-->

رواية جديدة جونجان (غابة الذئاب والسحر الأسود) لفاطمة الألفي - الفصل الأخير

 

قراءة رواية جونجان (غابة الذئاب والسحر الأسود) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية جونجان (غابة الذئاب والسحر الأسود)

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الألفي


الفصل الأخير

"العالم الخفي" 



مرَ شهرًا على وجود زينة بالفيلا، وتوطدت علاقتها بالجد، يعاملها بحب وألفة كأنها حفيدة وتذكره بزوجته الراحلة في براءتها ونقاءها، وهذا ما جعل "تميم" يشتعل بنيران الغيرة بسبب تلك الفتاة بائعة الورد التي أتخذت مكانًا بقلب جده، كما أنه يرفض تعنيف جده له أمامها، يشعر بالخجل عندما يسخر منه أمامها، ويرأها تكتم ضحكتها وكانت تتلذذ بتلك اللحظات، حتى أنه ظن داخله بأنها هي التي تُحرض جده على تلك الأفعال والسخرية منه، وكان يتوعد لها وأقسم داخله بأنه سيجعلها تفر من هذا المنزل كالفأر المذعور ولن تعود إليه ثانيًا، وظل يخطط ويستخدم ذكائه للخلاص منها.. 


جلست زينة بابتسامة مُشرقة مع الجد "عزيز" بحديقة الفيلا، تنصت له وتستمع بأحاديثه عن الماضٍ الجميل الذي كان يعيشه؛ ويبتسم بحزن وألم لفقد الأحبه، تخرج من داخله تنهيدة عميقة، يتذكر كل شيء ويرويه كأنه يحدث أمام عينيه الأن.

رأَ طيفها تحاط به كلما نظر أمامه يجدها تنظر له من بعيد ببسمتها الهادئة وملامح وجهها الرقيقة الجميلة كالبدر المنير في ليلة ظلام كاحل، مُرتدية ثوب أبيض يعلوه طبقة من الشيفون التي تُرفرف خلفها وتطاير حولها مع نسمات الهواء العليل، تفرد جناحيها كالفراشة البيضاء تحوم حوله.

صمت عزيز تمامًا فقط ينظر لنقطة مُعينة بشرود باسم وكف عن الحديث، كلما تحدثت له زينة وتحاول جذبه ليعاود الحديث معها ولكنها فشلت كل محاولتها فقد صمت فجأة، ظنت أنه يتخيل وهمًا رؤية زوجته وهذا ما جعله شاردًا، تركته بمقعده الخاص بالحديقة وقررت أن تذهب وتعد له مشروبًا خاصًا من العصير الطازج. 

في ذلك الوقت تسربت البرودة باقدامه وبدأت روحه في الصعود رويدًا رويدًا من قدمه تنسحب ببرودة لأعلى وعيناه مُتعلقة بطيف محبوبته معشوقته التي سيلحق بها ويُغادر الدنيا التي لم تعد كما كانت في وجود رفيقة العمر، فردت نيروز ذراعيها وكانها تطلب منه الاقتراب دون أن تنبس بكلمة واحدة، فرد ذراعه هو أيضا كأنه يُريد أن يلامس ذراع محبوبته ولكن هوت ذراعيه وتخاذلت وهوي جسده وسكن فجأة وعيناه تلمع بدفء ونبثت شفتاه ببطء وأنفرجت هامسة بالشهادتين لتصعد روحه في ثوان لبارئها، لحظات مرت ببطء شديد ولكنها من أسعد لحظاته أن يلتقي بزوجته في الرفيق الأعلى، ليحيا معها حياة جديدة في العالم الاخر الذي لا شقاء ولا حزن ولا دموع ولا بلاء ولا فراق بعد التلاقي، حياة أبدية في سعادة وهناء وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.. 

❈-❈-❈

عاد سادم يباشر دراسته بعد تلك الوعكة التي أتخذت من روحه وجسده أيامًا، لا زالت حالته النفسية متشتة متخبطة، يراوده عدة أفكار جنونية، يرا في أحلامه كوابيس لن تنتهي، وهذا ما حاولت شقيقته ان تقنعه بالذهاب للمعالجة النفسية لكي يتخطئ تلك المرحلة من عمره الصغير وعليه الصمود. 

وافق شقيقته الرأي عندما ازدادت نوبات كوابيسه التي ارقت منامه، شعر سادم بالندم بسبب تلك اللعبة الملعونة التي كانت مثابة اللعنة التي لازمته ولا يستطيع التحرر من قيودها للأبد، حتى بعدما غادرت الروح الشريرة جسده كأنها أقسمت على ضياعه والانتقام منه وأصبح يرا الهواجس أمام عينيه وفي وضح النهار وهذا ما جعل عقله يشت. 


كان لاواي سعيدًا بأنه سيظل جانب سيران لمعالجة سادم الذي هو سببها لكي يوهمها بالبقاء وهي من فعلت ذلك بنفسها عندما أخبرها سادم بأن لديه هواجس ويشعر بأن حياته مُراقبة وكل نفس يتنفسه يشعره بالاختناق وهذا ما جعلها تقلق من تدهور حالة شقيقها، وعاد يتماثل الشفاء كلما اقترب منه لاواي، وبدءت سيران في الانجذاب له والتعلق به، عندما وجدها مُغرمة به كما هو مُغرم بها، قرر مُصارحتها لكي يتزوجها فهو عاشق لها حد الجنون، فعل الكثير لكي يفوز بقلبها والان يُريد الحصول على جـ سدها، وقرر أن ياخذها في جولة لعالمه "عالم الجن" ولكن هل ستقبل بهذا العالم الخفي؟ هل حبهما كافيًا لتلك المواجهة. 

ضحك ضحكته المُجلجلة التي تهز الكون هزًا وتُزلزل الأرض من تحت قدميه وهو يتذكر كيف قلب حياة "كارم" رأسًا على عقب عندما حاول أسترداد "سيران" جعله يتلفت حلوله بذعر، أرق مضجعه وكان يتصور له في صور خفية، كان يتوهم كارم أشكالا مُخيفة، حبس نفسه داخل غرفته الفترة الأخيرة وكأنه مُهدد بالا يغادر منزله وكلما أتخذ قرار الاقتراب من سيران يحد شبحًا يلاحقه ويعوق طريقه للوصول إليها إلا أنه سأم تمامًا وهزل جسده وعلم بأنه عقابًا على ما فعله بقلب سيران النقي وأستسلم لمصيره دون مقاومة داخل غرفته، علمت جميلة من حالة ابنها وتغيره انه يُعاني الاكتئاب الحاد بعدما خسر خطيبته وحاولت عرضه على أطباء متخصصة في الطب النفسي وبالفعل شُخصت حالته بالاضطراب النفسي "ثنائي القطب "


دخل كارم في نوبة أكتئاب حاد وكان مُتقلب المزاج يشعر بالحزن، واليأس أو الانفعال معظم الوقت.

وفقد طاقته في العمل ووجد وصعوبة في التركيز وتذكر الأشياء.

يمتلك مشاعر متخبطة من الذنب واليأس و التشاؤم من كل شيء حوله، ولم يعد واثقًا بنفسه كما كان وفقد شهيته تمامًا، وهزل جسده، وينتابه تفكيرا مذبذب مضطرب وهلوسة طوال الوقت، فقد حبس نفسه في غرفته ويأس الحياة تمامًا، وعندما تدهورت حالته بهذا الشكل نصحهم الطبيب بإداعه في مصحة نفسية ليتلقى علاجه اللازم.. 

هذا ما أوصله إليه "لاواي" ملك ملوك الأبالسة، ليصبح كارم جسدًا شاحبًا بلا روح من يراه يظنه كهلا وليس شابًا في الثلاثون من عمره.. 


❈-❈-❈


تبدلت حياة "جميلة"وابنائها  الثلاث في ليلة وضُحاها وغم الحُزن على منزلهما كما غمت سحابة الألم والفقد  على أجسادهم بفقدان الجد عزيز تبدل كل شيء، أختفت بسمة المنزل وكسا بالغمامات التي أظلمته في غفلة، كُتب عليهم الفراق ووداع الأحباب.

لا شيء أوجع من بكاء الروح على فراق الأحبة وشوقها إلى من رحلوا

لم يعد المنزل يعم بالضحكة المُجلجلة في كَنف الجد ومحبته التي كان رغم هذيان العمر كان العمود القوي الذي يصمد أركان المنزل، هو من ساعد ابنته في تربية أبنائها، هو من شد باذرها بعد أنفصالها عن زوجها، هو سلك الطريق معها لحظة بلحظة، تشارك معها السعادة والهموم، تشاطرًا الحزن الذي اقسم ظهره بعد فراق معشوقته ورفيقة دربه، الان تشعر بالفقدان يُحطم روحها قبل قلبها، يسلب من جسدها بريق ولمعة الفرحة بالحياة، أنشطر قلبها نصفين برثاء والدها الذي رحل عن عالمها وتوارى جسده التُراب وثراء حالها بفراق كبيرها وسندها في الحياة، البكري أول فرحتها واول كل شيء، انحنى ظهرها وشاخ بها العمر وكانها في عامها المائة وليس نصفه فقط، كانت تتمتع بالجسد الممشوق والعود الصامد الذي لن يكسره الزمن حتى بعد أنفصال زوجها عنها لم تُطأط رأسها ولن تنحني ظلت شامخة كوالدها فهي من أختارت النهاية لزواجهم وظلت على تواصل معه من أجل أبنائها الشباب كما أنهم يعملون من والدهم بمكان عمل واحد، هو من أسس شركته وهم من اسندوا في وهن العمر، ولكن ها هي زرعتها الذي غرستها بيدها ذبلت ومال عودها، بغياب طفلها الأكبر الذي مهما كبر فسيظل صغيرها الهادئ المُطيع الذي لم يتمرد يومًا عليها، هو الآن أبعد كل البعد عن روحها، تبكي حالها على فقدان الأحبة، والدها رحل ولن يعود ابدًا ولكن طفلها، روح فؤادها، ثمرة عمرها وشبابها هل سيعود ثانيًا لاحضانها الدافئة التي ستحميه من صقيع الايام، تركها هو الآخر بروح مُعذبة، روح شاردة، روح غابت عن جسدها، هكذا هو حالها، جالسة صامتة تنهمر الدموع من عينيها وتنظر لخلاء المنزل من حولها، تضم نفسها بذراعيها لعلها تجد الأمان الذي رحل برحيل والدها الحبيب. 


"كم هو مؤلم فراق الأحبة وما أصعب العيون حين تنظر مودعة، تختلط مشاعرنا بالبكاء والأنين، ويحترق القلب حسرة وألم، ونشعر بالاحتراق قد وصل لحناجرنا، يمتنع الكلام من الخروج، وتصبح أنفاسنا مختنقة لا ندري ماذا نفعل أن أردنا الكلام لا يخرج سوى همسات غير مفهومه متقطعة بأنين."


❈-❈-❈


بعد مراسم دفن الجد عزيز، ودعت ريم وابنتها جميلة التي كانت مثل شبح الأموات، صامتة كأنها بعالم أخر لن تنتمي لذاك العالم ولن تشعر بمن حولها، أشفقت عليها صديقتها ريم وغادرت بقلب منفطر حزنًا على صديقتها وحزنًا على العم عزيز الذي كان مثابة الوالد لها هي الأخرى فبعد وفاة والدها كانت تشعر بابوته وحنانه عليها، تتذكر انه لم يفرق بينها وبين أبنته فقد عاشت مرحلة عمرية معه وكان شاهدًا على كل مراحل عمرها.

أحتضنتها سيران من كتفها وسار سوي مغادرين الفيلا بعيون محمرة كالدماء أثر البكاء، وحزينة على وضع كارم الذي لا يسمح به بوداع جده الأخير، ولم يعرف خبر وفاته حتى الآن بسبب حالته النفسية الغير مستقرة.

ولكن قرر سادم ان يظل بجانب صديقه عزيز في تلك المحنة وهذا ثاني أختبارًا لصداقتهما معًا، لن تمانع ريم قرار ابنها، فصديقه بحاجته الان..


أما عن تميم فصعدت لغرفته وأوصدها عليه بالمفتاح لا يريد رؤية أحد منعزلا عن الجميع يبكي

 ويخرج ما داخله من حزن وحيدًا لا يُريد لاحد ان يرا لحظات ضعفه ويكون شاهدًا على ضعفه هذا الذي خار فجأة بعد رحيل جده، يشعر بمرارة لم يذقها من قبل، فقد الصديق والصاحب والأب الحاني الذي لا يعلم أبًا له سواه لم يكن جده بلا كان والده الذي تركه في مرحلة مراهقته ليصبح شابًا متمردًا على كل شيء ولن يهدا من ثورته الداخلية الا مع جده فقط، هو يعلم كيف يتعامل مع تمرده وطيشه، هو الوحيد الذي كان قادرًا على ردعه بسبب نظرته الدافئة الحنونه، حتى عندما هزمه الزهايمر كان مثابة الملاك الحارس لرعونته تمرده، هذا الكهل كان مثابة الحياة النابضة بهذا المنزل البارد المُثلج من برودة الحياة التي قست على جدارنه وشهدت على تعذب أرواحهم بفراق العرق النابض لمشوار حياتهم، تغير شيء داخل نفوسهم، ماذا سيحدث لهم بعد فراق الجد وغياب الأخ؟ 

ما هو مصيرهم القادم بعد كل ما طرء على حياتهم في الأوانة الأخيرة؟ 



"أسوأ ما يحدث ألا نعرف قيمة من نحب إلا بعد الفراق، هناك أشخاص محفورين في الذاكرة، وآخرون لا تنساهم العيون، وغيرهم لا يفارقون البال ومنهم يسكنون القلب، ولكن من تحب هو من يمتلك كل جوارحك، قلبك وعقلك وعيونك وفكرك معًا".

 

❈-❈-❈


وجد لاواي الوقت المناسب بعدما خلى المنزل من جميع سكانه إلا من محبوبته، فقد كانت والدتها تتردد على صديقتها تشاطرها الحزن وسادم يواسي صديقه هو الآخر، ووالدها منشغلا باعماله، وهي جالسة بغرفتها تتابع البطولة  المُسجلة التي مضت قبل شهرين وهي في أيطاليا على شاشة الحاسوب خاصتها، وتتذكر لمحات من تلك الفترة التي قضتها هُناك وماذا فعل بها كارم لتنهي خُطبتها رغم الحزن الذي طغى على ملامحها من تلك الذكرى إلا أن داخلها يشعر بالشفقة على ما حدث معه وتود زيارته لعلها قادرة على أخراجه من حالته التي ساءت صحيًا ونفسيًا وجسديًا، لم تتوقع بأن يكون مصيره مصحة بالأمراض النفسية والعصبية، لم تكرهه حتى عندما خانها لن تتمنى له إلا الخير، فقط تركته وأبتعدت عنه، تنهدت في حزن وأسى.


سمع لاواي أفكارها المُتخبطة وعلم بما جال بخاطرها ليكظم غيظه وصعد غرفتها في مهب الريح، وقف أمام غرفتها لكي يحجم من نوبة غضبة وقرر الأن ابعادها عن ذلك العالم ويأخذها لعالمه هو، حان موعد المُصارحة وكشف الحقائق الخفية.

لم يطرق الباب ولم يدخل من الباب نفسه، اخترق الجدران وكان واقفًا أمامها لتشهق هي بصدمة وعدم إستعاب لوجوده المفاجئ بهذا الشكل المريب.

كان وجهه محتقن بالغضب ومقلتية تحولت من زرقة البحر الثائر إلى غسق الليل ممزوج بهوج من نار مُشتعلة، شلت صدمتها وهي تطالعه وكانها داخل أحدى كوابيسها التي تواردها وفي الحقيقة لم تكن كوابيس بلا، كان لاواي سبب لكل هذا، كان يجعلها تحلم بعالمه الذي ستساق اليه يوما ما لكي يجعلها تتقبله بالنهاية.

جف حلقها وهي ترا ذلك التحول الجذري، وكلما اقترب منها بخطوة تبتلع ريقها وتنظر له بشتات لا تعلم هل هي بواقع تعيشه الان ام داخل أحلامها التي تُريد الهروب منه، لم يخرج صوتها وهي تحاول فتح فاها، كانه قيد لسانها عن الحديث او الصراخ.

ولكن جذبها بخفة من ذراعيها لتكون أمامه مُباشرةً يمسك بها كالعصفور الصغير الذي لم يقدر على الطير بعد وتحاول والدته ان تعلمه كيف يبدء في التحليق

تحولت نظراته لاحتواء ليبث داخلها الطمئنينة، شعرت انها كانت تتخيل نظراته الغريبة التي لم تراها من قبل وظنت ان ذلك حدث معها بسبب شرودها وحزنها على كل ما مرت به الايام الماضية.

مال لاواي عليها يُقبلها قُبلة طويلة عميقة ناعمة تُدغدغ أوصالها ويقربها إليه لتلتصق بجسده الضخم العريض، حاوطها من خصرها بتملك متعمدًا أن تنجرف معه في قُبلته الثائرة وتنسى كل من حولها لا تفكر الا باللحظات السعيدة التي جمعتهم والمشاعر الوهاجة التي توقد بينهما، ترك شفتيها التي كان يحتجزهما بين شفتيه الغليظتين ولازال يحاوطها بتملكه الغريب وقال بصوت خافت ولكنه أشبه بفحيح :

- أُحبك يا ساحرتي 

تبسمت له بحب ولمعة عيناها في فرحة طفيفة لتدرك  ما فعلته واستجابتها لُقبلته توردت وجنتيها في خجل جذاب يسلب مشاعرها تمامًا لا تعلم ماذا يحدث لها عندما يصارحها لاواي بمشاعره ويتقرب منها 

نظرت حولها محاولة بالتهرب من مقلتيه المحاصره لها لتتبدل ملامحها الهادئة  لذعر وهلع؛ فلم تجد نفسها داخل غرفتها وإنما وجدت نفسها تقف بجواره على بحر نار مشتعلة ومحاطه بهم من كل جانب، وعيناها تطالعه بفزع، خرج  صوتها بصعوبة وهي تنظر له بتسال:

-لاواي ماذا يحدث لنا ولما النيران تحاوطنا بهذا الشكل المُرعب؟

نفخ في وجهها لعلها تتذكر حديثه السابق عندما أخبرها بأنه ليس ببشر مثلها وأنما هو من عالم الجن وبعد ذلك جعلها تنسى كل ما صارحها به، روادتها كل تلك اللمحات وجعلها تنظر لعينيه التي عاد لونها يمتزج بين ظلام ونار لتعلم حقيقية الغامضة

قال بهسيس جعلها تفهمه :

-أنا لاوي من بني دهمان، مات دهمان وترك المملكة لي، أنا "لاواي" ملك ملوك الأبالسة، أنا حاكم المملكة وحاكم كل شيء، حتى قلبك الذي ينبض داخل صدرك، أنا الحاكم عليه في قبضتي أنا، انا الجني العاشق للبشرية التي أسرت قلبي منذ التقينا في ذاك الجزيرة التي لم يدخلها بشر سواكِ يا سيران

هزت رأسها رافضة تصديقة وصرخت بقوة نافية كل ما يحدث معها

ضحك ضحكته التي اهتز لها جسدها وارتجفت بين يديه القابضتين على ساعديها :

-ليس لديكِ خيارًا أخر يا ساحرتي، سنتزوج وتتم مراسم زفافنًا اليوم، لا مفر ولا مهرب من جني أضناه عشقتكِ والآن سيرتوي من ظمى عشقكِ المتوهج لقلبي، هيا سيران تعالٍ معي "لاواي" لن يؤذيكِ

تصلب جسدها وانطفئ بريق عينيها وكلما نظرت حولها تجد النيران تتوهج وتعلو ألسنتها تنظر أسفلها بذعر أكبر فهي واقفة على النيران ولكنها لم تُصيبها تحول جسد لاواي لنيران أيضًا وكبل يديها بأغلال من نيران لم تاذيها النيران بسبب احتضان لاواي لجسدها وساقها بجانبه تسير علي خطواته وهي مغمضة العينين مكبلة الايدي منساقة لطريق المجهول، لعالم الجحيم عالم من نار تحرق كل ذرة بكيانها ترا نفسها تتحول لرماد وينتثر حباته في الهواء لتغادر العالم أجمع، فقد خط لاواي نهايتها وهي مكبلة بأغلال من نيران مُستعرة تلتهم روحها قبل جـ سدها..... فماذا بعد..؟


تمت

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة فاطمة الألفي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة