رواية جديدة لعنة كنز شعلان لهالة محمد الجمسي - الفصل 6
رواية رعب من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية لعنة كنز شعلان
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
رواية لعنة كنز شعلان
الفصل السادس
فردت والدة ريهام فستان الزفاف الأبيض أمامها ثم قامت بوضع قطعة ثقيلة من الدانتيل الثقيل على الجزء المكشوف وقامت على خياطته، ثم قالت وهي تنظر إلى غرفة ريهام:
_لقد تأخرت في النوم كثير العروس
ثم قامت بالنداء عليها في صوت مرتفع:
_ريهام، لقد ملأت الشمس البيت يا ريحانة القلب
نظرت الأم إلى باب غرفة ريهام المغلق ثم نهضت من مكانها وقد تسلل الخوف إليها فتحت الباب في سرعة كانت ريهام تجلس إلى جوار النافذة، قالت والدتها وهي تقترب منها:
_ريهام ما الأمر؟ لماذا تجلسين وحدك هنا؟ هل أنت مريضة؟
تمتمت ريهام في صوت منخفض:
_بعض الشيء
قالت الأم وهي ترمق ريهام بنظرة قلق:
_عينيك ذابلة، لم تنالي قسط وافر من النوم هذا واضح جداً، ما الذي يؤلمك؟ يجب أن نذهب الى الطبيب
نهضت ريهام من مكانها ثم قالت:
_ليس هناك ما يؤلم جسدي، لقد جفاني النوم بالأمس هذا هو كل شيء
نظرت لها والدتها في حزن وشفقة ثم قالت:
_لا تزالين تفكرين في والدك؟ هذا هو الأمر أليس كذلك؟
لم تجب ريهام في حين تابعت الأم:
_أعلم جيداً أن زواجك من حسام سوف يزيل الكثير من أوجاعك، لقد حاولت أن أكون لك أب وأم، وكان جدك بك حنون، لقد حظيت بعائلة يا صغيرتي الجميع بها يحبك، قدر لوالدك الرحيل مبكر لا يد لمخلوق في قدر الآخر
أعلم جيداً أن والدك يشعر بك ويبارك هذا الزواج
قالت ريهام في صوت منخفض:
_أنا أيضاً أشعر به
نظرت لها والدتها في شفقة وحنان ثم قالت:
_هيا يجب أن تتناولي وجبة الإفطار، ليس عليك البقاء في الغرفة كثيراً، جدك يزرع بعض أشجار الياسمين الجديدة، من الجيد أن
تشاهدين الغرس والنبته
أنت تحبين هذا
ألقت ريهام نظرة على المرآة مما دفع الأم أن تقول في لهجة تشجيع:
_أنت جميلة جداً
لم تجب ريهام تمنت أن تخبر والدتها بما حدث ليلة الأمس مع شعلان، ولكنها تذكرت كلمات شعلان عن العهد معها هي فقط
في مساء هذا اليوم تلقت ريهام اتصال هاتفي من حسام كان يتحدث عن بعض الأمور الخاصة بمنزل الزوجية الخاص بهم، طلبت منه ريهام في صوت به إصرار و تصميم
أن يحضر لها لرغبتها في الحديث معه بشأن خاص بكل منهم، مما دفعه أن يلبي طلبها في وقت قصير نزولاً لرغبتها
كان الهواء يهز أشجار الزيتون في عنف، تعجبت ريهام من حركة الرياح الثائرة، بعض ثمار الزيتون السوداء تساقطت مثل حجر أسود
يكاد يرجم المحيطين به
أختارت ريهام المكان لأنها تعلم جيداً أن الجد عارف يختلي بذاته بعد صلاة العشاء في غرفته
وقت كبير يقرأ المصحف الشريف أو الكتب الدينية
وقد كلفت ريهام الأم بإعداد عشاء متنوع
الاصناف من اجل حسام وعائلته التي سوف يأتون إلى المنزل بعد وقت قصير، مما جعل حرية الحديث مع حسام
والتحدث بعيد عن أذن
كل من الجد والأم
حسام وهو يصافح يد ريهام في شوق وحنان:
_كنت افكر بك قبل أن تقومٕ على مهاتفتي،
ريهام وهي تلتقط نفس عميق جداً تحاول أن تبحث بين الكلمات عن ما
يسهل لها وصف الأمر:
_لقد فكرت كثير في أمرنا معاً، ووجدت أن الأفضل لي ولك أن لا تكتمل تلك الزيجة
نظر لها حسام في دهشة وتعجب ثم حاول أن يبحث في وجهها عن المزاح والفكاهة ولكنه لم يجد مما دفعه أن يقول:
_لا أفهم معنى كلماتك! ما الذي تحاولين أن تصلين له؟
ريهام وهي تسير إلى أغصان شجرة الزيتون، تلتمس منها بعض الشجاعة:
_سوف تجد فتاة أفضل مني
نظر لها حسام في غضب ثم قال:
_أنا لست طفل صغير سوف تواسيني الكلمات المنمقة، أنا رجل ولدي حق أن أفهم ما سر هذا التغير المفاجيء؟ لقد تركتك بالأمس وكان كل شيء يسير على وجه حسن، تم أختيار فستان الزفاف، تم التوافق الفكري بيننا عشرات المرات، كانت بيننا لحظات حب وصدق، كانت بيننا ألف فكرة وفكرة عن حياتنا معاً في المستقبل، فما الذي جعل عقلك يفكر بتلك الطريقة في طرفة الليل؟ ما هذا التغير المفاجئ؟ ما سر تلك الأفكار هذا القرار؟
تمتمت ريهام في صوت منخفض قليل:
_أنها رغبتي
هتف حسام في استنكار:
_رغبتك!! كنت أنا رغبتك أيضاً ولهذا ترتدين خاتم خطبتي
تنهدت ريهام ثم قالت في صوت به قرار حاسم:
_تتغير الرغبات مع الوقت وتحت وطأة الظروف، أليس هذا صحيح؟
يجب أن نختار الحياة التي نريدها بقوة، تلك الحياة التي تضمن لنا سعادة أبدية
نظر لها حسام في عتاب ثم قال:
_كنت أظن أن انا الشخص الذي تكتمل به سعادتك
لم تجب ريهام ن أشاحت بوجهها بعيداً عنه مما دفعه أن يقول:
-لست أنا هذا الشخص، هل هذا يعني أن هناك شخص آخر؟
لم تجب ريهام مما دفع حسام أن يقول:
_هذا أفضل جواب
خلعت ريهام خاتم خطبتها ثم وضعته في يد حسام الذي قال في صوت قوي وهو يرفع رأسه ب كبرياء:
_تمنياني لك بالسعادة
غادر حسام المكان في خطوات سريعة، قبل أن تتجه ريهام في عجالة إلى غرفتها والدموع تملأ عينيها فليس من السهل أن نكتب بيدنا قرار الانفصال عن أحبتنا
ولكن بعض الأشخاص
في حياتنا لا يجب أن
يكونوا في وضع اختيار
خاصةً إذا كان هذا الشخص هو الأب
وما فعلته ريهام هو
دفع حسام أن يكهرها
ويبحث لذاته عن فتاة أخرى عوض عن أن يتمسك بأمل ما في العودة إلى ريهام مرة ثانية، ولقد كانت كلماته
عن وجود شخص آخر هو حل مناسب إلى دفع حسام أن يتخلى عن فكرة إكمال الإرتباط مع ريهام، فهي تعلم جيداً
أن حسام ذو عزة ذات وكرامة لن يفرض ذاته
على الفتاة كراهية
والتخمين في وجود شخص آخر، فكرة أيدت ريهام تلك الكذبة، حتى تشفى جراح حسام سريعاً هو مثل بتر الجزء
الذي يؤلمك في سرعة
حتى تستطيع أن تكمل حياتك،
ألقت ريهام جسدها المتعب على الفراش
هي تشعر أنها عادت من سفر بعيد كانت الوخزات
بتأنيب الضمير تجاه حسام والألم الذي سوف يعيشه فترة من الزمن
تؤلم جسدها وعقلها
ولكن العذر الوحيد الذي تلمسه إلى ذاتها
أن هناك سجين يبحث عن حريته منذ سنوات وسنوات، سجين بعيد عن ذويه يتوق لهم ويتوقون له، ينتظر تلك اللحظة التي يعود فيها الى دفء منزله بعد صقيع غربته ووحدته وعذابه، وهم أيضاً ينتظرون ضياء ينير
عتمه منزلهم وأوراحهم
بعد ظلام طويل أحاط بهم في غيابه، أنها تعلم جيداً أنها مفتاح الزنزانة
الفردية التي تم إغلاقها على الوالد سنوات وسنوات ولقد حان الوقت أن يتحرر السجين
لقد فتحت باب السجن
وتنتظر إشارة السجان أن يطلقه، تنتظر أن يفي شعلان بوعده له
ا ❈-❈-❈
فتحت والدة ريهام باب الغرفة قالت في صوت به الكثير من الحيرة:
_ريهام أين حسام وعائلته؟ لقد تأخر الوقت
هتفت ريهام وهي تضع رأسها على الوسادة،وتشدد المفرش على رأسها:
_لن يأتي حسام يا أمي
قالت الأم في حيرة:
_لماذا؟
ريهام وهي تطفيء نورالمصباح الذي يجاور
يدها:
_سوف يغيب حسام فترة من الوقت، لديه بعض المشاغل الكثيرة، لقد خصصت له الجامعة بعض من التدريس خارج الكلية الخاصة به، وقد يضاف أسمه الى قائمة البعثات، هناك كثير من الأمور الطارئة التي تعوق الزواج هذي الفترة،
وإيمان أعتذرت لي أنها مريضة وكذلك الأم
تمتمت الأم في استسلام:
_ يبدو الوضع غريب بعض الشيء، المفاجآت مثل المطر التي يأتي في أوقات غير الشتاء، غريب ولكنه مثمر، يمكن لكل الأمور أن يعاد ترتيبها
ثم نظرت إلى ريهام وقالت:
_نوم هنيئاً
فور أن خرجت الأم من الغرفة، شعرت ريهام بحرارة الغرفة تزداد سخونة، ظهرت بعض فراشات حمراء اللون في منتصف الغرفة يتراقصون في صوت به ضجة حادة وصخب
وصدرت منهم همهمات ضاحكة تم فتح النافذة في قوة وعنف ، توقفت الفراشات في منتصف الغرفة صمتت الأصوات
ثم ظهر شعلان ونظر إلى الفراشات وقال:
_هذا الاحتفال يكفى
ثم نظر ريهام وقال:
_ هذا نوع من الاحتفال أردت أن يتم في هذا الوقت، أنهم نوع من أنواع الجان الصدحات الطائر
ثم أشار إلى الفراشات، فظهرت سبع من الجنيات
ذوات جمال خارق بشعور حمراء يلف حول أجسادهم المرنة وقال في صوت به صيغة الأمر الحاد:
_عليكم الرحيل الآن
اختفت الفراشات في صورة سريعة، مما دفع ريهام أن تقول في سخط:
_لقد نفذت ما أردت، تم إنهاء الخطبة، يجب أن تطلق سراح والدي
قال شعلان وهو يقترب منها:
_لقد كان الشرط الأول هو رؤية والدك مقابل إنهاء الخطبة،والشرط الثاني مقابل إطلاق سراحه
قالت ريهام وهي تنظر له في ضيق:
_أريد الذهاب الى والدي الآن
جلس شعلان على حافة الفراش ثم قال:
_لك هذا
ثم نظر إلى المرآة وقال:
_الآن
ولكن ريهام قالت في صوت به نبرة وعيد:
_لا ، أريد أن أشاهده وجهاً إلى وجه، لا تمارس الخدع هنا أنا أحذرك من عواقب هذا
ارتفعت ضحكة شعلان ثم قال في خبث ومكر:
_عواقب!؟ أيتها الصغيرة والدك سجين في إحدى كهوف البحر، هل تدركين
من هو الذي عليه أن يتحمل العواقب؟
هتفت ريهام في صوت أشبهه بالصراخ:
_أنت وحدك من سوف يتحمل العواقب، أنظر إلى الأيام الماضية وتعلم الدرس، لقد كاد أن يتم دفنك هنا
نظر لها شعلان في غضب ثم قال:
_اذا لم تتعلمي أن تهذبي هذا اللسان سوف تشاهدين م-ق-تل والدك، سوف أقوم على تقديمه قربان يوم القمر الدموي
هذا الأمر هو افضل درس تتلقينه في عمرك، ربما من الأجدر أن تمضي عمره كله ودماء والدك ملطخ بها عنقك
هتفت ريهام في غضب:
_أحذرك أن تفعل هذا بوالدي
قال شعلان وهو يغلق النافذة في عنف:
_سوف أفعل ما أريده أنا ملك وهذا سجين لدي، والآن يا بنت الأنس، سوف أغيب عنك فترة من الزمن حين تتعلمين كيف يكون الدرس مع ملك ساچا، سوف أمنحك
صك غفران
اختفى شعلان فجأة من أمام عين ريهام مما دفع ريهام أن تصرخ:
_شعلان لا تؤذي والدي
ران الصمت في الغرفة بضع دقائق، قبل أن تقول ريهام في صوت به إصرار وثقة:
_أعلم جيداً أنك لا تزال في الغرفة، لا تؤذي والدي، لقد فعلت ما تريد من أجله
ظهر عينين في المرآة تشبه أعين القطط، تصبغ على المرآة لون أحمر قاني مشقوقة طولياً ترسل ومضات تضيء الغرفة بوهج حراري حاد، تملأ المرآة، أقتربت ريهام من المرآة ثم قالت:
_لقد اخللت بالأتفاق الذي بيننا
ظهر صوت شعلان مثل ما يشبه عواء الذئب قائلاً:
_سوف تشاهدين والدك ولكن ليس الآن
هتفت ريهام في غضب:
_ما تفعله هو ضغط حاد على عقلي، لا أستطيع الانتظار أكثر، أسرعت في الأمر الذي طلبته، حتى أشاهده سريعاً
هتف شعلان في صوت غاضب:
_ خير لك أن تتدرب اعصابك ولسانك أيضاً على الأستعمال الهادئ،
حين يتم الأمر سوف تشاهدين والدك
هتفت ريهام في صوت به من الحسرة الكثير:
_ليس عليك أن تفعل هذا
اختفت العينين من المرآة في حين قالت ريهام وهي تنظر إلى المرآة:
_لي رغبة في مشاهدة والدي الآن، أنها رغبتي هل سوف ترفضها؟ هذا ما أريد هل سوف تتجاهل ما أريد؟
دون أن يظهر أي أثر ل شعلان في الغرفة جاء صوت شعلان قائلاً:
_كهوف مادا يشرف عليها غيلان ماتشا، سوف يكون الأمر قاسي كثير عليك، يجب أن تهدأ ذاتك قليلاً
جلست ريهام على حافة الفراش ثم قالت:
_غيلان ماتشا!؟ هل الغيلان تؤذي والدي!؟
جاء صوت شعلان يجيب:
_سجين الملك لا يستطيع أن يقوم على ايذاءه أي نوع من الجان بناء على رغبتي أنا، والدك سجين مميز والجميع يعلم هذا
هتفت ريهام في حيرة:
_ لقد هدأت أعصابي كثير بعد كلماتك، أصبح الأمر الآن أكثر استيعاب، الملك شعلان من يتحكم في كل الأمور، أر يد رؤيته الآن، هل الأمر صعب تنفيذه إلى هذا الحد؟
ظهر صوت شعلان قائلاً:
_عليك الانتظار بعض من الوقت، ليس هناك صعب على شعلان، ولكن الكهوف يجب أن تكون ءامنة
هتفت ريهام في حيرة:
_ما هو نوع الخطر في الكهف؟ يمكنك إبعاد الخطر وتذليل الأمر أليس كذلك؟ أو هو شيء صعب القيام به، يمكننا إيجاد طريقة معاً لابطال الخطر
قال شعلان وهو يظهر في صورة سريعة ومفاجئة أمام عين ريهام:
_ليس هناك ما يصعب على شعلان فعله
قالت ريهام في نفاذ صبر:
_أذن ماذا؟!
هتف شعلان وهو ينظر إلى النافذة المفتوحة:
_أرشبيل
ساد صمت ممزوج بهواء ثقيل في المكان، ثم صدرت في زوايا الغرفة غبار أتربة زرقاء اللون، وسمعت أذن ريهام صوت خطوات تشبه أصوات النقر في الغرفة قبل أن يظهر أرشبيل بعد ثوان، وهو يقف خلف شعلان مباشرة مما دفع شعلان أن يكملوهو يشير إلى الخلف:
_هذا هو أرشبيل قائد جيوش الجان، وهو النماردي الذي تولى أمر والدك في السنوات السابقة
نظرت ريهام إلى ارشبيل ثم قالت:
_وبعد
نظر لها أرشبيل في عمق ثم تقدم خطوتين إلى الأمام نظر إلى شعلان في طاعة وعرفان و قام بالانحناء و قال:
_الملك باروخ(شعلان) معظم في كل مكان وكل أرض
قال باروخ وهو ينظر إلى ريهام:
_كهوف مادا السوداء، يجب أن نذهب الآن إلى كهوف مادا، في المحيط
قال ارشبيل وهو ينظر إلى ريهام:
_ مع بنت الأنس!؟
قال شعلان و هو ينظر إلى ريهام في إهتمام وعمق:
_أجل، رفيقتي الليلة هي بنت الأنس
هتف ارشبيل في خضوع:
_لك هذا
قال باروخ وهو ينظر إلى ريهام في إعجاب:
_أخبر غيلان ماتشا أن الليلة ذات شأن كبير، وما يريده باروخ يجب أن يكون والإ سوف يسحق من يعترض على قرار باروخ
هتف ارشبيل في تجليل واحترام ل باروخ:
_ميت من يرفض أوامر ملك ساچاالفصل السادس
فردت والدة ريهام فستان الزفاف الأبيض أمامها ثم قامت بوضع قطعة ثقيلة من الدانتيل الثقيل على الجزء المكشوف وقامت على خياطته، ثم قالت وهي تنظر إلى غرفة ريهام:
_لقد تأخرت في النوم كثير العروس
ثم قامت بالنداء عليها في صوت مرتفع:
_ريهام، لقد ملأت الشمس البيت يا ريحانة القلب
نظرت الأم إلى باب غرفة ريهام المغلق ثم نهضت من مكانها وقد تسلل الخوف إليها فتحت الباب في سرعة كانت ريهام تجلس إلى جوار النافذة، قالت والدتها وهي تقترب منها:
_ريهام ما الأمر؟ لماذا تجلسين وحدك هنا؟ هل أنت مريضة؟
تمتمت ريهام في صوت منخفض:
_بعض الشيء
قالت الأم وهي ترمق ريهام بنظرة قلق:
_عينيك ذابلة، لم تنالي قسط وافر من النوم هذا واضح جداً، ما الذي يؤلمك؟ يجب أن نذهب الى الطبيب
نهضت ريهام من مكانها ثم قالت:
_ليس هناك ما يؤلم جسدي، لقد جفاني النوم بالأمس هذا هو كل شيء
نظرت لها والدتها في حزن وشفقة ثم قالت:
_لا تزالين تفكرين في والدك؟ هذا هو الأمر أليس كذلك؟
لم تجب ريهام في حين تابعت الأم:
_أعلم جيداً أن زواجك من حسام سوف يزيل الكثير من أوجاعك، لقد حاولت أن أكون لك أب وأم، وكان جدك بك حنون، لقد حظيت بعائلة يا صغيرتي الجميع بها يحبك، قدر لوالدك الرحيل مبكر لا يد لمخلوق في قدر الآخر
أعلم جيداً أن والدك يشعر بك ويبارك هذا الزواج
قالت ريهام في صوت منخفض:
_أنا أيضاً أشعر به
نظرت لها والدتها في شفقة وحنان ثم قالت:
_هيا يجب أن تتناولي وجبة الإفطار، ليس عليك البقاء في الغرفة كثيراً، جدك يزرع بعض أشجار الياسمين الجديدة، من الجيد أن
تشاهدين الغرس والنبته
أنت تحبين هذا
ألقت ريهام نظرة على المرآة مما دفع الأم أن تقول في لهجة تشجيع:
_أنت جميلة جداً
لم تجب ريهام تمنت أن تخبر والدتها بما حدث ليلة الأمس مع شعلان، ولكنها تذكرت كلمات شعلان عن العهد معها هي فقط
في مساء هذا اليوم تلقت ريهام اتصال هاتفي من حسام كان يتحدث عن بعض الأمور الخاصة بمنزل الزوجية الخاص بهم، طلبت منه ريهام في صوت به إصرار و تصميم
أن يحضر لها لرغبتها في الحديث معه بشأن خاص بكل منهم، مما دفعه أن يلبي طلبها في وقت قصير نزولاً لرغبتها
كان الهواء يهز أشجار الزيتون في عنف، تعجبت ريهام من حركة الرياح الثائرة، بعض ثمار الزيتون السوداء تساقطت مثل حجر أسود
يكاد يرجم المحيطين به
أختارت ريهام المكان لأنها تعلم جيداً أن الجد عارف يختلي بذاته بعد صلاة العشاء في غرفته
وقت كبير يقرأ المصحف الشريف أو الكتب الدينية
وقد كلفت ريهام الأم بإعداد عشاء متنوع
الاصناف من اجل حسام وعائلته التي سوف يأتون إلى المنزل بعد وقت قصير، مما جعل حرية الحديث مع حسام
والتحدث بعيد عن أذن
كل من الجد والأم
حسام وهو يصافح يد ريهام في شوق وحنان:
_كنت افكر بك قبل أن تقومٕ على مهاتفتي،
ريهام وهي تلتقط نفس عميق جداً تحاول أن تبحث بين الكلمات عن ما
يسهل لها وصف الأمر:
_لقد فكرت كثير في أمرنا معاً، ووجدت أن الأفضل لي ولك أن لا تكتمل تلك الزيجة
نظر لها حسام في دهشة وتعجب ثم حاول أن يبحث في وجهها عن المزاح والفكاهة ولكنه لم يجد مما دفعه أن يقول:
_لا أفهم معنى كلماتك! ما الذي تحاولين أن تصلين له؟
ريهام وهي تسير إلى أغصان شجرة الزيتون، تلتمس منها بعض الشجاعة:
_سوف تجد فتاة أفضل مني
نظر لها حسام في غضب ثم قال:
_أنا لست طفل صغير سوف تواسيني الكلمات المنمقة، أنا رجل ولدي حق أن أفهم ما سر هذا التغير المفاجيء؟ لقد تركتك بالأمس وكان كل شيء يسير على وجه حسن، تم أختيار فستان الزفاف، تم التوافق الفكري بيننا عشرات المرات، كانت بيننا لحظات حب وصدق، كانت بيننا ألف فكرة وفكرة عن حياتنا معاً في المستقبل، فما الذي جعل عقلك يفكر بتلك الطريقة في طرفة الليل؟ ما هذا التغير المفاجئ؟ ما سر تلك الأفكار هذا القرار؟
تمتمت ريهام في صوت منخفض قليل:
_أنها رغبتي
هتف حسام في استنكار:
_رغبتك!! كنت أنا رغبتك أيضاً ولهذا ترتدين خاتم خطبتي
تنهدت ريهام ثم قالت في صوت به قرار حاسم:
_تتغير الرغبات مع الوقت وتحت وطأة الظروف، أليس هذا صحيح؟
يجب أن نختار الحياة التي نريدها بقوة، تلك الحياة التي تضمن لنا سعادة أبدية
نظر لها حسام في عتاب ثم قال:
_كنت أظن أن انا الشخص الذي تكتمل به سعادتك
لم تجب ريهام ن أشاحت بوجهها بعيداً عنه مما دفعه أن يقول:
-لست أنا هذا الشخص، هل هذا يعني أن هناك شخص آخر؟
لم تجب ريهام مما دفع حسام أن يقول:
_هذا أفضل جواب
خلعت ريهام خاتم خطبتها ثم وضعته في يد حسام الذي قال في صوت قوي وهو يرفع رأسه ب كبرياء:
_تمنياني لك بالسعادة
غادر حسام المكان في خطوات سريعة، قبل أن تتجه ريهام في عجالة إلى غرفتها والدموع تملأ عينيها فليس من السهل أن نكتب بيدنا قرار الانفصال عن أحبتنا
ولكن بعض الأشخاص
في حياتنا لا يجب أن
يكونوا في وضع اختيار
خاصةً إذا كان هذا الشخص هو الأب
وما فعلته ريهام هو
دفع حسام أن يكهرها
ويبحث لذاته عن فتاة أخرى عوض عن أن يتمسك بأمل ما في العودة إلى ريهام مرة ثانية، ولقد كانت كلماته
عن وجود شخص آخر هو حل مناسب إلى دفع حسام أن يتخلى عن فكرة إكمال الإرتباط مع ريهام، فهي تعلم جيداً
أن حسام ذو عزة ذات وكرامة لن يفرض ذاته
على الفتاة كراهية
والتخمين في وجود شخص آخر، فكرة أيدت ريهام تلك الكذبة، حتى تشفى جراح حسام سريعاً هو مثل بتر الجزء
الذي يؤلمك في سرعة
حتى تستطيع أن تكمل حياتك،
ألقت ريهام جسدها المتعب على الفراش
هي تشعر أنها عادت من سفر بعيد كانت الوخزات
بتأنيب الضمير تجاه حسام والألم الذي سوف يعيشه فترة من الزمن
تؤلم جسدها وعقلها
ولكن العذر الوحيد الذي تلمسه إلى ذاتها
أن هناك سجين يبحث عن حريته منذ سنوات وسنوات، سجين بعيد عن ذويه يتوق لهم ويتوقون له، ينتظر تلك اللحظة التي يعود فيها الى دفء منزله بعد صقيع غربته ووحدته وعذابه، وهم أيضاً ينتظرون ضياء ينير
عتمه منزلهم وأوراحهم
بعد ظلام طويل أحاط بهم في غيابه، أنها تعلم جيداً أنها مفتاح الزنزانة
الفردية التي تم إغلاقها على الوالد سنوات وسنوات ولقد حان الوقت أن يتحرر السجين
لقد فتحت باب السجن
وتنتظر إشارة السجان أن يطلقه، تنتظر أن يفي شعلان بوعده لها ❈-❈-❈
فتحت والدة ريهام باب الغرفة قالت في صوت به الكثير من الحيرة:
_ريهام أين حسام وعائلته؟ لقد تأخر الوقت
هتفت ريهام وهي تضع رأسها على الوسادة،وتشدد المفرش على رأسها:
_لن يأتي حسام يا أمي
قالت الأم في حيرة:
_لماذا؟
ريهام وهي تطفيء نورالمصباح الذي يجاور
يدها:
_سوف يغيب حسام فترة من الوقت، لديه بعض المشاغل الكثيرة، لقد خصصت له الجامعة بعض من التدريس خارج الكلية الخاصة به، وقد يضاف أسمه الى قائمة البعثات، هناك كثير من الأمور الطارئة التي تعوق الزواج هذي الفترة،
وإيمان أعتذرت لي أنها مريضة وكذلك الأم
تمتمت الأم في استسلام:
_ يبدو الوضع غريب بعض الشيء، المفاجآت مثل المطر التي يأتي في أوقات غير الشتاء، غريب ولكنه مثمر، يمكن لكل الأمور أن يعاد ترتيبها
ثم نظرت إلى ريهام وقالت:
_نوم هنيئاً
فور أن خرجت الأم من الغرفة، شعرت ريهام بحرارة الغرفة تزداد سخونة، ظهرت بعض فراشات حمراء اللون في منتصف الغرفة يتراقصون في صوت به ضجة حادة وصخب
وصدرت منهم همهمات ضاحكة تم فتح النافذة في قوة وعنف ، توقفت الفراشات في منتصف الغرفة صمتت الأصوات
ثم ظهر شعلان ونظر إلى الفراشات وقال:
_هذا الاحتفال يكفى
ثم نظر ريهام وقال:
_ هذا نوع من الاحتفال أردت أن يتم في هذا الوقت، أنهم نوع من أنواع الجان الصدحات الطائر
ثم أشار إلى الفراشات، فظهرت سبع من الجنيات
ذوات جمال خارق بشعور حمراء يلف حول أجسادهم المرنة وقال في صوت به صيغة الأمر الحاد:
_عليكم الرحيل الآن
اختفت الفراشات في صورة سريعة، مما دفع ريهام أن تقول في سخط:
_لقد نفذت ما أردت، تم إنهاء الخطبة، يجب أن تطلق سراح والدي
قال شعلان وهو يقترب منها:
_لقد كان الشرط الأول هو رؤية والدك مقابل إنهاء الخطبة،والشرط الثاني مقابل إطلاق سراحه
قالت ريهام وهي تنظر له في ضيق:
_أريد الذهاب الى والدي الآن
جلس شعلان على حافة الفراش ثم قال:
_لك هذا
ثم نظر إلى المرآة وقال:
_الآن
ولكن ريهام قالت في صوت به نبرة وعيد:
_لا ، أريد أن أشاهده وجهاً إلى وجه، لا تمارس الخدع هنا أنا أحذرك من عواقب هذا
ارتفعت ضحكة شعلان ثم قال في خبث ومكر:
_عواقب!؟ أيتها الصغيرة والدك سجين في إحدى كهوف البحر، هل تدركين
من هو الذي عليه أن يتحمل العواقب؟
هتفت ريهام في صوت أشبهه بالصراخ:
_أنت وحدك من سوف يتحمل العواقب، أنظر إلى الأيام الماضية وتعلم الدرس، لقد كاد أن يتم دفنك هنا
نظر لها شعلان في غضب ثم قال:
_اذا لم تتعلمي أن تهذبي هذا اللسان سوف تشاهدين م-ق-تل والدك، سوف أقوم على تقديمه قربان يوم القمر الدموي
هذا الأمر هو افضل درس تتلقينه في عمرك، ربما من الأجدر أن تمضي عمره كله ودماء والدك ملطخ بها عنقك
هتفت ريهام في غضب:
_أحذرك أن تفعل هذا بوالدي
قال شعلان وهو يغلق النافذة في عنف:
_سوف أفعل ما أريده أنا ملك وهذا سجين لدي، والآن يا بنت الأنس، سوف أغيب عنك فترة من الزمن حين تتعلمين كيف يكون الدرس مع ملك ساچا، سوف أمنحك
صك غفران
اختفى شعلان فجأة من أمام عين ريهام مما دفع ريهام أن تصرخ:
_شعلان لا تؤذي والدي
ران الصمت في الغرفة بضع دقائق، قبل أن تقول ريهام في صوت به إصرار وثقة:
_أعلم جيداً أنك لا تزال في الغرفة، لا تؤذي والدي، لقد فعلت ما تريد من أجله
ظهر عينين في المرآة تشبه أعين القطط، تصبغ على المرآة لون أحمر قاني مشقوقة طولياً ترسل ومضات تضيء الغرفة بوهج حراري حاد، تملأ المرآة، أقتربت ريهام من المرآة ثم قالت:
_لقد اخللت بالأتفاق الذي بيننا
ظهر صوت شعلان مثل ما يشبه عواء الذئب قائلاً:
_سوف تشاهدين والدك ولكن ليس الآن
هتفت ريهام في غضب:
_ما تفعله هو ضغط حاد على عقلي، لا أستطيع الانتظار أكثر، أسرعت في الأمر الذي طلبته، حتى أشاهده سريعاً
هتف شعلان في صوت غاضب:
_ خير لك أن تتدرب اعصابك ولسانك أيضاً على الأستعمال الهادئ،
حين يتم الأمر سوف تشاهدين والدك
هتفت ريهام في صوت به من الحسرة الكثير:
_ليس عليك أن تفعل هذا
اختفت العينين من المرآة في حين قالت ريهام وهي تنظر إلى المرآة:
_لي رغبة في مشاهدة والدي الآن، أنها رغبتي هل سوف ترفضها؟ هذا ما أريد هل سوف تتجاهل ما أريد؟
دون أن يظهر أي أثر ل شعلان في الغرفة جاء صوت شعلان قائلاً:
_كهوف مادا يشرف عليها غيلان ماتشا، سوف يكون الأمر قاسي كثير عليك، يجب أن تهدأ ذاتك قليلاً
جلست ريهام على حافة الفراش ثم قالت:
_غيلان ماتشا!؟ هل الغيلان تؤذي والدي!؟
جاء صوت شعلان يجيب:
_سجين الملك لا يستطيع أن يقوم على ايذاءه أي نوع من الجان بناء على رغبتي أنا، والدك سجين مميز والجميع يعلم هذا
هتفت ريهام في حيرة:
_ لقد هدأت أعصابي كثير بعد كلماتك، أصبح الأمر الآن أكثر استيعاب، الملك شعلان من يتحكم في كل الأمور، أر يد رؤيته الآن، هل الأمر صعب تنفيذه إلى هذا الحد؟
ظهر صوت شعلان قائلاً:
_عليك الانتظار بعض من الوقت، ليس هناك صعب على شعلان، ولكن الكهوف يجب أن تكون ءامنة
هتفت ريهام في حيرة:
_ما هو نوع الخطر في الكهف؟ يمكنك إبعاد الخطر وتذليل الأمر أليس كذلك؟ أو هو شيء صعب القيام به، يمكننا إيجاد طريقة معاً لابطال الخطر
قال شعلان وهو يظهر في صورة سريعة ومفاجئة أمام عين ريهام:
_ليس هناك ما يصعب على شعلان فعله
قالت ريهام في نفاذ صبر:
_أذن ماذا؟!
هتف شعلان وهو ينظر إلى النافذة المفتوحة:
_أرشبيل
ساد صمت ممزوج بهواء ثقيل في المكان، ثم صدرت في زوايا الغرفة غبار أتربة زرقاء اللون، وسمعت أذن ريهام صوت خطوات تشبه أصوات النقر في الغرفة قبل أن يظهر أرشبيل بعد ثوان، وهو يقف خلف شعلان مباشرة مما دفع شعلان أن يكملوهو يشير إلى الخلف:
_هذا هو أرشبيل قائد جيوش الجان، وهو النماردي الذي تولى أمر والدك في السنوات السابقة
نظرت ريهام إلى ارشبيل ثم قالت:
_وبعد
نظر لها أرشبيل في عمق ثم تقدم خطوتين إلى الأمام نظر إلى شعلان في طاعة وعرفان و قام بالانحناء و قال:
_الملك باروخ(شعلان) معظم في كل مكان وكل أرض
قال باروخ وهو ينظر إلى ريهام:
_كهوف مادا السوداء، يجب أن نذهب الآن إلى كهوف مادا، في المحيط
قال ارشبيل وهو ينظر إلى ريهام:
_ مع بنت الأنس!؟
قال شعلان و هو ينظر إلى ريهام في إهتمام وعمق:
_أجل، رفيقتي الليلة هي بنت الأنس
هتف ارشبيل في خضوع:
_لك هذا
قال باروخ وهو ينظر إلى ريهام في إعجاب:
_أخبر غيلان ماتشا أن الليلة ذات شأن كبير، وما يريده باروخ يجب أن يكون والإ سوف يسحق من يعترض على قرار باروخ
هتف ارشبيل في تجليل واحترام ل باروخ:
_ميت من يرفض أوامر ملك ساچا
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية لعنة كنز شعلان لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية