-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشق لهدى زايد - اقتباس

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


اقتباس



-  أنا بستأذنك يعني  اخدها أنا الشهر دا عشان فرح أختي وأنت الشهر الجاي 

- بس 

-و الله العظيم يا عبده هتاخدها الشهر الجاي و عد مني أنا عارفة إن دي تاني جمعية اعمل فيك كدا بس معلش أنت عارف ظروفنا و إن اختي دعاء  هتتجوز خلاص معلش يا عبده تعال على نفسك المرة دي 


توسلها ورجائها الممزوجة بالإبتسامة الواسعة  جعلته يرضخ لرغبتها معلنًا استسلامه كالمعتاد 

تلك الغبية لاتعرف إن هذه النقود هي نقود مصوغاتها الذهبية التي يريد أن يبتاعها لها و كيف تعلم و هو كالتمثال أمامها،  باشر عمله في هدوءٍ تام بينما بداخله بركانًا من الغضب

لم يختلف حالها عن حاله كثيرًا فهي أيضًا تشعر بالغضب لكنعا بارعة في كتم غضبها في و قت عملها.


❈-❈-❈


في منزل " عبد الكريم " 


جلست والدته تتناول وجبة الإفطار في هدوء حتى و لج شقتها من يعكر صفوها دائمًا، زوجات ابنائها عاشقات في فعل ذلك، و لكنها لم تترك لهن المجال،  قامت بسحب الأطعمة أسفل الأريكة الخشبية،  و قبل أن تتحدث سألها ابنها الأكبر قائلًا بسخرية 

- إيه ياما بتداري الأكل ليه تحت الكنبة متخافيش احنا فاطرين فوق 

- و ها داري ليه ياحبيبي أنا بس شبعت والحمد لله  

- طب ياما انا عاوز 300 جنية سلف منك لآخر الشهر 


مصمصت والدته شفتيها ساخر و هي تقول بكذب كعادتها في مثل هذه المواقف الشهرية 

- منين يا حبيبي كان على عيني و الله كل معايا 100 جنية هكمل بيهم الشهر 


ضحك ابنها وهو يتسأل بتعجب قائلا 

- بقى 100 جنية هتكملي بيها يافوزية و بعدين أنا طلبتهم من عبده و هو قالي هاسبهم مع أمك بليل لما ارجع من الشغل 

- ممدوح عاوز إيه فلوس مش معايا ولو معايا مش هاديك، و اخوك ماسابش معايا حاجة  ارتا حت كدا ؟! 


ردت زوجة ممدوح وقالت بنبرة مغتاظة و هي تلوك العلكة في فمها يمينًا يسارًا 

- ليه يا خالتي ما هو بيستلف و با يرجعهم 

- ايوة و بيرجعهم إمتى يا حبيبتي بعد ما الشارع كله يتفرج علينا و بعدين مالك أنا و ابني بتتدخلي ليه 


همت زوجة ممدوح لترد فـ غمز لها زوجها مانعًا إياها  ليستطيع أخذ النقود من و الدته لكنها كانت صارمة، حاسمة، ورفضت إعطائه من فعل ذلك،  ا رتشفت رشفات سريعة من الشاي الساخن غير مبالية بما يحدث حولها،  غادر ا لجميع وبقت هي وحيدة بعد أن فشل  ابنائها في إقناعها بإعطائهم النقود المطلوبة، أتت إحدى جيرانها و بدأت تحدث عن ما حدث بالوصف التفصيلي، سألتها الجارة قائلة بفضول 

- طب و افرضي سأل عبده ها تقولي إيه 

- هاقل له اديته الفلوس  و هو بيكدب عليك عشان زيادة ممدوح لو لاقى عبده جنية هياخده و الواد غلبان نفسه يلم نفسه و يتجوز وأنتِ زي ما أنتِ كدا شقته عاوزة فلوس قد كدا عشان تخلص 


تابعت بحماس شديد وقالت 

- قولي لي  أنا ها قبض الأسم بتاغي إمتى ؟

- الشهر دا بأمر الله 

- طب كويس خليهم معاكِ لحد ما ممدوح يدفع لك الفلوس 


ختمت و الدة " عبد الكريم" حديثها قائلة بتحذير 

- اوعي يا دعاء تقولي لـ مراته إني داخلة معاكِ و لا دا الإسم بتاعي احسن يقولوا مش معانا ندفع و الفلوس تروح عليا 

- لأ متقلقيش أنا مش بعرف حد مين داخل 


في مساء نفس اليوم 


التف الجميع حول المائدة لـ تناول وجبة العشاء 

الأطفال يلعبون في ساحة البيت، و الأبناء يتبادلون أطراف الحديث مع أخيهم "عبدالكريم"  الذي خيم عليه الحزن اليوم، علمت والدته سبب حزنه و قبل أن تخبره أنها لديها الحل السحري،  دخلا اشقائه وصمتت هي و قامت بتحضير وجبة العشاء، و عند عودتها وجدت ابنها " ممدوح" يخبر اخيه عن احتياجاته و متطلبات البيت و قبل أن يُنهي حديث دس " عبد الكريم"  يده في جيبه ليخرج مبلغ مادي التقطه " ممدوح " كالبرق في سرعته و لكن لم تتدوم فرحته كثيرًا فقامت والدته  ذات الحركة، مبررة فعلتها قائلة 

- معلش يا ممدوح بس دي فلوس البقال و الجزار علينا ديون يا ابني معلش 


اتسعت أعين " ممدوح" عن آخرها و قبل أن ينطق بحرفًا واحد، تابعت بسعادة قائلة 

- اخوك عبده هايخطب خلاص 


رد " حمدي" قائلا بسخرية 

- و دي مين اللي  أمها داعت عليها ورضيت بي 


ذلة لسان، إهانة، و سخافة اعتاد عليها من الجميع بسبب تلعثمه في الكلام، لكنه لم يعد يهتم لهذه التافهات،  كانت والدته كالدرع الواقي له من صدمات الغير و تحديدًا اخواته 

تناول وجبته و هو يشعر بالمرارة في حلقه لكنه استمر حتى لا تصنع أمه مشاجرة جديدة معهم،  انتهى سريعًا من وجبته و ذهب إلى المطبخ ليصنع كوبًا من الشاي الساخن،   و قبل أن يلج غرفة نومه نادته والدته  و اخبرته بترتيباتها لن ينكر أن مفاجاة والدته هي التي اثلجت صدره حقا،  جلس و بدأ يصغى إلى جيدًا و هي تسرد كيف دبرت النقود، طلبت منه العفو قائلة بحزن 

- متزعلش مني ياعبده  بس أنت عارف اخواتك لو لاقوك. جنية هياخدوك و أنت غلبان  انا يا ابني قلت احسن العمر مش مضمون و بعدين اخواتك يقولوا امك سابت فلوس معاك و أنت تصدق و تديهم 


ضمها لحضنه بعد أن قبل يدها ثم رأسها و قال بإمتنان 

- تسلم دماغك ياما و الله ماعارف اقل لك  إيه

- تقولي إمتى هنروح نطلب نبيلة و نفرح بيك 

- اختها هتتجوز الخميس الجاي خليها 


قاطـ ـعته  و هي تقول بحماس بعد أن عانت في جمع جملة مفيدة  من حديث الذي يستمر طويلًا. 

-  و ليه يا حبيبي نأجلها احنا نروح بكرا و لا بعده نطلبها و نحجزها و نديهم ست شهور يحضروا نفسهم نكون احنا كمان حضرنا نفسنا 


في منزل " نبيلة " 

كانت تستمع لوالدتها  التي تشكو دائمًا من قلة النقود، لم تستطع تحمل هذه الشكو انفجرت فيها قائلة بغضبٍ جم 

- في إيه ياما كل شوية مافيش مافيش اومال إمتى بيبقى في ؟  و بعدين اجيب لك منين ؟ و بعدين فين معاش ابويا و لا مرتب دعاء هو أنا بس اللي معايا فلوس ؟ 


ردت والدته بنبرة مغتاظة لا تختلف عن نبرة ابنتها و قالت بسخرية و هي ترتب حقائب ابنتها العروس 

-  معاش سلامات يا معاش معاش إيه دا يابت اللي يجهز عروس و لا يفضل طول الشهر و لايسد  ديون، دا أنا لولا بدبر قرش من هنا على قرش من هناك كنا اتفضحنا  ربك ياختي بيسترها، و اختك دعاء شالت ايـ ـدها خلاص من المصاريف و قالت دبروا نفسكم أنا ماشية آخر الشهر دا وروني هتعملوا إيه بقى من غيري ؟ 

- اه و المفروض عليا اشيل الليلة دي كلها لوحدي صح ؟ 

- اعمل إيه أكتر من اللي بعمله كل قرش معايا بحطه في و قرش منك على قرش من ابوكِ و الدنيا بتمشي، خلاص ياختي هانت كلها يومين تلاتة و اختك تتجو زها و بعدها الدور عليكِ  و 


قاطعتها " نبيلة" قائلة بنبرة لاتقبل النقاش و هي تضرب بكفها على الآخر 

- ريحي دماغك أنا مش هتـ ـجوز أنا هقعد جنبك


 يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة