-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 10

      قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


الفصل العاشر

(حرب باردة)



 بغضب شديد تدور حول نفسها في غرفتها ولم تصدق ما يحدث معها فلقد استطاعت تلك الحـ رباء أن تنفذ كل ما خططت له. 

أولا أخذت منها إبنها الصغير وظلت وراءه حتى قتلته

 والآن تكرر نفس فعلتها مع ابنها الكبير وهذا ما لم تسمح به أبدا فأدهم بالنسبة لها كل شيء ولن تسمح لأحد أن يحرمها منه خاصة وأنه يعشقها حد الثمالة عكس تلك الحقـ يرة استغلت حبه لها واتخذته وسيلة للإنتقام منها

 نعم هي تعلم ذلك علم اليقين لكنها أقسمت أنها لن تسمح له 

استمرت في السير ذهابا وايابا وهي تفكر في حل يخرجها من تلك المعضلة

 دقائق وواتتها فكرة جهنمية لكن يجب تنفيذها بدقة كي لا تنكشف لذا أسرعت في التقاط هاتفها من فوق المنضدة وبحثت عن رقمها ثم ضغطت زر الاتصال ووضعته على أذنها

 ثواني قليلة وأتاها الرد على الطرف الآخر فهتفت دون مقدمات: مرام عايزاكي تقبليني بكرة في النادي ضروري الصبح هنفطر سوا سامعاني يا مرام عندي لك خبر مهم جدا ولو وافقتي عليه أدهم هيبقى لك طول العمر.

❈-❈-❈


وعلى الجانب الآخر في قصر عواد 

تمددت فوق فـ راشها وابتسامة نصر تزين شفـ تيها فهي الآن على معرفة بخطة زوجها السابق مع تلك الصغيرة ضحكت بصوت مرتفع ثم راحت تداعب خصلاتها بدلال شديد مغمغمة بخفوت: بقى كده يا مراد عايز تطفشني وجايب بت من الشارع عشان تساعدك طيب خلينا بقى نلعب على المكشوف والشاطر اللي هيضحك في الآخر انا غلطت آه بس ما اتعودتش ان حد ياخد مني حاجة بحبها وانت أهم حاجة في حياتي يا مراد. 


تنهدت بقوة وأغمضت عينيها وما زالت ابتسامتها مرتسمة على وجهها فما أجمل أن تحارب عدوا وجميع أسلحته في يدك

 فإن مراد سيستغل تلك المربية لصالحه فهي ستفعل زات الشيء وتستغل ابنتها للحصول على ما أرادته. 

فكل شيء متاح في الحرب والحب والغاية تبرر الوسيلة.

❈-❈-❈


صعد الدرج وهو يشعر بإنهاك شديد وعلى الرغم من ذلك التعب إلا أنه كان سعيدا للغاية لأنه سيراها الآن

 لطالما حلم بتلك اللحظة أن يذهب إلى عمله صباحا ويعود مساء يعانقها ويقـ بلها ويخبرها بالتفصيل عن يومه المتعب

 لكن سرعان ما تبدلت تلك السعادة إلى حزن عندما تذكر نفورها منه وصراخها في وجهه كلما اقترب منها.

 زفر بقوة ثم فتح باب الجناح دون استئذان مما جعلها تستقيم واقفة وهي تهتف بفظاظة أزعجته كثيرا: ايه ده مش تخبط على الباب قبل ما تدخل أظن انت ما بقتش لوحدك دلوقتي فمن فضلك تحترمني شوية وتحترم وجودي وإلا هرجع جناحي مرة تانية. 


رمقها بنظرات غير مفهومة ولم يعقب ثم تركها واتجه إلى المرحاض تاركا إياها تشيعه بنظرات غاضبة بسبب تجاهله لها.

 استلقت فوق الفـ راش مرة ثانية لكن النوم جفاها ظلت تتقلب يمينا ويسارا عسى أن يزورها النوم لكن للإسف لم يفعل مما جعلها تستقيم جالسة وتضع وجهها بين راحتي يدها 

فتحا المرحاض ثم دلف منه أدهم مرتديا شورت قصير واتجه إلى الأريكة. 

بينما فريدة عندما شعرت بحركته في الغرفة رفعت عينيها لتحادثه إلا أنها سرعان ما أشاحت ببصرها بعيدا عنه وهي تصرخ به: ايه قلة الأدب دي ازاي تخرج وانت بالمنظر ده هو انا مش قلت لك تحترم وجودي!


 اغتاظت من بروده ذاك فهبت واقفة واتجهت إليه مستطردة حديثها الغاضب: هو انا مش بكلمك ما بتردش عليا ليه? 


استدار على حين غرة وجذبها بقوة إليه يعانقها باشتياق شديد وهو يسحب أكبر قدر من رائحتها إليه.

 أما عنها فقد تزعزعت كل خلية في جـ سدها إثر إقترابه المهلك ذلك حاولت دفعه ولكنها ترددت في آخر لحظة ولم تشعر بنفسها إلا وهي تبادله العناق الدافئ ذاك وكأنها تحتاجه أكثر منها

 لا تعرف لماذا تشعر بكل هذا الأمان في حضرته لكن كيف وهي تكرهه إلى هذه الدرجة هو وعائلته؟

  كل هذه الاسئلة دارت في رأسها قبل أن تبتعد عنه بعنف ثم رمقته بغضب واتجهت إلى الفـ راش وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة  تاركة إياه يشيعها بابتسامة صغيرة وهو يمني النفس بأن تبادله مشاعره تلك في يوم من الأيام

 لكن هل يا ترى ستفعل فريدة وتستبدل انتقامها بالحب؟

 أم أن عنادها وغرورها وكبريائها سيتغلبون عليها؟

 هذا ما سنعرفه خلال أحداث.

❈-❈-❈


أمام مرئاتها الكبيرة وقفت تتأمل نفسها بإعجاب سافر وتفكر في ذلك الوسيم الذي يتهرب منها

فلقد اعتذرا منها بالأمس عن الذهاب معها مما جعلها تستشيط غضبا لكنها لن تستسلم أبدا ستجعله لها ستفعل قصارا جهدها كي تحصل على ما تريده

فلطالما كانت قوية ومثابرة إذا أرادت شيئا تفعل المستحيل كي تحصل عليه

خرجت من شرودها على صوت رنين هاتفها ألقت نظرة خاطفة تتعرف على هوية المتصل لكنها سرعان ما اتسعت ابتسامتها وأشاحت بوجهها بعيدا

فهي أرادت أن تلقنها درسا قاسيا كي لا تتحدث بتلك الطريق مرة ثانية ليتسنى لها فعل ما يحلو لها دون أي شكوك من جانبها.


دقائق قليلة وجاءتها رسالة على هاتفها ففتحتها بسرعة وابتسامة خبيثة تزين وجهها وراحت تقرأ بصوت مسموع: حقك عليا يا أروى ليكي حق تزعلي مني بس غصب عني صدقيني ولو سامحتيني خلينا نتقابل النهاردة في النادي انا وانت عشان اعتذر لك face to face.


أغلقت الهاتف وهي تبتسم بنصر فصديقتها البلهاء وقعت بسهولة جدا في فخها.

❈-❈-❈


خلف مكتبه يجلس وهو يشعر بشيء غريب يحدث معه فلارا لم تطلبه أو تحادثه منذ الأمس فهو اعتاد أن يراها أكثر من مرة في اليوم كما أنها كانت تتحجج كي يذهب إليها 

ظل يفكر ويفكر حتى هب واقفا مغمغما بحنق: انا هقعد هنا دماغي تودي وتجيب ما اروح اوريها آخر التطورات واسألها بدل وجع الدماغ ده. 


وبالفعل دقائق وكان يقف أمام مكتبها ينتظر بعد ما أخبرتها السكرتيرة بأنه بالخارج

ولجى بعد أن سمحت له بالدخول وجلس أمامها 

فسألته بعملية: خير يا باش مهندس فيه حاجة؟


 قطبا حاجبيه بدهشة فهو الآن تأكد بأن هناك خطب ما فسألها دون مقدمات: لارا هانم هو انا زعلت حضرتك في حاجة؟


 هتفت بجدية: أظن انا سألتك سؤال وانت ما جاوبتنيش عليه.


 رمقها بحدة ثم هتف وهو يناولها بعض الأوراق: دي التعديلات اللي الباش مهندس مراد طلبها مني.


  التقطتها منه ووضعتها أمامها 

فبقي يحدق بها بعدم تصديق فهي عادت لمعاملتها السابقة معه لذا هب واقفا عازما على الذهاب إلى مكتبه ولم يكرر السؤال عليها مرة ثانية فلتفعل ما يحلم لها

وقبل أن يتحرك خطوة واحدة هتفت بصرامة: هو انا سمحت لك تمشي يا باش مهندس؟


 صك على أسنانه بقوة ثم استدار رامقا إياها بغضب هاتفا من بين اسنانه: بس انا خلصت اللي عايز اقوله يا لارا هانم. 


تطاير الغضب من مقلتيها ثم هبت واقفة ودنت منه بخطوات سريعة حتى باتت قبالته ودفعته في صـ دره بقوة هاتفة بحدة: هو انا مش قلت لك قبل كده ما لكش دعوة بأصحابي تقدر تقول لي أروى كانت بتعمل ايه عندك امبارح وصوت ضحككم مالي المكتب؟


الآن فهم ما يحدث معها فتلك البلهاء تغيير عليه كثيرا لا يعرف لماذا خفق قلبه من مجرد الفكرة

 لم يشعر بنفسه إلا وهو يقطع المسافة الفاصلة بينهما حتى باتا قريبين جدا  من بعضهما وهتف بتبرير: والله انا ما ليش زنب هي اللي جت وطلبت مني انها تقعد عندي لحد ما انتي تشرفي

 أما بقى عن الضحك بصراحة يعني أروى هانم دمها خفيف شويتين مش زي ناس كده. 


لكزته بإصبعها في صـ دره مغمغمة بحنق: والله دمها خفيف طيب خليها تنفعك بقى. 


كادت أن تستدير عائدة إلى مكتبها إلا أنه باغتها وأمسك بيدها معيدا إياها إلى مكانها متسائلا بهدوء: انت عايزة مني ايه بالظبط يا لارا هانم؟


 ارتبكت من سؤاله الذي فاجأها كثيرا فاطرقت رأسها أرضا ولم تعقب مما جعله يبتسم فها هو ذا يكتشف بها جانبا آخر ألا وهو الخجل

  رفع وجهها بسبابته وإبهامه مكررا سؤالها لكن وهو ينظر إلى فيروزيتيها مباشرة 

مما زاد إرتباكها كثيرا فخرج كلامها متقطعا من شدة الإحراج: مش عارفة بس بتغاظ اوي لما بشوفك قاعد مع بنات وكمان يعني بحب اشوفك طول الوقت

 انا أول مرة أحس إحساس زي ده طول عمري علاقتي بالشباب علاقة زمالة وصداقة بس لكن انت الوضع معاك مختلف

 يوسف انا بجد بحبك اوي صدقني الكلمة دي عمري ما قلتها لحد قبل كده في حياتي غير لعيلتي.


 تراقص قلبه بين قفصه الصدري وهو يستمع إلى اعترافها هذا فتلك الشقراء مغرمة به

 لكن كيف ولماذا هو بالتحديد؟

 شعرت هي بما يدور في خلده فترجمت أفكاره إلى حديث: ما تسألنيش ليه انت بزات عشان صدقني ما اعرفش

 انا اعترفت لك بمشاعري حتى من غير ما اعرف انت بتحس ايه تجاهي بس انا اتربيت على اني لما أحس بأي حاجة بقولها وده مش عيب على فكرة ولا تقليل مني بالعكس انا انسانة واضحة وصريحة وواضحة مع نفسي ومع اللي قدامي ودلوقتي بقى تقدر تروح على مكتبك. 


رمقها بنظرات غير مفهومة ثم دلفا للخارج وقبل أن يغلق الباب نادته بصوت مرتفع: يوسف.


 رمقها بتساؤل؟

 فاستطردت: قلت لك قبل كده ما لكش دعوة ببنات غيري انا وبس ما لكش دعوة بأروى مش عايزاك تتعامل مع أي بنات غيري مفهوم


 ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفـ تيه وهز رأسه موافقا ثم أغلق الباب واتجه إلى مكتبه وبداخله شعور لا يعرف مهيته.

❈-❈-❈

:

برفقته تسير وهي تتابع المحلات الفخمة بانبهار شديد فهي لم ترى هكذا أماكن في حياتها.

 فتحت فمها عندما أبصرت محل لبيع الألعاب فتشبثت بيده وهي تشير على دمية كبيرة مغمغمة بسعادة: مراد بيه انا عايزة العروسة دي وعايزة واحدة زيها لعشق تصدق بالله كنت كل ما اعدي من قدام محل واسأل على سعرها بقف اتنح شوية وبعدين باخد بعضي وامشي.


 رمقها بتعجب ثم اتجه إلى ذلك المحل وابتاع لها الدمية وأخرى مثلها لصغيرته. 

تابعا سيرهما واشتريا الكثير من الأشياء ومستحضرات تجميل وبعدها اصطحبها إلى مطعم فخم لتناول الفطور. 


ألقت بجـ سدها الصغير فوق المقعد وهي تتأوه بصوت مرتفع: آه يانا ياما يانا بقا هو ده الشوبنج اللي بيقولو عليه والنبي انا لو قلت لهم في الحارة إني كنت بعمل شوبينج مش بعيد يضربوني بالشباشب ويقولولي انتي بتشتمينا يا بت الجـ زمة.


 راحت تضحك بصوت مرتفع والآخر يتابعها باستغراب شديد وسرعان ما انخرط معها في موجة من الضحكات فهو لم يرى في حياته فتاة عفوية كهذه 

في بادئ الأمر كاد أن يوبخها إلا أنه تراجع عندما وجد السعادة تنضح من مقلتيها فهي تشبه صغيرته إلى حد كبير. 

أشار للنادل ثم سألها بلباقة: تحبي تفطري ايه يا شمس؟


 أمسكت بقائمة الطعام وفتحتها بهدوء لكنها سرعان ما ثغرت فاههة وأغلقتها

 فسألها باهتمام: ايه يا شمس ما عجبتكيش حاجة في المنيو ولا ايه؟


 ابتسمت ببلاها ثم غمغمت: ايه هو ده منيو أقسم بالله فكرتها طلاسم وكده ايه يا اخويا الأكلات اللي انا ما اعرفهاش دي! 

لأ بص يا مراد بيه انا ما باحبش آكل حاجة ما اعرفهاش. 


اتسعت ابتسامته حتى بانت غمازتيه ثم هتف بهدوء: خلاص سيبيني أطلب لك على زوقي اتفقنا؟


 أومأت له وبادلته الابتسام وهي تغمغم بخفوت: يخـ رب  بيت جمال أمك هو فيه حلاوة كده.

❈-❈-❈


يهبطان الدرج سويا فدنى منها دهم بغتة وامسك بكفها 

 لكنها سحبته ورمقته بحدة مغمغمة بخفوت: انت هتستحلاها ولا ايه!

 قلت ما تقربش مني يا أدهم وأظن يعني ده كان اتفاقنا من الأول.


 لكنها سرعان ما ابتسمت بمكر ودنت منه وتشبثت بيده كما أنها وضعت رأسها على صـ دره عندما استمعت إلى صوت فيروز يأتي من الأسفل.

 ابتسما على فعلتها تلك فهو أيضا استمع إلى صوت والدته فأحاطها بذراعه ولسان حاله يردد إن كانت تفعل هذا كي تثير غضب والدته حسنا فلا بأس ما دام زلك سيجعلها بكل هذا القرب منه. 


بترت السيدة فيروز باقي حديثها عندما أبصرتهما هكذا فأشاحت ببصرها عنهما مستطردة حديثها إلى الخادمة: خلاص مش عايزة قهوة هروح اشربها في النادي غوري انت شوفي شغلك. 


استوقفتها بصوتها الهادئ: استني يا فايزة لو سمحتي يا ريت تجهزي لنا الفطار انا وأدهم جووزي عشان احنا ميتين من الجوع ما انت عارفة عرسان بقى.


 أومأت لها الخادمة بابتسامة صغيرة ثم انصرفت تنفذ ما طلبته منها فريدة 

بينما فيروز رمقتها بحدة ثم دلفت للخارج وهي تطوي الأرض من تحت قدمها من شدة الغضب. 

 أما عن أدهم كان يتابع ما يحدث باستمتاع شديد وقبل أن تجلس فريدة بجواره جذبها أدهم لتستقر فوق سـ اقيه 

حاولت التزحزح إلا أنه كبلها بيديه مغمغما بمشاكسة: ايه ما كنا عرسان من شوية ولا هي عشان فيروز هانم ماشيت إعتبريها يا ستي لسة موجودة.


 كاد أن يدنو منها ليقـ بلها لكن صوت والده الخشن جعل فريدة تستقيم وهي تغمغم بإحراج: أسفة جدا يا عمي بس


 قاطعها السيد أحمد بهدوء: عندكم أوضة اعملوا فيها اللي انتم عايزينه.


 وجه حديثه إلى أدهم واستطرد: وانت يا أستاذ يلا خلينا ناكل عشان ورانا شغل كتير النهاردة.


 أومأ له أدهم وتبعه إلى غرفة الطعام 

بينما فريدة ظلت مكانها تحمد الله بداخلها لأن حماها قد جاء في الوقت المناسب فلولا مجيئه ربما كان أدهم سيقـ بلها وكالعادة كانا جـ سدها سيستجيب له سريعا.

 نفضت تلك الأفكار من رأسها وتبعتهما للداخل وهي ترسم ابتسامة مزيفة فوق وجهها الجميل.

❈-❈-❈


أنهى ارتداء ملابسه وكاد أن يدلف للخارج إلا أن إحدى شقيقاته استوقفته هاتفة بهدوء: حسام بتاعة الدرس عايزة الفلوس النهاردة.


 أومأ لها بهدوء بعد أن ربط على خصلاتها بحنو شديد

 لاحظت والدته الحزن الذي يكسو وجهه فسألته باهتمام بعد أن ألقت عليهما تحية الصباح: مالك يا حسام يا ضنايا في حاجة مزعلاك؟


 هز رأسه نفيا

 فاستقرت حديثها: طيب انت هتنزل من غير فطار كده؟


 أجابها باقتضاب هاكل حاجة في الشغل.


 وقبل أن يفتح الباب استوقفته شقيقته الأخرى: يا حسام. 


استدار إليها يرمقها باستفهام؟

 فتابعت: عايزين فلوس عشان حسين خطيبي جاي يتغدى عندنا النهاردة ولازم نعمل له غدا ولا ايه يا اما؟


 رمقتها والدتها بسخط هاتفة بحدة: ما ياكل الموجود اسم النبي حرسه لازم يعني يتعمل له أكل مخصوص!

 وبعدين هو كل يوم والتاني ناطط لنا هنا ولا ايه لا الكلام ده ما ينفعش معانا اسمعي يا بت


 قاطعها حسام بجدية: ما فيش مشكلة يا امه.


 أخرج من جيب سرواله مائة وعشرون جنيها وضع العشرون مرة ثانية في جيبه وناولها المئة مغمغما بخفوت: خدي المية دي مشي حالك بيها دلوقتي والله ما معايا غير عشرين جنيه على قد مواصلاتي. 


 التقطت شقيقته المال بسعادة وهي تغمغم: ربنا يخليك لينا يا اخويا وما يحرمناش منك أبدا.


 إغتـ صب ابتسامة صغيرة ثم ودعهم واندفع للخارج وبداخل قلبه حزن عظيم 

لقد عرف بالأمس بأنه سيأتي رجل لخطبتها وذلك الحديث نزل عليه كالصاعقة فهو لم يحب أحدا في حياته سواها لكن يبدو أن القدر سيفرقهما قبل أن يجتمعا. 



أما عن فرحة لم يكن حالها أفضل منه  فلقد بقيت مستيقظة حتى الصباح ودموعها تهطل بدون توقف.

❈-❈-❈


زفرت بملل وهي تنظر في ساعتها الذهبية التي تزين ساعدها الأيسر للمرة التي لا تعرف عددها فلقد تأخرت عليها كثيرا.

 ثواني وتنهدت بارتياح عندما أبصرتها تدنو منها ملقية عليها تحية الصباح وهي تسحب الكرسي المقابل لها وتجلس عليه. 


ردت عليها تحية الصباح باختصار ثم سألتها باهتمام: اتأخرتي كده ليه يا طنط؟


 أجابتها بغضب مكتوم: معلش sorry يا مرام أصلي ما نمتش طول الليل من كتر الغيظ البتاعة اللي مرمية عندي في البيت دي حارقة دمي عايزة أخلص منها النهاردة قبل بكرة

 تصدقي لو قلت لك انها بتتصرف في البيت وكانها هي ست البيت مش انا واخدة راحتها على الآخر لأ وبكل بجاحة بتقول لي انا مش هسيبكم وهانتقم منكم كلكم يعني هي مش متجوزة أدهم عشان سواد عيونه لأ يا حبيبتي دي متجوزة أدهم عشان تنتقم منه ومننا كلنا وانا لازم أحمي أبني من شرها وسمها اللي ممكن يموته زي ما موت أخوه. 


اسندت مرام ساعديها فوق المنضدة وسألتها باهتمام: طيب قولي لي احنا هنعمل ايه بالظبط وانا معاكي في أي حاجة  حضرتك عارفة انا بحب أدهم قد ايه 


ربطت فيروز على يديها بهدوء وابتسمت بخفة: عارفة يا حبيبتي وانا ما اتمناش لأدهم عروسة أحسن منك عشان كده عايزاكي تنفزي اللي هقول لك عليه بالحرف الواحد. 


أومأت لها مرام بالموافقة 

فراحت السيدة فيروز تقص عليها خطتها بحذافيرها وكلما توغلت في الحديث اتسعت حدقتا الأخرى بخوف وبعدما انتهت 

هبت واقفة تهتف بصوت مرتفع: حضرتك بتقولي ايه يا طنط فيروز عايزاني أحمل من أدهم من غير جواز!

يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة