رواية جديدة خيوط العنكبوت الجزء الثاني لفاطمة الألفي - الفصل 11
قراءة رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني
"أغلال من حديد" كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني
"أغلال من حديد"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الألفي
الفصل الحادي عشر
"أحيانًا تتملكنا الرهبة والخوف الشديد من المجهول وما تخفيه الأيام لنا، ولذلك وجب علينا أن نقوي إيماننا بالله وبكل ما يأتي منه، حيث أنه لا يأتي من رب الخير إلا الخير"
تتخبط هُنا وهُناك مثل الريشة تقذفها الرياح يُمنًا ويُسرًا، يتمايل جـ سدها كالطير المذبوح، ترتجف، تنتفض،و تتسارع أنفاسها لاهثة، تقرع نبضات قلبها بصخب جنوني وهي تتلفت حول نفسها بتيه لعلها تجد مخرجًا من محبسها هذا؛ نظراتها شريدة، حزينة، مُعذبة وهي ترأ نفسها مكبلة بأغلال من حديد ملتفة حول جسدها بأكمله تعجز عن الحركة، لكنها لم تجد إلا الظلام الكاحل المحيط بها من كل جانب ولن يوجد شعاعًا واحدًا ينير
ظلمتها العتمة.
شعرت بثقل اهدابها لم تقدر على فتحهما رغم ارتجافت الجفنين ولكن تسأل نفسها لماذا تريد الاستيقاظ من هذا الكابوس الملاحق لها؟ لقد سأمت الحياة حياتها، هي الغضن المفعم بالحيوية والنشاط وصوت ضحكاتها كان ترن داخل منزلهم الصغير الدفء باحتواء والديها، الان يغمرها برودة الطقس القارص، يحتاجها صقيع لم تذقه من قبل تتجمد على حالها داخل غرفتها الحبيسة التي لم تغادرها منذ أن اتت لمنزل والدها، لن تترك محبسها إلا للوضوء والعوده إليها تظل ساجدة على سجادة صلاتها، جسد يتحرك بلا روح، حياة فارقتها الحياة، شعور الانكسار يجعلها تتوقع على نفسها وتتقاذف التساؤلات بعقلها الشارد ماذا فعلت ليكون قدرها تصارع وحدها داخل غرفتها العزلة..
فتحت حضرويتها بعد صراع قوي بين العودة واللاعودة، ترغم عقلها على الدخول في غيبوبة طويلة لتتناسى كل ما تمر به من لحظات قسى عليها الزمن بالوقوع في شباكه.
شهقت بقوة وكأنها خرجت للتو من أعماق البحار، جلست بمنتصف الفراش ومقلتيها تدور بفزع بارجاء الغرفة ثم وضعت كفها أعلى ذاك الخافق الذي تتسارع نبضاته يكاد يخرج من بين ضلوعها وصوت أنفاسها اللاهثة كأنها كانت داخل سباقًا للركض وحصلت به على المركز الأول.
هدأت نبضاتها رويدًا رويدًا وانتظمت أنفاسها ثم رفعت الغطاء عن جسدها وظل لسانها يردد مستغفرًا، غادرت غرفتها بخطواتها المتهادئة لتجد المنزل يعم به السكون، أين والديها؟ واين شقيقتيها"فريدة" و "أمل"؟
ارتجفت ساقيها وهي ترأ نفسها وحيدة داخل المنزل الخاوي من عائلتها، شعور بالخوف، فزع، رهبة، قلق، اصابها وصوت دقات عقارب الساعة يصدح خلفها في دقات متتالية جعلها تنظر لها بضيق بسبب دقاتها المزعجة لتدقق حدقتيها داخل قرص الساعة المثبتة أعلى الحائط لتجدها الثالثة ولكنها لا تعلم صباحًا أم مساءً
سارت بخطوات حذرة عند الشرفة وسحبت الستارة لتنظر من زجاج الشرفة لترا عكمة الليل والقمر يزين السماء بنوره الساطع والنجوم تدور في فلكه، عادت تغلق الشرفة بهدوء وسارت بخطوات مضطربة تتفقد غرفة شقيقتيها، فتحت مقبض الباب وطالعتهم بـ بؤبؤة عينيها من فتحت الباب الصغيرة لتجد بالداخل الفتيات كل منهما بفراشها في نوم ثابت، هدأ قلقها ثم اغلقت الباب برفق، وعادت إلى قفصها الذي تحبس نفسها داخله وكأنها حقا عصفور فقد قدرته على الطيران، مكسور الجناحين وقابعة بالزاوية تنتظر الموت الرحيم..
❈-❈-❈
أما عن سليم فمنذ مغادرة حياة لمنزله وهو لم يعد بالحياة، ولكن كلما تذكر الخطر المحيط بها يطمئن قلبه بأن هذا الوضع أفضل لكلاهما.
أمسك مذكرات والده وقلب صفحاتها عندما وصلا لوفاة جده "ألبرت" وترك والده في مقتبل العمر رئيسًا من خلفه يهتم بعمل المافيا وشقيقه مساعدًا له..
كان توفيق يكن مشاعر حانية إتجاه شقيقه من والده وعوضه فقد شقيقه الراحل "عبدالله" توامه الذي توفاه الله وهم صغار ولكن "جاكوب" تربى على الحقد والكره ولم يسلم توفيق من أذاه، تركه توفيق وقرر العودة إلى موطنه مصر يريد أن يلتقي بعائلة والدته التي انقطعت أخبارهم منذ سفره مع والده، وعلم بأن لم يتبقى منهم أحد، ولكن أحب أن يعيش بالقاهرة وأنشأ مشفى وتزوج من والدة سليم واصطحبها للعيش في ألمانيا بسبب اعماله الأخرى ولكنها لم تفضل المكوث طويلا وعادت القاهرة لتنجب طفلها سليم فرفضت ان يحمل جنسية أخرى واكمل والده في عمل وبعد خمسة أعوام انجبًا طفلا اخر أسر ولكن بعد مرور عام من والدته اكتشفوا انه مريض صرع وبدأت من هُنا رحلة علاج أسر ولكن لم يجدوا الأطباء علاجًا لحالته..
"كان الله سبحانه وتعالى يعاقبني على ما فعلته واقترفته من خطأ، كلما كُنت أنظر لطفلي أسر أشعر بالخزي والعار من نفسي فأنا المُذنب الحقيقي لما هو يُعاقبه على ذنب والده، ولكن لم يفعل الندم شيئًا فقد غرزت قدماي في الوحل وقُدر لي أواجه نفس مصير والدي، خشيت أن أصارح زوجتي خديجة بماضي لم يكن لي ذنبًا به، خوفًا على تركها لي هي واولادي وأنا لم أملك من الدنيا سواهم، أخشى ان تعرف حقيقتي المخادعة وتختفي من حياتي للأبد هي وصغاري وأنا لم أتحمل ذلك"
" أنا لم أمتلك حق أختيار أبوينا، لكني أخترت زوجتي بكامل إرادتي وأنجبت لي أطفالي اللذين سأحارب من أجلهم فقط، سأحارب على البقاء، البقاء دائما يظل للاقوى كما علمني والدي، لن أتراجع عن طريقي فكل ما أفعله الان من أجل ابنائي فقط والحافظ على حياتهم ومستقبل أفضل لهم"
" لم أخطئ عندما سلكت طريق والدي فهذا العالم قاسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عالم لن يسمح للضعاف العيش بسلام داخله، عالم الكلمة العلية الصاحب السلطة والنفوذ، وانا اتحكم في عالمي وأحركه باصابع يدي والجميع رهن أشارتي، هذه هي قوتي ولن أنحني وأخضع لاي سلطة كان "
" انا الأمر الناهي، انا القوة التي لا تُهزم ابدًا مهما حاول شقيقي أن يهزمني فلن يستطيع ولن أسمح له بذلك، أنا زعيم المافيا واتحكم في قارة أوربا بأكملها"
نفخ بضجر وأغلق المذكرات فلم يستطع إكمال ما خطته والده بيده، وضع المذكرات داخل درج المكتب وأغلقه ثم نهض عن مقعده وسار إلى حيث الاريكة المقابلة للمكتب، مدد جسده عليها وحاول اغماض عينيه فهو من مغادرة حياة لمنزله وغرفته وهو لم ينم بغرفته، فقط يولج إليها لكي ينعش جسده ويبدل ثيابه فقط ثم يغادر ها سريعًا.
ويا ليت النوم يزور جفونه ويجعله يغمض عينيه الحزينتين، فقد غادرت لمعة حدقتيه التي كانت توهج بالسعادة عندما صارح كل منهما مشاعره للآخر، يتذكر كل ما مر عليهم وهم في نيويورك، كم عانوا سويا عند مواجهتهم النيران التي كانت تحطيهم وخطف وترهيب لحياة، مروا سويا بلحظات قاسية، لحظات نهاية والموت المحتم ولكن نجاهم الله سبحانه وتعالى من محنتهم تلك لكن الآن يتركها ويتخلى عنها من أجل أفعال والده، هو داخل دوامة من الشر كلما حاول الفرار منها تسحبه معها لقعرها، يريد حماية عائلته
عند تلك النقطة من التفكير نهض عن الاريكة وأخرج هاتفه يهاتف الرائد حمزة يريد منه حارسة مشددة على الفيلا وعلى شقيقه أسر وايضا عند منزل والد حياة وظلت المكالمة قرابة نصف ساعة يقص عليه قلقه بعد محاولة قتله وهذا هو الحل المناسب لكي يطمئن على عائلته ثم أغلق الهاتف و وعده الاخير بتنفيذ مطلبه وانه سوف يلتقي به في الصباح ومعه ضباط من الحراسة الخاصة..
"دائما تتعبنا وترهقنا المخاوف من الحياة"
"لا بد من وجود الخوف لتجنب الكثير من المخاطر، ولكن يجب الحرص على الاعتدال حتى لا يُصبح هذا الخوف ملازمًا لنا طوال الحياة"
❈-❈-❈
بمكان اخر، دلف الشاب منزله وهو يسير على أطراف اصابعه لكي لا يشعر به والده، فهو يعلم انه مستيقظًا الان لصلاة الفجر.
ولج غرفته على الفور وأغلق الباب خلفه برفق ثم اقترب من خزانة ملابسه، اخرج منامة ومنشفة وتوجها إلى المرحاض الملحق بغرفته، ينعش جسده أسفل رشاش المياه وبدل ثيابه ثم غادر الغرفة ليتفاجئ بوجود والده داخل الغرفة، جالسًا على طرف الفراش في انتظاره.
ابتلع ريقه بتوتر وتقدم بخطوات مضطربة من والده قائلا:
-خير يا بابا، هو حضرتك لسه صاحي
تجاهل سؤاله وقال بنظرات حادة غاضبة من تصرفات ابنه:
-ارجع عن الطريق اللي انت ماشي فيه، صدقني هتندم عليه بعدين، هيجي وقت والكل يتخلى عنك وانت اللي هتدفع التمن لوحدك من عمرك وصحتك وشبابك
ابعد أنظاره عن والده وقال بصوت متوتر:
- طريق ايه ده؟ انا مش فاهم حضرتك تقصد ايه؟
ثم مدد جسده أعلى الفراش وقال وهو يعطي ظهره لوالده :
-أنا راجع تعبان من الشغل، تصبح على خير حضرتك
تنهد المُسن بحزن ونهض عن الفراش يسير بخطوات بطيئة أثر الكبر الذي غزا جسده بسبب المرض وظل يهز رأسه في أسى على حال ابنه الوحيد الذي لم يعد يملك من الدنيا سواه ويخاف ان يواجه نفس مصيره ويلاقي قادرًا أصعب منما عاشه هو، ليس لديه مقدره على ردعه ويخشى ان يتصرف اي يتصرف يأذي به وحيده..
"لحظات الخوف توضع في طريقنا حتى يملأ الله قلبنا بالجرأة، ونستعين باللّه"
❈-❈-❈
خارج حدود القاهرة باقارة أخرى.
جلس الكابو يترئس طاولة الاجتماعات وهو يلفح أنفاس سيجارته ويصدر أوامره عن أتمام الصفقة الجديدة داخل الحدود المصرية متوعدًا بالقضاء على سليم وعائلته.
صرخ بوجههم جميعًا وقال بانفعال:
-الذي فعله الشاب المصري ليس هينًا على كيان المافيا، الكيان هُدد بالتفكك والخلاص منه ولن اقبل لذلك ان يحدث، لابد وان يدفع "سليم" ثمن أخطاءه ومن منكم ظن بأنه يستطيع ابادتي وجعل فتى مثله غير صالح أن يدير هذا الكيان فهو لن يخرج عن قبضة يدي، أنا الأحق بالزعامة، أنا تحملت "توفيق" لاعوام كثيرًا، طفح الكيل، أنا الأمر الناهي ولن أسمح بخطأ أحمقًا ان يهز زعامتي أمام العالم، لم أسمح لاي كان ان يخرج عن سيطرة الكابو، خطئ سليم نهايته مثلما فعل والده سابقًا.
أنهى اجتماعه بكلمات مقتضبة عن عملية أغتيال شامل للعائلة وهذا الرد الرادع الذي يوجهه إلى الشرطة المصرية والفيدرالية معًا، بسبب تعاون سليم معهم.
وبدء رجال المافيا في مُغادرة الاجتماع واحدًا تلو الآخر، شخص ما عندما غادر قصر الكابو، اخرج هاتفه يجري اتصالا غامضًا يخبر الطرف الآخر ويُنقل له ما دار داخل أجتماع المافيا وزعيمها، ثم انهى المكالمة ودس هاتفه داخل سترته واستقل سيارته لمغادرة المكان على وجه السرعة..
أما على الجانب الاخر عندما اتاها هذا الخبر، قررت أن تتوجه سريعًا إلى القاهرة لمقابلة سليم ومُساعدته وان تظل جانبه لحمايته وحماية عائلته..
"الخوف هو ذلك الشعور القاتل الذي إذا تملك من الإنسان سيحول حياته إلى جحيم مُتقد، والخوف الزائد عن الحد يجعل الشخص يتمتع بالسلبية والعبودية"
❈-❈-❈
عودة إلى القاهرة، داخل الفيلا التي تقطن بها" نور" طليقة أسر، قررت أن تذهب اليه وتتحدث معه وتعتذر له عن ما صدر منها من حماقات لأنها قررت أن تسافر، تغادر البلدة بأكملها لتحاول أن تبدء من جديد في مكانًا أخر ٠جما مرت به وما حدث لها هُنا..
جراتخذت ذلك القرار الصائب بعد تفكير دام طويلا، عندما هاتفتها والدتها وطلبت منها ان تسافر إليها وتنسى الماضي بكل الألأم الذي سببه لها وهي حقًا وجدت في سفرها هذا الهروب من كل شيء ومن نفسها، لعلها تجد نفسها بمكان اخر عندما قررت بالقدوم على تلك الخطوة الهامة بمصير حياتها.
وسوف تذهب صباحًا إلى فيلا "توفيق السعدني" لتلتقي بزوجها السابق وتنهي عذاب الماضي وتطلب منه الصفح والغفران عن كل ما حدث له بسببها وهي تعلم بأنه يحمل قلبًا أبيضًا رقيقًا ولن يخذلها، يجب طي صفحة الماضي لكي تتطلع لمستقبلها دون خوف أو ضياع..
"الخوف هو تلك الإبرة التي تخترق أجسامنا وأحلامنا، لأنها تحمل خيوطًا كي تربطنا الضياع"
حزمت امتعتها استعدادًا للسفر ظهر اليوم ولذلك عندئذ أشرقت شمس الصباح، غادرت الفيلا مُستقلة سيارتها ذاهبة إلى أسر.
وفي غضون ثلاثون دقيقة عبرت حديقة الفيلا بسيارتها الخاصة ثم صفتها وترجلت منها تسير بخطوات واثقة
تدلف لداخل ثم ضغط زر الجرس ووقفت تنتظر ان يُفتح لها الباب.
بعد دقائق معدودة كان سليم هو من يغادر الفيلا في انتظار قدوم الرائد حمزة، ليتفاجئ بوجود "نور" أمامه
عقد جبينه في غرابة وهتف مندهشًا :
-"نور" خير
قالت بنبرة صادقة وملامح يكسوها الألم والندم معًا:
-سليم من فضلك محتاجة اقابل أسر لآخر مرة وأوعدك ماحدش فيكم هيشوف وشي تاني، انا مسافرة عند ماما أو بمعنى أوضح مهاجرة ومش هرجع هنا تاني، خلاص مابقاش ليه حد في البلد دي
تنهد بارتياح ولكن داخله شعور بالحزن والأسى من أجلها فهو يعلم بأنها فتاة طائشة تصرفت كل هذا رغما عنها كان تريد أن تتمرد على نفسها وهي لا تعلم بأنها ستحرق نفسها أولا بنيران الحقد الإنتقام، يشفق على حالها فهي صغيرة في ريعان الشباب وما حدث لها من فقد جنينها وفقد أمومتها ليس بهين على فتاة بعمرها، يكن لها مشاعر أخوه داخله كأنها شخص من عائلته ولذلك يشفق على وضعها ويكفي ما تمر به، افسح لها الطريق وقال بصوت دافئ؛
-البيت ده هيفضل مفتوحلك يا نور العمر كله، ولو محتاجة حاجة من فضلك ما تتردديش تكلميني، انتي هتفضلي أختي الصغيرة
تبسمت بمرارة فهي حقا خسرت هذه العائلة وخسرت زوج كان يُحبها ويعيش فقط من أجل اسعادها، شكرته بامتنان ودلفت لداخل الفيلا لتلتقي بخديجة التي قابلتها بود وحنو، فتلك السيدة أشعرتها بمشاعر افتقدتها مع والدتها، عانقتها نور بحب وربتت خديجة على ظهرها بحنو وامسكت بيدها تدلف معها غرفة الصالون
تنهد سليم ولاحت شبه ابتسامة أعلى ثغره ثم اوصد الباب خلفها وسار في الحديقة ينتظر قدوم الحراسة الخاصة..
أما بالداخل فجلست السيدة خديجة مع نور واخبرتها الأخيرة بقرار سفرها وتريد اللقاء باسر لعله اخر لقاء بينهما ولم يتقابلا ثانيًا.
أخبرته بأن أسر لا زال ملزم فراشه وسوف تذهب لتعطيه خبر وجودها، وسارت خديجة تصعد الدرج بخطوات متبطئة إلى أن وصلت للجناح الخاص بأسر، طرقت بابه بهدوء اتت ميلانا تفتح لها الباب وتدعوها لدلوف.
ولجت خديجة بملامح بشوشة صافية واقتربت من فراش ابنها، دنت منه تقبل جبينه بمحبة:
-صباح الخير يا حبيبي
تبسم لها أسر وقال وهو يمسك بكفها يقربه من فاه يطبع قبلة رقيقة عليه:
-صباح الخير يا ست الكل
طالعتهم خديجة بترقب ثم قالت بتردد:
-نور تحت وجاية عاوزة تشوفك اخر مرة قبل ما تسافر
لوت ميلانا ثغرها بضجر وشعرت بالغيرة تنهش قلبها كلما ذُكر أسمها فماذا عن وجودها
رفع أسر حاجبيه بمشاكسة لزوجته وقال لوالدته :
- خليها تيجي
قالت ميلانا بنظرات لوم:
-عن جد بدك إياها هُن بغرفتي وقدام عيوني
-امال اشوفها من ورا عيونك ازاي
ثم ضحك بخفة وأشار إليها ان تقترب اما عن والدته نهضت في جدية وقالت بحسم وهي تغادر الغرفة:
- هنزل اقولها تطلع، هي دقيقتين البنت هتسلم وتعتذر عن اللي حصل وبس
ضمها لصدره وطبع قبلة طويلة أعلى خصلاتها وهو يقول بحب:
-ميلو هلا ما في قلبي حدا إلا اياكِ، نور قلبها ابيض وجاية تطلب مني اسامحها على اللي فات، وانا مسامح ومش شايل منها ولا من أي حد على وجه الدنيا، كفاية وجودك جنبي يا نبض القلب ونور العين
قالت بغيظ :
-لا تقول نور العين
ضحك مرة أخرى على غيرتها وقال معتذرًا:
-أسف حبيبتي لا يوجد بالقلب غير ميلانا روح القلب ونبض الحياة..
ثم طوقها بذراعيه وقال بصوت حاني وهو يطالع عينيها بحب؛
حبيبتي؛ كيف لا أعشقك وأنت ماتبقى لي من الأيام وكيف لا أعشقك وأنت لي كل الأماني والأحلام وكيف لي أن لا أهوى قلبك وأنت نبض قلبي وعشق الروح في اليقظة وفي المنام..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي من رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية