-->

رواية جديدة قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 13

 

    قراءة رواية قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء


الفصل الثالث عشر

ــــ سنابل مكسوره  ــــ



ما بك أيها القلب لم تدق بهذا العنف لأجل ذاك الغريب..  لما يتدفق الأدرينالين إلى شراييني  .. 

لم هذا الكم من الانسجام بيننا أتعجب من هذا الحال ..  هو المغرور المتكبر..  مهلا فهو يتظاهر فقط فَلِم هذا يا من ملكت القلب بكل هذه البساطه... "


وقف سليم وهو يشعر بالصدمة بعد معرفة سمية فهو لم يشأ أن يخبرهم إلا بعد سفره والتحدث مع نزار .. لينظر عزت بقلق شديد لهما وهو خائف من ردة فعل نزار بعد علمه بالأمر 

أردف سليم بتوتر و استفهام :

ـ وانتى عرفتى منين !!

نظرت لهاتفها وأجابته بدموع :

ـ نزار بعت رسالة أنا لازم أسافر لهم فاطيما موبايلها مقفول مش عارفه أوصل لها

تحدث عزت بتعجب :

ـ ونزار عرف منين !!

سليم باعتراض كي لا يزيد الأمر سوءاً :

ـ مفيش سفر أنا مسافر الفجر وهشوف الموضوع ده ماتقلقوش

نظرت لوالدها وتحدثت :

ـ مش عارفه يا بابا وصلتني رساله منه و بيلومنى انى خبيت عليه

أردف عزت بندم حقيقي :

ـ والعمل أنا السبب فى كل ده أنا السبب

هتف سليم بتنهيدة و قلق من القادم :

ـ أهدى يا عمى واطمن أنا هحل الموضوع ده وهعرف اتكلم معاه

تحدثت سمية بجدية :

ـ أنا هسافر مش هقدر استنى هنا

نظر سليم لها وتحدث بهدوء :

ـ هتسافري تعملى إيه مش هينفع فكرى على الأقل فى عمى هتسيبيه لوحده قولتلك أنا هحل الموضوع إيه مش واثقه فيا

أردف سليم بتعب و إرهاق :

ـ أكيد واثقين فيك إنك هتحل الموضوع ده ابقي طمنا عليهم خلاص يا سمية أصلا مش هينفع تسافرى ماتنسيش إن شفيق عينه علينا وممكن يبعت حد وراكى ويعرف مكان البنات

تحدثت بندم و حزن :

ـ سليم إنت عارف نزار كويس هو حذرها كتير بس مش هيسامح بسهوله

اقترب منها ليهتف بجدية :

ـ قولتلك هتكلم معاه ده ابنى وأنا هعرف اتفاهم معاه اطمنى

تحدثت بدموع بسبب خوفها الشديد على فاطيما :

ـ طيب واللى موبايلها مقفول دى هطمن عليها إزاى 

جلس عزت وهو يشعر بالندم فهو أخطأ من البداية حين قرر أن يجعل فاطيما تنجرف معهم فى هذه اللعبه 

هتف سليم بحذر و هدوء :

ـ أنا هطمنك عليها هي بنتى هي كمان

أردفت بقلق وهى تتحدث عن نزار و جسار  :

ـ طيب هنعمل إيه دلوقتي إحنا كده هنعمل عداوه جديدة بينهم

تحدث بتفكير شديد :

ـ مش عارف بس هحاول اهديه وكده كده هما بعاد عن بعض كل واحد في حاله لغاية لما نشوف إيه اللى هيحصل تانى

أردفت بتعب وهى تجلس :

ـ أنا تعبت كل يوم كارثه جديدة ومفيش وقت نفوق لامتى يعني هنعيش كده متفرقين و بعاد

تنهد بإرهاق لأنه حقاً يشعر بالقلق :

ـ مسألة وقت وكل شيء هيتحل نخلص من شفيق بس وكل حاجه هتتحل وترجع زي الأول

تحدثت بجدية وهى تضع يدها على وجهها :

ـ أتمنى حقيقى نفسي اصحى من الكابوس ده بقى

ليتحدث بجدية كي يجعلها تهدأ :

ـ هيحصل ماتقلقيش

جلسوا يتحدثوا معاً ليصعد سليم لغرفته كي يرتاح قبل السفر وهو يهيئ نفسه لمواجهه شرسه بينه وبين نزار بسبب ما حدث .. بينما حاولت سمية الاتصال ب فاطيما لكن هاتفها مغلق شعرت بالقلق الشديد عليها .. فى الساعة الرابعة صباحاً اتجه سليم للمطار ليعود للندن مجدداً وفى الصباح قرر عزت العودة لقصره ومواجهة جسار لقد حان الوقت لن يسمح له بالاستيلاء على منزله أيضاً وصل هو و سمية استقبلتهم الخادمة بسعادة فمنذ رحيلهم ولا يوجد شيء كما كان 

أردف جسار بسخرية وهو يشاهد الخادمة تصعد بالحقائب :

ـ حمدالله على السلامه يا جدي نورت بيتك .. ايه الشنط دى

كان الجميع يراقب ما يحدث فى صمت لن يجرؤ أحد على التحدث وقفت سلمى جوار زوجها و يارا تتابع من بعيد 

أجابه عزت باستنكار شديد :

ـ راجع بيتي يا جسار و لا عندك اعتراض يا ترى هتمعني من دخول بيتي كمان

ليردف بسخرية و تهجم شديد :

ـ لأ طبعا إنت جدي وهي عمتى برضو بيتكم اتفضلوا بس غريبه مش كنتم قاعدين في المزرعه و مرتاحين ولا جايين تعملوا مشكله تانى و تبلغوا بيها العملاء و يفسخوا عقودهم معايا ولا إيه يا عمتي

نظر عزت له بغضب بسبب تجاوز حفيده معه :

ـ لا أنا راجع بيتى علشان كفاية مش هسمحلك تاخد حاجه مش ملكك إيه مش كفاية بقي اللى أخذته

تحدث ببرود شديد وهو يتجه للداخل ويجلس دون أن يبدي احترامه لأي شخص :

ـ أنا أخدت حقي والبيت هنا حقي برضو بس أطمن مش هطردكم منه ده بيتكم برضو بس لو هتقعدوا يبقى انتم في حالكم وانا في حالى أنا مش عايز مشاكل ولا وجع دماغ اوك

ليضرب عزت عصاه فى الأرض وتحدث بصوت مرتفع يكاد يخترق آذان الجميع :

ـ البيت ده مش حقك فوق لنفسك وإلا هتخسر الفيلا و المزرعة ملك عمتك يعني إنت مكانك مش هنا

مازال يتحدث بتحدي و عناد :

ـ ليه بس كده أهدى يا جدي هدى أعصابك البيت ده بيتى و بيت أبويا الله يرحمه و مش من حق أى حد يخرجنى منه

تدخلت سمية كي لا يزيد الأمر سوءاً :

ـ جسار كفاية أوى أنا لغاية اخر وقت كنت بدافع عنك بس للأسف أثبت انى اختارت الشخص الغلط

ليهتف بعنـ.ـف وهو يلقي المزهرية على الأرض لتصدر صوتاً مرتفعاً :

ـ انتى ما اختارتينيش أنا محدش اختارني كلكم اختارتوا بنت أخوكى بلاش تضحكي على نفسك وعليا

وقفت أمامه لتنظر له بصدمة من هذا الشخص الذي يتحدث ؟؟

هل هو ابن أخاها حقاً ؟

ـ للأسف طول ما إنت ماشى ورى شفيق هتشوفنا أعدائك هو لازم أتكلم قدامك علشان تعرف أنا مع مين .. بس هقولك النهارده أنا مع مين هتسمعها علشان هتكون آخر مره نتكلم فيها لغاية امبارح كنت بقنع جدك يعطيك فرصه واحده بس خساره حتى أختك بقت بالنسبالك عدوتك عارف إنت بتمثل قدام الكل إنك جامد و قوى بس للأسف لو هما صدقوا القناع ده أنا لأ علشان أنا اللى ربيتك أفرح بالشركة يا جسار لكن الفيلا ملكى بيع وشرا هاه مش توكيل و لا تهديد أو عقد مزور

ليردف بسخرية وهو ينظر لها :

ـ تربيتك صح فعلا تصدقي صدقتك بإمارة انك كنتى طول الوقت بره معاهم صح و أختى .. أختى مين دي اللى باعتنى واشترت غيري وبالنسبه للفيلا فهي بيتى وبيت أبويا سامعين ومش هسمح لحد أنه يفكر يخرجنى انتهي الكلام اظن عارفين اوضكم فين

عزت بجدية و غضب :

ـ إنت أخر واحد يتكلم عن العلاقات لما تبقي تفوق هتلاقي نفسك لوحدك بس وقتها مفيش حد هيسامحك بعدين عاوز تتهم حد اتهمني أنا لانى وثقت فيك وكنت بقول هتكون الكبير بعدى بس للأسف و بالنسبه لخرجوك من الفيلا بلاش أبلغ البوليس وشوف لما الصحافة تاخد خبر شكلك هيكون إيه !!

وقف وتحدث بفحيح أفعى :

ـ بوليس إيه إلى تبلغه أنتم اتجننتم ده بيتى

تحدث بهدوء وهو يأخذ العقد من سمية و يعطيه له :

ـ أنا هبقى اتجننت فعلا لو مخرجتش من هنا تحب تشوف صوره من العقد علشان تتأكد بعدين إنت خدت حقك ولا الشركة مش كفاية عليك واه نصيب اختك معاك فى الشركة و بالنسبه ل فاطيما حقها عندى أنا المسؤول عنه

تحدث بغضب بعد أن شاهد الورق :

ـ محدش له حق عندى سامع وبالنسبه للبيت صدقنى لو خرجت من هنا هدفعكم التمن غالى أوى 

ليكمل وهو يجلس ويتابع ثورة حفيده :

ـ الفيلا والمزرعة باسم عمتك ولو حصلها أى حاجه هيكونوا ملك مؤسسات خيرية يعني لو يرضيك أختك تكون فى الشارع براحتك و هتخرج من هنا يا جسار واللى عندك أعمله

تحدث بصدمه و استنكار :

ـ هتشوف يا .. يا جدي هعمل إيه وأنا معنديش أخوات .. يارا ؛ يارا

ثم قام بالنداء على زوجته التى كانت تشاهد ما يحدث فى هدوء كأنها تسجله فى عقلها لتهتف وهى تقترب منه :

ـ أيوه يا جسار

تحدث وهو ينظر للجميع بغضب :

ـ لمي حاجتك هنمشي من هنا

بعد مغادرة يارا هتفت سمية معترضة :

ـ اللى يسرق جده يعمل أى شيء اطمن أنا مش زيك مش هطردها زى ما عملت

يقسم يقسم لو أنها شخصاً آخر لقام بقتله ودفنه في مكانه ليتحدث بانفعال :

ـ عمتي حاسبي على كلامك هاه أنا مسرقتش حد ده حقي سامعه حقي و ما يفرقش معايا هتروح فين ولا هتعمل أيه أنا ماشي بس هعرف أرد على الحركه دي كويس اوى

وقف عزت أمامه ليقوم بصفعه على وجهه بقوه مما جعل الجميع يشعرون بالصدمة

ليتحدث بغضب و حده:

ـ اتكلم ب احترام مع بنتى يا جسار أوعى تفكر انى هسمحلك تتجاوز أكتر من كده معاها إذا كنت غدرت بيا مره أوعدك مش هتتكرر تانى وأنا مستني ردك حقيقي

أردف بصدمه وهو يضع يده على وجهه :

ـ أنا مغدرتش بيك إنت اللى غدرت وسرقت حقى و اديته لحفيدتك إنت السبب في كل ده و هتشوف ردي قريب اوى

ليردف بهدوء وهو يشاهد يارا قادمة ومعها حقائب الملابس :

ـ مستني ردك و استني مفاجأة هتعجبك قريب يا ابن .. يا جسار

غادر جسار و يارا ليضم عمر زوجته وهو يشاهد دموعها تهبط على وجهها فى صمت 

لتردف أخيراً بوجع وقهر :

ـ أنا مش قادره أصدق إن ده جسار اخويا معقول

تحدث عمر بصدمه أيضاً فهو لم يتوقع أبداً أن يصل الأمر لهذا الحد :

ـ ولا أنا مصدق مستحيل ده هو نفسه جسار اللى كان همه الأول والأخير العيله إزاى بقي كده أنا حقيقي مصدوم فيه ده مستحيل يبقى صاحبى وابن عمتى 

تحدث عزت وهو ينظر لهم :

ـ للأسف زى ما شفتوا علشان متقولوش ظلمته أو أذيته هو اختار طريقه يكمل فيه لوحده

أحضرت الخادمة عصير الليمون لهم كما طلبت منها سمية وغادرت لتقف بعيداً مع زملائها 

هتفت بحزن فهى لم تتوقع أن يتخلى عنها كانت تظنه يتحدث بهذا الكلام فقط كي يجعلها تفعل ما يريد :

ـ أنا مصدومه فيه يا جدي ده مش بس كان أخويا ده كان كل حاجه فى حياتى إزاى يعمل كده مع الكل حتى معايا إزاى 

عمر بتنهيدة و هو مازال غير مستوعب ما حدث اليوم :

ـ حضرتك مغلطتش يا جدي واضح إن شفيق وبنته عرفوا يضحكوا عليه كويس اوى

عزت وهو يقف ليقترب منها :

ـ أخوكى مش بيفكر غير فى نفسه و سمعتي كلامه كلنا معاكي متخافيش

تحدثت سمية و هى تنظر ل عمر :

ـ هو مش صغير يا عمر علشان شفيق يتحكم فيه للأسف هو اتغير بقي كل تفكيره فى الثروة وبس ومش مهم هيدوس على مين فى طريقه

أردف بحزن على صديقه قبل أن يكون أخو زوجته :

ـ يا خساره يا جسار يا خساره يا صاحبى

جلس عزت جوار سلمى ليبتعد عنها عمر وهتف بجدية :

ـ عاوز أعرف هتبقوا معانا فى الجاي ولا لسه عندكم مبررات له

تحدث عمر أولاً بعد أن فشل فى إيجاد عذر جديد له :

ـ خلاص يا جدي مفيش مبرر له أنا معاك

تحدثت سلمى بحزن ليضمها عزت بهدوء :

ـ وأنا كمان معاكم بس هنعمل ايه حضرتك ناوي على حاجه معينه

تحدث بجدية لأن القادم لن يكون سهلاً على أحد :

ـ اللى هقوله ده مش عاوز حد يعرفه لأن وقتها يبقي جسار انتصر علينا وأثبت انى فشلت أحافظ على الباقي من العيلة

أجابه عمر بمنتهى الجدية :

ـ أكيد طبعا اتفضل قول

أردف بهدوء كي يخبرهم بالقادم :

ـ هنعمل شركة جديدة و هنوقفها سوا هننافس جسار و نوقف انتصاراته اللى فرحان يبها

تحدثت سلمى بدموع :

ـ بس كده يا جدي يبقي فعلا خسرنا بعض للابد كده خلاص جسار أخويا بقي عدوي ومنافس ليا 

هتف عمر بتنهيدة :

ـ سلمى إحنا فى حرب و جسار اللى بدأ واحنا دورنا نوقفه و نعرفه إن اللى عمله كله هيروح جايز يفوق انا معاك يا جدي وسلمى كمان

سمية وهي تنظر لها :

ـ سلمى اعملى زى أخوكى و الغى العاطفه لو بيفكر فيكى كان دافع عنك أو أخدك معاه لكن هو مش بيفكر غير فى نفسه

لم تستطع السيطرة على دموعها :

ـ مش سهل عليا يا عمتو 

عزت وهو يطمئنها و يمهد لها كيف تتعامل كسيدة أعمال :

ـ اسمعيني يا سلمى أنا خسرت ولادي الاتنين جسار مش هيبقي عندى أغلى منهم بعد اللى عمله و اتعلمى تلغى العواطف فى الشغل اسمعى لعمتك

أومأت رأسها بالموافقة :

ـ حاضر يا جدي حاضر

سمية بتنهيدة و حزن :

ـ أنا مقولتش إنه سهل بس إحنا لازم نعمل كده ولا نعلن هزيمتنا قدامه ويبقى هو انتصر علينا

ليتحدث بجدية مع سلمى :

ـ سلمى انتى حفيدتي والكلام اللى قلته عن نصيبك قدام جسار علشان أشوف هل فعلا هيوافق تكوني معاه فى الشركة ولا لأ نصيبك فى أمان

أردفت بدموع ووجع :

ـ مش عايزه فلوس يا جدي أنا عايزه أخويا يرجع تفتكر بعد الى هنعمله ممكن يرجع

ليفكر قليلاً قبل إجابته عليها :

ـ السؤال ده إجابته عنده مش عندى لأنه مات بالنسبالي

تحدث عمر ب حماس شديد :

ـ المهم يا جدي حضرتك ناوي على إيه

ارتشف من كأس العصير أولاً :

ـ الشركة عمتك و إنت و معاكم سلمى هتكونوا مسؤولين عنها و شركة لندن هتكون مسؤوله عن الصفقات الخارجية وهنا مهمتكم مش سهله مش هتوقعوا جسار بس لا شفيق معاه

تنهد عمر ليهتف بثقة و جدية :

ـ اطمن يا جدي كل حاجه هتمشي زي ما حضرتك عايز و هنوقعهم

أردف وهو ينظر لهم :

ـ مهمتكم مش سهله بس واثق فيكم وعارف إنكم هتقدروا سوا

أجابته سلمى بهدوء :

ـ أكيد يا جدي اطمن

قبل عزت جبينها ليردف :

ـ سلمى كفايه عياط مش عاوز أشوف دموعك وأنا عايش

نظرت للأرض لتهتف :

ـ صعبان عليا يا جدي أشوف عيلتي كده ربنا يخليك لينا

ليقرروا إنهاء الحديث في هذا الأمر وقرروا التفكير في القادم و التخطيط له معاً كي يكونوا يداً واحدة 

❈-❈-❈


وصلت الطائرة لندن ليقرر سليم الاتجاه لمنزله أولاً كي يرتاح قبل المواجهات التي سيخوضها اليوم .. عند ميرا ظلت طوال اليوم وحيدة و في اليوم التالي هبطت علياء و معها فريدة لتقترب ميرا منها حملتها وقبلتها على وجهها 

لتهتف علياء بخجل شديد :

ـ أسفه بس فريدة عاوزه تأكل و أنا 

أردفت ميرا باعتراض :

ـ عاوزه تقولي إنك مكسوفه هنا علياء على فكره أنا اللي ضيفه هنا مش انتي بعدين من أول ما دخلتي هنا وانتى بقيتي واحده مننا يعني البيت بيتك بلاش الحساسيه دى

تحدثت علياء بحزن و جدية :

ـ شكراً يا ميرا بس ده مش بيتى أنا فعلاً هنا ضيفه وكلها ساعات و همشي

اقتربت منها لتهتف بهدوء :

ـ مفيش هنا ضيوف بالعكس فيه حاجه مهمه هقولها البيت ده بيت الكل من أيام عمو مراد وهو فاتحه للغريب قبل القريب لما كان يجي طلبه يدرسوا فى لندن مش ليهم مكان كانوا بيقعدوا هنا على ما يلاقوا سكن ف أظن لما يكون حد من العيلة البيت ده هيبقي له قبل الكل و بالنسبه لانك عاوزه تمشى أظن القرار ل جدو عزت و بابا

أردفت بتأثر بعد حديث ميرا معها :

ـ جميل أوي عمو مراد الله يرحمه مع إننا مش قرايب ومش اتعاملت معاه كتير بس كنت بحبه أوى هو و طنط فريدة ربنا يرحمهم وبالنسبه لقراري ف معلش مش عاوزه يحصل مشاكل أكتر أنا بجد مش بس خايفه أنا مرعوبه و ده شئ موترنى جدا علشان كده بتعامل بحده شويه أنا عارفه بس غصب عني محدش حاسس باللي أنا فيه وبصراحه الناس هنا صعبه أوى ومش هعرف اتعامل وانا مش عايزه اعيش فى مشاكل كل شويه كفايه اللي عندي

علمت من حديثها الأخير أنها تقصد زين لتردف :

ـ لو تقصدى زين صدقيني هو مش كده خالص بس وقت ما يتعصب مش بيشوف مين قدامه استنى اشوف مين على الباب و نكمل كلامنا

كانت فريدة تجلس معهم ليسمعوا صوت دق على الباب اتجهت لترى من القادم رغم علمها بقدوم والدها لكن لم تظن أنه القادم فتحت لتجده أمامها ابتسمت له بحب شديد لتضمه بقوة

وهتفت بشوق كبير :

ـ بابا وصلت امتى وليه مقولتش إنك جاي كنت استقبلتك

تنهد بهدوء و هو يتجه معها للداخل ليشاهد علياء التي وقفت لتستقبله أيضاً ليتحدث وهو يحمل فريدة و يقبلها على وجهها :

ـ مساء الخير وحشتوني خلصت اللى هناك وقررت أرجع علشانكم

تحدثت علياء بسعادة :

ـ حمدالله على السلامه يا بابا

نظر لها لحظات لينتبه لحزنها الشديد :

ـ الله يسلمك يا حبيبتي إيه واضح إنك زعلانه ميرا زعلتك ولا إيه

هتفت بحزن مصطنع لأنها تعلم أن والدها يمازحها :

ـ أنا يا بابا بزعل حد شكراً بقول أسافر مصر أنا عند عمتو حبيبتي

تحدثت علياء بابتسامه هادئة :

ـ لأ خالص بالعكس ميرا دي عسوله اوى ربنا يحفظهالك

هتفت ميرا بحماس و مشاغبه :

ـ شفت بريئة أهو علشان متظلمنيش تاني

أردف سليم بمكر و تعجب :

ـ فين فاطيما و زين ليه قاعدين لوحدكم

لتتحدث ميرا بعد أن تغيرت تعابير وجهها :

ـ فاطيما فى أوضتها و زين فى الشركة

لتهتف فريدة بجدية وهي تمسك يد علياء بسبب شعورها بالجوع الشديد :

ـ ماما ماما عاوزه أكل

علياء وهى تنظر لها بتوتر و قلق :

ـ حاضر يا حبيبتى حاضر

نظر سليم ل ميرا كي تأخذ فريدة و يتجهوا للمطبخ لتتركه يتحدث مع علياء 

هتفت ميرا وهي تقترب من فريدة لتأخذها من والدتها و يتجهوا للمطبخ :

ـ تعالي معايا يا فريدة اعملك أكل ونعمل قهوة ل بابا

فريدة وهي تذهب معها للداخل :

ـ يلا يا طنط

أردفت بابتسامه لأنها تعلم أن دخولها للمطبخ يؤدي لكوارث حقيقية :

ـ يلا ندخل سوا علشان فاطيما تنزل تطردنا سوا أنا و إنتي 

بعد دخول ميرا للمطبخ جلس سليم ليهتف بجدية وهو يتابع توتر علياء و قلقها الشديد :

ـ ممكن نتكلم شويه يا علياء !!

نظرت له و تنهدت بقوة لتجلس على الكرسي مقابله :  

ـ أكيد طبعا اتفضل

تحدث بهدوء فهو يريد أن تخبره بكل ما تشعر به كي ينهي هذا القلق الذي تشعر به :

ـ إيه الحكاية وليه حزينه إيه حصل فى غيابي

نظرت بعيداً و تحدثت بجدية :

ـ مفيش حاجه أنا بس مش عارفه اعيش و أتأقلم هنا وعايزه أمشي وهما رافضين 

ـ إحنا مش اتكلمنا قبل كده واتفقنا مفيش خروج من هنا لأى سبب ليه عاوزه تمشى

أردفت بحزن والدموع تتلألأ فى عينيها فهي مازالت تتذكر حديث نزار الجارح معها :

ـ مش مهم اللى حصل المهم إني مش عارفه أعيش هنا ولا أفهم الناس هنا بعترف أن أنا بتعامل بطريقه عصبيه وحاده شويه بس غصب عني والله من خوفي من وقت هروبي من شفيق عمري ما خفت قد ما أنا خايفه دلوقتى وده موترنى ف بتعامل بطريقه صعبه أنا عارفه بس كمان الناس هنا صعبه جداً جدآ وأنا مش عايزه مشاكل فوق مشاكلي أنا مش بعرف أنام من خوفي ومحدش حاسس باللي أنا فيه بجد 

تنهد بهدوء فهو يعلم حقاً الحالة التي تمر بها لأنه مر بها فى السابق :

ـ انتي هنا مع أهلك مفيش حد غريب تخافي منه كلنا هنا سوا مفيش حاجه اسمها خوف لازم نبقى أقوياء العيشه هنا مش سهله مش هضحك عليكي وأقولك كل شئ كويس بس قوتنا هى سبب وجودنا هنا دلوقتي واضح إنك عشتي فى مجتمع مقفول لكن كلنا هنا معاكي و هنساعدك مفيش خوف وأنا حاسس بيكي وعارف معني الخوف على الولد بس هنكمل علشانهم قوليلي هتعملي إيه لو خرجتي انتي و فريدة لوحدكم هاه متوقعه الحياة هتكون سهلة ومش هتواجهي صعوبات

تعلم جيداً أن حديثه صحيح لكن مازلت تشعر بعدم الارتياح بسبب طريقة تعامل نزار معها :

ـ مش عارفه بس أنا بجد خايفه مش منكم والله بالعكس تجمعكم حواليا بيطمني أنا بخاف يوصل لينا انا معرفش حد ولا كنت بثق ف حد غير بابا الله يرحمه و جسار وعمر وسلمى هما عيلتي بجد و معاهم كنت ف أمان بس الظروف دخلتني الجحيم ومش عارفه أخلص منه لما كنت مع جسار كنت مطمنه أوى علشان واثقه إنه هيحمينى زي ما أنا واثقه ف حضرتك بس بصراحه مش واثقه في في يعني التعامل صعب وشديد أوى وأنا مش حمل خناق ومشاكل مش عايزه حد يعاند ويتعصب عليا انا عايزه إلى يطمنى مش يخوفنى اكتر ما انا خايفه

ليقرر أن يتحدث معها بجدية ويخبرها بما مر به أيضاً كى تهدأ قليلاً :

ـ لو خايفه من شفيق اطمنى مش هيقدر يدخل لندن حتى لو عرف مكانك مستحيل يحاول يقرب من فريدة وأنا موجود علياء أنا فاهمك لاني تقريباً مريت بنفس التجربه اللي مريتي بها اول ما جيت هنا كنت لوحدي رغم علاقتي بمراد لكن فى البداية كنت عاوز أشوف بنفسي الحياة هنا هتبقي ازاي لكن لما عرف هو اللى ساعدني استقر هنا فى وقت من الاوقات فكرت أرجع مصر لكن طلب مني  اشتغل معاه فات حوالى ٢٠ سنة أو أكثر وأنا هنا شفت حاجات كتير وواجهت أزمات كتير بس كان لازم أكمل علشان المسؤولين مني ممكن أفهم إيه مخوفك هنا طيب

لامست الجدية فى حديثه لتهتف بتوتر :

ـ هاه هو هو اصل بصراحه يعني ا ا ا ا

تنهد بهدوء يعلم أنها ستعاني فى البداية حتى تتأقلم على الحياة المقبله عليها :

ـ اتكلمي على طول إيه مخوفك هنا

تحدثت بخجل فهي فى النهاية دخيله عليهم و لا تريد أن تشعر برفض أحد لها :

ـ بصراحه يعني زين ابن حضرتك لا يطاق عصبي جدا كانى قتـ.ـلتله قتـ.ـيل مش عارفه ليه بيتعامل معايا كده وبيتعصب بالشكل ده حضرتك ده مبيعملش كده مع فاطيما وميرا بيتعامل معايا بطريقة تحس إن بينا تار قديم أه أنا جايز بتعامل بحده شويه بس ده غصب عني من اللى شوفته  و بشوفه طيب هو ليه بيتعامل كده حتى يراعي إني واحده ست ببنتها فى بلد غريبه يعدي ويتعامل كويس علشان حتى أطمن و اتعامل بهدوء إنما أنا وهو صعب نبقي فى مكان واحد بالطريقة دى وأنا زي ما قولت لحضرتك مش عايزه اعيش فى مشاكل كفايه اللى عندي


ـ هقولك حاجه مهمه كل واحد فينا بيمر بظروف تخليه يتغير ويكون واحد تاني زين كان إنسان مختلف لكن للأسف مر بتجربة صعبة ولغاية دلوقتي بيدفع تمنها اعطيه وقت و هتلاقيه إنسان تاني عن اللى بتتعاملي معاه دلوقتي

أردفت قائلة :

ـ اهااااا مر بتجربه أنا قولت كده إنه معقد وده أكيد مش من فراغ اكيد حاجه حصلت وصلته لكده على العموم لو هفضل هنا يبقي يفضل هو فى حاله وأنا فى حالى مش ناقصه لأن واضح إن تجربته صعبه اوى أنها وصلته أنه يكون انسان معقد لدرجه دى 

فى هذا التوقيت وصل نزار ولم ينتبها له لأنه فتح الباب بهدوء شديد وكانا منشغلين فى حديثهم تفاجئ من وجود والده لكن حديث علياء عنه جعله يريد أن يقوم بفصل رأسها عن جسدها 

ليهتف بغيظ و استهجان :

ـ معقد !! كلامك صحيح أنا فعلاً معقد والافضل تتجنبي تتعاملي معايا علشان العقد اللى عندى

وقف سليم له ليهتف بهدوء و حذر :

ـ نزار إنت هنا من امتى

حاولت إخفاء توترها لكنها فشلت لتتحدث بعناد :

ـ هو انت وبعدين أنا متجنباك انت اللى تتجنبنى و متجيش هنا

تحدث باستنكار و حده :

ـ أظن أنا مش هنا علشانك اطمنى أنا جاي اشوف أختى و اتكلم معاها يا مدام

أردف سليم باستهجان شديد بسبب المشادات التي تحدث بينهما :

ـ زين أهدى الكلام مش كده كفاية بقى

وقفت خلف سليم لتهتف بخوف منه :

ـ إنت مش بس معقد إنت كمان قليل الذوق ولما تحب تشوف اختك كلمها وهي تجيلك .. 

لتردف بهمس بسبب تعجبها من هذه الشخصية المعقده بالنسبه لها :

ـ سؤال بس هو زين ولا نزار ولا مين ده كائن غريب ف كل حاجه اسمه وشخصيته حقيقي غريب

هتف سليم بحده و استنكار بسبب عدم احترامهم لوجوده :

 ـ كفاية بقي إنت وهي احترموا وجودي بينكم انتم المفروض ناس كبيرة بس واضح العكس

تحدثت ببراءة مزيفة وهى تنظر للأرض :

ـ حضرتك مش شايف كلامه و عصبيته

ليتجاهل حديث والده بسبب كلامها معه :

ـ مش إنتي اللى هتقررى أشوف أختى فين أو اكلمها فين

مازالت تقف خلف سليم لينتبه ل ميرا التي تقف تتابع ما يحدث وهى تضع يدها على فمها كي لا تصدر صوتاً ويثور نزار عليها أيضاً 

ـ بص بقي علشان أنا جبت اخري منك لما تحب تيجي هنا تستأذن الاول وعايز تشوف حد هنا معايا تكلمه يخرج يشوفك في الجنينه مش عايزه أشوفك تانى ممكن

سليم وهو يشير لهم كي يصمتا :

ـ إنتم الاتنين غلطانين كفاية بقى المفروض هتعيشوا هنا سوا و تشتغلوا مع بعض عايز أفهم ازاى هتديروا الشركة وانتم كده

هتفت باستنكار لقد ظنت أنهم حينما تحدثوا معها فى السابق فى أمر عملها معهم كى يجعلوها تطمئن لتشير برفض :

ـ نعم اشتغل مع مين مع ده

كان يستمع لحديث والده بتعجب ماذا يريد أن يفعل ؟؟

لن يقبل بالخضوع لأحد يكفي أنه يعمل معهم بالإكراه بعد أن أجبر على ترك عمله الحقيقي :

ـ شركة إيه اللى هنديرها سوا يا بابا أنا مش موافق طبعاً

أردفت بهجوم شديد :

ـ لأ انا اللى موافقه أوى وهموت على الشغل معاك إذا كنت مش طيقاك هنا لما بشوفك شويه ما بالك اشتغل معاك

وضع يده على وجهه ليهدأ قليلاً فهو يقسم أنها ستجعله يفقد عقله قريباً :

ـ اتكلمي معايا كويس مش معني إني ساكت هقبل غلطك و إهانتك كل شوية

تحدثت برفض واستنكار لحديثه :

ـ غلطي و إهانتي أناااااا !! انا غلطت فيك ولا اهنتك أنااااا إنت هتعمل فيها برئ بقي وانا الغلطانه إنت نسيت اللى عملته و قولته

مازال يشعر بالغضب الشديد منها :

ـ لا أنا اللي غلطان علشان واقف أتكلم معاكي كل مره بتخليني أندم إني بحاول أوصل معاكي لحل بس للأسف مفيش فايدة

لتجيبه بهدوء وهي تتجه للمطبخ كي تأخذ فريدة و يصعدوا للأعلى :

ـ شكرا وعلى العموم هريحك خالص ومش هتشوف وشي تانى ولو صدف وشوفتنى مش هبص عندك حتى و هاخد بنتي واطلع اوضتى عن إذنك 

تحدث سليم بحده لأنه يعلم أن النقاش معهم لن ينهي الأمر بسهوله سيتحدث مع كل شخص منهم منفرداً ثم يجمعهم بعد ذلك :

ـ كفاية بقى أنتم الاتنين مفيش حد عامل حساب لوجودي علياء استنى زين اسبقنى على الفيلا التانية نتكلم هناك

غادر نزار لتهتف بحزن تعلم أنها تجاوزت فى وجود سليم لكن لا تعلم ماذا يحدث لها حين رؤيتها ل نزار تصبح امرأة أخرى 

ـ حصل خير يا عمو عادى هطلع اوضتى أنا بقي

هتف بجدية وهو ينظر لها :

ـ هتكلم مع فاطيما ونكمل كلامنا يا علياء لو مش هضايقك

لتردف بهدوء و خجل :

ـ أكيد لأ طبعاً مش هتضايق هستنى حضرتك هروح اشوف فريده

ليتجه لأعلى وهو يخبرها أنه سيعود لها لاحقاً :

ـ تمام هشوف فاطيما ونتكلم بعدين 

بعد صعود سليم اتجهت علياء لرؤية فريدة وجدتها تأكل مع ميرا لتهتف بتعجب :

ـ انتم قاعدين تأكلوا سوا 

ميرا بهدوء وهي تشير لها كي تجلس معهم :

ـ بصراحه أنا كمان كنت جعانه وانتي و فاطيما رافضين تنزلوا فريدة شجعتني تعالي معانا مفيش حد هنا و بابا مش هينزل دلوقت 

وقفت وهي تشعر بالتوتر لأنها حقاً جائعة لتخضع لهم فى النهاية و جلست تأكل معهم 

❈-❈-❈

منذ ما حدث وهي تجلس فى غرفتها وترفض رؤية أحد كانت تراقبه من نافذة غرفتها لأول مرة يقسو عليها هكذا أرادت أن ترتمي بين يديه وتخبره بكل شيء تعرضت له لكن هذه المرة يرفض حتى رؤيتها تعلم أنها أخطأت لكن لم يكن أمامها حلاً آخر 

انتبهت لأحدهم يفتح باب غرفتها ويهتف بحب :

ـ عروستى وحشتينى اوى اوى اوى

وقفت سريعاً بعد رؤيتها له و تركض إليه :

ـ بابا وحشتني أوى إنت رجعت بجد ولا بحلم

وضع يده على وجهها وهتف بهدوء وهو يرى عينيها متورمه من البكاء :

ـ أيوه رجعت يا حبيبتي انتى كمان وحشتينى عامله إيه و ليه قاعده هنا لوحدك

نظرت للأسفل فهي لا تستطيع إخفاء أي شيء عنه :

ـ هاه أنا كويسه المهم طمني على جدو و عمتو أخبارهم إيه وليه رجعت بدرى

ليراوغها لأنه يعلم أنها تعاني حقاً بسبب بعد نزار عنها :

ـ هما كويسين اطمنى و بيسلموا عليكي في ايه احكيلى مالك من امتى بتخبي على بابا

جلست على الفراش لتهتف بدموع :

ـ نزار عرف كل حاجه يا بابا من وقتها وهو رافض يكلمني أو يسمعني اتهمني إني بفضل جسار عليه وإني مش بحبه

جلس جوارها وضمها بقوة كي تهدأ حتى لا تتعرض لصدمة مثلما يحدث معها حين تحزن بعد أن أخبرته سمية بما تعرضت له فى مصر :

ـ معلش يا حبيبتي اهدي أنا هتكلم معاه و أفهمه كل حاجه وبعدين هو عارف مدي حبك له بس غيران علشان كده اتصرف بعصبية يعني إنتي مش عرفاه

تحدثت بوجع و حزن بسبب تخليه عنها :

ـ أول مره يكون قاسي عليا كده محاولش حتى يعرف اللي اتعرضت له أنا كنت محتاجه له أوى بس هو اتخلى عني محاولش حتى يعرف أنا عملت كل ده علشانه بس للأسف ضيعت كل حاجه

تنهد بتعب لأنه يعلم أن نزار سيثور على الكل بعد معرفته بالحقيقه ليتحدث بجدية :

ـ معلش اعذريه إنتي أكتر واحده عارفه وحاسه باللي مر بيه وعيشتى معاه كل ده لحظه بلحظه عصبيته بسبب أنه مش عارف يعملك حاجه ولا يقدر يدخل وبعدين هو كمان زعلان من الى حصل مش شايفه حالته عامله ازاى و واخد فى وشه مع الكل

أردفت بدموع ووجع :

ـ أنا أول مرة أخاف منه هو عارف إني مليش غيره أنا قبلت بالوضع ده علشان أحافظ على حقه بس ضيعت حقنا سوا و اتظلمت من الكل

أخبرها بثقه و تأكيد :

ـ اهدي يا حبيبتي وأنا هشدهولك واجيبه لغاية عندك ندمان بعد ما يعرف الحقيقة ولا مش واثقه فيا

أجابته بهدوء و ثقه :

ـ أكيد واثقه فى حضرتك أنا مليش غيركم انتم الاتنين

تحدث باطمئنان كي يجعلها تهدأ :

ـ يبقي اطمنى وقومي كده خدي شاور وغيري هدومك و روقي و انزلي تحت على ما اجي واهو نسهر كلنا زي زمان ايه رأيك

تحدثت بشك و قلق :

ـ تعتقد هيسامحني بعد كل ده

مسك يدها ونظر لها ليجيبها بجدية :

ـ أكيد طبعا انتى مش غلطانه ولا عملتي كده بمزاجك اطمنى أنا هفهمه

ـ أتمنى يا بابا أول مره أحس إني لوحدى

نظر لها وهتف بإرهاق :

ـ معقول تحسي كده وانا موجود و المجنونه اللى تحت دي لأ ازعل بجد

تحدثت بجدية فهي لولا دعمهم لها لا تعلم ماذا كان سيحدث معها :

ـ بالعكس لولا وجودكم معايا كنت انتهيت من زمان

وقف ونظر لها بجدية :

ـ متقوليش كده ياحبيبتي يلا روحي غيري و انزلي مستنيكي تحت

حركت رأسها بالموافقة :

ـ حاضر يا حبيبي

تركها كي تبدل ملابسها وهبط للأسفل ليتحدث مع علياء ثم يذهب لرؤية نزار 

وجدها تجلس وحدها وهتف باستفهام :

ـ علياء قاعده لوحدك ليه

استيقظت من شرودها لتجيبه :

ـ هاه لأ مفيش بس فريده بتلعب مع ميرا ف قولت اقعد استنى حضرتك

قرر أن يري ردة فعلها أولاً كي يكمل حديثه الذى قاطعه نزار بعد وصوله :

ـ نكمل كلامنا ولا إيه طيب

حركت رأسها بالموافقه :

ـ أكيد طبعا اتفضل

ارتشف من فنجان القهوة الذي أحضرته ميرا له قبل مغادرتها للحديقة مع فريدة كي تترك لهما المجال ليتحدثا بهدوء :

ـ اسمعيني يا علياء أنتم الاتنين ماشين عكس بعض زى قطرين ماشين على محطه عكس الاتجاه لازم تتقابلوا فى نقطه معينه بس طول ما أنتم وخدينها عناد هتتعبوا

أردفت بجدية شديدة :

ـ هو صعب أوى ومش بيتفاهم معايا 

خالص حتى لو أنا مثلا متعصبه هو مش يهدي الجو ويحاول يتعامل بهدوء لأ كأنه ما بيصدق يلاقي فرصه علشان يتخانق فيا ويطلع عقده عليا تعامله صعب اوى وناشف وكلامه حاد على طول ده حتى صباح الخير بيقولها ليا من غير نفس اللى هو كده مش عارفه ليه

كان يستمع لها بهدوء فهو يريد تحليل شخصيتها بهدوء :

ـ زى ما قولتلك قبل كده للأسف الظروف اللى مر بيها هى السبب فى تغييريه بس مع الوقت هتشوفي شخصيته الحقيقية اللي مخبيها عن الكل

تحدثت بهدوء و تنهيدة :

ـ خلينا كده كويس هو في حاله وانا في حالى حتى موضوع الشغل خلينى بعيد عنه

تحدث بمكر و تسلية :

ـ اللى سمعته عنك إنك عنيده إيه هتستلمي

أردفت بعدم فهم :

ـ هاه وده ايه علاقته انا مالى وماله علشان اعاند 

هتف باستفهام وهو يتابع توترها :

ـ مش هتكوني معاه فى الشركة ولا إيه

تحدثت بعدم فهم وتعجب :

ـ أيوه بس ده ايه علاقته هو محامي هو كمان

تحدث بجدية شديدة :

ـ زين نائب رئيس مجلس الإدارة يعني هو المسؤول الفعلي عن الشركه و بما إنك محاميه  هتكوني مسؤوله عن قضايا الشركة و الشؤون القانونية فيها

أجابته بصدمه و قلق :

ـ قولتلي !!

ـ بلاش قلق أنا موجود معاكم

ـ أنا مطمنه بس بوجود حضرتك

ـ وأنا واثق فيكم و عارف انكم سوا هتكبروا الشركة

ـ بوجود حضرتك معانا طبعا حضرتك الأساس

ـ وأنا معاكم بس عاوز أرتاح شوية

ـ حقك طبعا ربنا يخليك ليهم

تحدث باستفهام فهو يريد أن يعلم قرارها الأخير :

ـ يعني خلاص موافقه !!


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية