-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 19

 

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل التاسع عشر 



كانت تقف أمام المراءه وهي ترتدي فستان طويل وتترك شعرها بحرية خلف ظهرها مما أعطاها مظهر خلاب بـ خصلات شعرها الطويلة ، فهي تستعد لتقابل تلك المرأة القاسية ، فهي مازالت خائفة من تلك الذكري اللعينة ، اخذت تنهيدة قوية محملة على صـ ـدرها ، فهي لن تفعل شئ بوجود " بيجاد " ، لذلك عليها أن تسترخي قليلاً ، وضعت بعض المساحيق التجميل الذي يعطي لها مظهر فاتن أكثر من قبل ، وبعد ما انتهت وتأملت نفسها في المراءه ، خرجت من الغرفة وهي تتجه إلي الأسفل ، وبعد ما اتجهت سمعت أصوات حديث من غرفة ترحيب بالضيوف ، اقتربت بهدوء وجدت " بيجاد " يجلس بجانب عمته ويتحدثون ويبتسمون بقوة ، بلعت بما جوفها بقوة وهي تتذكر تلك السيدة القاسية التي كان على وشك أن تضربها .


ـ كنت لسه هطلع اناديكي .

قالها " بيجاد " وهو يقترب منها ويمسك يـ ـدها كأنه يدعمها ، قربها بجانب عمته وهو بجانبها مازال يمسك بـ يـ ـدها بقوة ، كادت سوف تتحدث ترحب بها ولكن تفاجأت حين جذبتها بداخل اعنـ ـاقها وهي تبتسم لها بقوة : 


ـ عامله ايه يا حفيدة الغماري .


كانت تنظر بحيرة وهي مازالت بـ اعنـ ـاقها ومازال " بيجاد " يمسك يـ ـدها وبعد ما اخرجتها من اعنـ ـاقها وهي تهتف بحُب : 


ـ معلش يا بنتي حقك عليا ، أنا كنت متعصبه اوي يوم الحفله دي من بيجاد أنه مقاليش أنه اتجوز ساعتها ، عرفت بالخبر في المجالات زي ، زي الغريب ، عشان كده كنت متعصبه وجات العصبية بقي فيكي .


ابتسمت لها ابتسامة مرتعشة و هي تهتف بلطف : 


ـ عادي ولا يهمك محصلش حاجه .


ابتسمت هي بقوة وقفت وهي تنظر لهم : 


ـ أنا هقوم ارتاح لأن جايه من السفر تعبانه ، بعد اذنكم يا حبايبي .


وبعد ما غادرت اختفت تلك البسمة واحتلت بسمه قاسية على فمها ، وبعد ما غادرت خرجت " سلا " تنهيدة قوية فهي لا تعرف لما لا تصدق هذه المرأة ولطفها ، تظن أن تلك المرأة تخفي شئ ما ولكن ما هو ؟؟ .


نظرت إلي " بيجاد " الذي كان مازال يمسك يـ ـدها وينظر لها نظرة حُب وسرعان ما تجاهلته وهي تبتعد عنه ولكن توقفت حين أمسك معصميها جعلتها تجلس بجانبه مثل ما كنت منذ قليل مما نظرت له بغضب هذه المره : 


ـ نعم ، خير .


نظر لها والابتسامة تزين ثغرة بقوة : 


ـ يعني كمان أنتِ اللي زعلانه ، طب ما انتِ خدي حقك تالت ومتلت عايزه ايه تاني .


هتفت بغضب اكبر من قبل وهي مازالت تتذكر حديثه : 


ـ مقولتليش برضوا انت عايز ايه يا بيجاد .


نظر في بحر عينيها وأمسك يـ ـدها وهو يهتف بنبرة ممتلئة بالهزيمة كأنه محارب وخسر للتو : 


ـ أنتِ لسه بتحبي شريف يا سلا .


نظرت له ثواني بحيرة من سؤاله هذا ، فهو مازال يعتقد أنه تحب المدعو " شريف " كادت أن تنهي الأمر ولكن توقفت حين عقلها عاد تلك الذكري اللعينة مما صمتت ، هتفت هذه المره بحزن دفين بداخلها لاحظها هو : 


ـ و هتفرق ايه ، هو أنا مش اتجوزتك ، عايز ايه تاني .


اقترب منها أكثر وهو يسند جبينه نحو جبينها وهو يهتف بنبرة حزن ممتلئة بالهزيمة التي يشعر بها الآن : 


ـ سلا ، ارجوكي ، جوبي .


أغمضت عينيها هي وعقلها اللعين مازال يعاد نفس ذكري تقربهم ، مما لعنت ضعفها أمامه ، وحبها ، فـ يستحيل أن تفعل خطأ هذه المرة ، لا يمكن أن تعترف بحبه الآن وهي ترى تقربه من " ياسمين " لا يجب أن تقول هذا ابدا ، كادت سوف تتحدث ولكن قطعتها عمته وهي تدخل عليهم بمرحها : 


ـ يا اولاد الاكل جهز .


وبعد ما ختمت جملتها حتى أعطت لهم ظهرها وهي تهتف بخبثها : 


ـ اسفه يا ولاد مكنتش اعرف ، أنا هسبقكم على السفره متتأخروش .


ختمت جملتها وغادرت على الفور ، وبعد ما غادرت حتى وقفت " سلا " ولكن أوقفها " بيجاد " بصوته الذي يتخلخل روحها وكيانها : 


ـ النهارده هنعمل حفله عشان عمتي رجعت من تاني تعيش هنا  ، أنا عايز النهارده نبدأ صفحة جديدة سوا ، هتقوليلى ايه اللي مضايقك مني ، وهنحل سوء التفاهم اللي حصل ، كفايه لحد كده ، عايزين نعيش زي اي زوجين فرحانين بحياتهم ، تمام ؟ .


هزت رأسها وغادرت على الفور جلست على كرسي السفرة وبجانبها عمته التي تدعي " صباح " وفي ثواني جاء " بيجاد " شاركهم الطعام ولكن " سلا " كانت تتلاعب بالطعام وتفكر ، هل سوف يبدوا حياة جديدة أما أن العاصفة لم تسمح لهم بذلك ..



❈-❈-❈


كان معدتها تؤلمها بشدة ولكن بدأت تدريجيا الراحه و أن لا تشعر بالالم ابدا ، نظرت إلي " مالك " الذي ينظر لها بقلق وخوف : 


ـ في حاجه بتوجعك يا فريده ؟ ، أنتِ كويسه 


هزت راسها وشعرت أنها بتحسن رائع ولكن ما الذي شربته ، أنه يستحيل أن يكون بداخله سم ، فهو لو كان ذلك كانت فرقت الحياة الأن ، لكن لما " ياسر " قال إنه يحتوي علي سم ؟ ، ماذا فعل " ياسر " ولما فعل ذلك ؟ ، هي لم تفهم شيئا ابدا .


همس " مالك " لها بقلق مُفرط : 


ـ فريدة متاكده انك كويسه .


هزت رأسها وقد أدركت الأن لما معدتها إلمتها فهي منذ أن كانت صغيرة تشرب المانجا معدتها تؤلمها بعض الشئ ولكن تشعر براحة وقتها ، تظن أن المسحوق الذي كان ممتلئ بتلك المادة أنه الكوب الآخر ولكن كيف ، أنها رأت أثار مادة على الكوب ، نظرت إلي الكوب الذي شربت منه ولكن لم تجد أي آثار ، ولكن رأتها منذ قليل كيف لم تراها الأن .


ـ فريدة لو أنتِ تعبانة ممكن اطلب الدكتور ومتروحيش الحفله عادي .


رفعت رأسها وحدقت به ثواني : 


ـ حفله ايه اللي هروحها ؟ .


أجابها بهدوء وهو ينظر لها بخوف خوفاً أن يصير لها مكروة : 


ـ بيجاد عامل حفلة استقبال بعمتك .


نظرت له بحيرة وهي تهتف بشك : 


ـ هي عمتي جت ، جت أمتي وليه مقولتليش .


نظر له هو الآخر بحيره : 


ـ أنا مكنتش اعرف ده بيجاد اللي رن عليا وقالي هات فريدة وتعاله .


قامت سريعا وهي تتجه إلي غرفة الثياب وهي تهتف بنبرة لهفة : 


ـ أنا هقوم اجهز بسرعه ، وانت كمان البس واجهز في الاوضه التانيه عشان عايزه اتكلم مع سلا قبل ما تبدأ الحفلة .


هز رأسه وأخذ ثيابه التي كانت على الفراش واتجه إلى الغرفة الثانية بوجهه مكفر من الغضب وهو يفكر بمجهول …



❈-❈-❈


ـ ايه اللي يخليها تولع في هدومه وجزمه وساعاته ، أنا مش فاهم حاجه ، هو انتِ مش لما سبتيهم كانوا حلوين مع بعض ، امال ايه اللي خرب الدنيا كده .


قالها شريف وهو يفكر بشرود ويشرب النبيذ الذي كان باللون الأصفر ، وكانت تجلس بجانبه " ياسمين " وتفكر بشرود هي الأخري : 


ـ معرفش يا شريف ، مع أني سيبهم حلوين ، عشان كده اتغاظت وكنت هتجنن ، لما الشاغلة اللى بـ تشتغل عندي قالتلي الاخبار كده لا وصورت فيديو وبعتهولك ، أنا مش فاهمه ايه اللي يخلي سلا تعمل كده ؟ .


ابتسم هو الآخر وهو يهتف بخبث : 


ـ ده اللي كنت عايزه أنهم يختلفوا عشان أفاجأهم بالقنبلة الكبيرة .


هتفت بحيرة وهي تنظر له بشك : 


ـ ثواني ، ثواني ، انت قصدك …


قاطعها هو وهو يهتف بخبث : 


ـ ايوا قصدي ده ، اللي في دماغي ودماغك وكنا مستنين الوقت المناسب ، أنا مش هسكت تاني ، ومعنديش استعداد اخسر سلا عشان سكوتي ، فاهمه يا ياسمين .


ابتسمت هي الأخرى بخبث مثله : 


ـ فاهمه ، في عشان كده بقى لازم نشتغل من اول دلوقتي . 


ابتسموا بخبث كبير وكل واحد منهم الآخر يفكر كيف يشعلون تلك النيران ويحرقوا حبهم معاً .


❈-❈-❈


كان يرتدي ثيابه على عجلة فهو قد تأخر علي شقيقته وكثيرا فهو كان منشغل بدفن تلك الفتاة والقضاء على عائلتها الصغيرة حتى لا يبحثون عنها أو يفعلوا ضوضاء كبير يسبب لها الازعاج ، لذلك قرر التخلص من عائلتها أيضا ، في كان ذنبها الوحيد أنه سمعته وأدركت حقيقته .


قطع دوامة أفكاره صوت اهتزاز الهاتف وكانت والدته في من النادر اتصال والدته عليها ابدا ، فهو في كل مرة يتصل عليها ولا مره اتصلت عليه تطمئن عليه أو علي شقيقته ، رد عليها بنبرة الهادئة : 


ـ الو يا ماما .


إجابته هي بفظاظه كبيرة : 


ـ مازن أنا واقفه قدام المطار ومش لاقيه ولا عربية تعالي خدني بعربيتك و إياك تتأخر ، فاهم يا ولد .


نظر إلي الهاتف بحيرة وهتف بنبرة مليئة بالشك ممزوجة بالحيرة الذي بداخله : 


ـ مطار ايه ، انت قصدك مطار…


هتفت هي بعصبيه هي الأخرى : 


ـ ايوا مطار القاهره ، بسرعه يا مازن إياك تتأخر .


ختمت جملتها وأغلقت الخط في وجهه مما نظر إلي الهاتف بحيرة ، في والدته منذ عشرين عاماً لم تنزل الي بلدها تري شقيقته أو زوجـ ـها ، لما بهذا الوقت قررت النزول لأسباب مجهولة ، ولما لا تقول أنها سوف تجئ اليوم .


أسرع إليها بعد أن ارتدته جاكت البدلة الكلاسيكية وكاد أن يغادر ولكن توقف حين ناداه والده بأسمه في توقف ينظر له بهدوء في اتجاه والده وهو يرتدي بدلة كلاسيكية بنوع العصري الرائع : 


ـ انت رايح فين يا مازن ، بقي أنا مستنياك ده كله عشان نروح مع بعض في الاخر تروح لوحدك ؟ .


هتف بنبرة سريعة ولهفة وهو بسرعة باتجاه السيارة : 


ـ ماما نزلت القاهرة واقفه قدام المطار ، هجيبها وهجيلك متتحركش من عندك ، نص ساعه بالظبط وجاي نروح مع بعض 


ختم جملته وسرعان ما ركبت سيارته وقادها بسرعة وهو يتجه إلى والدته في والدته الآن تشعر بالعصبية تجاه إذا تأخر عليها .


أما هو شعر بالصدمة ، في زوجـ ـته لم تقرر النزول منذ عشرين عاماً ، لما قررت النزول الأن ، ماذا لو أدركت ما يخطط له اليوم ، في اليوم قرر أن يخبر ابنته وإبنه بالحقيقة عن ما يخص " تمارا علام " ، أدركت ما يخطط له لذلك سرعان ما جاءت حتي تمنعه وتمنع مخططاته ، لا فهو قرر أنه سوف يكشف ذلك السر اللعين الذي كان يكتمه وبقلبه ذلك المدة ، فهو لم يسمح له أن تخرب مخططاته  اليوم ، لم يسمح لها أبدا .. 



❈-❈-❈


ارتدت تلك الفستان الأحمر الناري الذي كان منقوش من الأسفل وعند الخصر متمسك بها قليلا ، انتهت الفتاة من وضع مساحيق تجميل لها وبعد ما انتهت نظرت إلى المراءة بفخر ، فهي تبدو وكأنها احدى اميرات التي هربت من عالم الخيال لتصبح هنا ، ابتسمت بحُب وهي تهتف بسخرية : 


ـ ويقولك اني مش حلوة ، طب لما تشوفني يا بيجاد الجمالي هتكون عند قرارك ولا لا . 


ـ بتقولي حاجه يا فندم ؟ ، في حاجه مش عجباكي في الميك اب اظبطهولك ؟ .


هزت رأسها بلا وهي تشكرها فهي من افضل المصممين التجميل ، والتي تفهمها جيدا ويعجبها أسلوبها الخاص بالعمل وبالأخص عملها الرقيق الذي يناسب بشرتها ، بعد أن انتهت الفتاة وضعت ادواتها واشيائها في ذلك الصندوق غادرت بخفه بدون اضافة اي شئ ، نظرت مره اخرى الى المراءة ، تحدق بجمالها الخاص الفاتن الذي يعجب اي راجـ ـل و يفتن بجمالها ، ابتعدت وهي تمسك الهاتف تتصل علي شقيقها ولكن لا يرد كعادته ، حاولت مره اخري وآخري حتي رد عليها : 


ـ الو يا سلا .


هتفت بعصبية هي الأخرى ، فهي الأن أدركت أنه مازال في الخارج ولم يجئ الي الحفل ، فهي سمعت أصوات ضوضاء وسيارات بجانبه في أدركت أنه مازال في الخارج : 


ـ انت لسه مجتش يا مازن لا أنت ولا بابا ، الحفلة بدأت والضيوف تحت وانت مجتش .


هتف هو بنفاذ صبر فهو قد اكتفي من العصبيه واليوم : 


ـ سلا ممكن تهدي ، هو في ايه النهارده في العصبية ، أنتِ وامك مش هتبطلوا عصبية أبدا . 


هتفت بغضب عند الحديث في والدته فهي تكره شقيقها أن يتحدث عن والدته وامها  ولكن  لم تفهم عصبية شقيقها المكبوتة بداخله :


ـ أنا ماليش دعوة بماما تمام ، انت مجتش ليه الحفلة لحد دلوقتي . 


هتف هو بهدوء هذه المرة وينظر بتركيز الي الطريق : 


ـ رايح اجيب ماما من المطار ، عشان كده اتاخرت ، وطبعا امك استحاله تيجي الحفلة وهي تعبانه في هوصلها وهجيب بابا و هنجيلك مش هتأخر .


هتفت بشك ومازالت مصدومة عند سماع الخبر : 


ـ ايه ، ماما نزلت القاهرة 


أجابها بهدوء وهو يقدر صدمتها جيداً فهي منذ خمسة وعشرين عاماً لم ترى والدتها ابدا : 


ـ ايوا ، اتصلت عليا النهارده اجيبها من المطار .


ابتسمت هذه المره ولكن بسخرية وهي تغمض عينيها تحاول أن لا تبكي : 


ـ ولله قدر خيرها ، جايه بعد عشرين سنة ، تفتكر أن ليها زوج وبنت يتساءل عليهم .


كاد أن يتحدث معنفاً إياها ولكن قطعته هي بقسوة هذه المرة : 


ـ اسمع يا مازن الست دي مش امي تمام ، أنا مستنياك انت وبابا و ياريت متتاخروش ، سلام .


أغلقت الهاتف سريعاً بدون أن تسمع رد علي حديثها فهي تعرف جيدا أنه يحاول معها حتي يقنعها أنها والدته مهما صار بهم في تظل والدته ولا تريد أن تسمع ذلك الحديث ، خرجت من الغرفة ولكن اصطدمت بصـ ـدر " بيجاد " الذي عانـ ـق خـ ـصرها حمايتها من الوقوع ، نظرت إلي " بيجاد " بغضب :


ـ مش تبص قدامك يا بيجاد .


هتف هو بحيرة من أمرها فهي المذنبة وتحمله هي الخطأ : 


ـ ابص أنا قدامي ؟؟ ، أنتِ اللي طالعه من الأوضه ومش باصه قدامك .


هتفت هي بغضب أكثر حتى جزت على أسنانها من شدة الغضب التي تشعر به بداخلها : 


ـ يعني أنا دلوقتي اللي غلطانه ، صح 


أجابها ببعض الهدوء وابتسم له جعلته تهدء من غضبها قليلا : 


ـ فعلا أنا اللي غلطان ، أنا آسف .


أغمضت عينيها و اخرجت تنهيدة قوية محملة على صـ ـدرها بقوة حتى تشعر أنها تخنقها وتصعب عليها التنفس جيداً ، لحظ هو حالتها تلك واقربه منه أكثر : 


ـ ممكن افهم ليه الغضب ده كله ، وعشان ايه .


هتفت لها بنبرة هادئة ولكن بداخلها عكس ذلك : 


ـ ماما نزلت القاهرة .


نظر لها بحيرة  وهو يهتف بنبرة هادئة مثلها ولكن أكثرهم حنانا : 


ـ طيب وفيها ايه ، المفروض تفرحي ، أن مامتك نزلت بعد عشرين سنه وجاي تقضي معاكي وقت .


هتفت بغضب حتى حاولت أن تبتعد عنه ولكن لم يسمح لها بذلك : 


ـ بس انا مش عايزها ، أنا كان عندي سنتين ، سنتين يا بيجاد يعني كنت لسه صغيره طفله ، لسه طفله صغيرة ، لما قررت تسبني كان عندي سنتين ، أنا كنت محتاجها جدا وأنا صغيره ، وانا حتى في المدرسة ، وانا حتى كنت بشوف بنات صحابي جايبين أمهاتهم  وكنت محتاجه أنها تبقي معايا ، وانا لما نجحت وقتها كنت محتاجها ، حتى لما دخلت الجامعه كنت محتاجها ، وانا حتي لما بتخرج كنت محتاجها ، كنت محتاجها يوم ما مسكت الوظيفة و حسيت بفرحه كنت محتاجها ، كنت محتاجها تجيب معايا لبس ، نضحك سوى ، حتى كنت محتاجها في فرحي يا بيجاد ، وكل ده هي خذلتني ، أنا مكنتش عايزة غير أم يا بيجاد ، أم حقيقيه .


بينما أكملت وهي تشعر بالجرح الدفين الذي كان منذ سنين لم يشافيه ايام ولا زمن  :


ـ  دلوقتي جاية بعد ايه ، جايه بعد ما أنا مش محتاجها في حياتي ، أنا مكنتش عايزة ثروة ولا فلوس ولا اي حاجه قد ما كنت محتاجها .


عانـ ـقها وهو يربت يـ ـده على رأسها بحنان وهو يهتف بنبرة حنان ومازال يعانـ ـقها : 


ـ أنا عارف أنه صعب تتقبلها من تاني ، بس دي مامتك مهما حصل هي أمك ، أنا معاكي أنها كانت المفروض تبقي مع بنتها بس محدش عارف ظروفها وتبريراتها ، عشان كده بقولك اهدي تمام ، وأساليها وجهي يا سلا ، قوليلها انتِ عملتي كده ليه يمكن عندها سبب تعمل ده كله و اكيد هتقولك ، وانا عارف انك تقدري تعملي كده وصدقيني مفيش ام تكره بنتها وتبعد عنها كده ، لكن متعيطتيش ولا تتضايقي ، أنتِ بقيتي اجمل مذيعه واجمل بنوته شافتها عيني ، أنتِ بقيتي ناجحه في حياتك ، وعندك اب واخ بيحبوكي ويتمنوا يشوفوكي كويسه .



خرج من اعنـ ـاقها وجعلها تنظر إلى وجهه وهو يهتف بنبرة ممتلئة بالامان جعلتها تبتسم من قوة فرط المشاعر الذي بداخلها : 


ـ ومفيش حد يقدر ياذيكي طول ما انا جنبك ، إذا كنا متخانقين أو لا أنا هفضل دايما جنبك وبحميكي .


بينما أكمل بمرحه الذي اعتادت عليه : 


ـ فروالة بتعيط ولله .


ابتعد عنها وهو يهتف بابتسامة إزالة حصون قلبها : 


ـ أنا هروح انادي مها تظبط الميكاب من تاني ، واياكي اشوفك بتعيطي تاني فاهمه يا استاذه .


هزت رأسها والإبتسامة لا تفارق وجهها وبعد ذلك غادر ينفذ حديثه ، دخلت الى الغرفة وبعد ثواني جاءت مصممة التجميل هنا وأصلحت ما أفسدته " سلا " بدموعها ، نظرت إلى المراءه بعد ما انتهت ، فاتنه مثل ما كانت من قبل ، خرجت من غرفتها ، شعرت بأحد يعانـ ـق راحة يـ ـدها بحُب نظرت له وجدت " بيجاد " والإبتسامة لا تفارق وجهه اتجهوا الى الأسفل بعد تصفيق حار من الموجودين فهي نجمة الحفل بجمالها الفاتن ، اتجهوا الى الأسفل ومازال " بيجاد " يمسك راحة يـ ـدها وهو يتحدث مع الموجودين بخصوص العمل مما شعرت بالملل كثيرا بهذا الحديث ، نظرت إلي باب القصر فهي تنتظر اصدقائها " فريدة " و " ملك " الذي تأخروا كثيراً والدها وشقيقها أيضا ، نظرت إلى الجهة الأيمن وجدت عمه " بيجاد " تتحدث مع نساء المجتمعات الراقيات ويبدو أنها تعرفهم جيداً ، نظرت إلى الجهة الأيسر وجدت " ياسمين " تنظر لهم وتنظر يـ ـد " بيجاد " الذي يمسكها جيداً رافضا أن تبتعد عنه لحظه ، في أدركت أن هذه النظرات ليست جيدة ابدا ، لا تدري بنفسها وإلا تبتسم لها أكثر بشماته واضحه ، وفي هذا الوقت بدءت موسيقى رومانسية كلاسيكية بداءت في التشغيل ، فهي تريد أن ترقص علي هذه الاغنيه مع حبيبها وحبيب قلبها " بيجاد " …


أفاقت من دوامة شرودها علي مجئ شقيقها والدها ومعهم صديقتها " ملك " التي ابتسمت لها بقوة ، بدلتها " سلا " الابتسامة ولكن اختفت حين رأت والدتها خلفهم ، نظرت لها باهتمام وتراقب شعرت بغيمة دموع في عينيها ، ابتعدت نظرها عنها واغمضت عينيها تشعر أن التنفس أصبح قليلا ولا تعرف التنفس ابدأ جيداً ، لاحظها " بيجاد " واقتـ ـرب منها ومن أذنيها حتى تسمعه جيداً : 


ـ اهدي ، و افتكري أنا قولتلك ايه ، لازم تواجهي ، أنتِ قوية .


هزت رأسها وتحاول أن تبدو قوية كما قال لها ، فهي تواجهها وتعرف لما فعلت بها ذلك ؟ ، وكل شئ سوف يصبح على ما يرام .


عانـ ـقتها صديقتها " ملك " بحُب كبير وفي ثواني عانـ ـقتها " سلا " باشتياق خرجت من اعنـ ـاقها وفي ثواني عـ ـانقها شقيقها بحُب واشتياق أيضا فهي صغيرته الذي لا يتحمل بيها خدشاً واحد ، وبعد ما خرج من اعنـ ـاقها ، عانـ قها والدها بحُب واشتياق وهو يهتف بنبرة اشتياق ليس إلا : 


ـ وحشتني اوي يا بنتي .


ابتسمت هي في اعنـ ـاقه وهي تهتف بنبرة اشتياق أكثر : 


ـ وانت كمان اوي يا بابا  .


خرج من اعنـ ـاقها وهي تقترب منها والدتها كادت سوف تعود إلي الخلف رافضا إياها أن ترحب بها ولكن تراجعت حين " بيجاد " امسك يـ ـدها رافضاً إياها من العودة إلى الخلف ، اقتربت منها والدتها وعانـ ـقتها بقوة ، أغمضت عينيها من هذا العنـ ـاق الذي يجعل قلبها يدق سريعا ، فهي حقاً اشتاقت لها ، والي احـ ـضانها ، لم تدري بنفسها الا و عانـ ـقتها " سلا " نفس العنـ ـاق القوي كأنها سوف تهرب بعيداً عنها مرة أخرى ، أغمضت عينيها تبعد هذه الدموع من قوة مشاعرها وذكرياتها وهي وحيدة لا ملجاً لها سوىٍ والدها وشقيقها . 


ابتعدت عنها منذ مدة طويلة وخرجت من اعنـ ـاقها ولكن شعرت بدوار حاد يعصف رأسـ ـها ولاحظها " بيجاد " الذي امـ ـسكها من خـ ـصرها بقوة وينظر لها بقلق صارخ : 


ـ مالك يا حبيبي ، أنتِ كويسه .


هزت رأسها وهي تهتف بصوتها الطبيعي : 


ـ اه كويسه بس دوخت شويه 


كاد سوف يتحدث معنفا إياها ولكن قطعته هي وما زالت تستمتع لتلك الموسيقى التي لم تنتهي بعد همست هي بحب وتقترب منه : 


ـ بيجاد أنا عايزه ارقص معاك علي الاغنيه دي 


هتف هو بحيرة ومازال ينظر لها بقلق : 


ـ ترقصي ايه ؟ ، سلا أنتِ تعبانه و…


قطعتها هي وهي وتعـ ـانقها بقوة وهي تهتف بنبرة توسل ممتلئة بالحُب الذي بداخلها : 


ـ عشان خاطري يا بيجاد ، بجد دوخه ومشيت صدقني ، وانا لو تعبت تاني او حسيت بدوخه اكيد مش هكمل ، أنا بحب الاغنيه دي اوي وبجد عايزه ارقص معها معاك .


نظر لها وكاد أن يرفض ولكن " سلا " نظرت له نظرة بريئة و بداخل عينيها لمعة أول مرة يراها ولكنه شعور جميل لا يمكن وصفه ، هو مقيد في بحر عينيها الذي لم ينتهي لم يدري بنفسه إلا وهو ويمسك خـ ـصرها و يرقصون ببراعة ، جعلت الجميع ينظرون لهم منهم حاقدين ومنهم يشتعلون حرقاً ومنهم سعيدين لهم ويتمنون لهم أن لا يزول ذلك الحب الدائم .


ظلت ترقص على انغام ذلك الاغنيه بأحـ ـضانه تشعر أنها فراشة تحلق في السماء من كثر سعادتها التي تشعر بها ، كلمات ذلك الأغنية التي كانت بالإنجليزية توصف حالتها بحبها له ، فهي تعترف الأن أنها وقعت أسيرة في بحور عشقه ، كأنه مقيدة لا تستطيع أن تبتعد عن بحور عينيه الذي تشعرها بالامان الدائم ، وقفت ذلك الاغنيه ، وقفت أمامه وهو يضع يـ ـده نحو خـ ـصرها كأنه يعـ ـنقها ومازال تلك التواصل البصري نحو عينيهم لم ينتهي .


ولكن توقفوا ذلك الاتصال البصري نحو تصفيق الحار للمدعوين في الحفل والجميع يبتسموا لهم بسعادة مما ابتسمت لهم وهي تبتعد عن " بيجاد " خطوتين إلى الخلف بخجل واضح الي ملامحها ولكن الاغاني توقفت عند التصفيق الحار لهم ، هي تريد الأن أن تقول له ' احبك ' بين الجميع و أن تصرخ بحبها ولكن عليها أن تفهم أولا ما سبب تقربه من " ياسمين " اقتربت منه وكادت أن تتحدث ولكن توقفت حين جاءوا الحُراس ومعهم امرأة ليست صغيرة وليست كبيرة ومعهم فتاة صغيرة لا ترى ملامحها جيداً بسبب وقوفها خلف تلك الفتاة المجهول التي كانت بجانب الحُراس ..


ـ بيجاد بيه في بنت عايز تقابلك ضروري .


كان الجميع ينظرون نحو الفتاة بحيرة ، في بالتأكيد سمعوا حديثه بسبب الأغاني التي توقفت منذ قليل ، نظر " بيجاد " نحو هذه الفتاة بحيرة : 


ـ عايزه تقابلني أنا ؟ ، خير 


هتفت الفتاة بتوتر وهي تقترب منه وتلك الفتاة الصغيرة مازالت تمسكها من ثيابها من الخلف بخوف ولم توضح ملامحها جيداً : 


ـ خير أن شاء الله انا معايا أمانه لازم اسلمهالك .


نظر لها بحيرة وهو يقترب منها بجدية : 


ـ امانه ليا أنا ؟ ، امانه ايه ، ومين اللي بعت الامانه دي .


هتفت الفتاة بخوف كبير في شخصية " بيجاد الجمالي " تسمع عنه من الأخبار والصحف فهو شخصيه مخيفه بلا غامضة ، بلعت بما جوفها بتوتر : 


ـ تمارا علام اللي بعته الامانه دي قبل ما تموت  وبعتلك ورقة معها .


كان صوت ضجيج من المدعوين ويتهامسون بهمسات خفيفه ، في ما هي الأمانة التي أرسلت إليها " تمارا علام " قبل موتها ؟؟ .


نظرت والدة " سلا " الي زوجـ ـها التي يتابع حديثهم بهدوء مخيف اقتربت منه وهمست بصوت منخفض حتى لا احد يسمعها :


ـ شوف حتى وهي ميته مش سايبنا في حالنا  .


نظر لها نظره اخرستها على الفور ، وبعد ما نظر لها ، نظر لهم وهو يقترب ويتابع حديثهم .


هتف " بيجاد " بهدوء مُريب جعلت الفتاة  ترتعش : 


ـ وايه هي بقي الأمانة ؟؟. 


هتفت بصوت منخفض وعينيها يجتمعون غيمه دموع من كتر الخوف الذي تشعر به : 


ـ جيبالك بنتك .



ختمت جملتها وامسكت يـ ـد الفتاة الصغيرة التي تمسك ثيابها من الخلف وضعتها أمام " بيجاد " ، في الفتاة تتميز بعيون تشبة القهوة تماما وبشرتها الحلبيه الصافية ، وخصلات شعرها الطويلة التي تصل نحو قدميها تتركهم بحرية 


شهقوا الجميع وهم ينظرون نحو الفتاة بتعجب ، في الفتاة تشبه " تمارا علام " بلا نسخه منها وهي صغيرة كاد أن يرفض تلك الحقيقة ولكن سمع شئ خلفه نظر وجد " سلا " غائبه عن الوعي والدتها تصرخ بأسمها ..


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية مقيدة في بحور عشقه، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية