-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 3 -1

 

   قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


الفصل الثالث

 (الجزء الأول)

(حزن)



صدمة احتلت كيانهم صمت رهيب خيم على المكان لم يقطعه سوى صوت ارتطام على الأرض

 وجهوا أبصارهم تجاه ذلك الصوت فزعوا مما رأوا فقد كانت فيروز تفترش الأرض مغشي عليها

 هرولوا إليها لكن الطبيب أوقف تقدمهما: لو سمحتو سيبونا نشوف شغلنا.


 ثم أمر إحدى الممرضات بأن تحضر سرير نقال أومأت بطاعة ثم ركدت تنفذ ما طلب منها.

 بينما هما واقفين مكانهما تحتل الصدمة وجههما كلا منهما غير مستوعب ما يحدث هل هذا كابوس

 وجه بصره تجاه الغرفة التي تحوي جـ سد أخيه الصغير ركد بسرعة مقتحما أياها 

حاولت إحدى الممرضات منعه لكنه أزاحها جانبا متجها لفـ راش أخيه 

انهمرت الدموع من عينيه عندما رأى الطبيبة تغطي وجه أخيه صرخ بها بقوة: انتي بتعملي اييييييه اتجننتي اابعديييييي اخويا ما متش امير عايش.


 هزت الطبيبة رأسها بأسف: شد حيلك يا فندم البقاء لله.


 انحنى على ركبتيه بجانب الفـ راش ثم أزاح الغطاء عن وجهه صرخ بقوة عندما وجد وجه أخيه شاحب وعينيه مغلقتين شفـ تيه تحولتا لالون الأزرق هنا أيقن أن امير فارق الحياة استدار بهدوء ظاهري ثم أشار للمرضة بالخروج

 انصاعت لكلامه وخرجت مغلقة الباب من خلفها

 أمسك يد أخاه ثم قبلها عدة مرات وكان بين قبـ لة وقبـ لة يعتذر له عن كل شيء فعله به ظل هكذا بعض الوقت ثم أراح رأسه على كف أخيه فوجئ بيد أحدهم تربط على رأسه

 استقام بسرعة ثم استدار انفجر في البكاء مرة اخرى عندما وقع بصره على والده الذي يدعي الثبات ما لبث أن عانقا بعضهما بقوة وصوت شهقاتهما تملء المكان.

❈-❈-❈

 

بعد عدة ساعات عادوا إلى الفيلا يكسو وجوههم الحزن 

بينما فريدة كانت تنتظرهم في شرفة غرفتها عندما رأت سيارة أدهم تولج الفيلا ارتدت اسدالها على عجالة وركدت للأسفل لتعرف ما الذي يحدث 

تجمدت مكانها عندما وقع بصرها عليهم تشدقت بقلق: مالكو في ايه عاملين كدة ليه؟


 رمقتها فيروز بنظرة نارية ولم تعقب بينما أحمد لم يستطع النطق

 زفرت بنفاذ صبر: ما تفهموني في ايه!


 دنى منها بهدوء ثم رفع عينيه إليها: البقاء لله يا فريدة.


 اتسعت عينيها بصدمة ثم صرخت به: ليه مين مات؟


 انهمرت الدموع من عينيه بغزارة حتى أنها بللت لحيته النامية: أمير عمل حادثة ومات يا فريدة.


 تجمدت الحروف على شـ فتيها ثم بكت بحرقة كما لم تبكي من قبل لم تبك فراقه بل بكت حظها بكت شبابها بكت يتم ابنتها جلست على الدرج وجـ سدها يهتز من شدة البكاء

 لم تستطع التحكم في نفسها إذ نهضت تجاهها تجذبها من حجابها حتى أوقعته أرضا ثم جذبتها من شعرها بعنف حتى أوقفتها أمامها تشدقت بقهر: بتعيطي ليه يا حقيرة مش انتي السبب في موته مش انتي اللي اتخانقتي معاه وخلتيه ماشي مش شايف قدامه من الغضب.


 رفعت يدها الأخرى وصفعتها بكل ما أوتت من قوة اقترب أدهم منهما ثم أمسك يد أمه التي تقبض على شعر فريدة صارخا بها: اهدي يا ماما هو ده وقته!


 صرخت هي الأخرى بحرقة: سيبني اموتها زي ما موتت ابني. 


 رمق فريدة بنظرات مستفهمة لكنها اشاحت بصرها عنه ثم رفعت حجاب الاسدال على رأسها وصعدت تاركة أياهم يستشاطون غضبا 

أسند أمه ثم أجلسها على أقرب أريكة ثم جلس جوارها جاذبا اياها لصـ دره ظلت تنتفض بين أحضـ انه: هي السبب يا أدهم هي اللي قتلته اسأل ابوك هو شاف كل حاجة بنفسه.


 قست نظرات ادهم ثم ربط على ظهر أمه برفق قائلا بتوعد: ما تقلقيش يا أمي حق أمير في رقبتي.

❈-❈-❈

 

مر ثلاث أيام على وفاة امير قاموا بدفنه في مدافن العائلة ثم أقاموا له عذاء كبير يليق بنجل عائلة صبري حيث أحضروا عدد من المقرئين المشهورين ليقرأوا. 

بينما فريدة ظلت حبيسة غرفتها تبكي قهرا وظلما ألا يكفي ما فعلوه بها لكنها اعتزمت على شيء سيجعلها ترتاح للأبد سمعت طرقات فوق الباب مسحت عينيها بظهر يدها ثم أذنت بالدخول

 فتحت الباب ثم دخلت واغلقته خلفها دنت  منها بهدوء ثم ربطت على ظهرها بخفة: مش كفايا بقى يا بنتي حزن عرفين ان المرحوم كان بيحبك جدا وكان بيتمنالك الرضا ترضي بس ده أمر ربنا ادعيله بالرحمة.


 ابتسمت بسخرية على سذاجة أمها فهي تعتقد أنها كانت تعيش مرفهة تحتمي في كنف زوجها

 أجل هذا ما كانت فريدة تخبر به عائلتها كي لا ينعون همها 

ارتمت بداخل احضـ ان أمها: انا تعبانة قوي يا أمي.


 داعبت خصلاتها بهدوء: عارفة يا روح أمك بس ربنا عايز كدة ايه يا ديدة هتعترضي على أمر ربنا ولا ايه!


 هزت راسها بالنفي ثم تمتمت: أستغفر الله العظيم.


 ابتعدت عن احضـ ان أمها متسائلة: هي تالين نامت؟


 ابتسمت بحنو: ايوة يا ضنايا نامت بعد ما خلتني حكتلها الحواديت اللي عرفاهم كلهم.


 ابتسمت بخفوت: حبيبة ماما انا عارفة اني قصرت في حقها اليومين دول.


 قطع حديثهما صوت طرقات الباب تلاها دخول والدها وأخويها دنو منها يقبلوا رأسها بالتناوب ثم تشدق محمد بمرحه المعتاد: جرى ايه يا فيرو هتفضلي حابسة نفسك في  الأوضة كدة كتير ده حتى الكتمة وحشة على اللي زيك.


 ضربه يوسف على رأسه بخفة: اخرس يلا.


 ثم جلس مقابل أخته على الفـ راش: شدي حيلك يا فيري انتي طول عمرك قوية واحنا كلنا جنبك مش هنسيبك.


 ابتسمت بامتنان ثم ارتمت بداخل أحضـ انه.

 دفعه والده بقوة: قوم ياد خليني اخدها في حضـ ني أنا كمان.


 أومأ بابتسامة ثم أفسح له المكان قائلا بعبث: ارحم نفسك يا حاج أحضـ ان هنا وهناك البنت وأمها صحتك مش كدة.


 قهقهو بصخب على مزحة يوسف ثم نهضوا يودعونها فقد قضوا الثلاث أيام الماضية بجانبها.

❈-❈-❈


في صباح اليوم التالي استيقظ مبكرا ليستعد لعمله الجديد الذي يجهل هويته حتى الآن أنهى ارتداء ملابسه ثم نثر عطره وصفف شعره للخلف ألقى نظرى راضية في المرآة ثم خرج 

وجد والدته استيقظت للتو ألقى عليها تحية الصباح ثم توجه للخارج اوقفه صوتها الحنون: على فين كدة من غير فطار؟


 رد وهو ينحني ينتعل حذائه: هاكل اي حاجة في الشغل يا ست الكل سلام بقى عشان مستعجل.


 هبط الدرج بخفة متوجها إلى الشارع الرئيسي أوقف سيارة اجرة وركب 

بعد وقت ليس بالقليل وصل الشركة ألقى التحية كعادته على موظفين الاستقبال ثم استقل المصعد ضغط زر الدور العاشر والأخير 

بعد دقائق وصل المصعد إلى الطابق المنشود دلف منه متجها إلى مكتب السكرتيرة حياها بابتسامة بادلته التحية وهي تنهض باتجاه باب المكتب: اتفضل يا بش مهندس لارا هانم في انتظارك.


 فتحت له الباب دخل بهدوء مغلقا الباب خلفه تقدم للداخل ثم جلس على أحد الكرسين الموجودين أمام المكتب زفر بضجر ثم قال: ها هشتغل ايه بقى؟


 رفعت أحد حاجبيها بدهشة: ايه ده مش تقول صباح الخير الأول يا شحات!


 ابتسم ابتسامة جانبية ثم ضرب رأسه بخفة: اووو معلش فاتتني دي صباح الخير ها بقى هشتغل ايه؟


 صمتت قليلا تدعي التفكير نهضت فجأة ثم أردفت بحماس: لقيتها أنت هتبقى السواق الخصوصي بتاعي.


 صمت قليلا يفكر هو يعلم أنها تفعل هذا لتقلل منه وتذله لكنه قرر اللعب معها وتلقينها درسا لن تنساه فهو أيضا يحتاج للعمل بداخل تلك الشركة 

بينما هي ظلت تراقب تعابير وجهه ظنت أنه سيثور عليها فهو مهندس ماهر لكنها فغرت فاهها عندما سمعته يقول: انا موافق ها هبدء الشغل من امتى؟


 ردت باقتضاب: دلوقتي.


 ثم تابعت وهي تعطيه مفتاح السيارة: خد المفتاح وانزل اقعد تحت لحد ما اخلص عشان توديني النادي.


  أومأ بهدوء وخرج

 أراحت ظهرها على كرسي مكتبها وهي تستشيط غضبا من ذلك اليوسف الذي يفاجئها بردود أفععاله

 اعتدلت في جلستها ثم التقطت هاتفها من فوق مكتبها وضغطت عدة أرقام ثم وضعته على أذنها وصلها صوته: حبيبة اخوها عايزة ايه على الصبح كدة؟


 ردت بحدة مصتنعة: بقولك ايه يا مراد بقالك 3 ايام بترتاح من السفر مش كفايا دلع لحد كدة وتنزل تشوف الشغل ماشي ازاي بقى.


 قهقه بشدة: حاضر يا لارا هانم اظبط بس موضوع المربية بتاعة عشق وهبتدي شغل على طول.


 ابتسمت بعذوبة: ماشي يا مارو يلا هسيبك بقى عشان عندي ميتنج يلا سلام وبوسلي عشق لحد ما اجي.


 أغلقت الخط وهي تبتسم فأخاها الأكبر عاد إليها بعد أن استطاع حل مشاكله مع زوجته السابقة اتسعت ابتسامتتها عندما تذكرت مفاجأته لها منذ ثلاث ايام 


بعد أن اوصلت يوسف إلى منزله عادت إلى منزلها وابتسامة كبيرة تزين وجهها الجميل فهي ستنتقم من ذلك المتعجرف بطريقتها 

ترجلت من سيارتها ثم توجهت للباب الداخلي للفيلا وهي تدندن جزء من اغنية اجنبية

 رنت الجرس فوجئئت به أمامها بكامل وسامته وبجانبه ابنته الصغيرة صرخت بفرحة وهي تلقي نفسها بداخل أحضـ انه

 عانقها بقوة ثم قبل راسها ابعدها عنه وهو يشير لابنته: مش هتسلمي على عشق دي كل شوية تقولي عايزة اروح للارا يا بابا وحثتني.


 ضحكت بقوة ثم انحنت تحملها وتقبل كل انش في وجهها.


 قطع شرودها رنين هاتف المكتب رفعت السماعة: ايوة يا سالي؟

استمعت لها ثم أردفت: دخليه دلوقتي.

❈-❈-❈


بينما في فيلا صبري 

هبطت الدرج وهي تحمل ابنتها الصغيرة اتجهت إلى غرفة الجلوس وجدتهم جالسون يحتسون القهوة ألقت تحية الصباح  وجلست نظفت حلقها ثم أردفت: انا قررت قرار.


 نظروا إليها باهتمام

 تابعت: انا قررت آخد بنتي واروح اعيش عند بابا.


 صرخت بها: تاخدي مين يا بت انتي بقى عايزة تحرمينا من البنت زي محرمتينا من ابوها.


 ردت بلا مبالاة: والله ده قراري.


  كز على أسنانه بغل ثم خرج عن صمته: ومين بقى اللي هيسمحلك تاخدي البنت وتمشي؟


 رمقته بتحدي: والله البنت من حقها تعيش معايا يا حضرة المحامي ولا نسيت ان القانون بيقول ان حضانة البنت معايا لحد ما تكبر.


 ابتسم بسخرية ثم دنى منها: مش لما تكوني مؤهلة لده يا فريدة هانم.


 رمقته باستفهام: تقصد ايه؟


 اجاب ببساطة: نقول مثلا انك عصبية بزيادة وبتضربي البنت بوحشية ونجيب كام واحدة من الشغالات يشهدو بده وكمان…

 صمت قليلا ثم تابع بغضب: ولا نقول انك كنتي السبب في موت ابوها؟


 دمعت عينيها ثم رمقته بخيبة أمل: حتى انت يا ادهم بتقول كدة دا انت الوحيد اللي كنت حاسس بالي بيحصلي يا خسارة فكرتك غيرهم بس للأسف طلعت ألعـ ن منهم.


 ثم وجهت بصرها إليهما: برافو يا فيروز هانم واحمد بيه عرفتو تغيروه من نحيتي.


 انهمرت دموعها بغزارة ثم أردفت: حاضر شوفو انتو عيزني اعمل ايه وانا هعمله.


 ردت بسرعة: تغوري من هنا وتسيبي بنتنا احنا هنربيها.


 قاطعها ادهم بحدة: لا يا ماما هي هتقعد تربي بنتها عشان منظرنا قدام الناس هي في الأول والآخر شايلة اسم عيلة صبري.


 أيد والده كلامه: ادهم بيتكلم صح يا فيروز تقعد تربي بنتها.


 زفرت بقلة حيلة: طيب اللي تشوفوه بس مش عايزة اشوفها قدامي المجرمة دي.


  هزت رأسها بخضوع ثم عانقت ابنتها وصعدت الدرج متجهة إلى غرفته.

❈-❈-❈ 


وقفت في مطبخها الصغير تجهز وجبة الغداء وهي شاردة في حياتها البائسة 

شهقت بقوة عندما وجدته يعانقها من الخلف ويستنشق شعرها بعمق حاولت دفعه لكنه لم يتزحزح

 دمعت عينيها فهي تعلم ماذا يريد منها شعر بالضيق عندما وجد جـ سدها يرتعش ادارها إليه ثم أذال عبراتها بإبهامه: بتعيطي ليه يا شوشو بس هو انا قربتلك؟


 هزت راسها بالنفي ثم قالت بصوت متقطع: بس انت يا محمود هتعمل فيا…


 وضع يده على شفـ تيها يمنع باقي كلامها: هشش انا مش هعملك حاجة انا هروح اغير هدومي على ما تحضري الغدا.


 قبل جبينها ثم خرج متجها إلى غرفتهما

 زفرت بارتياح وابتسمت بعذوبة عندما تذكرت معاملته الجيدة لها قاطع شرودها صوت صغيرها يونس: ماما انا جحان حايز اكل.


 انحنت تضمه بحنان وتقبل رأسه: من عيوني يا قلب ماما.

 ابعدته برفق ثم نهضت تعد له بعض الطعام.

❈-❈-❈


مر ثلاث أشهر على تلك الأحداث لم يتغير الوضع كثيرا.


 فريدة كانت تلازم غرفتها خلال تلك الفترة لم تخرج إلا لإطعام صغيرتها 

كانت تبكي طوال الوقت تنعي حظها العثر الذي أوقعها في تلك العائلة.

   

أدهم ظل طوال الوقت في عمله لا يعود للمنزل إلا في وقت متأخر من الليل برزت عضلاته بشكل كبير كان يفرغ طاقة الحزن والغضب في الرياضة هو يعشقها يعلم أنها ليست السبب في موت أخيه ولكنه مصدوم وبشدة من فقدانه يشعر بتأنيب الضمير فهو عاشق لزوجته حتى النخاع لذلك أراد تصديق والديه للتخلص من مشاعره تجاهها لكن هيهات القلب ليس لأحد سلطان عليه.

 

   احمد وفيروز عادا كلا منهما لحياته بعد شهر

 فيروز كانت تذهب للنادي والجمعيات الخيرية التي تديرها 

واحمد عاد لعمله الذي يعشقه ويقضي كل وقته فيه.


بينما يوسف ولارا كانت حياتهما عادية جدا عمل يوسف سائقا لديها كانت تعشق استفزازه وتتحداه باستمرار

 لكنه كان لها بالمرصاد يتعامل ببرود معها مما جعلها تستشيط غضبا منه.


أنهى محمد امتحانات الثانوية وينتظر النتيجة لتحقيق حلم والديه بأن يدخل كلية الطب ليصبح طبيب للقلب.


أما فرحة ظلت كما هي تعشق جارها حسام وتلتقي به خفية.


استطاعت شمس أن تلتقط عدة صور بأوضاع مختلفة كي ترسلها لصديقتها التي تعمل في التيك توك قررت أن ترسلها بعد انتهاء الامتحانات لتتفرغ لهم بشكل كافي فهي في السنة الثانية من كلية رياض الأطفال.


شهد وزوجها كانا يعيشان بين شد وجذب تارة يعاملها بحنان وتارة يعاملها بوحشية كعادته.


أما مراد التحق بالعمل في شركات والده مع أخته لارا التي بهرته من حسن أدارتها للشركات رغم صغر سنها

❈-❈-❈


استيقظت على أذان الفجر نهضت بخفة ولجت للمرحاض توضأت ثم دلفت 

ارتدت اسدال الصلاة اقتربت من الأريكة اخذت المصلاة فردتها باتجاه القبلة ثم وقفت رفعت يديها لتكبر بدأت صلاتها بخشوع وكلما سجدت تنهمر الدموع بغزارة من عينيها دعت الله كثيرا أن يعوضها خيرا ويصبرها على تلك الحياة البائسة التي تعيشها

 أنهت صلاتها بعد وقت ليس بالقليل استقامت من جلستها ثم سارت باتجاه الكمود التقطت مصحفها فتحته برفق وبدأت تقرء وردها اليومي شعرت بتململ صغيرتها في الفـ راش صدقت سريعا ثم دنت منها متسائلة: توتة حبيبة ماما صحيتي ليه دلوقتي؟


 استقامت جالسة: أثل انا جعانة قوي يا ماما.


 ربطت على شعرها برفق: بس كدة حاضر يا قلبي قومي اغسلي وشك وانا هنزل اجيبلك فطار.


 ابتسمت بعذوبة ثم اقتربت منها تقبل وجنتها برفق: انا بحبك قوي يا ماما وبعيط لما بشوفك بتعيطي.


 عانقتها بقوة ثم قالت بقوة غريبة لا تعلم من أين أتت بها: خلاص يا قلب ماما مفيش عياط تاني من النهرده هنعيش انا وانتي هنخرج وهنتفسح هنعمل كل اللي نفسنا فيه.

 قبلت شعرها واسترسلت حديثها بسخرية: هنعيش زي عيلة صبري ما عيشين.

 ابعدتها برفق: يلا يا حبيبتي قومي وانا مش هتأخر عليكي.


 أومأت بحماس ثم استقامت واقفة ارتدت خفها الصغير وركدت للمرحاض

 بينما هي ابتسمت بمكر: والله لهطلع عليكو القديم والجديد يا عيلة صبري هعرفكو مين هي فريدة الرشيدي.


 ضربت رأسها بقوة ثم تابعت بسخرية لاذعة: يوووه قصدي فريدة صبري.


 ضحكت بقوة وهي تتخيل ردود افعالهم عندما تبدء خطتها

 دلفت من الغرفة متجهة للأسفل كي تعد فطور لها ولابنتها.


يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة