رواية جديدة حياة بعد التحديث لخديجة السيد الجز الثاني من بدون ضمان - تكملة الفصل 1
رواية جديدة من روايات الكاتبة خديجة السيد
رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من رواية بدون ضمان
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
نظر سالم إلي ليلي وهي راقده فوق فراش المستشفى غائبة عن الوعي، شعر بتأنيب الضمير لأنه اهملها بتلك اللحظات ولم يشعر بتعبها، ألمه ذلك كثيرًا رفعها إلى صدره وضمها إليه ثم مد يده على بشرتها ماسحًا برفق عليها، همس لها وهو ينحني على جبينها
= سلامتك يا روحي ان شاء الله انا وانتٍ لا.
ثم نظر إلى الطبيبة و أضاف بقلق بالغ
= انتٍ متأكدة يا دكتوره انها كويسه لو في حاجه خطيره صارحني أو ممكن ننقلها مستشفى ثانيه أكبر، بس اهم حاجه تكون بخير
طمنتة قائلة بتأكيد
= ما تقلقش حضرتك هي كويسه و السخونيه خلاص اهي نزلت وهي شويه وهتبتدي تفوق وممكن تروحوا من دلوقتي لو حابب .
أصغي لها دون مقاطعة حتى قال بجدية
= الوقت اتاخر ممكن اسيبها النهارده في المستشفى تحت الملاحظه عشان اتاكد من حالتها انها بقت بخير ومش هيحصل لها حاجه تاني والسخونيه مش هتعلى ويغمى عليها، أنا هبات معاها النهارده كمان .
ثم هتف متسائلا باهتمام كبير
= بس قوليلي يا دكتوره هي اللي كان فيها وخلى جسمها يسخن كده فجاه و تفقد الوعي
في تلك اللحظه فتحت ليلي عيناها وشعرت بالتوتر والقلق فهي من اوصلت نفسها الى تلك الحاله حتى يظل والدها جانبها وخشيت ان تنكشف! لكن الطبيبة أجابت باختصار
= شكلها من حراره الجو والتغيير وما استحملتش، انا همشي وبكره الصبح هاجي اشوفها عن اذنكم.
تنفست ليلي بصعوبة بالغة بأن لم يتم كشف أمرها وسرعان ما شعرت بالسعاده بانها حققت مرادها ووالدها سيظل بجانبها ولم يرحل مع تلك خطافه الرجاله، بينما في الخارج، اقتربت تسنيم من شقيقها وهي بفستان الزفاف وقالت بهدوء
= ايمن خلاص الدكتورة طمنتني وهي ابتدت تفوق ممكن تروح انت وانا هفضل مع سالم، بس معلش هستاذنك تروح البيت بتاعي القديم وتجيبلي اي حاجه عشان اغير هدومي بدل ما انا بفستان الفرح كده وإللي رايح واللي جاي عمال يتفرج عليا .
تنهد أيمن براحه وقال باهتمام
= طب الحمد لله انها بقت كويسه بس هي مالها ليه وقعت فجاه كده من طولها في الفرح
ما كانت كويسه
كادت أن تتحدث لكنها تذكرت شيء لتضرب رأسها بخفه وهي تقول بعبوس
= يووه انا نسيت حاجتي كلها نقلتها في بيت سالم، اعمل ايه دلوقتي هفضل لابسه الفستان ده لحد بكره .
هز رأسه أيمن متفهم وقال باقتراح
= خلاص اهدي ما تقلقيش انا هجيبلك اي هدوم من اي محل فاتح تقضي الغرض قبل ما اروح .. المهم خليكي معايا على التليفون وطمنيني لو في حاجه حصلت او محتاجيني ابقي اتصلي بيا علي طول.
بعد دقائق انسحبت ناهد لتذهب الى منزلها بعد اصرار كبير من سالم، خصوصا بعد أن اطمأنت على ليلى واخبرتهم الطبيبه ان حالتها بخير ولا يوجد شيء خطير يستدعي لجلوسها هنا، بينما ظل هو بجانب أبنته التي استيقظت لدقائق وبعد ذلك عادت للنوم مره ثانيه بسبب الادويه المخدره .
فتحت الباب ودخلت وابتسمت له تسنيم قائلة بود
= حمد لله على سلامتها يا سالم ان شاء الله تقوم وتبقى كويسه، اهدي انت وما تقلقش والدكتورة اهو طمنيتك بنفسها .
انعقد ما بين حاجبيه باستغراب وهو يسألها
بذهول
= تسنيم انتٍ لسه هنا انا فكرتك روحتي مع ايمن اخوكي، روحي انتٍ يا حبيبتي خلاص و انا هبات هنا معاها مش معقول هتفضلي اليوم كله هنا.
هزت هي رأسها قائلة باعتراض
= إيه اللي انت بتقوله بس ده يا سالم يعني معقول هسيبك في ظرف زي ده وبعدين هروح البيت اعمل ايه لوحدي، خليني معاك لحد ما نطمن عليها وتفوق.. انا اتخضيت عليها أوي لما وقعت من طولها في الفرح الحمد لله ان الدكتورة طمنتنا.
طبع قبلات متتالية على رأس أبنته النائمه ويدها بحنان ثم اقترب من زوجته يضمها بإمتنان قائلاً بتنهيدة حارة بعد أن ضمها إليه أكثر
= ومين سمعك ده انا اعصابي سابت بس الدكتورة بتقول حاجه بسيطه واكدلي ان ممكن نروح من بكره عادي، بس اسمعي الكلام بقى وروحي انا اما صدقت روحت جدتها بالعافيه
ربتت زوجته على ظهره تجيب بلطف
= خدت بالي منها وهي ماشيه عشان كده هقعد معاك وبعدين شويه وايمن هيجي بعته يجيبلي هدوم عشان اغير الفستان في اي حمام هنا وافضل معاك براحتي و ريح نفسك يا سالم انا مش هسيبك في وضع زي ده لوحدك.
أرجع رأسه للخلف ليحدق في وجهها بنظرات عاشقة فابتسمت له، بينما عبس وجه قائلا
= انا مش محتاج حد معايا روحي انتٍ يا تسنيم وارتاحي، مش كفايه الفرح اللي باظ انا بقيت شكك ان في حد بصصلنا في الجوازه
قبل اربع شهور بعد ما رتبنا كل حاجه عمك توفي واستناني اربع شهور بعد وفاته وقلنا نعمل الفرح واهو دلوقتي بنتي تعبت مش عارف عين مين بس دي .
ابتسمت بشدة علي كلماته وأجابت بنبرة متفائلة
= بس يا سليم ما تقولش كده وانا مش متضايقه ولا حاجه مش الحمد لله عملنا الفرح وعدى على خير وموضوع بنتك طلع بسيط، العمر قدامنا طويل نفرح براحتنا بقي.. وبعدين مش بيقولوا كل تاخيره وفيها خيره انا متفائله بقى من الأيام اللي جاية معاك.
رد عليها بنبرة امتنان وهو يرمقها بنظرات عاشقة
= دي ايه العقل والرزانه اللي نزلت عليكي مره واحده دي، ده انا قلت تلاقيكي دلوقتي هتزعلي دي ليله العمر بالنسبه لك وضاعت فرحتها في الآخر
ضمت شفتاها بعبوس قليلا ثم مالت عليه لتقبله من وجنتيه بجراء وقالت بخجل طفيفة
= الفرحه الحقيقيه مش في الفرح والفستان يا سالم، الفرحه الحقيقيه بالشخص اللي معايا وثقتي في انه هيعوضني ويسعدني دايما .. ولا انت ناوي بقى تغدر بيا الايام اللي جايه أعترف انا فاكره كل وعد وعدتهلي السنه ونص اللي اتخطبناها .
هز رأسه مداعبًا إياها بكلماته
= ماسكه عليا سيديهات يعني، على العموم اطمني حتى لو ما وعدتكيش قلبي هو اللي هيغدر بيا ويسعدك .. ما هو متنيل واقع في حبك اعمل ايه نصيبي.
تلاشت ابتسامتها بغيظ شديد صائحة بتذمر
= ايه متنيل دي! هو انت رجعت في كلامك ولا ايه ما تحسن ملافظك شويه شكلك حاسس انك اتسرعت وناوي ترجع في كلامك على العموم احنا فيها وانا لسه بفستان الفرح قولها بس وانا هروح من هنا لعند بيتي .
تفاجا بها تنسحب من امامه، لكنه أمسك سالم بكف يدها ضاغطًا عليه بأصابعه، فنظرت له بجدية، قرب كفها منه قائلا بضحك
= ده انتٍ إللي بتتلككي تعالي هنا انا بهزر انتٍ اما صدقتي، والله شكلك انتٍ اللي بتتلككي عشان تمشي وحاسه انك اتسرعتي بس على مين انتٍ خلاص دخلتي قفص سالم و مش هتخرجي منه أبدا الا بموته.
تنهدت قائلة بضجر
= بعد الشر عليك ما تقولش كده .. ربنا يديك طوله العمر ويخليك لي .
نظر لها بأعين لامعة بسعادة، متلمسًا بشرة وجهها برفق وعاود ضمها إليه ولفت هي ذراعيها حول خصره لتزيد من تشبثها به وهو يقول مبتسماً بخبث
= ايوه كده كان فين من بدري الكلام الحلو ده! ما تجيبي بوسه يا تسنيم ومحدش واخد باله كده في المستشفى.
إنكمشت بحضنه في خجل ولم تجيب، و
أدارها نحوه ببطء دون أن يفلتها حتي ينال من شفتيها بقبلة شغوفة وكادت أن تستسلم لحرارة مشاعره الفياضة وتتجاوب معه إلا أن ....!
قاطعهم فجاه صوت من الخلف وكان أيمن الذي احضر لها ملابس مناسبه كما طلبت، حمحم أيمن قائلا بجدية زائف
= احم معلش لو جيت في وقت مش مناسب الهدوم اللي طلبتيها اهي يا تسنيم انا همشي بقى
ظل سالم ثابت بمكانه، بينما أخفضت تسنيم عينيها حرجًا منه، وهزت رأسها باستنكار كبير لتصرفها الأحمق دست يديها في خصلات شعرها المتبعثرة ضاغطة على شفتيها بقوة، ابتسم أخيها لخجلها الحرج منه متابعًا بصرامة زائف
=اسف على المقاطعة كملوا براحتكم بس ابقوا خلوا بالكم انتم في مستشفى والناس رايحه جايه وممكن حد يدخل الاوضه عليكوا زيي كده .. يلا تصبحوا على خير
نظرت إلي أخيها بتوتر شديد، واصطبغ وجهها بحمرة شديدة و حاولت أن تنسل من أحضان زوجها بإحراج لكنه أحكم ذراعيه حولها كي لا تفلت منه، لكنها تحركت بارتباك وهي تدفعه متسائلة بعدم تصديق وبنبره بها لمحه بكاء
= ده شافنا صح، شافك وانت بتبوسني؟ نهار أبيض اودي وشي دلوقتي منه فين، وأنت قليل الادب اصلا ايه اللي انت عملته واحنا في المستشفى .. يقول عليا ايه دلوقتي ينفع الموقف اللي حطيتنا فيه ده .
أرخى ذراعه عنها بذهول حتي كاد أن ينفلت بالضحك على اسلوبها وخجلها ليمسك بها من معصميها، وطوق بالأخر خصرها ليتمكن من احتضنها قائلاً بلؤم
= هو ايه اللي هيقول عليكي ايه دلوقتي،و إيه الدراما اللي انتٍ عاملاها دي هو قفشك مع حد غريب ده انا جوزك وبعدين ما انتٍ من شويه كان عاجبك الوضع ولولا انه داخل كان زمانك بوستيني انتٍ كمان .
استخدمت أقصى قوتها في دفعه من صدره علها تتحرر منه لكنها لم تستطع إبعاده عنها، ظل محاوطًا إياها يقربها أكثر إليه، فخجلت من كلامه مرددة بهمس حذر
= احترم نفسك وبطل قله ادب انا ما كنتش
هبوسك اصلا جايب الثقه دي منين، انا بس سكت من الصدمه! بس بعد ما فوقت كنت لسه هزعقلك علي فكرة واقول لك احترم نفسك بس هو اللي دخل وشافنا .
رفعت برأسها نحوه لتجد أعينه تقتحم عينيها بقوة، وظلت أنظاره مثبتة عليها وهو يميل برأسه نحوها بصمت غامض، شعرت باضطراب أنفاسها وبتلاحق دقات قلبها من فرط الموقف الممزوج بالحياء والخجل، وقالت بقلق شديد
= مالك؟ بتبصلي كده ليه؟
سألها بغموض غامزًا بطرف عينه
=ايه انتٍ؟! هو أنا لسه عملت حاجه
انتابها مشاعر متداخلة و ارتجفت أكثر من اقترابه المهلك منها في لحظة خاطفة، وأردفت متسائلة بغضب مكتوم
= وانت ممكن تعمل ايه اصلا وأحنا هنا... سالم ما تتهورش احسن تفضحنا تاني
اقترب هو منها حتى إلتصق صدره بجسدها ، انصدمت منه وقالت بتوتر شديد
= إنت بتعمل ايه؟ حاسب من وشي، عاوزة أمشي عشان اروح اغير الفستان!
لم يتركها بل طبع قبلة صغيرة على جبينه يضيف هامسًا لها بصوت ماكر
= ما هو الموضوع إللي عاوزك في لي علاقه برده بتغيير الهدوم.. بقول يعني بما أن الباب مقفول وكده.. فرصة ناخد راحتنا و...
انتابها إحساس غريب بالخوف حاولت تهدئة نفسها لكنها لم تقاوم رجفتها المتوترة، و قاطعته بغيظ شديد
= قليل الأدب، عيب كده!
شدد من ضمته لها وهو يغمز لها
= مش احنا اتجوزنا، يا قلبي يعني محدش هايكلمنا وشكلك كده مش عاوزه تصدقي ولا تستوعبي ان انا جوزك ، غير لما ابوسك
فزعت أكثر من أسلوبه الذي لم تعهده من قبل، وحاولت الإبتعاد وهي تقول بتشنج
= ابعد عني يا وقح... سالم فوق أنت مالك؟ بنتك نايمة بنفس الأوضه، والله اصوت والم عليك الناس
لم يعبأ بمقاومتها الشرسة او تهددها له فرد عليها سالم مازحًا
= أنا عملت حاجه، ده أنا ذي جوزك حتي!
يلا هترغي كتير، أنا تعبت و عاوز ...
ضيقت عينيها في حيرة وشك وهي تقول بسخط
= عاوز ايه ما تحترم نفسك بقى انت مالك فجاه قلبت رياكشن حمدي الوزير .
تطلع بوجهها العابس وعلي حديثها بطريقة مثيرة للضحك مرددًا
= في واحده تقول لجوزها في ليله زي دي حمدي الوزير برضه، وبعدين عشان تعرفي انك ظلماني وفهماني غلط انا كنت عاوز اساعدك عشان تقلعي الفستان والطرحه اللي زي التهمه على دماغي دي! طب بذمتك هتعرفي تقلعيها لوحدك .
دفعته تسنيم بقوة من قبضتيها فتمكنت من تحرير نفسها منه، وردت بصرامة زائفة
= والله! طب ابعد عني مش عاوزه منك مساعده
حررها من قبضتيه فانطلقت مسرعة نحو باب الغرفه لتفر منه لكنه اعترض طريقها مجددًا
رفض إفلاتها حاوطها من خصرها مقربًا إياها بقوة إلى صدره هامسًا بتسلية
= متاكده! راجعي نفسك انا مش بعرض غير مره واحده بس.
جزت علي أسنانها بشراسة وهي تقول بنبرة مغتاظه
= متشكرين يا سيدي على خدماتك، اوعي .
❈-❈-❈
في الصباح ذهبت ليان الى الخزانة وارتدت جيب سوداء طويلة وفوقها شيميز من اللون الابيض الرقيق وفوقه جاكت من اللون الاسود و حجابها الذي زينها ولم تضع أي مساحيق تجميليه واخذت حقيبتها وخرجت من غرفتها
لتجد دلال تقف بجانب الطاوله وتصنع السلطه
نظرت ليان إليها بأعينها الزرقاء بابتسامة صافيه قائله
= صباح الخير يا ماما
إلتفتت برأسها نحوها لترمقها بنظرات حـادة ، وقالت بصوت مغتاظ
= انتٍ خارجه ورايحه فين؟ في الوقت ده احنا مش هنخلص ولا ايه .
تنهدت هي بضيق قائلة بنبره مُرهقه
= طب ردي الصباح الأول، و انا رايحه الجامع
ولو عاوزه تيجي معايا عشان تتاكدي اتفضلي
ظلت نظراتها البارده دائما تطلع فيها ثم قالت بنبره جامده بارده
= انتٍ مش لسه كنتي من يومين في الجامع مش كل يوم هو اتفضلي يلا خشي جوه ربنا هيتقبل صلاتك في البيت برده مش شايفه
لي لازم مروحك كل شويه ونزولك.
هزت راسها وهي تقترب منها قائله بنبرة خافتة
= لسه فاضل ساعه على صلاه الظهر وانا عاوزه اروح الجامع شويه اقعد بحب اسمع شرحهم للايات وكلامهم، من فضلك يا ماما سيبيني انزل.. هو انا بروح ولا باجي إلا لي الجامع وبس .. انا زهقت من الحبسه دي ومش فاهمه انتٍ حبساني ليه أصلا .
لوت فمها قائلة بقسوة وهي تشيح بوجهها بعيداً عنها
= مش فاهمه بجد حبسكي ليه؟, بلاش احسن نفتح في القديم يا ليان اتفضلي انزلي هم ساعتين بالكتير وما تتاخريش.. ولما نشوف حالك اللي اتغير ده فعلا وعرفتي غلطتك من حبستك هنا في البيت ولا تمثيل بتعملي عليا عشان عاوزه تعملي حاجه ثانيه
كتمت جرحها منها وهي تنظر لها بملامح تشمل حُزن العالم بأكمله كإن كل الحزن والأسى والتعب خُلق فقط ليُمزق قلبها ارباً، إجابتها بصوت مخنوق
= انا اتغيرت عشان انا عاوزه كده مش اتغيرت من الحبسه! يا ريت تفهمي كده انتٍ والبيه اللي كنت متجوزه وكان بيحبسني ومفكر كده هيمنعني من اي حاجه غلط عاوزه اعملها، الحبسه عمرها ما هتمنع اي انسان الشيطان مسيطر عليه وعلى افكاره كان في طرق تانيه كان ممكن تقربوا مني بيها بس انتم اخترتوا الطريق الأسهل للأسف .
التفتت بهدوء لترحل الى الخارج ولم تنتظر ردها ثم صعدت الى الاسانسير وأغلقته خلفها، لم تشعر بعدها إلا بدموعها التي تسيل الان كسيل النهـر من كثرتها وهي تشعر بقلبها ينبض ويقرع كـ الطبول.
هي فقط شعرت بإختناق رهيب! أو ربما شعور بشع يُصيبها، كلما تتذكر كلمات والدتها لتشعر بإشمئزاز ونفور إتجاه نفسها، وما يؤلمها اكثر بانها تحاول التغيير لاجل نفسها ولاجلهم لكن لا أحد يصدقها بالنهايه..اخرجت من حقيبتها واضعه نظارتها الشمسيه علي عيناها الزرقاء تنظر الي اللاشئ.
وكان الدنيا دائما تخبرها لا فرحة لها، ولا لذة ولا صبر ولا نعيم ولا راحة، وعند ذكر طلقها أيمن، إرتعش قلبها وعيناها امتلئت بالدموع أكثر بحسرة .
وجدت نفسها تلقائيا تضع يدها فوق قلبها المتألم وهي تشعر بخزي الدنيا عندما تشرد بكلماته السابقه وهو يعايرها! ما زالت تدور بعقلها تُصيب قلبها كـ السهام المنغرزه المسمومه.. من يـراها الان هي فتاه مُنكسره ولكن هي فعلت كل هذا بيدها لم يجبرها أحد علي فعل شئ، وبنفس الوقت هي ضحيه نفسها وضحيه شيطانها وضحية إهمال أسرتها و زوجها السابق أيضا.
ألزمت نفسها بشدة بأن لا تفكر به مره ثانيه بالتاكيد هو الان تزوج بغيرها ونسيها و أنشأ حياة جديده .. وذلك الذي يجب ان تفعله أيضا تبحث عن ذاتها بحياتها الجديدة .
❈-❈-❈
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث الجزء الثاني من رواية بدون ضمان لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية