-->

رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 21

 

 قراءة رواية بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية بدون ضمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


اقتباس

 الفصل الواحد والعشرون

❈-❈-❈

في منزل تسنيم، كان أيمن جالسًا على الأريكة مسترخيًا مسترجعًا ذكرياته التي لم تكن أكثر من نظرات خلسة لم تطول ولم تروي عطشه ، ولم تهدئ جنون قلبه إلا بعد أن انتهت أحوال قلبه قبل أن تبدأ ، لقد رأى تلك اللحظات هي كل ما في حوزته منها وكل ما حصل عليه من السعادة هو تأثير الجنون الناجم عن خفقان القلب بصدره ، خانه بالقوة وأثار شغفًا بامرأة كان يؤمن بها دائمًا لكنه في الواقع كان يشاركها معه أحدهم.


ربما على بعض الأزواج إنهاء الزواج إن كان يضر رجالتهم، عاد اللوم يسيطر على ملامحه 

فيجب ان يكون عادل في تلك النقطه الخطأ صادر من الاثنين؟ هو حرمها من حب و إهتمام وهي حرمته من الحفاظ على سمعه! 

فماذا تنتظر منه سوى انتزاعه منها ؟


لم يعد قادراً على البقاء بهذا المكان الذي من المفترض يدعي عيش زواجهم، شعوره بالاختناق يتولد لحظة دخوله المنزل وينقبض صدره لحظة رؤية ليان .


وشعر هو بعدم الراحة وعدم الاستقرار بحياه القادمه معها، وكان يدفع نفسه للاستكمال حتى لا يشك احدهم به ! يخشى أن يصيبه ألسنتهم بالمزيد من الجروح التى يعلم جيدا أنه لم يتبرأ منها بعد ! وبرع فى التنصل من اى لقاءات غير مستحبة قد تجلب له حديثا سيئ من قبل الكثيرين. لذلك هو صامتاً ولا يتحدث حوله مشكله مع أحد .


ظل يقيم مبرراتها ومبرره حتى توصل لنقطة هامة أنها ادعت هذا، هو لم يكن بهذا السوء معها لقد أحبها !! حقا فعل لكن ما الذى قدمه لتشعر بهذا الحب؟ بم روى نبتته حتى تزهر الإهتمام بالتأكيد؟ وهذا ما حرمها منه .. وهنا عاد لتلك النقطة والحيره مره ثانيه !! هل الخطأ صادر منها هي فقط أم منه ؟. 


أسبلت تسنيم عينيها نحوه متابعة حالته باهتمام و تحدثت عن قصد عل بكلماتها تصل إلى مداركها وتفهم ما به


= على فكره انا بعرف اسمع كويس و ممكن اسمعك واعرف ايه اللي مضايقك ومخليك مبوز كده من ساعه ما جيت ؟ جرب بنفسك واتكلم


جمد أنظاره عليها مرددًا بثبات مريب


= عارف والله انك بتعرفي تسمعي وعرفت كمان أنك زنانه، تسنيم حلي عن دماغي قلت لك ما فيش حاجه ولو ما بطلتيش زن هقوم أمشي واسيبك 


كتفت ساعديها أمام صدرها، وهزت كتفيها في عدم مبالاة وهي تصر علي كلماتها بفضول


= طب عيني في عينك كده بجد ما فيش حاجه ؟ ولا حتي اتخنقت تاني مع مراتك 


نظر لها بنفاذ صبر هاتفًا من بين أسنانه المضغوطة


= تسنيم وبعدين انا هقوم أمشي و هريحك مني احسن.. قلت لك ما فيش حاجه يبقى ما فيش حاجه مش لازم تفضلي تزني لو في حاجه انا هحكيلك من نفسي مش لازم فضولك ده.


تراجعت بحذر للخلف قائلة باستسلام وقله حيله 


= طب خلاص اهدى و بالراحه كل ده عشان سالتك؟ على العموم كلامك وعصبيتك دي اكدتلي ان فعلا في حاجه بس هعديها بمزاجي، انا هقوم اجهز الغدا وهعمل حسابك معانا ما تمشيش 


في ذلك الأثناء خرجت مهرة من المطبخ وهي تلف حجابها على رأسها، وتحركت نحوهما على استحياء لتجد ابتسامه تمر منها دون أن يتحدث أحد معها لكن تلك الالفه بينهما تشعرها بالسعاده نوعا ما، وتحاشت النظر إليه هاتفة بخجل


= ازيك يا عم أيمن 


نظر أيمن إلي مهرة بحنان ثم عبس بوجهه مرددًا بحزن مصطنع


= عمو ايمن! و يا ترى اللي في بطنك كمان هيقول لي عمو لما يجي بالسلامه.. هو انتٍ على كده في الشهر الكام يا مهره


ضحكت مهرة من طريقته مردده ببراءة


= ماشيه في الشهر السادس 


استشعر أيمن بان هناك خطا ما بكلماتها فتساءل بهلع وهو يوجه أبصاره نحو أخته


= نعم اكيد اتلخبطي صح؟ ما انتٍ لو عديتي الشهر الخامس بطنك ليه مش ظاهره وباين عليك الحمل .


عمقت تسنيم من نظراتها نحوه و إجابته بهدوء مثير للأعصاب


= لا مش متلخبطه ولا حاجه يا ايمن هي فعلا ماشيه في الشهر السادس وموضوع بطنها سالنا الدكتورة عليه قالت انها عشان سنها صغير وجسمها ضعيف وعادي في ستات مش بيبان عليهم الحمل ومهره منهم .. انا هقوم اجهز الأكل وهعمل حسابك زي ما قلت لك ما تمشيش


زفر بصوت مسموع مستسلم لتلك الحياه التي تأخذ من مقاومته ومقاومه الجميع كليًا، فكان يعتقد بانه الوحيد من يعاني و يمتلك اكبر هموم بالحياه لكن قد تفاجا اليوم بأن مشكلته لا تساوي شيء مقابل تلك الأزمات التي شاهدها باعينه، فرد مداعبًا شقيقتة 


= والله لو هاكل نفس المكرونه اللي اكلتها من أيد مهرة المره اللي فاتت ما عنديش مانع بس لو اكلك هفكر .


نظرت تسنيم نحوه بحنق ولم تتحدث بل تحركت تجاه المطبخ، ثم أشار أيمن الى مهره لتجلس جانبه وقد فعلت ذلك بهدوء ليقول هو باستفهام 


= هو انتٍ عندك كام سنه بالضبط على كده يا مهره و اتجوزتي وانتٍ عندك كام سنه


أبتسمت مهرة وهي تجيب عليه بصوت منخفض


= كملت ال 15 سنه من أسبوع وكنت متجوزه وانا عندي 14 ونص 


لمعت عيناه تأثرًا فتلك الطفلة قد دفعت عمرها الصغير فدا اسرتها، وقال بصوت هادئ 


= العمر كله ان شاء الله يا مهرة، فكرتي بقى على كده هتسمي المولود ايه 


تلاشى تدريجيًا ابتسامتها، وهمست له من بين شفتيها بصوت يرتجف 


= لا ما فكرتش بصراحه وبعدين الدكتوره لسه ما عرفتش انا هجيب ولد ولا بنت قالت لي لسه مش باين، هو حضرتك متجوز وعندك أولاد يا عمو أيمن


تعقدت تعبيرات وجه أيمن إلى حد ما وقال بجدية


= متجوز اه بس ما عنديش اولاد، بس ما فيش مشكله ولا حاجه انا اللي مكرره انا ومراتي من اول يوم جواز هناجل موضوع الخلفه ده .. كان على اساس يعني نرتب ظروفنا ونشوف حياتنا ومسؤولياتنا بعد الجواز الأول، قرار زي كده صعب يتاخد الا لما نكون مرتبله 


نظرت مهرة إليه بغرابة، وكأنها لأول مره تسمع ذلك الحديث زادت حيرتها وغضبها من عائلتها اثر تلك الكلمات الموحية، وشعرت باضطراب أنفاسها وبتلاحق دقات قلبها من فرط الخيبة وبصوت مختنق تحدثت


= بس انا ما كنتش مرتبه لي حملي برضه وحصل؟ و ما حدش خد اذني أصلا .. هو مسؤوليه كبيرة فعلا عليا زي ما الكل بيقول لي


لم يجـد أيمن أي كلمات مناسبة ليجيب بها عليها فكيف سيتفاهم في تلك الأمور مع طفله مثلها؟ لكن هي مجبره على تلك الحياه التي ستخوضها قريبا مع طفلها وليس لها قرار بذلك 

حتى ، سلط أنظاره على وجه مهرة مرتبك للحظات، قائلاً بنبرة حائرة 


= اه يعني طفل مسؤوله عنه غير لما تكوني مسؤوله عن نفسك، بس في حاجات كتير بنتحط فيها واحنا مش مرتبلها ولا مسؤولين عنها يا مهرة بس مع الوقت والظروف بنحاول 

نتحمل المسؤوليه ونتعلم، وانتٍ شكلك شاطره وهتتعلمي بسرعه ما تشيليش هم ان شاء الله اللي خايفه منه هيكون سهل 


اتسعت حدقتاها بخوف كبير، زادت رجفتها وخوفها مما هي مقبلة عليه، ولم تقاوم رجفتها المتوترة وهتفت بذعر


= خايفه اكون مش قدها بس مش هعرف أتكلم لان هيكون خلاص بقى امر واقع قدامي ولازم اتحمل مسؤوليته .. بس انت عندك حق يا عم أيمن لازم نرتب لي حاجه زي كده و نتعلم مسؤوليتها قبل ما تحصل؟ زي ما كان نفسي أبويا يتعلم مسؤوليتنا قبل ما يجيبنا، بس هو ماشي بنظام احنا اللي بنعلم نفسنا مش هو اللي بيعلمنا ؟ بس في الحقيقه الدنيا هي اللي بتعلمنا .


حدقت في وجهه العابسة بتخوف كبير، و حيرة أكبر حيث تفكر في مصيرها الغامض الذي ينتظرها هناك وقد ارتجفت أوصالها 

وهي تضيف له بنبرة شبه مختنقة


= هو انا هقدر ازاي اربي ابني وانا ملاقيش اللي يبقى حنين عليا ويتحمل مسؤوليتي؟ مش عايزة أكبر و أنـدم زي أمي انها اتجوزت واحد ما يعرفش يتحمل مسؤوليه! و مش عايزة في يوم من الأيام إن الطفل دي ياجي قدامي و يقولي استحملتي ليه و أقول له علشان خاطرك أنت و أشيله همـي و زعلي و أحسسه بتأنـيب ضمير .. بيقولوا حتي الست التعيسة عمرها ما تعرف تربي طفل سعيد .. وأنا مش سعيدة ؟. 


تنهد بحرارة وهو يتابع بآسف حالتها فهي تتحدث وكانها أكبر بسنوات عديده من عمرها الحقيقي، فبالتاكيد تلك الحال اكتسبتها من الضغوط المحيطة بها والمحبطه ايضا؟ فا عائلتها بتأكيد هم الجاني في حقها وزوجها ذلك الحقير من هدر دمائها النقية في ثوب زفافها وليلة عرسها وهو من دمر حلمها البسيط، تطلع فيها بحزن وشفقه ثم مال عليها برأسه هامسًا بنبرة ذات مغزى


= بتتكلمي كلام أكبر منك يا مهرة .! 


ابتلعت غصة أشده مرارة في حلقها وخفق قلبها بشدة لشعورها بالإنكسـار وهي تردف 


= عشان انا اتحطيت في مشاكل أكبر مني!

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة