-->

رواية جديدة قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 14

 

   قراءة رواية قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء


الفصل الرابع عشر

ــــ تنهيدة حزينة ــــ



يقولون دائمًا أن الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية لذلك سنعقد هذه الهُدنة التي تنص على ألا نتفق يكفي أن تمر بسلام فقط....


اتجه سليم للفيلا الخاصة ليجد نزار يجلس فى الأسفل ويبدو عليه الغضب الشديد لينظر له بتنهيدة شديدة لأنه يعلم أن المواجهه معه ليست سهلة 

هتف بهدوء وهو يشير له باتجاه غرفة المكتب :

ـ نزار تعالى عايز أتكلم معاك

أجابه وهو يقف ويذهب خلفه للداخل :

ـ اتفضل

جلس على الكرسي ليشير له كي يجلس مقابله وتحدث بجدية :

ـ ممكن افهم في إيه و إيه حكايتك مع علياء أنا أول مرة أشوفك بتتعامل مع واحده بالشكل ده عارف إنك عندك عقده من جنس حواء بس مش بتتعامل كده معاهم ليه بقي اللى بيحصل دلوقتي ده

تحدث بجدية فهو بالفعل غاضب من الجميع :

ـ حضرتك شفت كلامها معايا غلطانه ومش عاوزه تعترف بغلطها لأ بقيت أنا الغلطان علشان اتعصبت لما عرفت عن إختفاء فريدة كنت عاوز أعمل إيه مش فاهم

أردف باستنكار بسبب طريقة تعامله مع علياء :

ـ تراعي إنها أم ومقهوره على بنتها يبقي تطمنها وتتكلم معاها بهدوء مش خناق وتوصل إنها كانت هتمشي هي دي المسؤوليه والأمانة اللي سيبتهم لك المفروض إنك إنت الراجل يعني تقدر تتحكم في أفعالك عكسها هي لأنها ست و ضعيفه تايهه و خايفه المفروض إيه نقدر ده مش ننفعل و نتعصب عليها و نخوفها أكتر يا دكتور 

ليهتف بعناد و تحدّي :

ـ ولما ترد عليا وتتجاهل كلامي مستنى أسكت يعني بعدين أنا مش غلطان علشان تحاسبني بالطريقة دى

يعلم سليم جيداً أن التحدث معه بهدوء سيجعله يتأكد من أنه على صواب :

ـ لأ غلطان و أتكلم كويس وبعدين حتى لو هي غلطت متنساش إنها ضيفه هنا وهي وبنتها مسؤوليتنا يعني كنت تقدر تستني لما اجي وتتكلم معايا وأنا هتصرف مش تروح تتعصب عليها وعلى الكل

تحدث بسخرية و استنكار :

ـ كل شوية ضيفه ضيفه دى هتبقى حجه بقى علشان محدش يتكلم معاها يعني

تعجب سليم من حديثه ويعلم أنه يخفي غضبه من فاطيما بالمشاجرة مع علياء ليردف باستفهام :

ـ في إيه يا نزار مالك أول مرة أشوفك كده واخد منها موقف جامد كده ليه ده انت حتى مش تعرفها في إيه !!

ليتحدث بحزن حقيقي بسبب ما يمر به و إحساسه بالضعف :

ـ فيه إني اكتشفت انى اتخدعت من الكل .. كل واحد بيفكر فى نفسه وبس مبقاش فيه حد بيخاف على غيره كله عاوز الفلوس وبس لكن إننا نخاف على بعض بالعكس بقينا نغدر ببعض أنا ليه عشت مش عارف

ليكمل وهو يقف وينظر بعيداً :

ـ أنا مش واخد موقف من حد بس فجأة لقيت كل شيء بيتفرض عليا مش من حقي اختار حياتي حتى عايش فى الضلمة

سليم متفهما لتخبطه و ألمه الذي يشعر به :

ـ وإيه علاقة ده بعلياء انا بتكلم ف مشكلة علياء مش المشكله التانيه بس أحب أقولك إن كل اللى حصل ده غصب عننا كلنا مش بايدينا نعرف نوايا كل واحد ولا نعرف المستقبل مخبي لينا ايه ازاى تقسي عليها بالشكل ده و إنت عارف إنها ملهاش غيرك

تحدث باستنكار واعتراض لما يحدث حوله :

ـ مبقتش عارف إيه الصح وايه الغلط جايين تفرضوا عليا واحده وهى مش متقبلة تتعامل مع أى حد و تقولوا غلطان خلاص أنا أسف مش هتعامل معاها تاني و بالنسبه للموضوع التاني أنا ماليش حق الرفض خلاص هى اختارت تتحمل نتيجة اختيارها

وقف خلفه وتحدث بهدوء وهو يضع يده على كتفه :

ـ إحنا مش فرضنا عليك حاجه ولا حد أظن الظروف هي اللى جابتها هنا لو وجودها مزعلك أوي كده هخليها هناك وبالنسبه لفاطيما ف عايز تفهمنى إنك هتقدر تسيبها كده زعلانه هتسيبها تواجه كل ده لوحدها من امتى القسوه دي

التفت له وتحدث بتحدي و يأس :

ـ برضه حضرتك مش فاهمني قلتلك أنا مش من حقي أعترض اللى عاوزينه اعملوه أما بقي فاطيما أنا موجوع منها كنت بتكلم معاها آخر فترة ليه رفضت تحكى للأسف فقدت ثقتي فيها

تنهد باستسلام لأنه يعلم مدى عناد نزار :

ـ مفيش فايده فيك براحتك وتعاملك معاها هيبقي في الشركه يعنى شغل وبس و الأحسن ماتتعملوش خالص وبالنسبه لفاطيما خافت عليك ومنك خافت لما تعرف تنزل مصر وإنت عارف معنى ظهورك ايه ده جزاءها أنها خافت عليك

أردف بسخرية و رفض شديد :

ـ يا تري إيه نتيجة خوفها هاه اتجوزت واحد بيكرهها كنت هقف قدام الكل لكن مش هقبل أي واحد يجي عليها أي كان هو مين

تحدث بتوتر لأن معرفة نزار بالحقيقة ستؤدي لاشتعال حر.ب شديدة بينه و بين جسار :

ـ مش جواز زي ما انت فاهم ده مجرد ورقه وغير صحيحة لأنها بتوكيل يعني يتلغي في أي وقت 

هتف بعدم فهم وتعجب :

 ـ يعني إيه الكلام ده !!

أخبره سليم بما حدث وكان يستمع له بصدمه كيف استطاعوا فعل هذا بها ؟؟

المال !! لقد أصبح يبغض المال كثيراً هل الجميع أصبحوا يعبدون المال ؟؟

ما هذا يكاد يشعر بالجنون و الغضب يقسم أنه يريد رؤية جسار الآن للقصاص منه بسبب ما فعله مع الجميع و ليست فاطيما فقط 

ليهتف بصدمه و غضب :

ـ إنت بتقول إيه ازاى كل ده يحصل وأنا معرفش ليه خبوا عليا

سليم وهو يتابع غضبه الشديد :

ـ فهمت بقي هي خبت عليك ليه !! علشان خايفه عليك عارفه إنك لو عرفت هتنزل وممكن ترتكب جنايه

أردف وهو يدور حول نفسه و يبتسم بسخرية :

ـ خبت علشان غبيه ازاي تسكت على الوضع ده هاه كده يعني هسكت ومش هرجع حقها تبقى متعرفش أنا مين .. وممكن أعمل إيه من النهارده اللى بيني و بين جسار حر.ب ومش هتخلص غير ما حقها يرجع ويندم على كل حاجه عملها معاها ومع الكل

وقف أمامه محاولاً تهدأته :

ـ اولا أهدي كده ماينفعش العصبيه دي لازم تاخد الأمور بعقل علشان تعرف ترجع حقها وحق الكل اطمن حقكم هيرجع بس بالعقل والهدوء

ليردف بغضب و عناد :

ـ هدوء اللى زيه مينفعش معاه الهدوء اللى اتاخد بالقوه يرجع بالقوة يا بابا كنت بقول فاطيما بتكبر الحكاية لكن مش هسكت أكتر من كده

ليقرر اللعب على نقطة ضعفه :

ـ اللى في مصر هيتعاملوا معاه أطمن المهم فاطيما دلوقتى محتجالك أوى إنت عارف هي من غيرك ضعيفه ازاى معقول قدرت تقسي عليها لدرجه دى

ليتذكر محادثاته معها فى السابق وطلبه أن تخبره بكل ما تعرضت له لكن كانت ترفض وتغير مجرى الحديث :

ـ علشان طلبت منها تحكي لكن رفضت و كانت إيه النتيجة سمحت لواحد ميستهلش ياذيها

نظر له وتحدث بجدية :

ـ خافت عليك يا ابنى ليه مش مقدر خوفها وبعدين خلاص اللى حصل حصل إيه هتقسى عليها إنت كمان و تظلمها معقول هتهون عليك

نظر للفراغ حوله وهو يشعر بالعجز :

ـ إيه المطلوب طيب دلوقتي

تحدث بمكر لأنه يعلم أن فاطيما تملك مكانه خاصه عنده و مهما ارتكبت من اخطاء دائماً يسامحها لكن هذه المرة قسى عليها كثيراً :

ـ معرفش أنا مش هجبرك على حاجه بس أكيد مش هتسيبها تعبانه ومانعه الاكل بقالها يومين ووشها تعبان وحزينه ودبلانه ومكسوره عادي هتاخد وقت وترجع أنا مش هجبرك على حاجه روح نام يلا لو هتقدر تنام و تسيبها كده قاعده مستنياك

أردف بعناد فهو حقاً اشتاق لها لكن لا يستطيع تجاهل ما حدث :

ـ يعني اتجاهل غلطها كده بسهوله

سليم بتنهيدة عميقة بعد أن بدأ يلاحظ تراجع نزار و هدوءه :

ـ محدش قال تتجاهل بس بلاش تقسى أتكلم معاها عرفها غلطها وإنت معاها مش تقاطعها

تحدث بعد تفكير عدة دقائق :

ـ حاضر هتكلم معاها ممكن تيجي معايا هناك

تحدث بجدية بعد أن أنهى الجزء الاول من النقاش :

ـ أكيد طبعا طيب دي فاطيما بالنسبه لعلياء بقي إيه !!

ليهتف باستنكار :

ـ نعم إيه المطلوب دلوقتى

ليتحدث بهدوء ليري ردة فعله :

ـ هدنه هدنه صغيره معاها علشان خاطرى خلينا نعرف نعيش ونركز انتم بالشكل ده مش هتعدوا ثانيه من غير خناق وكده مش هينفع

ليردف بتفهم بعد أن علم أنه سيتوجب عليه التعامل معها من أجل فريدة و فاطيما :

ـ حاضر يا بابا أي طلبات تانية

ليتجهان معاً للخارج للذهاب لرؤية فاطيما و التحدث مع علياء …... بعد تناول علياء و ميرا الطعام قررت ميرا أن تأخذ فريدة و يتجهوا للخارج كي تترك المجال لوالدها لإنهاء هذا الخلاف بينهم .... 

دق سليم الباب فهم لا يستطيعون الدخول مباشرة كالسابق ولا ينكر نزار أن هذا الأمر يسبب له بعض الإزعاج فتحت علياء الباب وتعجبت من وجود زين معه لتبتعد قليلاً كي يتجهوا للداخل 

هتف سليم بجدية:

ـ مساء الخير يا علياء

تحدثت بهدوء وهي تنظر بعيداً بتوتر بسبب عودة زين مرة أخرى :

ـ مساء النور يا بابا اتفضل

أردف بهدوء وهو يتجه لغرفة الاستقبال :

ـ ممكن نتكلم سوا شوية إحنا التلاته

تعجبت من حديثه خاصة أنه يقصدها بالأمر :

ـ إحنا التلاته ؟! أممم اتفضل حضرتك اتكلم

قامت بإحضار العصير لهم أولاً ثم جلست لتعلم ماذا يريد سليم منها وهل قبل زين بالهدنه بينهم 

نظر سليم لهم بهدوء وتحدث بجدية :

ـ مبدأياً أتمنى تسمعوا كلامي للآخر علشان الجو يهدي بين الكل قلتم إيه !!

أجابته علياء بتفهم فهي تريد العيش فى سلام لقد سئمت من حياتها السابقة وعليها أن تفكر فى تأسيس حياة جديدة من أجل ابنتها :

ـ أتفضل 

تحدث بجدية شديدة لأنه يعلم أن القادم لن يكون سهلاً بل سيواجهون صعوبات في البداية لكن عليهم الاتحاد معاً كي يستطيعون إعادة ما سُلِبَ منهم :

ـ أنا محتاج للكل معايا فى مهمتي علشان ننجح لازم نكون إيد واحده لكن المنافس هيشوف القلق بينا وقتها كلنا هنقع الأول كانت المجموعه فى مصر ضهرنا لكن دلوقت الوضع اتبدل بقى مهمتنا ندعم الشركة الجديدة علشان تقف فى السوق بسرعة أنا محتاج للكل حتى فاطيما و ميرا هيكونوا معانا يا تري معايا ولا نقضيها خلافات وتوتر بينا هنا

كانت علياء تشعر بأن هناك شيئاً غامضاً بسبب حديث سليم لتهتف بعدم فهم :

ـ مش فاهمه يعني إيه الوضع اتبدل فى مصر و المجموعه بقيت كانت وشركه جديده أنا مش فاهمه حاجه

أجابه نزار متجاهلاً حديثها :

ـ أنا معاك أكيد و هعمل أي شيء علشان أرجع اللي اتسرق 

أجابها سليم أولاً لأنه يعلم قوة العلاقة بينها وبين جسار :

ـ للأسف جسار أجبر فاطيما تمضي تنازل عن المجموعه وبقي هو المسؤول عنها وحالياً هنأسس شركة جديدة علشان محتاجينها لشغلنا فى مصر وإلا كده نصفي الشركة هنا كمان وكل حاجه تضيع

كانت تستمع إلى حديث سليم بصدمة هو مخطئ أنه يتحدث عن شخص آخر وليس صديق طفولتها :

ـ نعم حضرتك بتقول إيه معقول جسار يعمل كده انا مش قادره أصدق إنه إنه لا لا مستحيل لأ

تنهد بإرهاق لأنه يعلم أنها لن تصدق حديثه بسهوله :

ـ تقدري تسألي عمتك أو عمر وهما يبلغوكي باللي صاحبك عمله أظن مش هنكدب فى حاجه زي دى وعندك فاطيما ممكن تسأليها لأنها رافضه تقول هددها بإيه

كانت تحرك رأسها برفض لحديثه لن تصدق أنه يفعل كل ما أخبرها به :

ـ صدقنى جسار مش كده .. مش كده أنا أكتر واحده عارفاه اكيد في حاجه غلط عمره ما كان كده ولا اتصرف تصرف غلط ولا أذي حد مستحيل اللى بتقولوا ده مستحيل ازاى بس

قرر أن يجعلها تستيقظ فهي أيضاً لولا تدخل فاطيما كانت ستكون الآن فى قبضة شفيق :

ـ لسه بتدافعي عنه بعد اللي عمله معاكي علياء أوقات بنتخدع فى ناس كانوا بالنسبه لنا كل شيء أنا مقدر حالتك لاني عشتها زمان بس المهم نفوق بسرعة وإلا الوقت مش معانا إحنا بسبب جسار ممكن نخسر الشركة هنا كمان

كان نزار يستمع لها بغيظ بسبب دفاعها الشديد عن جسار :

ـ مش فاهم بتدافعي عنه كده ليه أي واحد بيضعف قصاد الثروه وللأسف ظهر على حقيقته وغدر بأقرب الناس له

نظرت لسليم بحزن وتحدثت بوجع :

ـ للأسف حضرتك بتطلب المستحيل صعب انسي جسار أو اتخطاه بس ايه المطلوب منى ..ثم وجهت حديثها ل نزار :

ـ إنت تسكت خالص انت تعرفه علشان تقول عنه كده هاه مش جسار اللى الفلوس تعميه وبكره الأيام تثبت ده أنا عارفه جسار أكتر من نفسه حتى إنما إنت لا تعرفه ولا عشت معاه علشان تتكلم عنه بالشكل ده سامع

بعد أن وجهت حديثها ل نزار تدخل سليم كي ينهي الشجار بينهما :

ـ علياء أنا مش طالب منك غير نكون إيد واحده وأنا مش هجبر حد يكون معايا اللي عايز أهلاً وسهلاً هتتجادلوا يبقي خلاص أنا هتعامل لوحدي من غير تدخلكم .. زين كفاية إنت مش عارف العلاقه بينهم إزاي أنا قلت نعمل هدنه والا أنتم الاتنين بره المجموعه

أردف نزار بغضب شديد :

ـ كويس إني مش عارفه وإلا لو كان موجود دلوقتي كنت قتـ.ـلته وخلصت عليه

تحدثت بجدية شديدة فهي لا تستطيع الوقوف أمام جسار :

ـ أنا فعلاً بره المجموعه أنا مش هنافس جسار حتى لو كان عامل إيه وبالأخص مع البنى آدم ده .. ثم قامت بالرد على نزار بغضب شديد ف من يكون هو كي يتحدث هكذا عن جسار :

 يبقي تسكت لغاية لما تبقي تقابله و أشوف شطارتك هتقـ.ـتله ازاى ووقتها هتلاقيني أول واحده بتقف فى وشك

سليم متفهم موقفها :

ـ خلاص يا علياء مش هجبرك تكوني معانا ضده هتكوني مسؤوله عن أمور الشركة هنا وبس قلتي إيه 

نظرت لنزار لتشير له بعدم اهتمام وكأنها تؤكد له أنها لن تسمح له بالتعامل معها :

ـ لو مع حضرتك تمام موافقه بس بعيد عن ده

فهم سليم أنها تريد التشاجر مع نزار :

ـ بقول امشي و كملوا خناق سوا أنتم الاتنين

ليتحدث نزار بضيق وغضب عارم :

ـ حضرتك مش سامع كلامها و دفاعها عنه كأنه قديس مش بيغلط هستنى منها إيه مش بعيد يكون عمل كده علشان تدخل بينا و تبلغه أخبارنا

هاجمته بقوه وتحدي لن تسمح لأحد بإهانة جسار حتى إن كان مخطئاً :

ـ إنت بتقول إيه إنت اتجننت ازاى تقول حاجه زي كده عني هو ده اللى حضرتك عاوزنى أشتغل معاه أنا لأول مره أشيل من جسار لانه السبب إني أكون هنا و أقابل واحد زيك إنت بجد .. حتى خساره فيك الوصف

وقف سليم وهتف بغضب لقد تأكد أن وجودهما معاً فى مكان واحد سيكون بمثابة بركان قد يشتعل فى أي وقت :

ـ أنتم الاتنين بعيد عن شغل الشركة الجديدة لما تبقي تهدى وتفكر بعقلك لكن للأسف علياء اختارت بإرادتها لكن أنا اللى هقرر مين هيكون معايا فيها للأسف أحب أبلغكم المجموعه مش هتنجح بالطريقة دى

تحدثت علياء بحدة :

ـ أنا مش عايزه أي حاجه تجمعني ب البني آدم ده أرجوك 

هتف باعتراض لقرار والده :

ـ بابا بتقول إيه أنا مش موافق لازم أرجع حقي اللى اتسرق

وقفت أمام نزار وتحدثت بعناد و دفاع عن صديقها :

ـ أسمع يااا انا مش عارفه حتى انت مين نزار ولا زين بس ما علينا جسار عمره ما أخد حق مش حقه جسار راجل والعيله عنده رقم واحد جسار رمي نفسه فى النار علشانى انا وبنتى من وقت اللى حصل وفي حاجه غريبه بتحصل معاه علشان كده أنا واثقه إن في حاجه ورا اللى جسار بيعمله ايه هي مش عارفه ومش هوضح هو عمل إيه وليه دي حاجه تخصه هو اللى يقولها بس بعد ما أفهم باقي القصه مش هسمحلك تتكلم عنه بالشكل ده ولا تغلط فيه ولو فاكر أنى ماليش مكان أو حد اروحله ببنتى تبقي غلطان أنا اقعد في الشارع ولا اسمح لك انك تتعامل معايا بالشكل ده وتتهمنى كده وتقول على جسار كده سامع .. أنا أسفه يا عمي أنا مع حضرتك بس التعامل بينى وبينك بس مش مع البنى آدم ده خالص أو بلاش من الشغل خالص أنا كده كويسه هقعد الفتره بتاعتى هنا فى فيلا عمتو لغاية لما الأمور تتحل و هرجع بلدي أنا اصلا مش عايزه الشغل عن إذنك 

أردف باستنكار شديد :

ـ لما يستقوى على بنت لوحدها و ياخد حاجه مش من حقه يبقي راجل لما بياخد حاجه مش ملكه يبقي راجل بس هقول إيه واضح تفكيركم واحد و

قاطعه سليم كي لا يزيد الأمر تعقيداً بينهم :

ـ نزار كفاية أوى لغاية هنا البنات هيتنقلوا الفيلا التانية وإنت هتقعد هنا و إنتي يا علياء أظن اتكلمنا قبل كده اطمنى شغلك هيكون معايا أنا وكفاية بقى أنتم الاتنين

تحدثت برفض فهي لن تقبل أن تجلس مع زين فى مكان واحد يكفيها الشركة فقط :

ـ لو سمحت أنا مش هسيب فيلا عمتو خليه هو في بيته أحسن يقعد قلقان إني طردته من بيته و امضيكم على تنازل ماهو تفكيرنا واحد بقي وطماعين والفلوس بتعمينا

ليتحدث بنبرة حزن و اشتياق :

ـ اطمنى أنا هكون مرتاح أكتر وسط ذكرياتي مع أهم الأشخاص فى حياتي

رفضت علياء رغم رؤيتها لنظرة حزن فى عينيه لا تعلم سببها وتقسم أنها تتعامل مع شخص غامض :

ـ لأ شكراً 

سليم بتعب من هذه المناقشة :

ـ علياء أنا اتكلمت معاكي فى النقطه دى أول يوم ولا نسيتي و اطمني هو بيحب الفيلا هنا أكتر من أي مكان

أصرت على موقفها فهي لن تقبل أن تكون مع نزار فى مكان واحد :

ـ معلش أنا مرتاحه هنا لو سمحت

قرر أن يتركهم يتحدثوا معاً ويصعد لرؤية فاطيما :

ـ أنا هشوف فاطيما محتاج اتكلم معاها لوحدنا

أردف بهدوء :

ـ هترفضي طلبي يعني

تعجبت من صعود نزار فى وجود سليم لكن هذا ليس الوقت المناسب للتحدث فى هذا الأمر :

ـ اعذرني غصب عني خصوصاً بعد اللى حصل وقاله

هو يريد أن تقترب علياء من نزار كي ينهوا هذا الخلاف الدائم بينهم :

ـ انسى اللي سمعتيه مع الوقت هتفهميه كويس وهناك هكون مطمن عليكم أكتر وعاوز فريدة تكون معايا

كانت تفكر فى سر العلاقة بينه و بين فاطيما لتردف بهدوء :

ـ مش عايزه أفهمه ولا أشوفه تانى كل واحد يقولى هو مش كده هو مش كده هو حقيقي غريب وأنا مش نقصاه ده بنى آدم فظيع لا يطاق دماغه متركبه بالعكس ده ده بجد .. أسفه بعتذر نسيت إنه ابنك بس بجد عصبنى آسفه بعتذر منك

تحدث بإرهاق وقد تأكد أن الفترة القادمة ستكون عصيبه :

ـ انسى اللى حصل هو هيقعد مع نفسه دلوقتي ويهدي

تحدثت بعد اهتمام :

ـ مش فارقه بعد اللى قاله هروح اشوف فريده

ليردف بهدوء و جدية:

ـ طيب هتقعدوا هنا فترة وبعدين لينا كلام تاني

ـ تمام عن إذنك 

هتفت بهذا الحديث متجهه للخارج لتبحث عن فريدة ليتجه هو للفيلا الخاصه به 

❈-❈-❈

وقف عدة دقائق أمام باب الغرفة ليدق عليه ثم قام بفتحه وهتف بهدوء قبل دخوله :

ـ ممكن أدخل

كانت تظن أنها تتخيل أنه صوته لتتحدث بعد رؤيته يدخل :

ـ نزار !! أكيد طبعاً اتفضل

دلف ووقف أمام فراشها ليتحدث :

ـ أخبارك إيه دلوقت

أردفت بحزن وهي تنظر له بتوسل كي يغفر لها :

ـ إنت شايف إيه !!

نظر لها بهزيمة و انكسار :

ـ شايف إنك كسرتيني قدام واحد زى جسار لا قادر أواجه و أجيب حقك ولا أسكت جوايا نار .. ممكن نتكلم بره بعيد عن الفيلا عاوز أفهم منك إنتي مش حد تاني

وقفت أمامه ونظرت له بدموع :

ـ حاضر هجهز وأنزل .. بس غصب عني .. أنا مكنتش أعرف غير بعد ما جدو خلص كل حاجه وخفت أقولك انت مش عارف أنا كنت عايشه ازاى هناك أنا كنت بموت كل دقيقه أنا ما صدقت رجعت هنا وبقيت معاك تقوم تقسي عليا وتبعد عني

اقترب منها ليمسح دموعها وهتف بندم :

ـ بعدت علشان كنت مصدوم لما عرفت كنت بتكلم معاكي كل يوم لو كنتى قلتي كنت هحا.رب الدنيا كلها علشانك ومش مهم النتيجة أنا فشلت أحافظ على الأمانة اللى شيلتها

تحدثت بجدية بسبب خوفها الشديد عليه :

ـ علشان كده سكتت خفت عليك علشان عارفه إنك لو عرفت هتنزل والنتيجه هتبقي كارثه و خسارة وأنا معنديش استعداد أخسرك أرجوك بلاش تبعد عنى تانى انا من غيرك اموت

ليهتف باستفهام و عتاب :

ـ سكوتك كان صح يعني يلا هستناكي تحت نكمل كلامنا بره

نظرت للأرض وتحدثت بتوتر :

ـ يعني خلاص مش زعلان

ليردف بهدوء وهو يضع وجهها بين يديه :

ـ أنا امتى زعلت منك هاه

ضمته بقوة الأن فقط استعادت قوتها :

ـ وحشتني أوى أوى يا نزار 

قبل جبينها وهتف بصدق حقيقي :

ـ وانتى وحشتيني أكتر يا حبيبتي

هتفت بحماس و سعادة :

ـ هنروح فين بقي !!

قرر أن يذهبا للمكان الذي كانا يذهبان إليه فى الصغر مع والديهم :

ـ مكان هيعجبك و بتحبيه

أردفت بسعادة بعد أن علمت مقصده :

ـ ثوانى و هكون جاهزه

تركها وهتف بهدوء وهو يغادر :

ـ يلا هجهز العربية بلاش تأخير أو هاخد ميرا

تركها تبدل ثيابها واتجه ليجهز سيارته أشارت له ميرا لينظر لها بغيظ بعد دقائق قليلة كانت فاطيما تجلس معه فى السيارة متجهين للمطعم لاحظت أنه قد تم به عدة تغييرات ليطلب لهم القهوة وقبل أن يتحدث معها أتاه اتصال ليقرر أن يتحدث بعيداً عنها .. كانت تجلس وتعيد بعض الذكريات الخاصه بها لتتفاجيء بوجود كِنان أمامها نظرت له بصدمه وتوتر خاصة بعد رؤيتها ل نزار يقترب منهم 

هتف بتعجب بعد رؤيته ل كِنان يتحدث معها :

ـ إنتم تعرفوا بعض منين !!

تفاجئ كِنان من وجود نزار فهما لم يلتقيا منذ فترة ليهتف باستفهام :

ـ نزار بتعمل إيه هنا ؛ ومنين تعرف فاطيما !!

ليجيبه ومازالت معالم التعجب تبدو عليه :

ـ فاطيما تبقي قريبتي عاوز أفهم بقى تعرفوا بعض إزاي !!

تحدثت فاطيما بتوتر فهي لا تريد أن يعلم أحد عن ما تعانيه :

ـ هاه مفيش دكتور كِنان كنت روحت كشفت عنده قبل كده بس .. أعرفه من وقتها انت بقي تعرفه منين

يعلم أنها تخفي عنه أشياءً كثيرةً وهذا سبب غضبه منها :

ـ تكشفي ليه إنتي تعبانه ولا إيه وليه مقولتيش !!

أجابت بنفي و قلق :

ـ  هاه لأ مش تعبانه أطمن ده من قبل كده زمان يعني من فتره طويله

كان يتابع توترها و قلقها الشديد ليزيد الشك داخله :

ـ قبل كده امتى وإنتي واصله من أسبوع مخبيه إيه تاني !!

تدخل كِنان بعد أن علم أنها لا تريد أن تخبر أحداً عن مرضها :

ـ نزار أهدى هى حالياً كويسه بس تلتزم بالأدوية

كانت تتحدث بعدم تركيز :

ـ لأ قبل السفر بكتير أنا أنا أنا كويسه والله دلوقتى صح يادكتور كِنان

كان يتحدث بضيق و تنهيدة :

ـ بقيتي واحده تانية و بتخبي كأنى بتعرف عليكي لأول مره

تحدث کِنان بجدية بعد أن شعر بقلق نزار الشديد عليها :

ـ صدقني هي دلوقتي أفضل بلاش القلق ده

أردفت فاطيما بهدوء :

ـ أطمن أنا دلوقتي بقيت كويسه 

وقف كِنان بعد رؤيته لأصدقائه وهم قادمون :

ـ مضطر أمشى دلوقتي علشان هقابل أصحابي أشوفك بعدين

ليتحدث بجدية وهو يودعه :

ـ لازم نتقابل فى أسرع وقت

رحل كِنان وظل نزار ينظر ل فاطيما بعض الوقت لتهتف بتوتر :

ـ نزار 

أجابها بجدية وهو يتابع قلقها :

ـ نعم !! عاوز أعرف إنتي مين !!

تحدثت وهى تنظر بعيداً عنه :

ـ أنا فاطيما حبيبتك هو بس كنت تعبت قبل كده و روحتله أنا كويسه دلوقتى صدقني .. نزار كفايه إني هنا معاك دي حاجه لوحدها قادره تخليني أسعد واحده في الكون

وقف أمام البحيرة كي يتنفس بعمق شديد :

ـ حبيبتي كانت كتاب مفتوح قدامي كنت بفهمها من غير كلام لكن اللى قدامي دلوقت واحده تانية كل شوية الاقي لغز جديد يفاجئني فيها

وقفت خلفه وعينها ممتلئة بالدموع :

ـ ليه بس لأ مفيش ألغاز أنا زي ما أنا بس صدقني الظروف هي اللى بتجبرنا نتغير تفتكر بعد كل اللى شوفته و عيشته ده هبقي زي ما أنا .. نزار أنا ماليش غيرك متبعدش عني أرجوك 

التفت لها وهتف وهو يمسك يدها بغيظ :

ـ ليه مقولتيش من الأول و سمحتي لهم يوصلوكي للمرحله دي

تحدثت بدموع و ندم :

ـ غصب عني فكرت إني هقدر أساعد جدو و و و اغيره و ارجعه زي ما كان بس فشلت طلع خاين ومش بيحبنى كسر.ني و دمـ.ـرني قضى عليا  يا نزار قتـ.ـلنى باللي عمله 

ليتحدث بكره و حقد حقيقي :

ـ صدقيني هحاسبه على كل اللى عمله معاكي قريب مش هسيب حقك

أومأت برفض بسبب خوفها عليه فهي لا تستطيع خسارته لم يتبقى لها أحد غيره :

ـ لأ أنا مسامحاه ومش عايزه حاجه بلاش تورط نفسك علشان خاطري أنا خلاص مبقاش ليا غيرك دلوقتى

ليجيبها بتنهيده و غيرة شديدة :

ـ برضه بتدافعي عنه بعد كل ده مش قلتلك إنك بتحبيه أكتر من أي شخص لو ها تتنازلي عن حقك أنا لا

مسكت يده بخوف :

ـ لأ انا مش بدافع عنه أنا خايفه عليك نزار أنا ماليش غيرك مش عايزه أخسرك أرجوك .. أنا معنديش اغلى منك هو ميفرقش معايا إنت بس اللى تفرق معايا علشان خاطري بلاش خلينا نعيش في سلام وهدوء هنا أرجوك 

ليتحدث بجدية و غضب :

ـ يبقي متقفيش فى طريقي و سبيني أرجع حقنا لو أنا مهم عندك زى ما بتقولي

اقتربت منه وتحدثت بتوسل :

ـ حاضر اللى تشوفه المهم متبقاش زعلان منى ولا تبعد عنى ممكن

ليهتف بجدية وهو يتجه بها للطاولة مرة أخرى ليكمل حديثه :

ـ لما أعرف مخبيه إيه تاني و تحكي اللى حصل معاكي فى مصر

أخبرته بكل ما حدث معها من البداية حتى لحظة سفرها فهي كانت بحاجه شديدة له لأنه فقط من يستطيع فهمها :

ـ بس ده كل اللى حصل خلينا ننسي بقى اللى حصل ونفكر ف حياتنا اللى جايه سوا

كان يستمع لها بصدمه لقد وضعوها فى المنتصف كي لا تستطيع الفرار :

ـ يعني اتعرضتي لكل ده و سكتي ازاي قبلتي بالوضع ده هاه .. كل ده علشان الفلوس

تحدثت بإرهاق و تعب :

ـ قولتلك سكتت و اتحملت علشان أساعد جدو و أحاول اغيره و ارجعه زي الأول بس خلاص هو دمـ.ـرنى واخد كل حاجه خليه يشبع بالفلوس واللي معاه خلينى أنا هنا معاك وفي مكانى المفضل .. أنا هنا احسن وأفضل ألف مره عايزه أنسي كل الى فات يا نزار عايزه أنسي

أردف بجدية شديدة :

ـ انتي عارفه جدك و جسار تفكيرهم واحد الثروة و الفلوس مش مهم بقي أي شيء تانى يعملوا أي شيء علشان الفلوس ومش مهم مين هيدفع التمن

قررت إنهاء الحديث فى هذا الأمر فهي حقاً تريد بدء حياة جديدة خاصه بها :

ـ بلاش نتكلم عنهم خلاص مش عايزه أسمع أي حاجه عن مصر تخصه أنا مش عايزه حاجه غيرك إنت وبابا سليم و المجنونه ميرا

لاحظ جدية حديثها ليجيبها بهدوء :

ـ وأنا معاكي مش هقبل تبعدي تاني مهما كانت النتيجة

ابتسمت له بهدوء وتحدثت :

ـ حبيبي يا نزار وأنا خلاص مش عايزه حاجه ولا حد تانى بعدك انت كل ما ليا

ليهتف بجدية وتحذير :

ـ بس توعديني متخبيش حاجه تاني المره الجاية مش هسامح

ارتشفت من كأس العصير وتحدثت بارتياح بعد أن شعرت أنه غفر لها :

ـ حاضر أوعدك كفاية  بقي بلاش زعل

أردف بجدية فهو يريد أن يساعدها فى تخطي الأمر :

ـ قوليلي ناويه على إيه طيب و بتفكري فى إيه !!

وقفت كي يسيران معاً فى الحديقة :

ـ مش عارفه بس عايزه أعيش حياتى ابنى مستقبلي عايزه انجح يكون ليا هدف أشتغل و اتعب لغاية لما أوصل عايزه ألاقي نفسي يا نزار أرجع اللى باقي مني

ليقبل جبينها و يهتف بهدوء :

ـ أنا معاكى فى أي قرار المهم تكوني قوية مش عاوز أشوفك ضعيفة وأنا موجود

ابتسمت له و تنهدت بعمق شديد :

ـ بوجودك معايا يا حبيبي هكون أقوي واحده

كانت تشاهد الأطفال فى الحديقة لتتذكر طفولتها انتبه لها ليقرر أن يفاجئها :

ـ فاكره الدار اللى كنتى عاوزه تشتريها علشان تكبري شغلك فيها بعيد عن المجموعه

تذكرت دار الأزياء التي أرادت شرائها قبل ذهابها لمصر لكن تراجعت بعد إلحاح جدها عليها للسفر كي تكون معه :

ـ أه طبعا فكراها ولسه عند رأيي عايزه اشتريها

نظر لها ليرى ردة فعلها بعد أن تعلم بالأمر :

ـ الدار بقت باسمك خلاص تقدري تبدأي فيها من دلوقتي لو تحبي

نظرت له بتعجب وظلت صامته لحظات لتدرك ما أخبرها به :

ـ إنت بتقول إيه إنت قصدك إنك لأ بلاش هزار .. بجد يا نزار

ليأخذها و يغادران للذهاب لرؤيتها :

ـ تحبي تشوفي بنفسك

كانت تتحدث بسعادة عارمة :

ـ أنا بجد مش عارفه أقولك إيه أنا بحبك أوى أوى أوى أكتر من أي حد ف الدنيا دي 

ليهتف بحب وهو يتجه معها للسيارة كي يذهبان لرؤية الدار : 

ـ وأنا محبتش غيرك انتي بنت قلبي 

كانت سعيدة جدا فهي طالما تمنت أن تؤسس داراً لتصميم الأزياء خاصة بها بعيداً عن المجموعة وأخيراً تحقق هذا الحلم تحدثت مع العمال و أخبرتهم أنهم سيظلون معها ليشكروها بقوه ثم عادوا للمنزل معاً

❈-❈-❈


كانت ميرا تجلس مع فريدة فى الحديقة لتركض ميرا إليهم  لتتجه للداخل مع فاطيما لمعرفة ما حدث بينها وبين نزار بينما سليم يراقب ما يحدث من نافذة غرفته ليرسل رسالة كي يطمئن سمية أن الوضع بات مستقراً وظل يفكر في علاقة نزار و علياء عليه إيجاد حل سريعاً لينام بسبب أحداث هذا اليوم الصعب .. انتبه نزار لفريدة تجلس وحدها ليتعجب فى البداية اقترب منها وجلس جوارها 

ليهتف بهدوء وهو يشاهدها تجلس حزينة :

ـ فريدة

أجابته بحزن وهي تنظر للأرض :

ـ أيوه 

تنهد بهدوء وقلق :

ـ زعلانه ليه

أردفت بدموع وهي تنظر له :

ـ علشان إنت مش بتحبنا زي بابا جسار

لا يعلم ما سبب تعلقه الشديد بها منذ اليوم الأول حتى دموعها أصبحت تجعله يشعر بالحزن :

ـ ليه بتقولي كده أنا بحبك أوي

ابتعدت عنه وهتفت باعتراض :

ـ لأ مش بتحبنى لو بتحبنى مش تزعق لماما وتخليها تعيط كتير كتير

كانت علياء تعد الشطائر فى المطبخ لفريدة و معها الحليب أيضاً شعرت بالقلق عليها لتخرج من باب المطبخ لرؤيتها سارت بخطوات بطيئة كي لا ينتبهان لها خاصة بعد أن استمعت لصوت زين و هو يتحدث معها لتقف خلف الشجرة وهي تشعر بالغضب من حديثه 

ليردف بجدية و هدوء :

ـ طيب ينفع ماما تزعق و تغلط فيا

أشارت علياء لنفسها بصدمة بعد أن استمعت لحديث نزار لتجيبه فريدة بطفولة :

ـ لأ مش ينفع بس هي أكيد مش تقصد وبعدين هي كانت تزعق لبابا جسار بس مش كان بيسيبها زعلانه و بتعيط كده كتير كان بيجي يصالحها بسرعه

تحدث بهدوء وهو يحملها لتجلس على قدمه :

ـ حبيبتي إنتي لسه صغيرة بعدين أى اتنين بيتخانقوا و يتصالحوا بس فى أوقات لازم ناخد موقف علشان اللى غلط مش يكرر الغلط تاني صح ولا غلط

أجابته بدموع و عتاب :

ـ أه صح بس يعني كده هتسيبها زعلانه و بتعيط كده كتير صالحها علشان خاطري

ليجيبها بهدوء وهو يضمها بحب :

ـ لا هتكلم معاها كفاية عياط بقى علشان عندى لكي مفاجأة بكرة

تعجبت علياء من شخصيته وتعامله مع ابنتها لتنتبه لحديث فريدة :

ـ بجد إيه هي !!

تحدث بهدوء وهو يقبل جبينها :

ـ هنروح سوا مدينة الألعاب أنا و إنتي 

لكنها هتفت باعتراض :

ـ وماما عايزه ماما تكون معانا

ليعلم حينها أنها عنيدة و مشاغبة مثل والدتها :

ـ ماشي ناخد ماما و ميرا و فاطيما معانا

قررت علياء أن تعود للمطبخ سريعاً كي لا ينتبها لوجودها

ـ ماشي خلاص بس تصالح ماما الأول

تنهد بهدوء و جدية :

ـ طيب لما هشوفها هنتكلم

تحدثت ببراءة وهي تشير للداخل :

ـ هي جوه بتعمل ليا أكل

وقف ونظر لها :

ـ طيب الصبح هتكلم معاها علشان تعبان وعاوز ارتاح قلتي ايه

لتجيبه بابتسامه و سعادة :

ـ ماشي خلاص

أشار لها كي تتجه للداخل كي لا تظل وحدها فى هذا الوقت خاصة بعد دخول ميرا مع فاطيما :

ـ يلا ادخلى جوه بلاش تقعدي لوحدك هنا

أومأت بموافقة وهي تتجه للداخل و أرسلت له قبله فى الهواء :

ـ حاضر 

اتجه للفيلا بعد أن اطمأن أنها أغلقت الباب خلفها وظل يفكر فى أحداث اليوم وسط تعجبه من دفاع علياء الدائم عن جسار وقرر معرفة نوع العلاقة بينهما .. عند علياء كانت تتابع سعادة ابنتها رغم توتر علاقتها مع نزار و تعلقها الشديد ليذهبا لغرفتهم قررت انتظار فريدة حتى تنام وتذهب للتحدث مع فاطيما للتأكد مما استمعت له من زين وهل حقاً جسار جعلها تتنازل عن الشركة ؟؟ 

تشعر بأن هناك شيئاً غريباً يحدث ولكن لا تعلم ما هو ...

بدلت فاطيما ملابسها و جلست على الفراش جوار ميرا التي هتفت بتعجب : 

ـ يا سيدي يا سيدي ايه الانبساط ده كله عملتوا إيه احكيلى

تحدثت بتنهيدة عميقة  :

ـ خلاص مش زعلان اتكلمنا و عملي مفاجأة حلوه

لتجيبها بغيرة و حماس :

ـ طبعاً هو عنده كام فاطيما بس ايه هي المفاجأة دي

أغمضت عينها وتحدثت بابتسامه :

ـ عارفه دار الأزياء اللى كنت قلتلك عليها قبل ما أسافر مصر

لتتذكر حديثها قبل سفرها لمصر عن هذه الدار :

ـ اه فكراها مالها

ـ اشتراها ليا

وقفت وهي تنظر لها بتعجب :

ـ بجد !!

ـ أيوه أنا مش مصدقه لغاية دلوقتى

ـ ولا أنا بجد فرحتلك طول عمرى بحب مفاجأته ليكي أوى بتبقي حاجه تجنن طبعا هتاخدينى معاكي وأول تصميم ليا

أجابتها بهدوء و تفكير :

ـ أكيد طبعاً معايا بس نقنع بابا لأنه عاوز نكون معاه فى الشركة هحقق حلمى اللى ضيعته وهبني مستقبلي زى ما كنت بحلم

لتتحدث بحيرة وقلق :

ـ هاه وهنسيب علياء ونزار لوحدهم فى الشركه مع بابا دول يجننوه وبعدين بابا مش هيرفض أكيد لأنه عايز يشوفك بتتقدمى دايماً

تحدثت فاطيما بتنهيدة :

ـ بس هو محتاج وجودنا معاه بقول تكملي معاهم وأنا هكون معاكم و فى الدار

لتتحدث بسخرية و استنكار :

ـ لأ خليني بعيد عنهم دول مجانين بس هبقي أتابع مع بابا

تحدثت بجدية :

ـ متقلقيش بعدين الدار هتكون مرتبطه بالشركة يعني هكون معاكم

ـ ماشي ربنا يستر منهم

أردفت فاطيما بحب حقيقي :

ـ أنا بحب نزار أوى يا ميرا هو سبب إني أتحمل كل عذاب الفترة اللى فاتت

ـ وهو كمان بيحبك اوي انتى مش شوفتيه كان قلقان ازاى عليكي 

فى هذا الوقت كانت علياء متجهه للتحدث مع فاطيما لمعرفة الحقيقة منها لتقف مصدومه بعد أن استمعت لحديثها الأخير

لتهتف بهمس :

ـ بتحبه ازاى!!


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية