-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 22

 

   قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الثاني والعشرون 




كل انتقام يبدأ  ،  يبدأ معه جحيم يحرق المدينة بأكملها واولهم قلبك. 



ـ مالك  ،  انت  ،  انت بتعمل ايه هنا؟؟  . 


ابتسم هو بسخرية جعلت أطراف جـ ـسدها يرتعشون بقوة  ،  هتف هو بسخرية  مثل ضحكته التي لم تضح أنها خير ابدا  :  


ـ مالك يا حبيبتي  ،  انتِ نسيتي ولا ايه  ،  انتِ كنت جاية هنا عشان خاطر تنزلي البيبي  ،  انتِ نسيتي انا كده ازعل منك  ،  وانا لما بزعل  ،  زعلي بيكون وحش  . 


كادت أن تتحدث مدافعاً وهي تهتف بتوتر وأطراف جـ ـسدها مازالوا يرتعشون من الخوف الذي تشعر به  :  


ـ مالك انت فاهم غلط  ،  انا  ،  انا مش حـ ـامل  …. 


قطعة حديثها صفعة قاسية لطمت علي وجهها بقسوة  ،  شعرت بدوار حاد نتيجة تلك الصفعة القاسية  رأت من الذي فعل ذلك  ،  شعرت بالصدمة وقلبها دق بجنون  وهي تري " بيجاد " الذي كان وجهه ممتلئة بالقسوة  ،  كادت أن تبتعد عنه ولكن صفعها مره ثانية وثالثة وعاشرة  ، وكل مره يصفعها بشدة كان يهتف بقسوة  :  


ـ انتِ ليكي عين تكدبي  ،  يا كدابة  ،  انا مش مصدق انك انتِ فريدة  ،  مش مصدق  . 


ختم جملته وصفعها المرة الذي لا يعرف عددها مما وقعت تحت قدم " مالك ". 


وقعت تحت قدمة وهو ينظر لها بهدوء  ،  كأنها  ،  كأنها لم تتأذى ابدا  ،  لا يبالي بألامها  ،  هذا مالك؟؟   ،  الذي لم يستطيع أن يري بها خدشا بسيط  ،  وها هي تنزف أمامه وهو لا يبالي بشئ  ،  نظرت بداخل مقلتيه رأت قسوة  ،  ليست قسوة فقط بلا جحيم استعداد لبداية قاسية  ،  كأن مقلتيه تخبرها " اهلا بيكِ في جحيمي  " 


كاد أن يقترب منها " بيجاد " ويصفعها للمرة الذي لا تعرف عددها من شدة الصفعات التي تلقتها ولكن " مالك " اوقفه بصوته الغليظ الذي كان ممتلئ بالقسوة  :  


ـ كفاية يا بيجاد  . 


أدركت أنه اشفق على حالها وإنقاذها من براثن " بيجاد "  ، وقفت بصعوبة وهو ساعدها علي ذلك كادت أن تتحدث مع " مالك " حتى يحميها من شقيقها ولكن ادفعها نحو الحائط مما تأوهت بقوة من الالم الذي يعصف جـ ـسدها ورأسها  ،  ولم يكتفي ذلك بعد  ،  وضع يـ ـده نحو عنقها وهو يضغط عليها بقسوة شديدة  ،  اعترضت كثيرا وتحاول أن تهرب منه ولكن كان اقوى منها بمراحل  ،  ظلت تختنق اما هو لا يبالي بشئ وهتف بقسوة وضحكته التي كانت ممتلئة بالسخرية  :  



ـ انتِ فاكرني راجـ ـل برياله مش عارف ايه اللي بيحصل من ورايا  ،  انا عارف انك حامل  ،  وعارف انك بتحبي ياسر وبتقابليه  ،  وعارف انك انتِ هتقتلي ابني  ،  مكتفتيش بكده لا  ،  جربتي تقتليني وتحطي السم عندي  . 


ظلت تختنق ولون بشرتها تغير من الاختناق  ،  حاولت أن تنظر الي شقيقها " بيجاد " ولكن وجدته ساكن لا يبالي بشئ  ،  نظرت الى " مالك " بداخل مقلتيه وجدت نفور وكراهية وقسوة تجاهه  ،  فهي أدركت الأن أنها قتلت  " مالك " الذي يحبها بجنون  ،  ولكن و القلب وما يريد  ،  كادت أن تستسلم لـ ظلام الدامس ولكن تفاجأت بأن يتركها مما وقعت نحو الارضية وهي تحاول أن تتنفس بلهفة وسرعة  . 


رآها وهي تحاول أن تتنفس  ،  جلس على ركبته حتى يكون امامها  ،  امسك خصلات شعرها بقسوة حتى كادت أن تقسم انهم سوف يقتلعوا من رأسها تحت أي لحظة  ،  اقربه منه وهو يهتف بفحيح و مقلتيه تحكي الكثير والكثير عن جحيمه الذي لم يبداً بعد  :  


ـ مش هموتك دلوقتي  ،  متقلقيش  ،  لان في حاجه عايزها منك  . 


كانت تتألم وهي تنظر إلى " ياسر " علي الاقل يساعدها ولكن كان يقف وعينه في الأرض مما بكت بألم وهي تشعر بالآلام في كل أنشأ في جـ ـسدها  بينما أكمل وهو يقربها منه أكثر وهو يهتف بقسوة  لاذعة لا يبالي بها  : 


ـ ابني  ،  عايز ابني  ،  هضطر استحملك للاسف لحد ما يجي ابني بسلامه وساعتها بقي مفيش حاجه تمنعني عنك   . 



ترك خصلات شعرها وهو يبتسم ابتسامة مرعبة شعرت بجـ ـسدها بكامله يرتعش بسبب تلك الابتسامة  ،  فهو الآن يريد أن تجنب ذلك الطفل قهو لا تريده  ، لا تريد أن تصبح أم من " مالك " أبدا فهي تريد أن تكون أم لأول مرة لحبيبها " ياسر " ليس من " مالك " ابدا هتفت هي الأخرى بعصبيه وقد طفح بها الكيل   : 


ـ وأنا مش هجيب الطفل انا مش عايزه  ،  مش عايزه الطفل  ، ومش هجيبه  . 


لم يتحمل " بيجاد " أكثر من ذلك واقترب منها بعصبية و كاد أن يرفع يـ ـده عليها  ولكن توقف في الهواء بسبب يـ ـد " مالك "  التي منعته  ،  وهو مازال ينظر الي " فريدة " بتوعِد  ،  ابتعد عنها وهو يقترب من " بيجاد " وبجانبهم " ياسر " الذي كان طول الوقت عينيه نحو الارضية  ،  ابتسم له " مالك " وهو ينظر الى " بيجاد " بشر  :  


ـ لما تضغط على حد يبقي لازم تضغط على نقطة ضعفه عشان يسمع كلامك ويكون شاطر  . 


لِم يفهم " بيجاد " حديثه وعند هذا الحديث رفعت فريدة لؤلؤتها وهي لِم تفهم هي الأخرى مقصده حتى شهقت بصدمة وخوف وهي تنظر لـ  " مالك " الذي يضرب " ياسر " بقوة وقسوة لا يبالي بشئ ابدا سوىٍ الانتقام منها ومن حديثها  ،  بكت بقوة وهي تركض نحوه وهي تهتف بخوف  :  


ـ لا يا مالك سيبه هو ملهوش ذنب  . 


كادت أن تذهب لـ " مالك " حتي تمنعه ولكن يـ ـد قاسية امسكت معصميها بقوة  ،  تمنعها إياها أن تذهب مكانهم وما هو إلا " بيجاد  " حاولت أن تبتعد عن " بيجاد " ومازال حبيبها يتألم من ضربه المبرح الذي أخذه من مالك  ،  صرخت بأسم " مالك " مرات عديدة ولكنه لا يبالي لصراخها ولا بكائها يبالي بشئ واحد وهو أن يضرب " ياسر " بكل قسوه  ،  وقع " ياسر "  و وجهه ممتلئ  بالدماء التي تغرق وجهه  ،  اقترب من الطاولة الصغيرة وهو يحملها ويدفعها نحو " ياسر " ولكنه توقف حين فريدة صرخت به وهي تهتف ببكاء وشهقتها تعلو المكان  :  


ـ هجيب الطفل  ،  هجيبه  ،  سييه يا مالك  ،  انا مستعد اعملك اي حاجه بس سيبه  . 


ختمت جملتها وهي تبكي بقوه وشهقت مازالت تعلو المكان  ،  كان أي حد يسمع شهقتها يتألم ويشعر بالهشاشة ولكن الذي أمامها هو زوجـ ـها التي خانته بكل قسوه ولِم تبالي به  ،  حقاً الأيام ليست امانه فهو كان الأمس يحبها ويدللها ولا يحُب أن يرى دموعها ولكن الآن  ،  فـ الامر مختلف هي الذي طعـ ـنته بظهره وعليها أن تتحمل عواقب أفعالها   . 



ترك الطاولة وهو يقترب منها بفحيح اعمي  ويقترب نحو طاولة عليها اوراق  :  



ـ ما قولنا كده من الاول بس انتِ مبتحبيش المعاملة دي  ،  قــربـي  . 


 ارتفعت نبرته عند الكلمة الأخيرة جعل جـ ـسدها يرتعش من الخوف  ،ترك " بيجاد " معصميها ،  اقتربت منه وهي تنظر نحو الاوراق والقلم الذي أمامها ارتعشت مره ثانية وشعرت بالبكاء  حين هتف نبرته بقسوة لاذعة قشعـ ـرت جـ ـسدها من الخوف الذي يحاوط جـ ـسدها :  


ـ أمضــي عـلي الاوراق دي  ، اخلصي . 


كادت أن تتحدث ولكن سمعت أنين من الألم مرة أخرى رأت " بيجاد " وهو يضع حذائه بقوة  نحو يـ ـده التي أصابت بسبب ضرب  " مالك "  له والي يـ ـده  . 



كادت أن تقترب ولكن هتف " بيجاد " بعصبية هو الاخري ولكن ممتلئة بالحدة وهو يضغط حذائة بقوة على يـ ـده مما صرخ " ياسر " من الألم الذي يشعر به  :  


ـ أمـــضـي عــلى الأوراق  . 


مما بكت هي الاخرى بخوف وسرعان ما وقعت على هذه الأوراق  ،  واوراق اخرى لا تعرفها  ما هي  ، او ما الذي يوجد بها ،  لا يهم ذلك  ،  في الأن يهمه شخص واحد وهو حبيبها " ياسر "  ، لا تعرف ما يوجد بتلك الأوراق  ، فهي قد تندم طول حياتها حتى وقعت على هذه الأوراق  ، وما هي إلا أوراق جحيمها   . 



اخذ منها " مالك " الأوراق وهو يبتسم بشر  ،  ابتعد " بيجاد " عن " ياسر " الذي كان مازال يصرخ بألم  ،  كادت أن تقترب منه ولكن  " مالك " امسك معصميها بقسوة لاذعة مما شهقت من الألم ولكن هو تجاها آلامها   :  


ـ انتِ عارفة الأوراق دي فيها ايه اللي وقعتي عليها  ،  اول ورقة  هي أن لو ابني حصله حاجه هسجنك انت وحبيب القلب ، الورقه التانيه أنك في خلال فترة الحمل هتبقي في قصري عشان اكون مطمن على ابني ، الورقة التالته طلاقنا  ، لان مش حابب اسمي يرتبط بواحده زيك ،  الورقة الرابعه  بقى انك تتنازلي عن ابنك وانك مش هتشوفه وشه تاني  ،  لانه هيبقي معايا  انا ،  يعني انتِ هتخلفي الولد لكن مش هتشوفي وشه ولا هتقربي من ناحيته  . 


 


بكت على تلك القسوة التي لاول مره تراها من حبيبها  ،  بكت من الخوف التي يغمرها في كل أنشأ في جـ ـسدها  ،  بكت بألم وهي ترى زوجـ ـها يكرهها بشدة وهو وشقيقها التي كانوا الأمان بحد ذاته لكن الأن لا تعرف الأمان بوجودهم بجانبها بلا تشعر بالخوف فقط  ،  وتريد أن تهرب بعيداً هي وحبيبها  . 


امسك معصمها بشدة وهو يغادر من البيت المظلم ولكنها صرخت بها وطلبت من شقيقها المساعدة ولكن شقيقها الان لم يستطيع أن يقترب منها او حتي يساعدها  ،  صرخت ورفضت المغادرة من البيت وهي تنظر الي " ياسر " وتصرخ بأسمها لكن " مالك " حمـ ـلها بقسوة وهو يخرج من البيت ويضعها في السيارة وسرعان ما أوصد الباب حتى لا تفتحه وتركض  ،  ركب سيارته بجانبها وهو يقود بلهفة وسرعة وهو يغادر سريعاً تركاً " بيجاد " ينظر نحو سيارتهم بأسف واضح وملامحه تكسوه الحزن ليس إلا  .   



❈-❈-❈


ظلت تُسعل امامه ولا تستطيع الوقوف علي قدميها كادت أن تقع علي الارضية ولكن امسك يـ ـدها وحاوط اكتـ ـافها وهو يهتف بحنان بالغ وهو يرى زوجته مُتعبة هكذا  :  


ـ مالك يا نرجس فيكي ايه  . 


هتفت هي بنبرتها المُتعبة وظلت تسعل بقوة امامه  :  


ـ تعبانة يا احمد مش قادره  ،  ولازم اسافر فرنسا دلوقتي عشان لازم حد فينا يوقع الاوراق الصفقة  . 


ختمت جملتها وهي تسعل بقوة  ،  تألم وهو يرأها مريضة فهي بالأخير زوجـ ـته التي تحملت كل شئ بسببه  ،  فهي تمسكت بعمله وأسست عدة شركات في الخارج و حققت له حلمه فهو لم يستطيع التخلي عنها ابداً  ،  امسك يـ ـدها واجلسها على الأريكة وهو يهتف بحنان بالغ :  


ـ متقلقيش انا اللي هروح مكانك انتِ تعبانة يا نرجس ومينفعش كده  ،  خليكي انتِ جنب اولادك المره دي  ،  سلا ومازن محتاجينك  ،  ولو سافرتي السفرية دي سلا هتزعل وعلاقتكم هتبقى ضعيفه اكتر  ،  ارتاحي وانا هخلص الصفقة وهاجي علطول متقلقيش  ،  انتِ بس ارتاحي وانا هقوم احضر شنطتي وهتصل بدكتور يجي يشوفك  . 


ختم جملته وامسك يـ ـدها قبـ ـلها بحُب وهو يهتف بنبره تمني مملتئة بالحُب الذي بداخله اتجاه لتلك المرآة  : 


ـ ربنا يخليكي لينا يا حبيبتي  . 


ختم جملته واقف حتي يتصل بالطبيب ويجهز حقيبته وبعد ما غادر ابتسمت " نرجس " بخبث  :  


ـ اسفه يا حبيبي مضطره ابعدك بعيد عن هنا عشان متقولش لاولادك السر  ،  وانا اللي كلمت الوفد الفرنسي عشان يوقع معانا الصفقة  ،  هحاول على قد ما اقدر اخليك تنشغل هناك وتبعد عن هنا بقدر كافي   . 



بينما اكملت بشر وعينيه تصرخ من الغل الذي بداخله تجاه " تمارا "  :  



ـ انا اللي دفنت السر  ،  وجاي دلوقتي تفتح الدفاتر القديمة تهد كل اللي بعمله  ،  مش هسمح ليك ابدا يا احمد  ، مش هسمح لتمارا ولا بنتها يدمروا حياه بنتي   ، والأيام اللي بينا هتشهد علي كده   . 



❈-❈-❈


كان نائماً بعمق يحلم بأحلامه الورديه مع حبيبه قلبه  ،  فهو قد جاء من العمل مُتعباً من عمله فهو لم ينام منذ يومين كاملين  ،  وبعد أن انهي عمله بسرعة اتجه نحو الفراش حتي ينعم بنوم هنيئاً له يحلم بأحلامه الورديه مع الذي سرقت قلبه  ،  كان يعتقد أنه ينام حتي يكتفي من النوم ولكن شخص سكب عليه الماء جعله يفيق من احلامه الورديه ويصبح في الواقع اللعنة من هذا الشخص الذي سرق نومته واحلامه ايضاً  ،  نظر بعصبيه نحو الشخص الذي فعل ذلك ولكن توقفت انفـ ـاسه حين هتف بصدمة  :  


ـ ياسمين  ،  انتِ بتعملي ايه هنا؟  . 


اتجهت بجانبه بعصبيه وهي تهتف بحده من نومته   :  


ـ انت قاعد نايم هنا وسايب الدنيا بتطربق فوق دماغي  . 


تنهد بعمق ويحاول الصمود امامها حتي لا يخرج غضبه عليها  ،  يحاول ويحاول أن يكون هادئ حتي لا تزعج من غضبه  ،  فهو لا يريد أن يكونوا هما الأثنين غاضبين  ،  فهو إذا حدث هذا واغضبته بافعالها  ،  فـمن المستحيل أن يهدءوا ولو قليلاً  هما الأثنين  ،  فهو يريد أن يكون واحد منهم أن يكون هادئ حتي يعرف يسيطر علي الأخر ويجعله يهدء  ،  نظر لها ونظر الي ملامح  وجهها التي تدل علي الانزعاج ليس إلا  ،  هتف بنبره هادئة ولكن بداخله غاضب  ،  غاضب بحد كبير منها   :  


ـ  أنا عايزه افهم في ايه  ،  ايه اللي مخليكي متعصبه كده؟؟  . 


هتف هي الاخر بعصبيه وعينيها تحكي الكثير من الغضب  :  


ـ مهو انت كنت صاحي كنت عرفت أن في حاجه حصلت بس انت نايم ولا علي بالك  . 


اغمض عينه بملل واضح من حديثها فـ يبدو انها منزعجه كثيراً لهذا الحد  ،  ولم تستطيع الصمت امامها فهو الوحيد الذي يعرف طبعها وتصرفاتها فهي بالطبع صديق طفولتها الوحيد الذي كان قريب منها  ،  هتف بنبره هادئة حاول أن يخرجها مراراً وتكراراً حتي لا يخرج غضبه عليها  :  


ـ كنت نايم وانتِ عارفه اني منمتش بقالي يومان عشان خاطر الشغل  . 


اقتربت منه أكثر بغضب وهي تهتف بحده ونبرتها ترتفع أكثر من كثر الغضب الذي بداخلها  :  


ـ شريف  ،  انت لازم تعمل حاجه  ،  بعد كل المشاكل اللي في حياه بيجاد وسلا وكل حاجه بتفرقهم بيرجعوا تاني  ،  احنا كل ما نخطط لحاجة بتفشل  ،  انا حاسه أنه احنا بنقربهم أكتر من بعض  . 


نظر لها بحيرة ولم يفهم حديثها هتف بشك واضح في نبرته وهو يقترب منها  :  


ـ قصدك ايه؟ 


نظرت له بغضب وقصت له عن ما حدث منذ دخولها الي القصر الي طرد " بيجاد " لها  ،  مما واقف بحده وملامحه تصرخ من الانزعاج  :  


ـ يعني ايه؟؟.  


واقفت هي الاخري بحده وهي تهتف بغضب وعينيها يشتعلون من النـ ـار ليس عينيها فقط بلا بداخلها ايضا نـ ـار تحرقها وصعب خمود او اطفاء تلك النيران   :  


ـ يعني زي ما قولتلك  ،  بيرجعوا تاني لبعض  ،  وراجعوا ومفيش حاجه بينهم اصلا  ،  اللي يشوفهم امبارح وهي مش طايقه لمـ ـسته ليها  ،  وهي بتعيط يا عيني وبتمثل عليه عشان يطردني وكانت قريبه منه  ،  تقريبا حلوا الدنيا ما بينهم ورجعوا تاني لبعض  . 


تنهد بعمق هو الأخر وهو يفكر ان خططاته تفشل يوماً بعد يوم و " سلا " تبتعد عنه أكثر  ،  لا يعرف ما الذي يفعله حتي يكون مع  " سلا " مره أخرى  ،  ولكنه متأكد مئة بالمئة انه لم يسمح لـ  " بيجاد " أن ياخذ حبيبته منه  ،  جلس علي طرف الفراش وهو يغمض عينه يفكر في خطه ما تجعلهم يتفرقون الي الابد ولكن ما هي  ؟؟؟  . 


كانت " ياسمين " بائسه  ،  حزينه  ،  تشعر بالغيره وكامل غيرتها منها هي  ،  هي الذي تجرأت واخذت حبيبها منها هي  ،  ولكنه تريد أن ترجعه بأي طريقه ولكن ما هي طريقه؟؟   ،  فهي  " ياسمين " الذي لم يتغلب احد عليها  ،  " ياسمين " الذي الجميع يخاف منها ويخاف من تفكيرها  ،  عليها أن تهدء قليلاً حتي تفكر في طريقه ما  ،  نعم عليكي أن تهدئي يا ياسمين حتي تبحثي عن طريقه ما تجعل الشك يدخل هذه العلاقه  ،  كانت تذهب إيابا وإياها وتغمض عينها وتحاول ان تطرد غضبها وكل شئ تفكر فيه حتي تفكر جيداً  ،  وبعد ثواني  ،  ابتسمت بخبث وهي تنظر الي " شريف " الذي ابتسم بخبث لها  ،  يبدوا أنها جاءتهم نفس الفكره  ،  ولكن ابتسامتهم تلك تحكي الكثير والكثير عن جحيمهم الذي يحرق حبهم هذا  . 



❈-❈-❈


دخل الي القصر بخطواته الهادئة  ،  كان يصعد الي الدرج ولكن توقف حين شعر بأنفاس احد علي الأريكه  ،  نظر وجدها نائمه بعمق  ،  يبدو انها كانت تنتظره وغفت بدون أن تدري  ،  فهو لم يرأها هو كان شارد في شقيقته وفي افعالها الحمقاء التي اضاعت زوجـ ـها منها بلا وطفلها ايضا  ،  اقترب منها وهو يبعد تلك الخصلات فوق عينيها كأنها كانت ستائر تخبي عينيها التي تغلقهم بسبب غفوتها  ،  قبـ ـلها نحو وجنتيها  وحـ ـملها بحُب  ،  صعد الي الدرج بها واتجهه الي غرفتهم  ،  دخل غرفتهم وضعها علي الفراش حتي تنعم براحه كبيرة  ،  وضعها برقه وخوف كانها قطعه إلماسة يخاف أن تنكسر  ،  بعد أن وضعها علي الفراش  امسك قدميها وهو يزيل الحذاء ذو كعب عالي  ،  ازال الحذائين وضعهم غرفة ملابسها نحو الاحذائة وخرج من الغرفة وهو يحمل غطاء ثقيل  ،  في الجو بارداً جدا ابتدء من دخول فصل الشتاء ، كانت ترتدي فستان قصير بحمالات رفيعه  يبرز مفاتنـ ـها باغـ ـراء  شديد  ، فهذا الفستان يبرز جمال ساقيها وذراعيها فهي تتميز ببشره حلبيه  ،  وخصلات شعرها التي كانوا حولها يتميزون باللون القهوة  ،  وشفتـ ـيها الممتلئة التي تزيدها اغراء أكثر  ،  فهي فاتنة تسرق انـ ـفاس أي راجـ ـل ليس هو فقط  ،  فهي انثة متكامله  ،  جميلة  ،  فاتنة  ، هادئة  ،  رقيقة  ،  تتميز بالقلب الأبيض وبروحها الصافية  ،  شراسه  ،  مجنونة  ،  طفله  ،  فهي تتميز بكل تلك الصفات  ،  هي مدللتها التي جلست علي عرش قلبه  ،  هي الوحيدة التي دخلت قلبه واحتلت كيانه وروحه ليس قلبه فقط  ،  يتمني أن يعيش معها حياة سعيدة وأن تكون بجانبها  ،  قبـ ـلها فوق فروة رأسها  ،  واقترب منها جعلها تنام في عمق اعنـ ـاقه اغمض عينه بسلام وهو يشعر بالأمان لاول مره أن زوجته هنا بجانبه وفي اعنـ ـاقه  . 



❈-❈-❈



توقف سيارته امام قصره  ،  خرج من السياره ولا يبالي بصراخها ابداً ولا غضبه  ،  افتح باب السياره وامسك معصمها وادخل الي القصر كانت تحاول أن تهرب منه وأن تبتعد ولكن تشعر بألم أكبر في معصمها مما صرخت بيه بقوة علي الاقل يتركها ولكن لا يبالي بها ابدا ولا بصراخها  ،  ترك معصمها وهي تعانـ ـق يـ ـدها بألم وعينيها ممتلئة بغيمة دموع في لؤلؤتها  ،  نظرت الي يـ ـدها وجدتها تغيرت لونهم الي اللون الأحمر نتيجه ضغطه ليـ ـدها بقوة  ،  شهقت حين حـ ـملها " مالك " حاولت أن تبتعد عنه ولكن كان يضغط علي خـ ـصرها بقوة مسبباً لها الألم فقط  ،  اتجهه نحو الغرفة وضعها علي الفراش  كانت سوف تبتعد وتهرب من الباب ولكنه كان اسرع منها وخرج من الباب واوصده خلفه بالمفتاح  ،  ضربت الباب بحده وهي تهتف بعصبيه  : 


ـ افتح يا مالك الباب  . 


ختمت جملتها وهي تضرب الباب بقدميها ويـ ـدها بقوة  صارخاً بها بحده  :  


ـ بقولك افتح الباب  . 


هتف ببرود وهو ينظر الي اهتزاز الباب نتيجه ضربها نحو الباب  :  


ـ هفتحه شويه كده وهجيب معايا الاكل عشان البيبي  . 


ختم اخر كلمه بأستفزاز جعلها تشيط اكثر وضربت الباب بحده  ،  ابتسم بسخرية وهو يغادر من امام الباب  ،  سمعت خطواته تبتعد مما ضربت الباب بعنف وهي تنادي علي اسمه  ،  وهو لم يرد عليها لانه لم يكون هنا  ،  بكت بقوة لعنت " مالك " و " بيجاد " ولعنت هذا الطفل ايضاً  ،  تود أن تهرب بعيدا من هنا  ،  فهي تشعر بالأختناق هنا  ولكن كيف و  " مالك " يحبسها هنا  . 



❈-❈-❈


بعد ساعة.. 


كان امام الباب وهو ممسكاً بصنيه ممتلئة بالاطعمه الشهية فهو من احضر لها الطعام  ،  فهو منذ ساعة اتجه الي  ' المطبخ  ' حتي يحضر لها الطعام  فهو منذ الصباح لم تاكل شيئا وهذا ليس جيداً علي الطفل ابداً  ،  لذلك قرر أن يحضر لها الطعام بنفسه بدون أن يزعج الخدم  ،  وبعد ساعة احضر الطعام وانواع الأكلات التي تحبها  ،  فهو لا يهتم بها ولا تهمه ابدا  ،  هو يهتم بطفله فقط ليس هي  ،  فتح الباب بعد ما أفتحه بالمفتاح وجد المكان ساكناً  ،  وضع الصنيه التي كانت ممتلئة بالطعام الشهي نحو الطاولة  ،  وبالطبع وجد الغرفة رأسا علي عقباً نتيجه غضب " فريدة " التي فعلت ذلك  ،  بحث عنها في انحاء الغرفة ولكن لم يجدها  ،  في أدرك انها في المرحاض  :  


ـ فريدة  . 


ختم جملته دق الباب بهدوء ولكن وجد الصمت والسكون ارتفعت نبرته حتي تسمعه وهو ينادها مجدداً  :  


ـ فــــريـــدة . 


ولكن وجد الصمت والسكون  ،  تسرب القلق نحو قلبه الذي يصرخ بألم من خوفه وقلقه عليها وقد نسي ماذا فعلت بحقه  ،  فتح الباب وهو يجد شئ لم يكُن من المتوقع أن يحدث هذا ومقلتيه تصرخ من الصدمة… 



يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية مقيدة في بحور عشقه، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية