رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - الفصل 21
قراءة رواية بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بدون ضمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الواحد والعشرون
ضيق أيمن عينيه ونظر إلى ليان بريبة ، وإزداد عبوس وجهه وقتامته ثم هتف بصوت جـــاد
= عاوزه تطلقي يا ليان! ما كانش ده قرارك من مده وكنتي بتحاولي وتحاربي و متمسكه بيا اكتر من كده عشان عارفه ان انتٍ اللي غلطانه
ومهما عملت فيكي ما طلبتهاش ولا مره اشمعنى جايه تطلبيها دلوقتي ؟
هتفت بمرارة وكأنه باتهامه ذلك لم يترك جرحاً غائراً في روحها
= وده سؤال ولا بتشك فيا كالعاده؟ عاوز تعرف طلبتها ليه المره دي! عشان خلاص يا ايمن حاسه اني مهما اعمل مش هتسامحني ولا هتنسى ولا حياتنا هترجع زي الاول، اللي اتكسر ما بينا عمره ما هيتصلح .
قال بإستنكار صريح وهو يرمقها بنظراته الساخطة
= ومع ذلك كنتي بتحاولي ومستحمله كلامي
ومستنيه مني اي اشاره تاكد لك ان حياتنا ممكن ترجع زي الأول ؟
زادت حدة الآلام التي تعصف برأسها فصرخت بوجع شديد
= عشان مهما قعدت استنى الفرصة دي مش هتيجي! وانت مش هتسامحني مش هتنسى في يوم ان انا خنتك وحياتنا هتستمر في مشاكل طول الوقت .. وغير كده تعبت ما بقتش قادره استحمل اهانه تاني ولا شكك ولا كلامك التقيل على قلبي .. حتى لو انا الغلطانه انا برده انسانه ولي احساس .. عشان خاطري يا أيمن خلينا ننفصل بهدوء و ده هيكون اريح ليك ولي .
رد عليها بنبرة قاتمة وهو ينظر لها بجمود
= لما قلت لك ان انا هتجوز عليكي وكنت فعلا قصدها ما طلبتهاش ؟
نظرت له بإحباط ويأس وقالت بصوت مختنق وهي ترتجف
= اتجوز يا أيمن انا دلوقتي اللي بقولها لك، روح شوف حياتك مع حد يصونك و يعرف يسعدك عني.. ممكن تنساني مع الوقت وتحب غيري كل شيء جايز !
نظر لها بجمود يخفي غضبه منها وهي توضح له أمرها بأنها أصبحت غير عابيء به ولا بزواجه من امراه اخرى، ليرد عليها ببرود
= آه كل شيء جايز فعلا زي ما انتٍ سبق و عملتيها و رحتي شفتي غيري وانتٍ على ذمتي! يا ترى انتٍ كمان بعد الطلاق هتروحي تشوفي غيري وتحبي مش كده؟ ولا هو اصلا موجود من غير ما تدوري ..و عريس الغفله هيكون البيه طارق .
رغمًا عنها خرج أنينًا من جوفها شاعرة بوخزات قاسية تعتصر فؤادها، أجهشت بالبكاء سريعًا، كورت يدها ضاغطة على أصابعها بقوة وهي تتحدث بأسى
= ولا طارق ولا غيره انا خلاص هعيش لنفسي وبس، وبعدين هو انت هتحللها ليك وتحرمها عليا ما انت مسيرك انت كمان بعد الطلاق تشوف حياتك وتتجوز.. شوف هنطلق امتى يا أيمن؟ بدل ما احنا عمالين نضيع وقتنا في حاجات بتوجعنا ومش هتفيدنا بحاجه وعشان ما حدش لي حاجه عند التاني بعد الطلاق وكل واحد حر في حياته
رد عليها بجفاء وهو يشير بإصبعه بتحدي
= لا انا لي بقى غصب عنك؟ ما فيش طلاق يا ليان الا لما انا يجيلي مزاج عشان انا مش تحت أمرك شويه تحاولي تصلحي وشويه دلوقتي عاوزه تطلقي! ومش هطلقك عشان تروحي تستغفليني اكتر وتروحي تتجوزي طارق ! ولما اجي اعاتبك تقولي لي خلاص ما انا ما بقتش على ذمتك
تجمدت الكلمات على طرف لسانها فلم تستطع التحدث اكثر عن نفسها، ثم قالت بتعجب قوي من رده فعلة
= أيمن انا بقول لك طلقني انت سمعتني؟ طارق إيه اللي ماسك لي فيه دلوقتي، من فضلك خلينا ننفصل وطلقني.
بات الأمر متأزمًا بصورة أكبر، و رد معترضًا بشدة
=قلت لك مش هطلقك يا ليان ولو فكرتي في اي وقت تروحي عند بيت امك وتحكيلها رغبتك في الانفصال هتلاقيني قلتلها كل حاجه وشوفي ازاي هتقدري تحطي وشك في وشها بعد كده؟ ولا هي هتستضيفك في بيتها بعد ما تعرف ان الهانم بنتها خانت جوزها
تعقد ما بين حاجبيها بشدة، وصاحت مزمجرة
= هو انت عاوز ايه بالظبط من شويه ما كنتش طايقني وبتشتكي ان انت مش قادر تنسى وتسامح ولما انا اطلب الطلاق تقول لي لا ولما يجيلي مزاج؟ وبتهددني كمان انك هتروح تقول لماما عشان ما تستقبلنيش في بيتها وما يبقاش لي حد ! ايه لسه ما انتقمتش مني و بردت نارك من ناحيتي .. انا متاكده انك مش متمسك بيا حب لا انت متمسك بيا انتقام عشان لسه في حاجه اكيد في دماغك عاوز توصلها وتجرحني اكتر .. مش كده؟
ثم صمتت مجبرة ومتوقعة هلاكًا حتميًا قادم في حياتها معه، لكزته في صدره بكوعها صائحة بتشنج
= كل اللي عملته فيا ده ولسه عاوز تنتقم مني كفايه يا أيمن عشان خاطري انا بقيت حاسه من التعب والزعل اللي انا فيه هيجرى لي حاجه في مره؟ صدقني انت انتقمت مني و زياده! عشان لما نفضل عايشين في بيت واحد وطول الوقت بتحسسني بالذنب و ضميري يانبني وقد ايه انا واحده رخيصه وما صنتش شرفك وتفضل تهين فيا وانا مش قادره افتح بقي.. وتفضل معيشني في قلق طول الوقت انك هتتجوز عليا ؟ كل ده ولسه ما خدتش بتارك مني ولا وجعتني .
تظاهر إنه يفكر قليلاً، و وقف أمامها ثم تنفس الصعداء بعد كلماتها تلك، فقال بتحدي وعناد
= لا لسه يا ليان عشان الوجع اللي انتٍ عماله تشتكي منه ده انا شفت اكتر منه في حياتي بسببك .
❈-❈-❈
في شركة سالم، بالتحديد داخل غرفة مكتبة
ارتفع سالم حاجباه للأعلى باستنكار كبير حينما أخبرته تسنيم عن مهرة وحكايتها بالاضافه انها استضافتها في منزلها ؟ ضغط بغيظ على فنجان القهوة الذي كان في قبضته متسائلا بتعصب
= يعني البنت عندك كل الأيام اللي فاتت يا تسنيم ولسه جايه تقولي لي دلوقتي ؟ افرضي
كان وراها حاجه وجابتلك مصيبه بلاش تثقي في الناس بسرعه كده يا تسنيم
ارتجفت من غضبه المفاجئ وحافظت على ثباتها الانفعالي هاتفة بتبرير
= البنت بقيلها عندي اكتر من شهر ونص يا سالم ولو كانت فعلا وراها مصيبه ولا هضرني ما كانت عملت من زمان وبعدين انا من اول يوم ما سكتش اول ما عرفت حكايتها اتصلت بايمن على طول وخليته يتاكد وهو بعت حد يتاكد لنا من كل الكلام اللي قالته لينا صح
أغاظه نوعًا ما كونها غير متأثرة بحالة الخوف التي أصابته لتخيله اي مكروه سوف يصيبها بسبب تهورها وظنها الطيب بكل البشر، وهي تقف أمامه متباهية بتصرفها، ليقف الاخر قبالتها هاتفًا بحنق
= انا مش قصدي حاجه يا تسنيم بس والله خايف عليكي، طب ما ممكن توجهي لابو مهرة ده تهمة الاتجار بالبشر! ماهو عقوبة الاتجار بالبشر عقوبتها مؤبد بس لازم النيابة توجه التهمة ديه للاب وممكن كمان يتسجن اخوها ده لو ماضي على قسيمه الجواز العرفي وتكوني خلصتيها من الإثنين
شعرت بعدم الارتياح وهي تتحدث حول ذلك الموضوع بالإضافة إلى نظراته التي تحولت للغرابة وهو يطالعها، حلت ساعديها وقالت بتوجس
= ومين قال لك ان انا ما قلتلهاش علي الموضوع ده وتخيل قالت لي؟ عاوزاني اسجن ابويا واخويا بايدي تصور بعد كل اللي عملوا فيها ولسه قلبها عليهم وخايفه تؤذيهم وهم ضيعوا مستقبلها .. بتصعب عليا جدآ البنت دي كل ما اتخيل انها قريب هتولد وهتتحمل مسؤوليه طفل هي مش عارفه عن مسؤوليته اي حاجه، هم دول أهل بجد
لوي ثغره للجانب بابتسامة غير مريحة وهو يرد باقتضاب
= اهلها في النهايه برده يا تسنيم وطلعت لقت نفسها وما لهاش غيرهم و في بيحصل اكثر من كده في الدنيا، طب هي اكيد مش هتفضل عندك طول الوقت انا من رايه انك تعرضيها على جمعية لحقوق الإنسان وحد يتبناها منهم ويساعدها.. وانتٍ قلتي لي قبل كده كنتي بتطلعي ندوات زي كده واكيد عارفه ناس واثقه فيها وممكن كمان يخلوها تتعلم زي ما كان نفسها
هزت تسنيم برأسها وهي تحدثه بهدوء
= ده كان رأي ايمن برده انا ولو عليا نفسي اتبناها واساعدها اكثر من كده بس هي فعلا مسؤوليه كبيره هي واللي في بطنها.. أن شاء الله تولد بالسلامه و أنا قريب كمان هرفعلها قضيه الخلع زي ما هي طلبت عشان اخلصها من البني آدم ده .
تجهمت تعبيراته بشدة وزفر بصوت مسموع، قائلا بازدراء وهو يرمقها بنظرات ساخراً بغيظ
=طيبه انتٍ أوي يا تسنيم وقلبك رهيف على كل الناس وبتحاولي تساعديهم الا انا مش عاوزه تساعديني وتريحيني وتقولي لي موافقه على طلبي ولا لاء؟ وكل اللي نازل عليكي سيبني افكر.. متهيالي لو سبتك اكثر من كده هتخشي على سنه واثنين وثلاثه وتكوني لسه بتفكري
ازدردت ريقها بحرج طفيف تعلم أنها قد استهلكت طاقتة المحدودة كلها في صبره، بالاضافه إلي انها لم تتخذ أي قرار حتى الآن في علاقتهما، نظرت له بتوتر شديد، واصطبغ وجهها بحمرة شديدة وأردفت بارتباك
= لا مش للدرجه دي انا عارفه ان انا زودتها معاك حقك عليا، بس ده جواز يا سالم ولازم افكر في كويس على العموم انا فكرت وهقول لك رايي دلوقتي ؟
نظر سالم بلهفه شديد، بينما تلون وجهها بحمرة لطيفة وهي تطالع نظراته الوالهة، وهمست له بخجل
= يعني بما أني هطول كده كده في التفكير ايه رايك نعمل فترة خطوبه عشان نعرف نتعرف على بعض فيها بطريقه اريح ومن غير ما تسبب لاي حد فينا حرج! يناسبك ده ؟
رأت في عمق نظراته حبًا أكبر وأصدق وهو يرد قائلاً بابتسامة متسعة
= يناسبني طبعاً وموافق! شوفي بس امتى ممكن تاخدي لي ميعاد من اخوكي عشان اجي اطلبك رسمي.
❈-❈-❈
كان عليها تغير تلك النظره الطفوليه للأشياء ولكنها لم تفعل! فقامت الحياه بفعل ذلك حتي تفاجات بالشيب في قلبها.
الأيام والأسابيع تمر وفريدة في منزل عمها مع صمتها و وحدتها، ولم يقترب منها اى من عائله عمها ويتحدثون معها بموضوع قضيتها او خصمها مع والدها؟ وكأنهم يشعرون أنها تحتاج هذة الوحدة .. او هكذا حذرهم والدهم حسين.
نظرت أمامها لهاتفها وترددت كثيرا فى مهاتفة والدها أو أمها، وكيف ستفعل ؟؟ فوالدها طردها من المنزل ووالدتها لم تكلف نفسها عناء لتطمئن عليها، أحقا فعلت؟ فهل استحقت ذلك منها؟ أصواتها الداخلية تأتى على الصمت الذى تحتاجه بشدة .
تعلم جيد لم ياتي أحد منهما إليها، وعليها العودة وحدها كما غادرت وحدها وعليها الاعتذار أيضا لأنها لقد تحدثت إلي والدها بإسلوب غير لائق لتشعل بنفسها نار غضبه والتى تسببت فى كل ما حدث.. وكانها الوحيده عليها اللوم في تلك القصه .. وهم لم يتسببوا في اي اذي لها.
فقد عزم عابد على تأديبها لتبقي بمنزل اخية كما تشاء هو لن يتنازل عن اعتذارها وعودتها وهي متنازله عن قضيتها وإن رفضت فلتتحمل ما ستؤول إليه من مصير .
هل ستكون عار على عائلتها وفتاه عاق! اذا قالت انها بدأت تشعر بالجفاء.. والكره الشديد نحوهم .
كم كانت حمقاء حين فكرت فى مساعده اهلها
إليها، بلى هى كذلك و زواجها ذا كان دافع للفرار من الضغوطات ومن نفسها التى تصبو إليها ومن قناعه عائلتها الغربية بأنها ستكون سعيدة أو راضية وهي متزوجة من مغتصبها.
وبعد هذه اللحظة لم تري نفسها بخير ، فقط بخير عندما تتخلص من ذلك الزوج الذى تكره صورته المشوهة ، ستدعم نفسها بنفسها حتى تتخلص منه وإن لم تكن يوماً زوجه لأحدهم ستكتفي بكونها بخير .. فلا تريد عائله ولا زوج في حياتها بعد الآن !.
وفي ذلك الأثناء فتح حسين باب الغرفة وقال باهتمام
= ايه يا فريده يا بنتي على طول واخده جنب مننا ليه؟ هو احنا مضايقينك في حاجه حتى بناتي ما بتقعديش معاهم.. هو احنا اغراب عنك ولا ايه ؟
فتحت عينيها، وإستنشقت الهواء وهي تتنهد بحرارة وهمست قائله بآسف
= لا خالص مش متضايقه منكم في حاجه، كفايه أن انتم فاتحين لي بيتكم ومقعدني، هتضايق منكوا ليه انا بس حابه اقعد لوحدي مش اكتر
تقدم بخطوات بسيطة ليقف أمامها وهتف بجدية
= وبعدين يا فريدة هو الوضع ده ناوي يستمر كتير داخلين كده على شهرين وما فيش حاجه بتتحل؟ اول مره أصلا تتخاصمي انتٍ وابوكي اكتر من أسبوع .. حبيبتي انا مش بقول لك كده عشان مضايقني اعادك معايا، لا بس مش عاجبني اللي بتعملي انتٍ وابوكي والخصام اللي عمال يكبر ما بينكم نفسي يتحل .
إبتلعت تلك الغصة المريرة في حلقها وكذلك علقت عبرة في أهداب جفنها وهي تقول بقهر
= هو انا ليه دايما اللي مطلوب مني احل والغلط عندي؟ انا مش شايفه نفس المره دي غلطانه في حاجه ولا كان قبل كده في غلط مني، انا طلبت بحقي ومش عاوزه اكمل في جوازه اتغصبت عليها تحت ضغط وهو مش راضي فطردني من بيته! فين بقى الغلط اللي انا ارتكبته في كده .. ده انا حتي ماما ما كلفتش نفسها تيجي تشوفني وتطمن عليا
ضمها بذراعه إليه بحنان وقبل رأسها وقال لها
بخفوت
= على فكره يا بنتي انا مش ضدك وموضوع القضيه دي براحتك انتٍ مش صغيره و تعرفي تاخدي قرارات لوحدك، انتٍ بقي مش عاوزه تكملي مع البني آدم ده و مش حابه براحتك عشان كده ما اتكلمتش معاكي في النقطه دي ولا قلت لك زي ابوكي اتنزلي .. ولو سألتيني رأيي هقولك اني ضد أي فكرة انفصال طالما في أولاد هي اللي هتدفع التمن في الآخر!!.. بس انتٍ في مشكلتك ما فيش أولاد او ممكن هي دي النقطه اللي خليتك ما تسكتيش ولا تكملي معاه
ومسح بإصبعه على جبينها، وهتف قائلاً
بإستعطاف
= واذا كان مين اللي غلط ولا صح لو قعدنا نفكر فيها كده يبقى محدش من الثاني هيتنزل شويه عشان يتصالح، وبالنسبه لموضوع والدتك ما تظلمهاش يا فريده هي كانت هتيجي وراكي وتلحقك بس ابوكي الله يسامحه حلف عليها بالطلاق فاضطرت انها تستنى وتشوف الموضوع هينتهي على ايه
تنهدت بحــرقة أشد وهي تجيب بصوت مختنق
= دايما كل واحد فيهم بيجري يدور على مبرر عشان يبين قد ايه هو مش غلطان و مظلوم وعمل كل اللي عليه من ناحيتي، عم حسين انا اسفه بس لو مستني ان انا اللي اطلع لبابا و اتاسف والصلح يجي مني؟ فتاكد ان ده عمره ما هيحصل.. وانا بقولها تاني وثالث انا مش هتنازل عن حقي المره دي .
❈-❈-❈
في مقر عمل زاهر، التفت برأسه نحو الأمام ليجد أنس و زكريا ! تطلع بهم بنظرات شرسة لا تبشر بأي خير، فشحب لون وجه كلا منهما سريعًا وشعروا بحجم الخطر المحدق بهم، فهو أصبح لا يتفاهم مُطلقًا، وأسلوبه حاد وعنيف معهم منذ اختفاء مهرة فتيقن أنس و والده أنهم لم ينالون وما يريدون منه هذة المرة.. نهض زاهر و تظاهر بالانشغال فاعترض طريقه زكريا معللة بإبتسامة قلق
= ازيك يا زاهر باشا و اخبارك ايه واخبار صحتك يا رب تكون بخير
نظر زاهر إلي الإثنين بنظرات مميتة وهتف بفظاظة
= وهبقى كويس ازاي بعد ما شفتكم انتم الجوز؟ خير لقيت بنتك اللي هربت و فضحتك وسط الخلق ولا لسه ؟
حدق فيه أنس بنظرات قلقة، وهتف بهدوء حذر
= والله يا باشا انا عن نفسي مش هبطل تدوري عليها وكل يوم حتي بروح ادور عليها واشوفها عند قريبنا وعند كل الناس كمان، بس مش لاقي ليها اثر خالص زي ما تكون اختفت
بالطبع لم يعجبه ذلك الرد، اكتسى وجه زاهر بحمرة رجولية منفعلة بسبب كلماته، وهدر بصوت جهوري جعله يرتعد في مكانه
= اختفت ولا انت اللي خايبه ومش عارف تدور عليها كويس، على العموم مش مشكلتي وانا ولا هتعب نفسي ولا هبعت رجاله يدوروا عليها وهفضل قاعد مكاني حاطط رجل على رجل؟ ومستني حد منكم يدخل عليا بيها غير كده تنسوا اني ارجع حد فيكم الشغل عندي من تاني ولا اديكوا مليم واحد
انكمش أنس على نفسه حرجًا من نظراته الاحتقارية له أمام العاملين، فأبعد زاهر عينيه عنه بحدة وقال الآخر بصوت متوتر
= يا باشا طب احنا مالنا ليه وقف الحال ده و قطع الارزاق؟ هي اللي هربت احنا اللي نشيل شيلتها ليه؟ انت عارف ان احنا ما لناش لقمه عيش غير عندك مين هيرضى يشغلنا بس .. ابوس ايدك يا باشا رجعنا الشغل تاني
نظر زاهر بازدراء وهو يرمقه بنظرات دونية
وأمره بحدة
= انا قلت كلمتي ومش هرجع في كلامي! لو رجعتك انت وابوك الشغل هتقضيها استنطاع ومحدش منكم هيهتم يدور عليها ؟ و انتم الإثنين اللي مسؤولين عنها قدامي، وحط في اعتبارك لو مهرة ما ظهرتش ما فيش شغل هنا خالص عندي!
❈-❈-❈
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية