهم النعش، وكذلك كل رجالة البيت حملوا بأديهم شام اطهر وانضف حد دخل بيت المقاول.


أما ربيعه ففضلت قاعده عالارض وواعيه امها وهي مفارقاها ودموعها نازله من سكات من بعد ماانهارت في البدايه شويه وبعدها جسمها استكان وصوتها اختفى وقعدت موطرحها مقامتش ولا نطقت ولا اتحركلها ساكن، وكل ديه وقطب مراقبها وعارف انها سارقاها السكينه، واتمنى إنها متفوقش من توهتها غير لما يدفن شام ويعاودلها، عشان يكون ضاممها وقت ماتستوعب إن امها خلاص فارقتها وتظهر ردة فعلها اللي متوكد انها هتفوق اي ردة فعل حد فقد حبيبه، لانه خابر شام بالنسبه لربيعه ايه.


وبالفعل راح دفن شام قوام قوام هو والرجاله ورجعوا، ودخل على ربيعه وحمد ربه انه لقاها قاعده موطرحها، فقرب منها وقعد وراها علي الارض ولمها فحجره قدام كل الحريم القاعده مهمهوش اللي هيتقال، وميل عليها وهمس فودنها:

ابكي ياربيعه وصرخي وطلعي اللي جواكي، اصرخي ومتكتميش وخدي حزنك على امك وآمني انها معادش ليها وجود معاكي.

وإهنه ربيعه سمعت كلامه وكيف مايكون نبه جميع حواسها، وشهقت اول مابصت على اوضة امها الخاليه، وابتدت صرخاتها تتسابق وجسمها يرتعش واطرافها تتخشب، ولما تتفك وتقدر تتحرك تضرب فقطب وتقوله هاتلي امي من موطرح ماوديتها، رجعلي امي انت خدتها مني ليه، وكل ديه وابو دراع متحمله وساكت ومهمله تعمل فيه مابداله وتقطع فجسمه بضوافرها كيف مايكون هو الموت اللي خد امها منها، وعشان خابر إن كل ديه غصب عنها وخارج عن ارادتها سابلها نفسه خالص يمكن اللي عتعمله فيه يهديها ويبرد نارها شويه.


وعمايل ربيعه وصراخها وكلامها بكى الكل ولو الحجر ينطوق كان بكى ونهنه علي حالها، لكن ابو دراع الوحيد مابين القاعدين اللي حكم على نفسه وعلى دموعه مينزلوش، برغم إنه اكتر واحد فيهم قلبه عيتعصر علي ربيعة قلبه وفرحتها اللي اتكسرت قبل ماتكمل وفرحته هو كمان اللي انطفت.


وبعد مجاهده ومهابره ربيعه جسمها فرط من التعب وبقت نايمه كيف الشريط مقادراش تتحرك، وبرغم خوفه عليها وعلى ولده الا انه كان لازمن يطلع ويهملهم عشان يحضر الصوان والعزا ويقوم بواجب شام على اكمل وجه وكما تستحق.


وهمل ادهم فى حما ورده وربيعه هملها لا قادره تشيل ايد ولا رجل ولا تحرك ساكن، وطلع حسبة ساعه وبعدها عاود للبيت من تاني يتطمن على مرته وولده.

❈-❈-❈


اما كرار فوصل لموطرح عياله ومرته، وبس دخل عليهم الكل وشوشهم اتقلبت واكترهم شوقيه اللي فكرت انها ارتاحت منها، وعماله تفكر وتخطط لحياتها الجديده من غيره، وبس قالهم إنه جاي يرجعهم البلد هما وامهم، قامت عليه الغواير ومبقاش ملاحق علي خشومهم واللي عتقوله، وبعد الشد والسحب اتوكد إن عياله الكبار مهيرجعوش معاه، لكنه حاول معاهم اخر محاوله، بس شوقيه وولده الصغير لازمن يرجعوا ورجلهم فوق رقبتهم.

وقعد بعدها ياخد نفسه من مشوار الطريق، واثناء ماهو قاعد رن التليفون اللي في الصاله، فراح عليه ولده تميم ورد عاللي عيتصل، وبعد السلام عرف كرار إنها سته أم شوقيه، سلم عليها تمام وقال لامه ان ستها عايزاها، فقامت كلمتها، ومن وسط زعلها بجية كرار بعد كام كلمه مع امها لقت نفسها عتبص لكرار وتبتسم بتشفي، وبنبرة لؤم قالتلها:

صوح الخبر ديه يمه، يعني خلاص شام ماتت واندفنت كمان؟ الله يرحمها كانت وليه زينه، بس هي الدنيا إكده معيقعدش فيها الا الشين.

خلصت جملتها ولقت كرار هب واقف وجه عليها كيف الاعصار وخد منها السماعه وبحس عيرجف سأل ام شوقيه:

شام مين اللي ماتت وماتت ميته وكيف؟

وسكت وهو عيسمع منها انها متعرفش حاجه غير إن الجنازه طلعت وقالو مرت كرار القديمه ماتت ودفنوها، فساب من يده السماعه وراح قعد عالكرسي بهوان، وحط راسه بين أديه وهو عيتخيل إن خلاص شام راحت ومعادش ليها وجود فبيته، واتحررت اليمامه الحلوه الهاديه اللي كان عيحب يلعب بيها من قبضته، ومتعته الكبرى انتهت.


اما شوقيه فوقفت تبصله وهي فرحانه فحالته وفحزنه، وهمست لروحها بإن خبر موت شام ديه كان ممكن يكون احلا خبر فحياتها، بس لو كان جه بدري كام سنه، وكت ماكان كرار يهمها، لكن دلوك كل ميزة الخبر حداها هما شوية القهر اللي واعياهم على وش كرار دول.


وقرر كرار بعد الخبر إنه يقعد مع عياله شويه لغاية مايأقلم نفسه عالوضع الجديد ويقنع روحه إنه خلاص هيعيش في موطرح مفيهوش شام، وكمان يتنعم بخيره اللي عياله وامهم متنعمين فيه ومهملينه هو شغال اجير وعياكل لقمته شفقه وإحسان من ابو دراع.

وبعدها القفص اللي فضي من شام هياخدله شوقيه، وكيف ماصار على شام هيخليه يصير عليها، ماهي لا هي احسن ولا اغلى، ولا عملت معاه شي يخليه يشفق عليها، بالعكس صفحتها معاه مليانه سواد بسواد تخليه يحبسها ويعذبها بدال العمر عمرين.


❈-❈-❈


أما حدا اهل شام

خبط حكيم علي بابهم ودخل لما اذنوله، وبس شاف عبد الصمد الصره فيده استبشر قلبه وانفرجت ملامحه بفرحه، وروحه رفرفت كيف مايعقوب جابوله قميص يوسف وحس بإن شوفته قريبه، فرفع عيونه على الشيخ حكيم وبحس مخنوق من كتر الشوق همسله:

آن الاوأن ياولدي؟

هزله حكيم دماغه بتاكيد وتبعها بإبتسامه خلت قلب عبد الصمد كان هينفجر فموطرحه من الفرحه، ومد يده اللي عترجف على الصره اللي فيد حكيم، وخدها منيه وضمها على قلبه وميل عليها وشمها، وكيف مايعقوب رجعله النظر من قميص ولده، عبد الصمد رجع لقلبه النبض اللي حسه اتوقف من غياب شامته وقهرته عليها، وغضب عنه دموعه سالوا، وعلى سيلانهم لمعت الدموع فعيون حكيم لكنها أبت تنزل، وجاهد على كد مايقدر عشان يخفيها.

أما عبد الصمد فدخل حكيم المندره وراح بالصره على دهب يفرحها هي كمان ويخليها تشم ريحة الحبيبه، وبعدها عاود لحكيم اللي كان مستنيه برسالة ابو دراع.


وبعد ماحكى معاه وفهمه، خده معاه هو ودهب على بيت المقاول عشان يحضروا عزا بتهم قدام الناس وكل الأمور تمشي طبيعي.


وبالفعل راحوا، وأول ماعبد الصمد وصل المندره ودخلها غصب عنه بكى ونهنه بوجع علي سنين الفراق والظلم اللى طال بته، وبكاه وحزنه كان يضاهي الحزن عالميت، وعشان إكده الناس كلها شفقت بحاله واتلموا عليه يسكتوا فيه.


اما دهب فدخلت لربيعه واول ماشافتها مرميه عالارض ورايحه من الدنيا شهقت وجريت عليها وسمت وخدتها فباطها، ومع ضمتها ليها اتفتحت ربيعه فى البكا بمراره، وشويه وابتدت تصرخ بقهر وتنادى على امها، وحالها خلى دهب ماتت من البكا هي كمان، ولا قادره تسكتها وتطمنها، ولا متحمله تشوف حالتها وهي نفسه والزعل عفش عشانها، وفسرها لعنت كرار الف لعنه اللي منه كل ديه وهو سبب الوجع اللي طايل الكل، ودعت ربها يوجعه نفس الوجع.


وفضل عبد الصمد وفي المندره ودهب في البيت لغاية الليل، وعلي عشيه بيت ابو دراع فضي من الناس، فخدت دهب ربيعه فحضنها وميلت عليها وبشويش همستلها:

أمك عايشه مماتتش ياربيعه.. أمك جوزك هربها من سجنها وفك قيودها، احنا هناخدوها معانا ونعاودوا البلد بعد مايقسم الليل وانتي بعد مايخلصوا ايام العزا تحصلينا.

ربيعه كانت تسمع وهي مش مصدقه، وفآخر الكلام ربيعه شهقت بس شهقه كيف اللي عيغرق وطلع دماغه من تحت الميه ياخد نفسه، فضلت ساكته منطقتش، لكن لما دخل عليهم قطب عشان يطمن عليهم، ومن نظرتها ليه عرف إن امها قالتلها، اتبسم وراح عليها وقعد جارها ولساه هيتكلم ويمد اديه ياخدها فحضنه، لكن ادين ربيعه زاحوه بعيد وهي عتهمسله من بين سنانها:

كيف هنت عليك كيف، كيف هان عليك وجعي، كيف هانت عليك قهرتي، كيف اتحملت تشوف حالتي كيف قولي كيف؟

رد عليها ابو دراع وهو عيلم اديه الممدوده:

كان لازمن كل شي يبان طبيعي ياربيعه عشان محدش يشك فشي، الزعل طبيعي وابقهر طبيعي وحتي الدفنه.


ربيعه ضربت علي صدرها وهي عتسأله:

يعني دفنت امي حيه ياقطب؟

رد عليها بإبتسامه:

متخافيش امك قويه وقلبها جامد ومخافتش، وبعدين مقعدتش كتير، هي ساعه بس لغاية مالناس مشت واتفتحلها القبر وطلعت، وبعدها اني رجعت واطمنت ان كل شي تم كيف ماخططتله وانها بخير.


ربيعه بلهفه وخوف:

وهي فين دلوك خدني ليها قوام ياقطب


رد عليها بهدوء:

اهدى على روحك، هي بخير وموجوده في المقابر عند الحارث، وفي الليل هطلعها واوديها على بلدها ولأهلها، وبعد اذنك ياام شام انتي وابوها تاخدوا بعضكم وتعاودوا على بلدكم كأن شي لم يكون.

واني هجيلكم بشام بكره تحت جنح الليل انتظروها.

خلص كلامه وطلع وعطا خبر لعبد الصمد باللي قاله لدهب، وجابلهم عربيه وروحهم فيها بعد ماهملهم حكيم وعاود البلد بعد ماجابهم بسبب فصل كان في انتظاره، وركب عبد الصمد ودهب وراحوا بعد ماودعوا ابو دراع وربيعه، وادهم ودعوه وداع عابر ومعطوهوش حقه في الفرحه ولا الاهتمام، لأنهم دلوك بصدد فرحه اكبر من كل الافراح، ولاول مره فرحة الولد تفوق فرحة ولد الولد.

❈-❈-❈



ووصل. عبد الصمد ودهب البيت وابتدوا يجهزوا الاستعدادات اللازمه لاستقبال شام واللقى الاكيد النوبادي، والليل لا ناموه ولا النهار من شدة التوتر رقدلهم جنب فيه علي فرشه، الا الكل عمال يتقلب علي جمر الشوق وبالخصوص دهب وعبد الصمد، ولغاية مالشمس غابت وغطس قرصها في جوف الغروب وإهنه ناقوس الفرحه دق في القلوب معلن عن قربها.


❈-❈-❈


اما ابو دراع فهمل ربيعه مع ادهم من بعد مافضل يصالح فيها طول الليل عشان ترضى عنه وتسامحه، وبعد تعب وجهد سامحته ورضيت عنه، واللي شفعله عندها على عملته انها لموصلحة امها ولخلاصها.


وخدها قطب فحضنه ونامو ليلتها مرتاحين البال والفكر للي تم وصار واللي كان وثيقة الافراج عن شام. 


أما شام  فكان صوت كحتها يشق سكون المقابر طول الليله الأولي، َعلى كد مالموقف اللي اتحطت فيه مخيف، وإن قبر يتقفل عليها ومعارفاش هتطلع منيه تاني ولا له، الا انه كان اهون عندها الف مره من حبستها فبيت كرار، وشوقها لأهلها نورلها ضلمة القبر وخلى كل خوفها اتبدد، ومن أول مانزلته لغاية ماسمعت صوت فتح غطاه وهي مغمضه عيونها وتذكر ربها وتسبح بحمده وتدعى دعوة سيدنا يونس وهو في ظلمات بطن الحوت، وبين كل كلمة ودعوه تكح وتكتم فكحتها علي كد ماتقدر من خوف حد يسمعها، وبس اتفتح باب القبر والنور اتسلط علي وشها فتحت عيونها كيف اللي عيتولد جديد ويفتح عيونه علي دنيا جديده.. دنيا مفيهاش قهر ولا ظلم ولا حبسه، ولا فيها كرار وجبروته.


ونزللها الحارث بخلجات وطلع استناها بره القبر لغاية ماغيرت الكفن وطلعتله، وخدها علي موطرحه اللي قاعد فيه في المقابر وقفله عليها بعد ماعرفها طريق الوكل والشرب، وهملها المطرح كله وفضل قاعد قدام بوابة المقابر؛ عشان لو حد عازه ميدخلوش جوه ويسمع حس شام او حس كحتها.


اما شام فأتوضت وابتدت تصلي، لا همها ولا شرب ولا كان فتفكيرها غير شوفة اهلها اللي باتت قريبه، وخوفها على ربيعه وولدها من الحزن وخصوصي لما قالها ابو دراع إنه مش هيرسي ربيعه عالحقيقه وهيهملها مفكره انها ماتت صوح، وطول الوكت قلبها حاسس بربيعه واللي فيها ومقبوض عليها. 


وعدى عليها الليل، وادي نهار تاني يوم عدى والليل جه فمواعيده مخلفهاش كيف ماكانت شام خايفه يخلفها لأول مره ومياجيش من كتر ماقلبها تواق ليه النهارده ومتلهفهاله


وبس اذن العشا والنجم اترش في السما ابتدا قلب ربيعه يرجف رجف، ولحد ماقسم الليل وهي لا على حامي ولا بارد وعتتسند على الحيطان ورايحه جايه كيف اللي عتطلق، وبعدها بهبابه سمعت حس ابو دراع بره عينادي بأسمها ويقولها يلا ياشام آن الأوان، وإهنه كل حيلها باد وبدنها كله اترجف من التوتر والفرحه.. وأول مااتفتح الباب عليها وشافته ماددلها يده حست انها عيغمى عليها. 


لكنها اتماسكت وراحت عليه وحطت يدها فيده وهو ضمها باليد التانيه من كتافها عشان يسند خطاويها، لكنه لما لقى خطوتها بطيئه ميل وشالها وجري بيها عالعربيه اللي جابهالها من على الخط وسواقها غريب مش من البلد ولا النواحي، وحطها فيها وركب جارها وطلعوا قوام من البلد بعد مااتلثم وخلاها هي كمان تغطي وشها، مع ان الليل ستار بس ابو دراع قال الحرص واجب. 


اما شام فكانت تبص للشوارع بفرحه تشبه فرحة ربيعه لما طلعها ابو دراع اول مره، نفس الابتسامه ونفس لمعة العيون وزاد على شام رعشة ايدها اللي رفعاها مثبته بيها الطرحه علي وشها. 

واستغرب ابو دراع لما شام مسكت يده بيدها الخاليه وبصتله وبترجي مالي عيونها همستله:

نفسي اركب القطر يابو دراع، نفسي اعاود لبلدنا ولأهلي بالقطر.. ينفع؟ 

بصلها ابو دراع وبص حواليه، وبص للسواق وسأله لو فيه قطر في الميعاد ديه مقبل، والسواق قاله إن فيه قطر بعد نص ساعه.. فطلب منيه ابو دراع يوديهم المحطه، برغم المخاطره الكبيره اللي هتكون في الخطوه داي، لكنه اعتبرها وصية مفارق واجبة التنفيذ، ونزل بشام عالمحطه واتوارو عن العيون لحد ميعاد القطر، 

وطول الوكت شام باصه للمجهول في الناحيه اللي هياجي منها حبيبها ابو قلب حديد، وبس شافت من بعيد نوره الوهاج هبت واقفه علي حيلها في استقباله، وكل مايقرب عليها كانت انفاسها تعلا وتهبط، وبس وصل قبالها وهدى خطاويه ضحكتله ضحكة حبيبه لحبيبها الغايب عنها سنين، وبصت لأبواب قلبه وشافت كل الناس نازله منه ومفيش حد طلع غيرها هي بس وابو دراع وواحد تالت، وحست كأنه فضالها قلبه من كل اللي فيه عشان يساعها ويساع لهفتها عليه. 



ودخلت بمساعدة أبو دراع، وبس دخلت اتفقدته من جوه تشوفه كيف ماهملته ولا اتغير، كيف مايكون هو هو القطر فكل مره واحد مفيش غيره، وشافت بالفعل تغيير فى لون الكراسي وكسوتهم، وفضلت تتلمس فيهم وهي ماشيه ورا ابو دراع بفرحه وهي حاسه إنه فرشلها قلبه بتوب جديد كيف مايكون علم بأن اليوم فيه لقى، ولغاية ماوصل ابو دراع نص العربيه ووقف وقعدها جار الشباك وقعد جارها، واتحرك القطر بيهم وسمعت صفارته العاليه كيف واحد عيصرخ من فرحته، وهي مش مصدقه كل ديه، ولا مصدقه إنها اخيراً جوا قلب حبيبها وموديها بنفسه لباقي الحبايب. 

وطول الطريق عينها من الشباك عتراقب الطرقات والبيوت والنخل والاشجار وهي حاسه إنها رجعت لليوم اللي فارقت فيه بلدها وعمرها واحلى سنينها، والنهارده كل ديه عيرجعلها من تاني. 


❈-❈-❈


وفضلت شام في تأملها وهي ماسكه في الشباك كيف العيله الصغيره، وفضل ابو دراع باصصلها ومبتسم، وحتي لما هملت طرحتها توقع مقالهاش ترجعها علي وشها، وهملها علي راحتها وهو ملاحظ إن حتي نوبة الكحة خفت منها وبقالها كتير مكحتش! 

وكمان قال لروحه محدش شافها قبل سابق من اهل بلدهم عشان يعرفها، بس أهل بلدها هي حتماً ولابد تتدارى منهم. 


واخيراً وصل بيها القطر لمحطة بلدهم، فقام ابو دراع ومسك دراعها يساعدها وبنفسه لفلها الطرحه على وشها ولثمها لما لقى يدها عتترعش ومش عارفه تمسك بيها الطرحه، ونزل ونزلها، وفضلت واقفه لغاية مالقطر مشي وودعته، وبعدها خدها ابو دراع ومشى بيها عشان يعدوا للجيهه التانيه اللي فيها بيتهم، واللي شافته وهي ماشيه عالمحطه، شافت سطوحه وحيطانه وشافت بيوت الجيران، شافت موطرح وقفتها عالسطوح وشهقت وبكت بحسها العالي من غير ماتشعر بروحها، نهنهت بوجع علي الايام الحلوة والذكريات، وبصت على شباك الوجع ابو لون اخضر، شباك واتنهدت تنهيده وصلت للغيم وهي عتلومه عشان اتقفل فى وشها وهي فأشد الحاجه لفتحة اي طاقة امل تخلصها من اللي كانت فيه. 



وصل بيها ابو دراع لبداية سلم وهي إهنه انتبهت، ونزلت برجليها اول سلمه، وإهنه ادركت إنها نازله في النفق.. نفس النفق (نفق الجحيم) 

- اللي ابتدا من عنده كل شي-

 صوح شكله اتغير وحيطانه بقت لماعه وارضيته نضيفه، لكن ديه مش هيغير كون إنه بالنسبالها اسواء مكان في العالم واتدشن بوجعها وارضه اتروت بدمها، وطول ماهي ماشيه فيه خطاويها ترجف مع رجفة قلبها وحتي شفايفها وسنانها يصكوا وحاسه بنفس البرد اللي حست بيه في الليله اياها، نفس الخوف نفس ديقة النفس، ووقفت عند نقطه معينه فى بداية النفق تقريباً ومقدرتش رجليها تتحرك خطوه وحده، كيف مايكون قيدهم شبح خفي، وعيونها اتسمروا علي موطرح والرعب دب فإوصالها وهي باصاله، إيوه في المكان ديه، في البقعه داي بالذات حصل اللي حصل، شافت روحها وهي مرميه طريحة الضعف وبدن ورا التاني عيرمي تقله على جسمها الضعيف وينهل منها متعته كيف ماعيفترس مصاص الدماء فريسته ويشرب كل دمها ويهملها جسد خاوي، رجعت للوجع وللخوف والرعب والقهر ولقت حالها مره وحده عتخر في الارض راكعه علي ركبها لانها ماعادت تتحمل اكتر وغمضت عيونها وأنت بوجع مامتله وجع، وابو دراع لما شاف حالتها قوام ميل عليها وشالها وجري بيها من المكان رحمه بيها من ذكريات اقوى منها هاجمتها مره وحده كيف الوحوش وابتدت تغرز ضوافر وجعها فبدنها الضعيف وروحها الطايبه من الألم. 


فطلع بيها من النفق ووقتها بس شام عرفت تاخد نفسها في البراح والنور اللي ابتدا يشقشق معلن عن يوم جديد. 

يوم عاودت فيه شام من نفس الطريق اللي مشته من ١٩ سنه وشافت فآخره الويل وداقت من بعده الوان العذاب. 


وفضل ابو دراع ماشي بيها وهو شايلها على اديه، وسبحان الله نفس الخطاوي اللي مشاها بيها ابوها وهو شايلها من النفق لبيتهم مشاها بيها ابو دراع، نفس الخطاوي كلها اليوم عتنعاد بنفس الطقوس. 

وقرب اخيراً علي بيتهم، وقبل مايوصل وعي هو وشام دماغ طلت من الباب تتلفت، وبس جات عيونها عليهم طلع بالكامل بره الباب وكان هو.. كان هو حبيبها الغالي اللي فرد اديه وجري عليها بكل حيله وهو عيبكي بحسه العالي كيف عيل صغير، وشام شافته وخلت ابو دراع ينزلها، وفردتله هي كمان اديها وجريت عليه على كد حيلها، وقبل مايوصلها بكام خطوه اتعثر بجلابيته ووقع، وسمعها عتقوله بحسها العالي:


اسم الله عليك ياحبيبي، اسم الله عليك يانضر عيني، سلامتك من الطيحه ياقلب شام واحلى سنين عمرها واغلى الغاليين، سلامتك ياابو شام، اسم الله عليك يابوي. 


خلصت كلامها وكانت وصلت عنده وقعدت قباله واترمت بين اديه الممدوده وهو ضمها وشهقته وصلت لقلب دهب اللي سمعتها وطلعت من البيت جري عليهم هي كمان، 

وفي الاثناء داي عبد الصمد وشام كانوا ضامين بعض وعيشموا فبعض كيف المحروم اللي لقى مشتهاته، وصوت بكاه وبكاها اختلطوا، وكل هبابه يبعدها يبص فيها وفوشها ويرجعها لحضنه تاني ومش قادر يتكلم ولا هي قادره، ودهب بس وصلت حداهم قعدت ورا شام وضمتها وهي يائسه إن عبد الصمد الصمد يهملهالها دلوك، فحضنتها من ضهرها وابتدت تحب فيها من ورا فضهرها ودماغها وتشم فيها وهي عتقولها بحس مخنوق يادوب طاله:


جيتي ياضي العين، جيتي يافرحة القلب، جيتي يابكريةروحي، جيتيني ياشامتي وضاماكي وشاماكي دلوك من صوح يابتي ولا حلم ديه كمان.. انتي داي ياشام وريحتك داي يابنيتي، انتي اللي بين اديا داي ياشام؟ 

كانت تقول وتبكي وشام تبكي وعبد الصمد يبكي وحتى القوي ابو دمعه عزيزه اثر فيه الموقف وانزوى على جنب ودارى وشه ومسح دموعه اللي خانوه لتاني مره بطرف جلابيته وهو عيلعن فكرار عالوجع اللي شايفه ديه وعالناس الغلابه اللي اتأذوا بسببه كل الاذى ديه، وعالقلوب الطيبه اللي قاست الامرين بغير ذنب يذكر الا انهم غلابه في ذمن الغلبان عينداس تحت نعال العفي. 


وبعد مانجحت اخيراً دهب فأنها تنتزع شام من حضن ابوها لحضنها وتضمها ضمه كامله، ساعد ابو دراع عبد الصمد إنه يقوم، وجه عليهم السيد وبشاير، 

بشاير اللي رمت نفسها علي اختها رمي وخدت نايبها في السلام وخطفتلها حضن منها هي كمان يطفي هبابه من شوق السنين، وبعدها ابو دراع خطف من بينهم ربيعه وشالها وراح بيها عالبيت لما شاف الناس ابتدت تطلع من بيوتها وهيتفضح السر اللي لو اتعرف شام هتعاود تاني للي كانت فيه وفرحتها مهتلحقش تكمل. 


وبعد مادخل شام الكل جم وراها، وابتدت الرؤيه من الدموع توضح وكل واحد يشوف التاني زين، واتاخدوا دهب وعبد الصمد على حال شام ولونها المخطوف والهالات السوده اللي محاوطه عيونها! 


وحالها اللي يبكي الحجر، وجفت دموع الشوق عشان تحل محلها دموع الشفقه والاحساس بالذنب من عبد الصمد ودهب، وبشاير اللي مسكتتش ولا هي ولا عيالها عن البكا،وحتي السيد دخل الموطبخ وابتدا يبكي ويضروب على دماغه بأديه التنين من الندم والقهر على حال البنيه المسكينه اللي انتهت قبل أوانها و اللي هو واحد من اسبابه وعلى الوجع اللي طلع من القلوب دلوك وبان على اصوله وشافه قد ايه واعر، وفضل يضروب فروحه ويضروب دماغه في الحيط منجدهوش غير ولده عمران اللي وعيه وجرى عليه وضم دماغه فحضنه  وفضل يسكت فيه وهو فاكره عيبكي من الموقف، وميعرفش إن هو سبب الموقف من الاساس. 

❈-❈-❈



قعد ابو دراع معاهم شويه وهو حاسس إن روحه اُجهدت من مجرد شوفة لحظات اللقى وحس بالوجع اللي كانت متحملاه القلوب، اشحال اصحابها كيف كانوا متحملين كل ديه جواهم وصابرين وساكتين؟ 

وبعد ماوصى شام واهلها اللي فدنيا تانيه وكان شاكك ان حد فيهم سامعه من الاساس، وصاهم إن محدش يعلم بجية شام ليهم، وانها تتخبى من عيون كل الناس لو عايزه تفضل وسط ناسها وبين احضانهم، وكلهم اتعهدوله بالسمع والطاعه، وقام مشي يعاود لمرته وولده وهو حاسس براحه مابعدها راحه، وبرغم إنه مش عارف اللي عيمله حرام ولا حلال من ناحية الدين، لكنه همس لنفسه انه لو حرام هو اللي هيتحمل كامل الذنب قدام ربه ويكفيه شوفة الفرحه اللي غمرت شام فآخر ايامها وهي قاعده وسط حبايبها. 


وعاود لبيته وبشر ربيعه بالخبر وهي طارت من الفرحه، وقالتله يروح قوام يسر لخالتها بسيمه بالخبر ويخليها تروح تشوف اختها، وابو دراع قالها إنه ناوي يعمل إكده من حاله، وفعلا راح وبلغ بسيمه بالخبر اللي حياها من بعد ماكانت عتموت من ساعة الخبر، وهمام من ساعتها حابسها هو وعيالها عشان متطلعش وتهد بيت المقاول عاللي فيه وتجيب عاليه وأطيه، وبالذات بعد ماشافتهم من الشباك طالعين بنعش اختها وكانت هترمي روحها وراه لولا همام كان معاها كيف ضلها ومحجم كل حركتها. 


وراحت بسيمه فوراً على بيت ابوها واتلاقت مع اختها والتنين بكوا فحضن بعض بكا كان مخزون جواهم من سنين، كل وحده بكت على حالها واللي جرالها في لاول، وبكت علي اختها وحياتها اللي خربت في الاخر، ومن البدايه للنهايه وصلت البكا استمرت مبطلتش، وكل هبابه دهب وعبد الصمد يسكتوهم من خوفهم علي شام اللي بدأت تكح ونفسها يديق، لكن. الدموع آبيه تتوقف، وديه خلاهم في الاخر يستسلموا ويسكتوا ويشاركوهم هما كمان في الدموع. 


وبعد مالدموع خدت مهاجها وقفت لحالها، وبعدها جه التأمل وكل وحده فضلت تبص للتانيه وتشوف الزمن عيمل ايه فيها، ومن وسط الكل شام هي الوحيده اللي اثار الزمن بانت عليها وسلبها صحتها وشبابها ولمعة عيونها وطفى كل شي فيها. 

لكنها حمدت ربها علي كل حال وقالت لروحها إنها بشوفة اهلها خدت حقها من الدنيا وخدت فرحتها اللي اتحرمت منها سنين،

 وبعد إكده لو جالها الموت اللي حاساه عيلفلف حواليها وبقى مقرون بأنفاسها وفأي وكت ممكن يطلع ميدخلش. 


أما عبد الصمد ودهب فكانوا قاعد جارها وكل واحد فيهم يمدلها يده بحاجه عشان يوكلهالها، وهي تاخد منهم علي كد نفسها وترفض الزياده، بس مع مين يفيد الرفض وهما التنين عيتسابقوا مين يوكلها اكتر من التاني! 


وبرغم التعب اللي فيه شام إلا إن ضحكتها من ساعة ماردت لأهلها مفارقتهاش، وبس جه الليل واتجمعت هي وبشاير وامها وابوها فأوضة ابوها وامها يناموا فيها كلهم سوا فضلت شام سهرانه معاهم لحد ماناموا، 


وبعدها قامت اتسحبت وطلعت من الأوضه، وابتدت تلف في البيت وتمشى ايدها على كل حيطه من حيطانه وتفتكر كل ذكرى ليها فكل زاويه فيه، ومن بعدها طلعت على السلم اللي عيوديها للسطح، وبس خلصته طلوع وقفت قبال الشباك الاخضر، وحست انها رجعت لسن ال١٩ وعاودت تاني لضفايرها اللي عيطيروا في الهوا مع لفتها تحت المطر وضحكتها الرنانه، واستنته يفتح الشباك ويبصلها ويضحكلها الضحكه اللي عتجيب نور الشمس معاها مهما الجو كان غايم، لكنها وقفت كتير قدامه ومتفتحش، فراحت على السور وبصت منه وانتظرت الحبيب التاني عشان يعدي ويحس هو بيها بقلبه الحديد مادام ابو قلب لحم ودم محسش بوجودها. 

وفضلت مستنيه كتير لغاية ماسمعت صفارته من بعيد، فاستعدت ووقفت، وبس قرب رفعت اديها تشاورله، لكنه عدى من قبالها وهو ساكت كيف مايكون ماانتبهش لوجودها هو كمان، ولاحس انها واقفه مستنياه من بدري، وكيف ماتكون اتنست من الكل وموطرحها في قلوب الجميع خلي مع البعد. 


فنزلت وهي مكسورة الخاطر، وكملت لف في البيت، ودخلت اوضة ولاد اختها بشاير وحبتهم وقعدت جارهم هبابه تتاملهم، وبعدها طلعت قعدت قدام الكانون القديم المهجور اللي ياما قعدت قدامه تتدفى زمان، ويتسامروا على دفوه هي وإخواتها وابوها وامها، 


وبرغم إن البوابير حلت محله الا إنهم مخلينه علي حاله متخلصوش منه كيف مايكونوا عارفين إن وجوده هيفرق مع شام وإنه مرتبط فعقلها بذكريات كتيره حلوه وعدم وجوده هيوجعها، فقعدت قباله وهو مطفي ومفيهوش اي نار،


 وغمضت عيونها وابتدت ترجع بخيالها لسنينها الخوالي وتبتسم، وكل ديه مراقبه السيد من بعيد وهو قاعد مجايلوش نوم زي شام واكتر، 

اول هام لأن إحساسه بالذنب محرم على عيونه النوم، تاني هام لأن بشاير بايته بعيد عنه وهو ضريان إنه ينام على انفاسها. 


فضل محتار ورايح جاى فى الاوضه وهو واعي لشام قاعده لحالها وعيفكر فى شي وخايف يعمله وفنفس الوكت لو ضاعت منه الفرصه داي صعب تتكرر، فرصة وجود شام لحالها. 

فحسم امره اخيراً وراحلها، ووقف وراها، وحسه فززها من شرودها مع انه همسلها همس بحس ميصحيش حد:

ام ربيعه ينفع اتحدت معاكي كلمتين؟ 


شام لفت دماغها عليه وبصتله وديقت حواجبها ومردتش، ورجعت بصت بعيد من تاني، فلف هو برغم صدها وقعد قبالها عالارض وبترجي قالها:

طالب منك طلب ووحياة حبيبك النبي ماترديني. 

فضلت شام ملتزمه سكوتها وهي بصاله وهو كمل على اي حال:


اني غلطان.. غلطان من ساسي لراسي ومحقوقلك ومديونلك بسنين عمري ولو السنين عتتعطى كنت عطيتهملك وربي عشان يعوضوكي السنين اللي ضاعو منك. بسببي.. اني مش هدافع عن حالي واقول إني مكنتش فوعيي ولا اني مكنتش صاحب الفكره ولا اي شي،

 اني بس هقولك اني خطيت فحقك وطالب منك السماح واطلبي مني ايش مابدك اني سداد واحكمي عليا الحكم اللي يرضيكي واني هنفذه.. بس الله يرضى عليكي ماتخليني اقابل وجه كريم واني شايل على كتافي الذنب الكبير ديه. 

اتنهدت شام وهاجمتها نوبة كحه قويه، وبعد ماهديت هبابه بصت ورا السيد وشافت بشاير اختها صحيت وطلعت وواقفه علي باب الأوضه وراه، وعيونها عتقول إنها مستنيه تشوف رد شام على كلامه، وشام عشان خاطر اختها في الأول، وعشان خاطر تريح السيد من عذاب الضمير كمان، وخصوصي وهي واعيه ندمه في عيونه وإنه مش كداب، ردت عليه وقالتله:

ربنا يسامحنا كلنا ياابو عمران.. حقي اني مسامحه فيه، روح وأنت مبرى الذمه من ذنبي وحقي عليك هملته ومش عايزاه لجل عيون اختي وعيالها، ولجل عشرنك الطيبه لأهلي.. مسامحاك ياسيد. 


خلصت كلامها والسيد بس سمعه شهق وعيونه اتحقنت بالدموع وميل على الارض وكان هيحب على جزمتها لولا مارجعت رجلها منيه قوام، ومن عز دموعها قالها:

تشكري ياأصيله يابت الأصول يارباية بيت اصل، مش غريبه على بت عبد الصمد ولا غريبه على بطن دهب الطراحه لبنات الأصول. 

خلص كلامه وبص لفوق ورفع اديه وحمد ربه بعد ماحس إن جبل عالي اتشال من فوق كتافه، 

وهملته شام ودخلت الاوضه وهي حاسه إنه في اللحظه داي محتاج لبشاير تكون جاره وتشاركه فرحته بالسماح.. اما هي فراحت تنام، لكن الكحه لا خلتها تنام ولا خلت دهب وعبد الصمد اللي صحيوا على حس كحتها يناموا، وفضلوا هما التنين قاعدين. ومع كل كحه تكحها شام قلوب تقول اسم الله وترقيها. 


وقرر عبد الصمد إنه بكره هياخدها علي البندر ويوديها لأحسن حكيم عشان يشوف علتها فين ويعالجها ويخفف عنها الوجع اللي مش عيخليها تنام الليل. 


وفعلا تاني يوم خدها ووداها، وكشفلها عند الحكيم، وطلعلها علاج من غير مايعرفهم ايه اللي عندها، واكتفى بس بإنه يقولهم بعدوها عن الزعل والغبره والدخان وادعوا ربكم بالشفا هو قادر على كل شي. 

❈-❈-❈



أما حدا بيت المقاول، فخلاص ابو دراع وربيعه عيستعدوا عشان يروحوا لبيت عبد الصمد، وإهناك يفرحوا الفرحه الكبيره بولدهم ويعملوله عقيقته وليلته، ويعم الفرح على الجميع. 


وبالفعل راحوا بعدها بيوم، وإهناك كان الاستقبال ليهم والفرحه بيهم غير أي فرحه، وطلع قطب مع عبد الصمد واشتروا عجلين عفاي، واحد دبحه ابو دراع ووزعه عالغلابه، والتاني دبحه عشان الليله اللي خلى عبد الصمد هو اللي يتولى أمر معازيمها لان قطب ميعرفش حد من ناس بلدهم، وطبعاً مفاتتش فيه إنه يعزم حكيم عالليله، وحكيم لبى وحضر، وكانت فرحه كبيره للكل. 

وطول الوكت ربيعه باصه لامها وشايفه علي وشها فرحه عمرها فحياتها ماشافتها فرحاناها، وكمان جدها وستها وخالاتها وشوشهم عتشع فرح اول نوبه تشوفه، والضحكه طالعه من القلوب، وعشان خابره إن قطبها سبب الفرحه داي كلها كانت حاسه ان ودها تضمه وتشكره من إهنه لسنه لقدام، وتقوله بكل الطرق شكراً ليك ياأحلى شى ربنا بعته ليا ولأمي. شكراً يااجمل عطايا القدر لينا. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف من رواية نفق الجحيم الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة