رواية جديدة خيوط العنكبوت الجزء الثاني لفاطمة الألفي - الفصل 9
قراءة رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني
"أغلال من حديد" كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني
"أغلال من حديد"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الألفي
الفصل التاسع
صفا سليم سيارته أمام الفيلا المهجورة، ثم ترجل منها وترجل سراج هو الآخر، ثم تتطلع حواله في دهشة ونظر لصديقه بتسأل؛
-أحنا هنا ليه؟
سار سليم أمامه وهو يقول:
-ادخل وانت هتعرف كل حاجه
لحق به سراج ليدلفوا سويا داخل حديقة الفيلا ومن ثم متوجهين لداخل ثم قاده سليم لغرفة المكتب الخاص بوالده، وجلس سليم خلف المكتب ثم فتح درجه الخاص ليخرج منه المذكرات التي تركها والده، طالع سراج بنظرة طويلة شاردة ثم حسم أمره وهو يتنفس بهدوء وبدء يسرد على مسامعه ما حدث معه منذ اليوم الذي عرف بها حقيقة عمل والده المشبوه...
بعدما انتهى من حديثه عن ما جَرت إليه الأمور في الخمس أعوام الماضية، كل ذلك تحت نظرات سراج الصادمة الذي لم يكن على درايه بأن سليم يحمل كل هذا العبئ وحده، فهو مثل الجبل الشامخ الصلب الذي لن يتزلزل ولن يهتز يومًا، كان واقفًا دائما كالصخر والأن لأول مرة يراه مُشتت ضائع، شارد، يخاف المستقبل، مُكبل بقيود الماضي لا يخشى الموت ولكن كل ما يخشاه ويخاف خسارته هو عائلته وهذا الكيان يُهدد حياة عائلته وذلك ما جعله شاعرًا بالتيه، لم يقدر على مواجهة شقيقه بحقيقة والده والأن باح بكل ما في صدره لسراج صديقهم..
عجز سراج عن المواساة لم يجد كلمة تناسب ما يقوله لصديقه، فقط ظل صامتًا ليخرج سليم كل ما في قلبه، دون أن يُقاطعه ولكن وعده بأن يظل جانبه ولن يتركه يواجه المافيا وحده، لكن سليم لم يُريد له الإذاء يكفي الاغلال المقيد بها.
وبعدما افصح عن ما كان يكنه، قلب صفحات المذكرات وقرأ داخلهما.
❈-❈-❈
في ألمانيا..
أثناء عودة ألبرت إلى "برلين" علم من عائلته بأن ابنة عمه أنجبت طفلا وبعد ولادته تركت العاصمة ولم يتوصل إليها أحدًا حتى وقتنا هذا.
كان يستمع لعمته بهدوء تام، لم يكترث بما فعلته "جيتا" ولا حتى بالطفل الذي وضعته، ترك القصر ببرود ليذهب إلى الوكر الخاص بالسلاح ومقابلة رفاقه من مُاسسي المافيا..
عندما اسدل الليل ستائره وصلا ألبرت وجهته، فقد اتخذ من بيتًا قديمًا للعائلة لم يسكنه أحد منذ عدة أعوام، منزلا مُتهالك الاثاث ولكن بنيانه شامخ ومُتماسك، اتخذ منه مخزنًا لموارية الأسلحة والذخائر بعيدًا عن اعين الشرطة الفيدراليه.
وجد التنظيم بأكمله ينتظره، ولج ألبرت لقاعة الاجتماعات الخاصة وعندما شعروا بقدومه استقام الشباب واقفًا في ترحاب بزعيمهم، سعيدون بعودته.
ولج ألبرت بطلته الجادة، تقدم منه إحدى مساعديه ينزع عنه السترة الشتوية وهو يرحب به :
-مرحبًا سيدي الزعيم
هز ألبرت راسه بأيماءة بسيطة ثم جلس في هيبة ووقار أعلى مقعده الذي يرتئس طاولة الاجتماعات، وأشار بيده لكي يجلسون وهم يرحبون بقدومة:
-عودة حميدة يا زعيمنًا
زفر أنفاسه بعمق وجال بانظاره على كل شخص منهم فقد كانت الطاولة تضم أثنا عشر شخصًا يُطالعينه بجدية، ينتظرون أوامره الجديدة.
أشعل الشاب مساعده السيجار البني ثم قدمها إليه، التقطها ألبرت بخفة ثم دسها بفمه يسحب دُخانها يُعبئ صدره ثم أخرجه ببط شديد لتفعل سحابة طفيفة من الدخان، رمقهم بنظرة فاحصة شاملة لكل ذرة بخلايا أجسادهم ليعلم ما واقع كلماته على كل فرد منهما.
قال بصوت جلي:
-سنوقف نشاط المافيا
تفاجئ الجميع بهذا القرار الاهوج الذي صدمهم، وهتف بعضهم مُعترضين والآخر صامتين لم يقدرون على التفوه بكلمة، وهتف مساعده ودراعه الأيمن بالعمل قائلا:
-ولكن ألمانيا تواجه مصيرًا مجهولا، نحن على مشارف الحرب العالمية الثانية كيف نتوقف وكل الذي يحدث في صالحنا تمامًا، نصدر الأسلحة إلى روسيا وأمريكا ولقد وقعنًا اتفاقًا على ذلك، يصعُب التوقف يا زعيم، هذا قرار غير صائب
قال آخر بضجر:
-لن نستطيع إيقاف ما نفعله وإلا دفعنًا أرواحنا الثمن ولن نُجاذف بارواحنا وأرواح عائلتنا
شعر ألبرت وخزة بصدره عند تذكر نقطة ضعفه وهو عائلته الصغيرة التي أسسها وبني بنيانه على الحب النقي الطاهر الذي يغسله ويُطهره من براثن الخطيئة والدم.
أنهى الاجتماع بغضب وطلب منهم المغادرة ولكن ظل مساعده بجواره، ربت على ظهره برفق، فهو صديقه الذي يعلم ما يعاني به صديقه بسبب مقتل عائلته، جلس جانبه يواسيه بصوت حاني دافئ بعث لروحه الضائعة الهدوء والسكينة ولم يخفي ألبرت على صديقه "ماينو" شيئًا
استمع له "ماينو" باهتمام وعندما انهى كلماته قال بجدية:
-عائلتك الجديدة بـ مصر ليست هُنا في ألمانيا لكي تخشى على معرفتهم او تخاف خسارتهم، هم حقًا بأامن مكان لن يستطيع أحد أذائهم لا تقلق زعيم
علم ألبرت بأن دخوله عالم المافيا ليس بهين على الإطلاق، صعب الخروج منه، طريق اللا عودة، لن يسمح له بالخروج عن دائرتهم، أوقع نفسه في دائرة الانتقام التي أخذت من روحه وأصبح جسدًا يتحرك مثل الروبوت، الانتقام جعل منها شخصًا أخر لا يعرف الرحمة ولا طريق للفرار فقد انتهى وقت التردد والاستسلام، عليه الاكمال وخوض التجربة بكل ما فيها من مساوء، يشعر كأنه واقفًا في دائرة مُحاطة بالنيران المُشتعلة وصعب الخروج عن إطارها، انقضي وقت التراجع...
القى سليم المذكرات من يده بغضب ثائر وهو يصرخ بغيظ :
-إنتهينا يا سراج إنتهينا، جدي السبب في دمار حياة ابويا وحياتنا دلوقتي، كمان الصورة دي اللي موجود فيها اكيد يبقى عمي، بس ليه مش موجود ولا نعرف عنه حاجة، بابا اصلا عمره ما جاب لينا سيرة بوجوده، يا ترا فين دلوقتي، عايش ولا المافيا خلصت عليه هو كمان.
❈-❈-❈
بمكان اخر داخل أحدى أحياء القاهرة الراقية، كان يقف شابًا مختفي الهيئة يرتدي النظارة الشمسية السوداء التي تُغطي نصف ملامح وجهه يرتدي كاب رياضي يخفي به راسه، جالسًا بمكان خاوي من وجود البشر، يتطلع حوله في ريبة، لياتي من خلفه شخصًا أخر، وضع في كف يده هاتفًا محمولا حديث الطراز ولكن ليستقبل به مكالمة واحدة فقط، تقتصر على فعل أمر ما، ثم يتم غلق الهاتف ويضعه الشاب مكانه ويرحل دون أن ينظر خلفه..
كانت المكالمة تقتصر على بعض الكلمات المبهمة وهي "يجب تتبع خطواته، ولكن أحذر ان يرأك"
هكذه كانت مضمونها وعلى الشاب تنفيذ الأمر..
❈-❈-❈
الحياة رحلة قصيرة يجب أن نغتنمها فيما يُحبه الله ورسوله؛ ليجعلنا نقف أمام الله عز وجل دون خوف من اي ذنب اقترفناه، الذنب الذي يجعلك تواجه به مصيرك مهما طال عمرك او قصر، فلابد وان تأتي لحظة النهاية..
تخاف الموت وشعورها بالذنب يقتلها، تتمنى ان يعود بها الزمن لكي لا تفعل تلك الأفعال المُشينة، الأقدام على فعل مُحرم، يجعلها تتمنى الموت كل لحظة وكل ثانية تمر عليها، أصابها مرض لن يتحمله بشر ينهش جسدًا نهشًا كالذئب الذي يلتهم فريسته دون شفقة.
تبكي بندم ولكن لم يعد ينفع الندم، فقد كفرت بالله سبحانة وتعالى عندما لجأت لشيطان من الإنس يعمل بالأسحار والاعمال التي تؤذي منما لا ذنب له، يلجئون للحصول على مرادهم ويطلبون العون منه، لا يعلمون ان الله مالك السموات والأرض وما بينهما، قادرًا على ان يُحيي العظام وهي رميم، قادرًا بعزته وعظمته وجلال أسمه أن يُعطي كل سأل مسئلته وكل مظلوم مظلمته فالديان لا يموت، كُلنا راحلون ويبقى الأثر الطيب، لن تتذكر عندما تقف بين يدي الله كيف ستخبره بأنها أذت نفسًا بغير حق، كيف سنتظر لله عز وجل وتطلب منه الغفران والعفو والمسامحه، كيف ترفع كفيها الان وهي على فراش الموت تدعوه بأن يرحمها من العذاب الذي تذقه كل دقيقة تمر بعمرها..
تصارع بين نفسها اللحظات القاسية التي تعيشها، تخجل ان تطلب من بارئها ان يرفع عنها البلاء وأن يرحمها منما هي فيه فلم تعد لديها قدرة على التحمل، تنهمر دموع الحسرة والندم..
يا ليتها فاقت من هوسها المرضي بالدجل والشعوذة قبل إزاء روح بريئة طاهرة لا ذنب لها بأن قلبها رفض الزواج من أبن عمها لأنها تراه شقيقها الأكبر، هل هذا يكون مصيرها؟
الضياع والشتات وهدم حياة بأكملها، اسمها حياة ولكنها شبحًا راقدًاعلى قيد الحياة، مُجرد فتات روح، جسد شاحب متجمد تاره يتحول شحوبها وصفار بشرتها لوهج مستعر يلتهم جسدها بحمم بركانية مهُددة بالاندلاع، بائسة شريدة بعالم اخر، عالم ترفض الدلوف إليه، عوالم خفية، لم تدرك مصيرها القادم، أين هي الآن لم تستوعب بعد، هي واقفة على حافة الهوية وجسدها مُهدد بالسقوط من أعلى قمة الجبل لتسقط في مهب الريح وتستقر في بئر غائر مُظلم، مُوحش، تندلع به النيران ليتكوم جسدها الضئيل في زاويته وتتصاعد ألسنة اللهب تحاول التهامها والوصول إليها لتصبح كومة رماد مُحترق..
بين دروب الظلمات يأتي شُعاع من نور ينير لك الدرب الصحيح الذي تمشي عليه، تمسك بنور الأمل الذي سيُحيك من جديد، لتكون ولادتك اليوم في غد مُشرق يومض ببريق من الطمئنينة وراحة النفس وبعث جديد في نفوس البشر..
هكذا هو حالها تتقلب بين الحياة والموت تصارع من لم يقدر عليه بشر في الخلاص من مارد النار الذي يُريد سلبها لحياته وعالمه الآخر، حيث راكم هو وقبيلته من حيث لم تروه..
السحر الأسود الذي جعل الجن يدخل عالم البشر ويجول بها بسبب عناد الابليس اللعين في قدرة الله عز وجل، ولكن لا يعلم بأن كل شيء يُصاب به الإنسان هو من عند الله..
لم يتأخر الشيخ "عبدالله" في الذهاب مع والد حياة إلى القاهرة لإكمال علاج أبنته فهو منذ عدة أيام وهو يرا حياة بالحلم وهي تمد يديها وتستغيث به وهذه أشارة بأن حياة في خطر تواجهه وحدها ولن تقدر عليه..
عندما وصلوا لوجهتهم تسمر الشيخ عبدالله مكانه عندما شعر برجفة قوية تحتاج جسده وسمرت قدميه مكانها لم يعد قادرًا على خطو خطوة واحدة داخل الفيلا ولكن حاول جاهدًا بكل قوته ان يهتف بصوت مرتفع عالٍ
- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.
بسم الله حصنت نفسي بسم الله حصنت روحي بسم الله حصنتت جسدي.
اللهم احفظني بحفظك ونجني مما أخاف ربنا عليك توكلت وإليك أنبت وإليك المصير. .
اللهم أعوذ بك أن أضِل أو أضَل أو أذل أو أذل اللهم احفظني من فوقي وعن يميني وعن شمالي واعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
ثم هدا صوته وحرك قدماه التي كانت مُقيدة بأمر من الجان، ثم دلف لداخل برفقة فاروق الذي حاول الاتصال كثيرًا ب سليم ولكن الأخير لم يجيبه.
استقبلهم خديجة بترحاب وقصى عليها فاروق سبب تلك الزيارة المُفجاة ويريد ان يرا ابنته الان وان الشيخ عبدالله صديقه وأتى لزيارتها لكي يُحصنها ويكمل معالجتها بالقرأن، شعرت خديجة بالحزن والأسى فلم يكن والدها موجودًا بجانب زوجته الأن،
حاولت الاتصال به مرارًا وتكرارًا ولكنه لم ياتي برد، صعدت معهم لغرفة حياة التي لا حول لها ولا قوة، طريحة الفراش لم تقدر على الحراك.
كلما تقدم الشيخ خطوة اتجاهها يردد داخله أيات من الذكر الحكيم، بينما اقترب منها فاروق وجلس بجاورها على الفراش لتنساب دموعه كالمطر، لم يقدر على رؤيتها بهذا الشكل، وجلست خديجة على الجهة الأخرى.
ظل الشيخ يطالعها بهدوء ليلتقي بنظرات حارقة، جامدة، لا حياة فيها، ينبعث من داخلهما وهج نار، ورا الجان أمام عينه يطل من داخلهما وفجأة نهضت حياة من الفراش جالسة وهتفت بصوت فحيح هاسس:
- لن تقدر عليّ، سكنت جسدها وسأنال منها، ومنك أيضًا فأنت سبب هلاك زوجتي، لن أرحمك..
نظر له بتحدي وقال بصوت مرتفع مجلجل:
-اخرج عدو الله، اخرج عدو الله، اخرج عدو الله
نفخ نار بوجه الشيخ ابتعد للخلف وهو يعلو على نبرة صوته، ويصرخ الشيخ مردد:
-لن تؤذيها وابتعد عن جسدها، بعرة الله وقدرته بعزة الله وعظمته ان تبتعد عنها، بإذن الله لن تتغلب عليها
تلوي جسدها وارتفعت حرارتها وصوت صراخها يمزق نياط القلب، كلما حاول فاروق ضمها لاحضانه تنفره وتبتعد عنه ولكن حاول التمسك بها وعيناه تذرف الدموع على حال قُرة عينه.
عاد الشيخ يردد:
أخرج عدو الله
ثم نفث عن شماله ثلاث وازداد نبرة صوته يقينًا بالله، رغم ارتجافت جسده الذي يهتز بقوة لم يتخاذل الشيخ وردد قائلا:
(اللهم رب هارون وموسى احفظها من شر الجن والشياطين وأن يحضرون.
اللهم أسالك باسمك الأعظم ان تحيطها بحفظ من حفظك وامن من امنك و من كل هامة وكل من يراها ولا نراه.
اللهم ابعد عن جسدها كل ما يؤذيه، اللهم احفظها من عيون خلقك اجمعين ومن مس الشياطين.
اللهم اني اسالك حفظا من عندك تحيط به جسدها وتنير به حياتها وتحفظهامن وساوس الشياطين.
ربنا يا مالك الملك يا خالق الخلق اللهم انك قد قدرت بعد خلقك على التخفي والضرر إلا بإذنك فاللهم احفظها ممن يراها ولا نراه.
اللهم اسالك بحق عرشك العظيم ان تعافي جسدها من كل اذى وان تعافي نفسها من كل ضيق.
يا رب يا رب السماوات والأرض وما بينهما طهر جسمي من كل مس وحسد وسحر أراد شر خلقك ان يؤذيها به.
اللهم ارسل ملائكتك الحفظة عليها تحفظها من كل شر لا تراه ولن نراه.
اللهم فوضت اليك امرها انت حسبنا ونعم الوكيل فاحفظها مما اجد واحاذر.
اللهم احفظها من شر خلقك اجمعين ومن شر الشياطين ومن شر كل من يريد بها اذى يا رب العالمين.
اللهم احفظني بحفظك واكلأني بكلائك واجعلني من عبادك الصالحين.
اللهم رب السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه اشهد ان لا اله الا انت اعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وان اقترف على نفسي سوءا او اجره الى مسلم.
فوضت اليك أمرها يارب فاحفظ بدنها وروحها وقلبها وجسدها ونفسها من شر الشيطان وشركه.
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
توقف عندما صرخت حياة بقوة وقالت بصوت غاضب؛
-انت فاكرني هخاف، لا أنت اللي لازم تخاف؛ هقبض روحك، ابعد عني
حاول الشيخ التماسك وجبينه يتصبب عرقًا وبدء في علو صوته بالقرأن الكريم.
ظل يردد الآيات القرآنية الخاصة بابطال السحر..
(لا فرار لا فرار غاون أتخذ القرار)
هذا هتاف الصغار والشيخ يرا ما تراه حياة
لم يكترث بهاتفهم بلا ازداد قوة واكمل ما يفعله من أجل تلك المسكينة.
قل أعوذ بوجه الله الكريم، بكلمات الله التامات، اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما نزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، إلا طارق يطرق بخير".
أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن ولا فاجر من كل ما خلق وبرأ وذرأ ومن شر كل ما ينزل من السماء ومن شر كل ما يعرج فيها ومن كل ما يخرج من الأرض ومن كل ما ينزل فيها.
اللهم اني اعوذ بك من شر ما أجد وأحاذر.
اللهم كن عينها التي ترى بها ولسانها الذي تنطق به واحفظها بحفظك.
اللهم إني أمسيت أشهدك وأشهد حمله عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا انت وحدك لا شريك لك وأن محمدًا عبدك ورسولك.
اللهم وبحق القرآن العظيم وبحق حبك لنبيك صلى الله عليه وسلم حصنها من كل ما يؤذيها.
تصبب الشيخ عرقًا من كل جسده وهدات الرجفة التي احتاجه ثم اقترب من جسد حياة الساكن مكانها ووضع يده على جبينها يقرأ ايات قرانية.
ثم طلب من والدها إحضار مصحف، ووضعه بين كف حياة :
-افتحي يا بنتي المصحف واقري سورة البقرة
انصاغت حياة كالمغيبة تلبي رغبته وتبسم لها الشيخ عندما وجدها تقرأ بهدوء ولم يحدث لها شيء، أشار لوحدها بالخروج وظلت خديجة بجوار حياة.
حدثه الشيخ قائلا بحزن:
-اللي على حياة يا حاج فاروق صعب أوي، ده متمسك بجسدها، بس ربنا كريم وهيقدرنا عليه بإذن الله، حياة بعدت عن ربنا والتهت بدنيتها الجديدة، مش هقولك تفاصيل عن حالتها، بس كل بمشيئة الله وحياة محتاجة جلسات كتير، بس بأمر الله هنقضي عليه وننتصر.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي من رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية