-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 20

 

  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل العشرون 



صمت ، صمت عام  بعد العاصفة التي غرق فيها حبهُم ، اسئله ، حيرة ، ضياع ، صدمة ، شعور غريب يسيطر حولهم ، كأنه بداخلهم مدينة لا يعرفوا السير فيه واي اتجاه يتجهون له ، ولكن يعرفون جيداً أن هذه العاصفة التي أضاعت طريقهم ، لم يستطيعوا ابدا الطوفان أو وجود طريق ما يوصلهم إلى بر الأمان ..



❈-❈-❈


خرجت الطبيبة خارج الغرفة الذي تواجد فيه  " سلا " وبعد ما خرجت ، اتجهوا لها بلهفة واولهم " بيجاد " الذي أسرع إليها وهو يهتف بخوف : 


ـ هي كويسه ؟


هزت الطبيبة رأسها باطمئنان : 


ـ هي كويسه ، كل اللي حصل أنها صدمة عصبية ، في حاجه زعلتها جدا خلتها تتضايق وتصدمها في نفس الوقت ، اتمني تبعدوها عن أي زعل أو جرح ممكن يسبب ليها أي زعل ، وجسمها ضعيف جدا كتبت ليها علي شويه فيتامينات ، وياريت المدام سلا تفضل في جو فيه هدوء و راحه ياريت .


بينما أكملت وهي تغادر مع الخادمة التي تنتظرها الي خارج القصر  :


ـ عن اذنكم .


خرجت وتركتهم كل من الأخر يفكر أن يجعلها سعيدة بعيداً عن هذه الأجواء ، دخل الى الغرفة وجدها نائمه براحة مثل الملاك ، اغلق الغرفه خلفه واقترب من الفراش ينظر إلي وجهها الذي واضح عليه التعب ، فهو لا يعرف ماذا فعل حتى يحدث معها هكذا ؟ ، لما يقترب منها خطوة ، يبتعد عنها الف خطوة لما ؟ ، لما يحدث معه ذلك ، في اليوم كان من المفترض أن يبدأ صفحة جديدة معها و الأن ؟ ، الآن صعب البدء من جديد ، فهو يعرف طبع " سلا " جيداً ، عنيدة ، و قوية ، وصعب أن تتجاهل الأمر بهذه السهولة  ،  في قد اتضح له الرؤية الأن أن في أحد يفرق بينهم ويشتعل من داخله من تقربهم ولكن من ؟؟ ، نظر إلي وجهها للمرة الذي لا يعرف عددها فهو الأن وبهذه اللحظة قرر شئ واحد هو أن يهرب معها ، يهرب معها لمكان بعيد لا يعرف أحد الوصول لهم بسهولة ، ولكن عليه الأن أن يحل الأمر ، فهو متأكد مئه بالمئة أنها ليست ابنته ،  " تمارا " بمثابة شقيقته مثل شقيقته " فريدة " ، لم يقترب منها ولم يلمسها يوماً ، في كيف الأن أن هذه الفتاه التي بالأسفل تقول أنه ابنته ومعه ورقه من " تمارا علام " ، وقف وخرج سريعا حتي يحل الأمر بدون للعنف .


فهو إذا حل الأمر بالعنف في سوف يحرق المدينة بأكملها و اولهم تلك الفتاة التي جاءت في وقت خاطئ ، عليه أن يحل الأمر بهدوء حتي لا يزعج " سلا " ويتعبها أكثر ، في يكفي مشاكل حد الأن .


خرج من الغرفه وجد " فريدة " و " ملك "  ، فريدة و " مالك " قد جاءوا بعد ما " سلا " غابت من الوعي ، نظر لهم وجدهم ينظرون له والدموع تغرق عينيهم ، نظر لهم ، مما هتف بنبرته الهادئة التي تسبق العاصفة : 


ـ خلي بالكم منها عقبال ما اجي .


ختم جملته وخرج اتجه الى الأسفل يبحث عن تلك الفتاه التي قالت له أنها إبنته ، اتجهه الي الأسفل وجد " أحمد الغماري " والد " سلا " يعـ ـانق تلك الفتاة الصغيرة التي تشبه " تمارا " نائمه في هدوء في اعنـ ـاقه ، نظر له بيجاد نظره بشك أدركها ذلك والد " سلا " ، تجاهله " بيجاد " بعد ما انظر له نظره شك ، نظر إلي " مازن " الذي كان يجلس بجانب والدته مصدوماً 

من الذي حدث منذ قليل ، في هتف بنبرته الباردة وهو ينظر إلي " مازن " : 


ـ فين البنت اللي جات هنا يا مازن ؟ .


لم ينظر له وهو يهتف بنبرته الهادئة هو الأخر ولكن عكس عينيه التي يصرخون بصدمة : 


ـ في المكتب ، مالك بيتكلم معها .


ختم جملته وغادر على الفور ، اتجه الى غرفة المكتب بسرعته ، في من داخله غضب ، غضب لا أحد يستطيع همدانه أو إطفاء ذلك الحريق الذي ينبع من داخله .



❈-❈-❈


ـ اسمعيني تمام ، لو اكتشفت انك أنتِ بتكدبي في اللي بتقوليه صدقيني محدش هيخلصك مني ولا حتى من بيجاد .


قالها " مالك " بفحيح اعمي وبداخله غضب شديدة من ناحية تلك الفتاة ولكن عليه أن يبدو هادئ حتى يحل الأمر بسرعة كبيرة .


ابتعدت تلك الفتاة بخوف كبير من نبرته ، وهي تهتف بارتعاش واضح : 


ـ صدقني يا بيه ، أنا ولله ماليش ذنب ، هي جتلي من ست سنين ومن ست سنين وانا بربي في البنت ، وكل فتره بتيجي تتطمن عليها ، بس اخر فتره بحسها كده خايفه ومتوتره وبتقضي وقت مع بنتها بتلات ايام وده اول مره تحصل هي بتقضي معها يوم وتمشي ، بس الفتره الاخيره بقيت غريبة وادتني ورقة اخر زياره ليها وقالتلي علي العنوان بيجاد بيه ، وقالت أنا لو مجتش ليكي واتاخرت عليكي اعرفي اني حصلي حاجه ، خدي البنت والورقة وديها لـ بيجاد بيه ، هو ده اللي حصل ولله .


كاد سوف يتحدث لها بحيرة ولكن قاطعها دخول " بيجاد " كالثور الذي يغضب من أحد وهو يهتف بشراسة :



ـ علي كده انا بقي صدقتك صح ، أنتِ كدابة ، والبت اللي بره دي مش بنتي في احسلك تقولي الحقيقة احسن ليكي ، ومتزعلنيش اكتر ، عشان لو زعلت في أنتِ اللي هتندمي ، محدش هيندم هنا غيرك .


ختمت جملته واقترب منها ينظر لها بشك كاد أن يقترب أكثر و انـ ـفاسه السريعة التي تدل علي شئ واحد هو غضبة ، أدرك " مالك " جيدا حالته وقف أمامه ، يهتف بهدوء مُريب : 


ـ اسمعني تمام ، سبني أنا أحل الموضوع ده بهدوء ، انت لو حليت الموضوع بشكل ده البت هتموت .


ارتعشت تلك الفتاة أكثر حين " مالك " لفظ كلمة الموت أمامها ، اللعنة على هذا المكان الذي يخنقها ، فهي ماذا فعلت لكل هذا ، هي لا تفهم ابدا .


ـ ابعد يا مالك أحسن ليك .


قالها  " بيجاد " ببرود ، في أدرك أن صديقه في أوتار غضبه ، فهو إذا رفض مرة ثانية يغضبه أكثر وهو لا يريد ذلك ابتعد عنه خطوة وقف بجانبه ينظر لـ " بيجاد " كالصقر يتابع الأمر بهدوء .


اقترب منها " بيجاد " وعقد ساعديه أمام صـ ـدره هتف ببرود ومازال ينظر لها بشك : 


ـ بصي يا بتاعة أنتِ ، أنتِ عارفة اني مبحبش الكدب ، و اكيد سمعتي عني كتير جداً في البلد ، في ها يا حلوة تحبي تختاري الهدوء ولا العنف ، في الحالتين هتقولي الحقيقة برضو ، في احسن ليكي تختاري الهدوء ، أنا شايف انك جميلة وطبعا مش عايزه وشك يتشوه ، في نختار الهدوء غير العنف ، وأنتِ هتبقي شاطره و تسمعي الكلام وتوفري وقتي  ، ها .



بكت بقوة كأنها لم تبكي من قبل ، بكت من الخوف الذي تشعر به في أنحاء جـ ـسدها ، تقسم أن قلبها يتوقف من الخوف الذي تشعر به الآن ، فهي ماذا تقول له ، فهذه الحقيقة .


نظر لها بملل واغمض عينه ببرود ، فهو أدرك الأن أن ليلته طويلة مع هذه الفتاة ، نظر إلى " مالك " الذي ينظر إلى الفتاة بعدم تصديق فهو حد الأن " بيجاد " لم يفعل شئ لما تبكي إذن ؟؟ .


نظر إلي " مالك " الذي ينظر له ، نظر له نظرة فهمها جيداً وتركهم بعد دقيقة وجاء مرة أخرى ومعها كأس ماء اتجه لها وهو يعطيه لها باهتمام ، اخذت الكاس وشربت منه حتى تهدأ وبعد قليلاً هدأت ، نظر " بيجاد " إليها وهو يهتف ببرود : 


ـ سمعيني الحقيقة يلا .


ارتعشت بخوف من هذه الشخصية ، في شخصية " بيجاد " دموية يعشق القتل لمن يتجرأ على ممتلكاته أو يبعث معه ، لذلك عليها أن تقول له كل شئ : 


ـ بص يا بيجاد بيه ، أنا أعرف تمارا من سبع سنين كانت صحبتي وكده ، المهم جتلي في يوم كانت بتعيط جامد ولما قعدت جنبها عرفت انها حامل ، في الاول عيطت جامد وكانت رافضه الحمل ، بس تاني يوم حبيت الجنين جدا ، ولما سالتها بصيت عليا شويه وقالتلى انه منك ، شهور فضلت قاعده معايا وانا فضلت مخليه بالي منها ولما خلفت جابت إيلا ، فضلت معها شهور وانا فضلت قاعده معها ، لحد ما رجعت لشغلها بتيجي لفين وفين عشان تتطمن علي إيلا ، إيلا كانت كل حاجه لـ " تمارا " وليا برضوا ، عدت سنين وبتشوفها مرة وبعد كده تمشي ، لحد ما إيلا كملت ست سنين ، جتلي في عيد ميلادها وكانت خايفه وادتني ورقة ، وقالتلي خدي البنت وديها عند بيجاد ، طبعا أنا مفهمتش بس سمعت كلامها عشان خاطر كانت متوترة جدا ، اخر مره لما جات قعدت بتلات ايام جنب إيلا ، مع انها بتقعد معها ساعه او ساعتين وتمشي تاني .


بينما أكملت بدموع تغرق لؤلؤه عينيها : 


ـ لحد ما في يوم قطعت كل اخبارها وكل ما اتصل بيها بديني مغلق ، خوفت عليها ، جاية بفتح الاخبار لاقتها ماتت ، أنا اتوترت اني اجيلك بس الفلوس مبقتش تكفي ، و إيلا محتاجه أنها تروح المدرسة ومحتاجه حاجات كتيره عشان كده اتشجعت اني  اجيلك .



ختمت جملتها وخرجت ورقة من حقيبتها الصغيرة وضعته أمامه ، هتفت بصدق يلمع عينيها : 


ـ دي الورقة اللي ادتهالي تمارا قبل ما تموت ، وقالتلي ادهالك .


نظر لها نظره لم تفهمها جيداً ، اقترب منها وأمسك الورقة وقرأها بعينيه وقلبه يخفق بجنون .


" ازيك يا بيجاد عامل ايه ، اتمني تكون بخير ، لما تقرأ الرسالة دي يبقي يعتبر أنا مش عايشه اصلا ، والأمانة وصلتلك ، دي بنتي يا بيجاد ، انت عارف اني ليا أعداء كتير يؤذيني ويذوا بنتي ، خليها معاك يا بيجاد ، في حمايتك ، أنا عارفه واثقه لو إيلا هتبقى معاك إيلا هتبقي كويسه ومحدش يقدر يجي جنبها ، دي وصيتي قبل ما اموت ارجوك يا بيجاد نفذها …" 


نظر إلي الفتاة التي ترتعش كليا من الخوف ونظر الي " مالك " الذي ينظر له بهدوء ، أعطه له الورقة وهو يهتف بهدوء : 


ـ اتاكد أن ده خط تمارا ولا لا ، وعايز الجواب النهارده يا مالك ، أما البنت دي ، احبسها فوق واقف حرسين يقفوا قدام الباب عشان متهربش .


ختم حديثه ونفذ " مالك " علي الفور أخذ الورقة وأخذ تلك الفتاة واتجه بها الى الأعلى واتصل بالحرسين حتى يذهبوا إليه وينفذون حديثه و يراقبونها ، ادخلها الى الغرفة وأوصد الباب جيدا حتي لا تهرب وقفوا الحرسين أمام الغرفة ، اتجه إلي الأسفل وهو يغادر حتى يتأكد أن هذا خط " تمارا علام " أما لا ؟ .



أما في الداخل مكتب بداخلها حرب لم تنتهي اسئله تدور ذهنه ، والأهم لما اختارت " تمارا " هو حتى يحمي ابنتها ؟ ، فهو حد الأن لا يصدق أن " تمارا " لديها فتاة ولم تقول لها ، فهو كان أعز أصدقائها وأقرب إلى قلبها ، لم لا تقول لها شيئا عن الأمر ، أما هذه مؤامرة من أحدهم حتى يخرب علاقته بـ " سلا " فهو لا يعرف أبدا بما يفكر وما يجب عليه فعله .



فهو لا يهمه الامر كثيراً ، يهمه فقط بزوجته وحب حياته " سلا " ، فهو يعرف جيداً أنها لم تحبه لكنه يعشقها بجنون ويريد أن يستمر زواجهم ، وهذا الذي يسعي عليه ، أن يستمر زواجهم ، في روحه تنمو وتعيش كل يوم كل ما ينظر لها ، اه من عينيها الذي يغرق فيه كالعاشق الولهان الذي يتمنى نظره لها  ، فهو يشعر بمرحله المراهقة معها هي ، فهو " بيجاد الجمالي " الذين يتمنون النساء نظره منه وقع بعشقها هي ، احتلت عرش قلبه وفؤده ، حركت مشاعر بداخله مكبوتة لم يستطيع احد فتحها أو الاقتراب منها ، بني حصون أمام قلبه واخذ عهد علي نفسه أن لا يحب ابدا ، وان الحُب لم يطرق بابه ابدا مهما حدث ، ولكن هي ماذا فعلت ، أزالت تلك الحصون التي بناها وحاربت جيوش قلبه حتى تحتل على قلبه بل هي قطعت الوعد أيضا ، يا لها من فاتنة بعينيها الذي تسحره دائما ، فهي لم تحارب قلبه فقط .



بلا حاربت عقله الذي لم يفكر بأي شئ  ، جعلت عقله يتذكرها هي ، هي فقط ، لا شئ آخر ، فهو إذا يحارب العالم بأكمله حتى  تبقى بجانبه لم يتردد أبدا ، فهو وقع بذلك اللعنة ، لعنة عشقه . 



افاق علي دقات على الباب ، في آفاق من دوامته ورد عليه بهيبته مثل ما كان منذ قليل فهو لا يريد أن أحد يراه بهذا الضعف غيرها هي ، هي الذي ملكت قلبه وروحه ، دخل " مازن " بلهفة وهو يهتف بسعاده تغمر قلب " بيجاد " : 


ـ سلا فاقت يا بيجاد .


هاب واقفاً فجأة وركض تجاهه الغرفة التي توجد به " سلا " ، وبعد أقل من الثانيه دخل الى الغرفة وجدها تجلس على الفراش نصف جلسة وبجانبها والدتها التي تملس على شعرها صعودا ونزولا ، تطمئن أنها بخير وأن ابنتها بجانبها ليس إلا ، حواليها اصدقائها " ملك " و " فريدة " وتلك الشمطاء التي لم تغادر حد الأن وما غيرها إلا " ياسمين " تقف بجانب بعيدا عن الجميع تتبع ما يحدث ، دخل بلهفه وهو يجلس بجانبها ويمسك يـ ـدها بقلق وهو يهتف بخوف : 


ـ أنتِ كويسه يا سلا ؟ .


نظرت " سلا " له والي يـ ـده التي تعانـ ـق يـ ـدها أبعدت يـ ـدها عن راحة يـ ـده بعنف مما الجميع لاحظ ذلك وأولهم " ياسمين " التي ضحكت بخبث واضح وتتبع غضب  " سلا " الواضح على وجهها ، والدتها لاحظت ذلك لذلك قالت بنبرته اللينة :


ـ يلا يا جماعه نسيب سلا وجوزها مع بعض ونمشي احنا بقي .


غادروا الجميع مُكفرين الوجهه من الحزن الواضح علي ملامحهم فهما يريدون أن " بيجاد " و " سلا " يعيشون بسلام دائم بعيد عن الحروب ، ولكن اليوم جاءت حرب لم يستطيعوا أبدا الوقوف لهزيمة تلك الحرب  ،  يدعون من ربهم أن علاقه " بيجاد " و " سلا " لا تتأثر ابدا بهذا الأمر .


غادروا الجميع من الغرفة وظل هو وهي ، كانت هي تنظر إلي اتجاه معين بعيدا عن عينه ، أما هو كان يتألم من تجاهله له ، إذا  تعرف كم يحبها ويعشقها حد الجنون لم تفعل ذلك به وتتجاهله بتلك الطريقة .


ـ سلا ، البنت اللي تحت دي مش بنتي صدقيني .


نظرت له بغضب وهو تهتف بحيرة : 


ـ بيجاد ، اي كان اللي حصل تحت ماليش دعوه بيه ، أنا هسالك سؤال ، سؤال واحد يا بيجاد. 


نظر لها باهتمام حتي يشجعها تكمل حديثها لذلك تحدثت بتساؤل : 


ـ البنت دي بنتك ولا لا .


هتف بثقة أدركتها هي جيداً : 


ـ مش بنتي ، تمارا اختي زي فريدة .


هتفت هي بحيره ولكن بداخلها غضب يحترق إلى أشلاء صغيرة لا يعرفها عن الحرب الذي تحدث بداخلها :


ـ بص لو كانت فعلا بنتك أنا مش هزعل أنها بنتك لأن ده ماضي وانا مكنتش معاك فيه ، أنا اللي مضايقني بس اني لما سألتك في علاقة بينك انت وتمارا ، أنكرت وقلت انها زي فريدة اختك ، لو هي بنتك صارحني ، متخبيش وتكدب ، لو كدبت عليا يا بيجاد ساعتها هضايق بجد .


عانـ ـق راحة يـ ـدها مره ثانيه وهو ينظر بداخل عينيها : 


ـ صدقيني تمارا زي اختي فريدة ، أنا مقربتش منها ، هي اه كانت بتحبني بس انا كنت مبحبهاش صدقيني ، أنتِ اول حُب في حياتي ، اول واحده تدخل قلبي ، انا استحاله أقرب من واحدة بعتبرها اختي يا سلا .


هتفت بضعف وعينيه يمتلئون غيمه دموع في لؤلؤتها : 


ـ طب تقدر تفسرلي ايه اللي حصل تحت ده ، وطالما البنت دي مش بنتك ليه البنت دي بتكدب وبتقول أنها بنتك .


نظر لها بتوهان وهو لا يدري بما يجيبها ، فهو لا يعرف لما حدث ذلك بالأساس فهو مازال يحقق بالأمر ولا يعرف الحقيقة أبداً ، كل الذي يفكر به استنتاجات ليس أكثر : 


ـ مش عارف يا سلا ، لسه موصلتش لحاجه ولما اوصل هقولك .


هزت رأسها وصمتت ولم تتحدث معه مرة أخري ، في هناك تساؤلات برأسها وتريد الإجابة فقط على تلك الأسئلة ، من يستطيع أن يجيبها هو " بيجاد " ولكن تظن أنه لا يفهم مثلها شئ وهناك عديد من تساؤلات في رأسه أيضا ، ما هذه العاصفة التي احتلت علي حياتها ياالله . 


في بالتأكيد يوجد شيء مخفي عنها وتريد أن تعرفه ، أغمضت عينيها بقوة ، تحاول أن تريح من الأفكار الذي تدور بداخل عقلها مُسبب لها الالم ليس إلا ، ولكن عقلها تذكر شئ ما ، وهى صورة والدها مع " تمارا " وهي تقبله أيعقل أن تكون إبنه أبيها وليست " بيجاد " ؟ ، هناك العديد من التساؤل في رأسها وأهمها تلك الصورة اللعينة التي لا تغادر عقلها ، يجب عليها أن تواجهه والدها بهدوء ، فهي لا تريد أن يعرف " بيجاد " والدتها بالأمر وحتي شقيقها ، تريد أن تتحدث معه بعيداً عن هذه الأجواء المشحونة بالتوتر ، تريد أن والدها يتحدث بالحقيقة فقط ليس إلا ، فما زال ذلك الحقيقة تبتعد عنها أكثر و أكثر ، تريد أن تبقي هادئة حتي تواجهه الأمر بهدوء حتى والدها يقص لها بالحقيقة .


نظرت إلي " بيجاد " الذي ينظر بشرود يفكر هو الأخر ، فهي لا يهمها ابدا أنه كانت أبنته أما لا ، " بيجاد " ارتكب هذه الخطأ في الماضي وهي لم تكن معه حينها ، هي فقط يهمها أن " بيجاد " يكذب عليها أما لا ، فهي حد الأن تصدقه رغم كل شئ وتعطي له الثقه كاملة ، ولكن يا عزيزي أنا الذي اكشف الحقيقة كاملة ، فهي سوف تعمل أي شئ حتي تكشف ذلك الأسرار اللعينة التي تقلب حياتها رأسا علي عقباً .


قطعت دوامة أفكارها رنين هاتف " بيجاد " ، نظر إلي المتصل وجده " مالك " مما قام واقفاً وهو يفتح الاتصال ويهتف بنبرة جدية : 


ـ عملت ايه .


قاد " مالك " السيارة وهو يهتف بتوتر مُريب جعل قلب " بيجاد " يدق علي الفور : 


ـ لما اجي هقولك يا بيجاد ، أنا معايا أكتر من دليل عشان تصدق ومعايا خبير الخطوط وهو هيكلمك بنفسه .


هتف بعصبية هذه المره جعلت جـ ـسد " سلا " يرتعش من قوة نبرته : 


ـ يعني ايه يا مالك ، مش فاهم ، ما تفهمني  .


اغمض مقلتيه وهو يهتف بنبرة صادقة : 


ـ يعني الخط اللي في الورقه هو خط تمارا علام يا بيجاد ، وكمان روحت لخبير الخطوط وجبته معايا قالي استحاله أن يكون في خط متزور كده ، المشكله أني روحت بيت تمارا وجبتلك الورق اللي كتبت منه والقلم كمان اللي ادتهولها هدية في عيد ميلادها ، ممكن يكون الخط متزور ، لكن الورق ده ، صنعته تمارا بنفسها وكتبت عليه بنفسها وكمان نفس القلم اللي جبته من الصين اللي اول مره يتصنع يا بيجاد ، أنا جيالك عشان تشوف الحاجات دي بنفسك .


ختم جملته ونظر الي الهاتف بلهفه وجد " بيجاد " قد أغلق بوجهه ، زفر تنهيدة قوية ، فهي لا يريد أن يجعل " بيجاد " غاضب ، فهو إذا أصبح غاضب سوف يحرق المدينة بأكملها حتي يبحث عن تلك الحقيقة ، لعن كل شئ في سره حتي يغضب صديق عمره هكذا ، وزاد في سرعة سيارته حتي يحاول أن يهدأ من روعة غضبه .



نظر " بيجاد " بشرود ، فهي إبنة تمارا ولكن لم تمارا لم تخبرها بالأمر وأنها تحمل طفل بين احشائها ، فهو مازال لا يصدق أن تمارا لديه إبنة ؟؟ ، يجب أن يري تلك الفتاة حتي يتأكد أنها أبنتها أما لا . 


خرج من الغرفة بأكملها تحت أنظار " سلا " الذي كانت مملتئة بالحيرة وتتسأل ، ما الذي جعله غاضب كل هذا الحد ؟ .



خرج من الغرفة وهو يتجهه الي غرفة الفتاة الصغيرة التي تدعي " إيلا " التي من المفترض أنها إبنة تمارا ، دخل الي الغرفة وجدها نائمة كالملاك بين احـ ـضان والد " سلا " مما جعل يفور أكثر من الغضب ، وهو يهتف بعصبيه ويقترب من والد " سلا " : 


ـ أنت كنت عارف أن تمارا حامل ؟ ، ومقولتليش ؟؟ .


بينما أكمل بعصبيه أكثر جعلت الفتاة تتقلب في نومتها : 


ـ لا وكمان أن البنت دي بنتها ؟؟ .


نظر له بحيرة وحمل الفتاة وضعها علي الفراش ويدثرها نحو الغطاء الثقيل حتي لا تشعر بالبرد ، في اليوم الطقس بارد جداً ابتدء من دخول فصل الشتاء ، وبعد ما انتهي ، امـ ـسك يـ ـد " بيجاد " وأخرجه من الغرفة و اداخله الي غرفة بعيدة نسبيا عن غرفة الفتاة حتي لا تستيقظ وتشعر بالذعر وبعد ما ادخله ، اوصد الباب خلفه وهو ينظر بعصبية نحو " بيجاد " : 


ـ وانا اعرف منين أن تمارا حامل ، انت بتعمل عملتك وبعد كده تقول مش انا .


زمجر " بيجاد " بعصبية وقسوة وصوته أصبح عليا نسبيا بدون أن يشعر : 


ـ لا بقولك أنا معملمتش حاجه وانت عارف كده كويس ، لو الناس اللي تحت صدقت اني ممكن اعمل كده حتي لو سلا ، مراتي  صدقت انت المفروض متصدقش لان بعمل اي خطوه المفروض بقولهالك ، ولما تمارا كانت بتقابلني كنت بقولك أنا رايح اقابلها في مكان كذا وابعتلك اللوكيشن ، بس الظاهر كده أنك كنت عارف أن تمارا حامل وعارف البنت ، والدليل أن البنت مرتحتش لحد من ساعة ما جت وارتحت ليك انت ، ده ليه بقي ، عشان هي عارفك .


هتف بعصبية هو الآخر وعينيه يخرجون قسوة : 


ـ خلصت ؟ ، خلصت كلامك ، أنا مكنتش اعرف البنت دي ، ولحد دلوقتي مش مصدق أن تمارا تعمل كده ، كل الحكاية أن البنت جريت عليا ونامت في حضني اقولها ايه ، امشي عشان بيجاد ميشكش فيا ، صدقت أو مصدقتش ، أنا تمارا معرفش أنها حامل منك او من غيرك ولو كنت اعرف مكنش كل ده حصل من البداية ، أنا البنت اول مره اشوفها النهارده زي زيك ، واول مره اتصدم أن تمارا عندها بنت ومقالتليش عليها .


زمجر " بيجاد " بقسوة اكبر وعصبية أكثر جعلت عروق عنـ ـقه يبروزا : 


ـ اسمع بقي أنا جوازي بيدمر وكل حاجه بتدمر حواليا وكل ده بسبب تمارا ، لو هي مش بنت تمارا هثبت ده وقدامك ، لكن لو هي بنت تمارا يا حمايا العزيزي في صدقني أنا عمري ما هسامح " تمارا " علي اللي عملته ده ، ولو عرفت أنك كنت عارف حاجه عن الموضوع ده في صدقني أنا كمان مش هسامحك طول عمري .


نظر والد " سلا " بهدوء ما عكس العاصفة وهو يهتف بعصبية : 


ـ وانت صدقني لو عرفت أنك عملت العاملة السوده دي أنا اللي مش هسامحك ابدا في حياتي .


ختم جملته وغادر " بيجاد " من الغرفة وترك والد سلا يهتف بحزن دافين : 


ـ ليه يا تمارا تعملي كده ، ليه بس .


ابتسمت " ياسمين " بشر فهي كانت تريد أن تتحدث مع " بيجاد " عن أمور العمل ولكن سمعت حديثهم بأكمله ، نظرت إلي مكان الذي خارج منه " بيجاد " وهتفت بشر : 


ـ صدقيني يا بيجاد دي البداية ، لسه في أسرار تانيه انت متعرفهاش ، كنت زعلان علي موت " تمارا " وكنت بتعبرها صحبتك واختك بس هتكتشف أنها متستاهلش ولا اي حد يستاهل حبك غيري ، ولا حتي سلا ، والايام هتثبتلك ، لسه في أسرار أنت معرفتهاش ، بس انت هتعرفها الايام الجاية .


ابتسمت بشر وهي تتأمل بحُب مكان مغادرة " بيجاد " 




❈-❈-❈


كانت تقف نحو الحديقة تشـ ـتم عبير الورد التي كانت موجودة حولها ، فهي بالداخل تشعر بالاختناق الشديد ولا تعرف التنفس ابدأ ، وضعت يـ ـدها نحو بطنها وهي تتأمل بشرود ، فهي لا تريد أذاه طفلها ابدا ولكن مُجبره ، فهي لا تريد أي شئ من مالك ، تريد أن تعيش حياة سعيدة مع " ياسر " ليس " مالك " ابدا ، تعترف أن " مالك " يحبها بجنون ، ولكن لا تحبه أبداً ، " مالك " ليس بشخصية سيئة لتلك الدرجه حتي تكره بلا تحترمه ، تحترمه كثيراً فهو شخص صاحب القلب الابيض ، ويحترمها دائما ، ويتحملها بأسوء تصرفاتها وبصمت ، دائما تزعجه بطريقتها ولكن دائما يسامحها ولا يتشاجر معها ابدا دائما يخاف عليها أكثر من نفسه ، فهي تقسم إذا قابلت " مالك " اولا تصبح مُتيمه به عشق حد الهلاك ولكن ماذا عساها أن تفعل بقلبها ، فهي لا تريد أن تكسر " مالك " ولا تريد أن يكرهها لذلك عليها تفكر جيداً أن تبتعد عن " مالك " بدون كسره ولكن كيف ؟؟ .


أفاقت من دوامة أفكارها على صوت خطوات وصاحبها هو " مالك " جعلت قلبها يدق بجنون ولا تعرف السبب وكان يوجد شخص معه ولكن من هو ، ظلت تنظر إلي " مالك " بهدوء وحين وقعت عين " مالك " عليها ، ابتسمت بقوة أما هو تجاهلها كأنه لم يراها ، مما هذا ازعجها فـ  " مالك " طول حياته لم يتجاهلها ابدا لما الآن يتجاهلها ؟؟ ، وينظر لها ببرود ماذا فعلت هي ؟ ، فهو تجاهلها عمداً وهو معاها شخص غريب أما ماذا ؟ .


دخلت خلفه وكما ازعجها تجاهله ذلك ، تريد أن تفهم ما به ، ماذا فعلت شئ يزعجه ويتجاهلها هكذا؟ .


انتظرت حتي دخل الشخص المكتب وكاد أن يدخل خلفه ولكن توقف حين " فريدة " أمسكت معصميه كاد أن يتحدث ولكن هتفت هي بحيرة : 


ـ فيك ايه يا مالك ، انت كويس ؟ .


نظر إلي يـ ـدها التي تمسك يـ ـده و نظر لها ببرود : 


ـ فريدة سيبي إيدي لو سمحتي عشان ادخل اشوف بيجاد .


هتفت برفض غاضب وهي لا تفهم ما سر برودة هذا : 


ـ أنا عايزه افهم مالك ، ومش هتمشي غير لما تقولي مالك .


ـ فريــــــده 


قالها " بيجاد " بغضب وهو ينظر إلي " فريدة "بحدة جعلت جـ ـسدها يرتعش لا إرادي ، اقترب منها وهو ينظر لها بحدة وينظر إلى يـ ـدها التي تمسك يـ ـد " مالك " هتف بفحيح اعمي لاول مره بحياتها تري " بيجاد " يتحدث معها بتلك الطريقة : 


ـ سيبي ايـ ـد مالك .


كادت أن تتحدث حتى تفهم ما به هو الأخر ولكن توقفت حين زمجر بغضب جعلتها تترك يـ ـد " مالك " بخوف وهي تهتف بذعر : 


ـ في ايه يا بيجاد ، ده جوزي .


ـ جـــــــوزك ؟؟؟ .


هتف بصدمة وهو يقترب منها وهو يهتف بغضب أعمى : 


ـ دلوقتي افتكرتي أن مــالك جـــوزك ؟؟ .


كاد أن يكمل حديثه بعصبيه ولكن توقف حين " مالك " امسك يـ ـده وهو يهز رأسه برفض تام مما نظر إلي " مالك " بأسف وهو يغادر من أمامهم ، غادر هو الآخر خلفه ، أما " فريدة " فهي لا تفهم شئ لما " بيجاد " يعاملها بهذه الطريقة ، فهو لاول مره يعاملها هكذا ، تظن أنه يوجد شئ بالتأكيد ، فهي تعرف ما يمر به " بيجاد " وأنه غاضب ومُشتت ولكن تظن أنه غاضب منها هي الأخري ولكن كيف ؟؟ ، وهي لم تفعل شيئا 


❈-❈-❈


كانت تجلس في الغرفة مع والدتها ، كانت والدتها تضحكها وتعمل جهداً حتى تسعد إبنتها ولكن في كل مرة تفشل ، حتى زفرت بتنهيدة قوية وهي تهتف بحنان  : 


ـ أنا عارفه انتِ بتفكري في ايه ، وعارفه كمان أنه مش سهل عليكي بس فكري و حلي المشكلة دي .


هتفت بهدوء عكس العاصفة التي بداخلها ومازالت الأفكار تعصف بداخل رأسها : 


ـ ده ازاي ، ازاي المشكله دي تتحل ، المشكله مينفعش تتحل يا ماما ، لان لو البنت دي طلعت بيجاد يا ماما أنا مش هسامح بيجاد لانه كدب عليا ، كدب يا ماما ، أنا ميهمنيش أنه بنته أو لا ، عشان ده ماضي مينفعش ازعل ، لكن هزعل في حاجه واحده بس هو أنه كدب عليا يا ماما ، كدب عليا .


ختمت جملتها وغيمة من الدموع تملأ وجنتيها وكانوا علي وشك السقوط ولكن توقفت حين هتفت والدتها بحنان : 


ـ يا حبيبتي ولله بيجاد بيحبك ، أنتِ متعرفيش كان عامل ازاي لما أغمي عليكي ، انا معاكي انك هتتضايقي بس لو بتحبي بيجاد يا بنتى هتسامحيه ، مطلعتش بنته احسن برضوا وفي داهية ، لكن لو طلعت بنته ، لازم تسامحيه يا حبيبتي ، مش يمكن هو عمل كده عشان بيحبك وميقدرش يعيش من غيرك ، ازاي في راجـ ـل في الدنيا يقولك أنا عندي بنتي ودي بنتي ، هو بيحبك أنتِ اكتر من اي حاجه صدقيني ، لو طلعت بنته هتحلي الموضوع أنا واثقة .


بكت وهي تهتف ببكاء يمزق القلب جعلت قلب والدتها يتألم عند رؤيتها وهي تهتف بحزن : 


ـ احل ايه ، لو طلعت بنته يبقي بيجاد بيكدب عليا ، وانا مش هنسى ابدا ، كل ما ابص في وش البنت افتكر انه كدب .


هتفت والدتها بحزن هي الأخري علي ابنتها : 


ـ لو البنت مشيت هتقدري تسامحيه ، وهتنسي كمان ، البنت طالما مش موجوده قدامك هتنسي أن بيجاد كدب .


هتفت هي بهدوء وقد توقفت من البكاء عند جملتها تلك : 


ـ ازاى يمشي بنته ؟؟؟ .


هتفت هي بخبث تلك المره وهي تهتف بتصميم : 


ـ توديها دار أيتام طبعا ، والبنت اهو تتربي وتأكل وتشرب احسن ما تترمي في الشارع ، او تخلي المربيه بتعتها تربيها بعيده عنك وبيجاد يدفعلها كل شهر ، ولو صممتي اكيد بيجاد هيعملك اللي أنتِ عايزه ، بيجاد بيحبك واكيد هيعملك اللي أنت عايزه بس انتي خدي الخطوه دي .



هتفت برفض وهي ترفض هذه الفكرة بتاتا ولا تريد ان تتقبلها ابدا  ،  فـ إذا " بيجاد " والد هذه الطفلة فهي بهذة الطريقة تبعد بين أب وإبنته  ،  وإذا لم يكن " بيجاد " والداها سوف تعيش في هذا المنزل فهي لا تريد هذه الطفلة أن تتأذى ابداً لا تريد أن تظلم تلك الطفلة الصغيرة ابدا  . 


نظرت الى والدتها برفض تام وهي تهتف بحيرة من حديث والدتها  : 


ـ انتِ عايزني ابعد الطفلة اللي ملهاش ذنب  ،  طب والطفلة ذنبها ايه يا ماما  ،  حتى لو بيجاد مش ابوها  ،  حرام اطلعها برا يا ماما دي طفلة  ،  طفلة ملهاش ذنب في اي حاجه  ،  ولو بيجاد طلع ابوها  . 


بلعت بما جوفها بخوف من هذه الفكره وقلبها يدق بجنون من تخيل هذه الفكرة بينما أكملت بثبات كاذب  :  


ـ  يبقي مستحيل ابعد أب وبنته  ،  انا معنديش الحق اني ابعد بنت عن ابوها  .  


بينما اكملت وهي تمسك يـ ـد والدتها وهي تهتف بتعب : 


ـ ارجوكي يا ماما  ،  ارجوكي انا مش ناقصه ضغط كمان  ،  انا بدعي من ربنا أن بيجاد ميبقاش ابوها  . 



نعم فهي تُتدعي من ربها أن لا يكون " بيجاد " والدها  ،  تريد هي تنجب اول طفل لـ " بيجاد " 

،  تريد أن يصبح أب لأول مرة لأولادها هي  ،  تريد أن ترى السعادة التي لأول مرة حين يدرك أنه يصبح أب منها ومن اولادها تريد ذلك الشعور وتريد أن ترى  ،  فهي أنانية  ،  نعم انانيه به  ،  لا تريد أي احد يشاركه به  ،  فهو ملك لها  ،  وهي التي تريد أن تعطي له هذا الشعور بأن يصبح أب هي تريد ذلك  ،  فكرة أن احد اخذه منها وأعطي له هذا الشعور بان يكون أب وليس هي  ،  تشعر بنيران التي تشتعل بداخلها  ،  فهي كانت تحاول أن تعرف حقيقة " تمارا " وكيف قتلت  ،  تقسم أنها إذا مازالت على قيد الحياة التي تدعى الفتاة التي تلقب " تمارا "،  فكانت تموت على يـ ـدها  هي ، هي التي تريد أن تبدأ حياة مع زوجـ ـها  ،  حياة خالية من المشاكل والضغوطات التي تؤثر على زواجـ ـهم  ،  فهي تريد أن تعيش حياة أمانه  ،  تريد أن تشعر بالسعادة في احـ ـضان زوجـ ـها  ،  تريد أن تشعر هذا الشعور لاول مره بحياتها  ،  ولكن ماذا عساها أن تفعل  ؟  ،  فهذا قدرها وعليها أن تتحمل كل شئ  ،  لعل يحدث شئ جميلاً  . 



❈-❈-❈


ـ يعني ايه الكلام ده يا احمد  ؟  . 


قالها   "  بيجاد " بغضب وهو ينظر الى الشخص الذي يدعي " أحمد " الذي كان خبير الخطوط ويعرف أن هذا الخط زائف اما لا  ،  هتف ذلك الراجـ ـل وهو يهتف بهدوء  :  



ـ اهدا يا بيجاد بيه  ،  كل الادلة بتوضح أن الجواب اللي كتبه " تمارا علام " هو خطها نفسه  ،  انا بقالي عشر سنين بشتغل في مهنتي واثق مليون في المية أن ده خط الآنسة تمارا علام  ،  وفيك تتأكد من كذا حد و هيقولك نفس كلامي  . 


صمت  ،  صمت عم المكان  ،  لا يعرف بما يقول او ماذا يقول  ،  أو ما الذي عساي أن يفعل  ،  فهو يشعر أنه في متاهة كبيرة  صعب الخروج منها  ،  فهو حد الأن لا يفهم اي شئ  ،  يفهم شئ واحد فقط  ،  ان " تمارا " صديقته كذبت عليه  ،  نعم كذبت واخفت هذا عنه  ،  فهي لا تقال له ابدا انها لديها فتاة تدعي " إيلا "  ،  فهو كان قريب من قلبها ولا يخفي عنها شئ ولكنها أخفت عنه هذا الخبر  ،  فهو إذا كان يعرف هذا الخبر في وقتها لم يحدث كل ذلك  ،  بلا يحل الأمر بغاية الهدوء  ،  وكان يفهم منها كل شئ وما الذي جعلها تفعل ذلك وإبنة من هذه الفتاة  ؟  ،  كان يعرف منها كل شئ ولكن الآن لم يفهم شي ابدا  ، فهي قالت له في هذا الظرف اللعين أن يعتني بإبنتها جيدا  ،  لم تقول له كل الحقيقة كاملة  ،  اللعنة  ،  اللعنة علي كل شئ يصبح حواليه خطأ  ،  يريد أن يفهم شئ واحد فقط  ،  لما " تمارا " اخفت عنه الأمر ولم تخبره  ،  ولما الأن تقول له أن يعتني بإبنتها وتخبره الأن  ؟؟  ،  في شئ غير صحيح يحدث ولكن لا يعرفه ولكن سوف يعرفه ويعرف الحقيقة باكملها  . 



افاق من دوامة أفكاره صوت " مالك  " وينظر إلى المكتب ولا يرى " أحمد " يظن أنه غادر وتركه مع " مالك "  :  


ـ فاكر معايا يا بيجاد متفكرش لوحدك  . 


هتف "  بيجاد  " بنبرته المتعبة بسبب ذلك الصراع الذي يشعر به  :  


ـ انا عايزه افهم هي ليه خبت عني  ،  وليه قالتلي دلوقتي  ؟  ،  اشمعنا اخترت انها تقولي دلوقتي  ،  وبنت مين دي؟  . 


اقترب منه " مالك " وهو يفكر هو الآخر ويهتف بتفكير  :  


ـ هي كانت عارفه تقريبا انها هتموت عشان كده قالت للمربية انها لو غابت عنها  ،  تروحي لـ " بيجاد  " وتدي البنت لي  ،  عقبال ما البنت سألت عنك وعرفت عنوانك  ،  جات في الوقت ده بعد ما عرفت توصلك  . 


زمجر بغضب ونبرة صوته ارتفعت نسبيا  :  


ـ وليه خبت عني حاجه زي كده  ،  و ليه مقالتليش الحقيقة كاملة في الجواب بتاعها  ،  وبنت مين البت دي اصلا ومين ابوها  ؟؟  . 


صمت هو الآخر وهو يفكر بهدوء على اسئلته تلك وبعد ثواني هتف " مالك " بشك  :  


ـ انت فاكر ليلة الفندق اللي قضتها مع تمارا؟؟  . 


نبض قلب " بيجاد " وهو يتذكر تلك الليلة وهو يهز رأسه  ،  في نظر " مالك " له بشك  :  


ـ أنت متأكد أنك ملمستش تمارا يومها ؟؟  . 


نظر " بيجاد " بهدوء وعينيه تحكي الكثير من الخوف الذي يشعر به خوفا أن تكون هذه الفتاة تكون إبنته  :  


ـ احنا روحنا الفندق يومها عشان كنا بنصور وبنعمل اعلان وتأخرنا جامد و اضطرينا نروح الفندق  ،  ملقناش غير اوضة في خدنها انا وتمارا  وبعد كده كل واحد غير هدومه في الحمام واتعشينا  وشربنا العصير ومش فاكر اي حاجه بعدها تاني  ،  مش فاكر  ،  صحيت الصبح لاقتها نايمه جنبي في السرير و… 



قطع حديثه صوت أفكاره وهو يتذكر جيداً ذلك اليوم 



فهو بعد ما شرب مشروبه المفضل لم يتذكر أي شئ  ، استيقظ  " بيجاد  "  من نومه وهو لا يعرف متى نام او كيف نام على الفراش كل ما يتذكره أنه اكل مع " تمارا " وشرب ذلك الشارب  ،  نظر  " بيجاد " الى صوت باب المرحاض الذي فتح وخرجت منه " تمارا " شاحبة وكأنه مُتعبة  ،  وكاد سوف يتحرك ناحيتها وجد انه عاري الصـ ـدر وقميصه في الأرض  ،  نظر الي  " تمارا  " وهو يهتف بهدوء وراسه تؤلمه بقوة  :  


ـ هو ايه اللي حصل امبارح يا تمارا؟؟  . 


نظرت له ثواني ولم تجيب طالت النظر نحو وجهه وبعد دقائق أجابت بخفوت وبنبرة متعبة  :  


ـ مفيش حاجه حصلت  ،  انت تقريبا شربت  ، في قلـ ـعت قميصك ونمت  ،  مفيش حاجه حصلت  . 


بينما أكملت بتساؤل وهي تنظر في عينيه  :  


ـ بيجاد انت عمرك حبيت؟؟  . 


اجابها بأختصار وهو يقف يرتدي قميصه ولا ينظر لها  :  


ـ لا ولا عمري هحب لان مش بأمن بحاجه زي كده  . 


بينما أكمل وهو يدخل إلى المرحاض  :  


ـ ويلا اجهزي عشان نمشي  . 


دخل الي المرحاض واقفل الباب وتركها تبكي بهدوء ولا يعرف لما تبكي؟؟  ، وحتى لما يسألها بالأمر   . 



End Flash Back 


قص لها عما حدث بالتفصيل وعيون  " مالك " تزداد بالشك  ،  هتف هو بهدوء وعينيه يخرجون شك أدركه  " بيجاد " جيداً  :  


ـ وانت مسألتهاش في الطريق  ،  انتِ كنتي بتعيطي ليه؟؟  . 


هتف هو في بنفس هدوئة ولكن بداخله عاصفة لم يعلم بها أحد غير الله  :  


ـ  لا مسألتهاش  ،  انا كنت مستنيها تحكيلي  ،  بس مقلتليش وانا نسيت الموضوع  . 


هتف  " مالك " بشك هذه المرة ولكن حاول أن يكون هادي قدر المستطاع حتي لا يصيب " بيجاد " الغضب  :  


ـ احتمال كبير تكون لمستها وهي مرضيتش تقولك  ،  وفضلت مخبيه الموضوع عنك لان لو هي كانت قالتلك في طبيعي هترفض البنت ومش هتصدق  ،  وكمان متنساش أن تمارا اهم حاجه عندها كرامتها وكرامتها فوق أي شئ  ،  في خافت تجرح مشاعرها ومتتقبلهاش عشان كده فضلت مُصره انك متعرفش لحد دلوقتي  ،  في انت لازم تتاكد  ،  وتعرف انها بنتك ولا مش بنتك عشان ضميرك يكون مرتاح وتكون عرفت تجاوب على نص الاسئلة اللي في دماغك  . 


واقف بعصبية وهو يهتف بغضب ومازال لا يفهم اي شئ  :   


ـ قولتلك مش بنتي  وبعدان لو انا لمـ ـستها فعلا  ،  انا ليه محستش بدا  . 


هتف هو بهدوء ويحاول أن يمتص غضبه  :  


ـ لان انت يا بيجاد مش فاكر اي حاجه في ده طبيعي  ،  عشان كده انت لازم تتأكد  ،  والتأكيد واجب عشان ترتاح  . 


هتف هو بهدوء ومازال يفكر في الأمر  :  


ـ واتاكد ازاى انها مش بنتي  ،  وانا اصلا مش فاكر اي حاجه. 


هتف " مالك " بسرعة ولهفة  :  


ـ تحليل DNA  ،  التحليل ده هيثبتلك انها بنتك ولا مش بنتك  ،  لو هي مش بنتك يبقي في حقيقة ناقصة وهي ليه جبتلك البنت عندك  ،  تمارا عندها صاحبه عزيزه عليها بس منعرفهاش وعندها ابوها  ،  يبقي ليه جبتلك البنت تحميها  ؟  ،  اما بقي لو لقدر الله البنت دي طلعت بنتك يبقي اللي بنفكر فيه صح  ،  وانها خافت تقولك عشان كانت خايفه علي مشاعرها لـ تجرحها  ،  او خايفه على بنتها لـ ترفضها حتى بعد ما ماتت مقالتلكش الحقيقة كاملة خوفاً انك ترفض البنت  . 



ظل صامتا ولم يجيب عليه فهو يشعر أن الأمور تزداد تعقيداً ولا يعرف أن يحلها ابدا  ،  يشعر بمتاهه  ممتلئة بالتعقيد ولا يعرف الوصول حتى إلى الطريق الصحيح  ،  كان كل شئ علي ما يرام ولكن الان كل شي يزداد  للأسوء  ،  شعر بيـ ـد تمسك كتفه بهون  ،  نظر إلى مالك وجدها يربت على كتفه  وهو يهتف بحزن  :  


ـ انا عارف اللي انت حاسس بيه  ،  بس صدقني هو ده الحل  ،  حتى على الاقل التحليل ده هيجاوبك على نص الاسئلة اللي في دماغك. 


اغمض عينيه وهو يهتف بهدوء عكس العاصفة التي بداخله  ،  والأفكار التي تموج أكثر وأكثر كل دقيقة  ،  عكس قلبه الذي ينبض بخوف  ،  خوفاً انه ظلم صديقته معه  ،  عكس عقله التي مازال يحاول أن يتذكر تلك الليلة المشئومة التي قلبت حياته رأسا على عقبه  ،  عكس الصراع الذي يشعر بداخله خوفا ان هذا الشئ يؤثر علي زواجـ ـه  :  


ـ خليهم يعملوا التحليل DNA  ،  بس الموضوع ده محدش يعرف بيه ابدا يا مالك  ،  انا وانت وبس  ،  وخلي الدكاتره يتعاملوا بسرية  . 


غادر " مالك " حتى ينفذ حديثة وهو يهتف بنبرة هادئة  :  


ـ تمام سيب الباقي عليا  ،  وبعد اربع ساعات هبعتلك النتيجة على تليفونك  ،  هبعتلك الدكتور ياخد عينه منك  ،  وبنسبة لـ  " إيلا  " في متقلقش انا هعرف اخد عينه منها من غير ما حد يحس  . 



غادر على الفور وتركه فـ  الاجابة سوف تصله خلال بعد اربع ساعات  ،  هو ينتظر هذا التقرير بفارغ الصبر ويتمنى أن كل شئ يصبح على ما يرام مثل الماضي  .  



وبعد أربع ساعات. 


كانت بالنسبة له ليس ساعات مرت بلا سنوات  ،  فهو كان يفكر ويفكر حتي عقله صرخ به ولعنه مئة مرة من كثر التفكير  ، كانت جالساً في المكتب خلال تلك اربع ساعات  ،  وأدرك أن الجميع غادر  ، اصدقاء " سلا " والدتها والدها وشقيقها مازن  ماعدا " فريدة " التي استسلمت لنوم عميق في غرفتها  ،  فهي رفضت ان تذهب بدون " مالك "  ،  اما " مالك " ارسل الطبيب حتى يأخذ منه عينة من " بيجاد " بسريه تامه واخذ  عينه من " إيلا " بدون أن تشعر  ،  وغاب من القصر ينتظر هو الآخر التحليل في المشفى  ، اما " سلا " ذهبت الى غرفة " إيلا " وجلست بجانبها فهي شعرت براحه نحو تلك الفتاة  ، فهي إذا احد اخر بدالها يحقد علي تلك الفتاه  ولا يحبها ابدا  ،  ولكن هي شعرت براحة غريبة نحو تلك الفتاة تظن أنها تعرفه وأن يوجد صلة بينهم غريبة لا تعرفها ولكن شعرت هي بذلك  ،  ظلت تفكر بجانبها حتى استسلمت لسلطان النوم بجانبها وتعانقها بحُب  . 


اما هو ظل يمسك الهاتف  ،  استعداد حتى يقرأ ذلك التقرير  ،  فهو مر منذ اربع ساعات وعشر دقائق ينتظر ذلك التقرير  ،  ويتمنى فقط امنية واحدة  ،  أي كان يوجد بهذا التقرير  ،  يتمنى أن لا يؤثر علي زواجـ ـه ابدا  .. 


قطع دوامة أفكاره صوت اشعار الهاتف وصولا بأن رسالة التقرير قد جاءت الأن  ،  ارتجفت يـ ـده والصراع يزداد أكثر وأكثر حتى فتح تلك الرسالة وجد صوره التقرير بأسم المشفي  ،  دقيقة  ،  دقيقتين مروا  ،  وكانت الصدمة علي ملامحه وضربات قلبه تزداد بقوة وهو يهتف بغير تصديق وعينيه يصرخون من الصدمة  :  


ـ ايجابي  . 

يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية مقيدة في بحور عشقه، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية