-->

رواية جديدة فاتنة والهوى لأميرة أحمد - الفصل 34

 

قراءة رواية فاتنة والهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية فاتنة والهوى

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أميرة أحمد


الفصل الرابع والثلاثون




بعدما كانت تحلق فوق السماء معه أمس أنتهت الليله بأسى وهى فاقدة للوعى 


فتحت عينيها ببطئ وهى تتطلع نحوها بتثاقل، نظرها مشوش قليلا و عينيها زائغه 


أسرع جواد نحوها بلهفه ما أن راها تفتح عينيها وهو يمسك يديها و يقول 

" فتون.. حبيبتى أنتى كويسه؟! 


هزت راسها ببطئ وهى تقول " اة.. هو اى اللى حصل" 


أبتسم جواد بسعه وهو يقول " كنت فى الحمام ولمى طلعتى كنتى مغمى عليكى 

أتصلت بالدكتور و جاا بسرعه ولسه ماشى " 


أعتدلت فتون فى جلستها وهى تقول بقلق " طب اى انا كويسه؟ عندى حاجه؟ 


نفى وهو يهز رأسه و مرة واحدة كان يضمها بقوة بين ذراعيه و يقول بنبرة عاشقه سعيدة 

" أنتى حققتيلى حلمى اللى ديما بحلم بيه من اول مرة شوفتك فيها 


قطبت جبينها بعدم فهم وهى تنظر إليه عما يقول، 


أبتسم جواد بسعادة وقال " انتى حامل.." 


و أسرع يقبلها على وجهتها بشدة من فرط سعادته 

نظرت إليه فتون بتشويش وهى تنظر إليه لا تصدق ما قاله هل هى حقا حامل؟ 

بعد كل ذلك العناء التى رأته، هل تحقق حلمها و ستكون أما لطفلا من جواد 


نظرت إليه مرة أخرى ومازالت لا تصدق ما يقوله، تعتقد أنه يمزح لكن ملامحه و سعادته المفرطه التى تبدو على وجهه تؤكد لها أنه يتحدث بصدق 


هل عوضها الله الان بعد كل العناء التى رأته فى حياتها بذلك الطفل! 


الحلم التى ظنت أنها لن تحظى به أبدا بسبب قدرها السئ 

و لكن هذا القدر تغير منذ قدوم جواد 

الذى أنار عالمها و أنارها..


نظرت إليه وهى تقول بهمس" حامل؟! 


هز جواد رأسه ومازال يبتسم بسعه 

لقد قرر أمس أن منذ اليوم لن يكون هناك اى حواجز بينه وبين فتون 

ولا حتى بسبب قدوم طفل حياتهم، يكفيه حبه، وعشقه الشديد لها و حياته التى منذ قدومها إليه وهى غيرتها مئة وثمانين درجه..


يكفيه وجودها هى فى حياته، لكن و بحكمه الله أرزقه بالطفل الذى كان ينتظرة 

هل هذة نتيجة صبرة! و تقبله لحبيبته


أقترب وهو يضم وجهها بين يديه ويقول بعشق 

' عارفه لمى الدكتور قالى أن الاغماء حاجه عاديه، قلبى كان هيقف عاديه ليه 

وهى عندها اى من أساسه عشان يغمى عليها، لغاية ما قالى أحلى خبر فى حياتى كلها أنك حامل متتصوريش سعادتى كانت عامله ازاى 

انا كنت بطير من الفرحه" 


لم تجيبه فتون بل أكتفت بالنظر إللى عينيه التى ترى فيها تلك اللمعه المميزة 

اللمعه التى رأتها من قبل يوم زفافهم 

و التى أنطفئت منذ خطه سمر 


ولكن اليوم قد عادت لتضئ وجهه و تضيئ حياتهم من جديد و معهم حياة طفلهم 


أبتسمت بسعادة وهى تتطلع لوجهه" انا حامل؟! 


هز رأسه بضحك وهو يقبل يديها وقال " حامل.. حامل يا حبيبتى" 


أبتسمت بسعادة وهى تنظر لبطنها و تلامسها بيديها وقالت 

" انا حامل؟!" 


و يبدو أنها من الفرحه ستجُن..


❈-❈-❈


بعد قليل..


كانت تقف أمام مرايتها وهى تنظر بوضوح إلى بطنها، تلامسها برفق كأنها تلمس طفلها 

وهى تنظر للمرأة و تراقب فرحتها بعينيها لأول مرة منذ مدة 


رفعت توبها الابيض التى ترتديه وهى تلامس بطنها التى لم يكبر حجمها بعد فمازالت فى الشهر ألاول 


وهى تبتسم بغير وعى لقد صدق جواد بحق 

ف اليوم مختلف كثيرا عن أمس، اليوم منذ بداية حملها و أعلن طفلها الظهور للعالم 

و أعلمها بوجودة بداخل أحشائها 


عكس الماضى لقد بقا أبنها بداخلها ولم تشعر به لمرة، تعبت كثيرا و أغمى عليها أكثر 

ولكن لم يكن هناك من يهتم بها كانوا يتركوها حتى تفيق هى.


اليوم مختلف عن الغد، هى الان تحيا الحياة التى أختارتها بيدها 

مع الشخص التى تمنته بأرداتها 


نظرت للمرأة وهى تنظر لبطنها و قالت بسعادة " أوعدك أنى هحبك أوى عشان أنت أبنى.. ابن جواد 

ابن الشخص الوحيد اللى حبيته بحياتى كلها و متمنتش غيره هو" 


ثم مسحت دمعه أندفعت سريعا من وجهتها وهى تقول " تعرف انا فرحانه بيك جدا 

أخيرا حياتى هتكتمل بيك و هيبقى ليها معنى بجدد" 


و ضحكت عاليا وهى تقول " أينعم هو جواد مالى عليا الدنيا و مخلى ليها معنى لكن بوجودك انت هتميزها" 


وظلت تتحدث وهى تراقب بطنها بسعادة 

الان فهمت شعور والدتها وهى حامل بها، و سعادتها البالغة عندما أخبرتها الطبيبه أنها فتاة 

وكأن أتت لها بمعجزة من السماء وليست مجرد فتاة التى يبغضها البعض 


ولكن كان لوالدتها رأى مختلف هى تعشق الفتيات و تمنت دوما ان تحصل عليها و شاء الله ورزقها بها 


كم دللتها، وحبتها بكل دقيقه وألان تقسم هى أنها ستدلل طفلها و ستحبه كما لم يحب أحد طفله من قبل..


فتح جواد باب الغرفه ببطئ وهو ينظر حوله بلهفه ليرى حبيبته لم يجدها على الفراش 

نظر بالغرفه حتى وجدها تقف أمام المرآة أبتسم بتلاعب وهو يتقدم ببطئ نحوها 


ثم بلحظه واحدة ضمها بقوة نحوة وهو يقول بتلاعب " واقفه عندك بتعملى اى؟! 


شهقت فتون وهى تضربه على كتفه وقالت بخضه " حرام عليك خضتنى يا جواد " 


ضحك جواد ضحكاته الرجوليه وهو يضمها أكثر إليه ثم قال 


" سلامه قلبك من الخضه يا روح...


وصمت وهى يلاعبها بحواجبه فى المرأة، فهمت فتون عليه وهى تقول بدلال

" جواد" 


جذبها من رأسها نحوه وقال بلهفه " يا روح وقلب وعقل جواد"


قبل ثغرها بقبلات متفرقه لم يخبرها اليوم بحبه لها 

لكن كل ما أخبرها به فرحته، فرحته الشديد بطفلهم الذى أتى أخيرا بحياتهم..


غمرة عشقهم بدأت منذ لحظه عندما ألتقت عيونهم و أعلن قدرهم ترابطهم للأبد معاً..


❈-❈-❈


فى منزل بدر 


بصعوبه شديدة قادت أمل بدر لغرفته وهى تقبل وجهته من بين دموعها وقالت 


 " بص أنا طلعتلك هدوم جديدة أهى 

أدخل انت خد حمام و أطلع على ما أجهزلك لقمه" 


هز رأسه وهو يأخذ منها الملابس و دخل الى المرحاض دون أن يحادثها 


خلع ملابسه وهو يقف أسفل المياة الباردة التى تداهمه من كل ناحيه 


و معها تداهمت معه كل ذكرياته لحياته من قبل و ألان..


لقد تغير كثيرا حتى أنه لم يصبح يعرف هذا الشخص الذى يقف أمامه 

لقد قست عليه الحياة للغاية حتى أصبح كما هو ألان 


شخص منبوذ أبتعد عنه الجميع، حتى هو أبتعد عن نفسه و أصبح لا يطيقها


وكل ليله يشعر بحبل يلتف حول رقبته و يكاد أن يخنقه و يقضى عليه 


رفع وجهه لأعلى وهو يهز رأسه بقوة من المياة 

و يراودة سؤال ما الذى حدث ليصبح هكذا؟ 

اى لعنه ألقيت عليه ليتغير لتلك الدرجه 


كان يحيا مع من يحب و رغم أنه كان يعلم أنها لا تحبه لكنه أقسم انه سيعجلها تحبه 


ولكنه كالعادة رسب و جعلها لا تبغض أحد سواة هو 


بأفعاله المشينه لها، التى جعلتها تصمت ثم تصمت حتى أنفجرت مرة واحدة أمامه 


مد يديه وهو يغلق المياة و أرتدى ملابسه وهو يخرج من الغرفه و أرتمى على الفراش الذى لم يدخله من بعدة 


وضع رأسه على وسادته و داهمته رائحتها التى مازالت تملأ الغرفه او هكذا يتوهم هو 


و كأنها تصر أن تعلن عن تواجدها أمامه دوما حتى لا ينساها بلحظه ما..


زفر بعنف وهو يعتدل ف جلسته وقال بوعيد يملأ حياته" أوعدك يا فتون زيي ما دمرتيلى حياته 

أنا كمان هدمرلك حياتك و دا وعد من بدر فايز الشيمى" 


بدر فايز الشيمى منذ زمن لم ينطق أسمه بذات التهديد و الجبروت الذى يظهر بوضوح فى لهجته 


للأن مازال يعتقد أن فتون هى من أنهت حياته


هى السبب لما عليه الان و فقدة لذاته و هويته 


لكنه سينتقم من الجميع ولن يدع فراحتهم تدوم هذا وعدا منه هو 

بدر فايز الشيمى


فليحفظوا ألاسم ليتذكروه جيدا فيما بعد..


❈-❈-❈


أنهت طعامها مع جواد الذى أصر عليه كثيرا وهو يطعمها بيديه بحنان يغمرة 

و أبتسامته التى تزين وجهه منذ لحظه جلوسه أمامها 


نفت وهى تقول بأعتراض " جواد كل حاجه أنت مكلتش خالص" 


قبل يديها بنعومه وقال" أنا مش جعان يا حبيبتى خالص 

المهم عندى أنتى تاكلى " 


ووضع يديه على بطنها وقال بلمعه " أنتى و أسر بيه طبعا" 


أبتسمت بسعه وهى تقول بمكر " أشمعنى بقا أسر بيه؟! 


شرد بسؤالها لما أسر الذى أصر عليه الآن ك أسم لأبنهم! 

حتى هذا لا يعرف أجابه عليه..


نفى وهو يقول " مش عارف بس انا بحب الاسم دا اوى ممكن عشان كدة " 


هزت راسها وهى تقول بتمنى" و انا ديما بحلم أن يكون أول خلفتى ولد 

يبقى راجل كدة و يعتمد عليه زيي أبوه" 


غمزلها جواد بعينيه وهو يقول بعبث" و الله انت اللى راجل اوى" 


ضربته فتون على كتفه وهى تقول بتذمر " أتلم" 


هز رأسه بموافقة وهو يمد نحوها بقطعه أخرى من الفراخ ثم قال " خدى أخر حته عشان نتكلم جد بقا" 


رمقته بتوتر وهى تتناول الطعام من بين يديه حتى أنتهت، وقف جواد وهو يحمل الطعام وضعه بالمطبخ ثم عاد إليها 


جلس أمامها وهو يقول بأعتذار " فتون أنا عارف ان فى اليومين اللى فاتوا انا جيت عليكى أوى 

بس مكنش بأيدى الوجع كان صعب عليا اوى" 


أصمتته وهى تضع أصبعه على شفتيها وتقول بعتاب" أنت لسه فاكر يا جواد؟ 

حبيبى أنا نسيت الموضوع أساسا" 


تنهد وهو ينفى لم يستطيع النسيان اليومان الذى مروا عليه وهى بعيدة عنه 

و أفكارة السوداء التى روادته و الشعور الذى كان يعصف داخل صدرة 


يومان قد يبدو للجميع هينا لكن لم يكون هكذا له أبدا 


لقد غادرت روحه من جسدة عندما غادر هو فتون ورحل 


تنهد وهو يقول بثقل" عايز أتكلم 

الشعور كان وحش اوى يا فتون، و أنا بسمع كلام سمر قدامى وهى بتسألنى

البنت اللى أنت بتقول عليها بحبها هى كمان بتحبك؟ 

طب لو بتحبك بتاخد مانع الحمل منك ليه؟! 

عارفه دى ضحكت وهى بتقولى أن جوزها القديم حملت منه بس انت لا عشان محبتكش 


كدبتها وطلعت فوق وانا متاكد أنك متعمليش فيا كدة، مستحيل تجرحينى كدة 

بس الشيطان وسوسلى ليه لا؟ 

و لمى دخلت وكلمتك وقولتى أنهارت على الاخر 

مش منك قد من كلام سمر اللى وجعنى وحسيت أنه حقيقى هى مبتحبنيش مش عايزة تخلف منى 

و روحت قعدت ف بيت قديم ليناا فكرت وقتها وعرفت انها خطه منها وعشان كدة.." 


صمت وهى ينظر لفتون التى ترمقه بشفقه ليس لحديثه و أنما لما عاشه بسبب تلك الخبيثه التى تكرهها بشدة وتحقد عليها 


وقالت ' عشان كدة اى ؟ 


ألتمعت عينيه بوميض مخيف تراة فتون به لأول مرة وهو يبتسم بسمته الشيطانيه وقال 


" هلاعبها على الشناكل

و ورينى هى هتتصرف ازاى على رأى المثل اللى حضر العفريت يعرف ازاى يصرفه.." 


و رفع أصبعه لفتون وهو يقول بأمر. " المطلوب منك تنفذى اللى هقولك عليه بالحرف الواحد مفهوم؟! 


هزت راسها بموافقه سريعا وهل تملك حق الاعتراض أمام هيئته تلك؟! 


.........


فى منزل جواد 


أنهارت سهير فى البكاء و دموعها التى ملأت وجهها 

وهى لا تصدق أن هذا الحديث خرج للتو من سليم 


سليم التى أحبته خلال ثلاث سنوات و تزوجت به ونعمت معه بحياة ورديه خياليه 


لا تصدق أنه اليوم أخبرها بهذا الحديث القاسى وأنه لم يعد يريدها فى حياته 


بل و سيفعل بها ما كانت تتمنى أن تفعله فى فتون 


التى لليوم فقط أعطتها عذرها، ف الحياة ليست أمنه هى التى تزوجت سليم عن حب و يريد تطليقها! 


أهانها اليوم بشدة رغم كل ما بينهم 


فماذا عن تلك البريئه! كيف عاشت مع زوجها التى غصبوها عليه! 


كيف كانت حياتها! 


أزدادت شهقاتها وهى تؤمى بنعم سليم محق هى حقا مهووسه للمجتمعات المخمليه وكادت أن تجن خوفا أن يعلموا بزواج أخيها من امرأة مطلقه 


التى ليس لديها اى يد فيما وصلت اليه، وهى لم تختار أبدا أن تكون هكذا 


لم تكن تريد بالتأكيد أن تصبح أمراة مطلقه، و لكن سهير لم تهتم بذلك و جرحت وفعلت بها ألافاعيل

كى تنتقم منها على زواجها من أخيها 


أخيها التى لم تراة بكل حياتها سعيدا كما هو معها 


صفعت وجهها بقسوة وهى مازالت تبكى اين كان تفكيرها وهو تطلب من سمر المجئ من أجل تدمير حياة أخيها الوحيد! 


اين أنسانيتها وهى ترمق فتون بتشفى وهى تراها تخرج من هذا البيت مذلوله 


لم تشفق عليها ولو دقيقه فمن أين أتت شفقتها ألان 


شعرت بباب غرفتها يفتح و يدخل منه سليم الذى يمشى ببرود متناهى وهو يضع يديه فى جيبه 


ولم يهتز لمنظرها ولا لدموعها التى تلطخ وجهها بأكمله وهو يشاور بيديه على فستانها الاسود 


وقال ببرود " ملبستيش الفستان ليه ؟! 


وقفت سريعا وهى تتجه نحوه وتقول بدموع " سليم انا اسفه.. حقك عليا انت معاك حق ف كل اللى قولته 


بس انا انا كنت مغيبه وانا فاكرة اللى بعمله دا هو الصح عشان أخويا " 


قبض سليم على ذراعها لدرجه انها تألمت بشدة وقال بنفى " أوعى تقولى أخوكى 

كان فين أخوكى دا وهو طفشان من البيت بسببك أنتى وأمك و سمر! عمرك مرة سألتى عليه أو قولتى اروح اشوف اخويا؟ 

ولا شغلتى نفسك حتى تتصلى بيه 

افتكرتى أخوكى امتى لمى بقاله حياة صح؟؟ 


هزت راسها وهى تؤمى بجنون وتقول ببكاء " انت معاك حق 

بس كنت فاكرة أن دا الصح عشان أسيبه يهدأ بعد اللى حصله مع سمر" 


و أكملت ببكاء وهى تمسك وجهه سليم بين يديها " سليم أنا بحبك و بتعذر عن كل اللى حصل 

اوعدك أنى مش هعمل اى حاجه تضايقك بعد النهاردة، بس عشان خاطرى متنهيش كل الحب اللى بينا فى لحظه غضب منك" 


دفعها بقوة فسقطت أرضا وهو يقول بغضب ' الحب دا انتى اللى نهتيه بأفعالك

أستحملتك كتير و كنت بقول بكرة تتغير لكن اللى زيك مبيتغيرش" 


و رغم أن جسدها يأن بوجع من أثر دفعته، لكن الوجع الذى يألمها الان هو وجع حديثه أو فكرة تخيلها أنه سيتركها 


سليم التى لم تعتاد منه سوى أن يدللها، و نظرات الحب تفيض من عينيه اليوم ترى منه قسوة لم تكن تصدقها إذا أخبرها بها أحد..


و لأول مرة لم يتألم سليم بدموعها و يركض لضمها، يقف صامدا لا يبالى بها 

ف بأفعالها قست عليه لدرجه انه لم يعد يأبى كسابقه


تقدمت سهير نحوه و أنفجرت ف البكاء وهى تقول " سليم عشان خاطرى أوعى تسبنى انا من غيرك هموت.." 


وهل هو يستطيع الحياة! يقسى على قلبه الذى يحن إليها بجنون 

و رغم كل أفعالها لكنها مازالت حب حياته 

الحب الذى لو يستطيع أخراجه من قلبه بسبب أنانيتها لفعل لكنه لا يستطيع 


أقترب وهو يضمها لصدرة سريعا فأرتمت هى فى حضنه وهى تبكى بغزارة 


و تقول " هونت عليك يا سليم، هونت عليك تقسى عليا بالشكل دا 

انا بحبك يا سليم.. بحبك ومستحيل أتخيل حياتى من غيرك 

عشان خاطرى أوعى تبعد عنى.." 


تنهد وهو يقبل رأسها ولم يجيبها 

يعلم أنه قسى عليها ولكنه كان يريد أن تجرب مرارة الفقدان حتى تحافظ على ما بين يديها و تكفها الاعيب 


ولكن تلك الشريرة التى يعشقها لم يقوى على جرحها أكثر فأنهى خطته وهو يتذمر على ضعفه أمامه 

و على حبه الذى يهزمه بكل مرة 


ولكن الذى يثق به هو أن سهير بعد تلك الليله التى عاشتها على مرارة فقدانه فهى تغيرت 

يتمنى هذا..


❈-❈-❈


بعد ساعتان..


نزل سليم إلى الأسفل وهو يتقدم نحو مكتب جواد

فتح الباب وهو يدخل ثم أغلقه خلفه 


نظر لجواد الذى يجلس أمامه وهو يرمقه بخبث وقال 


" ها سبع ولا ضبع؟!" " 


تجاهله سليم وهو يجلس أمامه وقال بتنهيدة ' ها عايز تقول اى؟! 


أبتسم جواد وهو يقول بخبث" مالك يا عم مش طايقنى كدة ليه! 

هو انا عطلتك عن حاجه مهمه بتعملها فوق؟ وهو يغمز بيعينه له 


وضحك بشدة وهو يراقب تعابير وجهه سليم الضيقه 

" سليم متسبنيش يا سليم عشان خاطرى " 


نظر إليه سليم بغضب وهو يقول " و انت عرفت الكلام دا منين؟ 


أنهار جواد بالضحك وقال " سمعتكم.. صوتكم كان عالى اوى وانا داخل" 


ثم أكمل بأعجاب " بس بصراحه عجبتنى خطتك حلوة اوى دى اللى هتربى سهير " 


تجاهله سليم وهو يتنهد ثم قال " شريف عمل اى" 

 

جواد بهدوء " شريف سافر اليونان " 


فتح سليم عينيه على مصرعها وقال بصدمه " سافر بعد اللى عمله"


هز جواد رأسه وهو يلاعب بقلمه وقال بخبث " شريف ف الاول كان جاى عشان ينفذ أتفاقه مع بدر 

بس لمى أنا وافقت على الشراكه معاة الكلام لمع فى عينيه و أن ليه مش يبيع بدر اللى مالهوش ضمان و يفضل معايا؟ 


سليم بصدمه " معقول عمل كدة! 

اة يا ابن الجنيه" 


أبتسم جواد وهو يقف وقال " هو فعلا أبن جنيه  و بعد ما شاركته فى المزاد نقل شغله هنا و سافر وهو سايبلى بوسه وداع" .


مازال سليم جالس لا يصدق ما قاله جواد 


" بس انا مش مصدق جواد " 


جواد بنفى ' لا صدق اللى زيي شريف كل اللى يهمه مصلحته هو وبس مش هيهمه بدر او غيرة " 


أومئ سليم جواد محق فكل شخص من يشغله ذاته ثم العالم..


وقف واقترب منه وهو يقول " ها ناوى ع اى" 


رفع جواد القلم الذى بين يديه و رماة وهو يعطى ظهرة للمكتب حتى سقط القلم على المكتب فى نفس المكان الذى كان يلعب به جواد 


ثم قال بنبرة غامضه ' عايزة أتخلص من التعبان و راس الحيه اللى فى حياتنا'


أبتسم سليم  تلك البسمة الشيطانية وقال " ناوى ع اى؟! 


أتسعت أبتسامة جواد حتى ظهرت أسنانه البيضاء منها وقال " هقولك و ركز معايا انت ع الآخر" 


وما كان لسليم أن هز رأسه بموافقة وهو يستمع له بأذن صاغيه 


و يبدو أن القادم ليس هين على الاطلاق..


ف القادم أنتقام ولد من رحم معاناتهم من هؤلاء الأوغاد...


يتبع 


_ جواد ناوى ع اى مع فتون؟ 


_ معقول سهير أتغيرت 


_ شريف سافر من غير ما ينفذ أتفاقه مع بدر 


_ بدر هينتقم من فتون بجد! و ازاى هيعمل كدة؟! 


_ جواد ناوى ع هو وسليم 


..يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أميرة احمد من رواية فاتنة والهوى، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة