رواية جديدة لعنة كنز شعلان لهالة محمد الجمسي - الفصل 7
رواية رعب من روايات وقصص الكاتبة
هالة محمد الجمسي
رواية لعنة كنز شعلان
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
رواية لعنة كنز شعلان
الفصل السابع
قال أرشبيل وهو ينظر إلى ريهام:
_كهوف مادا في المحيط الهادئ تحت عميق سحيق من المحيط، لا يستطيع الدخول لها غير الجان ولا يستطيع البشر تحمل هذا المكان الظلام وضغط الماء يقضي على الجميع هناك
قالت ريهام في فزع وهي تنظر إلى كل منهم:
_اذن كيف استطاع ابي العيش هناك؟
قال شعلان وهو ينظر إلى ريهام في تفاخر وتباهي:
_أخبرتك من قبل أن والدك يتمتع بعدة مزايا هذا لأنه والدك، حياته احافظ عليها بكل ما أوتي لي من سلطان وقدرات من اجلك أنت، ولقد سخرت له الغيلان من أجل الحفاظ على حياته من أي كائنات بحرية شرسة، هناك العديد والعديد من كائنات البحر غير معلن عنهم لديكم ينتظرون السفن الغارقة لاكل البشر، والدك نزيل من نوع خاص في سجون الجان، ومنذ تم سجنه هناك وهو يرتدي غلالة التنفس(رداء التنفس)
قالت ريهام في حيرة:
_رداء تنفس! هل تقصد مثل ملابس الغواصين في قاع البحر؟
هز شعلان رأسه الضخم المشتعل ثم قال:
_لا يا عزيزتي ليست ملابس غوص تحتوي على اكسجين تنفس، نحن الجان نمتلك أحدث تقنيات العلم ونسبق البشر في العلم والتكنولوجيا في الكثير الكثير من الأمور
قالت ريهام وهي تنظر إلى شعلان في كراهية:
_ما تتحدث عنه ليست مزايا
نظر لها شعلان نظرة تحذير، مما جعل ريهام تنظر إلى أرشبيل الذي يتابع الأمر في حالة من الملل وعدم الرغبة في النظر لها ولكنه مجبر على هذا، قالت ريهام وهي تنظر إلى شعلان:
_اريد الذهاب الى والدي يا ملك ساچا
أبتسم شعلان في نصر وتحدي ثم نظر إلى أرشبيل دون أن ينطق بكلمة واحدة أشار بيده له، احنى ارشبيل رأسه ثم ظهرت بين يده رداء طويل ذهبي اللون ذو غطاء على الراس يظهر فقط العين قال شعلان وهو يلتقط الرداء من ارشبيل ويلبسه إلى ريهام التي قالت وهي تحاول الابتعاد:
_يمكنني ارتداءها بنفسي
ولكن شعلان كان قد انتهى بالفعل من إسقاط الرداء فوق جسد ريهام ثم قال في حسم:
_عليك التمسك بذراعي جيداً
ترددت ريهام أن تفعل هذا الفعل ولكن نظرا شعلان التي أوضحت أنه لا مفر من الفعل والإ لن تشاهد والدها جعلها تفعل هذا وتضع يدها على يده
لم تعرف ريهام كيف حدث هذا فور أن وضعت يدها على يد شعلان، شاهدت ذاتها تغوص في البحر والغريب انها كانت تتنفس في حرية تامة ولا يصل لها أي ذرة من الماء لقد كان الرداء واقي جيد لها ومادة أيضا للتنفس، ارشبيل كان يرافقهم في الخلف ويتولى مسئولية الدفاع جيداً، رغم أن الأسماك المفترسة كانت تبتعد تلقائياً فور مشاهدتها
ل شعلان ملك ساچا
والقليل الذي حاول المهاجمة اكتفى أرشبيل
بتمزيق جسده بيده فقط والقاءه إلى أقرانه
كذلك تولى ارشبيل أمر بعض الرخويات بأن نفخ
فيها بعض من النار القليل ،فتحولت إلى ذرات
وانتهت إلى الأبد
شاهدت ريهام الكثير من الأسماك والكائتات النادرة
وكذلك شاهدت حطام سفن غارقة الصدأ الذي يعلوها يخبرها أنها هنا
منذ الآف السنوات وأنها مقابر لأصحابها، بعض الأسماك كانت تلهو
في السفن، مما جعل إحدى الجماجم تقفز فجأة في وجه ريهام
شعرت ريهام ببعض
القلق والحزن وتساءلت
في أعماق قلبها عن جمجمة هذا الميت
لا شك أن أسرته لا تزال تنتظره أو تنظر رفاته
ظهر ظلام حاد معتم
استمر ثانية واحدة فقط
ثم أضاء أرشبيل المكان
بحجر ناري توسط يده
ظهرت اسماك تشبه الفراشات ملونة طائرة
قال ارشبيل بضع كلمات
لم تفهم ريهام كلمات ارشبيل ولكنها أيقنت
أن الحجر من أعماق البحر، وأن الفراشات جئن به من أجل المساعدة أو الترحيب
يشعلان ورفيقه أرشبيل
لا شك أن الأسماك التي تشبه الفراشات نوع من أنواع الجان ولكن وجه ارشبيل الغاضب كان يشير إلى عقاب الجان
ومع دهشة ريهام صدر من الفراشات صوت يشبه البكاء الطفولي الشديد، ونظرت إلى شعلان في توسل حاد ورجاء ولكن وجه شعلان كان يحمل غضب أكثر من وجه ارشبيل ذاته، مما دفع ريهام أن تشعر بالشفقة والحزن على الجان
❈-❈-❈
هزت ريهام يد شعلان في رفق
مما دفع شعلان أن ينظر لها في حدة ثم توجه في سرعة إلى إحدى المغارات في البحر
وتتبعه الجان وأرشبيل
قال شعلان وهو يشير إلى الأسماك الطائرات:
_لقد قمتم على سرقة حجر النور النار
عاد بكاء الجان من جديد مما دفع ريهام أن تهز له بيدها من جديد، مما جعل شعلان يقول:
_الحجر الناري ليس ملك لهم، أنه منارة لجنود الجان،هناك الكثير من الحروب التي تدار هنا في أعماق البحار، وهذا ليس مجال للعبث أو اللهو
أقترب أرشبيل من بنات الجان مما جعل الجميع يتراجع إلى الخلف، إحدى الجنيات وضعت رأسها على صخر المغارة
ظهرت طفلة صغيرة صلعاء شديدة البياض تحمل جلد شديد النعومة
وعين تمتلأ براءة مثل عيون الأطفال تماماً جسدها كان هزيل جدآ ونحيف وكذلك قامتها لم تكن طويلة بل تميل إلى القصر ثم تحدثت بصوت يشبه صوت الأطفال وقالت:
_قبل أن تأمر بقتلنا يا باروخ الأعظم، لدينا رجاء وتوسل ربما يشفع لنا يوم كنا نحن نحتفل يوم تتويجك على ساچا، نطلب منك السماح والعفو، لقد كان هذا جهل غير متعمد من أصغر الرفيقات تعلم جيداً أن اكلنا هو الأحجار الصدفية، وما فعلته كومي الصغيرة عن غير عمد كان من أجل أنها المرة الأولى في الخروج من المغارة ظنته طعام صدفي
ثم نظرت إلى ارشبيل وقالت:
_نقدس أم الحيات نقدس أم الحيات، كنت في خدمتها منذ سنوات بعيدة، أنا شوچ ورفيقاتي يطلبون بعض المغفرة، ونرجو منها فقط عفو ومنك أيها النماردي حق العفو والغفران
ثم نظرت إلى ريهام وقالت:
_السيدة العظيمة التي لا شك أن وجودها إلى هنا برفقة شعلان يحمل شيء من منح وعطايا الملوك هذا اليوم فلتتم
اليوم إكراماً لها
ساد صمت في المغارة السوداء التي امتلأ كل ركن بها بجماجم بشرية مضيئة وضعت مكان الأعين الفارغة أحجار كريمة مختلفة زمرد ياقوت لؤلؤ
في حين قال شعلان وهو ينظر إلى ارشبيل:
_ ما فعلته الجنيات خطأ كبير، يستحق عليهن العقاب، هذا أمر لا يناقش، ولن يترك دون عفاب، الموت راحة وليس عقاب، لهذا سوف يسجنون جميعاً في المغارة في سجن أبدي غير مصرح لهم بالخروج إلى البحر
لفظت الجنيه شوچ من فمها قطعة صغيره تشبه العملة الفضية ولكنها مدببة من كل الأطراف، ظهرت الجنيات الآخرين على هيئتهم الحقيقة تشبه شوس تماماً
فقط الاختلاف في لون الأعين التي تنافرت بين الازرق والأسود والبني والأحمر والأخضر كل يحمل لون عين مختلف
فعلوا باقي الجنيات، ما قامت شوچ على فعله وهم يبكون
اقتربت الجنية كومي جمعت الحجر ثم الصقته ببعض ووضعته أمام ريهام في تساؤل كبير تنتظر إذن من شعلان في حين هز شعلان رأسه علامة الموافقة
مما دفع الجنيه أن تدور في هدوء وسرعة حول عنق ريهام وتضع العقد التي قامت على صنعه من أحجار حول عنق ريهام ثم تخرج مسرعة من الرداء دون أن يتخلل اي ماء داخل جسد ريهام
قال ارشبيل وهو يخرج من المغارة:
_ صبايا الڤولا الكاذبات السارقات
قال شعلان وهو ينظر إلى ريهام :
_صبايا الڤيولا هم قبيلة من الجان تسكن مغارات البحر يقومون على سرقة
كل شيء يلمع من السفن الغارقة،ويقومون كذلك على سرقة الاحجار الكريمة من اعماق البحار،
ويزينون بها المغارة الخاصة بهم في جماجم البشر الذين غرقوا، يقومون هم ذاتهم بتحنيطهم،هم ممثلات بارعات ولقد سرقوا الحجر الناري وهم يعرفون جيداً قيمته
كانوا يبحثون عن مصدر مضاعف للقوى
ثم أطلق ضحكة كبيرة وتابع:
_الممثلاث من البشر التي وصلت إلى العالمية
تم تعليمهم على يد شوچ
قال ارشبيل وهو يغلق باب المغارة في قوى بيده فقط:
_المسرحية الهزلية الكوميدية التي قاموا بها في النهاية تشهد لهم بالخداع حقاً
قال باروخ( شعلان ) وهو ينظر إلى ريهام:
_عقد ڤيولا هو هدية لك من أجل أن تذكري لقاءك بهم وتطلبي لهم العفو مرة ثانية، أنه رسالة تذكير لك، هذا هو الهدف فقط
ثم نظر إلى أرشبيل وقال:
_رغم الكذب الذي يتمتعون به ولكنهم اذكياء
هتف ارشبيل وهو ينظر في كل اتجاهات البحر:
_هم كذلك فعلاً، يجيدون صنع الحيل، لا يتوقفون عن الكذب والأمل والرجاء والتوسل والتمثيل
أشار أرشبيل إلى الأمام وقال:
_الكهل الرائي قريب جداً
قال شعلان في صوت حاد يشبه هدير الموج:
_وإن يكن هل يظن ذاته اكبر مقام من باروخ الملك؟
قال ارشبيل في صوت منخفض جداً يشبه صوت القواقع:
_هو يعلم جيداً أنك باروخ الملك ولكن العجوز مقدس من الجميع مهامه أوكلت له منذ قرون وهو لن يتوقف الإ حين يتحقق الهدف أنه رمز للحلم المنشود والجميع يوفره من أجل هذا، هو ينسخ أمور هامه، يجب أن أقدم له أنا الإجلال والترحيب
ظهر بعد لحظات رجل عجوز طاغن في السن يبلغ طوله ثلاث أمتار، أسود الوجه والقدم يجلس على صخرة مستديرة تحيط به بعض الحيوانات الغريبة الشكل، رؤؤسها تشبهه الاسود وجسدها كذلك ولكن واليد والقدم تشبه الدب
يمسك العجوز في يده بلورة زجاجية شفافة جدا تظهر كتابات عديدة قال ارشبيل وهو يتقدم إلى جواره:
_الرائي العظيم
نظر له العجوز في عمق ثم أبتسم قائلاً:
_أرشبيل النماردي
كان صوت العجوز يهز أعماق البحر، ثم نظر إلى ريهام اولاً المشبثة في يد باروخ وقال:
_صيد بشري
قال ارشبيل وهو ينظر إلى العجوز في تقدير:
_لا أنها صديقة لنا تحمل نفس الحلم
قال العجوز وهو يهز رأسه في بطء شديد:
_ملك ساچا المتوج
تقدم شعلان من العجوز الذي قال في لهجة اعتذار:
_تعلم جيداً أن وقت نهوضي من الجلوس هو يوم تحقيق الحلم وحين تنتهى الكتابة
هتف شعلان في قوى:
_أعلم هذا ولا يخفى على ملك ساچا عملك، كل ما تفعله ينظر له كل أبناء الجان في تقدير وعرفان
وننتظر معك نهوضك
قال باروخ( شعلان )وهو ينظر إلى البلورة المضيئة:
_قوة كل منكم مضاعفة
أضاءت البلورة في قوى مما جعل الأمر يخيل إلى الجميع أن نور قوي وساطع انبثق من البحر من هذا المكان، قال العجوز في إبتسامة كبيرة أظهرت التجاعيد التي تملأ وجهه:
_منذ هذة اللحظة أجهز قدمي للنهوض، ما فعلته عظيم مثلك
التقط العجوز سن رفيع جدآ من الصخرة ثم غمسه في إحدى الحيوانات التي تجاوره
أطلقت صرخات فزعة متتالية ثم سكنت إلى جواره لا تحرك ساكناً،
فهمت ريهام جيداً
أن الحيوان الغريب الذي يشبهه الأسد والدب قد مات، وأن كل الدماء التي كانت موجودة به تم سحبها في السن مرة واحدة، لقد دفع الحيوان حياته ثمن كتابة بعض الكلمات دون إرادة منه
اختفت جثة الحيوان الغريب ثم ظهر بديل عنها يشبهها تماماً يجلس إلى جوار العجوز في خضوع وذل كبير ينتظر مصير الذي قد سبقه
سال الدم على طرف السن وضع العجوز السن داخل البلورة التي ظهر داخلها اوراق كثيرة تمتلأ كتابات دون أن يحرك العجوز يده، ومع امتلأ الأوراق تطوى في سرعة غريبة وتختفي داخل البلورة مما دفع ارشبيل أن يقول:
_أيها الكاتب الأعظم سوف تظهر أوراقك قريب جداً على اليابسة ويهلل أبناء الجان، قلمك الدم-وي لا يقل عن كلمات الكتاب الأسود
انصرف باروخ وارشبيل قالت ريهام وهي تلقى نظرة إلى الخلف حيث العجوز:
_الرجل العجوز يكتب باللغة العربية لقد شهدت بعض الأحرف العربية في البلورة
قال ارشبيل في ثقة:
_ الرائي والكاتب العظيم يكتب بكل اللغات المعروفة والغير معروفة لدى البشر، ولكن البلورة قدر لها أن تكتب باللغة العربية فقط
حاولت ريهام أن تسأله لماذا؟ ولكن باروخ قال في هدوء:
_الكهل الرائي هو شاهد على كل ما يحدث ويكتب هذا الأمر من أجل أن ينشر ويكتب على جدران الأرض في الوقت الذي يحين له هذا
قالت ريهام وهي تحاول أن تفهم ما يقول:
_لماذا يجب أن يعرف البشر حروب الجان؟
قال باروخ في لهجة صارمة:
_الحديث عن
أمر الكهل وما يفعله و
كل ما يحيط به انتهى
صمتت ريهام فور ثورة غضب باروخ، هي تعلم جيداً أن وجود ارشبيل يعيق أن تفهم أمور كثيرة، وهي تشعر أن ارشبيل لا يرغب في وجودها مع الملك باروخ، ولكنها تفهم جيداً أن ارشبيل يجب أن ينفذ كل ما يأمر به الملك باروخ أو شعلان كما هو أسمه في عالم اليشر، تستطيع ريهام كذلك أن تلمس قوى العلاقة بين ارشبيل وباروخ أنها ليست علاقة ملك وقائظ جيوش فقط، هي علاقة صداقة من طراز فريد وغريب أيضاً، قوى ارشبيل تظهر في بعض الأوقات ليس لها مثيل تكاد تفوق قدرة باروخ، وفي أوقات أخرى تظهر قوة باروخ أنها الأشد والأقوى والأعنف وهذا أمر لم تجد له ريهام تفسير، ولكنها فكرت قليل أن باروخ لا يستخدم قدراته كثيراً من أجل أمر ما مجهول، ويترك الأمور إلى أرشبيل
التي يجيد التصرف ويفهم جيداً ما يريد باروخ فعله وينفذه حرفياً مثل ما أمر باروخ
وحتى دون أن يتحدث باروخ يستطيع ارشبيل
أن يفهم ما يريد الملك وينفذه ولا ينتظر كلمة شكر أو امتنان أو تقدير
هو ينظر إلى الأمر أن مجرد أصدار الأمر له من الملك هو كامل التحية والتقدير لأنه صدر من الملك صاحب الممالك السبع
رغم ما تشاهده ريهام في رحلة اعماق البحار الإ أن تلك الأمور لم تكن تطفيء شفغها أو شوقها إلى والدها، كل تلك الأمور الغريبة لم تجعل عقلها يتزحزح عن التفكير في والدها ولو دقيقة واحدة، كانت تتمنى أن تخبر باروخ أن يذهب بها سريعاً إلى الوالد التي حرمت منه منذ طفولتها ولكنها اختارت أن تصمت فهي قد أدركت أن ما تمر به هو الطريق الوحيد الذي يجب أن تسير به و سوف تشاهد في نهايته الأب، وعليها أن تنتظر ففي النهاية الرحلة سوف تجنى ثمار مشاهدة الأب
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية لعنة كنز شعلان لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية