رواية جديدة لعنة كنز شعلان لهالة محمد الجمسي - الفصل 9
رواية رعب من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية لعنة كنز شعلان
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
رواية لعنة كنز شعلان
الفصل التاسع
أرض الكهف متعرجة ليست متساوية، بها من الفراغات السفلية الكثير، لا يجد الغول صعوبة في الحركة فوقها، يساعده وزنه الثقيل على تساعد الغول على الحركة، يجد بين الفراغات التي تشبه الحفر الصغيرة موضع لقدمه، فقط الجزء الذي يجلس به والد ريهام ممتلأ بتراب الأرض، جيء به خصيصاً حتى يجد جسده بعض الراحة حين يغفو، وإلى جواره تعددت أصناف الطعام والخبز والفاكهة أيضاً، والماء العذب ، كل ما من أجل أبقاءه سالم على قيد الحياة،
اندفعت ريهام تحتوي جسد والدها النائم على أرض الكهف وقالت وهي تضع يد تحت رأسه حتى تنفض تراب الملتصق به:
_أبي أبي، أخيراً شاهدتك يا أعز الناس لدي أبي أبي، لقد تحققت لي كل الأماني في تلك اللحظة
لقد ظللت طوال سنوات عمري اشاهدك في أحلامي، واليوم فقط أشاهدك حقيقة
تحرك جسد والدها، بعد أن شعر بثقل جسد ريهام وقال في لهجة تعجب:
_من أنت؟ من تكونين؟ وكيف دخلت الى الكهف؟
ثم نظر إلى الغول الذي يحني رأسه إلى باروخ ويقول في صوت به من الامتنان الكثير:
_سيدي العظيم شرف كبير أن تأتي لي
ثم نظر إلى أرشبيل وقال:
_القائد العظيم
نظر عبد الله إلى ريهام وقال:
_أنت أنسية هذا حقيقي، أستطيع أن أعرف هذا، ولكن هل أنت ريهام حقاً؟ أبنتي هي ريهام أو هو حلم آخر يراودني؟
قالت ريهام وهي تضع رأسها في صدره:
_أنا ريهام حقاً يا أبي، أنا أبنتك والدي الحبيب
قال الأب وهو ينظر إلى الغول:
_هل أنت من ضحايا الغول أيضاً؟
قالت ريهام وهي تمسح دموعها بكف يدها:
__لا لست ضحية الغول
نظر لها عبد الله في عدم تصديق ثم قال:
_أبنتي!! هل هذا حقيقي؟ أو هو خيال أشاهده ؟ وكيف يعقل هذا؟ كيف استطعت الدخول الى الكهف؟ لا أحد حاول الدخول إلى هنا الإ وكان الموت نهايته، أنا هنا منذ سنوات بعيدة وأعلم جيداً أن الغول لا يسمح بمرور أي كائن حي إلى تلك المنطقة من الكهف، حتى الأسماك يتم صيدها في بداية الكهف
ثم نظر لها في عمق وقال:
_سوف يتلاشي طيفك الآن، وأعود إلى الواقع، لست سوى حلم
رفعت ريهام الغطاء قليل عن عينيها ثم قالت:
_هل تستطيع التعرف على الآن؟ أنا هنا وما تشاهده حقيقي
نظر لها والدها في تعجب ثم قال:
_لقد راودتني أحلام يقظة عديدة حول زوجتي وطفلتي وأبي فما عدت أدرك أين الحقيقة وأين الخيال؟
أقترب الغول من عبد الله وقال وهو يشير إلى باروخ :
_هذا هو الملك باروخ هذا هو حاكم ساچا والممالك السبعة
نظر عبدالله إلى باروخ ثم إلى أرشبيل وهتف ل ريهام:
_لقد مضت سنوات وسنوات لم أشاهد فيها الإ الغول مادا، حتى أنني لم أعد أدرك ما هو عدد السنوات التي مضت؟ ولم أعد أدرك كم عمري الآن؟ لقد تركت طفلتي منذ زمن بعيد، وأنت شابة ناضجة الآن، كيف جئت إلى هنا؟ و هل أنت سجينة الآن؟
قالت ريهام وهي تمسك بيدها يد والدها في حنان:
_ لالست أسيرة أو سجينة أنا أعتذر لك عن هذا السجن، هذا شيء قاسي والأكثر قسوة هو بعادك عن البيت ولكن أعدك أن تعود معي
نظر عبد الله لها في عمق ثم قال:
_لا زلت في حالة من عدم تصديق هذا الأمر، هل أنت فعلاً ريهام؟
قالت ريهام وهي تضع يدها على وجهه في حنان:
_أنا هي يا أبي، الأمر ليس حلم، لقد جئت إلى هنا مع شعلان
قال الأب في حيرة:
_شعلان!! من يكون شعلان؟!
قالت ريهام في سرعة:
_ملك من ملوك الجان
ثم تحسست يده وقالت:
_هذا هو الوشم الذي أخبرني عنه جدي، المركب التي كنت تعمل بها
هتف عبد الله في سرعة:
_لا يزال والدي على قيد الحياة!! أنا في أشد الشوق الى والدي، لي رغبة قوية في تقبيل يده، اتمنى فعلاً أن أجلس إلى جواره، لا تزال عائلتي بخير، هذا أجمل ما سمعت به منذ سنوات وسنوات لم اسمع خبر عنكم، لقد كدت أصل إلى الجنون وأنا أفكر بكم، منذ أن أبتلعني البحر، ووجدت الغول يضعني في الكهف ويحضر لي الطعام والشراب ويخبرني أن الأوامر لديه أن أظل على قيد الحياة، عبثاً حاولت أن اجعله يعيدني إلى الشاطيء ولكنه رفض
حاولت بكل الطرق، عرضت عليه المال حين أصعد ولكنه أخبرني
أنه مجرد سجان لي،
حاولت مراراً أن أفهم
لماذا هذا السجن؟ من الذي أمر به؟ لماذا؟
ولكن الغول لم يكن يجيب كان يكتفي بكلمات عن حسن معاملته لي، فكنت شاكر له،
شرد والدها دقيقة، كانت ريهام تجاهد حتى لا تبكي، في حين تابع والدها في إهتمام:
_و والدتك هل هي كذلك؟ هل هي بخير؟
ريهام كيف تعيشون؟ هل هناك مصدر رزق لكم؟ كيف سارت بكم الأيام في تلك السنوات؟ كيف مر بكم العمر؟ والدي هل هو بصحة جيدة؟ وماذا عن والدتك؟ كيف أستطاعت التحمل؟ زوجتي كانت ضعيفة الشأن ضعيفة القاومة؟
غربتي عن الأحبة نار
تلظيت بها ليل نهار، أي تهمة فعلت حتى أنال هذا السجن؟ وأي ذنب أقترفت حتى أعاقب مثل هذا العقاب؟ الأمر كان سلسلة من التساؤلات التي لم يجب عنها أحد، ولم يكن هناك بشري واحد يهون تلك السنوات وهذا الجحيم
لقد كان جحيم العزلة
هنا مع الغول اخف كثير من جحيم القلق على
أسرتي وعائلتي
لقد ظننت سنوات أن ربما لن يجمعني بكم لقاء، كنت أنتظر الموت واتمنى أن ينال مني حتى يخفف عني هذا العذاب
ثم نظر لها في شفقة وقال في لهفة وهلع:
_هل أصابك اي تعذيب؟ هل تعرض أي منكم لأي عذاب؟
نظرت له ريهام في حنان ثم قالت:
_نحن جميعاً بخير، العذاب الحقيقي هو بعادك عنا
شعرت ريهام بخلجات قلبها تخفق في عنف، تنظر إلى والدها في شوق، مثل أرض صحراء ظلت سنوات وسنوات بلا ارتواء، وحين هبطت عليها قطرات ماء، تذوقت طيب الماء بعد عطش، علمت أن الحياة عادت لها
نظرت ريهام له في حنان وقالت:
_سوف نعود إلى المنزل معاً
ثم نظرت إلى الغول الذي كان يتأمل وجهها في تقزز شديد، وقالت:
_لقد انتهت فترة سجنك إلى الأبد، أعدك أن تكون الأيام القادمة كلها جميلة
قال الغول في صوت أجش وهو ينظر إلى باروخ ويستنكر كلمات ريهام :
_الأنسية
نظر له باروخ في هدوء ثم قال:
_هي أبنته
قال الغول في صوت منخفض بعض الشيء:
_تبقى معه؟!
هز باروخ رأسه علامة النفي في حين قال عبد الله وهو ينظر إلى باروخ في عمق:
_ما أمره؟ الغول يتلقى أوامر منه، من يكون هذا؟
قالت ريهام وهي تبتبلع مرارة الهوان في أعماقها:
_ملك من ملوك الجان، هو من سوف يساعدنا في الخروج من هنا
نظر لها والدها في دهشة ثم تابع:
_الكثير من الأمور غامضة وغير مفهومة
قالت ريهام وهي تنظر إلى باروخ وأرشبيل الذي كان يراقب في صمت:
_الوقت ليس مناسب للتفسير الآن
ثم نظرت في الكهف وقالت:
_أنظر إلى المكان، حين نصعد إلى اليابسة، حين نعود إلى منزلنا وتجلس مع العائلة سوف يتضح كل شيء
نهضت ريهام وهي تربت على يد والدها، وقفت إلى جوار باروخ وقالت:
_أريد العودة إلى المنزل
قال باروخ وهو يشير لها أن تتقدم إلى الأمام:
_لك هذا
جلست ريهام إلى جوار والدها وقالت وهي تساعده على النهوض:
_الآن سوف نعود إلى المنزل حان وقت العودة
هز باروخ رأسه في بطء
نظر لها باروخ في عمق ثم قال:
_ريهام
رفعت ريهام رأسها له في حين تابع هو:
_لقد كان الاتفاق واضح
قالت ريهام وهي تأخذ خطواتها حتى تقف في مواجهته:
_لقد نفذت كل بنود الاتفاق، فسخت الخطبة
ابتسم باروخ في مكر وتابع:
_لقاءك بوالدك مقابل فسخ الخطبة عودة والدك إلى المنزل هذا أتفاق آخر
نظرت ريهام إلى والدها ثم نظرت إلى باروخ وقالت:
_اتفاق ثان، فليكن
نظر لها باروخ بعض الوقت، في حين قال الغول وهو يجلس إلى جوار عبد الله والد ريهام:
_الطفلة هي ابنتك مع مالك ساچا
هز عبد الله رأسه علامة الموافقة، مما جعل الغول يكمل:
_هذا شرف إلى أبنتك تناله، وهذا يعني أيضاً أن فترة سجنك قاربت على الأنتهاء هناك صلح يتم
قال الأب في حيرة:
_صلح يتم!
قال الغول وهو يرفع رأسه إلى حيث يقف باروخ:
_الملك باروخ وأبنتك وأنت، لقد نفذت أوامر الملك، وهذا الأمر سوف يحقق لي مكأفاة كبرى، حين يتحقق الهدف الذي نحيا من أجله جميعاً
❈-❈-❈
قال ريهام وهي تنظر إلى والدها:
_سوف أنفذ أي اتفاق بيننا، مقابل أن تعيد والدي إلى المنزل
أشار لها باروخ أن تخطو إلى الأمام ففعلت، في حين وضع باروخ يده على جدار الكهف، فشاهدت ريهام بعض الأضواء المتداخلة وشعرت أنها في حيز
مشع، يتسع لكل منهم
فقط، قال باروخ وهو ينظر لها في عمق:
_نتزوج
هتفت ريهام في هلع و دهشة وقد شعرت بصدمة كبيرة من الكلمات:
_نتزوج؟!
قال باروخ في حسم:
_حرية والدك مقابل زواجنا
قالت ريهام في حيرة:
_ولكن هذا مستحيل، هذا أمر محال
قال باروخ في عمق:
_ما هو المستحيل؟ جني يتزوج من أنسيه!؟ هناك آلاف الحالات التي تم زواج الجان فيها من البشر، البعض منها تم الحديث عنه وأشهاره في عالمكم، والبعض الآخر قد سكت الناس عنه خشية أن يتهم فاعليه بالجنون أو الكذب أو الهلاوس السمعية والبصرية، أستطيع أن اجعلك تشاهدين زوجين يعيشون على الأرض أحدهم من الجان
قالت ريهام في عدم تصديق:
_ولكن
قال باروخ وهو ينظر لها في حدة:
_لكن ماذا؟
قالت ريهام في صوت به من التفكير الكثير:
_الجان مخلوق من نار، والبشر من الطين، كيف يتم الزواج؟ كيف يعقل أن يتم الزواج بيننا؟ هذا أمر لا أجده مناسب بأي حال كان، الأمر يبدو به تعقيد وغير مناسب إلى المعايشة، الأمر ليس كما تظن، باروخ من فضلك
أطلب شيء آخر نستطيع أن نتفاوض به، فالأمور غير سوية
قال باروخ وهو ينظر لها في هدوء:
_إذا كانت هيئة الجان تخيفك، يمكنني التشكل واتخاذ أي هيئة تريدن، لاعب كرة مشهور، فنان عالمي، مذيع لامع، قائد من الأساطير، هل تريدين برهان الآن!؟
قالت ريهام وهي تهز رأسها في علامة الرفض:
_لا، ليس هذا هو ما أريد الحديث عنه، الأمر كله أمر الزواج غير مدرج في قائمة الأمور التي سوف تتحقق الآن سواء من البشر، الأمر أصعب من أن يتم مع الجان، يمكننا طرح الأمر جانباً الآن أليس كذلك؟
ابتسم باروخ في استهزاء وتابع:
_أجل هذا يمكننا فعله مع أبقاء والدك سجين، لن يحصل على حريته سوى بزواجنا، هل هذا واضح لديك؟
قالت ريهام في غضب:
_لا تفعل هذا
قال باروخ في هدوء حذر:
_ريهام لقد نفذت لك ما تتمنين رؤية والدك، أما حريته فهي أمر يعود لك، أما أن أحصل على موافقتك ويتم الزوج، أو ترفضين وهذا يعني إنهاء حياة والدك وتقديم جسده قربان سوف يتم ص_لبه في ليلة القمر الدموي
صرخت ريهام في فزع وخوف حقيقي وهي تتخيل الأمر:
_لا تفعل هذا بوالدي، لا تفعل
قال باروخ في حدة:
_الأمر يعود لك، أنت من سوف تفعلين برفضك الزواج مني كل الخيوط في راحة يدك ، الآن يا بنت الأنس أما موافقتك على الزواج مني وجعل كل أحلامك حقيقة، صعبة كانت أو سهلة، سوف تكون في حوزتك سوف أبني لك قصر من الزمرد والؤلؤ، سوف تكون هناك ألف بل مليون جارية تحت خدمتك، سوف تسير في موكبك البشر والجان طائعين، وسوف تجلسين إلى جواري على عرش ساچا والممالك السبعة، ويتم الإفراج عن والدك
قالت ريهام وهي تنظر إليه في غضب:
_ أنت لا تعطي لي خيار، لقد قيدت كل الأمور بوالدي وأنت تعلم جيداً أن والدي هو اختياري الأول
قال باروخ وهو ينظر لها في عمق:
_هذا يعني موافقتك
قالت ريهام وهي تنظر له في حيرة:
_هذا يعني عجزي
قال باروخ وهو يلغي الحاجز المشع الذي يحتوي على كل منهم:
_علينا أن نرحل الآن
ثم أشار إلى الغول قائلاً:
_أنتظر مني أوامر أخرى
انحنى الغول في امتنان
في حين تابع باروخ وهو ينظر إلى ريهام:
_عليك إلقاء تحية الوداع على والدك لقد حان وقت الرحيل
قالت ريهام وهي تنظر إلى باروخ في استجداء:
_هل يمكن أن أحصل على منحة؟
نظر لها باروخ في غضب في حين تابعت هي:
_والدي يمكنه أن يصعد إلى الشاطيء، باروخ من فضلك عليك أعطائي بعض الوقت حتى افكر في الأمر، عدة أيام لن ترهق شعلان أليس كذلك؟
قال باروخ وهو ينظر إلى والدها:
_بضعة أيام ويكتمل القمر الدموي، أنها فقط ليال اثنان، سوف يكون لك القرار بهم، عليك اتخاذ القرار،
هزت ريهام رأسها علامة الموافقة في حين تابع باروخ:
_والدك سوف يظل هنا في الكهف, والأمر عائد لك
قالت ريهام في صوت منخفض وهي تشعر بخيبة الأمل:
_لا ، هذا يكفي والدي تحمل الكثير
قال باروخ في حسم:
_سوف نرحل خلال دقيقة واحدة، عليك إلقاء التحية عليه ربما كان هذا ما تريدن، لقد انتهى وقت اللقاء، وهناك أمور أخرى يجب أن نعمل عليها، احتفالات القمر الدموي،
احتفالات تجديد الأسحار في العالم، وأنتصارات الجان والأنجازات والشي#ا طين، أنها أمور هامة كثيرة إلى ممالك ساچا
اقتربت ريهام من والدها، ثم قالت وهي تقبل يده وجبهته:
_ يجب أن ارحل الآن، سوف أعود لك قريباً جداً، سوف أعود في الغد هنا، هناك بعض الأمور بحاجة إلى ترتيب، أمور يجب أن تتم قبل أن تنال حريتك، أيضاً العائلة يجب أن تفهم بعض الأمور، سوف تحصل على حريتك، يجب أن تنتهى رحلة ألمك، أنها نهاية مرحلة العذاب لك هذا وعد مني، سوف تعود إلى المنزل، سوف تعود إلى جدي وأمي، الآن يجب أن أذهب، أحبك كثيراً، أحبك كما لم احب أحد من قبل
أكثر من الكون كله أبي الحبيب
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية لعنة كنز شعلان لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية