-->

رواية جديدة قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 10

 

  قراءة رواية قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء


الفصل العاشر

ــــ اللقاء الأول ــــ



ها أنا قد أتيت  وقد وطأت قدمي أرضك مرةً ثانية  ولكنني آتية ومعي خيبة الأمل  والخزي من قدري الذي أعطاني درساً قاسياً ولكن منحني تلك الملاك كي تؤنس وحدتي أنا سأحارب من أجلك فأنت من وهبت حياتي لأجلك يا طفلتي الجميلة  ها نحن ننتظر ذاك القريب الذي لا نعلم نهايته …


تفاجئ عزت من وجود شفيق أمامه ولكن كان عليه التماسك من أجل أسرته ليطلب من سمية أن تأخذ فاطيما و تصعدا للأعلى بعد رؤية الخوف الذي تملكها

ليهتف شفيق بسخرية بعد رحيلهم :

ـ أهلاً أهلاً حمدالله على السلامه معقول كل ده أقعد استناكم

ليجيبه بغضب و كره شديد :

ـ إنت دخلت هنا إزاي وبتعمل إيه هنا

ليجلس ويضع قدم على قدم كى يستفزه :

ـ دخلت إزاى اطمن خبطت وبنتك فتحتلي بعمل إيه هنا عايز حفيدتي فينها و متقولش معرفش لانى متأكد انكم مخبينها

تحدث بهدوء و تهديد :

ـ حفيدتك مش هنا و اتفضل بره ولا اطلب البوليس

ظل يتأمل المكان بعض الوقت كي يثير توتره :

ـ مش هنا أممم ممكن أصدقك بس اللى متاكد منه انك عارف هي فين

يعلم عزت جيداً نواياه وقرر أن لا يجعله ينجح فى استفزازه :

ـ أنا رأيي تسأل جسار أظن هو عارف مكانها

تحدث بجدية لأنه يعلم جيداً أنها كانت مع سمية والتقت بها قبل اختفائها :

ـ جسار معندوش علم بمكانهم أنتم اخر ناس هي وحفيدتى كانوا عندهم انا مش فاهم انتم عايزين منهم ايه يهمك أمرهم في ايه

تحدث بجدية شديدة حتى ينهي هذا الأمر فهو لا يريد حدوث أى قلق إلا بعد سفر فاطيما كي لا يتعرضوا لها مره أخري :

ـ إنت فتشت القصر و المزرعة و موصلتش لحاجه بعدين إنت عارف إن من يوم علياء ما اتجوزت ابنك وأنا قاطع علاقتي بها

ليهتف بمكر لانه يشعر أنه يخفي عنه شئ ما :

ـ طيب كانوا بيعملوا إيه عندك في المزرعه

تحدث بهدوء شديد :

ـ مشيت طلبت مساعدتي و مشيت لما رفضت أقبل وجودها وسطنا

هتف ساخرا لكنه يعلم أنه يخفي عنه شيئاً خاصاً بحفيدته :

ـ هه لأ رد مقنع برده وماله بس افتكر إنك إنت اللى بدأت تانى هاه

ليضرب عصاه بقوة فى الأرض :

ـ و مين قالك إني بخاف

هتف متحديا له :

ـ و ماله يا عزت هنشوف

نظر له بسخرية و غموض :

ـ تعتقد إني خايف يعني

ليتحدث بتهديد حقيقي :

ـ تمام هنشوف إذا كنت فعلا قادر تحميهم ولا

عزت بتنهيده و غموض :

ـ أطمن وفكر فى الجاي

ليسخر منه وهو يقف ليغادر :

ـ الجاي ليا مش ليك

ابتسم له باستفزار و سخرية :

ـ هنشوف مين هيضحك فى الآخر 

لينظر له بجدية و غيظ :

ـ هنشوف يا عزت هتشوف

بعد مغادرته هبطت سمية للأسفل برفقة فاطيما ليشير لهما بعدم التحدث ليشرد فيما حدث بعد أن كان الجميع يهابه و يخشى مواجهته أصبحوا يهاجموه ليغمض عينيه بتعب شديد 

❈-❈-❈


وقفت علياء تشاهد ما يحدث بصدمة و ميرا أيضاً اقتربت من زين الذى لا يعلم ماذا حدث له بعد رؤيته ل فريدة وتمسكها به لهذه الدرجة حملها لتضع رأسها على كتفه 

هتفت علياء بغيظ وهى تنظر لفريدة :

ـ فريدة فريدة عيب كده انزلي  .. سورى بعتذر على اللى حصل انزلي يا حبيبتي

لتعتذر من زين بينما اعترضت فريدة بتذمر شديد :

ـ لأ يا ماما مش عايزه أنزل عايزه أفضل مع بابا

تنهدت بتعب وإرهاق بسبب تعبها من السفر :

ـ فريدة عيب ماينفعش كده

لينتبه لاسمها ويهتف وهو يمسد على رأسها : 

ـ هاه فريدة فريدة .. هاه لا عادي مفيش اى إزعاج بالعكس خليها معايا .. اهدي يا حبيبتي مفيش حد هياخدك

ثم يكمل حديثه مع علياء وهو شارد في إسم فريدة ليفتح له الإسم ذكريات قديمة حاول نسيانها لكنه فشل سنوات مرت تلو الأخرى ولا يزال حين سماعه لهذا الاسم يذهب لطفولته الضائعة 

لتهتف بغيظ من ابنتها و تعلقها بالأشخاص بسرعة شديدة :

ـ لأ شكرا إحنا ماشيين انزلي يا فريدة بقولك انزلى

حاولت أخذها منه لتتملص بين يديه وكادت أن تسقط على الأرض لتبكي بقوة :

ـ لأ يا ماما لأ

تفاجئ زين من تعاملها بهذه الطريقة مع طفلة صغيرة ليهتف بحده :

ـ بلاش تزعقي لها هى طفلة مش عارفه حاجه

أجابته بتذمر وهى مازالت تحاول أخذ فريدة منه :

ـ شكراً على نصيحتك بنتى وأنا حره انزلي يا فريدة بقولك انزلي كده غلط ماينفعش تتعبي الاستاذ انزلي وأنا هشيلك 

تدخلت ميرا التي كانت تتابع ما يحدث بابتسامه :

ـ اهدي ده زين أخويا مش حد غريب

أجابتها بصدمه وخجل :

ـ هاه اخوكي

لتشير أولا على شقيقها وتقدمهم لبعضهم البعض : 

ـ أيوه أعرفكم على بعض ده زين أخويا و دي علياء و البنت اللى معاك بنتها فريدة

هتفت بهدوء وهى تنظر للأرض بسبب ما حدث معهم و تعارفهم بهذه الطريقة :

ـ أهلا استاذ زين شكراً يا ميرا تعبتكم معايا

مازالت فريدة ترفض أن تترك زين لتجيب باعتراض :

ـ لأ يا ماما أنا عايزه أفضل هنا مع بابا

تحدثت بتعب من عناد طفلتها :

ـ فريدة

ليهتف بهدوء فهو حقاً بدأ يشعر بالغضب من علياء وتعاملها مع طفلتها :

ـ مفيش اي تعب اتفضلوا معايا على العربية علشان اوصلكم للفيلا

تحدثت ميرا بجدية :

ـ إيه الكلام ده بعدين أى شخص من طرف فاطيما نشيله فى عينينا

لتتحدث وهم يتجهون للخارج : 

ـ ميرسي يا ميرا ده بس من ذوقك .. هنروح فيلا عمو مراد صح

لتجيبها وهي تفتح باب السيارة :

ـ أيوه اطمني هكون معاكي على فاطيما ما توصل علشان متبقيش لوحدك

ليهتف زين بهدوء وهو يضع فريدة فى الكرسي الامامي لتكون جواره : 

ـ الأفضل تيجي معانا الفيلا علشان مش تكوني لوحدك بعدين فاطيما هتقعد معانا بعد وصولها

فريدة وهى تصفق بيدها :

ـ  أيوه يا ماما خلينا نروح مع بابا

علياء بتذمر وهي تريد الآن أن تلقي ابنتها من شباك السيارة :

ـ فريدة اسكتى خالص شكرا يا أستاذ زين بس انا حابه ابقي فى فيلا عمو مراد مش عاوزه أكون عبئ على حد

ميرا بتنهيده :

ـ طيب ممكن تهدوا زين الفلل جنب بعضها أنا هقعد معاكي على فاطيما ما توصل وده طلب جدو عزت و عمتو سمية ولو احتاجتنا أى وقت هنكون هناك

لتهتف بتعب وارهاق شديد :

ـ سمعت ممكن نمشي بقي بدل ما فاتت ساعه بنتناقش تعبت وعايزه ارتاح لو سمحت

لتحاول أخذ فريدة كي تجلس على قدمها و لكنها تذمرت ليهتف بغيظ :

ـ اطمني اكيد مش هاذيها يعني خلينا نوصل فى هدوء 

لترد ببرود و حده :

– لأ معلش بنتى معايا فريده تعالى يلا يا حبيبتى عندي 

لتتمسك بزين بقوة كي لا يتركها :

ـ أنا مع بابا اهو

وضعت يدها على وجهها بإرهاق :

ـ فريدة في ايه مالك النهارده مش سامعه الكلام خالص كده ليه 

تجمعت الدموع فى عينها لتهتف بحزن :

ـ ماما 

– علياء بلاش خوف اطمني بعدين زين اخر واحد ممكن يفكر ياذي حد

تحدثت بخجل بسبب عناد ابنتها :

ـ معلش يا ميرا سورى مش قصدي حاجه أنا بس يعني خلاص 

ذهبت فريدة في النوم من شدة تعب السفر وظلت هكذا لفتره ثم استيقظت وبدأت تستمتع بالطريق فهذا العالم جديد عليها كلياً أما علياء فقد كانت تفكر هل تستطيع التأقلم في هذا المجتمع الغريب لتصل السيارة بعد ساعة و يهبطوا منها متجهين للفيلا بينما ظلت فريدة مع زين فى الخارج حتى يغلق السيارة أعجبت علياء بالفيلا فهي تبدو هادئة نعم يغلب عليها التراث الانجليزي لكن بداخلها دفئاً شديداً 

هتفت ميرا وهي تقف خلف علياء بهدوء : 

ـ إيه رأيك بقى في الفيلا أتمنى تعجبك

التفتت لها لتجيب بهدوء وقلق بسبب تأخر فريدة دقائق قليلة لكنها تشعر أنها ابتعدت عنها منذ عدة ساعات :

ـ هاه أه حلوه وذوقها هادي فين فريدة

أجابتها فريدة وهى تدلف مع زين بابتسامه :

ـ انا هنا اهو يا ماما 

زين بهدوء وهو ينظر للفيلا بشوق كبير :

ـ مضطر اسيبكم علشان عندي اجتماعات مهمه فى الشركة و هروح اجيب فاطيما من المطار

ميرا وهي تتجه للمطبخ لتحضر لهم وجبة خفيفة :

ـ يلا يا علياء افطري و ارتاحي شوية

لتقترب من فريدة كي تأخذها من زين :

ـ لأ ماليش نفس هطلع ارتاح شويه يلا يا فريدة شكرا جدا على تعبكم معايا النهارده عن اذنكم

فريدة وهى ترفض الذهاب معها :

ـ ماما أنا هروح مع بابا

لا تريد الآن شيئًا سوى اختفاء زين من أمامها حتي لا ترتكب جريـ.ـمة حقاً :

ـ لأ يا فريدة لأ يا حبيبتي وقولت ده مش بابا خلينا نطلع نرتاح بقى يلا

ميرا وهى قادمة من المطبخ ومعها القهوة و كوب حليب ل فريدة :

ـ طيب أنا هرتاح انا كمان علشان تعبانه اوى و بعدين نجهز الغدا سوا

فريدة وهى تمسك يد زين بقوة كي لا يتركها :

ـ بس أنا مش عايزه ارتاح عايزه أروح مع بابا

ـ مش هينفع يا حبيبتي واسمعي الكلام بقي

أخذها زين ليجلس وهي جواره :

ـ حبيبتي ارتاحي دلوقتي و هنخرج سوا بكره قلتي ايه

ـ بس أنا عايزه اروح معاك

ليضع وجهها بين يده :

ـ علشان اجيبلك ألعاب كتير و عروسه جميلة زيك قلتي ايه

تحدثت بنبرة حزن شديدة :

ـ يعنى هتيجي تانى صح مش هتسيبنى لوحدي أنا هستناك ولو مش جيت هزعل منك اوى ومش هكلمك تانى خالص خالص

ليقبل جبينها و يجيبها بجدية :

ـ اطمني هرجع تاني بس اسمعي كلام ماما وبلاش تزعل منك علشان أحبك ونخرج سوا

لتقبله على وجهه رغم تعجبه و علياء أيضاً :

ـ حاضر يا بابا مش تتأخر عليا

ليرحل و يتركهم صعدوا بعد ذلك لغرفهم أرادت معاقبتها لتجدها قد ذهبت في النوم نامت سريعاً لتقرر التحدث معها بعد استيقاظها 

في القاهرة مساءاً كانت فاطيما تودع جدها الذي أصر على الذهاب معها للمطار برفقة سمية وهناك أعين تراقبهم من بعيد و تتابع ما يحدث في صمت .. يجلس و يفكر فيما يحدث معه ليأتيه اتصال من رقم مجهول 

ـ بدأ العد التنازلي الجاي مش سهل 

أجابه وهو ينظر للسماء :

ـ خلاص مبقاش عندي اللي أخسره إيه المطلوب مني 

ـ مش هينفع لازم نتقابل علشان أى غلطه هتكون الخسائر اكبر المره دى

هتف بسخرية شديدة :

ـ أتمنى نخلص فى أسرع وقت أنا مش هصبر على شفيق أكتر من كده شوفوا عاوزين مين يكمل معاكم 

ليغلق معه ويلقي هاتفه بإهمال جواره 

❈-❈-❈


اتجه للشركة ليذهب لمكتب والده أولاً ثم ينهي أعماله قبل الذهاب لاستقبال فاطيما جلس بهدوء ليتحدث والده بغموض وهو يراقب غضبه :

ـ نزار تعالى ولا اقول زين 

تنهد ونظر لوالده باستنكار :

ـ بابا لو سمحت بقي أنا تقريباً نسيت اسمى

لينتبه لحزنه و غيظه :

ـ معلش معلش بس مالك متعصب أوى كده ليه حصل حاجه ولا ايه وصحيح وصلت علياء وبنتها الفيلا

ليتذكر لقائهم و يشرد قليلاً طالما كان ناقماً على معشر النساء بشكل خاص بسبب ما عاناه فى الماضي : 

ـ أيوه وصلتهم و حقيقي كل يوم بتأكد إن التعامل مع الستات أسوء شيء في الحياة

يعلم جيدًا أنه لن يستطيع تغيير نظرة ابنه بهذه السهولة فهو يحاول معه منذ عدة سنوات :

ـ ليه بس كده حصل ايه وبعدين يا حبيبي مش كلهم زي بعض

تحدث باستنكار و استهجان :

ـ بتتعامل بعصبية و مفيش اى تقدير بتكلم معاها بهدوء و بحاول اكون هادي لكن ازاي حتي تعاملها مع بنتها

ليحاول تهدأته لأنه يعلم أنه أصبح لا يثق في أي شخص بسهولة لكن علياء تعرضت لمواقف صعبه ويجب عليهم مساعدتها :

ـ معلش اللى اتعرضت له صعب اوى وخصوصاً قبل ما تيجي هنا واكيد يعني مكسوفه و متوتره ف اتصرفت بعصبية متحكمش عليها من أول تعامل

ليقرر إنهاء الحديث فى هذا الأمر :

ـ ولا أول تعامل ولا أخر تعامل انا علشان وعدت فريدة هروح أشوفها وأنا راجع ب فاطيما و هطلب منها أو ميرا يجيبوها أشوفها بره 

ليهتف سليم بمكر و ابتسامه :

ـ يعني مش قابل الأم و حابب البنت لأ و وعدتها و هتروح لها مخصوص .. نزار بلاش عنادك ده صدقني يا ابنى مش كلهم واحد وبعدين لازم تهدى فى تعاملك معاها شويه لأنها مش جايه يوم يومين و ماشيه لأ دي قاعده هنا وفتره طويله مش عارفين هتقعد هنا لغاية امتى اتعامل معاها زي ميرا و فاطيما هاه

ليجيب وهو يعود من ذكرياته بشوق و حنين :

ـ هاه ايوه بعدين إسمها مميز و ملامحها هادية بعدين يفضل مش أتعامل معاها مش ذنبي يا بابا تقعد قد ايه أنا مش هتصاحب عليها

ثم أكمل بحده بسبب إصرار سليم عليه فى التقرب من علياء و مساعدتها ليخبره والده بجدية و محاولاً استعطافه من أجلهم :

- نزار مش معقول كده اهدي شويه خلاص لا تتعامل معاها ولا تتعامل معاك بس ماتنساش إنها ضيفه هنا وفى حمايتنا يعنى اركن عقدك على جنب وفكر فى مشكلتنا و المهمه اللي إحنا فيها وهي حمايتها هي وبنتها أظن عارف إن شفيق مش هيسكت و هيفضل وراها لغاية لما يقتلها و ياخد فريده فاهمني

ليجيبه بهدوء وهو يقف كب يغادر لينهي أعماله :

ـ حاضر يا بابا حاضر مطلوب مني حاجه تانية

ليطلب منه أن يتابعهم طوال الوقت :

ـ لأ بس ابقي اطمن عليهم كل شويه مفيش حاجه مضمونه لغاية لما أعرف اقنعها تقعد معانا أنا مش هعرف اركز طول ما هي بعيد لازم تبقي تحت عينينا علشان نعرف نأمنها كويس هي وبنتها

نظر لوالده وتحدث بغيظ :

ـ تحب أروح اقعد معاهم يعني بعدين الفلل جنب بعض أى حاجه هنعرف على طول

حاول أن لا يضحك كي لا يغضبه أكثر :

ـ  ياريت اهدي كده بعدين بلاش عصبية مش معقول هي عملت معاك ايه وصلك لكده وبعدين مش هسيب حاجه للظروف

وضع يده على رأسه بإرهاق فهو حقاً متعب لم يستطع النوم ليجيبه ساخراً :

ـ بابا كفاية بقى وابقى أسأل بنتك هتعطيك تقرير كامل أنا غلطان انى روحت استقبلهم

ليقرر أن يخبره بسفره و يمازحه قليلاً :

ـ خلاص خلاص اهدي على العموم خلى بالك منهم كويس اوى على ما ارجع هسافر مصر بس بعد ما اطمن على عروستي أنها وصلت

لبيتسم بهدوء بسبب العلاقة بينه و بين فاطيما : 

ـ عروستك !! المهم هتسافر ليه فى حاجه ولا إيه !!

قرر عدم إخباره بما حدث لحين عودته لأنه سيجري تغييرات كثيرة خاصة بعد استيلاء جسار على المجموعه هناك :

ـ لأ اطمن مفيش حاجه مش هتأخر و أه عروستى عندك مانع يا دكتور

- لا طبعا أنا اقدر هتقعد كتير هناك يعني

لينفي بهدوء و جدية :

ـ لأ مش كتير يومين تلاته كده و هكون هنا اطمن

ليهتف باستفهام و تعجب من قرار والده بالسفر بهذه السرعة دون إخباره قبلها بوقت كي ينظم وقته :

ـ هتسافر امتى طيب ؟

علشان اظبط الوضع هنا

ليتحدث وهو يتابع بعض الأوراق لإنهاء الأعمال المتعـ.ـلقة قبل سفره كي لا تتراكم الأعمال على نزار لحين عودته من السفر :

بكره علشان أرجع بسرعة عارف لو اتاخرت هرجع ألاقي مفاجآت كتير 

تنهد بهدوء و هو يراقب والده ويعلم أنه يخفي عنه شيئًا خاصاً بسفره لمصر :

ـ طيب بلغ سلامي لجدي و عمتي

ليومأ برأسه له بهدوء ويشير له كي يتجه للخارج :

ـ حاضر يوصل يلا روح شوف شغلك على مكتبك يا دكتور عايز أخلص اللى ورايا قبل ما أسافر

ليتجه ناحية الباب كي يغادر ليتحدث :

ـ تمام وأنا هخلص واروح اجيب فاطيما

سليم بابتسامه هادئة:

ـ تمام هستناكم فى الفيلا يلا

ليغادر و يتنهد سليم بقلق لأنه خائف من رد فعل زين بعد معرفته ما حدث فى مصر وأيضاً زواج فاطيما فهى للآن لم تخبره خوفاً من غضبه و تهوره الشديد .. أنهى زين عمله وقرر إحضار الأطعمة الجاهزة لهم فهم متعبون من السفر وأيضاً قام بشراء عدة ألعاب لفريدة ليذهب لهم أولاً قبل ذهابه للمطار .. استيقظت علياء وكانت تشعر ببعض التعب لتجد فريدة مازالت نائمة قبلتها على وجهها وقررت استكشاف الفيلا ورؤية ميرا بدأت تشاهد الغرف لتجد صورة تجمعها مع جسار و فاطيما و سلمى و عمر و شخصاً آخر حاولت تذكره لكنها فشلت لتسمع صوت دق على باب المنزل .. وصل ورفض فتح الباب رغم وجود مفتاح معه لكنه من الآن وصاعداً لن يستطيع فعل الأشياء التى كان يفعلها فى السابق ليجد علياء تفتح له الباب نظر لها ليجدها بدلت ثيابها لتجده يحمل عدة حقائب

ليلقي عليها التحيه :

ـ مساء الخير

نظرت حولها بهدوء وله أيضاً لكن هذه المره نظرت له بوضوح شديد :

ـ مساء النور اتفضل

تحدث بتعجب بعد دخوله عدة خطوات فهو كان يتوقع أن يجد شقيقته مستيقيظة :

ـ هى ميرا خرجت ولا ايه !!

أجابته بهدوء وهي تشير للأعلى :

ـ لأ نايمه فوق تحب اصحيها لك

تحدث برفض ليقدم لها الحقائب :

ـ هاه لأ اتفضلي ده أكل جاهز علشانكم و دى ألعاب لفريدة أتمني توصليها لها

أخذتهم منه لتضعهم على طاولة الطعام وقررت أن تشكره :

ـ لفريدة ؟! شكرا و مكنش في داعي تتعب نفسك أنا كنت هجهز اكل بنفسي

تحدث بجدية فهو حالياً مسؤولاً عنهم جميعاً خاصة بعد سفر سليم ليقرر القيام بتهدأة الوضع بينهم :

ـ مفيش أى تعب انتى هنا زي ميرا و فاطيما بالنسبالي و فريدة زى بنتي

تعجبت من هدوءه معها لتقرر الاعتذار له فهي ستظل هنا فترة طويلة ويجب عليها الحذر لكنها حالياً أصبحت جزءاً من هذه الأسرة التي لا تعلم كيف سيكون الوضع معها فى المستقبل ؟

ـ طيب هو بالنسبه للى حصل الصبح يعنى أحم بعتذر على طريقتى يعنى معاك الصبح بس انا كنت متوتره وخايفه عليها يعني ومكنتش اعرف انك انت اخو ميرا ف خوفت عليها انا معنديش غيرها ولا اغلى منها اتمنى متبقاش زعلان

تحدث بجدية وهو ينظر للفيلا بتركيز شديد كأنه يشاهدها لأول مره :

ـ مفيش داعي للإعتذار أنا كمان اتعصبت بصراحه موقف فريدة كان عفوي رغم توتري فى البداية لكن حقيقي حبيتها وكان لازم اتحكم فى اعصابي شوية بس مش بحب اشوف الاطفال زعلانين او حد يتعصب عليهم

تعجبت مما يحدث لتتحدث باعتذار :

ـ أنا اتعصبت عليها من توترى أنا كمان وخوفي عليها يعني كنت فكراك واحد غريب خوفت تاخدها وتمشي وهي ماسكه فيك ومش عايزه تنزل كان المفروض تقدر خوفي على بنتى مش تتعصب عليا و تضطرنى اتعصب انا كمان

ليقرر الهروب من هذا المكان بسبب ماضي حاول نسيانه لكن من يستطيع محو أشخاصاً استوطنوا القلوب :

ـ حصل خير و بعتذر مره تانية لازم امشي علشان مش أتأخر على فاطيما

لأول مره تنتبه لنظرة الحزن في عينه نعم هو شخصاً كبيراً غامضاً لن تستطيع الحكم عليه من أول لقاء لكنها ستكشف هذا الغموض مع الوقت :

ـ تمام هنتظركم وشكراً جدا على تعبك معانا الصبح وشكرا على الأكل والحاجات اللى جبتها لفريدة

طالما كان يرفض التعامل مع النساء بشكل خاص لكن يبدو أن للقدر رأي آخر :

ـ مفيش داعي للشكر مش كل مره هتشكريني كده هكون واحد غريب بيقدم لك مساعدة

لتشكره بابتسامه هادئة ليغادر و يتركها تفكر فيما حدث معها اليوم أخذت الأطعمة ووضعتها فى المطبخ لتتجه لرؤية غرفة المكتب وجدت مكتبة صغيرة بها بعض الكتب و بجوارها نسخ مترجمة لتتعجب وهي تأخذ إحدى الروايات المترجمة لتبدأ بقرأتها .. كان يقود سيارته و عقله فى مكان آخر يفكر هل حقاً النساء سيئات ؟؟

أم أن هناك الجيد وآخر السئ هل حديث والده صحيح ؟؟

أنه يجب أن لا يحكم على الجميع نفس الحكم بسبب تجربة مر بها ليخرج بهذه الأفكار من رأسه ليصل للمطار وصل لقاعة الاستقبال لانتظار الطائرة نظر للساعة ليجد نفسه قد وصل متأخراً ليزفر بضيق كان عليه الوصول مبكراً ليجدها تخرج أمامه اقترب منها ليضمها بحب شديد 

تحدثت بدموع و اشتياق شديد :

ـ نزار ؛ وحشتني اوى اوى

قبلها على جبينها و وجهها بحب شديد :

ـ حبيبتي وحشتيني أخيرا شفتك مفيش سفر تاني

أجابته بتأكيد و حزن بالغ :

ـ لأ مفيش سفر تانى خالص خالص اطمن انا اتأكدت أن مكانى هنا معاك وبس

ليبتعد عنها ويرفع وجهها كي يري ما تخفيه عنه :

ـ أيه الحكاية وليه الحزن اللى في عينك ده كله و موبايلك كان مقفول ليه عندي أسئلة كتير ولازم إجابة بس ترتاحي الاول مش هقبل تهربي زى كل مره

حاولت الهروب منه لكنها فشلت فهي تعاني حقاً لكن هذا ليس الوقت المناسب للتحدث :

ـ هاه مفيش يا حبيبي وحتي لو فيه وجودي هنا دلوقتى ومعاك ينسيني اي حزن ووجع

ظل يدقق فى ملامحها هذه ليست الفتاة التي يعرفها :

ـ مش بتعرفي تكدبي بس الكلام بعدين علشان أفهم أيه حكايتك

أجابته بتعب وإرهاق حقيقيين :

ـ خليني طيب ارتاح شويه صحيح اخبار علياء وفريدة ايه

ليأخذ الحقيبه منها الحقيبة و يتجهان نحو السيارة :

ـ كويسين اطمني متقلقيش عليهم ميرا معاهم

نظرت للطريق بشوق رغم فراقها لأحبائها فى هذه الدولة لكن هنا فقط تمتلك ذكريات خاصة لا تسمح لأحد بالاقتراب منها :

ـ تمام كويس كنت قلقانه عليهم اوى هما فين ف فيلا بابا ولا عندكم

ليخرج لها منديلاً بعد رؤيته لدموعها وتنهد بيأس :

ـ لا رفضوا يجيوا معانا قاعدين فى الفيلا

أخذت منه المنديل لتتحدث بهدوء :

ـ هتكلم معاها و اقنعها تيجي تقعد معانا

ليهتف يتنهيده و حيره :

ـ هاه تمام المهم إنك رجعتي خلاص ده عندي اهم شئ

تعلم أنه لن يهدأ حتى يعلم ما حدث معها لكنها تخشى عقابه لها :

ـ حبيبي وحشتنى أوى وكل حاجه هنا وحشتنى وبابا ؛ بابا وحشنى اوى عامل ايه

تحدث بغيظ مما تفعله طالما كانت تخفي عنه شيئاً  :

ًـ اهربي زى كل مره بس خلاص مش هسكت غير ما أعرف مخبيه ايه

أجابته بتنهيده عميقة :

ـ نزار بليز مش وقته طيب اروح اطمن وأسلم عليهم وبعدين نتكلم

ليقرر أن يتركها الآن لكن لاحقاً سيتحدث معها :

ـ ماشي قوليلي طيب اخبار عمتك و جدك أيه

لتجيبه بعتاب حقيقي :

ُـ كويسين و بيسلموا عليك و عمتو زعلانه منك اوي علشان مش بتكلمها

ليتحدث بهدوء وهو يتابع الطريق :

ـ هكلمها معاكي النهارده واعتذر منها

لتقف السيارة بعد وصولهم :

ـ ماشي يا حبيبي يلا خلينا ندخل 

قبل وصول زين و فاطيما اتجه سليم أولاً للقاء علياء و التحدث معها لاقناعها وقد كانت في المطبخ تعد فنجاناً من القهوة كي يهدأ الألم الذي تشعر به فى رأسها بسبب صوت الطائرة فتحت له الباب نظرت له بقلق فى البداية لكن حديثه معها جعلها تهدأ قليلاً 

ـ مساء الخير يا علياء طبعاً أول مره نتقابل

لتبتسم بهدوء بعد أن علمت من حديثه أنه والد ميرا خاصة الملامح المتشابهه بينهم :

ـ اه بس سمعت كتير اوى عن حضرتك وكان نفسي اقابل حضرتك من زمان

تحدث بهدوء بعد أن سمحت له بالدخول :

ـ طمنيني اخبارك ايه اتمني الرحله كانت من غير قلق

أجابته بشكر و امتنان :

ـ اه الحمدلله شكراً جداً لحضرتك وعلى تعب ميرا واستاذ زين معايا

ليتحدث بجدية و هدوء :

ـ مفيش أى تعب بعدين انتى هنا زي ميرا و زين و فاطيما يعني عندي أربع ولاد مش اتنين بس

ـ شكرا يا عمو

ـ بلاش كلمة عمو قولي بابا زي الشباب ممكن

تحدث بجدية لتجيبه باحترام :

ـ هاه حاضر

ـ حاضر يا إيه

أراد أن يجعلها تطمئن لهم لتهتف بخجل شديد :

ـ يا يا بابا 

تحدث بجدية فهو يريد أن يكون كل شيء بأمان بعد سفره :

ـ طيب ممكن بابا يطلب منك طلب و توافقي

حركت رأسها بالموافقة :

ـ أكيد طبعا اتفضل

ارتشف من فنجان القهوه التي أعدتها له ليخبرها بطلبه :

ـ ممكن تيجي تقعدي معانا انتى و فريدة مش هينفع تقعدوا انتم و فاطيما هنا لوحدكم

أجابته بحرج و خجل :

ـ معلش بس ده طلب صعب شويه مش هعرف أكون على راحتى وبعدين كمان مش هحب أن وجودي يضايق ولاد حضرتك فاطيما لو عايزه تقعد معاكم مش مشكله عادي

ـ أولا مش طلب صعب ولا حاجه ثانياً مفيش حد هيضايق من وجودكم بالعكس هيكونوا مرحبين بكم و فاطيما مستحيل تتخلي عنك

لا تعلم بم تجيبه تشعر بخجل و حيرة شديدين :

ـ ما ما ماهو بصراحه يعني

نظر لها بهدوء هو يتفهم قلقها لكنه يريد سماعها :

ـ قولي اللى عندك

هتفت باستفهام و تعجب :

ـ هو أنا عندي سؤال بس الأول هو أستاذ زين ابن حضرتك يعني هو على طول عصبي كده وجاد انا حاسه أنه صعب وبصراحه شدينا سوا وبعترف انى كنت عصبيه معاه بس غصب عنى والله فمش حابه تحصل مشكله بسببي يعني ف الافضل خلينى هنا

تحدث مدافعا عنه بجدية :

ـ اسمعيني كويس يا بنتى مفيش إنسان فى الدنيا كامل بالعكس هتلاقي عند كل واحد عيوب ومميزات والظروف بتغير البنى آدم زين دى طبيعته مع الكل تحسي إنه عصبي بس لما تقربي منه و تتعاملي معاه عن قرب هتلاقيه واحد تاني خالص و متقلقيش هو مش بيجي الفيلا غير وقت النوم بسبب شغله ولو وجوده هيعمل قلق ممكن يجي يقعد هنا وانتم تقعدوا مع ميرا بحيث مش تكونوا لوحدكم اه إحنا فى لندن وبلد أوربي لكن مش ناسيين عاداتنا ولا تربيتنا

تحدثت باعتراض فهى لا تريد حدوث خلافات بينهم من أجلها :

ـ لأ ؛ لا طبعا مش ده قصدي خالص والله اكيد يعني مش هكون سبب أنه يسيب بيته خلينى هنا افضل واوعد حضرتك هفكر ف طلب حضرتك يعني على الأقل اخد على المكان هنا والناس والاجواء دي وهما كمان ياخدوا عليا

ـ طيب أنا هسافر مصر يومين و هرجع اسمع موافقتك قلتي ايه

لتجيبه بقلق أن يكون قد حدث شيئاً بعد سفرها :

ـ هو حضرتك مسافر مصر ليه في حاجه ولا ايه هما هناك كويسين صح

تفهم قلقها و أجاب :

ـ أهدى هما كويسين بس عندى شغل هناك ومفيش حد غيري يسافر

- اه طيب كويس الحمدلله تروح وترجع بالسلامه سلملي عليهم

- اكيد قوليلي البنات فين

استيقظت فريدة وبحثت عن والدتها فى الغرفة لتنزل الدرج وهى تشعر بالدوار لتهتف علياء عقب رؤيتها :

ـ فوق ثوانى ه أهي نزلت الانسه

نظرت حولها تبحث عن زين : 

ـ ماما فين بابا هو لسه مجاش انا زعلانه منه

تمتم سليم متعجبا :

ـ بابا 

هتفت علياء بخجل وهى تقترب من سليم :

ـ فريدة تعالى يا حبيبتي سلمي على جدو سليم .. أسفه هي بس مصممه أن استاذ زين باباها علشان فيه شبه من من أنا انا اسفه بس 

ليتذكر سليم حديث زين عن فريدة وهتف وهو ينظر بغموض :

ـ انتى بقي فريدة اللى زين بيحكي عنها صح

أجابته بطفوله وهى تبتسم بحزن :

ـ اه انا هو بابا فين هو قال إنه هيجي تانى هو مش جيه انا زعلانه منه 

علياء بيأس من عناد ابنتها : 

ـ فريده حبيبتي اسكتى بقي

وقبل أن تتحدث فريدة وتعترض انتبهوا لأحدهم يفتح الباب وكان نزار ومعه فاطيما لتترك والدتها وتركض إليه لتهتف بطفولة :

ـ بابا

وقفت صامته عدة دقائق لتتحدث بتعجب :

ـ بابا !!

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية