رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 31
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل الواحد والثلاثون
حينما يجتمع مجموعه مختلفه من البشر في مكان واحد، فأن لكل منهما تفكير مختلفة، رأي مختلف، رد فعل مختلفة، هذا ما قد يحدث مع الجميع، فمنا من تتحلى بالبرود! وأخرى قد تفور وتثور، لكن من في العادة تتحلى ببرود لا تملكه، تتعامل بهدوء مغير لتلك الثورة بداخلها..
لكن سهام في هذه اللحظة لم تستطيع أن تتمالك نفسها، بينما نظرات أوديل مثبتة على أحمد، تأكل تفصيل وجهه بعينيها، تعلن خضوع غير مشروط ورغبة واضحة في عينها، كان رد فعل سهام الغير متوقع..
أمجد يحاول أنويتمالك صوت ضحكاته، حتى لا تخرج موضحة المرح والتسلية التي يشعر بها، من ما يحدث أمامه، عادل الصدمة على وجهه، وهو لا يعرف كيف يلوم سهام أو ينصر أخته..
هو يدرك أن أوديل مخطئة من البداية، ويدرك أن سهام تعاملت بحيادية وادعت الهدوء، رغم انها لا تشعر به، نظر إلى إلينا التي لا تعرف ما هو الرد المناسب؟
أحمد رغم صدمته، أقترب من سهام يحاول أن يهدئها، في حين أنها لم تتوانى عن أن تضغط على شعر أوديل، التي تتوسل بألم حتى تتركها، بينما جوليا تضع يدها على فمها، لا تعرف ما هو الرد المناسب، لمَ يحدث؟
لقد رأت بنفسها أبنتها تنظر إلى صديق إبنها بطريقة سَافرة، حتى أنها لم تكن لتقبلها على زوجها، وهي في هذا السن؛ لذا لم تستطيع أن تبرر شيء أو تعترض، رغم أن كل ما يحدث يعد سريالياَ..
نظرت سهام لتلك الصدمة على وجهها، فابتسمت لها، وهي تتكلم باللغة الإيطالية بطلاقة، كأنها ولدت في حواري نابولي أو ميلانو، وهي تقول:
_ هوني عن نفسك أمي، انا فقط أعيد تأهيلها، لانها تستحق العقاب، لإنك لن تفعلي فأنا أحاول أن أُهذب أخلاقها بعض الشيء..
كاد أحمد أن يضحك بصوت مرتفع، أما هي أكملت كلامها وهي تقول:
_ هل تفهمني أمي؟
جوليا: أجل حبيبتي، لكن يمكنك أن تتركي شعرها، أنا سوف أقوم بالحديث معها.
_ حقا أمي تتحدثين معها؟ أذا أخبريها بأن تترك زوجي وشأنه؟ فهي بكل جرأة ووقاحة تخبرني أنها معجبة بزوجي، تريد الزواج منه هل هناك في قانونك الأيطالى او حتي الفرنسي، من يتزوج اثنين؟
_ لا حبيبتي أنا آسفة من أجلك اسفه حقاً، ما الذي تقولينه أوديل هل جننتي؟ كيف تفعلين ذلك كيف تحرجين أخاك بهذه الطريقة؟
رغم أن سهام لازالت تجذب خصلات شعر، اوديل ترفعها لأعلى حتى تلاقت عيونهم إلا انها قالت…
سهام: ليس هذا فقط، الأمر تخطى الاحراج، لقد تخطيت هذا الأمر ولم أحاول أن أتكلم بطريقة وقحة معها، لكن أنت رأيتي ماذا فعلت بعينك؟ لقد كادت تأكله بعينها حتى انها كانت لتهب واقفة، تستقبله..
ازدردت جوليا لعابها وهي تنظر لابنتها بخزي
سهام: عليها ان تدرك أنه زوجي، انا لست الزوجة الضعيفة، التي تقبل أن تتغزل أمرأه في زوجها وتسكت، اقل شيء ما أفعله في ابنتك الآن، لذا لن اتركها حتى أرد لها عقلها، أرجوك لا تغضبي..
هزت جوليا رأسها ونظر عادل بخزي إلى اخته، تمالك امجد الضحك في فمه، حاول أن يرى الصورة من منظور آخر أقترب أحمد يحتضن سهام من ظهرها، وهو يقول:
_ ده بجد ولا أنت بتهزري، دي؟ ممكن تخلي سو هانم تغير!
التفتت لتنظر له من فوق كتفها، كان كصورة رسمت على نفس ذلك الوضع، كأن الوقت لم يمر، رجعوا لتلك اللحظة في قاعة التمرين، وهي تحتضنه من ظهره، لكن الوضع هنا مختلف فكان هو من يعتصر جسدها في حضنه ابتسم وهو يقول:
_ طب لو إنت مش عارفة أني بعشقك، اقول أيه؟ لو مش متاكدة أن مفيش ست في الدنيا تملأ عيني غيرك، اقول ماشي..
نظرت له بعشق، كأن عينها تتحدث مع عينيه لغة أخرى، هنا أقترب منها يسند جبهته على خاصتها، كأنهم بمفردهم في العالم، وقفا في ذلك الوضع الغريب، وهو يحاول أن يخلص شعر أوديل من بين اصابعها، ويهمس بصوت أبح محملا بالرغبة والمشاعر..
أحمد: بس اللي بتعمليه الوقت ليه حساب، وانت حسابك طويل اليوم كله غلطات، دلوقتي الغلطة باثنين، يعني عدم ثقتك في حبى وفي مكانتك في قلبي وشك فيا اقول ايه
سهام: تقول بعشقك وبغير عليك من نفسي
ابتسم وهو يهمس بصوت حميم
_ مش قدي، بس الليله مش هرحمك
أكمل الكلام معها بحركة شفاه التي لم يقرأها إلا هي، وهو يقول:
_ الليلة مفيش حد هيطلعك من حضني، هشرب من دمك من عشقك من..
نظرت له بصدمة وهي تحاول أن تتراجع من بين يديه، لكنه كان يتحرك معها لتبقى في محيط حضنه، لتنظر في عينيه، تدور في محيطي ذراعيه، وهو لا يدري ماذا حدث له؟
هل غاب عقله عن الوعي؟ وترك لقلبه القيادة، أقترب خطوة وتراجعت، تبعتها أخرى حتى كادت أن ترتطم بالحائط، وهو يحاصرها بذراعيه، وعينهم ترسل لغة لا يعرفها إلا هما، وعد تدرك ماهيته..
رغبة سوف يترك آثاره على جسدها البض، علاماته يحفرها بعشق ودفء ورجولة، وما أن هم أن يقبلها، وضعت أصبعها على شفتيه وهي تقول:
_ احمد بتفكر فيه
_ أنت خليتي فيها احمد، وحياة عشقك اللي مجنني، لتحاسبي على المشاريب الليلة، هخليك تقولي رفقاً مولاي رفقا أني اتنفس عشق..
ضحكت بصوت ناعم يحمل الدلال بين طياته، نظر اليها بحاجب مرفوع يلوم عليها أن يستمع لها أحد غيره، وهي تعزف لحن الحياة في قلبه، الذي ارتجف وهو يقول:
_ انا بقول نروح عشان لسه الحساب طويل.
رفعت حاجب واحد كما يفعل هو، وهي تحط بكفها على عنقه، تمسد خصلات شعره باصابعها عينها تنظر له بدفء، وهي تقول:
_ انا بقول كده برضو..
أحاط خصرها بذراعه، وتحرك ليخرج كأن البيت لا يوجد فيه أحد غيرهما، عينيه ترسل رسالة واضحة لها بليلة عشق، شفتيه تهمس بشيء لا يعرفه الا هما، يده التي تتحرك على خصرها بنعومة مرسلة تيار كهربائي صعقهم معا، أصابعه تعزف نغمة ولحن مختلف يعرف بدايته، وقد لا يصلون إلى نهايته مدى العمر..
الا ان عادل حمحم ينبههم انهم لا زالوا يقفون، ينتظرون ان تنتهي تلك الملحمة من همسات العشق، او حتى ليعتذر يطلب العفو منها، إلا أنها لم تكن تنظر له من الأساس
الينا: على فين العشاء جاهز
سهام: مرة ثانية
_ أنا عارفة إنك زعلانة
نظرت لها بابتسامة، وهي تنظر إلى اوديل التي تقوقعت على نفسها في ذلك المقعد، وقالت
سهام: مش زعلانة، ممكن زعلانة من نفسي مش منها، لأني انفعلت وده مش اسلوبي، بس لولاه كان زمان ما حدش هيعرف يطلعها من تحت ايدي، غير لمَ أفصل رأسها عن جسمها.
أمجد: يا ربي طلعت غيرتك صعبة مرة.
نظرت له بطرف عينها ولم ترد.
عادل: طب لو سمحتي انا عارف اني مدين ليكي باعتذار، أنا ما اعرفش ان الموضوع هيوصل لكده، وإن المشكلة ممكن تكبر، ما كنتش متوقع أن حاجة زي دي ممكن تحصل.
_ حصل خير
عادل: يبقى خليكوا للعشاء
نظرت إلى أحمد الذي هز راسه بالنفي، وهو يقول:
_ مش أنت عملت اللي عليك وخلتني نتصافى ونتصالح، الموضوع انتهى خلاص، ما فرقتش العشا عندي عندك، مش هتفرق.
عادل: بس..
_من غير بس، انا كده كده ورايا حاجات اهم من الأكل، ولا إيه يا سو..
نظرت له بمعنى أنها رهن اشارته، ملك يديه جعلته لم يلتفت لأحد منهما، وهو يتحرك بها الى السيارة، هي نفسها لا تعلم كيف بدأ اليوم بغيرة منه جعلته يبتعد، إلى غيرة منها جعلته يقترب، وما بين هذا وذاك بحر من المشاعر، قد يبدأ الآن، ولا ينتهي إلا بانتهاء الروح
بينما يدور حول السيارة يتحرك بها همس امجد لعادل..
امجد: أنت ازاي سبتهم يمشوا انت مش شايف كان بيبص ليها ازاي ولا ممكن يعمل فيها إيه
نظرت له إلينا بخجل وهي تتحرك إلى المطبخ تشرف على إعداد الطعام، فنظر له عادل ليصمت
امجد: انا قلت حاجة غلط ده كان بياكلها بعيونه، ربنا يستر لمَ يبقوا لوحدهم هيعمل فيها إيه؟
نظر له عادل بحدة وهو يقول:
_ ربنا يستر من لسانك
_ انت خايف عليه ولا إيه؟ أنا أقصد أن انفعاله ده هيجي على دماغها..
_ربنا يستر يا سيدي، احنا مالنا سيبهم في حالهم بس تعدي على خير..
نظرت أوديل له وهي تقول:
_ عادل انا لم…
نظر لها بحدة وانفعال:
_ ما الذي فعلته الآن. بأي عقل تصرفتي بهذه الطريقة؟ كيف أستطعت أن تحرجيني امام اصدقائي؟
_ ما الإحراج في أنني معجبة به
أمجد: أنه لا يستطيع أن يتزوجك في أي حال من الأحوال.
_ لمَ لأنه متزوج من تلك شرسة.
_ ليس هذا فقط، بل لانه يعمل في مكان حساس في الدولة، لا يستطيع أن يتزوج امرأة لا تحمل الجنسية المصرية، بالإضافة إلى أنه لا يفكر في ان يتزوج امرأة غير زوجته، لأنه يعشقها وهذا ما يريد عادل أن يخبرك به، لذا لا تضعيه في موقف محرج، لأننا لا نستطيع أن نفترق من أجل أي شيء، رغم أنه حدث بيننا طيلة العمر أشياء كثيرة، إلا أن عادل ما أن حدث له مكروه كان أول من لجأ إليه هو احمد، وانا ما أن أخطأت، حتى تركت كل ما خلفي واتيت اليه لأبرر له خطئي..
نظرت له دون ان تقوى على الرد لذا اكمل كلامه
_ ليس لشيء إلا لأنه صديق عزيز، بيننا سنوات كثيرة من العمر، لذا ابتعدي عن طريق سهام؛ لانها شرسة عنيفه بالإضافة إلى أنها تتدرب على يديه، أي أن ما فعلته بك شيء بسيط، لكنها تستطيع ان تكثر عنقك دون ان يرف لها جفن.
نظر له عادل باستفسار وهو يقول:
_ ايه اللي انت بتقوله ده. بتدرب على ايده ماشي، بس تكسر رقبتها ما تقدرش تعمل حاجة زي دي، لانها بتخاف تقتل الحشرة.
_ ده قبل ما تشتغل معاه
_ تشتغل معاه فين يا امجد ؟
_ هو بيشتغل إيه؟
فغر عادل فم ونظر لامجد بعدم تصديق، كانه لا يصدق كلامه، هل حقيقيا أن سهام تعمل في جهاز المخابرات؟
عادل: أوعى تقول
أمجد: معقول تكون ما فهمتش الليلة، امال لو مش أنت اللي خليت أمير يعلمها البرمجة، كنت قلت إيه.
_ تقصد..
_ ايوة أقصد أمال هي عرفت منين أن الصفقة فيها ظابط مخابرات أس @ رائيلي، إلا إذا كانت عارفة كويس شكله، وده اكيد مش هتعرفه من أحمد، لأن أحمد عمره ما هيطلع اسرار شغله ويقول لها، إلا إذا..
أوديل: تقصد انه يعمل في المافيا
عادل: اغربي عن وجهي الآن، حتى لا أثور عليك وانفعل يمكنك ان تذهبي إلى إلينا او تذهبي إلى غرفتك، لا أريد أن أراك حتى اهدأ.
_ حسنا أخي سوف أفعل ما تريد، سوف أرحل إلى حيث أبي أن كان هذا ما تريده.
نظر لها بحدة ممزوجة بالغضب، بعد. ان ظنها تساومه او تهدد برحيلها وهو يقول:
_ لا يوجد شيء يستطيع ان يكسر عنقي، هل تعلمين ذلك؟ انت لا تهدديني برحيلك أنت اختي بيننا المعروف والمحبة، ان كان تصرفاتك ستسير على هذا المنوال، الذي يهيننا جميعا سوف اسمح لك بفعل ما تريده.
بهت وجهها لم تتوقع منه هذا الرد، إلا أنه نظر إليها وهو يقول:
_ بالاضافة أن والدك لم يسافر إلى إيطاليا ليستقر، لقد ذهب ينهي بعض الأمور سوف يعود، فإن كنت تفضلين أن تعيشين في وحدة فهذا شانك، والآن اذهبي إلى غرفتك وتذكري أني أنتظر منك إعتذارا ملائم، وليس لي فقط بل لمن تجرأتي وأهنتها وهي في بيتي منذ ان دخلت الى البيت.
هزت رأسها وهي تقول:
_ حسنا عادل سوف اذهب إلى غرفتي
_ سيكون هذا أفضل
أمجد: كنت قاسي عليها.
كان يجب أن أكون قاسيا من البداية حتى تعلم ان هناك حدود، نحن لسنا في أوروبا لتعيش حياتها كما تريد.
نظر لأمه وهو يقترب منها يضمها بين ذراعيه وعينه تقول الكثير، إلا أنه همس بإيطالية:
_ آسف أمي لكن أوديل تجاوزت الحدود، عليا ان أهذبها أن ما فعلته مخزي، بالاضافة أن رد سهام شيئا عاديا إمرأة تغار على زوجها، وتحبه لو ترجمت لك ما قالته سوف تعذريني، انا وسهام على رد فعلنا.
نظرت له إلينا بابتسامة وهي تقول:
_ إهداء
اقترب منها يحرك يده على وجهها، عينه تنظر في عمق عينها، تحمل كلاما كثير كأنه يقول:
_أتمنى أن لا يكون كلامها السمج، كان سببا في تعكير مزاجك انت الاخرى.
إلا أنها أبتسمت وهي تقرب نفسها له، تسند رأسها على كتفه، وهي تقول:
_ لم تأتي بشيء جديد
ضحك صوت مرتفع، حتى أن الحراس خارج البيت، استمعوا إليه وهو يقول:
_ تتكلمين الفصحى انت كمان
الينا: من كثر ما بتكلم معاها.
قبل رأسها وهو يحرك رأسه يده على خدها ويقول:
_طيب هتعبك العشاء اللي تاخر
_ انا زعلانه ان هي مشت
اقترب منها ويقول بهمس : انا مش زعلان ان هي مشت، بس ربنا يكون في عونها
أدركت ما يلمح له ابتسمت بخفة، وهي تذهب إلى المطبخ
بعد قليل كانوا يجتمعون حول مائدة الطعام، عادل وامجد على رأسي الطاوله احمد وأثر يتقابلان، اروى تجلس بجوار جدتها، إلا أن إلينا نظرت إلى عادل وهي تخبره، انها لن تتناول الطعام معهم، نظر لها أمجد بأستفسار، يظنها لن تآكل لوجوده..
إلا أنها ابتسمت له وهي تقول:
_ أنت عارف إنك اخ، بس مش معقول هسيبها تاكل لوحدها.
رغم غضب عادل من أوديل إلا أنه أبتسم لإلينا وهو يقول:
_ ربنا يخليك ليا
_ ويخليك ليا
اما هناك كان يدخل هو وهي من باب البيت، نظر له رحيم بدهشة، لقد أخبرهم انهم لن يعودوا على العشاء، وتناوله هو وأخوه الطعام منذ لحظات، عينه تسأل تقابلت مع عين أحمد التي كان يشع منها العشق، لكنه نظر لأبنه ببرود
أحمد: أنت واقف كده ليه بتصورنا ولا إيه؟
ارتبك رحيم وهو ينقل نظره بينهم
_لا سيادتك بس بسأل العشا خلص بدري
_ ممم خلص بدري خلص متأخرّ، هستنى منك الإذن ولا إيه؟
رحيم رفع يديه كأنه يستسلم، من ذلك الصراع الذي لا سبب له من الأساس، إلا أنه همس لنفسه، صوت لم يصل إلى والده، رغم أنه يقرأ حركة الشفاه، ويعلم جيدا ما يقول:
_ أنا قلت كده برضو، هي اللي عملته الصبح هيطلعو عليا في التدريب، يا هيطلعو في البيت
ضحك احمد وهو يقول:
_ كويس إنك عارف..
تحركا إلى أعلى وهي تذوب خجلا، تحت وطاء نظرات ابنائها، لا تعلم كيف ترد عليهم او حتى ترفع عينها لتنظر لهم، لم تستطيع ان تقف امام كلمة زوجها الحادة مع أبنها البكر، مع ذلك كان هو يهمس بعشق ودفء..
وعينه تاكل تفاصيلها وهم يسيران كجسد واحد، على درجات السلم..
آدم: رحيم هم طالعين فين بدري كده
_ بتسألني ليه؟ تقدر تروح تسأله
آدم: ليه؟! ده انا لسه صغير، وقدامي حاجات كتيرة لسه معملتهاش، هو حر يطلع ينزل براحته..
ضحك رحيم بصوت مرتفع وهو يقول:
_ أيوة كده اظبط، لأنه ايده طرشة.
حرك يده على وجهه، يسترجع ذلك الالم الذي لازال يشعر به
أما في الأعلى، ما أن دخل إلى جناحهما أغلق الباب، أوصده وهو ينظر لها بعين تحولت فيها صراع المشاعر من العشق إلى الرغبة، مزيج من الأفكار يموج بخاطره، ويظهر في عينيه..
ازدردت لعابها، كادت ان تتحرك من أمامه إلا أنه جذبها من يدها؛ لترطه بصدره
أحمد: على فين
سهام: انا
أحمد: لا أنا
اقترب منها أكثر فترجعت، فأبتسم وهو يضغط على شفتيه ويترك لها مساحة تتحرك، وأخذ اقترب بينما تتراجع، رغم أنها تشتاق إلى الهواء الذي يتنفسه، تعشق كل شيء فيه دون هوادة..
لكنه حاصرها بين ذراعيه، وهو يهوي بفمه على شفتيها، يأكل كل ما تقع عليه عيناه، يده تقربها منه أكثر، وهو يحركها على تلك الملابس، يزيحها عنها..
ببنما عينه ترسل لها رسالة واضحة، شفتيه تهمس بكلمات لم تتخيل أن تسمعها تنساب من فمه، وهو يقول ما لم يخطر لها على بال، همس بعشق عنيف قد يجتاحهم طول الليل..
قد لا يكفي ما يريد، رغبه تتأجج وتصول في شراينه، ما أن وصل بها إلى الفراش حتى نظرت له بصدمة، وهي تنظر إلى ما ترتديه بدهشة، فلقد اصبحت شبة عارية، وهو ينظر لها بعشق ورغبة ممزوجة بنار تموج في أحشائه..
دفن وجهها في عنقها يدماغه بلمسات متأججة عينه تنظر إلى ما يظهر منها بنار، كالحمم..
اقترب من مفاتنها يمتلكها بكل ما أوتي من عشق ورغبة فيها هي وهي فقط، ويده تتحرك عليها تحركها بين يديه، وهي تئن بأسمه الذي لم تعد تذكر من اللغة إلا هو..
رفعت كفها تحاوط وجهه، وهمست بحروف مبعثرة، مثل مشاعرها التي تناثرت في كل مكان، تلك الثورة التي استطاع أن يبددها بلمساته، انساه اوديل وما حدث وهو يغمرها بعشق متدفق ولهفة لن تنتهي..
كأن الغيرة التي كانت تثور فيها، حولتها إلى امرأة شغوفة تريده بكل ما اوتيت من قوة، ارجع احمد راسه لينظر إلى جسدها وهو يحرك أصابعه على عنقها، كأنه يداعب تلك الدماغات التي تركها كلوحة رسمها شفتيه..
سهام: طيب اخد دوش وارجعلك..
أحمد: ناخده سوا.
سهام وهي تشعر بالخجل : ايه؟!
عينه تنظر لها بعشق وهو يقول: ايه اول مرة، دا احنا لينا صولات، وانا وحشني البانيو..
ضحكت بصوت مرتفع، وهي تحاول الفرار من بين يديه، ولكنه تبعها أغلق الباب وهو ينظر لها بترقب، وكل خطوة توصله إليها يهمس بكلمات تجعل نيران بحور العشق بينهما فاضت، بين المد والجزر..
أخذ يبوح بـ عشقه وشوقه ونار تجتاحهما معا الى ساعة الصباح الأولى نظرت له بإرهاق وهي تقول: احمد
همس بصوت ابح وكأنه لم يكتفي رغم ذلك الصراع الطويل، الذي كان بينهما
_ قلبه
_تعبت
_ لا لا اجمدي كده من امتى بتتعبي بسرعة كده ده انت حتى انثى الوحش.
نظرت له بدهشة وهي تقول:
_ بسرعة ازاي ده الفجر أذن يا ظالم، وبعدين أنا جعت.
إتكا على يده وهو ينظر لها، وكأنه لم يكن بين ذراعيها منذ لحظات، وقال:
_ ماشي تعبتي نعديها بس الحساب لسه ما خلص، عشان تفضلي تقولي يا حبيبي يا قلبي يا روحي براحتك خالص، أوعي تمنعي نفسك من إنك تقولي حاجة، كل اللي نفسك فيه قولي لحبيب القلب روحيم، وانا هحاسبك زي الليلة
كان يتكلم وهو يرفع وجهها؛ لتنظر له وكأن الشمس تشرق من قلبه وعينيه، وهي تبتسم على كلماته وغيرته المجنونة، وهو يقول:
_ انت تدلعيه الصبح، وأنا اخليك تقولي…
_ انت مجنون
همسه وهو يجتاح شفتيها بعمق، ولسان حاله يقول أنه اشتاق اليها في هذه اللحظات، قربها بين ذراعيه، يضمها إليه وهو يقول:
_ انا مجنون بيكي أنت، انت بس يا سو..
_ مش قدي وأنت عارف
_بس اللي عملتيه النهارده غير متوقع منك، بس بصراحة هي تستاهل اللي حصل ليه وزيادة شوية
سهام: مش كده برضو
أحمد: هي عمري بتقول حاجة غلط، بقول لك
سهام: تاني، لا تاني إيه نقول رابع
ضحك بصوت مرتفع، وهو يقول:
_ بتعدي عليا لحظات المتعة، ماشي بس انا هارفق بحالك..
_ ايوة انت كريم وانا استاهل
احمد وهو يحور الكلام يهمس
_ من ناحية تستاهلي أنت تستاهلي كل خير..
نظرت له بصدمه وهي تضحك ثم دفنت وجهها في صدره..
سهام: هتجنني معاك يا وحش
أحمد: بعشقك يا قلبي الوحش بس ده ما يمنعش ان انا فعلا جعت، إيه رأيك زي شاطرة كده تجيب لنا حاجة ناكلها، عشان ناخد بريك ونرجع نقول..
نظرت له بصدمة وهي تقول:
_ ايه لا.. لا، ده ليه ان شاء الله
_ بتتعرفي علي النهاردة ولا عشان انا سايبك بقى لي فترة تدلعي كده على مزاجك، ومقضيه زي اللي بياكل فول الصويا، حاجة كد تصبر وما تكفيش
كانت تستمع له بدهشة ممزوجة بصدمة، على كل كلمة يقولها، الا أنها كان ردها أن جذبت قميصه، الملقى ارضا لترتديه، وهي تتحرك إلى الحمام، لكنها توقفت على الباب وهي تقول
_ ما سمعش صوتك لاخر الشهر
ضحكته التي تحمل سخرية في طياتها، كانت رده على كلامها الواهي، فهو لن يلتزم بكلامها وهي أول من يعلم ذلك
هب واقف قبل ان تغلق الباب فنظرت له بصدمة وهي تسرع في إغلاق الباب…
أحمد: هتروحي مني فين يا عشقي لو اللبل خلص العمر لسه ما خلصش وانا لسه ما كتفتش و …
سهام: وانت من امتي بتكتفي
أحمد: منك مستحيل انت أدمان عشق نار توليفا مفيش منها نسخة ملهاش كوبي..
سهام طيب اعمل ايه الوقتي
أحمد تفتحي وانا هقولك انت ايه..
ضحكت بصوت مرتفع وهي تهمس من خلف الباب الموصد بينهم:
أنسي..
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية