-->

رواية جديدة خيوط العنكبوت الجزء الثاني لفاطمة الألفي - الفصل 12

 

قراءة رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني

 "أغلال من حديد" كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني

"أغلال من حديد"

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الألفي


الفصل الثاني عشر

غادرت "نور" في هدوء بعدما ألتقت بـ "أسر" الذي حدثها بود واحترام وتقبل اعتذراها فهو لن ينسى عشرتها رغم كل ما حدث؛ فهي فتاة غلب على أمرها مشاعر القسوة والانتقام منما تسبب لها أذى القلب كما كانت تظن، لم يكن لها "أسر" سوا مشاعر أمتنان فرغم كل هذا كانت تسانده في نوبات مرضه وهو لم يكرهها يومًا ما، تفهم أمرها وهو يدعم قرارها وحزين من أجل خسارتها للامومة التي افتقدتها طوال حياتها ستعاني ألم الفقد والاحتياج بأن تصبح يوما أما لطفل صغير ولكنها حُرمت من تلك المشاعر.

ودعها وهو يتمنى لها حياة جديدة سعيدة وتحصل على كل ما تتمناه وتحلم به في هذه الحياة..


كان "سليم" يتحدث مع الرائد حمزة عن ترتيبات الخاصة بضباط الحراسة وكيف سيتم تأمين الفيلا وزرع كاميرات بكل ركن داخل الحديقة، فقد شدد سليم علي زيادة عدد كاميرات المراقبة الليلة وعلى تناوب طاقم الحراسة كل يظلون متيقظين للقادم، فهو يخشى حدوث مكروه أخر يقع على عائلته فلن يسمح لهم بالتقصير في عملهم، فكل ما يشغل باله هو سلامة عائلته.

كما أخبر "حمزة" أيضًا بضرورة تأمين البناية التي تقطن بها زوجته مع عائلتها وحراسة تتبعهم في كل خطواتهم خارج المنزل وبالاخص زوجته التي أعطاه صورتها وهي برفقته، أن تحاصرها سيارة خاصة وضابط يتولى امر حراستها طوال الوقت دون علمها لكي لا تشعر بالخطر المحاط بهم..

إماءة بسيطة صدرت عن الرائد حمزة وهو يطمئنه بأن كل شيء سيتم على مرام ولن يشعر بهما أحد، ثم غادر فيلا السعدني وترك طاقم الحراسة يحدثهم سليم بشدة وصرامة وانه لن يقبل بالتسيب ولن يسامح أحدا على تقصيره بعمله فهو الآن يسلمهم أرواح عائلته على أعتاقهم للحافظ على سلامتهم..

"يعلم جيدًا بأن الحافظ هو الله سبحانه وتعالى ولكنه يفعل كل ما بوسعة من أجل سلامة حياتهم، لكي لا يشعر بالندم والذنب القاتل في حقهم بأنه قصر في شيء ويترك الأمر بيد الله وعلى يقين بأن الله لن يضيعه هو وعائلته وكل من يخصه لان لا ذنب لهم بما فعله والده، لا ذنب في كونهم أبناء توفيق السعدني"


اصطحب ضابط الحراسة" ريان"معه داخل الفيلا ليعرفه على أفراد العائلة، جلست خديجة بدون فهم ما يدور حولها ليطمئنها سليم قائلا:

-أمي متقلقش ده مجرد دواعي أمنية بعد اللي حصل في الحفلة

تنهدت بحزن وقالت :

-ومن أمته بقى الخوف جواك ومالي قلبك؟ ايه جد على ولاد توفيق السعدني عشان فرحتنا تنتهي في يوم وليلة وتتعرض حياتكم للخطر عاوزة افهم في ايه؟ من حقي اطمن على ولادي اللي ماليش غيرهم في الدنيا.

نظر "ريان" ارضًا بخجل فقد تناست خديجة وجود فردًا غريبًا وهي تعاتب ابنها

تنحنح سليم وقال ببسمة طفيفة :

-الرائد "ريان" يا أمي مسئول عن أمن الفيلا

طالعته بحنو وقالت مرحبه به:

-أهلا يا بني

انتظر قليلا بجو متوترًا ريثما يحضر سليم أسر الذي كان مستندًا على ذراعه ويسير جانبه بخطوات حذرة من أجل سلامة شقيقه فهو لم يتماثل الشفاء بعد وكانت ميلانا بجوار زوجها أيضا

استقام الرائد ريان لمصافحته وبادله أسر المصافحة ثم اراحه سليم برفق أعلى الاريكة وجلس ريان خمسة دقائق ثم استاذنهم لتفحص الفيلا من الداخل لكي يبدء عمله وبخبرته سوف يجلب مهندس برمجة لكي يضع كاميرات المراقبة داخل وخارج الفيلا..

وبعد ذلك وقف مكانه بحديقة الفيلا يخرج هاتفه اللاسلكية ويحدث شخصًا أخر ينقل له خطة سير الحراسة بالفيلا وان يظل الضابط الآخر مكانه أمام البناية التي تقطن بها حياة فهو المسئول عنها من تلك اللحظة..


 ❈-❈-❈

أثناء تناولهم طعام الإفطار، كانت حياة جالسة ولكنها يبدو عليها الشرود، تنهدت دلال وهي تنظر لابنتها بحزن ثم قالت لكي تخرجها من حزنها فهي تعلم بمدا حبها لعمتها "سناء"

-حياة.. أية رأيك تغيري هدومك وتيجي معايا عند عمتي سناء، هي نفسها تشوفك أوي وتطمن عليكي

طالعتها حياة بهدوء ثم ردت قائلة:

-حاضر يا ماما جاية معاكي عند عمتو

لم تصدق دلال ما سمعته للتو من ابنتها تهللت اساريرها ونظرت لزوجها بفرحة فتلك المرة الأولى التي تستجاب لها حياة بمغادرة المنزل..

بدالها فاروق البسمة بخفة ولكن داخله يثور كالبركان الذي يتهيئ للانفجار، فحال ابنته تبدل كثيرًا رغم ما قاله الشيخ "عبدالله" انها تعافت من السحر ونجح في الانتصار عليه بقوة وعزيمة حياة على الخلاص والتمسك بأمر الله الذي نجاها من هذا الكرب، الا انه أبًا يرثًا حال صغيرته التي أصبحت في ريعان الشباب تتحرك أمامه مثل التمثال دون روح او حياة، جسد هش تعرض لصفعة قوية من الحياة الدنيا، صفعة أدمت بقلبها قبل روحها، أين تخلى عنها زوجها وخذلها وكسر قلبها في أول زواجهم، لماذا جعلها تأتي إلى بيته محطمة الروح بهذا الشكل؟ هل سولت له نفسه بتحطيم ما تبقى من روحها؟ قرر ان يذهب إليه ويواجهه ماذا فعلت ابنته لتلاقي الحب بالخذلان؟ ماذا فعل هو كزوج ليساند زوجته في محنتها؟ فهل جزاء الإحسان النكران؟ 

حسم أمره في مقابلة سليم وأنهاء كل ما يتعلق بابنته، هل هو سيكمل زواجه منها ام يتركها لتباشر حياتها وهذا ما توصل له فاروق بالنهاية.. 

 ❈-❈-❈

ارتدت حياة ثوب أخضر يبرز جمال عينيها الساحرتين، وحجابها الأبيض الذي يزين وجهها الأبيض المضئ كضوء القمر في أبها طلة، رغم ضعفها الجسدي أثر ما تعرضت له في الأيام الماضية إلا أن جمالها لن يقل ولازالت محتفظة برونقها، حتى إذا تلاشت إبتسامتها جذبيتها طاغية بجمال ملامحها البريئة النقية. 

وانتعلت كوتشي ابيض وحقيبتها البيضاء التي دست بها مصحفها الصغير التي دائما تقرأ به وسبحتها الإلكترونية التي تشغل بها وقتها على مدار يومها، ووضعت أيضا داخلها الهاتف المحمول خاصتها ثم اغلقت سحابها وعلقتها على كتفها لتغادر غرفتها في خطوات متهادئة. 

وجدت والدتها تبتسم لها في حبور وحاوطتها واضعة ذراعها يحاوط ظهرها ليسيروا سويا مغادرين الشقة وكانت دلال ترتدي ثوبها الأسود الطويل يعلوه كارد رصاصي وحجاب رصاصي، يبدو على ملامحها الحزن الذي تخفيه عن عيون الجميع، تنعي حال ابنتها ولكنها تسر ذلك في نفسها تخشى الإفصاح عنها فداخلها نيران لن تخمد ابدا كلما تذكرت ما فعلته زوجة عمها المصون الذين لم ياخذون من تلك العائلة الا الشقاء والتعاسة، فمنذ ان خطت بقدميها داخل عائلة الألفي وترا الحقد والغل يطل من عينين زوجة الابن الأكبر للعائلة، كانت دائما تسخر منها كونها أنجبت الفتيات وهي التي أنجبت الصبيا للعائلة ولكن أين توجد هذه الصبيا الآن، نجحت بسحرها على تفرقة ابناءها وأصبحت اليوم وحيدة طريحة الفراش تواجهه مصيرها وما فعلته من ذنوب أخطاء بحق الآخرين، ابتعدت لمتها وفرحتها بالصبيان وتشتت كل منهما ببلد لكي يبتعدا باقصى ما يمكن عن أذاء والدتهم.. 

لن تخمد نيران دلال كلما نظرت لشرود صغيرتها فرحة عمرها وشبابها ماذا أصابها أثر السحر الملعون تدعي من كل قلبها أن لن يسامحها الله ولن يغفر لها بسبب ما مر على ابنتها من صراع وحزن، داخلها غل بأن تنال عقابها التي تستحقه فهي أم مكلومة قلبها ملتاع على رؤية طفلتها تتحطم أمامها، وتطن بأن السحر اصاب زوجها وفسد حياتهم الزوجية السعيدة، لذلك قررت أن تحادث عمتها في ذلك الأمر، فهي تريد عودة البسمة على وجهه حياتها وقرة عينيها "حياة".. 


غادروا البناية متوجهين إلى وجهتهم ليراهم ضابط الحراسة "زين" المُكلف بحمايتهم، اخرج الهاتف اللاسلكي وحدث الرائد "ريان" عن تحرك زوجة سليم بصحبة سيدة ما تبدو بأنها والدتها، أخبره الأخيرة بملاحقتهم وتأمين كافة السبل لهم دون لفت انتباه او شكوك. 

استقل زين سيارته وقادها مسرعًا ليصفها أمامهم وهو يهبط من زجاج النافذة ويطلع لهم قائلا بجدية:

-أوبر يا مدام 

اوقفته دلال متلهفة بأن ينتظرهم وبالفعل استقلت حياة دلال المقعد الخلفي، حدثها زين بهدوء عن المعيشة الصعبة وأنه رغم دراسته الهندسة الا انه لم يجد فرصة عمل لذلك أراد العمل كسائق أوبر، ولديه والديه المُسنين وخمسة من الأشقاء الفتيات مسئولا عن رعايتهم، نجحت خطته في كسب تعاطف السيدة دلال وبادلته أطراف الحديث والدعاء له بصلاح الحال وطلبت منه رقم هاتفه لكي تتواصل معه لكي يصلها او يصل احد من أفراد عائلتها، تبسم لها بود واملئ عليها برقم هاتفه. 

اقلهم لوجهتهم عند منزل الجدة سناء وطلب منها ان تهاتفة في اي وقت، ودعته دلال وهي تترجل من داخل سيارته وتلحق بها حياة التي كانت تنظر من خلف زجاج السيارة ولا تعي بكل ما يدور حولها ولا تصغى لسماع حديثهم. 

أعطته المال ودلفت داخل البناية ام عنه فصف السيارة جانبًا وابتعد عن الانظار يدور بمقلتيه الحادتين كنظرات الصقر الثاقبة يتطلع هنا وهناك يُأمن المكان بكل جدية ومهارة عمل.. 


استقبلتهم سناء بشوق جارف فلم ترا حياة منذ اليوم المشئوم، يوم الحادث الذي اصاب الجميع بالذعر والخوف والارتجاف الذي اصاب اوصالهم جميعًا. 

ظلت تربت على ظهرها بحنو واجلستها بجوارها ترمقها بتفحص ثم دارت عينيها تطالع دلال هاتفة بقلق :

-حصل ايه تاني للبنت يا دلال، حياة مش هي حياة اللي اعرفها، مش الشيخ عبدالله طمنكم 

لاحت شبح ابتسامة أعلى ثغر حياة وردت هي قائلة بكلمات مقتضبة لم يفهمها أحد منهما:

-ليتا الحزن الذي سكن القلب كان أصله تعويذة؛ قادرين على صرفه، يا ليتنا ظللنا أطفال نلهو ونمرح ولن نصل لكل ما وصلنا إليه الآن.

كلمات تقتلها هي من الداخل وجعلتهما تنسل من مقلتيهما الدموع حسرةً على ما تشعر به الفتاة التي انطفى بريق عينيها وحل محله وميض مخيف، جسد هزل وضعف ووهن روحها المعذبة، وهل يُعقل بأن السعادة تُبدل حياتهم بين عشية وضُحاها. 

"حقًا مهما بلغت بك السعادة، فاعلم بأن السعادة لا تدوم، كم الحزن أيضا لم يدوم "

 ❈-❈-❈

هاتفه وعلم بوجوده داخل الشركة وابلغ سليم سكرتيرته الخاصة بأن عندما يصل السيد فاروق تدعه يدلف مكتبه على الفور، وظل سليم قابعًا خلف مكتبه يعلم سبب الزيارة المتوقعة فهو لم يتفاجئ بخبر قدومه، كان يظن قدومه بين لحظة وأخرى منذ أن تركت حياة منزله بصحبة والدته وهو لم يعنيه الأمر شيئًا، يتمثل الجمود والبرود ولكن هذا أفضل بكثير من ان يضعهم في خطر جلي يلحق بهم أثر ما فعله والده بالماضي، فكم من روح فارقت جسد صاحبها برصاصة غدر من سلاح جلبه والده، جلب الموت والدمار والخراب لأهل بلدته، كم من روح لاقت حتفها غدرًا، كم من أسرة هُدمت وترملت نساءها وفقدت زهرة شبابها، كم من أم مكلومة بكت نحيبًا على فراق فلذة كبدها وزهرة عملها، كم من طفلا تيتم وخسر سنده وأمانه في الحياة، هذا حقًا هو عدل الله فيما اقترفه والده من سكف دماء وارواح الأبرياء، كما أيضا فعل بسرقة الأعضاء البشرية من فقير مكلوب غير قادر على الصراخ والمطالبة بحقه، كلما تذكر ما فعله والده تزرف عينيه دماء لا دمع، ينزف قلبه وجرحه غائرًا لم يشفى منه ولا يدمي ابدا مهما حيي وفعل لن يُكفر عن ما فعله والده، هذا القلب الذي ينبض بصدره ليس من حقه ان ينبض بسعادة وان يفرح ويُحب مثل باقي البشر وهو يُعاقب نفسه بذلك، ليس من حقه ان يعيش حياة سعيدة واخرين سُلب والده حقهم في العيش بسلام وأمان وحرمهم كل متع الحياة، يتقبل بعدها من أجل الثأر والانتقام من نفسه، لن يتحمل خسارتها يتحمل فراقها وبعدها خوفا منما لم يتحمل عليه قلبه بعد.. 

قلبه مُحطم مهشم ينتفض كالذبيح الذي ذُبح غدرًا على يد من ظنهم يومًا أقرب الناس إليه.. 

أخرجه من شرودة المعذب صوت طرقات أعلى باب مكتبه، تنهد بعمق ثم صوب أنظاره ناحية الباب وأذن بالدخول، لتدلف الفتاة وهي تتقدم بخطواتها ووالد زوجته يقف بجوارها قائلة بترحاب :

-أتفضل حضرتك، سليم بيه في انتظارك 

نهض سليم عن مقعده وسار بخطوات واسعة وهو يمد يده لمصافحة :

-أهلا يا عمي، الشركة نورت

طالعه فاروق بنظرة عتاب فهمها سليم ثم رد على ترحيبه بفتور:

-منوره بصاحبها

ازدر ريقه بصعوبه وقال مشيرًا إليه بالجلوس:

-أتفضل ياعمي استريح، تحب تشرب ايه؟

خرجت منه تنهيدة حارقة وقال:

-اقعد يا بني، هم كلمتين اللي جاي فيهم مش محتاج أضايف

جلس سليم أعلى مقعده وطالعه باهتمام فهو يعلم بسبب الزيارة.

استطرد الاخير حديثه قائلا:

-من غير لف ولا دوران، انت عارف إن صريح معاك، وقت لم جيت تطلب مني ايد بنتي حياة؛ فاكر أنت أنا طلبت مهرها يكون أيه؟

ساد الصمت لدقيقة ثم عاد فاروق حديثه:

-لو ناسي هفكرك، قولت محتاج مهر بنتي السعادة والفرحة مش تفارقها، مطلوب منك ماتنزلش دمعة تكون أنت سببها

انسلت من عينيه دمعة خائنة واكمل كلماته بقلب منفطر:

-ليه يا بني مصونتش الأمانة اللي سلمتهالك وأنا على ثقة تامة انك هتحفظها وتحافظ عليها؟ هل بنتي قصرت في حقك؟ هل ذنب بنتي أن السحر صابها؟

دي كانت محنة وبلاء وكنت أولى الناس بالصبر على مراتك، تقف جنبها تدعمها في مصابها، خذلتها يا بني وجرحت كرامتها وكسرت قلبها ودوست عليه ولسه مكمل تدوس، أسمع يا سليم انا مش جاي ارخص من بنتي، أنا بنتي عندي ملكة واللي ما يقدرش يكون ليها ملك يبقى يسيبها ملكة متوجة في بيت ابوها وقلب ابوها اللي هيصونها ويساعها العمر كله


قاطعه سليم بخجل :

-يا عمي أنا مااقدرش أخذل حياة، كل ما في الأمر أن عاوز ابعدها عن البيت الفترة دي عشان سلامتها، اقسم لحضرتك إن في وضع صعب من يوم الحادث اللي حصل يوم عودتنا، عمي انا بعتذر لحضرتك بس مش هقدر أوضح اسباب أكتر من كده وده عشان سلامة حياة

قال بوجه محتقن مثل الدماء:

- تبعد مراتك عنك عشان سلامتها، باي حق تقول كده، بص يا بني زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف


-يعني اية؟


نهض فاروق عن مقعده استقام واقفًا ينظر له بجمود :

- تطلقها يا بني والجواب باين من عنوانه، أنت مش شريها، أنت من الاول كنت محتاج ممرضة معاك في مرضك وتتحمل تعبك، واخترت حياة عشان هي بنت أصول، بس وخلاص بقيت بسم الله ماشاء واقف على رجلك ورجعت زي الاول، مابقتش محتاج لممرضة، تسلم يا ابن الأصول، بنتي في بيتي ورقتها توصلها وانتهى الكلام ما بينا

غادر المكتب بلا غادر الشركة بأكملها بدماء تغلى في عروقه لم يتوقع منه الخذلان هو الآخر، لذلك بتر كلماته بقلب غاضب ملتاع على أبنته صغيرته الرقيقة كعصفور الكناري الذي كان يكسو منزلهم بذقذقته ونغماته التي تنشد بأرق الألحان، هكذا يكون مصيرها الا تستحق لـ حياة أن تعيش الحياة..؟

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي من رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة