رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - الفصل 18
قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني
الإنتقال من الظلمة الى النور
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظلمات حصونه
الجزء الثاني
الإنتقال من الظلمة الى النور
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة منة أيمن
الفصل الثامن عشر
أنهت "ماجدة" المكالمة مع "عامر" بعد أن أخبرته إنهم أنتهوا من شراء جميع الاغراض التي يحتاجونها، وأتفقوا على المقابلة بعد نصف ساعة، كانوا فى طريقهم إلى مكان الغداء ولكن لفت إنتباه "ماجدة" متجر خاص بالملابس الداخلية النسائية، فخطر في بالها فكرة ماكرة.
هتفت "ماجدة" موجهة حديثها نحو الفتاتان بهدوء:
- بقولكوا إيه تعالوا معايا عايزة أشتري حاجة من المحل ده.
نظرت "أسما" محو المتجر لتجده خاص بالملابس النسائية المثيرة، فعادت بنظرها مرة أخرى مُعلقة بمشاكسة:
- إيه عايزة تدلعي عامر بيه ولا إيه؟
رفعت حاجبيها بدهشة من كلمات ابنتها الجريئة موجهة حديثها نحو "ديانة" بقليل من الاحراج:
- شايفة البجاحة.
تحركوا نحو المتجر وأثناء ذلك زجرت "ديانة" "أسما" موبخة إياها بقليل من العتاب والمرح:
- ما تخليكي فى حالك يا حشرية أنتي، بكره أنتي كمان تدلعي كارم.
أدعت "أسما" البراءة وقلبت الطاولة على "ديانة" قائلة:
- لا دا أنا عايزة أقعد معاكي فترة قبل الجواز تعلمني أدلعه أزاي، عشان يحبني زي ما جواد بيحبك كده.
قابلتها "ماجدة" ببعض السخرية مُمازحة إياها:
- يا أختي أتنيلي دي عايزة اللي يعلمها.
تشبثت "ديانة" بما قالته "ماجدة" مُحاولة سحب نفسها من هذا الأمر مُردفة بضحكة خافتة:
- أهي عمتو تعلمك أهي سيبك مني أنا.
حاوطتها "ماجدة" بذراعيها وسحبتها لسير معاها مُعقبة بحماس:
- تعالي أما أعلمك أنتي الأول يا خيبه.
توقفت بها أمام أحد الأرفف المرصوص عليها الكثير من الملابس النسائية المُثيرة مُغلفة وكلًا منهما توجد صورة خاصة بالموديل، سحبت واحد منها قد راقها وفكرت إنه سينال إعجابها، رفعته أمام أعين "ديانة" لتراه بوضوح واضافت ببسمة مُستفسرة:
- إيه رأيك فى ده؟
تدخلت "أسما" مرة واحدة وهي تضع رأسها فوق كتف "ديانة"، لتشاهد زوق والدتها، فوجده أحد ملابس الإغراء الخاصة بالنساء ألا وهو عبارة عن صدرية موصول بها سروال داخلي زوح حمالة رفيعة جدا من الخلف، والأثنان من القماش الدانتيل الشفاف الذي لا يخفي شيء، صاحت "أسما" بكثير من الأعجاب:
- وااو.
بمجرد أن رأته "ديانة" شعرت بالحرج الشديد وأمتنت كثيرًا إنه ل "ماجدة" وليس لها، حاولت عدم إظهار خجلها وهتفت بلطافة:
- حلو أوي يا عمتو وهيبقى قمر عليكي.
ضحكت "ماجدة" بمكر وهي تنظر لها مُستعدة لرؤية ملامح الصدمة على وجهها مُعقبة بثقة:
- لا يا روح عمتو ده مش ليا ده ليكي.
إنفرج فم "أسما" بمزيج من الصدمة والأعجاب بجرأة والدتها وأضافت بضحكة مرحة:
- ده جواد هيحبك جدًا يا مامي.
بينما "ديانة" من يراها يقسم إنها تعرضت لإسقاط دلوًا من الثلج فوق رأسها في أحد ليالي الشتاء القارصة، هل حقا "ماجدة" أحضرت ذلك الثوب المغزي لها؟ وماذا قالت تلك الغبية لتو! أتظن إنها سترتديه لذلك الأحمق؟ كلا فالتفكير بالأمر فقط جعلها تُقشعر، حاولت الأعتذار ل"ماجدة" عن قبول ذلك الثوب مُردفة باحراج:
- يا عمتو أنا عندي كتير و..
قاطعتها "ماجدة" رافضة الاستماع إلى أية أعذار، هي متأكدة من إنها جميعًا كاذبة، هي ليست واثقة من أن "ديانة" سترتدية، ولكنها واثقة من أن "جواد" سوف يرأه وسيظن إنها هي من أحضرته وبهذا الوضع، لن يفقض الأمل فى مسامحتها له، فعقبت بحزم:
- مليش دعوه باللي عندك، ده مني أنا، أعتبريه هدية فرحك المتأخرة.
أستوحت "أسما" من حديث والدتها إنها هي الأخرى يجب أن تُحضر هدية ل"ديانة" لانها أيضا لم تُهاديها بوقت زقافها، ولكن هديتها يجب أن تكون مميزة أكثر من هدية والدتها، لتهتف بحماس:
- إيه ده لحظة كده! أنا كمان هجبلها حاجة، أسبقوني عند الكاشير وأنا هحصلكوا.
تركتهم وءهبت وهي مُحددة بينها وبين نفسها ما هي الهدية التي سوف تُحضرها إلى "ديانة"، من المؤكد ستنصدم عند رؤيتها، ولكنها متأكدة إنها ستنال أعجاب "جواد" ومن من الرجال لا يُحب تلك الأشياء؟ بينما كانت "ديانة" تشعر بالحرج الشديد مما يحدث نادمة على فكرة مجيئهم إلى التسوق، وأضافت بحرج موجهة حديثها نحو "ماجدة" قائلة:
- يا جماعة ملوش لازمة.
نهتها "ماجدة" عما تقول مُحاولة نصحها بطريقة غير مباشرة بأن تصفح عن "جواد" وأن تنسي ما حدث بينهم في الماضي ويبدأن معا من جديد، فهتف بلطف:
- هو إيه يا بنتي اللي ملوش لازمة، أنتي لسه صغيرة حاولي تنسي أي حاجة وحشة وأستمتعي بشبابك أنتي وجوزك.
لم تجد "ديانة" ما تقوله لها، هي تظن إنها نسيت ما فعله معها وإنها تقضي معه أوقات لطيفة وممتعة، كيف لها أن تفعل ذلك وهي تتذكر كل ما فعله بها؟ كيف يمكن أن ينسي الشخص ألمه وإهانته على يد أحدهم بل ويتعايش معه أيضا، يبدو أن ذلك الأمر لن يحدث أبدًا.
تحركت معها نحو مكان الدفع دون كلمة وأنتظروا "أسما" التي جأت هي الأخرى بحقيبة في يدها لم تتبين ما بداخلها، وأنتهت من دفع حسابها وأعطتها إلى "ديانة" وهي تردف بلخفة وحماس:
- أتفضلي يا ديدا، بس متفتحهاش غير فى البيت بقى.
لم تهتم "ديانة" كثيرًا برؤية ذلك الرداء، بالطبع سيكون مثل ما أحضرته "ماجدة" وأخذت منها الحقيبة وعقبت يإبتسامة ودودة:
- ميرسي يا أسما.
خرجوا جميعا من المتجر لذهاب لمقابلة "عامر" و"جواد" فى المكان الذي أتفقوا عليه، وبمجرد أن ألتقوا قابلهم "عامر" بإبتسامة بشوشة قائلا:
- أتبسطوا؟
أجابته "أسما" بسعادة وحماس وهي تتخيل وجه "جواد" الجامد ذلك عندما يرى ما أحضرته لزوجته:
- جدًا يا بابا
أوما لها بالموافقة ووجه حديثه نحو "ماجدة" و"ديانة" مُستفسرًا:
- طب لسه قدامكوا كتير!
أجابته "ماجدة" هذه المرة مُردفة بهدوء:
- لا تمام احنا خلصنا.
تدخل "جواد" الذي لم تفارق عينيه وجه "ديانة" الذي لايزال يبدو عليه أثار إحراجها مما حدث داخل المتجر، ولم تتقابل زقاوتيهما، ليردف متعجلًا فى العودة إلى المنزل:
- طب كويس نتغدى ونروح بقى.
وافقة الجميع الرأي وذهبوا لتناول الغداء فى أحد المطاعم الشهيرة ب لوس أنجلس، بينما كان "جواد" لايزال يراقب ملامح "ديانة" التي تعود لطبيعتها شيء فشيء.
❈-❈-❈
كانت تستند على مقدمة سيارتها تنتظر قدومه حسب موعدهم، شعرت بالملل فأخرجت علبة السجائر الخاصة بها وأنتشلت منها واحدة ووضعتها بين شفتيها، لينتبع عليهم لو أحمر الشفاه الخاص بها، وقبل أن تضع يدها فى الحقيبة باحدثة عن القداحة، وجدت يده تمتد أمام فمها ويُشعل لها سجارتها.
سحبت نفسًا عميقًا من سيجارتها لتملئ صدرها بتلك السموم المدمرة، وظفرتها مرة أخرى رويدًا وهي تنظر لها بتفحص وهتفتف مُستفسرة:
- عملت اللي قولتلك عليه؟
ابتسم لها بكثير من الفخر مُطمئنًا إياها وهتف بثقة:
- عيب عليكي، كله تمام والمكان جاهز.
لن تطمئن إلا عندما يحدث كل ما خططت له بالضبط، فعقبت مرة أخرى مُستفسرة:
- فين المكان!
أخرج هو سيجارة من علبته وأشعلها وهو يجيبها بتوضيح:
- على طريق برج العرب مخزن قديم بتاع أبو واحد صاحبي.
أومأت برأسها موافقة على ذلك مُتمتمة:
- حلو أوي.
أخذت نفسًا من سيجارتها مرة أخرى مُضيفة بإستفسار عن شيء بعينه:
- وجبت اللي قولتلك عليه.
لم يفهم أسبابها فى طلب ذلك الشيء منه، هل هي تستقل به أم إنها تريد شيء أخر لم تفصح عنه بعد، فأردف بإستنكار:
- أنا مش فاهم أنتي مصممه وعايزة حد معايا ليه؟ هو أنا مش مالي عينك.
رمقته بنظرة سريعة شملته من أعلى رأسه لأغمص قدميه بنظرة ساخرة وأضافت بتوضيح دون الإفصار عن كامل غرضها:
- هو أنا هتجوزك عشان تملي عيني، الفكرة إن أنا عايزة كده وعايزة كذا حد معاك.
تنهد بقلة حيلة وهو يزفر ما أستنشقه من سيجارته قائلا:
- مفيش غير أتنين بس اللي وافقوا يجوا، بس هتراضيهم.
أومأت له مرة أخرى مُوافقة على ما قاله مُرددة:
- تمام يدوبك أصلا.
لم يتوصل بعد لما يدور فى رأسها وسبب طلبها لحضور بعض الشباب معه، ليعيد سؤاله مرة أخرى بإلحاح:
- أنا مش فاهم بردو أنتي عايزة تعملي كده ليه، دا أنتي جاحدة يا بت.
رمقته "ميار" بنظرة جامدة وهي تخفي وراء نظرتها تلك كم الإهانة التي تشعر بها بسبب ما قاله وفعله معها "إياد"، فأجابته بإقتضاب:
- ليا حق عند حد وعايزة أخده.
لاحظ ما تمر به وإنها منكسرة بسبب أحدًا وتريد رد الصاع إثنان، ولكنه لن يرحمها عساها تنهار ويحظى بها تلك الليلة، ليعلق بكلامات ذات معني عازما على إيقاظ ذلك القهر بداخلها:
- ده على كده حد واجعك أوي اللي تنتقمي منه بالطريقة الوسخة دي.
وكأنه أيقظ نيران البركان الخامدة، أنفعلت فى وجه وهاجمته بغض شديد، كادت أن تلكمة فى وجهه من شدة غضبها وهي تصرخ فيه بحدة مُحاولة إخفاء كسرة غرورها وكبريائها:
- أنت مال أهلك، أنت ليك أكل ولا بحلقه.
حاول إمتصاص غضبها الغير متوقع وغير مجرى الحديث، قبل أن يأخذها أسفله على هذه الأرض وفي هذا المكان الذي لم تجد به من ينجدها من بين يديه، ولكنه سينتظر إلى أن يضرب عصفوين بحجر واحد، فهتف بهدوء:
- الموضوع ده كبير ولو أتمسكنا هنتفشخ بسببك.
رمقته بإشمئزاز وإستهزاء وهي تسير نحو مقعد سيارتها بغرور طاغي وأجابته بسخرية لازعة:
- لا متقلقش محدش هيفشخك، هما هيتلهوا فى المصيبة اللي هتحصل تكون أنت خلعت وأختفتلك شوية.
أستقلت سيارتها وأدرارت المحرك وهي تضيف بحدة:
- هبقى أكلمك أحدد معاك معاد التنفيذ.
وافقها الراي وهو ينظر لها بنظرات شهوانية وخصيصا إلى نهديها الذي لم ينتبه لهم عندما كانت واقفة وأضاف بغزل:
- ماشي ما مزة.
❈-❈-❈
صعدت إلى غرفتها بعد أن انتهت من توقيع بعض الأوراق الخاصة بالشركة مع "عامر" و"جواد"، وأخبرها "جواد" إنه سيظل لبعض الوقت مع "عامر" لإنهاء بعض الامور الخاصة بالعمل، وإنه بإمكانها الصعود لترتاح هي.
شعرت بالاشتياق الشديد لولادتها وطفلها لهذا اخرجت الهاتف وقامت بإتصال مرئي على والدتها عبر أحد مواقع النواصل الاجتماعي، وثوانًا حتى أجابتها والدتها وظهرت صورتها على الهاتف امامها مُصيحة بإشتياق:
- ديانة يا حبيبتي عاملة إيه؟
أجابتها باشتياق مماثل وعلى وجهها ابتسامة بشوشة مُعقبة بود:
- الحمدلله يا ماما أنتي عاملة إيه ونور وعمو هاشم عاملين إيه؟
أبتسمت لها الاخر بحب مُطمئنة إياه قائلة:
- الحمدلله يا حبيبتي كلنا كويسن.
أفصحت عما بداخله من لهفة أمومية على رضيعها قائلة:
- نور واحشني جدًا يا ماما.
- والله لو صاحي كنت خليتك شوفتيه بس دا احنا ما صدقنا نام، أصله بيمر بطفرات النمو.
لفتت إنتباهها تلك الكلمات التي تسمعها لأول مرة، لتهتف مُستفسرة عن معناها:
- يعني إيه طفرات النمو يا ماما؟
أجابتها "لبنى" موضحة لها المعنى بهدوء كي لا تفزع:
- دي يا حبيبتي مرحلة بيمر بيها الطفل كل ٣ شهور بتخليه نومه بايظ ومع ذلك بييقى على طول عايز ينام، بس كل شوية عايز يرضع ورضاعته فى الفترة دي بتزيد وبيبقى مأريف وزهقان وبيعيط كتير، بس بتاخد أسبوع بالكتير أوي وبتروح.
شعرت "ديانة" بالاسئ والحزن على طفلها وإنه يمر بتلك المرحلة لأول مرة وهي ليست بجانبه، لتهتف بحزن:
- يا ريتني كنت جمبه فى الفترة دي، كنت هونت عليه شوية.
ابتسمت والدتها على عاطفيتها نحو طفلها وعقبت بحب:
- يا عمري كلها يومين وتبقي معاه، وبعدين متقلقيش عليه، هو كويس جدًا.
بادلتها "ديانة" الابتسامة بود وامتنان مُردفة بثقة:
- أنا واثقة إنه بخير طول ما هو معاكي يا ماما.
أضافت والدتها بحب وعاطفة امومة مُتمنية:
- ربنا يباركلك فيه ويحفظهولك يا حبيبتي يارب.
أمنت على دعوة والدتها وأستأذنتها فى انهاء المكالمة قائلة:
- يارب، أسيبك أنا بقى وأروح أغير هدومي عشان كنا برا.
أومأت لها "لبنى" مُرددة:
- ماشي يا حبيبتي، تصبحي على خير.
قابلتها "ديانة" بهدوء قبل أن تنهي المكالمة قائلة:
- وأنتي من أهله.
نهضت واتجهت نحو غرفة تبديل الملابس وتخلصت من جميع ملابسها وتحركت بخطوات مُتريسة نحو المرحاض لأخذ حمامًا يُنعشها قبل صعود "جواد" إلى الغرفة مُستغلة لفرصة جلوسه مع "عامر" وإمشغاله فى العمل.
أنتهت من الأستحمام وقامت بلف جسدها بمنشفة طويلة تصل إلى ركبتيها وأخرى صغيرة حول شعرها، خرجت من المرحاض وفي طريقها إلى غرفة تبديل الملابس، وقعت عينيها على الحقيبتين التي أحضروهم لها "ماجدة" و"أسما".
للحظة خطر ببالها حديث "ماجدة" لها بأن تستمتع بشابابها، وفى تلك اللحظة أدركت إنها حقا لم يسبق لها وأرتدت ثوب نوم أو ملابس كهذه من قبل، حتى بينها وبين نفسها، بإستثناء ذلك الذي أحضره "جواد" لها في بداية زواجهم، هي وقتها لم ترتديه بالطريقة الصحيحة، حتى إنها خبئته حتى لا يجبرها على إرتدائه مرة أخرى.
ولكن ماذا عن هذه المرة، هذه المرة لا يوجد من يجبرها، ليست مُضرة على إرتداء شيئًا أسفله، و"جواد" لن يصعد الأن، إذا ما المانع فى تجربة إرتدائه لأول مرة فى حياتها!
أمسكته في يدها ولن ترى ذلك الذي أحضرته لها "أسما" بعد، هي ظنت إنه سيكون مُشابه له، وبهذا الوقت لا يشغل تفكيرها سوا فضول رؤية ذلك الشيء عليها، أنتشلته بحماس رهيب ودلفت به إلى غرفة تبديل الملابس كي تراه عليها وتركت الأخر بالخارج.
وبالفعل خلعت عنها تلك المشفة وشرعت فى إرتدائه بجماس شديد، بينما فى تلك الأثناء دلف "جواد" إلى الغرفة ليها خاوية، ولكن هناك ضوء ينبعث من حجرة تبديل الملابس، لذلك أدرك أن "ديانة" بالداخل، تحرك نحو الفراش لتقع عينيه على تلك الحقيبة.
تقدم نحو وأمتدت يده إلى داخلها بفضول ليعرف ما بها، وعندما رأى ما بها صُدم للغاية، ما هذا الذي يراه، إنه أحد ملابس الإغراء الخاصة بالتنكر وما هي إلى سروال داخلى صغير للغاية يُعقد من الجمبين وفى المؤخرة ذيل طويل يُشبة ذيل القطة، وحمالة صدر ذو فتحة في منتصفها تُشبه رأس القطة، وطوق بسيط خاص بالعنق على شكل فيونكا، وأخر يوضع بالرأس يُشبه أذنين القطة.
ضحك على ما يراه ولكن صدمته لم تنتهي بعد، وذلك عندما رائ تلك العطور الذي يعرفها جيدًا ويعلم إنها عطور خاصة بالإثارة الجنسية، وبعض من المُستحضرات الخاصة بالإثارة المهبلية، التقط واحد منهم ليتعرف على نوع المذاق الخاص به، ليجده بالشكولاته وهناك واحد أخر بالفراولة.
اللعنة هل حقا هي من أحضرت تلك الأشياء، أم هذا الأمر من تخطيط عمته؟ عليه أن يعلم، أمسك بالرداء وأقتحم غرفة تبديل الملابس ظننًا منه إنها أنتهت من تبديل ملابسها، وعندما دلف الغرفة أدرك ما تعنية كلمة صدمة بحق.
أنفرج فمه عندما رأها ترتدي ذلك الثوب المثير جدًا، تفحصها من بداية عنقها مرورًا بنهديها الممشوقان والواضحان أمامه بوضوع، ظل ينظر لهم من خلال المرآه وكأنه أول مرة يراهم بها، وظل يهبط بعينيه على خصرها الرفيع والذي يظهر بياضة من خلال فتحات الرداء، وأنحضر بزرقاوتية حتى وصل إلى منطقة الخطر.
وقعت عينيه على مؤخرتها والتي كانت واضحة للغاية ويستطيع رؤيتها بدون المرآه، فهي فى مواجهته مباشرة، فهي كانت موالية له ظهرها، وأستطاع رؤية ذلك الحبل الرفيع الخاص بالسروال وهو يغوص بين رودفيها.
هل ما يشعر به الأن حقيقيًا! هل هو منتصب الأن؟ اللعنة، وفى تلك اللحظة لاحظت "ديانة" وجوده بالغرفة، وصعقت عندما لاحظت تأثره بها الواضح عليه، أسرعت فى الإنحناء لإلتقاط المنشفة واخفاء جسدها عنه، وصاحت مُيقظة إياه من حالة ابإثارة الذي يمر بها تلك صارخة فيه بتوبيخ:
- إيه ده يا بني أدم أنت مش تخبط الأول.
حمحم بإحراج من إنتصابه الواضح أمامها ووقوفة لإختلاس النظر إليها فى صمت هكذا كالمراهين مُصطنعًا الأعذار:
- كنت فاكرك خلصتي.
صاحت فيه مرة أخرى مُتوترة بسبب وجوده معها فى نفس الغرفة وهي ترتدي ذلك الشيء وهو بتلك الحالة الغير مُريحة، لتردف بحدة:
- طب يلا أخرج برا.
أقترب منها مما جعلها ترتعد من داخلها من أن يفعل مثلما كان يفعل سابقًا وعادت بظهرها إلى الخلف بإرتباك، بينما أضاف هو بمكر:
- مش قبل ما أعرف إيه اللي أنتي لابسه ده.
شعرت بالتوتر الشديد من سؤاله وبتلقائية نابعة من ارتباكها أجابت بوضوح:
- ده.. ده عمتو ماجدة هي اللي جيباه.
أومأ لها بتفهم مما كان متأكد منه، إنها عمته لا شك، ولكنه أراد إستغلال الموقف لصالحة ويبث شرارة الأنوثة بها، ليردف بتهكم:
- أنا بردو قولت كده، أنتي زوقك مش حلو لدرجة دي، بس بردو هي اللي خليتك تلبسيه؟
شعرت بالغضب من تقليله منها كأنثى وتذكرت ما قالها لها عندما أرتدت مقل ذلك الثوب فى بداية زواجهما، "كان عندك حق، القميص ده المفروض أروح أديه لواحدة ست بتفهم، جتك القرف"، أستشاطت غضبًا مما تذكرته ودفعته فى صدره بقوة مُردفة بحدة:
- أنت مالك، أنت هتتحكم فيا، أخرج برا.
لم يتحرك خطوة من مكانه ورفع ذلك الرداء الذي كان بيده منذ دخوله الغرفة وسألها بمزيد من المكر ظنًا منه إنها ستتوتر، ليهتف مستفسرًا:
- طب وده مين اللي جايبه.
زفرت بنفاذ صبر وكادت أن تدفعه مرة أخرى، ولكن غرورها كأنثى كان له رأي أخر، هو يراها لا تفقه شيء فى أمور النساء ولا يليق بها تلك الأشياء، ستغير صورتها أمامه، وهذا كي يتحسر عليها عندما تتركه دون رجعه.
رفعت حاجبها بغرو وثقة فى نفسها ليست بمحلها وهي تهتف:
- أنا اللي جيباه.
رفع حاجبه بعدم تصديق وهو يعلم جيدًا إنها تكذب، ولكنه غرورها كأنثى سوف يوقعها فى الكثير من المواقف معه، ليبتسم بمكر وهو يكرر مُستفسرًا:
- أنتي اللي جيباه؟
أكدت بثقة ظنًا منها إنه يشبه ذلك الذي ترتديه مردفة بحزم:
- آه عندك مانع!
بالكاد تحكم فى ضحكته قبل أن تنفلت منه وتُخرب تلك اللحظة الكوميدية الممتعة مُضيفًا بمزيد من الإستفسار:
- وده جيباه ليه إن شاء الله؟
ظنت إنها أشعلت بداخله الغيرة والندم على خسارته أنثى مثلها وعلى ما قاله من قبل، وأرادت أن تجعله يندم أكثر وعقبت وهي ترفع كتفيها بتلقائية مُرددة:
- أنا حره، بحب ألبسهم وأنا قاعدة فى أوضتي.
هذه المرة لم يستطيع حقا كتم ضحكته الذي جلجلت فى الغرفة بأكملها وكاد أن يسقط من شدة الضحك، مما أثار ريبتها، لماذا يضحك! أهو لا يصدقها؟
أعتلت ملامح الغضب وجهها وقبل أن تُهاجمه بكلماتها، تحكم فى نفسه ورفع الرداء أمامها موضحا صورته لها وهو يُعيد سؤاله لها مرة أخرى بمكر راقه للغاية:
- بتحبي تلبسي ده فى أوضتك؟
فتحت عينيها على مصرعهما وانفرج فمها بصدمة مما تراه، ما هذا الرداء المغزي من الذي أتى به إلى هنا؟ اللعنة إنها "أسما"، كان يجب عليها أن ترأه قبل أن تتحدث، هل صدقها حقا إنها من أحضرت ذلك الشيء؟ صاحت به وهي تهز رأسها نافية كل ما قالته مُعقبة بتلعثم:
- لا مش أنا، دي.. دي أسما.
أصطنع عدم الفهم ووضع يده على فمه بصدمة مُردفًا بإسنكار خبيث ذات مغذى:
- أسما اللي بتحبك تلبسي كده فى أوضتك!
قصت ملامحها وتحولت إلى الغضب مُدركة ما يُعنيه بكلماته الخبيثة تلك، وأضافت بحدة موضحة الأمر:
- أسما هي اللي جايبه البتاع ده، ودي أول مرة أشوفه.
ضحك بخفة بعد أن نجح فى إزعاجها مُردفًا بأسى:
- مهو ده من سوء حظي إنك مشفتهوش الأول، كان زمانك بتقسيه هو الأول دلوقتي.
جزبته منه بحدة وهي تهتف بنبرة حازمة غير قابلة لنقاش:
- أطلع برا حالا.
لحظة كانت كفيلة فى لف يده حول خسرها وجذبها إلى صدره، مما نتج عنه سقوط المنشفة التي كانت تحاوطها، لتشهق هي بصدمة من فعلته الجريئة تلك، وأردف بثقة بالغة:
- طالع، بس خلي بالك، هيجي اليوم اللي أشوفه فيه عليكي.
وقبل أن تفيق من صدمتها، قابلها بصدمة أكبر منها وقبلها بخفة ونعومة على شفتيها، لم تكن عميقة ولكنها لذيذة، ليبتسم بحب وأضاف بمشاكسة:
- يا قطتي الموحشة.
تركها وخرج من الغرفة وهي تقف وكأنها تجمدت فى مكانها، لما كل مرة يفعل بها هذا الشيء ويتركها مُصعقة ومشوشة هكذا؟ ولكن هناك أمرًا لا نقاش فيه، الجلوس معه أصبح خطيرًا جدا ويتمدى بمرور الوقت، يجب أن تعود فى أسرع وقت قبل.. قبل أن تضعف مرة أخرى.
❈-❈-❈
عادت إلى المنزل لتجده هادئ تمامًا، أدركت إنه لم يعود بعد من عمله، تحركت لتجلس على الأريكة ووضعت الحقيبة أمامها، تأكدت مرة أخرى من عدم وجوده قبل أن تخرج ما فى حقيبتها.
نظرت إلى ما فى يدها من جواز سفر وتذكرة وأوراق خاصة بالهجرة خارج البلاد، ظلت تفكر بتخبط فى ردة فعل جميع من جولها، والدها وزوجته، "جواد"، "ديانة"، "مالك"!
وعلى ذكره تحول تخبطها لإصرار وعذم شديد على أن تتركه وتترك الجميع وترحل، سوف يحزن والدها قليلا ولكنه الان لديه زوجة على ما يبدو إنه يُحبها وهي كذلك، بالتأكيد سوف تُخفف عنه، وشقيقها لديه مشكلته مع زوجته التي لا تعلم إلى أين ستنتهي، ولكن بالتأكيد لن يمنعها من أمر ستجد فيه راحتها.
ولكن "مالك" لن يفعل كذلك، لن يتركها ترحل ويوافق على الانفصال، هي تعرفه جديدًا، لذلك يجب عليها أن تُخفي أمر سفرها وهجرتها عنه إلى الوقت المناسب، أو حتى لا تُخبره وعندما ترحل تُرسل له إنها تريد الإنفصال.
نعم هذا أفضل حل لديها، إذا علم بأمر هجرتها سيبكي، سينهار، سيفعل كل ما بوسعه حتى يؤثر عليها كي لا ترحل، وهي لن تحتمل ذلك، هي مازالت تحبه ولن تستطيع أن تراه هكذا، ولكنها أيضا لا تستطيع أن تظل معه.
لعنتها إنها إمرأة لا تستطيع مُعايشة من كسرها وأهانها، لعنتها إنها لا تسامح من حطمها وألمها ودنس جسدها دون عطفًا أو شفقة، حتى ولو كان لم يكن بوعيه، كلما تنظر له تتذكر ما فعله بها، ورغما عنها لا تستطيع أن تنسا.
لا يعني بالفراق الكراهية، بالعكس في كثيرًا من الأحيان يكون الفراق هو قمة الحب، ولكن هناك بعض الأشخاص وجودهم في حياة بعضهم يكون قمة الألم، على الرغم من وجود الحب ولكن الألم لا يُحتمل.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة منة أيمن, لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية