رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 3
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل الثالث
أخفضت تسنيم عينيها نحو الطعام المجهز وسقطت عيناها نحو فستانها الذي يصل إلى ركبتها... فاليوم هو آخر موعد امتحان لليلى وستشعر أخيراً بالسعادة وأنها متزوجة! كما وعدها سالم بأنه سيعوضها بعد انتهاء ابنته من فترة الامتحانات، فلم تعلق في الفترة السابقة على غيابه المتكرر حيث ينام مع ابنته
طوال الليل ويبقى بجانبها طوال اليوم حتى يراجع معها دروسها. ولا تنكر أنها بدأت تمل من ذلك الوضع وتشعر بالغضب من إهماله لها،
فبعد كل شيء هي امرأته و أيضا لها حقوق عليه! لكنه لا يشعر بذلك على الإطلاق وكل تركيزه واهتمامه يكون مع ابنته ليلى فقط.
وقتها بدأت تسنيم تشعر بأنها مجرد سد خانه بحياته، أو ربما قطعه جمادًا لم يشعر بها ولم يعيرها أي اهتمام، وذلك في إطار تواجدها معه في المنزل بوثيقه الزواج، لا أكثر! حتى أنها بدأت تشعر بالحزن الشديد من طريقة تعامله معها وتجاهله الدائم لها، وبدأت تذكر نفسها أين الوعود التي قطعها لها قبل الزواج. فلماذا نسيها هكذا وكأنها هامشية في حياته؟
لكنها حاولت أن تنفض ذلك الحزن والحسرة عن حياتها، وتنظر للأمور من الجانب الآخر؟ وبطبيعة الحال سالم لا ينوي تجاهلها، هو تعرض لموقف صعب بسبب امتحانات ابنته مما جعله يشعر بالتقصير تجاهها، لكنه يزال يحبها بالتأكيد وسيعوضها كما وعدها عن كل تلك الفترة الصعبة، فاستغلت رحيلهم الإثنين عن المنزل، ونهضت بنشاط وبدأت بالتحضير
الطعام، وخاصة وصفاته المحببة وبعدها ذهبت ترتدي ملابس أنيقة وكأنه احتفال، أو ربما هو كذلك بالفعل. واليوم، ستشعر أخيراً بأنها عروس حقيقية!
لكن ساعات مرت علي موعد عوده سالم من الخارج هو وابنته ولم يأتي؟ لتشعر بالقلق فربما حدث شيء سئ لهم لذا قررت أن تتصل به كي تطمئن عليه وتعرف موعد وصوله انفتح الخط لتقول بلهفه متسائلة بسرعة بعبارتها وهي تظن هو!
= الو يا سالم هترجع امتی.. انا حضرت الاكل من بدري ومستنياك
تفاجات بصوت ليلى تجيب بدل منة، بنبرة كرة وحقد
= انا ليلي.. بابا مش فاضي يرد عليكي دخل حمام المطعم اللي احنا فيه يغسل ايده اصل احنا اتعشينا بره ولسه هنتفسح كمان وهنروح الملاهي، يعني ما تتعبيش نفسك وتستنينا عشان مش هنرجع دلوقتي ولا عارفين ممكن نرجع أمتي .
وانقطع الخط بعدها وأغلقت الهاتف تماماً.. ظلت هي ترمش بعيناها عده مرات تستوعب كلماتها، مطت فمها قائلة بتجهم
= خرجوا يتفسحوا! و مش قادر يتعب نفسه ويقول للحيواني اللي مستنيه في البيت وعماله تجهز في الاكل من الصبح ، ماشي يا سالم
ظلت دقائق ظاهر عبوسها الصارم وغضبها من سالم، حيث استشاطت أعين تسنيم فهتفت بحنق من بين شفتيها المزمومتين
= اهدي يا تسنيم عشان ما حدش يفتكر غيرنا من حته عيله، الامتحانات خلاص خلصت بتاعتها واكيد هيبتدي يفضى ويركز معايا ممكن هي اللي اصرت عليه يخرجوا بره بعد الامتحان
مرت ساعة أخري، حتى سمعت صوت الباب يفتح اقتربت منه بخطوات سريعة مرددة بفتور
= اتاخرت أوي انا جهزت الاكل مش هتتعشوا
هز رأسه سالم بهدوء واجاب بنبرة مرهقة
= لا شكرا يا تسنيم اكلنا بره، ليلي هلكتني بمشاورها ولعبها في الملاهي غير الشوبن اللي دبستني فيه ولففتني كتير على رجلي
توترت أكثر وحاولت أن تجذبة من يده عنوة وهي تقول بنبرة مهتزة
= طب والاكل اللي انا جهزته بالمطبخ، انا ما اكلتش حاجه عشان كنت مستنياك تتغدى معايا
كانت متحمسة لما كانت تفعله، ناسية رد فعله أو لم تتوقع منه ذلك أبدًا. ولم تكن تريد أكثر من كلمة واحدة لشكرها على جهودها طول اليوم حتى! فحاولت لفت انتباهه إلى السفرة التي خلفها وإلى مظهرها الرائع، فقد فعلت كل ذلك من أجله.. من أجله هو فقط!.
مسح علي وجهه بتعب و اجهاد قبل ان يتحرك للرحيل من امامها، قائلا بإيجاز
= انا خلاص ما بقتش شايف قدامي من التعب هدخل انام تصبحوا على خير
أولاها ظهره مندفعًا نحو باب الغرفه، حاولت اللحاق به لكنه كان النعاس يستولي على وجه بدرجة كبيرة وهو لم يهتم الى أمرها من الأساس، بينما رسمت ليلي ابتسامه واسعه فوق شفتيها وهي تراقب رحيل والدها الى غرفته وملامح تسنيم التعيسة، اقتربت بخطوات بسيطه نحو مائدة الطعام التي احضرتها تسنيم لأجل والدها والذي لم يراها حتي، وتنهدت ليلي بحسرة زائف وهي تقول بنبرة ماكرة
= الاكل شكله حلو اوي يا ابله تسنيم، وكمان انتٍ عامله الاصناف اللي بابا بيحبها بس
يخساره ما خدش باله اصلا منها ولا هياكل منه.. يلا بالهناء والشفا لوحدك.
تابعت مبتسمة وهي تقول بشماته ظاهرة بواضحة
= كان نفسي اوريكي اللبس اللي بابا ناقه معايا عشان تشوفي ذوقه، بس انا كمان تعبت من كتر ما لفينا فهبقى اوريهلك بكره.. يلا تصبحي على خير
اشرقت ملامحها وغادرت بعدها فالنعاس بدأ
ينتابها... اغلقت الباب خلفها وقد اطمئنت وزال
خوفها من فكرة أن ينساها والدها بيوم ويذهب إلي تلك العروس الخبيثة .
ألقت ليلي عباراتها ثم انصرفت تبتسم بفخر عما حققته... لتتعلق عين تسنيم بها بذهول غير مصدقه أن فتاه بعمرها تتحدث بتلك الطريقه الخبيثة وكأنها امرأه ماکره تعرف صب سمومها الخفية و تمثل دور البراءة أمام والدها عكس الان... بلعت غصتها بمراره وابتسمت کی تداري كسرتها وفي دقائق ألتفتت برأسها نحوه سفرة الطعام التي بذلت كل جهودها في تحضرها وفي النهايه لم تحقق أحلامها التي بدأت ترسمها لتلك الليله وكيف ستسير وهي في أحضان زوجها ويعوضها عن غيابه بالسابق لكن هو بالأساس لم يلاحظ ما فعلته لأجله ولا لاحظ خيبة أملها ولا حزنها منه.
توقفت تسنيم في مكانها محدقة في فستانها وطعامها بحسرة، وهبطت دموعها دون أراد منها الم يكفيها غيابه بالفتره السابقه و كانت صامتة تضع المبررات له؟ ولم تحاول ابدا بأن تانبه وتعاتبه على إهماله، لأنها كانت تعرف وتضمن بأن ذلك الوضع لم يستمر، واليوم بدأت كالغبية تحضر لتلك الليله و تبذل جهودا كبيرة لحياتها التي كانت ستبدأ أول لحظاتها اليوم فقط! فذلك الأسبوع الماضي لم تشعر مطلقاً بأنها مثل أي عروسه! وكيف ستشعر بذلك وزوجها يقضي اليوم بطله في حضن أبنته ولم يهتم الى مشاعرها ابدا .
نظرت إلي الطعام الذي لم يمس بعينيها التعيستين، فحز ذلك في قلبها اللعينة، نجحت تلك المراهقة الصغيرة في زلزلتها حقا بكلماتها ونظرات الشماتة التي راتها بوضوح منها، فمن الواضح ستذقها من كأس المرير، استنشقت الهواء ببطءٍ لتثبط من غضبها المتصاعد بداخلها، حاولت أن تبدو مسترخيًا وهي تلم سفرة الطعام و وضعت الطعام بالثلاجة دون أن تاكل هي الأخرى، فمن أين ستاتي شهيتها بعد ما حدث اليوم .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية