-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 11


      قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الحادي عشر 

(اجبار)



 بانزعاج شديد فتح عينيه بتكاسل على صوت رنين هاتفه التقطه بتأفف وضغط زر الإيجاب ووضعه على أذنه هاتفا بصوت أجش: ايوة يا علي؟


 استمع صوته على الطرف الآخر يقول: جرى ايه يا محمود انت يا اخويا مش ناوي ترجع مراتك ولا ايه!

 بص انا مش عايز أعرف ايه اللي حصل بينك وبينها انا مستغرب انك قدرت تبعد عنها الكام يوم دول ده انتم من أول ما اتجوزتوا ما جتش قعدت يومين على بعض عندنا.


 استقام والتقط علبة سجائره وأخذ واحدة ووضعها في فمه ثم أشعلها بقداحته وغمغم بهدوء مستفز: والله مش انا اللي قلت للمحروسة أختك تمشي هي اللي مشت من نفسها وانت عارف غلاوتها عندي عموما يا ابو الصحاب أختك ترجع البيت لوحدها زي ما مشت لوحدها وده آخر كلام عندي وإلا خليها عندكم على طول

 ما هو انا لا مؤاخزة مش واحد مركبهم عشان مراتي تمشي من البيت من ورايا. 


أومأ له علي وكانه يراه وهتف بجدية: عندك حق يا محمود سيب لي بقى الموضوع ده وإن كان أختي معووجة انا هعدلها

 النهاردة مراتك هترجع من شغلك تلاقيها في بيتك يلا سلام يا صاحبي.


 أغلق الهاتف وهو يبتسم بهدوء فهو اشتاق لها كثيرا لا ينكر بأنه يحبها لكن رفضها له ونفورها الدائم منه جعله يريد إذلالها أكثر. 

زفر دخان سجارته بقوة وما زالت الابتسامته مرتسمة فوق وجهه فهي ستعود اليوم.

❈-❈-❈


صكت على أسنانها بغضب وراحت تتلفت يمينا ويسارا خشية أن يستمع إليهما أحد 

فنهرتها بحدة: مرام انت اتجننتي اقعدي ووطي صوتك. 


انصاعت لها وجلست وهي ترمقها بتوجس.

 فهتفت فيروز بصوت منخفض: اسمعيني يا غبية وبلاش اندفاعك ده هو انا هجيب لك حاجة وحشة يعني؟


 هزت مرام رأسها نفيا

 فاستقرضت: يبقى خلاص تسمعي كلامي انا عارفة ابني كويس اوي مش معقول هيغلط غلطة زي دي وهيعديها كده أدهم شهم جدا أكيد طبعا هيصلح غلطته وشوفي بقى لما تبقي حامل في ابنه هيعمل ايه.


 ازدردت ريقها بخوف وغمغمت بتوتر: بس يا طنط الموضوع مش سهل حضرتك عارفة ان دي مصيبة هقول ايه لبابي ومامي؟


 زفرت بنفاذ صبر وتمتمت بحدة: ومين اللي هيقول لبابي ومامي يا مرام الموضوع مش هيخرج برايا انا وانت وهو 

وشهيرة وعادل هنقنعهم بإنه اتجوز مرات أخوه عشان خاطر بنته ما تترباش بره 

وكده ولا كده انتم مخطوبين يعني باباكي ومامتك حلهم سهل المهم التنفيذ لازم يكون دقيق عشان كده هبعتك لدكتورة صاحبتي نظبط معاها كل حاجة وكمان تقول لنا الوقت المناسب للتبـ ويض فهماني؟

 أما أدهم بقى في دي عليا وكمان التنفيذ هظبطه لكم كل اللي عايزاه منك انك تعقلي كده وتركزي وتبطلي خوف وتوتر عشان ما تفضحيناش فهماني؟


 أومأت لها وما زال الخوف يكسي ملامحها

 

وترتسم ابتسامة ثعلبية على وجه السيدة فيروز وهي تفكر مليا في خطوتها التالية التي ستضرب بها عصفورين بحجر واحد.

❈-❈-❈


صفعة قوية نزلت على مسامعها الآن عندما أخبرها شقيقها بأنها ستعود مساء إلى بيت زوجها وهو سيوصلها بنفسه

 يا الله الهذه الدرجة هي رخيصة عندهم وشعورها غير مهم بالنسبة لهم يا لهم من قساة القلب. 

رفعت رأسها إلى أعلى بكبرياء كي لا تنسكب دموعها أمامه وأومأت له بالموافقة ثم انصرفت إلى الغرفة سانحة لدموعها بالهطول 


فماذا كانت تظن شهد بأنهم سيراعون ويتفهمون ما تمر به أو بأنهم سيصرخون على زوجها المجرم ويطلبو منه الطلاق ثأرا لها!


 ابتسمت بمرارة على سذاجتها فما يحدث معها الآن شيء طبيعي فكما أخبرها شقيقها بانه زوجها كي يخفف العبء عنه وعن والده

 هل سيقبل بأن تعود ثانية إلى كنفهم والأدها والأمر بأنها لديها ولد الآن. 

كفكفت دموعها بأناملها ولسان حالها يردد

 تعايشي تعايشي يا شهد إنه قدرك المحتوم ولا يمكنك الفرار منه ما دمت حية.

❈-❈-❈

رتبت اغراضها الجديدة في الخزانة وسعادة غامرة تجتاحها فلأول مرة يهتم بها أحد ويحضر لها كل تلك الأشياء.

 وفي خضم السعادة التي تشعر بها سرعان ما تجهم وجهها عندما تذكرت مكالمة شقيقتها فرحة صباحا وهي تبكي وتطلب منها المجيء كي تكون بجانبها عندما يأتي ذلك الرجل ويتقدم لخطبتها. 

زفرت بقوة وهي تدعو الله بداخلها بأن لا يكون مصيرها مثل شقيقتيها وأن يعوضها الله خيرا

 هبت واقفة عازمة على مهاتفته والاستئذان منه للذهاب إلى منزلها وعودتها مساء 

فهو تركها وذهب إلى العمل منذ قليل. 

أمسكت بهاتفها وبحثت عن رقمه الذي دونته من قبل ووضعته على أذنها تنتظر الرد.

 ثواني وأتاها صوته على الطرف الآخر: خير يا شمس في حاجة حصلت معاكي؟


 هزت رأسها نفيا وكأنه يراها وغمغمت باختصار: بعد إذن حضرتك يا مراد بيه أختي هيتكلموا عليها النهاردة فلازم اكون جنبها.


 سألها بهدوء وهو ينظر في الأوراق التي أمامه: هيتكلمو عليها ازاي يعني مش فاهم؟


 غمغمت في نفسها بعد أن أبعدت الهاتف: هو غبي ده ولا ايه!


 تنحنحت بقوة ثم هتفت بصوت مرتفع أزعجه كثيرا: أقصد يعني هيخطبوها فبعد إذن حضرتك هروح وارجع بالليل ماشي؟


 أجابها بهدوء: ماشي يا شمس خلي السواق بتاع لارا الجديد يوصلك معاكي رقمه ولا اكلمهولك انا؟


 أجابته بسرعة: لا وربنا أصل انا ما بسيبش أرقام غريبة عالتليفون يا ريت حضرتك تكلمه لي على ما اجهز نفسي يلا سلام. 


أبعد الهاتف عن أذنه وقطب حاجبيه بدهشة مغمغما: المجنونة قفلت في وشي السكة والله يا ربي ما عارف ايه البلاوي اللي بتتحدف عليا دي!

❈-❈-❈



في جناح أدهم تسير وهي تفكر في كل ما حدث معها منذ ولوجها ذلك المنزل مرت الذكريات أمام عينيها رغما عنها إنسابت عبراتعا من شدة التأثر

 ثواني ووقع بصرها على صورة كبيرة معلقة لأدهم رغما عنها راحت تتأمله لا تنكر إعجابها الشديد بوسامته كأي فتاة يعجبها الرجل الجذاب صاحب الطلة الجميلة وأدهم كان مثالا للرجل المتكامل

 لكنه يفرق شيئا عنهم بل ربما هو أسوأ لم يرحم ضعفها وتزوجها رغما عنها والأدهى من ذلك انه استطاع أن يؤثر بعائلتها وجعلهم يعاونوه فيما أراد. 


أشاحت ببصرها بعيدا عنه وجلست فوق الفـ راش

 تفاجأت بصوت رنين هاتفها فضغطت زر الإيجاب مردفة بحدة طفيفة: جرى ايه يا حازم انا مش قلت لك ما تكلمنيش افرض ان أدهم كان


 قاطعها على الطرف الآخر أدهم نزل من حوالي ساعتين يا قمر بس حبيت أصبح عليكي واطمن. 


زفرت بقوة مغمغمة باختصار: انا كويسة الحمد لله بس انت عرفت منين ان أدهم نزل من ساعتين؟


 أشعل سيجارة ووضعها في فمه هاتفا بجدية: انا عارف كل حاجة عنك وعن عيلة صبري كلها بس اعفيني عن الإجابة عن سؤالك لأني بجد مش هقدر أقول لك 

كل اللي عايزك تعرفيه اني مراقب كل تحركاتك وتحركات أدهم عشان أحميكي منهم

 أوعي تفتكري إن عيلة صبري حتسيبك كده بالعكس وخصوصا العـ قربة اللي اسمها فيروز أكيد بتخطط عشان تعمل فيكي حاجة ما هي أكيد مش راضية عن جوازك من ابنها البكري يعني

 بس انا خايفك تضعفي يا فريدة وتسلمي للأمر الواقع. 


استطاع أن يشعل فتيل الكره بداخلها بحديثه ذاك فهبت واقفة وهي تصيح بعنف: مستحيييل مستحيل اضعف وحقي هاخده كامل من عيلة صبري لازم يدوقوا من كاس الذل والعزاب اللي انا شفته على ايديهم وإيد ابنهم.


 ابتسم بنصر عندما حصل على ما يريد منها فهو يريدها قوية شجاعة كما أنه سيفعل قصارى جهده كي لا يطفئ شرارة الحقد على العائلة بداخلها

 فهو عشقها وانتهى الأمر لذا عليه أن يفعل كل شيء للحصول عليها مهما كلفه الأمر.

❈-❈-❈




بسعادة كبيرة عاد الى المنزل وهو يدندن باستمتاع شديد.

 استقبله شقيقه وهو يبتسم ببلاهة وأمسك بيده وراح يتراقصان سويا

 ظل هكذا لوقت قصير ثم سأله محمد بفضول: ايه ده كله ايه ده كله ما تقوليش انك قبضت قبلي يا برنس وهتسلفني ٢٠٠ جنيه عشان أخرج مع الموزة.


 تلاشت ابتسامة يوسف ثم جذبه من تلابيب قميصه من الخلف وهو يهتف بغضب: وحياة أمك موزة ايه دي ياد اللي هتخرج معاها وانا اللي فاكرك محترم.


 ثغر محمد فاههه بدهشة مغمغما: محترم ايه بس يا جو حد بقى محترم في الزمن ده! 

يا عم سيبك من الكلام الفاضي ده يلا قل لي بقى ايه سبب السعادة دي كلها؟


 أجابه يوسف بهدوء: هحكي لك بس عارف لو الكلام ده يطلع لحد وخصوصا أمك حكون معلقك شبه الخروف يا محمد ماشي؟


 ابتسم محمد ببلاهة: شبه الخروف لا يا عم على ايه والله الكلام هيدخل من الودن دي يطلع من الناحية التانية يلا بقى احكي لي.


 نظر يوسف حوله بحثا عن والده أو والدته

 فهتف محمد وهو يجزبه للداخل: الحاج رشيدي لسه في الفرن وامك راحت تشتري فراخ يا فرج الله فراخ ياد يا يوسف. 


قهقه يوسف بمرح وولج برفقة شقيقه وراح يقص عليه ما حدث منذ لقائه بتلك الشقراء وحتى إعترافها له بالتفصيل

 وبعد أن انتهى صفق محمد بحماس مغمغما: يا صلاة النبي بقى صاحبة الشركة بتحبك انت يا شحـ ات.


 جذبه يوسف من أذنه هاتفا بحنق: ما تلم نفسك يا زفت انت مين ده اللي شحـ ات ده انا مهندس قد الدنيا يا بابا.


 تنحنح بخشونة ثم هتف بغرور يليق به: وبعدين ما انا اتحب برضه.


 خلص محمد أذنه من يد يوسف بصعوبة وهو يتأوه: يخـ رب بيت تقل ايدك يا أخي الواحد ما يعرفش يهزر معاك شوية 

عموما يعني خلينا في المهم هي حلوة؟


تنهد يوسف بحالمية: حلوة بس دي حلوة اوي اوي اوي اوي يا محمد. 


أطلق محمد صفيرا من فمه مغمغما: أيوة بقى الحب ولع في الدرة وشكلك انت كمان يا جو بتحبها.


 أجابه يوسف بصدق: مش عارف والله إذا كنت بحبها ولا لا بس ببقى مبسوط لما بشوفها وفرحت اوي لما قالت لي إنها بتحبني وكأني كنت مستني اعترافها دوت تفتكر انا كده بحبها يا محمد؟


 أجابه باندفاع: ايه يا برنس! 

ده انت غرقان لشوشتك يا بختك يا اخويا عقبالي يا رب عقبالي.


 أمسكه يوسف من ذراعه بقوة هاتفا بتوعد: ركز في دراستك يا زفت وما تفكرش في أي حاجة غير انك تجيب تقدير عالي كل سنة وأوعا تفتح بقك بالكلام اللي قلته لك ده تاني فهمني؟


 هتف محمد وهو يتألم: فهمك فهمك يا ريتني ما سألتك يا أخي.


 أفلته يوسف ثم خاطبه بأمر: قوم بقى اعمل لنا كوبايتين شاي وتعال قدام التليفزيون عشان في ماتش في الدوري هيشتغل دلوقتي.

❈-❈-❈


في النادي تجلس برفقة صديقتها العابثة منذ مجيئها فزفرت لارا بحنق مغمغمة: وبعدين معاكي بقى يا أروى هتفضلي زعلانة مني كتير والله ما كنت أقصد.


 أجابتها باقتضاب: ما فيش حاجة يا لارا خلاص بس ما توقعتش منك كلام زي ده.


 قاطعتها بسرعة: غصب عني أصل أول مرة أحس بمشاعر زي دي.


 دب الحقد بداخل أروى فور استماعها لتلك الكلمات لكنها رسمت الهدوء ببراعة فوق قسمات وجهها وهتفت باهتمام: ولا يهمك خلاص يا حبيبتي ما فيش حاجة يلا احكي لي بقى حبيتي ازاي وإمتى وكده؟


 تنهدت لارا بحرارة وغمغمت بصدق: والله مش عارفة ازاي وإمتى كل اللي أعرفه إني ببقى مبسوطة قوي لما بشوفه وبستغل أي فرصة عشان اتكلم معاه

 عارفة مرة قال لي انه عايز يسيب الشغل وقتها حسيت شعور مش ممكن يحسه البني آدم في حياته حسيت إن روحي بتتسحب مني بالبطيء فهماني يا أروى؟


 أومأت لها والنيران تندلع بداخلها.

 فاستطردت لارا: تصدقي ده انا كمان بقيت أراقبه واحنا قاعدين مع بعض واحنا بنتكلم حتى واحنا بنتناقش في الشغل عشان أحفظ طباعه وردود أفعاله

 ده حتى الأكل اللي بيحبه بقية أعرفه.


 ابتسمت أروى بمكر وهتفت مستغلة حالة العفوية التي عليها صديقتها: بجد طب قولي لي يا ستي سي روميو بتاعك بيحب إيه وبيكره إيه وكده؟


 اتسعت ابتسامة لارا وراحت تقص عليها كالبلهاء كل ما عرفت عن حبيبها 

والأخرى تستمع لها بتركيز وإنصات شديد وهي تخطط لشيء ما يسهل لها الحصول على ذلك العنيد وأخذه من صديقتها.

❈-❈-❈


حل المساء سريعا وجاء أكثر وقت تخشاه فرحة. 

ولجت والدتها تسألها باهتمام: خلصتي يا حبيبتي؟

 أهل العريس عايزين يشوفوكي شكلهم ناس طيبين اوي يا فرحة ربنا يجعله من نصيبك.


 سألتها شمس بابتسامة: قولي لي العريس أمور ولا شكله يقطع الخميرة من البيت؟


 اتسعت ابتسامة والدتها مغمغمة بفخر: ده زي القمر حاجة كده قيمة وسيمة وهادي وراسي.


 اتسعت ابتسامة شمس البلهاء وغمغمت: هييييح أخيرا الموزز هيدخلوا عيلتنا ونحسن النسل العكر ده بقى عقبالي يا رب عقبالي.


 صفعاتها والدتها على رأسها مغمغمة بحنق: انت يا بت مش هتعقلي حتى بعد ما اشتغلتي لسه عبيطة زي ما انتي يلا ربنا يعين صحاب الشغل عليكي وما يرفدوكيش قريب. 


وجهت حديثها لشهد التي كان يبدو عليها الشرود نوعا ما هاتفة وهي تدنو منها: يلا يا شهد قومي يا حبيبتي تعالي معايا ندخل نسلم وكمان تجهزي الشربات لأختك وشمس الهبلة دي هتدخل معاها كمان شوية. 


نهضت شهد دون أن تتفوه ببنت شفه ودلفت للخارج تتبعها والدتها التي تشعر بالحزن على حالها. 


بينما في الداخل راحت شمس تثرثر بحماس وهي تساعد أختها في لف حجابها والأخرى تتحرك معها بآلية شديدة وكأنها جـ سد بلا روح.


 دقائق وجاءت فرحة بخطوات هادئة تليها شمس التي كانت تتمنى السعادة لشقيقتها.

 سلمت فرحة على والدة العريس التي رحبت بها بحفاوة وهتفت بابتسامة: بسم الله ما شاء الله زي القمر يا فرحة يا حبيبتي ربنا يجعلك وش الفرحة علينا يا فرحة. 


ابتسمت لها فرحة بمجاملة فألقت نظرة خاطفة على إيهاب لكنها سرعان ما أشاحت بصرها عنه.

 حقا هو شخص وسيم يمتلك شعر أسود ناعم وعينان بنيتين يخفيهما خلف نظارة طبية صغيرة جعلته أكثر وسامة

 إلا أنها لم تره هكذا فطوال حياتها لم ترى غير حسام أجفلت على صوت شقيقها يقول: قبل ما نقرا الفاتحة عايزين نعرف يا سيد ايهاب انت ناوي على ايه والاتفاقيات هتمشي ازاي بعد ازنك طبعا يا حاج؟


 أومأ له والده 

فهتف ايهاب بابتسامة: انا شقتي جاهزة من كل حاجة أصل انا اشتغل بعد ما خلصت كلية على طول وكمان ربنا كرمني وفتحت عيادة فقدرت أجيب كل حاجة في الشقة مش ناقص بس غير العروسة بشنطة هدومها. 


تنهدت والدتها بارتياح 

بينما والدها هتفا بلهفة: يبقى على بركة الله ونقرا الفاتحة.

❈-❈-❈


أمام باب منزلها وقفت تنظم نبضات قلبها المتسارعة فهي عادت بقدميها إليه فكرت كثيرا بأن تعود أدراجها إلى منزل والدها لكن سرعان ما نهرت نفسها فهم طردوها وأجبروها على العودة لذلك الرجل التي باتت تكرهه كثيرا


 زفرت بقوة ثم حسمت أمرها ورفعت يدها بصعوبة كي تقرع الجرس فقد كانت تحمل ابنها الصغير على كتفها

ثواني وانفتح الباب وطلى من خلفه زوجها يرمقها بابتسامة واسعة ويلتق طفلهما النائم ثم ولج به للداخل واتجه إلى غرفته ووضع إياه في فـ راشه 

دلف إليها وجدها تقف في الردها ترمقه بنظرات خالية من الحياة 

لم يبالي بها ودني منها جاذبة إياها يعـ انقها بقوة ويشتم رائحتها بعنف 

حاولت التملص منه إلا أنه لم يعطيها الفرصه ابتعد عنها إنشات قليله وراحه يتأملها ودون سابق إنذار انقض عليها يقـ بلها باشتياق وحب سرعان ما تحولت القـ بلة إلى عنف وشراسة مما جعلها تذرف  الدموع 

وكالعادة لم يبالي بها وحملها بين ذراعيه متجها بها إلى غرفتهما كي تبدأ معاناتها مجددا.


..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة