-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشق لهدى زايد - الفصل 2

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الثاني



نفضت " دعاء" يـ ـد اختها " نبيلة" رافضة المصالحة أو كلمة الإعتذار من الأساس 

عاتبتها كثيرًا و لكن لا حياةً لمن تنادي،  ربتت على كتـ ـفها و قالت بنبرة صوتها الهادئ قائلة: 

 

- ماشي دعاء مش هزعل منك عشان أنا اللي زعلتك في الأول و أنتِ عر و سة من حقك تتدلعي ياستي و من الحق الكبير يدلع 


❈-❈-❈


ظلت تدا عبها حتى ترى إبتسامتها على وجهه مرةً أخرى لكنها أبتسمت ابتسامة مزيفة بالكاد ارتسمت على ثغرها و انتهت المشاجرة المعتادة عليها و غادرت " نبيلة"  من الشرفة  جلست في غرفتها  تتصفح آخر الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي،  ظلت تتنقل بين الصفحات و هي تتمنى يومًا من الأيام أن ترتدي ثو بها الأبيض من احد بيوت الازياء الشهيرة، العجيب أنها لم تتأثر بقضـ ـية حبيبها بل القته من حياتها كأنه لم يزور قلبها يومًا، بل تحمد الله على إنقاذها قبل فوات الأوان .


و قبل أن تغلق حسابها الشخصي و جدت ابن صاحب المحل الذي تعمل فيه قام بتحديث صورته الشخصية، لاحت إبتسامة خفيفة على ثغرها و هي تقول 


بتحسر على حالها 

- اهي دي العرسان و لا بلاش مش أحمد اللي كنت هقع في 


قامت بكتابة تعليق مجامل و سرعان ما و جدته يرد على هذا التعليق  دون غيرها،  وفي أثناء الكتابة و انتظار الرد بين التعليقات جائنتها رسالة عبر حسابها الشخصي،  نظرت لها و قالت بنبرة حائرة 

يا ترى عاوز إيه  ؟


قامت بالرد على رسالة" عبد الكريم" ظلت تتبادل معه اطراف الحديث حول العمل ثم أخبرها أن يريد مقابلة و الدها، لم تفهم في البداية لِمَ هذه المقابلة لكنها ظنت أنه يريده في أمرًا هام و لم يأتي ببالها أمر الخطبة، قامت بترحيب زياريه كـ نوع من أنواع المجاملة  و انهت معه الحديث .

قامت بغلق حسابها ثم هاتفها و دخلت لغرفتها، تمددت بجـ ـسدها على الفراش، تفكر في حياتها المستقبلية كم تمنت أن تـ ـتز وج بـ رجلًا قادرًا ماديًا يغير لها نمط حياتها، يا إلهي إن حدثت المعجزة و تز و جت بـ ابن صاحب العمل،  هنا فقد ستعلم أن والدتها دعت لها يوم ليلة القدر،  و لكن كل هذه أحلام وردية لا علاقة لها بـ الواقع الذي تعيش فيه،  ظلت هكذا حتى غلبها النعاس . 

❈-❈-❈


و في مكانًا آخر و تحديدًا في منزل "عبد الكريم" لم تستطع ز و جة شقيقه  كتم ما يعتمل أكثر من ذلك، كل ما فعلته و سوف تفعله والدة ز و جها لا يروق لها من الأساس، ظلت تجوب الغرفة ذهابًا إيابًا تنفخ وجهها و كأنها تنفخ نيران الغيظ و الغضب الشديد، ثم تنظر لـ ز و جها و تقول بغيرةً شديدة 

- بقى اخوك اللي ما بيعرفش يقول كلمتين على بعض ياخد الشقة و يفرشها لأ و كمان

 يتـ ـجوز فيها بعد ماكنت خلاص هاخدها أنا لابنك 


تابعت بغيظٍ يفوق غيظ العالم بأسره قائلة بصوتٍ مرتفع

- آآآآه يا ناري همـ ـوت من الغيـ ـظ و القهـ ـرة 


رد " ممدوح " و هو ينفث سحابة دخان كثيفة في سقف الغرفة و قال بهدوءٍ شديد عكس 

ز و جته تمامًا 

- ما خلاص يا لُبنى بقى اعصابك مش كدا و بعدين مين قالك إن حد هيرضى بـ عبده 

- كتير يا خويا كتير اخوك شغال و بيكسب على قلبه قد كدا و الراجل مافيش حاجة تعيبه غير جيبه و دا جيبه قد كدا 

- اه جيبه عامران بس زي الاهبل ما بيعرفش يقول كلمتين ورا بعض و مين دي اللي هاترضى بي على رأي حمدي 

- خليك أنت كدا أنت و اخوك لما يتـ ـجوز و يخلف و مراته تيجي تلم الجمل بما حمل 


تابعت بنبرة مغتاظة و هي تجلس على حافة الفراش وقالت 

- آآآه يا ناري لو أعرف العروسة دي مين  و لا ساكنة فين لا كنت رحت و فضلت على ودنها زي اللي راحوا، بس اقول إيه امك زي 

العـ ـقربة فضلت ساكتة ساكتة لحد ما صحتنا على خبر زي وشها، منها لله ! 


قام"ممدوح" بسحب الدثار على جسده ، وهو يتمتم بكلماتٍ يسُبها فيها مرة و يلعن حاله الف مرة  لن تهدأ حتى تدمر زيـ ـجة أخيه كعادتها 

أما هي تتحسر جلست تتحسر على ذلك البنك المركزي الذي كاد يلحق في سماء غيرها،  ليته لم يتزوج ليتها تعرف من هي العروس هذه المرة،  كم تمنت أن تحظى بـ ـزوج مثله سخي لا يترك صغيرة و لا كبيرة إلا و ابتاعها لها، لن تنكر أنها تغار  و لكن لاتعرف منه أم عليه ؟! 


وثبت من مكانها و كأن لدغة للتو، ظلت تتوعد للعروس القادم إن أتت هنا ستندم ندمًا لم تعرفه من قبل، لن تترك هذا يذهب لغيرها ابدًا 

حتى و إن كانت ز و جته لن تترك هذا الخير ابدًا 


❈-❈-❈

 

في الشقة المقابلة

 

لا يختلف حالة زوجة حمدي عن زوجة ممدوح، النيران تأكلها أيضًا و لكن هذه المرة

 ز و جها هو من يشعر بالغيـ ـظ الشديد، كان يريد هذه الشقة ليـ ـتزوج فيها، لو كانت تعلمت ز و جته لأكلت عظامه قبل لحمه، متى قام بجمع كل هذه الاموال، اللعنة والدته تساعده اكثر منه و من أخيه،  دائمًا هو الفتى المدلل، ربما لإعاقة لسانه المتلعثم، دائمًا ينعته بالابله 

و اخيه لا يرد و هذا ما يزيد من غضبه يريد مشاجرة لطرده من البيت ليفعل ما يحلو له بهِ 

ظل على هذا الوضع يفكر و يُدبر و ينفث غضبه في سجائره حتى تجاوزت الساعة الخامسة فجرًا ذهب إلى عمله و هو لم ينعم بالنوم ولو لمدة خمس دقائق على الأقل 


❈-❈-❈


في عصر اليوم التالي


قرر أن يضع مخططًا جديدًا لفسخ الخطبة قبل حدوثها من الأساس 

هبط سلالم الدرج بخفة وسرعة، ثم ولج شقة والدته ظل يبحث عن أخيه " عبدالكريم" فلم يجدهُ،  سأل ز و جته فـ لوت شفتاه ساخرة و هي تهمس بجانب أذنه وراحت تقول 

- راح ياحبيبي يشتري شوية حاجات عشان العروسة الجديدة 

- و أمي فين مش شايفها يعني ؟ 

- دخلت تلبس 

- الاه  هو مش هنروح معاها و لا إيه ؟ 


خرجت والدته من غرفتها و قالت بهدوء كعادتها في مثل هذه الأمور 

- ها تروح ياحبيبي متقلقش بس احنا هنروح بس نعرض لسه عليهم 


تابعت بحزن مصطنع و هي تجلس على حافة الفراش قائلة 

- بيني و بينك خايفة العروس ترفض و مشوارنا يبقى على الفاضي عشان كدا قلت لأخوك عبده خلينا نروح زيارة عادية نشوفها انا و هو و بعدها نتجمع كلنا و نقرأ الفاتحة  


خرجت الأم وسط دهشة و ذهول كل من في البيت نفذت مخططاها رغم أنف الجميع، استقلت سيارة الأجرة و هي تستمع لـ سؤال 

" عبد الكريم" و هو يحدثها هامسًا بجانب أذنيها بصوته المتلعثم 

- اومال فين اخواتي ؟ 

-  مش هايجيوا  قلت لما الموضوع يتم نبقى ناخدهم ساعتها .

- كدا ها يزعلوا مننا 

- يا اخويا سيبك منهم اللي يزعل يزعل و بعدين دا عينهم وحشة 


❈-❈-❈


حرك " عبدالكريم " رأسه حركة يمينًا و يسارًا

و على ثغره إبتسامة خفيفة لكنها نابعة من قلبه يشعر بسعادة لا مثيل لها ، و لكنه يخشى أن يفقد هذه السعادة،  أما و الدته فـ هي تفكر في شيئًا آخر رغم سعادتها له إلا إنها تخشى أن يتم رفض ابنها ككل مرة،  كانت في صراع مع الجميع لتـ ـز و جه،  الجميع يطمع في امواله و هو كـ والده سخي،  و ما في  جيبه ليس له تريد أن تأخذ ابنائها معاها و تتباهى بعائلتها مثلها كـ مثل أي أسرة عادية و لكن كيف و أبنائها يكرهون أخيهم و يريدون فسخ أي خطبة قبل بدايتها، و صلا أخيرًا إلى منزل العروس، التي لا تعلم حتى الآن إنها عروس 

قرع الناقوس و تم التعارف ثم جلست العائلتين في غرفة الضيوف،  بدأ

"عبد الكريم"  في شرح ما يريد على الرغم من أنه قام بـ تدريب حاله كثيرًا إلا إنه باءت جميع محاولاته  بـ الفشل .


ساعدته والدته في تسيهل هذه المهمة و نجحت بالفعل في نقل رغبة ابنها بالز و اج من ابنة العم محمد،  نظرت العم محمد لـ ز و جته 

التي حاولت جاهدة كبح ضحكاته بسبب لسانه المتلعثم، لكزها ز و جها و نهضت على الفور قبل أن تحرجه أكثر من ذلك،  تنحنح و هو يعود ببصره و قال بجدية 

- و اللهِ يا ابني أنت تشرف أي عيلة و أنا شخصيًا ما عنديش أي مانع،  بس زي ما أنت عارف البت دعاء بنتي ها تتـ ـجوز على يوم الخميس الجاي و جو ا ز البنات مش بالسهل يعني 


ردت والدة عبد الكريم قائلة بتوتر 

- ما هو احنا يا حاج محمد مش ها نتـ ـجوز في يوم و ليلة،  و بعدين احنا مش ها نعرف بعض  النهاردا  دا جيران و العيال متربية سوى و أنت اللي مربي عبده 

-  و الله ياست أم عبده انا ما عنديش مشكلة بس كل بطلبه إني اخد مُهلة خطبين في الراس تو جع و أنتِ ست العارفين 

- طب  نقسم البلد نصين إيه رأيك لما نخلي مدة  الخطوبة ست شهور منها الولاد يعرفوا بعض و منها يكون كل واحد مننا خلص الحاجات اللي عليه و مش ها نختلف  و اللي تقدر عليه هاتوا قلت إيه 

- لا إله إلا الله محمد رسول الله خلاص اللي تشوفي اهي البت بنتك و عبده ابني و مش ها نختلف 


تهللت أسارير العريس و والدته رفع " عبد الكريم" و قال بـ سعادة 

- نقرأ الفاتحة يا عمي 


و أخيرًا نجح العم محمد في جمع جملة مفيدة 

رد بإبتسامة خفيفة رافعًا يده لأعلى و قال

- يلا يا ابني نقرأ 


تابع بتذكر قائلا بفضول 

- لا مؤاخذة في السؤال اومال فين اخواتك ماجوش ليه ؟ 


ردت والدته قائلة بسرعة 

-  في الشغل يا حاج و بيني كنا جاين مجرد زيارة بس النصيب  بقى  الزيارة الجاية بأمر الله 

- و ماله مافيش مشكلة 


❈-❈-❈


تعالت الزغاريد و بدأت المباركات و إلى الآن 

" نبيلة "  لا تفهم سببها أو لا تريد،  وقفت شقيقتها تزين وجهها بمساحيق التجميل، و هي  تسخر منها محدثة إياها قائلة 

-  عريس الهنا يا ياما جه لاختي ياما


ردت والدتها و هي تضع الحلوى في الأطباق المخصصة لها قائلة 

- بس يا بت اختك تزعل


ردت " نبيلة "  بغضـ ـبٍ وغيـ ـظٍ شديدان 

- و ازعل ليه هو أنا كنت العر و سة 


وضعت والدتها يدها أسفل ذقنها و قالت بنبرة ساخرة 

-  اومال فاتحة مين اللي قرأها ابوكي دي عروسة ؟ 


وثبت من على حافة الفراش و قالت بغضبٍ جم قائلة 

- ماما ما تجبيش سيرة عروسة دي تاني، و عشان تبقوا عارفين أنا مش ها تجـ ـوز اللي اسمه عبد الكريم دا لو حتى قتـ ـتلوني أنا بقلها لكم اهو ! 


اقتربت منها والدتها و قالت بهدوء معتاد في مثل هذه المواقف 

- لأ الكلام دا أنتِ تقولي لـ ابوكي  أنا مليش دعوة بالحوار دا، لكن دلوقتي يا حبيبة أمك  خُدي بقى العصير و الجاتوه دا و طلعي  برا يلا 


جلست " نبيلة " على طرف الفراش مرةً أخرى و قالت بعناد و هي تهز قدماها 

- مش خارجة و شوفي مين بقى ها يقدم لـ عريس الهنا 


فرغ فاه والدتها و كادت تتحدث لكن صوت 

و الدها قاطعها و هو يناديها حتى تأتي بـ العصائر،  لم يكن أمامها سوى الموافقة، توسلات والدتها، حملت حامل العصائر بين يدها لكنها قررت أن تضـ ـرب بكل هذا عرض الحائط و ترفض " عبد الكريم"  خرجت و وضعت العصائر بطريقة غير لائقة،  حدجها والدها، فـ اعتذرت منهم،  و قبل أن تتحدث أمرها والدها  بأن تخرج من الغرفة،  عادت تجر خيبات الأمل خلفها، لو كان الأمر بيـ ـدها لرفضت للتو،  لكن والدها دمر مخططها،   ظلت تجوب الحجرة ذهابًا إيابًا و نيـ ـران الغيـ ـظ و الغضـ ـب تأكلها بلا رحمة،  غادرت والدة العريس برفقة ابنها،  و ولج العم محمد غرفة ابنته و هو يتوعد لها بالضـ ـرب المبرح  انكمشت في أحد الأركان و هي تتلقى ضربات والدها القاسية محدثًا إياها بغضـ ـبٍ 

- إيه اللي عملتي دا يا بت كدا قلة الذوق دي 


رفعت بصرها وقالت بنبرة متحشرجة و الدموع تملئ مقلتها 

- في إيه يابا انا مش عاوزة عبده أنا

ها تجـ ـوز واحد اهبل و ما بيعرفش يتكلم كلمتين على بعض ! 

- ماله يا اختي  الاهبل اللي بتقولي عليه دا  شوفي داخل عليكي شايل و محمل إيه مش زي عريس الهنا جـ ـو ز أختك اللي مدخلش علينا بطبق مخلل حتى 


❈-❈-❈


ردت " نبيلة " صارخة في وجه أبيها و قالت من بين دموعها 

- إن شاء الله يكون جايب لي نجمة من السما بردو مش عاوزاه ومش هاتجـ ـوزه  يابا و لو اتجـ ـوزته همـ ـوت نفسي 

- مو تي و لا تغوري في داهية حتى مش احسن ما تمو تي من الجوع، يا بت أنا عامل على مصلحتك الواد هايعيشك في عيشة متحلميش بيها 

- لأ يابا مش عاوزاه يعني مش عاوزاه 

- طب و الله العظيم لتاخديه و لو ماخدتيش عبده ما في خروج و لا شغل ورجلك دي مش ها تعتب برا باب البيت و وريني  ها تعملي إيه نبيلة 


غادر والدها تاركًا إياها  تستشيط غضبًا من تحكماته لو كان الأمر بيدها لصرخت الآن وأخبرت الجميع بهذا الخبر التعيس،  ظلت تبكي و كأن هذا الاختيار الوحيد امتاح أمامها الآن .

أما  "عبد الكريم" كان شاردًا في تصرفات العروس و قبل أن يصل إلى منزله نظر إلى والدته و قال بنبرة لا تقبل النقاش و صوت مختنق 

- أنا مش هاكمل الجواز دي ياما .


 يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة