رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 18
قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مقيدة في بحور عشقه
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الثامن عشر
في صباح اليوم..
استيقظت على شعاع من الشمس يزعج عينيها مما قامت من الفراش وهي تتأؤب بقوه فهي لم تنام منذ ليلة أمس فهي تفكر وتفكر في حديث " بيجاد " ولم تجد نفسها تفهم شيئا ، بماذا يفكر ، أو لما يقول انها لم تفعل هذه الحلقة ، فهناك من البشر ينشرون تلك المخدرات للأطفال البريئين والشباب ما ذنب تلك الشباب والأطفال حتى يتعذبوا هكذا ؟ ، فهي لن تسكت ابدا ولن ترضخ لحديث " بيجاد " بأي شكل من الأشكال فهي سوف تقنعه واليوم .
اتجهت إلى المرحاض اتخذت حمام ساخناً يفيق جـ ـسدها ، وارتدت فستان قصير يصل الي بعد الركبه بقليل ، وعاري الذراعين ، ورفعت خصلات شعرها الي كحكه فوضوية مما سقطت بعض الخصلات القصيرة التي سقطت فوق عينيها مما أعطى لها مظهر خلاب يخطف الأنفاس .
وبعد ما انتهت اتجهت إلى الأسفل وجدت " ياسمين " تجلس بجانب " بيجاد " علي السفره يفطرون سوا ويبتسمون مما اشتعلت تلك النيران بداخلها .
أقسمت أن سوف تخرج " ياسمين " من قصرها والأن ، دندنت بعض الأغاني الانجليزية ببراعة وعينيه يشتعلون أكثر ، مما رفع عينيه " بيجاد " نحوها وهو يتأمل تلك الهرة الصغيرة ، التي سرقت انفـ ـاسه بفستانها القصير الذي يبرز مفاتنها وقوامها الممشوق ، وتلك الخصله التي سقطت نحو عنقها الأبيض ، يقسم أنها من أجمل الفتيات التي رآهم من قبل ، تجاهلتهم وجلست بجانب " بيجاد " من ناحية الأيسر ، صنعت لها خبز بالشوكولاه وتأكل بهدوء ولم ترفع نظرها نحو " بيجاد " الذي ينظر لها نظرات عاشقه إدراكتها جيدا " ياسمين " واشتعلت من النيران التي تعصف نحو قلبها ، لذلك حاولت لفت انتباه " بيجاد " وهي تهتف بنبرة جديه :
ـ بيجاد هنعمل ايه في صفقة الألمانية الوفد جاي في الطريق واللي يستقبله اشرف ، عرفت تعمل ايه معاهم ؟ .
نظرت له مرة أخرى وجدته كما كان يحدق بها متأملا " سلا " بعشق جارف فهو يستطيع أن يخفي عشقه ولكن لم يستطيع أن يخفي نظراته لها فهو ليس بيده فهو يعشقها حد الهلاك وصعب أن يخفيه عنها تلك الملاك التي احتلت قلبه .
أما هي في سمعت صمت طويل تجاه في أدركت أنه لا يحب التحدث عن العمل أمامها ، لم ترفع لؤلؤته تجاه ، لذلك قامت سريعاً وكادت أن تغادر ولكن امسك معصميها بشدة مما نظرت له بهدوء ، نظر لها ونظر الي صفحة وجهها وهو يهتف بنبرة رقة كرقة الفراشات التي تداعب قلبها وبقوة كبيرة ، فهو له تأثيرا عليها وبقوة :
ـ اقعدي كلي كويس انتي مكلتيش يعتبر .
نظرت له وجدت ياسمين تحدث بيه فأجابته بفظاظه رغم عنها :
ـ كلت ، هو حد يشوف وش ياسمين وميكلش برضوا .
كادت سوف تتحدث معنفاً إياها برد قاسي ولكن صمتت حين رفع " بيجاد " يـ ـده أمرها بأن لا تتحدث ، وكل هذا وهو يحدق في وجهها متأملا إياها بحُب جعلت قلبها يدق بقوة :
ـ روحي انتي يا ياسمين استقبلي الوفد الالماني وتعالي أنت وأشرف في الشركة وانا هستناكم هناك .
نظرت له بحيره وهتفت برفض تام :
ـ بس …
قاطعها معنفاً إياها بقسوة وهو لم ينظر لها بلا ينظر إلي " سلا " التي تنظر لـ " ياسمين " بأنتصار :
ـ اللي سمعته يتنفذ ، فاهمه .
هزت رأسها و غادرت على الفور ولكن توقفت حين شهقت " سلا " شهقة خافته حين " بيجاد " اجلسها علي قدميها و يحاوطها خصرها وذراعيها بشدة ، حاولت أن تهرب من ذلك القيد الذي يفيدها ولكن فشلت بقوة حين هتف بغيظ :
ـ ابعد يا بيجاد بقي .
قبـ ـلها من وجنتيها الممتلئة بحُب وهو يهتف برقه :
ـ لا مش هبعد .
كل هذا تحت أنظار " ياسمين " التي تشتعل عينيها بحقد وغل ، نظرت لها " سلا " وجدته تنظر لها باشتعال في ابتسمت لها بتشفي ، اقترب " بيجاد " يلثم عنقها عده قبلات متفرقة جعلتها تغمض عينيها تستمتع بهذا الشعور ، مما غادرت " ياسمين " بعنف وهي تتجه نحو سيارتها وهي تقسم بقوة أنها سوف تحرقها حية تقسم بهذا الشئ وتقطع اشلائها بحقد ، كيف تتجرأ أن تقترب منه ، كيف تتجرأ أن تقترب بما يخصه هي ، سوف تدفع الثمن بهذا الشئ وتلك الحريق التي يحرقها بقوة .
اغمضت عينيها وهي تحاول محاربة هذا الشعور الذي يسير على اوتار جـ ـسدها ، كادت أن تستسلم لتلك القبلات ولكن عقلها عاد بتلك الذكري اللعينة وهي تقربهم معاً وأن بيجاد علي وشك تقبيل " ياسمين " مما أفاقت من دوامة مشاعرها ، حاولت أن تبعده عنها ولكن زادت قبلاته أكثر مما صرخت بأسمه بخوف هذه المرة و بجانب أذنه :
ـ بيجاد ، ابعد .
توقف عما كان يفعله ولكن رأسه مازالت بداخل اعنـ ـاقها ، تلك الذكري لن تذهب من عقلها ابدا ، في بكت حتى شهقت بقوة ، نظر لها وجدها تبكي ، في ابتعد عنها وهو يهتف بقسوة ، فهو أدرك أنها تبكي بسبب اقترابه منها لا شئ اخر أدرك الأن أنها لا تطبق الاقتراب منه وأنها مازالت تحب " شريف " اللعنة علي هذا الشخص واللعنة علي عشقه الجارف الذي مازال يعشقها ، فهو كان لديه استعداد أن يسامحها ويمحي كل أخطاء الماضي معها هي ولكن قلبها اللعين مازال يحب هذا الشخص :
ـ متقلقيش ، مش هقرب منك تاني ، انتِ مش من نوعي المفضل ، متفتكريش اني هموت و هقرب منك اوي يعني ، أنتِ عاديه بنسبالي و اقل كمان ، و أن البنات اللي بيتقربوا مني ويبوسوا جزمتي احلا منك بمليون مرة .
ختم جملته وغادر على الفور تركها تبكي من قسوة حديثه ، أمسكت قلبها بيـ ـدها من الألم الذي تشعر به ، في الأن أدركت أن علاقتهم صعب المراد وصعب أن يجتمعوا معاً ..
❈-❈-❈
لم أستطيع أن أخوض المعركة هذه وحدي فلجئت لك وكنت أنت أول هزائمي .
كانت تجلس في الحديقة تفكر وتفكر بهذا الأمر الذي جعل حياتها رأسا على عقب فهذا الطفل لم تريده ، هذا الطفل جاء خطأ منها ، فهي الأن تسعي للتخلص من مالك والآن لديها قطعه منه بداخلها ، فهي لا تريده أن يعرف حتي لا يتمسك بها أكثر ويتمسك به أكثر ، فهي تريد التخلص من الطفل حتى لا تشعر بالذنب بهذا الخطأ التي اقترفته ، لهذا اتصلت بـ " ياسر " وشجعه بهذا الأمر واليوم سوف تتخلص من الطفل بأي ثمن .
أفاقت من دوامة أفكارها أحدهم يعانـ ـقها من الخلف ، نظرت اليه وجدته يبتسم لها ، فهي منذ صباح اليوم واقفه في الحديقه تنظر إلى المظاهر الخلابة التي تشعر بالطمأنينه وأن تفكر براحه ولكن تفكيرها ابدا لم يشعرها براحة ، تتمني من داخلها أنها لم تقابل " ياسر " أبدا وأن تستمتع بوقتها معه هو .
ـ سرحانه في ايه .
ابتسمت بهدوء وهي تهتف بنبرة هادئة
ـ عادي مش سرحانه بشوف المنظر الجميل ده .
ابتسم هو علي حديثها ومازال يعانـ ـقها من الخلف :
ـ تعرفي اني اشتريت القصر ده عشان خاطر المنظر ده ، أنا عارف أنك بتحبيه ،عشان كده اختارته علشانك ، أنتِ مكنتيش واخده بالك منه ، بس الحمد لله ان لفت نظرك .
ابتعدت عن اعنـ ـاقها وهي تجلس على الكرسي الخشبي وهي تنظر له مردفة حاجبيها بحيرة حين وجدته يرتدي ثياب رسمية :
ـ أنت رايح الشغل ؟ .
نظر له بجدية وهو يقترب منها :
ـ ايوا ورايا شغل كتير النهارده و احتمال اتأخر .
ابتسمت باتساع فهي لديه الوقت حتى تجري عملية وتتخلص من الجنين بأسرع وقت ، نظر " مالك " إلى ابتسامتها وهو يهتف بمرح :
ـ أنتِ فرحانه اني رايح شغلي ، ده أنتِ كده بقى مش طايقيني .
هزت رأسها بلا وهي تهتف بتوتر هذه المره :
ـ لا عايزه اشوف ملك بقالي زمان مشوفتهاش .
بينما أكملت بتوتر اكبر :
ـ في لو هتتأخر هروح ليها نقضي شويه وقت سوا ونتصل علي سلا تيجي .
ابتسم ابتسامة لطيفة علي ثغره وهو يهتف بمرحه المعتاد :
ـ براحتك خالص ، اتاخري براحتك ، انا مش هاجي دلوقتي ، وقضي وقت وانبسطي بوقتك .
ختم جملته وهو يقبلها على وجنتيها بحُب ويلاقي لها السلام وبعد ذلك غادر أمام عينيها مما وقفت بسعادة واتجهت بسرعة نحو غرفتها ترتدي ثياب ، وبعد ما ارتدت بعد نصف ساعة وصففت شعرها على هيئة ذيل حصان ، خرجت من البيت وهي تتصل علي " ياسر " حتى تقابلها مثل ما اتفقت معه بالأمس ..
❈-❈-❈
كان يعمل بهذه الأوراق الذي طلب منه الرئيس مراجعتها وأن يتكلف بها ، ولكن قطع وتيرة تركيزه صوت صراخها وهي تتدخل له بدون استئذان ، ترك الأوراق على المكتب واقترب منها حتى يفهم ما بها ؟ ، ولما تصرخ هكذا مثل الأمراض النفسيين ؟ .
اقترب منها ولكن دفعته بقبضتها وهي تهتف بشراسة :
ـ أنا هقتلها يا شريف ، هقتلها فاهم .
لا يعرف أبدا بمن تتحدث هي أو عن من ، حاول أن يجعلها تهدأ ولو قليلا ولكن فشل لا يدري بنفسه إلا وهو يصفعها بقوة علي الاقل تفيق من دوامه غضبها وبعد ثواني صمتت تماما ، عانقها باعتذار وهو يهتف بنبرة هادئة :
ـ في ايه يا ياسمين لده كله ، ليه كل ده ، ليه كل الغضب ده ، ليه ، مالك ، ايه اللي حصل .
خرجت من أعناقه وهي تقص له بما حدث لا تراها ابدا وهو يشتعل من النيران وبعد ما ختمت حديثها جعلته يضرب مكتبه ويجعله رأسا علي عقباً ، وهي رأت ذلك ، هتفت هي بشراسة :
ـ مفيش غير حل واحد يا شريف .
بينما أكملت وهي تري غضبه :
ـ مفيش غير الورقه اللي معانا ، لازم نستعملها دلوقتي .
نظر إلي المكان بشرود وهو يتنفس بغضب :
ـ هنستعملها ، بس هنستعملها في الوقت المناسب .
هتف بشر وحقد اكبر وعينيه يشتعلون من النيران :
ـ بس الأول لازم في ضيف يشرف عشان في حكايه تانيه هتبدأ .
اقتربت منه وهي تنظر له بحيره اكبر :
ـ ضيف ايه وحكايه ايه ؟ .
ابتسم هو بشر وهو مازال ينظر بشرود :
ـ هتعرفي في الوقت المناسب ، أنا عايزك تتفرجي من بعيد وتشوفي ايه اللي هيحصل .
حاولت أن تفهم مقصده أو بماذا يقصد ، ولكن رأته عينيه الذين يشتعلون من لهيب الحقد ، في أدركت أن نيرانه لم تنطفئ بعد بلا سوف تحرق الجميع وأولهم حُبهم .
❈-❈-❈
كانت تبكي بقوة ، كيف يقولها لها هكذا ، فهي حفيدة الغماري أكثر قوة وأكثر جمالا ، في الجميع يركضون لها من جمالها الخلاب الذي تخطف الأنفاس أي رجل ، فهي لن تتضع حديثه برأسها ، فهي تعرف أنه يقول لها هكذا حتي يقسو عليها ويجعلها تبكي وتنظر لنفسها علي انها قبيحه ولكن لا ، فهي لن تضع حديثه برأسها ابدا ولن تبكي لن تجعله يفوز عليها مهما كلفها الأمر ، اتجهت الي غرفتها ورفعت يـ ـدها الصغيره حتي تمسح دموعها ونظرت الي المراءه وهتفت بنبره حماسيه و حُب :
ـ اوعي تعيطي تاني ، أنتِ عارفه انك اجمل واحده ، وعارفه اني يتمناكي اي راجل ، اوعي تخليه يكسرك اوعي .
ختمت حديثها شعرت بالهدوء من الخارج نعم ولكن هدوء ما قبل العاصفة ، فهي تشعر الأن بداخلها بالغضب الشديد تجاهه وسوف ترد علي حديثها عاجلا أما آجلا سوف تنتقم منه الأن .
نظرت حولها وتذهب إيابا واياها وبداخلها تردد الانتقام سوف تجعله يندم علي حديثه هذا و يشتعل مثلها ؟؟ .
وبعد ثواني ابتسمت بشر بعد ما أتت لها فكره ، اتجهت الي غرفه ثيابه وحملتها واتجهت بهم إلي الأسفل ، اتجهت الي الغرفه مره ثانيه تحمل باقيه ثيابه وهذه المره اتخذتها جميعا ادفعتهم الي الحديقه وكل هذا أمام الخدم الذي ينظرون بتعجب لها وحيره ، اتجهت الي غرفتها مره ثالثه حملت احذائته وجميع ساعته التي كانوا جميعا ماركه من فرنسا جاءوا خصيصا له ، ابتسمت بشر وبعد ما ادفعتهم في الحديقه ، دخلت الي القصر واتجهت الي " المطبخ " جميع الخدم ينظرون لها بحيره ولكن لم تجاهلتهم جميعا وهي تمسك زجاجه الكبيره الذي كان ممتلئة بنزين الذي رأئتها حين دخلت الي المطبخ حتي تجلب ماء ، وبعد ذلك خرجت وهي تسكب البنزين علي جميع ساعته وملابسه واحذائته ، في هذا الوقت تحديدا جاء " بيجاد " الي القصر فهو قد نساه تماما هاتفه في الاعلي ، كاد أن يدخل الي القصر ولكن توقف حينما رأي هذا التجمع الذي كان في الحديقه ، في جميع حراسه والخدم كان يتجمعون حول شئ ولا يعرف ما هو ، اقترب بهدوء وعقله مازال يفكر ما الذي حدث هناك ….
توقف عن التفكير وهو يري بصدمة جميع ملابسه وجميع ساعته واحذائته في الحديقه فوقهم بنزين ، نظر إلي " سلا " بعصبيه ثواني حتي اقترب منها بحذر وهو يري " سلا " تمسك القداحه وعلي وشك أن تحرق حتي هتف بحذر وصدمه :
ـ سلا ، اوعي تعملي كده .
شعرت برجفه تسير علي اوتار جـ ـسدها كادت أن تتوقف من الخوف ولكن عقلها عاد ذكرى حديثه القاسي عنها في اشتعل غضبها أكثر و أكثر بداخلها في ابتسمت وهي تدندن بعض الاغنيه الانجليزيه التي تعرفها جيداً وهي تغني اشتعلت القداحه وأحرقت الثياب وجميع ساعته واحذائته معا وهذا الحريق بينهم ، نظر لها بعصبيه وغضب أما هي ابتسمت وهي تري معالم وجهه ، في الأن أدركت أن بينهم نيران صعب كل من الأخر الوصل الي الثاني ..
❈-❈-❈
وصلت إلي المشفي وهي مازالت تتصل بـ " ياسر " شعرت أن أحد خلفها ، في نظرت خلفها وجدته يبتسم حتي ابتسمت براحه :
ـ ياسر ، أنا عامله ارن عليك من بدري .
عانـ ـقها وهي يهتف بنبرة حُب :
ـ وحشتيني .
أبعدته عنها فهي في مكان عام ولابد أن يكون أحد صحافه هنا ويأخذ لهم صور ولكن قد فات الأون و أحد أخذ صوره لهم وهما يتعانقان .
ـ ياسر أبعد احنا في مكان عام .
اجابها بخبث واضح في عينيه وهو يقترب منها مرة اخرى :
ـ طيب يا حبيبتي بس أنتِ وحشتيني .
نظرت له بغضب وهي تهتف بنبرة تحذير ليس إلا وابتعدت عنه :
ـ ياسر .
هتف بملل واضح وعينيه تشتعل من الغضب :
ـ خلاص يا فريده .
نظرت له بخوف وهي تهتف بتوتر :
ـ هي الدكتورة جاهزه ؟ .
هتف بنبرة باردة وهو ينظر إلي بطنها :
ـ ايوا جاهزه ومستنيه .
دخلت الى المستشفى وهو خلفها يبتسم بخبث واتجهوا الى الطابق الثالث كادت سوف تدخل الى الممر الطابق الثالث ولكن توقفت حين رأت " مالك " بأخر الطابق ويتجه لهم وينظر إلى الهاتف حتى شهقت هي ، ولكن بسرعة البرق " ياسر " حمل " فريدة " من الخلف واتجه إلى المصعد الذي كان خلفهم وضغط على الزناد المصعد حتى يعمل ، و جـ ـسد " ياسر " غطي جـ ـسد " فريدة " الصغير وظل واقفا كحائط ، وظل قريب منها واقل من الثانيه قفل المصعد ولكن قبل ما أن يقفل المصعد ادخل " مالك " بسرعة البرق حتى كادت " فريدة " دقات قلبها تتطرق بقوة ، في ظل " ياسر " قريب من " فريدة " أكثر حتى كاد أن شفتيهم تتلامس كادت أن تبعد " ياسر " ولكن " ياسر " سبقها وقبـ ـلها بشراسة ولهفة ، كل هذا و مالك ينظر إلي الهاتف الى عدة اوراق أرسل إليه المندوب ، سمع صوت تأوهات ، في نظر بجانبه وجد رجل يقبل امرأة لا يراها جيداً ، في جـ ـسد الرجل يغطي جـ ـسد ذلك المرأة وجهها ، فهو نظر إلي فستانها الاسود فقط ، في نظر إلي الهاتف مرة أخرى ، حتى توقف المصعد ، في خرج منه سريعا بدون اضافة اي كلمه وصعد الي سيارته ولكن توقف وهو ينظر إلي شئ جعله يتصنم داخله نظر له بتركيز وبعد ذلك نظر إلي المستشفي ونظر الي السيارة وغادر بدون اضافه اي كلمه ، ولكن ما هذا الشئ الذي جعله يتصنم ويغادر بدون اضافه اي كلمه ؟ .
في الداخل ..
أبعدت " ياسر " عنها وبعد ما أبعدته صفعته صفعة قويه وهي تهتف بقسوة :
ـ انت ازاي عندك الجرأة انك تعمل كده .
كاد سوف يتحدث ولكن قطعته بصفعة أكبر من ذي قبل وهي ترفع أصابعه نحوه وهي تهتف هذه المرة ببكاء :
ـ أنا غلطانه ، ايوا غلطانه ، اني كنت معاك من الاول ، عشان كده النهارده كل واحد فينا يروح لحاله انت من طريق وأنا من طريق فاهم ؟ .
ختمت حديثها ولكن توقفت حين أمسك يـ ـدها أما هي صفعته للمرة الثالثة وهي تهتف بقسوة :
ـ إياك تلمسني تاني ، فاهم .
ختمت حديثها وغادرت وهي تركض وتبكي ، خرجت من المستشفى وركبت سيارتها سريعاً وغادرت مازالت تتذكر تلك القبـ ـله التي أعطاها " ياسر " تذكرت وقوف " مالك " بجانبهم فهو إذا رأها فهو لم يسامحها بحياتها أبداً ، لم يسامحها ..
بكت وهي تقود السيارة ، فهي فعلت اليوم خطأ لم تسامح نفسها عليها ، توقفت من البكاء على رنين هاتفها ، كانت تعتبره " ياسر " هو الذي يتصل بها ولكن رأت اسم المتصل جعلها تبكي أكثر وما هو إلا " مالك " ردت عليها ولكن قبل أن ترد حاولت صوتها يكون طبيعي وبعد ذلك فتحت المكالمة :
ـ الو يا مالك .
أجابها بنبرته التي جعل قلبها يدق بجنون وضميرها يؤنبها بقوة كبيرة :
ـ وحشتيني يا حبيبي ، انتِ فين كده ؟؟ .
أغمضت عينيها وهي تحاول أن تبدو طبيعية :
ـ أنا في الطريق اهو وجايه .
أجابها بحيره ولكن نبرته كانت بعض القلق قليلاً :
ـ ليه أنتِ كويسه ، راجعه بدري يعني ؟ .
إجابته بتوتر وهي تقود بسرعه :
ـ اه كويسه ، بس ملقتش ملك بس .
أجابها بجديه واضحه :
ـ طيب كويس خلي بالك من نفسك ، ابعتلك السواق يجي ياخدك ؟ ، لو معكيش عربيتك ؟ .
هتفت بهدوء وهي تنظر أمامه ومازالت تقود :
ـ لا معايا عربيتي ، لكن منعت السواق يجي ، ثواني وهتلاقيني في البيت .
ـ تمام يا فريدة ، مع السلامه .
وأغلق الخط بدون أن يسمع تحيه الوداع ؟ ، ما به ، لم نبرته تغيرت وبها بعض الجفاء ؟ ، لا يهم ، لا يهم ابدا فهي متعبة وتشعر ببعض العصبيه من " ياسر " وتريد أن تفتك به الأن .
❈-❈-❈
كانت تقف أمامه ببرود وكأنها لم تفعل شيئا منذ قليلا ، فهي تشعر بالقوة والفخر بذاتها أنها فعلت هذا الشئ بدون خوف منها ، فهي بهذه الفعله التي فعلتها ردت عليه رد قاسي على حديثه الذي كان منذ قليل ، فهي الأن تري أمامها يغلي من العصبيه الذي بداخله ، لا تنكر أنها تشعر بالخوف قليلا ولكن بهذه الجولة أنها فازت عليها بقسوة ..
اقترب منها حتى وقف أمامها وينظر لها بعصبيه امسك معصمها بقسوة جعلتها تأوهت من الألم :
ـ ايه الجنان التي عملتيه ده ، ها ، ده تصرف ناس عاقلين .
أبعدته عنها وهي تهتف بعصبيه هي الأخري وقد تذكرت حديثه القاسي :
ـ ايوا مجنونة ، ولو اطول اعمل اللي عملته ده تاني هعمله ، انت مش عارف انت عملت ايه ، ولا قولت ايه ، كان لازم اخليك تحس نفس اللي حسيته و اكتر ، ملقتش نقطة ضعف فيك ، غير لبسك وساعاتك اللي جايبها من فرنسا ، وجزمك ، اعتقد مفيش نقطة ضعف اكتر من كده ، صح .
اقترب منها أكثر حتى شعرت بأنفـ ـاسه الساخـ ـنه تلفح وجهها ، ابتسم بقوة وهو يهتف بنبرة مرحة بعض الشئ:
ـ بس ده مش نقطه ضعفي يا سلا ، جزمي وهدومي وساعاتي مش دي نقطه ضعفي ، أنا بيجاد الجمالي يا سلا ، يعني حتي لو اتحرقوا ممكن اجيب غيرهم واحلا كمان واغلا .
ابتسم أكثر حتى برزت أسنانه البيضاء :
ـ أنتِ فاكره أنا متعصب منك ليه يا تري ؟ ، أنا متعصب منك انك فاكره انها حرب ، احنا اللي بينا مش حرب انك فازتي أو اني خسرت ، أنتِ بشكل ده خليتي منظري زبالة قدام اللي شغالين عندي ، ياريت تفهمي وتعقلي بالخطوة اقصد الرد اللي بتردهولي يا مدام بيجاد الجمالي .
ختم حديثه وغادر على الفور تركها تحترق مثل البركان الذي على وشك أن يحترق بأحدهم ، غادرت هي مثله ودخلت الى غرفتها و أوصدت الباب جيدا ، أمسكت الوساده وضعتها علي وجهها وصرخت بقوة وهي تشعر بالغيظ الشديد تجاه ، وبعد ما انتهت ادفعت الوساده بعيدا عنها ، شعرت أن أحدهم يحاول أن يفتح الباب ولكنه فشل حتى زفر هو بضيق وهو يهتف بغضب خارج الغرفه :
ـ خلي بالك أنتِ لو في مره استفزتيني أو عصبتيني هتشوفي وش مش هيعجبك وياريت تحاولي متعصبنيش
بينما أكمل بهدوء وكأنه لم يغضب منذ قليل :
عمتي صباح جايه اخر النهار وجايه تعيش معانا للأبد ، ياريت بعد ساعه تنزلي تستقبيلها .
هتفت بحيرة وتساؤل :
ـ عمتك صباح ؟ ، أنا عمري ما شوفتها .
نظر إلى الباب وهو يهتف بحيره :
ـ بس أنتِ قابلتيها ، يوم الحفله لو فاكره .
هتفت بحيرة ونظرت إلى الباب بشك :
ـ بس انا مش فاكره قابلتها ولا ….
قطعت حديثها صوت ذكرياتها وهي تتذكرها
Flash back .
ـ انتِ كمان نازله كده، امك معلمتكيش ازاي ترحبي بالضيوف يا حفيدة الغماري
هتفت بصراخ بسبب إلامها الذي تشعر به في يدها فهي تقسو علي يدها أكثر وأكثر مما جعلتها تصرخ وتصرخ بألم
ابعدي عني يا ست أنتِ، أنتِ اتجننتي
ختمت جملتها ودفعتها إلى الأرض بقسوة مما جعلت تتأوه ورفعت عصاتها التي تستند عليها وعلقتها في الهواء ولكن قبل أن تضربها بقسوة هتفت بغل واضح في نبرتها
ـ لا ده أنتِ بت قليلة الادب بقي، ومحتاجه تتربى من اول وجديد وانا اللي هربيكي
اغمضت عينيها بسرعة وهي تصرخ صراخ هدت اسوار القصر على الأقل ينجدها احد من تلك السيدة العجوزة وبعد ما صرخت شعرت أن صوتها لم يعد يكون اغمضت عينها بقوه اكبر وهي تستعد لضربه العصا انتظرت وانتظرت كثيرا ولكن لم تتلقى الضربة مما افتحت نصف عينها حتى تري لما تأخرت ولكن وجدت ما صدمه حقا رأت بيجاد يمسك العصا التي كانت معلقة في الهواء وعينيه تحولوا الى اللون الأحمر الناري بسبب غضبه وعصبيته المكبوتة…
End Flash back ..
ارتعشت بشدة من قسوة تلك المرأة فهي بتأكيد لم تستطيع أن تعيش معها تحت سقف واحد ، فهي بتصرفاتها تلك تكره بشدة ، كيف ستعيش معها ، فهي منذ أول يوم لها في القصر ، كادت أن تضربها بالعصا القاسية لولا " بيجاد " لم يجئ في الوقت المناسب ، فهي تقسم أنها سوف تتعرض بالضرب الشديد من قوة وقسوة هذه المرأة فهي لم تنسى تلك الذكرى التي بسببها جعلتها أن ترتعش مكانها من لقاء واحد ..
قطع دوامة افكارها صوته الذي كان ممتلئ بالأمان والحنان معاً :
ـ أنا عارف أنتِ بتفكري في ايه ، بس صدقيني هي كويسه وطيبه والله ، وبعدان أنا معاكي ولا يمكن اسامح لاي مخلوق يتعرض ليكي وده وعد .
وعدها أنها يحميها من أي مكروه ولكن كيف يحميها من هذه العاصفة التي سوف تجئ تهدم أسوار القصر وحبهم معاً ، كيف ؟؟
❈-❈-❈
عيناكِ بلادٌ مطمئنة ، أيا ليتني كلَّ الناظرين.
كانت نائمه بسلام ولكن استيقظت على رنين هاتف مما استيقظت نصف جلسه ورأت اسم المتصل كادت سوف تتجاهله ولكن قلبها تغلب على عقلها وردت عليه :
ـ الو .
ـ فريده انزلي دلوقتي قابليني في المطبخ .
هتفت بفزع وقامت سريعا :
ـ ايه ، انت في المطبخ عندي بتعمل ايه يا مجنون .
هتف بجنون واضح على نبرته :
ـ لو منزلتيش دلوقتي هطلع ليكي ، وانا عارف أن مالك في الحمام بياخد دش ومفيش غير شغاله واحده وطلعت تشتغل بره وترد على التليفون ويلا بسرعه مفيش وقت .
كادت سوف تتحدث مرة أخرى ولكن قطع الاتصال لعنت " ياسر " ولعنت حبها هذا ، ارتدت روب فوق فستانها القصير الذي يبرز مفاتنها بأغراء واضح ، أحكمت الرُباط نحو خصرها حتى لا يظهر شيئا عن فستانها القصير ، اتجهت الى المطبخ ولكن لم تجد أحد ، اقتربت من الباب الثاني للمطبخ حين رأته كاد أن يعانقها حتى هتفت بعصبية :
ـ اوعي تقرب يا ياسر أنا لسه مسمحتكش على اللى حصل الصبح .
ـ أنا آسف يا فريده أنا معرفتش انام ، لدرجه اني عملت حادثه و…
هتفت بفزع وهي تراها جيدا في كان وجهه ممتلئ بالكدمات وقدميه لا يعرف الوقوف عليه :
ـ حادثة ايه بس يا حبيبي مالك .
هتف هو بهدوء ومازال يتألم :
ـ لما سبتيني من المستشفى اضايقت جدا وكنتِ شاغله تفكيري طول الوقت في مشوفتش العربيه اللي قدامي وعملت حادثه ، سامحيني يا فريدة ، والله اللي عملته دي بس عشان امنع مالك أنه يشوفك أنا عارف انها طريقه غلط بس مكنش عندي استعداد أن مالك يشوفك وتتأذى يا حبيبتي اسف .
هتفت هي بخوف وقلق :
ـ مسامحك يا حبيبي ، مسامحك ، اهم حاجه انك كويس قدامى ومفيش حاجه حصلتلك .
اقترب منها وهو يهتف بسعاده :
ـ عشان كده بقي انا عندي الحل لكل مشاكلنا
ابتسمت هي وهي تهتف بلهفه :
ـ ايه هي .
اعطي له كيس مملوء بالمسحوق الأبيض الذي لم تعرف ما هو :
ـ خدي دي يا حبيبتي ، دي الحل .
امسكته هي بيدها وهي تهتف بحيره :
ـ ايه ده يا ياسر ؟ .
نظر لها وهو يهتف بخبث :
ـ سم ، عايزك تسمي مالك .
نظرت له بملامح مصدومة وهي لا تصدق ما يقوله هتفت بصدمة وهي لا تصدق ما قاله هتفت بعدم تصديق :
ـ أنت قولت ايه ؟
بينما أكملت بنبرتها العالية التي ممتلئة بالصدمة :
ـ أنت عايزني اموت مالك ! ، انت اتجننت يا ياسر ؟؟ .
هتف بفحيح وهو يهتف بغضب أعمى :
ـ ايوا عايزك تموتيه ، عندك حل تاني ؟ ، هو ده الحل الوحيد أنه احنا نبقي مع بعض .
تشنجت ملامحها الي العصبية وهي تهتف بنبرة غاضبة :
ـ اسكت تعرف تسكت ، انا استحاله اموت مالك ، استحاله اموت الراجل اللي مستحملني ومستحمل تصرفاتي ، حتى كان حاسس بذنب وكان بيموت كل يوم عشان فاكر نفسه انه فهمني غلط ، بس هو فهمني صح انا فعلا بحب راجل غيره وده تعتبر خيانة ، مالك بيحبني وانا مشوفتش منه لحد دلوقتي حاجه وحشه استحاله احط السم في العصير ، استحاله .
زمجر بغضب واضح وهو يهتف بعصبية :
ـ هو ده الحل اللي عندي ، أنتِ مش عايزنا نكون مع بعض معقول ! .
هزت رأسها نافية وهي تمسك يده وتبكي بقوة رافضة تلك الفكرة اللعينة بداخل عقلها :
ـ لا لا يا ياسر انا بحبك ، وانت عارف كده ، ياسر انا محبتش حد قدك بس ارجوك بلاش دم ، ارجوك .
هتف بهدوء رغم الحقد الذي يشعر به بداخله :
ـ يا حبيبتي ومين جاب سيرة الدم بس ، احنا هنحط سم يعني مش هتشوفي دم .
هزت رأسها نافية تلك الفكرة وهي تهتف بضعف بسبب دموعها التي تغرق وجنتها :
ـ بس انا عمري ما قتلت حد ، عمري ، ويوم ما اقتل ، اقتل جوزي .
هتفت بغضب وهو يمسك يدها بغضب اعمى حتى تأوهت بألم ولكن هو لا يبالي :
ـ خلاص خليكي مع جوزك ، انا همشي ، ومش هتشوفي وشي تاني تمام .
كاد أن يخرج ولكن أمسكت في ذراعه وهي تبكي بقوة ، فهي لا تريد أن يغادر " ياسر " من حياتها ، وحتى لا تريد أن تقتل " مالك " فـ " مالك " يحبها بجنون وهي تعرف ذلك ، لا يمكن أن تكفأ هذا الحُب بالطعن والقتل ، لا تريد ذلك ، فهي ولا مره بحياتها قتلت عصفور صغير ، كيف لها أن تقتل زوجـ ـها !! .
نظر لها بهدوء وهو يراها تبكي بقوة ولكن لا يبالي بتلك الدموع يريد أن ينفذ تلك الفكرة بأي ثمن ، احاط وجهها بيده الكبيرة وهو يهتف بحُب مزيف :
ـ يا حبيبتي انا عارف أن غلط ، بس صدقيني مفيش غير الحل ده ، عايزه نكون مع بعض ؟ .
هزت رأسها بنعم إجابة على سؤاله وهي تنظر له بحزن دفين بينما اكمل بخبث واضح على نبرته ولكن لم تميزها هي :
ـ يبقي نسمع الكلام وحطي السم ده في العصير وصدقينى محدش هيشك فيكي ، متنسيش أنك اخت " بيجاد الجمالي " اللي محدش يقدر يقرب منك .
بينما أكمل بحزن هو الأخر :
ـ فريده انا مش عايز اخسرك للمرة الثانية .
بينما أكمل بنبرة لهفة :
ـ يلا انا واقف اهو مستنياكي ، وعرفت أن مالك بياخد دش فوق ومفيش شاغلين ، مفيش فرصة احلي من كده .
كادت سوف تتحدث ولكن دفعها داخل المطبخ وهو يهتف بنبرة حُب تجعل أي امرأة تنفذ أمره علي الفور يلا ليس " فريده " فقط ، أغمضت عينيها وتضع يدها على بطنها ، أيعقل أن تقتل أب طفلها الذي لم يجئ على هذه الدنيا ، ماذا سوف تخبر ابنها ، تخبره أنها قتلت والدها حتى تتزوج من " ياسر " ماذا عساه أن تفعل ، فهي بالفعل لم تعرف كيف تتصرف بهذه اللعنة التي احتلت فوق راسها .
فهي لم تفعل ذلك ابدا ، لم تستطيع أن تفعل هذا الشئ ، فهي إذا لم تفعل ذلك الشئ ، " ياسر " يتركها للأبد ولم يعود بعد .
هي تحبه بقوة ولا تريده أن يغادر ، ماذا عساها أن تفعل ، نظرت إلى كوب العصير المانجا الذي أمامه ، ونظرت الى المسحوق الأبيض الذي في يديها ، وضعت كوب أخر وسكبت العصير في الكوب الآخر حتى امتلاء وضعت المسحوق .
فهي عليها أن ترضي " ياسر " ولكن بالتأكيد لم تقتل مالك ، فهي سوف تسكب العصير الذي ممتلئ بالمادة البيضاء ، وتبعده وتعطي " مالك " الكوب الذي لم يمتلئ بالمادة ، قلبته جيدا حتى يذوب تحت أنظار " ياسر " الذي يبتسم بخبث ، فهي تفعل ذلك أمامه حتى تجعله بأن كل شئ على ما يرام ، توقفت وكادت أن تضع الاكواب نحو الصينيه التقدم ، ولكن شعرت بدوار حاد كادت سوف تقع ولكن شعرت بيد تحاوط خصرها بقوة ، أدركت أنه " ياسر " كادت سوف تبعده عنها ولكن توقفت حين قلبها دق بقوة عند سماع نبرتها التي ممتلئة بالخوف :
ـ مالك يا فريده ، انتي كويسه .
نظرت له وابتسمت وشحوب وجهها يزداد بقوة :
ـ ايوه كويسه متقلقش .
أجابها ببعض القلق والخوف الذي يعصف قلبه :
ـ مقلقش ازاي بس .
ختم جملته وحملها علي الفور تحت أنظار " ياسر " التي كانت عينيه تحترق من الغل والحقد نحوهم .
وصل إلى غرفتهم التي كانت بالطابق الأول ، وضعها على الفراش براحة كبيرة ، ابتسمت له بلطف كبير ، وضع الغطاء الخفيف عليها واجلسها نصف جالسه على الفراش ، نظر لها بـ تراقب وهو يرى وجهها جيداً :
ـ بقيتي احسن ؟ .
هزت رأسها وهي تبتسم له :
ـ أيوا احسن .
نظر لها بغضب وعيونه تخرج منه الحيرة :
ـ أنا مش فاهم ، هو أنا مش قولتلك متتحركيش نفسك كتير يا فريده ، كنتي بتعملي ايه تحت في المطبخ .
تذكرت المشروب و " ياسر " حتى هبت واقفة وهي تهتف بتوتر وخوف :
ـ أنا ، أنا ، أنا لازم أنزل اجيب العصير من تحت .
كادت سوف تغادر ولكن امسك معصمها بقوة جعلتها تجلس على السرير مثل ما كانت من قبل ، أجابها ببعض الحدة :
ـ مفيش خروج من الاوضه ، فاهمه ، وبعدان انتي ليه بتعملي عصير ما في شغاله تحت خالتها عشان تخلى بالها منك .
كادت سوف تتحدث مرة أخرى ولكن توقفت عند
دق الباب ، رأتها وجدت الخادمه وهي تمسك صنيه ويوجد بيها اكواب العصير ، اللعنة ، فهي لم تعرف الكوب الذي وضعت فيها تلك المادة ، إذا شربها " مالك " فهي لم تسامح نفسها ابدا بحياتها .
وضعت الخادمة الصنيه أمام " مالك " وخرجت على الفور ، أخذ " مالك " الكوب العصير وابتسم لها وهو يهتف بنبرة حُب :
ـ خدي اشربي العصير ، هتتحسني ، خدي يا حبيبي .
يـ ـدها كانت ترتعش بقوه واخذت الكوب ، نظرت إلي الكوب الآخر بتوتر وخوف ، بلعت بما جوفها بخوف وهي تهتف بخوف :
ـ وانت ، وانت مش هتشرب العصير .
نظر إلي الكوب الآخر وهو يبتسم لها :
ـ مبحبش المانجا للاسف ، عندي حساسية منها .
ابتسمت براحه ، فهي تعرف جيدا أنها من الممكن أنها تشرب السم ولكن لا يهم ، الأهم أنه بخير ، أن " مالك " بخير الأن .
ـ بس مش هيجرى حاجه لو شربت شوية قليلين علشانك .
امسك العصير وكاد أن يشربها رأت تلك المادة البيضاء يوجد منها القليل في الكوب وهو لا ينظر لها في أدركت أن يوجد سم بداخل هذه الكوب لم تدري بنفسها الا وهي تاخذ منه العصير وتشربه بدلا عنه أمام عينيه ، وبعد ثواني اشربت تلك الكوب الممتلئ وهو ينظر لها بحيره من أمرها ، ابتسمت لها بتكلف :
ـ ميرضنيش انك تشرب حاجة هتاذيك ، وطالما المانجا هتعملك حساسية ليه تشربها ؟ .
ابتسم لها وهو يهتف بحُب :
ـ بحبك يا فريده .
شعرت أن معدتها تؤلمها بقوة ، وعينيها يتثقلوا أمامه ، تشعر أنها على ما يرام ، ولكن تلك الالم يزداد بقوة في معدتها لم تشعر بشئ إلا و مالك يصرخ بأسمها تتمنى وتتمنى أن تكون تلك نهايتها وتنتهي من عذاب ضميرها …
يتبع..