-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 4

    قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


الفصل الرابع

(خطبة)



أخذت تتجول بداخل النادي وهي تمسك بيد ابنتها زفرت بضيق عندما رأت نظرات الشباب تفترسها بدون رحمة ابتسمت بسخرية: اومال لو مكنتش محجبة ولبسة واسع كانو عملو ايه ناس مريضة والله!


 شهقت برعب عندما سمعت صوته من خلفها: بتكلمي نفسك يا فيري؟


 استدارت على الفور ملقية بنفسها بين أحضـ انه: جو بتعمل ايه هنا؟


 أبعدها برفق ثم أجاب بحنق: جاي مع صاحبة الشغل.


 وقبل أن تتحدث قاطعها صوتها الغاضب: ايه اللي بيحصل هنا وازاي تحضـ نها كدة؟


 ثم تابعت وهي تشير على فريدة باستحكار: وانتي يا محترمة ازاي تحضـ ني واحد كدة في الشارع ده حتى عيب عالحجاب اللي انتي لبساه.


 زهلت من تلك الفتاة التي تهاجمها بدون أن تفهم ما يحدث فتحت فمها لتوبخها أوقفها صوته الغاضب: لارااااااا هانم ما اسمحلكيش تتكلمي مع اختي بالطريقة دي.

 

اتسعت عينيها بصدمة فهي تسرعت جدا في رد فعلها لكنها عندما ابصرت تلك الفتاة تعانـ قه شعرت بألم في صـ درها لا تعرف سببه تنحنحت بخجل ثم مدت يدها: آسفة جدا يا هانم انا لارا عواد.

 

ابتسمت لها بود ثم صافحتها بحرارة: تشرفنا وانا فريدة الرشيدي أخت الباش مهندس يوسف.

 

ومرات المرحوم امير صبري.


 تلك الجملة قالها أدهم  الذي أتى للتو

 اتسعت ابتسامتها ثم سحبت يدها من يد فريدة بهدوء وقالت بابتسامة عذبة زادتها جمالا: اتشرفت بمعرفتكم.

 ثم وجهت حديثها لفريدة: آسفة مرة تنية على سوء التفاهم اللي حصل ويا ريت تتفضلو نقعد نشرب حاجة مع بعض.


 فتحت فمها لتوافق لكن سبقها أدهم بابتسامة مجاملة: معلش يا آنسة لارا خليها وقت تاني عشان ورانا مشاوير كتير.


 بادلته الابتسامة: ولا يهمك الجيات كتير مش كدة ولا ايه يا مدام فريدة؟


 أومات بهدوء: اه طبعا يا لارا هانم انا هاجي النادي كتير بعد كدة.

 

رمقها بغضب حارق ثم حمل تالين التي كانت تتابع الموقف في صمت قال وهو يقبل وجنتها: مستعدة يا قمر للملاهي؟


 أومأت بحماس: أكيييييد يا اونكل.


 قبل وجنتها مرة أخرى ثم لوح لهما: طيب نستأذن احنا

 وجه بصره لفريدة: يلا عشان ما نتأخرش.


 أومأت بخفة ثم ألقت التحية عليهما وذهبت خلف أدهم الذي سبقها ببضع خطوات.


استدارت إليه ثم منحته ابتسامة جميلة: اختك حلوة قوي شبهك.

 

بادلها الابتسامة: شكرا يلا اتفضلي نشوف تربيزة فاضية.


 أومأت له بهدوء: يلا بينا.

❈-❈-❈


في شركة عواد كان يجلس في مكتبه يطالع بعض الملفات باهتمام قاطعه صوت رنين هاتفه التقطه من فوق المكتب شعر بالقلق عندما وقع بصره على هوية المتصل فقد كانت مربية ابنته

 ضغط زر الإيجاب: أيوة يا مدام رشة؟


 وصله صوتها الغاضب: مراد بيه آنسة عشق عمالة تزعقلي وتقولي امشي مش عيزاكي تقعدي معايا ولا تعمليلي حاجة.


 سألها بتعجب: ليه كل ده ايه اللي حصل؟

 

هزت راسها بنفي: والله معرفش.

 

زفر بقوة: طيب يا مدام رشة اديني ساعة بالظبط اخلص الملفات اللي في ايدي واجي.


 أغلق وهو يشعر بالقلق على صغيرته فهي ليست عدوانية كي تصرخ على مربيتها تنهد بقوة ثم أعطى اهتمامه للملفات التي أمامه كي ينتهي منها ثم يذهب لرؤية ابنته.

❈-❈-❈


فتح لها باب السيارة بعنف: اتفضلي اركبي.


 رمقته باستفزاز: براحة على نفسك هتفرقع من الغضب.


 صك على أسنانه ثم دنى منها حتى أصبح وجهها قريبا جدا من وجهه مردفا بفحيح: أقسم بالله يا فريدة لو ما اتعدلتي لأكون موريكي وشي التاني.

 

قهقهت بصخب ثم رمقته بتحدي: ولا تعرف تعمل معايا حاجة اسمعني كويس من هنا ورايح ملكش دعوة بيا ومتدخلش في أي حاجة تخصني كل اللي ليكو عندي بنتكم وبس مفهوم؟


 قبض على يده بغضب حتى أبيضت مفاصله ورمقها بتوعد ثم استقام واقفا مغلقا باب السيارة واستدار ليستقل كرسي القيادة وبداخله بركان على وشك الانفجار.

❈-❈-❈



مرت الأيام لم يحدث فيها شيء جديد سوى التجهيزات بقصر صبري لتلك الخطبة المنتظرة 

وجاء اليوم الموعود 

  وقف أمام المرآة يطالع انعكاس صورته فيها فقد كان وسيما للغاية على الرغم من الحزن الظاهر في عينيه فقد تألق في بدلة رمادية اللون وقميص أسود فتح أول أزراره صفف خصلاته البندقية للخلف وارتدى ساعة سوداء ذات ماركة عالمية نثر عطره الجذاب ثم انحنى ينتعل حذائه الأسود اللامع.

 

بينما في جناح الضيوف الذي يتواجد به مرام وعائلتها كانت المصففة تضع اللمسات الأخيرة لها فقد ارتدت فستان فضي قصير بدون أكمام بالكاد يغطي خسرها وحذاء من نفس اللون بينما خصلاتها رفعتها بشكل أنيق إلا من بعض الخصلات الصفراء التي تمرضت على وجهها كانت جميلة حقا 

وقفت أمام المرآة تطالع نفسها برضا وابتسامة جميلة تزين وجهها فلطالما حلمت بتلك اللحظة بأن تكون خطيبة ذلك الوسيم المغرور الذي عشقته منذ الصغر وكان لا يعيرها اهتمام

 شعرت بيد تربط على كتفها استدارت وجدتها حماتها اقتربت تعانقها بسعادة: انا فرحانة قوي يا طنط. 

ابتسمت بخفة: وانا كمان يا مرام فرحانة انك هتبقي مرات ابني.


 أردفت وهي تطالع فريدة التي تجلس على أحد المقاعد تلاعب ابنتها: وأخيرا هيكون لعيلة صبري حفيد من نسل راقي.


 تجهم وجهها عندما وجدت فريدة لا تعيرها اهتمام وكأنها لم تستمع لما تقوله. 

أردفت والدة مرام بهدوء: كدة انتي جاهزة يا قلب ماما؟


 وقبل أن تجيب سمعوا صوت طرقات فوق الباب نهضت والدة مرام وفتحت وجدت أدهم أمامها بكامل وسامته ابتسم بمجاملة: هي مرام جهزت؟


 أجابت وهي تركد باتجاهه: أيوة يا بيبي انا خلصت.

 

اتسعت عينيه بدهشة عندما وقع بصره على ما ترتديه رمقها باشمئزاز: ايه اللي انتي مش لبساه ده!

 

دوى صوت ضحكات فريدة في المكان مما جعل أنظارهم تتجه إليها

 طالعها بعشق شديد فقد كانت ترتدي فستان أزرق يصل إلى كاحلها وحجاب فضي لامع ووضعت القليل من مستحضرات التجميل أبرزت جمالها الهادئ أردفت من وسط ضحكاتها: معلش يا أدهم أصل فلوسها خلصت فمعرفتش تجيب باقي القماش.

 

كتم أدهم ضحكاته 

بينما فيروز رمقتها بغضب حارق

جذب ادهم يد مرام لتتأبط ذراعه وأردف: يلا بينا ننزل واحمدوا ربنا ان مفيش غيرنا في المكان.

 

أومأ له الجميع وتبعوه للأسفل

 جلسا في المكان المخصص لهما ثم أشار لوالدته لتحضر الشبكة 

تعجبت من استعجاله لكنها نفذت ما أراده خوفا من غضبه الشديد كما أنها تخشى أن يفعل شيء لتخريب تلك الخطبة فهي تعلم بعشق ابنها الشديد وهوسه بتلك الفريدة.


 تذكرت منذ عدة أيام صعودها لجناح ابنها تبحث عن دفتر الشيكات فتحت الأدراج واحد تلو الآخر وقع بصرها على دفتر صغير مدت يدها وتفحصته فتحت أول صفحة وجدت مكتوب عليها حب لم يكتب له الحياة 

أخذها الفضول وراحت تتفحص الصفحات واحدة تلو الأخرى كانت كلما تعمقت في القراءة ازدادت دهشتها فابنها عاشق لا بل مهووس بزوجة أخيه 

شعرت بالغضب الشديد فأغلقت الدفتر ثم وضعته مكانه وهي تتمتم بغل: لا مستحيل مش هسمح لبنت الفران انها تاخد ابني التاني وتخلص عليه زي ما خلصت على أمير.

 بعدها قررت تسريع تلك الخطبة لتبعد أدهم عن فريدة للأبد.

 

أفاقت من شرودها على صوت والدة مرام: ايه يا فيروز ده وقت سرحان يلا ودي الشبكة لأدهم بقالو ساعة بيشاورلك.


 أومأت بهدوء ثم اتجهت إليهما وقدمت العلبة لأدهم التي كانت تحتوي على خاتم من الألماس الحر يتوسطه ماسة زرقاء رائعة الجمال

 وضعه في بنصرها الأيمن ثم أعطى لها دبلته الفضية لتلبسها له وبعد وقت قليل أنهى أدهم الخطبة لكن مرام أصرت أن يأخذها  لتناول العشاء في الخارج فوافق على مد وهو يشعر ببعض الندم على أخذ تلك الخطوة

 ❈-❈-❈


في ظهر اليوم التالي

في النادي كانت تتناول طعامها بنهم شديد بينما هو ظل يتابعها باستغراب لما تأكل بكل تلك الشراهة ألا يوجد طعام في منزلهم 

ابتسم بسخرية على تفكيره الأرعن فكيف يفكر هكذا هذه من أكبر العائلات تمتلك مال لا يعد ولا يحصى 

رفعت وجهها تطالعه بابتسامة: ايه لسة ما جعتش؟

 ما تقلقش انا اللي هدفع.

 

احتدت نظراته مردفا بغضب: ليه بقى ان شاء الله حد قالك اني شايل كلمة ذكر من البطاقة مش يوسف الرشيدي يا حلوة اللي يقبل ان واحدة تصرف عليه.

 

رمقته بدهشة فهي لم تقصد إهانته حقيقة ذلك الرجل يفاجئها يوما بعد يوم لا تنكر إعجابها الشديد بوسامته ورجولته ناهيك عن عزة نفسه وكبريائه 

جفلت عندما أردف بحدة: لو خلصتي أكل خلينا نمشي.


 وقبل أن تتحدث فوجئت باحدهم يسحب الكرسي المجاور لها

 استدارت لتوبخه لكنها ابتسمت عندما وجدتها صديقتها أروى ابتسمت وهي تمد يدها ليوسف: hi انا أروى عزام وأنت؟


 تنحنح بحرج وهو ينظر إلى يدها الممدودة: آسف مبسلمش.


 سحبت يدها باحراج ثم رمقته باعجاب لم يخفي على لارا التي سحقت اسنانها بغضب ثم أدارت وجه أروى لتنظر لها: ايه يا أروى ايه اللي جابك ما قلتليش انك جية يعني!

 

ابتسمت بمكر وهي تشعر بغيرة صديقتها الشديدة على ذلك الشاب أراحت ظهرها على الكرسي مردفة بنعومة شديدة: مفيش انا لقيت نفسي زهقانة قلت آجي أجري شوية.


 تابعت وهي تنظر إلى يوسف: ايه رايك تيجي نجري سوا؟

 

وقبل أن يجيب فوجئ بلارا تنهض متجهة إليه تسحبه من يده: معلش يا أروى اصلنا هنا من بدري وكنا مشيين أصلا.


 قالت كلماتها الأخيرة وهي تسحبه خلفها استدارت تلوح لها يلا bye

 

لوحت لها بشرود وعينيها معلقتان على هذا الوسيم الذي جذب اهتمامها منذ أن وقع بصرها عليه تنهدت بحرارة وابتسامة حالمة تزين وجهها الجميل نطقت بدون وعي: يوسف  انت ليا انا وبس.

❈-❈-❈


كانت تجذبه خلفها وهي تشعر بنيران تشتعل في صـ درها لا تعرف مصدرها باغتها حينما سحب يده من بين يدها بقوة أجفلتها استدارات لترى ما به لكنها شهقت بقوة عندما صرخ بها: في ايه انتي اتجننتي ازاي تسحبيني وراكي زي الجمـ وسة كدة وبعدين ما دفعناش الحساب.

 استرسل حديثه وهو يشير إلى السيارة: اتفضلي روحي اركبي العربية على ما اروح أدفع الحساب واجي.


 وقبل أن تفتح فمها لتتحدث كان قد ذهب من أمامها

 ضربت الأرض بقدمها كالأطفال: هو ايه ده الواحد ما يعرفش يتكلم معاه كلمتين.


 احتقن وجهها من الغضب عندما مر من أمامها صورة صديقتها وهي تتطلع إلى يوسف سحقت اسنانها بغل: انا مالي متضايقة كدة ليه متعاكسه ولا تولع فيه اوووف بقى هو اتأخر كدة ليه؟


 أجفلت على صوته الغاضب: انتي لسة واقفة ما ركبتيش العربية!


 أجابت وهي تركد باتجاه السيارة: لا انا ركبت أهو.

 

ابتسم رغما عنه فتلك الفتاة تثير فضوله شخصيتها مختلفة

 نفض تلك الأفكار من راسه ثم رسم الجمود على وجهه مرة أخرى اتجه إلى السيارة وصعد بها أدارها دون أن يتفوه بكلمة.

❈-❈-❈

 

أنهى بعض الملفات ثم أراح ظهره على كرسي مكتبه وهو يزفر بضيق فابنته ليست على ما يرام دائما تجلس بمفردها لا تتناول طعامها إلا بعد محايلات منه أو من أخته لارا 


تذكر عندما عاد إلى القصر بعد مهاتفة مربيتها له وجدها جالسة على الفـ راش تبكي بقوة لم يشعر بنفسه إلا وهو يجذبها يعتصرها بين أحضـ انه فهو لا يتحمل رؤية دموعها أخذ يمسد على شعرها ويهدهدها حتى غفت وضعها مرة أخرى على فراشها ثم دنى مقبلا جبينها ودلف للخارج وبداخله حزن عميق أتت في رأسه فكرة قرر أن ينفذها على الفور 

أخرج هاتفه من جيب سترته وبحث عن إسم أخته ضغط زر الاتصال لكنه أعطاه مغلق زفر بضيق ثم قرر أن ينتظرها في الأسفل حتى تعود


أفاق من شروده على صوت رنين هاتفه التقطه من فوق المكتب ضغط زر الإيجاب عندما وجد اسم شقيقته يزين الشاشة: أيوة يا لارا هانم بقيتي كسلانة قوي من ساعة ما رجعت بقيتي لاجئة في النادي.

 

قهقهت بصخب: حلوة لاجئة دي عموما انا جية الشركة دلوقتي.


 قاطعها بجدية: عملتي ايه في موضوع المربية اللي قلتلك عليه؟

 

أجابت بحزن: والله سألت كذا حد مش لقية المواصفات اللي انت عيزها يا مارو.


 زفر بضيق: طيب وبعدين البنت حالتها بتسوء؟

 

حاولت طمأنته فهي أيضا حزينة من أجل تلك الصغيرة: ما تقلقش أكيد هنلاقي واحدة بنفس المواصفات يلا اقفل بقى انا قربت أوصل الشركة اهو.


 أغلقت وهي تفكر في حل لأمر تلك المربية قاطع تفكيرها بصوته الحاد: اتفضلي وصلنا.


 صمتط قليلا ثم سألته: بقولك ايه متعرفش تشوفلي بنت صغيرة تشتغل مربية لبنت مراد أخويا بس تكون بتعرف تتعامل مع الأطفال؟

 

أجاب بسرعة: أيوة اعرف واحدة جارتي عندها 19 سنة وبتدرس في كلية رياض أطفال.

 

تنهدت بارتياح: طيب خليها تيجي بكرة الفيلا تقابلني حتى ابقى جيبها معاك وانت جي تاخدني.

 

أومأ بهدوء وهو يحمد الله فهو وفى بوعده لتلك الصغيرة التي يعتبرها كأخته فريدة 

فقد أوقفته صباحا وهي تبكي وقصت عليه ما حدث بين والديها طلبت منه أن يبحث لها عن عمل مناسب كي تساعد والدتها في مصاريف المنزل ربط على كتفها ووعدها بأنه سيبحث لها عن عمل وها هو العمل قد أتى إليها بدون أي مجهود


 أفاق من شروده على صوت أغلاق باب السيارة أسند جبينه على المقود كي يريح رأسه قليلا.

❈-❈-❈  

   


في قصر صبري هبطت الدرج وهي ترتدي بنطال من الجينز وقميص أبيض وسترة رمادية وحذاء رياضي أبيض وحجاب مزيج من اللونين الأبيض والرمادي 

اتجهت إلى غرفة الجلوس وجدتهم جالسون يتحدثون في موضوع يبدو أنه هام تنحنحت بهدوء كي ينتبهوا لها ثم أردفت: أنا رايحة النادي وبعدين هعدي على أهلي اقعد معاهم شوية.

 

رمقها بحدة فهو لا يحب خروجها من المنزل بمفردها تحدث من بين اسنانه: مش ملاحظة أنك بتخرجي كتير اليومين دول يا مدام فريدة؟

 

ابتسمت باصفرار: بيتهيقلي ميخصكش يا أدهم بيه وقلتلك ميت مرة ملكش دعوة بيا.

 

غلى الدم في عروقه عندما كررت تلك الجملة التي يبغضها كيف لتلك البلهاء أن تطلب منه أن لا يتدخل في حياتها لا تعلم أن حياته متوقفة عليها 

استدارت لتذهب أوقفها صوته الغاضب: مفيش خروج يا فريدة.


 استدارت له ثم رمقته بحدة وهي تلوح له: يلا سلام أشوفكم بليل.


 بينما فيروز كانت تشتعل من الغضب فهي تعلم أن ابنها يغار على تلك المرأة وقبل أن تخطو خطوة واحدة شعرت بقبضة حديدية تقبض على معصمها ويسحبها للأعلى رغما عنها لم يبال بصراخ والديه بأن يتركها وشأنها صعد الدرج وهو يجرها خلفه حاولت سحب يدها أكثر من مرة لكنها لم تفلح اتجه بها إلى جناحه ولج بها رغما عنها ثم أغلق الباب ترك يدها وهو يرمقها بغضب حارق 

دفعته بقوة وركدت باتجاه الباب وقبل أن ترفع يدها لتفتحه فوجأت به خلفها يمسك بمقبض الباب

 استدارت لتدفعه لكنه باغتها ودفعها حتى التصق ظهرها بالباب ازدردت ريقها بصعوبة عندما وجدت نفسها محتجزة بين صـ دره العريض والباب

 دنى منها حتى شعرت بانفاسه الغاضبة تلفح صفحة وجهها أردف ببحة رجولية خالصة: بصيلي يا فريدة.


 رفعت عينيها إليه وكأنها مسلوبة الأرادة 

ابتسم على تأثيره عليها تعلقت أعينهما ببعضهما لبضع ثواني كانت الأعين هي من تتحدث كانت عينيها تعاتبه على قسوته معها مؤخرا

 بينما عينيه هو كانت تلتهم كل أنش في وجهها باشتياق جارف

 أشاحت بوجهها عنه: لو سمحت ابعد كدة مينفعش.


 رفع يده يكوب وجهها بين يديه: مش هبعد يا فريدة انا مش هبعد فهمتيني؟


 أومأت بنعم وهي تشعر بقلبها سيخرج من مكانه بسبب قربه المهلك منها أغمضت عينيها عندما شعرت بشـ فتيه تطبع قبـ لة على جبينها ابتعد عنها قليلا ثم جذبها ليفتح الباب: انزلي خدي تالين من الجنينة واستنوني في العربية انا اللي هوصلكو عند عم رشيدي ومش لازم نادي النهرده عشان عندي شغل كتير.


 أومأت برأسها وخرجت بدون أن تتفوه ببنت شفا 

بينما هو ابتسم باتساع عندما تذكر سكونها بين يديه تنهد بحرارة ثم تبعها للأسفل.

❈-❈-❈


فتحت باب المكتب وجدت أخيها جالسا فوق كرسي مكتبه مغمض العينين يبدو عليه التعب الشديد

 أغلقت الباب من خلفها ثم دنت منه رفعت يدها تمسد على خصلاته الناعمة: مالك يا مارو فيك إيه؟


 فتح عينيه بهدوء ثم أجابها بابتسامة أظهرت غمازتيه: ما فيش يا قلبي انا بس متضايق عشان موضوع عشق ده.


 أبعدت يدها عن شعره ثم جلست فوق المكتب: انا لقيت مربية لعشق زي مانت طلبت بالظبط.

 

اعتدل في جلسته وقال بلهفة: بجد طيب احكيلي عنها وهتيجي امتى وهي مضمونة ولا إيه بالظبط؟

 

قهقهت بصخب: اييييييييه كل الأسئلة دي ده انا نسيت اللي كنت هقولهولك.

 

ضرب رأسها بخفة: اخلصي بقى.


 تنحنحت بجدية ثم بدأت تقص عليه ما حدث بينها وبين يوسف.

❈-❈-❈

 

بينما في سيارة أدهم كان يقود بهدوء ويختلس النظرات لها من وقت لآخر 

أما عنها فكانت تسند رأسها على زجاج النافذة شاردة فيما حدث بينهما منذ قليل تشعر بالغضب من نفسها فكيف تسمح له بالتمادي معها والتقرب منها بتلك الطريقة والأدهى هو استسلامها له فهي لا تستطيع السيطرة على مشاعرها وهو بذلك القرب منها

 زفرت بقوة حتى تستطيع نفض تلك الأفكار من رأسها أجفلت على صوته: يلا وصلنا على فكرة.


 اعتدلت في جلستها وهي تنظر حولها بدهشة: ايه ده احنا بجد وصلنا بسرعة كدة!


 ابتسم بهدوء: لا ده انتي اللي بقالك ساعة مش معانا تقريبا.

 استرسل حديثه وهو يغمز لها بعبث: يا ترى ايه اللي واخد عقلك؟

 

رمقته بحدة ثم قالت باستفزاز: شيء ما يخصكش.


 ثم فتحت الباب وترجلت بسرعة فتحت الباب الخلفي وحملت ابنتها ثم استدارت باتجاه منزل والدها دون أن تلتفت له.

سحق أسنانه بغل فهو يعلم أنها تستفزه لكنه يشعر بالغضب عندما تتفوه بتلك الكلمات زفر بحرارة ثم انطلق إلى مكتبه.

❈-❈-❈ 



وقفت أمام الحوض تجلي الأطباق أجفلت على صوت رنين جرس الباب غسلت يدها ثم مسحتها بالمنشفة الصغيرة وذهبت باتجاه الباب فتحت الباب شهقت بفرحة عندما أبصرت ابنتها تحمل تالين

 مدت يدها تلتقطها ثم أمطرتها بوابل من القبلات أنزلتها بهدوء ثم احتضنت ابنتها بقوة أبعدتها بهدوء ثم جذبتها للداخل وأغلقت الباب: خشي مفيش حد هنا أبوكي في الفرن وأخوكي في الشغل ومحمد بيجيب خضار.


 ولجت للداخل وهي تشعر بالحنين لذلك البيت الذي نشأت به جلست على أحد المقاعد ثم أشارت لابنتها بأن تجلس بجانبها لكن الصغيرة رفضت إطاعتها قائلة بتذمر: لا انا هقعد مع تيتة عشان تحكيلي حدوتة زي امبارح.


 قهقهت بصخب وهي تحملها: من عيوني يا قلب تيتة بس انا لما حكتلك كان من حوالي أربع شهور.


 رمقتها بحيرة فهي لم تفهم حديثها

 ضمتها بحنان عندما فهمت نظراتها تلك أردفت وهي تقبل وجنتيها الممتلأتين: روحي اقعدي جمب ماما وأنا شوية وهاجي.


 أومأت تالين بطاعة

 ربطت على شعرها ثم أنزلتها بحرص وذهبت تكمل ما كانت تفعله. 

بينما فريدة أخرجت هاتفها ثم بعثت رسالة على تطبيق الواتس لصديقتها فرحة تخبرها بأن تأتي إلى منزل والدها كي تراها وأن تصتحب شمس معها فهي اشتاقتها أيضا 

اغلقت الواتس وفتحت الفيس لكنها وجدت رسالة من رقم مجهول على الواتس فتحتها بسرعة لكن شعرت بالدهشة عندما أبصرت كلمات تلك الرسالة فقد كان محتواها

" فريدتي أجمل النساء في عيني لقد عشقتك منذ أن وقعت عيناي عليكي أعلم أن زوجك توفي وهذا الشيء اسعدني حقا ومن اليوم اعتبري نفسك ملكي هستناكي بكرة في النادي الساعة 2 ويا ريت تيجي لوحدك وبلاش تجيبي الرزل أخو جوزك اللي ملازمك طول الوقت لأني مش عايز حد يتدخل في كلامنا

 اه صحيح أوعي ما تجيش عشان ميحصلش مشاكل يلا سلام يا فريدتي مستنيكي على نار "


 أغلقت الهاتف وهي تشعر بالخوف فذلك الرجل غريب الأطوار فهو يغازلها تارة وتارة يهددها زفرت بحدة ثم اتخذت قرار بأنها ستذهب له وتعرف من هو وماذا يريد منها…

يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة