رواية جديدة بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 24
قراءة رواية بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية بدون ضمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل الرابع والعشرون
❈-❈-❈
نفخت في ضيق وأرخت ساعديها فور سماعها لإسم تلك الفتاة التي اقتحمت حياتها لتأخذ والدها منها مثل ما تظن، ثم أشاحت بوجهها للجانب وهي تقول بغيظ
= ودي ايه اللي جابها .
فتح سالم الباب فدقق النظر فيها وهو يتفحص مظهرها الجذاب بذلك الفستان الكشميري، رفعت عينيها نحوه لتنظر إليه بتأمل وقد أشرقت نظراتها بلمعان محبب،
إبتسمت قليلاً وهي تهز كتفيها قائلة
= مساء الخير اتاخرت ولا ايه، انا نازله من البيت بدري بس زحمه المواصلات هي اللي اخرتني شويه
أفسح سالم لها المجال لتمر بعد أن أدوا لبعض التحية، بينما دلفت تسنيم وهي تحمل بيديها علبه التورته وكيس آخر، اقترب هو نحوها ليساعدها في حمل الأشياء وهو يهتف بصوت عالي وسط دوشه الموسيقى
= لا ولا اتاخرتي ولا حاجه انتٍ جايه في ميعادك بالظبط كمان، يلا ادخلي وهاتي الحاجات عندك .
طرقت هي بيدها الباب قبل أن تدلف للداخل، لتجد ليلي في وجهها، لتهتف بفرح
= ازيك يا ليلى اخبارك ايه مبروك يا حبيبتي على نجاحك ربنا يوفقك ويسعدك دائما يا حبيبتي .
نظرت ليلي لها بتمعن متفحصاً جسدها و مفاتنها من رأسها حتى أخمص قدميها بغيرة شديدة وهي تقول بسخرية
= كويسه شكراً
صمتت تسنيم للحظة لتقول بهدوء وهي توميء بعينيها بحماس
= وبمناسبه نجاحك بقى انا جايبه لك هديه ان شاء الله هتعجبك، او هم في الحقيقه هديتين أول هديه التورته اللي والدك شايلها دي انا اللي عاملاها وان شاء الله تعجبك وتاني هديه الفستان ده ليكي و يا رب ذوقي يعجبك.
فتح سالم قالب الكيك وبدأ أن يتفحصها بإعجاب وقال بإبتسامة هادئة
= كأن كفاية التورته بس يا تسنيم شكلها يجنن تعبتي نفسك ليه كفايه مجيتك يا حبيبتي .
اخرجت تسنيم الفستان من الحقيبه لترى اذا كان مناسب عليها ام لا، لكن ليلي أبعدت الفستان عنها بيدها ليسقط بالارض بعدم مبالاه ونظرت لها بكبرياء و هتفت بعدم إكتراث
= انا مش بحب اللون ده تعبتي فعلا نفسك على الفاضي هيفضل مركون في الدولاب ومش هستعمله او ممكن اشحته لاي حد يستفاد بي غيري
نظرت لها تسنيم بإندهاش وهي ترفع حاجبها للأعلى ، وقالت بأسف
= انا اسفه، بس ما اعرفش الالوان اللي بتحبيها بس هي غلطتي فعلا كان لازم اسال والدك قبل ما اجيبه، بس محلوله انا ممكن اديكٍ اسم الصفحه اللي اشتريته منها وتبدليه باللون اللي يعجبك وهم يوصلوا لحد عندك
هز سالم برأسه بضيق إلي أبنته لكنها تجاهلت نظراته ثم تابع تسنيم بنظراته القلقة و تنحنح قائلا
= ملوش لازمة يا تسنيم كفايه تعبك وبعدين هو شكله جميل و ذوقك حلو .. ممكن تبقي تجربيه يا ليلى اهو تغيير وتجربي مره تلبسي اللون ده انا متاكد ان هيكون شكله عليكي حلو
ردت عليه بنبرة شبه مهينة وهي تشير بيدها ومررت عينيها عليها بجفاء
= مش بالعافيه يا بابا مش بحب اللون ده وعمري ما عجبني غير كمان شكل الفستان مش قد كده .. ولا استايلي في اللبس بس شكراً تعبتي نفسك فعلا على راي بابا خليه هنا لحد ما اشوف هديه لمين من صاحباتي .. بس يا رب ذوقك يعجب حد فيهم .
استغربت تسنيم طريقتها بالحديث معها، و
هتف سالم بتوتر شديد وهو يعاتب أبنته بنظراته بقلق من رده فعل تسنيم
= بس التورته شكلها يجنن اكيد عجبتك مش كده يا ليلى
لوت فمها بإبتسامة ماكرة وهي تجيبه قائلة ببراءة زائفة
= فعلا جميله شكراً .. هاخدها اوريها لصحابي
ممكن يا بابا
تنهدت تسنيم براحه وسعادة وهي ترى اعجابها بتلك التورته أو بالاحري اخيرا قد اعجبها شيء احضرته اليها، سمح سالم الى ليلى بأخذ قالب الكيك ثم قال بجدية
= تعالي يا تسنيم معايا بقي اعرفك على باقي
افراد الاسره انتٍ اكيد ما شفتهمش من زحمه الخطوبه المره اللي فاتت كلهم .
أومــأت برأسها بخفة مبتسمة قائله
= ماشي يلا .
انتقلت تسنيم مع سالم ليقدمها لأقاربه ، وفي ذلك الوقت رأت المنزل الذي سيصبح عش الزوجية بعد فترة قصيرة. وقد رحب بعض أهل سالم بعروسه الجديدة .. بينما تفقدت تسنيم المنزل من الداخل الذي ستقيم فيه الفترة القادمة من حياتها .. و كانت الردهة واسعة وبها صالون وتحف ثمينة وصالون آخر أصغر حجمًا و توجد غرفة جلوس قريبة بها شاشة كبيرة .. بالإضافة إلى مطبخ واسع ومرحاض وغرفة مكتب وغرفة نوم رئيسية كبيرة واثنين أخريين أصغر حجمًا وأثاثًا. وكل ذلك اعجبها بشده وقد اكتشفت ان سالم له ذوق في اختيار كل شئ كان مميزا.
ازداد عبوس ليلي مع استمرارها في الاقتراب من والدها ، قبل أن تنتقل إلى جانب واحد وهي تحمل القالب في يديها ، ثم نظرت حولها باهتمام وفي غضون ثوانٍ أسقطت قالب الكعكة على الأرض لتجعله عديم الفائدة، ثم سقطت بالأرض جانب القالب أيضا وهي تصطنع السقوط وبدأت تتألم بشده..
تطلع الجميع لها بدهشة على اصدار الصوت ليركض والدها أولا وبعده جدتها، هبط بالأرض لمستواها ليطمئن عليها و نظر لها سالم بقلق قائلاً بتوجس
= ليلى حسبي يا حبيبتي، مش تاخدي بالك انتٍ كويسه ردي عليا في حاجه بتوجعك .
نظرت له ليلي بأعينها الدامعة وهي تقول بنبرة مرتبكه
= ما تقلقش يا بابا انا كويسه الحمد لله ما حصلش حاجه .. بس آآ
حدق أبيها فيها بقلق شديد وهو يتفحص وجهها وقدمها مرددا
= بس ايه مالك يا حبيبتي لو في حاجه بتوجعك قولي بسرعه اطلب الدكتور ولا نروحله .. اتكلمي في ايه ؟ .
أخفضت ليلي نبرة صوتها للغاية وهي ترد قائلة بإحراج زائف
= التورته بتاعت طنط تسنيم وقعت كلها على الارض واتبهدلت! انا اسفه ما كنتش اقصد ما اعرفش وقعت مني ازاي .. الظاهر رجلي اتكعبلت وانا شايلاها ورايحه اهوريها لاصحابي
اقتربت جدتها بخوف وهي تنظر نحوها بريبة لتقول بصوت متوجس بعد أن أمسكت بكفها
= في داهيه التورته دلوقتي المهم سلامتك انتٍ يا حبيبتي يلا الحمد لله خدت الشر وراحت .. ابقي خلي بالك بعد كده يا حبيبتي وانتٍ ماشيه.
تنهد سالم في إرهــاق، ورد عليها بصوت هاديء
= الحمد لله انها جت علي قد كده فعلا مش مهم اي حاجه ثانيه يا حبيبتي .. غير سلامتك.
كانت تسنيم تلهث عندما رأت ليلى تسقط على الأرض واقتربت منها أيضًا، تساعدها في حالة من الذعر لكن عندما اقتربت ، وجدت الكعكة التي صنعتها ملطخة على الأرض على جانبها ، وتنهدت بحسرة ولم تستطيع التحدث. .
وقف سالم أمامها ورسم على ثغره إبتسامة هادئة وهو يقول بأسف
= معلش يا تسنيم على التورته اللي وقعت
تقوس فم تسنيم قليلاً وهي تجيبه بفتور
= ما حصلش حاجه الحمد لله ان بنتك بخير شوف بس اي حاجه مكانها تقضي الغرض النهارده عشان ما تزعلش .
أردف سالم قائلاً بصوت جـــاد
= مش هتفرق يا تسنيم اهي ليله وهتعدي هو مش عيد ميلاد يعني، وبعدين ما اعتقدش كمان ان في حاجه هتنفع بدل التورته الجميله اللي كنت عاملاها تسلم ايدك بجد .
ابتسمت تسنيم بهدوء علي حديثه، و كانت ليلي تتابع حديثهما بأعين مشتعله و كـورت قبضتها في حنق وظلت تتوعد لها في سرها بالمزيد من الخراب، وبعد فتره اقتربت منهم ليلي لتفسد الاجواء بينهما، تنحنحت هي بصوت مسموع وقالت بحماس
= بابا ممكن تيجي تتصور معايا صوره عائليه انا وتيته
رد عليها باهتمام وهو يشير بكفيه
= ماشي يا حبيبتي تعالي يا تسنيم كمان معايا انتٍ بقيتي خلاص احد افراد الاسره، و لازم من هنا ورايح تظهري في كل مناسبتنا وصورنا .
ترددت تسنيم في الموافقه لكن سالم هز رأسه ليشجعها وهو يرمقها بنظرات عاشقة، لتظهر علي ثغرها بسمة ناعمة تلهب المشاعر أكثر وهي تقول برفق
= ماشي تمام ما عنديش مانع .
ضغطت ليلي على شفتاها بعصبية واضحة ولم تكن راضيه بأنها ستظهر معهم بالصوره فهي حتى الآن لم تتقبلها كفرد من اسرتها، لتنظر حولها تبحث عن شيء ثم لمحت هي كوبا العصير الذي فوق الطاوله جانبها و استغلت حديث الاثنين معاً، فإعتلى ثغـرها إبتسامة لئيمة وهي متجهاً للطاوله لتاخذ كوب العصير .
ودون أن ينتبه اليها أحـــد.. اقتربت نحوه تسنيم واصطنعت انها تمر دون اهتمام وألقت بالمشروب فوق فستانها، شهقت تسنيم بصدمه
وهتفت ليلي قائلة بتوتر
= انا اسفه مش عارفه مالي النهارده، ما تزعليش مني يا ابله تسنيم الظاهر ما نمتش كويس الأيام اللي فاتت بسبب ضغط الامتحانات .
نفخ سالم في ضيق وقال بيأس من تصرفاتها
= حسبي يا ليلى ايه يا حبيبتي مالك النهارده كل شويه هتقعي .. وينفع اللي عملتيه في فستان تسنيم ده.
كان وجه تسنيم قاتماً، ومتشنجاً للغاية بعد كل تلك التصرفات الغير مفهومه لها ثم أخذت نفس عميق وقالت بثبات زائف
= حصل خير يا حبيبتي، بس ابقي ركزي وخلي بالك بعد كده عشان ما تاذيش نفسك،
ممكن حد بقي يقول لي على الحمام فين عشان ادخل انظف الفستان .
لم تجبْ عليها ليلي بالطبع بل إكتفت بالنظر إليها بضيق، ليخبرها سالم عن مكان المرحاض ثم إستدارت هي في اتجاه الحمام .. زمت ليلي فمها قليلاً وهي تشاهد أبيها كيف يتابع بعينه رحيل تسنيم، نظرت له بضيق قائلة بنزق
= يلا يا بابا عشان نتصور بقي، زمانهم هناك خدوا صور كثير من غيرنا .. يلا .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية بدون ضمان, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية