رواية جديدة فاتنة والهوى لأميرة أحمد - الفصل 33
قراءة رواية فاتنة والهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية فاتنة والهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أميرة أحمد
الفصل الثالث والثلاثون
يومان لم يذق طعم النوم، اللعنة على هذا الشعور الذي يحرقه حيًا لمجرد أنه ابتعد عنها وتركها..
فبليلة وضحاها وبعدما كان يلمس النجوم بين يديه سقط على وجهه وتحولت جميع أحلامه إلى سراب..
تبخر كل ما عاشه معها وذهب مع مهب الريح، أحلامه ومشاعره انطفئ الآن لا وجود له
فكل ما يوجد الآن ليس سوى لهيب من نيران يود أن يحرق جميع من يقابله حيًا
هو بالأساس لا يحيى بعدما تركها، يتنفس فقط ولم يكن هذا التنفس بالنسبة له حياة
فهو منذ زمن طويل وهو يتنفس، يعمل ويذهب ويأتي لكن لم يعش حياته بحق، لم يعيشها سوى عندما ظهرت هي
وكانت بين ذراعيه دائمًا، تغير هو وتغيرت نظرته للحياة
كان يتمنى دومًا أن يظل بجانبها حتى أن يموت بين يديها، أن يحيا مشاعره التي أخفاها منذ زمن وأن يكون عائلته التي طالما تمناها وتكون هي أساس تلك العائلة
لكن ومع مهب الريح انتهت جميع أحلامه، عالمه، دنياه كل شيء قد انهار بلحظة واحدة بعدما كان يحلق فوق السماء الآن يزحف على الأرض لا يستطيع الصمود حتى..
فتون، حبيبته خدعته وأخذت مانع للحمل لأنها ببساطة لا تريد أن تنجب منه
لا تريد أن تحقق له أمنيته والتي تمناها ما إن ظهرت حياته..
يتذكر شعوره وقتها عندما سمع إجابتها وهي تخبره أنها بالفعل أخذت منه
ود لو تنظر إليه وهي تكذب ما قالت وإنها ليست سوى مجرد مزحة غبية
ابتسم ساخرًا بأقصى درجة حبيبته خيبت ظنه بجدارة وهي تؤكد على حديث سمر أنها أخذت منه..
سمر الفتاة اللعوب الذي ما إن رآها تظهر مرة أخرى في حياته وهو متأكد أنها لم تظهر سوى لتدمر حياته وتحولها لخراب
هي دومًا هكذا لا تريد أن يحيا أحد حياته سعيدًا، دوما تتمنى الخراب وخاصة له
بعدما تركها وإهانته لها وقتها عادت لترد له الصاع صاعين فمن هو الذي يترك سمر!
من الذي يجرؤ على فعل ذلك
ولكنه وقتها لم يتحمل ما تفعله سهرها طول الليل وصراخه الشديد معها لكنه لم يصل لنتيجة
حتى تلك الليلة التي اكتشف بها خيانتها له ذهب بغضب العالم كله لها، أحرقها حيًا وهو يشعر بالغيرة لما فعلته
ليس لأنه يحبها، هو لم يكن لسمر بأي مشاعر طوال حياته
لكن كرامته المهدورة أرضًا حرقته
صفعها، ضربها بشدة، أهانها، أذلها
واستغل الفرصة وفسخ خطوبته منها
لم تتحمل سمر وقتها فسافرت بعد إهانته لها أمام زملائها وتحطم كبريائها
زفر بعمق عندما عادت رأى في عينيها لذة الانتقام، وأنها ستنتقم منه على ما فعله
لم يهتم وقتها بشيء فحبيبته بجانبه أخيرًا
من سيفرقهم وكيف سيفعل..؟!
تنهد وهو يضع يديه على قلبه رغم ما فعلته لا يستطيع أن يحزن منها، شعوره بالبعد يحرقه أكثر من فعلتها له
وبلحظة مر ما قالته فتون أمام عينيه بداية توترها الواضح عندما أخبرها أنه يريد وبشدة طفلًا منها
تذكر لمعة عينيها بسعادة لما قاله ثم عادت وانطفأت كأنها تخبئ عنه شيء
ثم انهيارها وهي تخبره أنها ارتعبت أن تعيد التجربة مرة أخرى وأن يموت طفلها وتشعر بمرارة الفقدان مرة ثانية..
وأخيرًا عندما واجهها بأمر الحبوب أنكرت وبشدة أنها لها، هي لم تأخذ منها سوى مرة واحدة
مرة واحدة فقط التي أخذت منه فتون
انهيارها وصراخها وهي تبحث بين أغراضها حتى تثبت له وتكذب حديث سمر!
اعتدل فى جلسته الآن فقط يفهم تلك اللعبة التي لعبتها عليه سمر
لقد تجرأت ودخلت غرفتهم وبحثت بين ملابسهم حتى وجدت هذا الشريط، وقامت برمي ما به حتى أثبت فعلتها وصدقها
الآن فقط فهم تلك اللعبة التي لعُبت عليه وعلى حبيبته لتفرق بينهم
ويبدو أنها قد نجحت فعلًا وأثبت لها هذا
عندما ترك لها البيت...
فتح باب غرفته ودخل وهو يقول مبتسمًا " ها أخبارك ايه يا جواد"
زفر جواد وهو يعتدل في جلسته وقال " إنت لسه هنا يا سليم؟!
أومأ سليم وهو يتجه يجلس بجانبه وقال " أومال كنت عايزني أسيبك وإنت منهار كده يا ابن عمي؟
ربت سليم على كتف جواد وهو يكمل" إحنا مالناش إلا بعض يا جواد، اليومين الل عدو كنت سايبك يمكن تفوق من الل إنت فيه وتحكيلى فتون عملت إيه عشان تنهار بالشكل ده ودلوقتي..
قاطعه جواد وهو يزفر عاليًا وقال " دلوقتي فوقت وكل حاجة وضحت خلاص.."
سليم بعدم فهم" أنا مش فاهم حاجة قصدك ايه؟!
جواد بسخرية" قصدي أنها لعبة اتعملت بجدارة عشان تفرق بينا ونجحوا..
سليم ببسمة صغيرة " عارف إنك مش هتحكيلي الل حصل بينك وبين فتون
قصدك على سمر أنها السبب؟
هز جواد رأسه ببطء وهو غاضب للغاية من تهوره على فتون وقتها
ليته كان يملك هدوئه مثل كل موقف يتعرض له لكان أنهى كل شيء بهدوئه
لكن ظهور سمر أمامه وحديثه قد أوصله للجنون بعينه..
خرج من شروده على صوت سليم وهو يقول بترقب " سُهير مشتركة معاها مش كده؟!
زفر جواد وهو يقول " اسمع يا سليم أنا مينفعش أقول الكلام ده بس أيوة
سُهير هي الل بعتت لسمر أنها تيجب عشان تبعد فتون عني"
أغمض سليم عينيه بقوة من حديث جواد عن سُهير، ابنة عمه والأهم زوجته
سُهير التي تزوجها بعد حب ثلاث سنوات وقتها كان يحلم باليوم الذي ستزف إليه بالأبيض
وحدث وأصبحت زوجته منذ عامان لم يقل مقدار حبه ذرة واحدة لها
لكن في بعض الأحيان لا يستطيع أحد أن يتقبل أن حبيبة مؤذي لتلك الدرجة
سُهير مقيدة بالعائلات المخملية للغاية، تنظر إليهم كأنهم هم حكماء العالم
وما يفعلوه هو الصحيح وما يبتعدوا عنه هو الخطأ
وهذا السبب دومًا سبب مشاكلهم، وما زاد الأمر زواج جواد من امرأة مطلقة الأمر بذاته الذي دفع سهير للجنون
خوفًا من علم سيدات المجتمع المخملية أن أخيها فعل ذلك بالفعل
نظر لجواد وقال بانفعال " أنا مكنتش متوقع أنها توصل للدرجة دي"
ابتسم جواد باستهزاء وهو يقول" لأني اتساهلت معاها يا سليم، سهير من وهي طفلة صغيرة مقدرش أزعلها أو آجي عليها
كل ما مشكلة تحصل وأقول هاخد موقف منها مقدرش أعملها بس دلوقتي "
سليم بترقب " دلوقتي إيه؟!
ربت جواد على كتفه وهو يقول ثم قال " دلوقتي هسيبلك أنت الحكاية دي
أنا لسه مش عارف هصالح فتون إزاي
ولازم أخلص من سمر، وشريف والشغل'
قاطعه سليم وهو يقول" إنت لسه مصدق شريف؟!
ابتسم جواد بسمة واسعة وهو يقول " لأ دي هسيبهالك مفاجأة باي يا سولم.."
شاور بيديه لسليم وهو يحمل جاكيته وغادر المنزل
تارك سليم شاردًا ما لبث أن ابتسم بقوة في تلك الفكرة التي أتت إليه ليعيد بها تربية سهير من جديد..
ركب جواد سيارته وقادها وهو يبتسم بتنهيدة اليوم سيرى فتون بعد ليلتان عنها
وخطر بباله هل عاد لأنه اكتشف مخطط سمر؟
نفى وهو يبتسم كان سيعود إليها على كل حال
فلا ملجأ للمحب سوى وجود حبيبه
❈-❈-❈
وصل بعد فترة قصيرة إلى قصر والديه
وقف بالسيارة قليلًا وهو ينظر لنفسه بالمرآة لحيته نمت قليلًا وشعره غير ممشط
حتى أن ملابسه مهندمة للغاية ولكن مع هذا يبدو جذاب
ابتسم وهو ينزل من سيارته سيدخل للداخل الآن ويضمها بشدة بين ذراعيه حتى يحرقها شوقه الذي حرقه في هذا اليومين..
دخل منزله وهو يبحث عنها بكل مكان بتلهف لا يكاد يصبر حتى يصل إليها ويراها أمامه ويشبع بصره منها..
وقفت سها سريعًا ما إن رأته اقتربت منه وهي تقول بقلق
" حمد الله على السلامة يا جواد، كده تقلقني عليك يا حبيبي "
بادلها جواد بسمته وهو يقول " أنا كويس يا ماما متقلقيش
عن اذنك هطلع أشوف فتون عشان وحشتني"
و ما كاد أن يصعد لأعلى ركضًا حتى أوقفته والدته وهي تقول بتوتر
" استنى يا جواد متطلعش فتون مش هنا.."
التفت إليها جواد وهو يقول بترقب " مش هنا إزاي؟ أومال راحت فين ؟!
سها بتوتر " مشيت"
صرخ جواد بجنون وهو يقترب من والدته وقال " مشيت! يعني إيه مشيت
راحت فين يا ماما؟ وإزاي سبتيها تمشي؟
سها بتوتر " مشيت تاني يوم إنت مشيت فيه، وأمنعها ازاي يا جواد صدقني حاولت بس.."
لم يدعها تكمل حديثها وهو يندفع مسرعًا إلى أعلى يبحث عنها في غرفته
ود بشدة أن يجدها هناك وأن ما قالته والدته مزحة لتنتقم منه
حسنًا تنتقم وتفعل ما تشاء لكن لا تتركه
ابتلع ريقه ببطء وهو يدخل لغرفته التي كما هي.. كما تركها
كل شيء كسره وحطمه ما زال يظهر بوضوح أمامه
تحرك ببطء حتى وقف أمام خزانتها فتحها سريعًا ثم أغمض عينيه بألم ودمعة حارة اندفعت منها
حبيبته ليست هنا.. لقد تركته وذهبت
ذهبت كما قال لها، بأمر منه هو
وبأقدام مخذولة نزل إلى أسفل والآن يقسم أن عالمه ينهار بحق إن لم تظهر فتون أمامه
اقتربت منه سها بألم وحاولت الحديث لكنه لم يدعها فرصة وهو يشاور بيديه لها ثم غادر بخزي عكس ما أتى..
❈-❈-❈
في قصر فايز الشيمي...
لأول مرة بعد وفاة زوجها فايز تنزل من غرفتها
وتركت الحداد التي أقامته على نفسها
جلست على أول كرسى رأته وتخبر ذاتها، هل كانت تعاقب نفسها لأن زوجها رحل بدونها!
أم تعاقبها لأنها لم تستطيع أن تنشأ شاب بحق ليقف كالأسد يأخذ عزاء والده ويدع كل شيء على عاتق مصعب زوج ابنتها؟!
بالحقيقة هي لم تنجح في شيء لا في حياتها مع زوجها
أو حياتها كأم هي فاشلة منذ البداية
وفشلها ظهر أمامها الآن
حتى ابنتها الوحيدة رفضت أن تذهب إليها لتسكن معهم
هي لا تقوى على فعل ذلك، لا تقوى أن تترك منزلها الذي دخلته عروس بالأبيض بملابس سوداء لا تريد هذا..
خرجت من شرودها عندما اختفى نور الشمس الذي يملأ بيتها رفعت رأسها ببطء ترى من يقف
ليغطي عليها الإضاءة هكذا..
حتى وقفت سريعًا مصدومة وهى ترى ابنها بدر يقف أمامها الآن في حالة سيئة للغاية
بذقنه التي نمت للغاية وملابسه التي تملأها التراب فلم يبدو سوى أحد من المتشردين
أسرعت وهي تقترب منه وقالت بخوف " بدر.. إنت كويس يا حبيبي
وإيه الل حصلك ده؟!
نفى بدر سؤالها، هل هو بخير حقًا؟
أي خير هذا؟
وهو الذي لم يرى في حياته أي خير منذ أن أعلنت الحياة عصيانه وهي تجعل الفتاة الوحيد التي عشقها بكل حياته
مراهقته، شبابه لم تتقبله
أي خير وكل ما يظن أنه نجح في شيء يفشل به قبل أن يلمسه!
هو ليس بخير، هو عبارة عن لعنة لا تصيب أي شخص بسوء سواه هو
نفى وهو يسرع إلى حضنها ويبكي بشدة
كل الدموع التي أبى أن ينزلها منذ ما علم بوفاة والدة
أنزلها الآن بحضن والدته لأول مرة بعد سنوات
ضمته أمل وهب تبكي مثله وقالت " عيط يا حبيبي عشان ترتاح عيط.."
وكأنه انتظر أمرها لينهار أكثر
ضمها وهو يبكي بشدة كالطفل الصغير الذي مات عصفوره في حضن والدته
فبليلة وضحاها انهار عالمه وبعدما كان بدر الشيمي يتحكم بجميع الخلق
أصبح الآن واحدًا من الخلق أو لنقول واحدًا من المتشردين الضائعين..
❈-❈-❈
فتحت سهير عينيها بنعاس وهي تتطلع حولها بسعادة تغمرها كل يوم
منذ أن غادرت فتون هذا القصر والسعادة تملأ سهير
وتدعو الله كل يوم إلا تعود لها، فهي حقًا كانت كالشؤم لهم
لأن السعادة لم تظهر في هذا البيت سوى عندما غادرت
مدت يدها وهي تشعل الإضاءة حتى شهقت بخوف
وما لبثت أن ابتسمت وهي تقول
" اخص عليك يا سليم خضتني، حمد الله على السلامة يا حبيبي
وأكملت بتساؤل" مالك قاعد في الضلمة كدة ليه خضتني.."
ظل سليم جالس على كرسيه كما هو ينظر إليها كالفهد الذي يستعد للهجوم على فريسته
نظرات لم تفهمها سهير لكنها أخافتها قليلًا، وقفت بتردد وهي تنزل من على فراشها
ترتدي روبها فوق قميصها القصير الشفاف
ثم اقتربت منه وهي تجلس على رجليه وقالت بنعومة وهي تقبله في وجنته
" وحشتيني أوي يا حبيبي "
لم تكاد تلمسه حتى مسك سليم وجهها وقال بهدوء " متلمسينيش.."
وأبعدها عنه وهو يقف من مكانه يتجه نحو خرانته
نظرت إليه سهير مصعوقة من فعلته، وتفكر لم أبعدها سليم عنه بهذا الشكل!
فيما أخطأت هي ليعاملها هكذا وهي أول مرة تراه بعد أن عاد
اقتربت منه وهي تقول بقلق " سليم في إيه أنا عملت حاجة زعلتك؟!
وحاولت أن تلمسه بيديها فدفع يديها بعيدًا وهو يقول بصراخ " قولتلِك متلمسينيش.."
بلعت ريقها وهي تهز رأسها بتوتر شديد
" أنا مش فاهمة أنا عملت إيه لكل ده...'
لم يجيبها سليم بل اكتفى بفتح خزانتها سريعًا وأخذ يبحث بين ملابسها ولم يهتم أن رمى بعضًا منهم على الأرضية
اقتربت وهي تقول بتوتر " طب عايز إيه من عندي وأنا هطلعولك"
لم يجيبها تلك المرة أيضًا ثم ابتسم بشر وهو ينظر لهذا الزي الأسود الذي يبحث عنه تحديدًا
سهير لا تحب هذا اللون ولم تجلب منه سوى تلك القطعة لترتديه إذا حدث ظرف طارئ
التفت وهو ينظر إليها، ثم مرة واحدة كان يرميه في وجهها
وهو يقول بأمر " البسي ده بسرعة يلا "
هزت رأسها بخوف لأول مرة من هيئة سليم الغاضبة، حسنًا هذه أول مرة تراه بتلك الحالة الجنونية
ولا تدري ماذا فعلت هي لتصله لتلك الحالة
ارتعبت أوصالها وهي تقول " سليم أنا عملت حاجة لكل ده؟..
فهمني أنا عملت إيه عشان تتكلم معايا بالطريقة دي وعايزني ألبسه هنروح فين؟!
ضرب بقبضته في خزانة ملابسها وهو يجذبها من ذراعها وقال بقسوة
" قولي معملتيش إيه!
إنتِ مسبتيش حاجة مدمرتيهاش بسبب عمايلك "
سهير بنبرة على وشك البكاء " أنا معملتش حاجة لكل ده "
نفى سليم وهو يتجاهل نبرة بكائها حتى لا يضعف
وقال " لا عملتي إنتِ دمرتي حياة كل الناس الل حواليكي
وأولهم اخوكي الل بالراحة والجاية بتقولي إنك بتحبيه ومعندكيش غيره!
عملتي إيه؟ فرقتيه عن أكتر إنسانة حبها بحياته "
الآن اتضح الأمر سليم غاضب للغاية بسبب ما فعلته مع فتون
ترى من أخبره يا ترى لكن لا يهم هي تعلم كيف ستحل الأمر، القليل من الدموع التي لن يتحملها سليم
وسينتهى بها الأمر بين ذراعيه يعتذر منها أيضًا
نفت وهى تقول " لأ يا سليم إنت أكتر واحد عارف أنا بحب أخويا قد إيه
فتون دي صدقني مبتحبوش وكان لازم أبعدها عنه، إنت متخيل يا سليم دي..
جذبها بقوة أكبر من ذراعيها وهو يقول " دي إيه؟
كملي يا سهير يا حبيبتي "
النظرة التي رأتها في عينيه الآن تخبرها أن تصمت وتعتذر منه، لكنها أبت وهي تقول بتحدِ " دي مطلقة
إنت عارف يعني إيه جواد المصري على سن ورمح يتجوز واحدة مطلقة!
إنت عايز الناس تقول إيه لو عرفت؟!
صرخ سليم بها وهو يضرب خزانتها مرة أخرى حتى أنها تحطمت وقال بصراخ
" وإنتِ مالك بالناس! للدرجة دي الناس شغلاكِ عشان تفكري فيهم وتدمري حياة شخصين؟!
ثم دفعها بعيدًا عنه باشمئزاز وهو يقول بصوت كفحيح الأفعى
" بس متخافيش أنا هخلي الناس تتكلم عنك انتِ مش فتون؟!
نظرت إليه بتشوش وهي تقول بخوف من القادم " قصدك ايه؟
جذبها إليه وهو يهمس فأذنها بشر " شوفي إنت عايرتي فتون على حاجة مش بإيديها وإنها مطلقة صح ؟
طب هيحصل إيه لما تكوني إنتِ المطلقة
لما تكون سهير المصري مطلقة تتخيلي ممكن الناس تتقبلك في حياتهم مرة تانية؟!
نفت برأسها كالمجنونة وهي تنظر لعينيه أن يكذب ما يقول لكن عينيه أخبرتها بوضوح صدق حديثه
اقتربت منه وهي تمسك يديه وقالت بنفي بجنون. " لأ يا سليم متعملش كده "
هز رأسه وهو يبتسم بشر وقال " معملش كده ليه ؟
قوليلي حاجة واحدة تخليني معملش معاك كده كنت ساكت وصابر وبقول بكرة تحس بس إنتِ إيه جماد "
هزت رأسها وهي تبكي ودموعها تنزل على وجهها بغزارة وقالت ' إنت معاك حق
بس سليم أنا بحبك أوي وإنت بتحبني، عشان خاطري متهديش كل الل بينا عشان خاطري '
دفعها سليم على فراشهم بقوة وصوت تأوها صدح بقوة لكنه لم يبالي وهو يمسك فستانها ألقاه في وجهها وهو يقول بقسوة
" هروح أخلص إجراءات أرجع تكوني لبستيه ومستنياني عشان أطلقك
اللون الأسود الل مبتحبهوش وبتقولي أن كل مطلقة لازم تلبسه إنتِ من النهاردة مش هتقلعيه
حضري نفسك بعد ساعة هاجي آخدك وإلا هطلقك غيابي.."
قال حديثه وأغلق الباب خلفه بقوة وهو يغادر
ارتمت سهير على الفراش تبكي بغزارة ودموعها تملأ الفراش
فما تمنت أن تحياة فتون كامل حياتها
ستعيشه هي الآن رغمًا عنها
حتى بعد قصة الحب الكبيرة بينها وبين سليم
لكنها ستنتهي الآن بسببها!
كأن السحر انقلب على الساحر، وستدفع الآن نتيجة ما ارتكبته في حق فتون
❈-❈-❈
ضرب بقبضته عجلة القيادة بقوة لدرجة أن يداه تألمت لكنه لم يبالي بهذا الألم
الألم الحقيقي الذي يشعر به يملأ صدره، بعدما بحث في كل مكان عنها لكنه لم يصل لشيء
حتى أنه أتصل بوالدتها لكنه لم يجدها هناك
الخوف والرعب يتملكان منه بشدة، وعقله يرسم أسوأ التخيلات لما حدث لها بعد خروجها من بيته وحدها..
قبض على يديه والندم يملكه لما كان عليه أن يتركها ويرحل، لتعتقد هي أنه لم يعد يريدها بحياته لتبتعد عن جميع الأماكن التي يعتقد أنها ستذهب إليها
زفر بعنف وهو يقول بخوف " يا ترى إنتِ فين يا فتون.."
وبلحظة ما أتى في عقله أول مكان رأى به فتون، في بيتها عندما حاول بدر الاقتراب منها هناك وضربه المبرح بها
ابتسم بتحفز هذا المكان الوحيد الذي لم يبحث عنه بعد، ربما أن تكون في بيتهم هناك
أو في بيتهم.. بيته هو الذي شهد الكثير من لحظاتهم المميزة معًا
لم يتحمل أن يظل مكانه يفكر في احتمالية وجودها وهو يقود سيارته سريعًا إلى هناك بحثًا عنها
وصل سريعًا أخيرًا بعد سواقته المتهورة التي يقسم أنه كان يسابق الريح معها
نزل سريعًا من سيارته وهو يصعد لأعلى على الدرج
وقف أمام المنزل وهو ينهج بتعب من طول الدرج
وظل واقف مكانه ينظر لكل من الشقتين، يمنى نفسه أنه حتما سيجدها في واحدة منهم
ولا يدري لما حثه قلبه على البدء بمنزلهم الذي شهد الكثير من لحظاتهم المميزة والتي يسجلها جميعًا هنا
وانصاع خلف قلبه وهو يفتح الباب بمفتاحه ويدخل للداخل، وقلبه يخفق بجنون مشتعل للقاء حبيبته
وكأنها سمعت نداء قلبه حتى التفتت سريعًا للخلف في ذات اللحظة التي فتح بها جواد باب غرفتهم وأخيرًا وجدها
ظلوا يتبادلوا النظرات كثيرا وهو لا يصدق أنه أخيرًا وجدها
الآن عادت روحه لجسده فقط لأنه وجدها
أما هي كانت ترمقه بنظرات معاتبة هل تذكرها الآن بعدما تركها في حالة مذرية للغاية!
أسرع جواد إليها يضمها بقوة بين ذراعيه يغرقها بقبلات على كل وجهها يخبرها بوضوح بشوقه الحار لها
شوقه الذي سيكون ذات ليلة هو سبب نهايته
ابتعد عنها بعد صعوبة وهو يتطلع لعيونها
" وحشتيني أوي أوي يا فاتنة '
أبعدته عنها وهي تقول بنبرة على وشك البكاء " إنت جاي هنا ليه؟
مش خلاص طلقتني وسيبتني ومشيت من غير ما تبص عليا حتى؟
جاي هنا عشان تهزأني تاني؟
اقترب وهو يبتلع باقي اعتراضها في قبلة يبث لها مشاعره وأنه اشتاق.. اشتاق للجحيم
الذي ذهب إليه الآن بين يديها
وشعر وكأنه يرفرف بين السحاب بعدما كادت روحه أن تنسحب منه
الآن عادت إليه حبيبته بين يديه
رفعت فتون يديها بتردد وهي تبادله عناقه رغم ما فعله فهي عاشقة
تلتمس له مئات الأعذار على فعلته..
ابتعد عنها وهو يتطلع لعيونها وقال بندم شعرت به
" آسف يا حبيبتي حقك عليا والله، بس أنا.. أنا الصدمة كانت شديدة عليا أوي إنتِ عارفة يعني إيه يا فتون إن الشخص الوحيد الل حبيتيه مش عايز يخلف منك!
أنا كنت بتحرق بالنار وأنا بتخيل أن كل لحظة بينا قبلها كنتي بتاخديه عشان.."
أصمتته فتون بقبلة منها أودعت الحياة به مرة أخرى
أسرع وهو يضمها ويكمل هو ما بدأته حبيبته التي تجرأت على يديه هو
نظرت لعينيه وهي تقول " أنا بحبك يا جواد ومستحيل أعمل أى حاجه تبعدك عني أو تزعلك
كل الل حصل لأني الل مريت بيه مش قليل أبدًا.."
هز رأسه ببسمة واسعة وهو يقبل يديها بعشق وقال ' أنا بعشقك يا فتون
وحقك عليا عشان اتعصبت
بس خلاص كل حاجة اتكشفت ومستحيل تحصل تاني.."
نظرت إليه بعدم فهم لما يقوله " قصدك ايه؟
نفى وقال بتنهيدة " هفهمك كل حاجة بس مش دلوقتي "
وغمز لها وهو ينظر لما ترتديه فما كان سوى قميصه الذي تركه ليلة مغادرته القصر
وقال بتلاعب ' أنا عايز قميصي لو سمحتي ضروري جدًا"
صدح صوت ضحكاتها عندما فهمت إلى ماذا يرمي أم هو لم يشغله سوى أن حبيبته بين يديه في بيتهم الذي شهد على كثرة حبهم
لم يحب أن تضيع تلك اللحظة بين يديه وهو يجذبها سريعًا نحوه وتعلقت فتون في عنقه سريعًا وهي تبتسم
لقد انتهت كل المشاكل وكل شيء خافت منه والآن حبيبها معها هي..
بعد وقت ليس بطويل
كانت تقف فتون أمام المرآة وهي تنظر لملامح وجهها التي أضيأت الآن وازدادت لتصبح أكثرة فتنة
معه حق من قال إن الحب يجعل الشخص مختلفًا، غريبًا حتى عنه
وهو كذلك جواد بمثابة العتمة التي أنارت حياتها وأرتها الطريق الصحيح
وفجأة في غمرة تفكيرها شعرت بدوار حاد يعصب بها
وضعت يديها على رأسها وهي تنظر حولها بتشويش ما لبثت أن أغمى عليها ووقعت أرضًا..
بعد قليل
خرج جواد من المرحاض عاري الصدر وهو يبتسم لقد انتهت كل مشاكله الآن طالما أن حبيبته معه!
نظر حوله في الغرفة يبحث عنها وما لبث أن صعق وهو يركض حولها
ويقول بصراخ وخوف ملأ جسده
" فتون..."
..يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أميرة احمد من رواية فاتنة والهوى، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية