-->

رواية جديدة قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 17

    قراءة رواية قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء




الفصل السابع عشر

من أولِ لقاءٍ بيننا شعرتُ أنكِ ستكونين بداية ربيعي الذي انتظره برياحك العطرة التي ملأت صدري أصبحتِ ملاذي بعدما كُنتِ مفري.‏


وقف الجميع يشاهدون ما يحدث فى صدمة و تعجب وبدأ الصحفيون يلتقطون صوراً لهم وهو يشعر أنه فى عالم آخر ليستيقظ بعد عدة دقائق وترك يدها ليغادر الحفله لتقف غاضبة لأنه تركها وحدها .. اقترب سليم من الصحفيين و أخبرهم بانتهاء الحفلة ليبدأوا جميعاً بالرحيل ظل مايكل وهو لا يعلم ماذا يفعل ؟؟

هو لا يريد خسارة سليم فهم أصدقاء منذ زمن بعيد نظر له سليم بحدة و استنكار ليأخذ ابنته ويغادر كانت علياء تتابع ما يحدث بتعجب لأنها طوال الشهور الماضية لم تشاهد هذه الفتاة خاصة أن نزار شخص عملي لا يفكر سوى فى العمل فقط .. وصل سليم للمنزل لتبحث ميرا عن نزار في فيلا سليم ولم تجده و أيضاً سيارته غير متواجدة صعدت علياء ب فريدة التي نامت منهم في السيارة بدلت ملابسها ووضعتها على الفراش و هبطت للأسفل وجدتهم يحاولون الاتصال ب نزار لكن هاتفه مغلق

فاطيما بقلق و هي تحاول الاتصال به :

ـ وبعدين يا بابا نزار موبايله مقفول من وقت ما خرج

سليم بتنهيدة و غيظ مما حدث فى الحفل :

ـ أهدى إنتي عارفه وقت ما يتعصب بيبعد علشان يهدي لوحده

أردفت ميرا بتوتر و قلق شديد :

ـ طيب والعمل هنستنى كده كتير واحنا مش عارفين هو فين

تحدثت فاطيما باستنكار :

ـ أنا مش فاهمه سيمي عاوزه إيه منه أتكلم معاها كتير وهي مصممه إنه يرتبط بيها

هتفت علياء بهدوء و حيرة :

ـ أكيد هيرجع يعني هيروح فين بس اللى انا مستغرباه هو مين البنت دي و ليه قالت كده و ليه نزار اتعصب أوى كده و اختفي أنا مش فاهمه حاجه

أجابتها ميرا بتنهيدة و تعب :

ـ دي واحده بتحبه ومصممه ترتبط بنزار وهو مش عايز والموضوع ده بيضايقه جدا

سليم وهو يجلس و يغمض عينيه بإرهاق :

ـ مفيش في ايدينا حاجه غير إننا نستنى يرجع

تحدثت فاطيما بحزن بسبب ما يحدث معهم :

ـ بابا أتكلم مع والدها حضرتك عارف زين كويس مش هو اللى يقبل حد يفرض عليه حاجه كفاية إنه مش قادر ينزل مصر

سليم بتأكيد لحديث فاطيما :

ـ أكيد هتكلم معاه واضح كلامي المره اللي فاتت مش جاب نتيجه معاه هو وبنته أنا هتصرف

أردفت ميرا بغيظ بسبب إفساد سيمي للحفل و أيضاً غضب نزار :

ـ أنا لو كنت استنيت دقيقة واحده كنت خليتها تندم بجد

سليم بتحذير لها :

ـ بلاش جنان ياميرا انا هتصرف المهم نطمن على نزار

تحدثت بحزن و شفقة :

ـ ياريت بسرعة كفاية بقي الضغط اللى هو عايش فيه مش هنزودها عليه

فاطيما بقلق و خوف :

ـ أنا بجد قلقانه عليه هو ليه مصمم يخوفني عليه كل مره

سليم وهو ينظر لهم بهدوء :

ـ اطمنوا اطلعوا يلا ارتاحوا

صعدت ميرا و علياء لأعلى وهي لا تعلم ماذا يحدث لها ؟؟ 

وما سبب قلقها على نزار ؟؟

وظلت تفكر في هذه الفتاة لتطرد هذه الأفكار سريعا من رأسها 

في الأسفل ظلت فاطيما و نظر سليم لها بتفهم لسبب قلقها

تحدثت بهدوء و جدية :

ـ بابا ممكن نتكلم سوا شوية

سليم وهو ينظر حوله لأنه يعلم ماذا تريد :

ـ أكيد طبعا ياحبيبتي تعالى جوه

اتجها لغرفة المكتب وجلست على الكرسي :

ـ بابا أنا بجد تعبت من كل حاجة آخرة كل ده إيه

سليم وهو يجلس جوارها ويتحدث بجدية :

ـ متقلقيش خير أنا هتصرف مع مايكل وبنته وبعدين حالة نزار كده غلط مش هينفع يفضل كده ده إسمه هروب جُبن هو عمره ما كان جبان لازم يواجه مشكلته و يقاومها علشان يقدر يعيش حياته

هبطت دموعها وتحدثت بخوف :

ـ أنا خايفه عليه من وقت اللى حصل وهو بقى واحد تاني هيفضل كده لامتى

سليم وهو يضمها كي تهدأ وتحدث بهدوء :

ـ لغاية لما يلاقي الحب الحقيقي نزار محتاج يحس بالأمان مع واحده بتحبه بجد لشخصه هو مش لحاجة تانيه واحده عايزاه هو مش عايزه منه حاجه أو مصلحه بس لازم الاول يواجه مشكلته ويعترف بيها ويحلها بينه وبين نفسه علشان يعرف يعيش ويحب

لتتحدث بوجع لأنها تعلم ما يعانيه و يمر به :

ـ هيعترف بيها إزاي وهو عايش فى الماضي و محمل نفسه مسؤولية كبيرة ومش قادر يشيلها لوحده أعتقد مهما اتكلمنا صدقني مش هنحس باللي جواه

ظل صامتاً عدة دقائق ليتحدث :

ـ بس هي هتحس وهتشيل معاه ولما يلاقي حد بيشاركه وجعه بإحساس كبير وصادق وقتها هيعترف و مشكلته هتتحل اطمنى

تحدثت وهي تشاهد الأخبار على هاتفها و يتصدرها خبر خطبة نزار و سيمي :

ـ طيب هنعمل إيه دلوقتي معاه و كمان مايكل أظن هيرفض ينفى الخبر

انتبه سليم لها وفكر بجدية :

ـ إحنا هننفيه بس هفكر فى طريقه ننفي بيه الخبر بطريقه كويسه وبالنسبه لنزار ف لما يرجع هبقي اتكلم معاه

لتتحدث بقلق من القادم :

ـ بس ممكن يحصل قلق بينك و بين مايكل خاص بالشغل اللى بينكم

رفع وجهها له وتحدث بجدية شديدة لأنه يعلم ما تقصده :

ـ الشغل مش أهم من ابنى اطمنى كل شئ هينتهي

نظرت له لتجده مرهقاً و يشعر بالتعب لتردف وهي تنظر له :

ـ طيب ارتاح شوية ممكن يرجع الصبح

وقف وتحدث بتنهيدة وهما يتجهان للخارج :

ـ ماشي يا حبيبتى إنتي كمان ارتاحي

صعدت لغرفتها وهي تفكر فى أحداث اليوم وقررت الذهاب في الصباح لمكان ما تظن أنه هناك .. عند سليم كان يفكر فى مخرج من هذا الأمر دون حدوث خلافات أو صرا.عات يكفي ما يحدث فى مصر ليقرر التحدث مع مايكل فى اليوم التالي ..

بعد مغادرته الحفل قرر أن يبتعد عن الجميع فهو لا يريد أن يؤذي أحداً بحديثه ليتجه لمنزله الخاص فهو يقع في أطراف المدينة بعيداً عن الزحام و الضوضاء ليغلق هاتفه فهو لا يريد التواصل مع أحد الآن ظل مستيقظاً هذه الليلة يفكر فى طريقة لإنهاء ما حدث .. استيقظت فاطيما مبكراً و طلبت من السائق أن يقوم بتوصيلها لمكان ما هي تعلم مكان وجوده لكن لا تستطيع إخبار أحد به قام بتوصيلها لتطلب منه الرحيل وأخبرته أنها ستعود لاحقاً .. بعد رحيله أشارت لتاكسي وقف لها السائق وأخبرته بالعنوان وصل بعد فترة وجيزة أرادت أن تدلف لكن تراجعت طرقت الباب وفتح لها 

لتضمه بقوة وهتفت بعتاب :

ـ نزار كده تقلقنى عليك ليه مش رجعت الفيلا لغاية دلوقتى

ضمها أيضاً وتحدث بهدوء :

ـ كنت محتاج أكون لوحدى بعدين إنتي عارفه مكاني كان لازم أبعد علشان محدش يزعل منى

اتجها معاً للداخل لتردف بهدوء :

ـ بس كده مش هينفع يا حبيبي الهروب مش حل نزار أنا معاك على طول بلاش تبعد تانى و تقلقني عليك وبعدين بابا سليم هيتصرف أطمن إنت عارف هي رخمه وعايزه يكون فيه علاقة بينكم من غير تفكير فى قرارك وخلاص ومش عامله حساب لمشاعرك بس أطمن بابا هيتصرف معاها ومع أبوها

تحدث بتنهيدة و تفكير :

ـ بابا هيجي عليه وقت يختار يا أنا يا شغله و أظن إنتي عارفه النتيجة هتبقي إيه أنا اتكلمت معاها كتير قلتلها إحنا مختلفين كل واحد من بيئة غير التانية مش عاوز أعيد نفس التجربة

لتهتف بحذر و استنكار :

ـ و أنا كمان اتكلمت معاها بس هنقول إيه مدلعه وكل حاجه بتاخدها على الجاهز وبسهوله معلش اكيد هتتحل أطمن إحنا معاك وبعدين مكنش ينفع إنك تمشي كان لازم تفضل وتنفي كلامها يلا اللى حصل بقي على العموم بابا سليم قال هيتصرف هنشوف هيعمل إيه و هيحصل إيه المهم يلا نرجع كله قلقان عليك

أردف بحب و هو يجلب لها مشروباً دافئاً :

ـ يلا و بالنسبة للمفاجأة استنيها قريب

تحدثت بمكر و مراوغة :

ـ صحيح المفاجأة يبقي إنت مشيت علشان تهرب من المفاجأة ماشي ماشي يلا بينا .. صحيح يانزار عندي سؤال محيرنى من امبارح

أجابها بهدوء وتعجب من حديثها الأخير :

ـ إنتي عارفه إنتي عندي إيه و مفاجاتك محفوظه .. إيه سؤالك ده !!

نظرت له لترى ردة فعله :

ـ حبيبي المهم هي علياء من امتى بتقولك نزار وايه سر الهدوء اللي بينكم ده لأ وامبارح تتعصب وترقص معاها فيه إيه بينكم !! وهي متكلمتش و ترقصوا سوا .. لأ وهمست لها في ودانها وكنتم منسجمين اوى امبارح في إيه .. إيه السر ورا كل ده

تنهد بعمق ليردف وهو ينظر بعيداً :

ـ هاه بصراحه بعد الفترة اللى فاتت اتاكدت إنها عكس ما كنت متوقع قررت أعمل هدنه تعبت من جو المشاكل تعبت واضح إني كبرت أوى

مسكت يده و تحدثت بمشاغبة :

ـ كبرت إيه إنت مش شايف نفسك والبنات حواليك كده بس هي بصراحه تستاهل جميله وهاديه وزي القمر ولا إيه 

تحدث بعدم فهم و تعجب :

ـ هاه !! بتتكلمي عن مين !!

أردفت بمكر و مراوغة :

ـ عن ميرا هكون بتكلم عن مين يعنى أو فريدة 

فهم ما تقصده لينظر لها بغيظ :

ـ ميرا أو فريدة قولتيلي يلا يا حبيبتي امشى أنا مش هعرفك مكاني تاني

نظرت له بتوسل وهو يشير لها كي ترحل :

ـ خلاص خلاص أهدي بتكلم عن علياء

تنهد بعمق ليضع يده على رأسه وتحدث بضياع :

ـ بتهزرى طبعاً بعد كل اللى عشته متوقعه واحده هتقبل ترتبط بيا إيه يا فاطيما لو الكل نسى هتقدري تنسى بلاش نضحك على نفسنا بعدين فرضنا إني قلت أه هاه افتراض تفتكري هي هتقبل بلاش تزودي وجعي سبيني عايش كده بهرب من الماضي

نظرت له و تحدثت بجدية:

ـ أولا مفيش هروب من الماضي لازم تعترف بيه و تواجهه علشان المستقبل مبنى على الماضي ثانياً معلش عيبك إيه علشان مفيش واحده تقبل ترتبط بيك شاب زي القمر ودكتور وشاطر وذكي ورجل أعمال مفيش زيه إيه ناقصك يعنى !! ما هو لازم تعيش حياتك وتحب و تتجوز وتخلف عايزه أشيل عيالك و أشوفهم بيلعبوا حواليا

يعلم أنها تحاول التخفيف عنه لكن الماضي سيظل يلاحقه أينما كان :

ـ بلاش أحلام يا حبيبتي الماضي هيفضل ورايا فين ما روحت مش عاوز أعرض حياة حد تاني للخطر أنا لدلوقتي عايش بذنب ناس تانية بلاش تفتحي ماضي و جروح

نظرت له بشفقة و وجع تعلم أنه مهما حاول نسيان الماضي لا يستطيع لتتحدث بهدوء :

ـ خلاص يا حبيبي اللى تشوفه آسفه مش قصدي أفتح في القديم بس كان نفسي أفرح بيك و أطمن عليك المهم خلينا نمشي بقي علشان هما بجد قلقانين أوى عليك

قرر أن يغير مجرى الحديث حتى لا يتذكر الآلام التي تكمن في داخله :

ـ واضح إني مش من حقي أفرح فرحتي الحقيقية هتكون بيكي لما تنجحي في شغلك و ترتبطي بشخص مناسب يعوضك عن كل حاجه عشتيها

وكأنه سمح لها أن تتذكر أوجاعها أيضاً :

ـ مش عايزه حد كفايه أوى اللى عيشته وكفاية وجودك معايا

ليهتف بتفهم لأنهما يعيشان تقريباً نفس الحالة مع اختلاف الأسباب :

ـ وأنا معاكي بس ميمنعش إنك تعيشي حياتك وتنسى كل الماضي ارميه ورا ظهرك

لتهتف بابتسامة و هدوء :

ـ حبيبي الحال من بعضه خلينا كده مع بعض بلا وجع دماغ نفرح بالمجنونة ميرا و بابا سليم

ليتحدث بجدية و استفهام :

ـ عاوزه تقنعيني لو جالك فرصة هترفضي !!

أجابته بجدية وهى تبعد عينيها عنه كي لا يرى حزنها :

ـ أه طبعا اللى شوفته كفيل يخليني أعيش منعزله عن الكل لولا وجودك قدرت اقاوم واعدي واشتغل وبعدين ما إنت قدامك فرصه وفرصه كويسه كمان وبتحب بنتها والبنت متعلقه بيك يعنى مفيش حاجه تمنع ومع ذلك رافض حتى الفكره ها

تحدث بهدوء و تنهيدة :

ـ وضعي مختلف تماماً و إنتي عارفه الأسباب بعدين افرضي هي رفضت هنتعامل سوا إزاي بعد كده الغي الفكرة بعدين أنا مش بفكر فى الموضوع ده انسى

أجابته بمكر و استمتاع :

ـ مش بتفكر أه ماشي هنشوف وبعدين هي هترفض ليه مأظنش إنت مشوفتش قلقها عليك و سؤالها عن سيمي وعلاقتها بيك إيه 

ضر.بها بمزاح على رأسها وتحدث بإرهاق من هذه الفتاة التى يبدو أمامها ككتاب مفتوح فهي الوحيدة من تستطيع فك ألغازه :

ـ كأصدقاء يا حبيبتي هاه بلاش تفكيرك يروح بعيد بقول نمشي أحسن

قامت لتقوم بترتيب المكان قبل مغادرتهم وهي تفكر فى طريقة للتقريب بين نزار و علياء :

ـ أصدقاء أه قولتلى ماشي هصدقك يلا نمشي ونشوف موضوع الاصدقاء ده هيوصل لفين

أغلق النوافذ و الباب ليغادران معاً عائدين للمنزل وكل منهما يفكر فى أمرٍ ما نزار يفكر فى حديث علياء لينفض هذه الفكرة من رأسه ويركز فى الطريق 

❈-❈-❈

كان عمر فى الشركة يتابع بعض الأعمال وظلت سمية مع سلمى كي لا تبقي وحدها لتخبر السكرتيرة عمر أن الشرطة تقوم بتفتيش الشركة و أن ضابطاً يريد لقائه سمح له بالدخول 

أردف الضابط بجدية :

ـ أسف يا أفندم بس معانا أمر بالقبض عليك و تفتيش الشركة 

تحدث عمر بصدمه :

ـ ممكن أعرف إيه السبب طيب !!

الضابط بهدوء :

ـ متقدم بلاغ إن الشركة بتهرب مخدرات ياريت تتفضل معانا بهدوء علشان إسم الشركة على الأقل 

تنهد عمر بهدوء و ذهب معه لمعرفة سبب البلاغ أولاً ثم يتحرك بعد ذلك و أصبح شكه كله فى جسار ليحرك رأسه بضياع بسبب ما يحدث معه وصل عمر للنيابة ليبدأ وكيل النيابة التحقيق معه :

ـ أتفضل أقعد يا أستاذ عمر

جلس عمر و أردف بجدية :

ـ ممكن أفهم إيه الحكاية يا أفندم

استمع للاتهام بصدمه شديدة لم يتوقع أبداً أن يصل صديقه لكل هذا الحقد و الانتـ.ـقام :

ـ زي ما الظابط بلغك كده حضرتك متهم في قضية تهريب وفي بلاغ بكده إيه ردك

تحدث بهدوء شديد رغم الغضب الذى يشعر به :

ـ تهريب إيه أظن حضرتك عارفني كويس أنا مش أول مره أشتغل فى الاستيراد

أخبره الضابط بتفهم و تنهيدة :

ـ طبعاً عارفين حضرتك بس البلاغ مش متقدم من أي حد لأ حد كبير اللى مقدمه ومتوصي كمان فا كان لازم ناخد الإجراءات واهو إجراءات التفتيش شغاله و هنشوف النتيجة إيه !!

أراد أن يتأكد أن جسار له يداً فى الأمر أم لا :

ـ ممكن أعرف مين مقدم البلاغ طيب ولا مش من حقي

الضابط بهدوء لأنه كُلِفَ بعدم إخباره بالأمر :

ـ لأ معلش دي معلومات سريه مش هينفع أقولها المهم حضرتك هتشرفنا هنا كام ساعه لغاية لما نتأكد من البلاغ

بعد أن تأكد من شكوكه طلب منه أن يقوم باتصال لإخبار سمية بما حدث كي لا يتفاجئوا من الخارج :

ـ تمام يا أفندم ممكن بس أطمن عمتي

أعطاه الهاتف ليجيبه بجدية :

ـ أه طبعا أتفضل كلمها

قام بالاتصال ب سمية و أخبرها بما حدث وكانت تستمع له بصدمة ليحاول تهدئتها :

ـ عمتي أهدى أنا عارف مين قدم البلاغ خليكي مع سلمى و طمنيها

لتسأله بشك و قلق :

ـ مين اللى عمل كده ياعمر جسار وشفيق صح

ليردف بتنهيدة و جدية :

ـ عندك شك فى حد غيرهم بس دى طرقهم أي حد يحاول ينافسهم ينهوه

سمية بتفهم و جدية :

ـ ماتقلقش هجيب أستاذ نبيل واجيلك بعد ما يخلصوا تفتيش

أردف بنفي كي لا تخبر سلمى حتى لا تمرض مرة أخرى :

ـ بلاش سلمى تعرف متنسيش كلام الدكتور خليكي معاها و الأستاذ نبيل يقابلني هنا

تحدثت بجدية و تنهيدة :

ـ أطمن سلمى في البيت مش هقولها حاجه اكيد علشان متتعبش

ليتحدث بتعب و قلق :

ـ تمام عمتى الشركة مش لازم تتأثر بلاش نضعف من البداية

أردفت بنفي و اعتراض :

ـ مش مهم الشركه دلوقتى فكر في نفسك اطمن احنا الشركه وطول ما إحنا سوا و ايد واحده الشركه هتستمر

نظر له الضابط ليهتف بحرج :

ـ واثق أكيد مضطر أقفل علشان التحقيق

قررت أن تنهي الاتصال معه ثم تخبر المحامي ليتجه له فى النيابة :

ـ ماشي يا حبيبي روح وخلى بالك من نفسك

ـ مع السلامه

وضع السماعة ليكمل التحقيق ليخبره الضابط أنه سيظل فى غرفته لحين إنتهاء التفتيش .. لم تنتبه سمية لوجود سلمى التى أخبرتها السكرتيرة بما حدث بعد قامت بالاتصال ب عمر عدة مرات ولم تجد رد اتجهت لتبحث عن عمتها و تخبرها كي يذهبوا لزوجها فى النيابة لتستمع لجزء من المحادثه وضعت يدها على وجهها بصدمة لتتراجع عدة خطوات حاولت التماسك كي لا تلاحظ سمية تعبها 

اقتربت منها فى الحديقة و تحدثت :

ـ عمتو عمر فين و ليه موبايله مقفول

سمية بهروب و توتر :

ـ هاه مفيش عنده شغل هيخلص ويجي يا حبيبتي متقلقيش روحي ارتاحي إنتي 

علمت سلمى من توترها أن الوضع سيئاً لتهتف بعناد :

ـ ليه موبايله مقفول طيب

أجابتها بتنهيدة وهي تضمها بخوف :

ـ أكيد موبايله فصل بلاش قلق اطمنى

قررت أن تغادر لرؤية جسار لكن دون إخبار أحد حتى لا يعارضوا لتهتف بكذب :

ـ هاه طيب أنا خارجه شويه هشوف أصحابي فى النادى

سمية بقلق عليها :

ـ ما بلاش خروج يا حبيبتي إنتي تعبانه ارتاحي أحسن 

لتهتف وهي تنظر للأرض :

ـ أنا وعدتهم من فترة بما إني أجازة اقابلهم

وافقت حتى تذهب لرؤية عمر بعد مغادرتها :

ـ ماشي يا حبيبتي متتأخريش وابقي طمنيني عليكى

حملت هاتفها وحقيبة يدها لتهتف :

ـ اطمني مش هتأخر

غادرت بالسيارة متجهه لرؤية جسار وصلت و طرقت الباب لتجد يارا أمامها ونظرت لها بسخرية تجاهلت كل هذا هي تريد فقط رؤية شقيقها 

تحدثت بضعف و انكسار :

ـ فين جسار عاوزه أشوفه و أتكلم معاه

لتجيبها بسخرية و شماته بعد أن علمت ما حدث مع عمر :

ـ مش فاضي وبعدين عايزه منه إيه إحنا مش خلصنا منكم خلاص راجعه تانى ليه

حاولت التماسك لم تتوقع يوماً أن تقف وتطلب لقاء شقيقها من أحد بعد أن كانت أقرب شخص له أصبحت عدوته الآن :

ـ عاوزه أشوف أخويا أظن مش من حقك تعترضي

لتردف بحدة و تهديد :

ـ لأ من حقي وده مش أخوكي هو معندوش أخوات وفري وقتك و وقتنا و اتفضلي امشي من هنا يلا

وقفت و أجابتها بعناد :

ـ مش همشي قبل ما أتكلم معاه و نصيحه بلاش تقفي بينا

ضحكت بقوة على حديث سلمى لتهتف بحدة :

ـ بينكم إيه مبقاش فيه بينكم خلاص جسار بقي ملكي أنا وبس

استندت على الحائط بعد أن بدأت تشعر بالتعب وهتفت بوجع :

ـ احلمى براحتك بكره يكتشف حقيقتك بس وقتها هيكون خسر الكل

يارا بغرور و تحدى :

ـ مش مهم المهم إني هكون كسبت 

كان جسار فى غرفته فى الطابق العلوي وهبط ليسمع صوت يارا المرتفع ليتجه إليها بعد تعجبه من وقوفها أمام الباب 

ليهتف فى البداية بتعجب ثم تفاجئ من وجود سلمى :

ـ في إيه .. إيه الدوشه دي .. سلمى ؟! بتعملى ايه هنا عايزه إيه !!

نظرت له كثيراً لتتحامل على نفسها و تردف بانكسار :

ـ عاوزه أتكلم معك ممكن يا جسار

سمح لها بالدخول وهتف بضيق :

ـ اتفضلي لما نشوف اخرتها إيه 

دخلوا غرفة المكتب ليجلس على الكرسي و ظلت سلمى واقفه :

ـ إنت مين و إزاي اتغيرت كده فين أخويا

ليجيبها وهو ينظر لأحد الأوراق :

ـ الله يرحمه اللى قدامك دلوقتى ده رجل الأعمال جسار عمران والبركه في جدك

تحدثت بوجع و قهر :

ـ وأنا ذنبي إيه فى الحر.ب دي هاه نسيت أختك بسهوله كده

ليلقي القلم من يده و وقف أمامها ليتحدث بغضب :

ـ ذنبك إنك .. إنتي وقفتي في صفهم ضدي و جايه دلوقتى تقولى إنك أختي وعايزه أخوكي خليكي معاهم أنا مش عايز حد

لتجيبه بعتاب شديد و لوم :

ـ وقفت معاهم ليه يا جسار هاه !!

هو يا أساعدك فى الغلط يا هكون عدوتك للدرجة دى اتغيرت واضح إنهم عارفينك أكتر مني .. لو بابا و ماما موجودين كانوا رفضوا اللى بتعمله ده بابا مربناش على كده أبداً

أدار ظهره لها وهتف باستنكار و سخرية :

ـ بقولك إيه لو جايه تدينى محاضره في الصح والغلط و درس في الأخلاق والتربيه وفري كلامك واتفضلي مع السلامه

ـ أنا عندي سؤال واحد وعاوزه إجابته و أوعدك بعدها مش هتشوفني تاني أبداً بس خليك صريح معايا

ـ اسألى !!

ـ إنت اللى بلغت عن عمر صح

أجابها بجدية و تحذير شديد :

ـ أيوه !! واطمنى هيطلع المره دي بس ولو فكر يقف قصادي تانى المره اللى جايه مش هيطلع منها خالص أتمنى تعقليه لو خايفه عليه واتمنى أكتر إنكم تبعدوا عنى كلكم

نظرت له بصدمة ووجع شديدين نعم هذا ليس شقيقها لقد أصبح شخصاً آخر :

ـ ياااه أنا حاسه إني واقفه قدام شخص غريب عني مش أخويا اللى عشت معاه ٢٣ سنة النهارده أكدتلي إني بقيت يتيمة و مليش حد .. اسمع يا جسار تنسى إن عندك أخت ولو بموت مش هلجألك  مره تانية أنا 

اااااااه .. اااااااه

بدأت تشعر بالألم لتصرخ بقوة من الألم ليقترب منها و هتف بخوف عليها :

ـ سلمى .. سلمى مالك فوقي فوقي يا سلمي

دخلت يارا بعد أن استمعت لصوت جسار المرتفع :

ـ في إيه يا جسار مالها دي هي ناقصه

ـ يارا مش ناقصك اوعي من وشي

حملها وهي مغشى عليها واتجه بها سريعاً للمستشفى وهو يشعر بالقلق عليها بدأ الطبيب بفحصها وبعد أن أنهى الفحص 

تحدث جسار بتوتر :

ـ خير يا دكتور مالها طمنى

الطبيب بجدية و غضب بسبب إهمالهم لحالتها :

ـ هو حضرتك مين و فين الاستاذ عمر أنا حذرته امبارح إنها تتعرض لأي انفعال

جسار بقلق شديد عليها :

ـ أنا أخوها هي مالها وكانت هنا امبارح بتعمل إيه في إيه يا دكتور أتكلم أختى مالها

ـ هي حامل لكن للأسف حالتها النفسية و انفعالها مش فى صالحها وممكن تخسر الجنين لو استمرت كده

أجابه بصدمة و توتر :

ـ إيه حامل ؟! بجد يا دكتور

ـ أيوه فين جوزها لازم أتكلم معاه ضروري

ـ هاه جوزها .. جوزها مسافر اتكلم قولى أنا في إيه 

ـ للأسف لو اتعرضت لموقف زى ده تاني حقيقي هيبقي صعب السيطرة على الوضع و هنضطر نضحي بالجنين

خبط يده بغضب فى الحائط :

ـ نعم إنت بتقول إيه على العموم هكلم حد يجيلها دلوقتى

ـ اللى سمعته هي حالياّ هتستنى هنا النهارده و يفضل متعرفش أي خبر سيء

ـ تمام يا دكتور شكراً

وقف فى الخارج أبى الدخول إليها حاول الاتصال بعمته لكن رفضت الرد عليه ليرسل لها رسالة انتظر حتى خرجت الممرضة وطلب منها أن تظل معها لحين قدوم أحد إليها ليغادر سريعاً قبل أن تصل عمته ... كانت فى طريقها للنيابة و تنهدت بقوه حينما وجدت اتصالات عديده من جسار و لكن بعد رؤيتها للرسائل طلبت من السائق أن يتجه للمستشفي كان يقف بعيداً و ينتظر أن تأتي عمته حتى يرحل وصلت ليغادر المكان كي لا ينتبه لوجوده أحد صعدت لأعلى لتتجه لرؤية الطبيب أولاً 

 لرؤيته والتحدث معه طرقت الباب وسمح لها بالدخول

جلست بتعب و ألقت عليه التحية : 

ـ مساء الخير يا دكتور

أجابها بهدوء :

ـ مساء الخير اتفضلي

أردفت بخوف وقلق :

ـ ممكن أعرف حالة سلمى إيه وجات هنا مع مين !!

أردف بعتاب حقيقي :

ـ حضرتك تهمك حالتها هو ده اللى قولته امبارح المدام جايه تعبانه خالص ولولا وصلت فى الوقت المناسب .. أخوها جابها بسرعه كنا فقدنا الجنين المره دي

تنهدت بضيق و حزن بسبب ما يحدث معهم :

ـ أخوها !! أكيد طبعاً يهمني حالتها حضرتك مش عارف هي بالنسبالي إيه مش بنت أخويا لا بنتي أنا

تحدث باستنكار و لهجة حادة :

ـ لما هي تهمك أوى كده و بتقولى بنتك إزاى حضرتك سيباها كده وهي مش كملت 24 ساعه ماشيه من هنا المدام لازم ترتاح وتبعد تمام عن أي ضغط وتوتر وده اللى قولته امبارح .. و بأكد عليه دلوقتى أتمنى تاخدوا بالكم منها أكتر من كده

تحدثت باعتذار شديد تعلم أنها يجب أن تهتم بها لكن :

ـ أنا أسفه يا دكتور بس للأسف بنمر بظروف الفترة دى بس أوعدك ههتم بها الفترة دي ومش هسيبها لوحدها تاني

انتبه للحزن فى عينها ليردف بهدوء :

ـ أتمنى يا أستاذه سمية هي هتفضل هنا لبكره لغاية لما حالتها تستقر

هتفت بتوتر و قلق :

ـ طيب هي حالتها إيه دلوقتي وممكن أشوفها

تحدث بتنهيدة و جدية :

ـ حصلها نز.يف من الضغط الشديد اللى كانت فيه بس الحمدلله انقذنا الموقف هي حاليا فى أوضتها اتفضلي الممرضه هتوصلك لها

ظلت تفكر فى الأمر عدة دقائق لكن ليس لديها حلاً آخر سوى هذا الأمر :

ـ شكراً لحضرتك بس ممكن سؤال

حرك رأسه بالموافقة :

ـ أكيد طبعا اتفضلي

تحدثت بتنهيدة :

ـ هي ممكن تسافر ولا فيه خطوره عليها

أجابها بجدية و مهنية شديدة :

ـ ممكن بس بعد ما تعدي الأشهر التلاتة الأولى علشان الحمل يثبت بس أهم شيء الراحه الراااااحه التامه

أومأت له بالموافقة وتحدثت وهي تقف كي تذهب لرؤية سلمى :

ـ تمام بعد إذنك أروح أشوفها

ـ اتفضلي

اتجهت مع الممرضة للغرفة ووجدتها نائمة و بيدها كانولا ومعلق لها محلول طبي .. كانت فى عالم آخر غير منتبهه لما يحدث حولها اقتربت سمية منها ووضعت يدها على شعرها

وهتفت بقلق وهي تري وجهها شاحب :

ـ سلمي حبيبتي عامله إيه دلوقتي !!

نظرت لها سلمي وهتفت بدموع وهى تحاول الجلوس :

ـ عمتي محتاجالك أوي خليكي معايا

ساعدتها سمية فى الجلوس وجلست جوارها لتهتف بعتاب :

ـ ليه يا سلمي ليه بتروحي له عاجبك اللى حصل ده

لتتذكر أحداث هذا اليوم ونظرت للأرض لتهتف بوجع :

ـ لما لاقيت عمر قافل موبايله كلمت السكرتيرة و قالتلي إن عمر اتقبض عليه جيت علشان أقولك ونروح له سمعتك بتقولي إسم جسار مقدرتش أستنى روحت أسأله و أعرف ليه عمل كده و اتخلى عني كـ.ـسرني أوى بكلامه أنا مش هسامحه أبداً

سمية بتنهيدة و لوم شديد :

ـ غلط غلط يا سلمى مكنتيش تروحي شايفه النتيجة حلو كده لو كنتى خسرتى ابنك علشان واحد غبى زيه أنسي جسار خلاص انسيه

أردفت بانكسار وخيبة :

ـ خلاص يا عمتي النهارده اكتشفت إني مليش أخوات بقيت يتيمة النهارده .. اللى كنت بتكلم معاه مش أخويا مش أخويا

ضمتها لتحاول تهدأتها كي لا تمرض مرة أخرى :

ـ متقوليش كده أنا هنا وعمر و جدك كلنا معاكي هو هيعرف غلطه ويفوق بس بعد ما يخسرنا كلنا

أردفت بإرهاق و دموع :

ـ أنا مش عارفه جاب منين كل القسوة دى إزاي اتغيرت بسهوله كده

أردفت سمية بحزن و صدمة :

ـ مش عارفه ده مش ابنى اللى ربيته أبدا معقول الفلوس و الثروة عموا قلبه و عينه أوى كده معقول مش قادره أصدق إزاى شفيق وبنته أثروا عليه كده

حاولت الوقوف كي تغادر ونظرت للكانولا الموضوعة فى يدها :

ـ أنا عاوزه أخرج من هنا .. عاوزه أكون مع عمر هو محتاجني دلوقتي

سمية باعتراض وهي تجعلها تبقى فى الفراش :

ـ مش هينفع الدكتور قال لازم تفضلي هنا عمر هيخرج اطمنى

سلمى بتوسل و انكسار :

ـ خليكي معايا يا عمتي بلاش تتخلي عني إنتي كمان

ضربتها بمزاح على رأسها :

ـ اتخلى عنك إيه بلاش جنان انتى بنتى

تحدثت سلمى باعتذار و تنهيدة :

ـ أنا بحبك أوي إنتي أمي مش بس عمتي سامحيني على اللي قلته إمبارح بس متوقعتش أبداً إنه ينفذ تهديده

تحدثت بجدية وتحذير :

ـ متقوليش كده يا حبيبتى إنتي بنتى مش بنت أخويا وعارفه أنه غصب عنك اطمنى كلنا معاكي اهم شيء تاخدي بالك من البيبي ده سامعه حفيدي الاول مش هسمح بأي تقصير معاه

تحدثت بغيرة من اهتمام الجميع بالجنين :

ـ حتى إنتي كمان أنا بقول من دلوقتي هغير منه بقى

ضحكت على تعبير وجهها وهتفت بحب :

ـ إنتي حبيبتي بس هو حفيدي الاول يعني هياخد الدلع كله

مازالت على نفس هيأتها و غيرتها :

ـ ماشي يا عمتو خلاص واضح هياخد مكاني عند الكل 

لتخبرها بابتسامة :

ـ مجنونة إنتي حبيبتنا هو هنحبه ليه مش علشان إبنك

ظلت معها حتى أغمضت عينها وهي تفكر فى أمر ما ولكن هل ستقبل سلمى و عمر بالأمر ؟؟

تعلم أنهم سيعارضون فى البداية لكن عليها إقناعهم ليس أمامها حلاً آخر .. في النيابة انتهت التحقيقات مع عمر وقاموا بإخلاء سبيله بعد أن قاموا بالتفتيش و علموا أنه بلاغ كيدي قام بالاتصال ب سمية و أخبرته أنهم فى المستشفى ذهب إليهم بعد أن شكر المحامي 

كان يشعر بالقلق على زوجته وصل للغرفة و طرق الباب سمحت له سمية بالدخول و كانت سلمى استيقظت فى هذا الوقت دخل وتحدث معهم لتطمئنه سمية أخبرهم بما حدث لينصدموا بعد علمهم أن جسار قام بإخراج البضاعة من الميناء ليعلموا أنه فعل كل هذا كي يخبرهم أنه لن يتركهم .. لكن هذا ليس الوقت المناسب للرد عليه كان عمر يجلس جوار سلمى 

لتهتف سمية بجدية شديدة :

ـ عمر عاوزه أتكلم معاك إنت و سلمى وياريت تسمعوني للآخر

أردف عمر بجدية وهو يشعر أن هناك شيئاً ما :

ـ اتفضلي يا عمتى اتكلمي

سلمى بقلق و توتر :

ـ خير يا عمتو في إيه !!

لتردف بعد تفكير لعدة دقائق لكن يجب أن تحسم الأمر :

ـ أنا بفكر سلمى تسافر لندن طول فترة الحمل وترجع بعدين

هتفت برفض وهي تنظر لزوجها :

ـ إيه أسافر لأ طبعا يا عمتو أنا مش عايزه أسافر 

عمر وهو يمسك يدها كي تهدأ :

ـ تسافر ليه !! كده مش هبقي مطمن عليها

سمية بتفهم لقلقها و جدية :

ـ حبيبتي إنتي سمعتي كلام الدكتور و شايفه حالتك هناك هتكوني مع علياء و فاطيما أنا و عمر  هنكون عندكم طول الوقت سلمى إحنا مش عارفين ضر.بة جسار و شفيق الجاية هتبقى إيه و لمين فكري فى ابنك .. بالعكس يا عمر كده هتكون فى أمان بعيد عن أي خطر

لتردف بتوسل و رجاء :

ـ عمتو انا خايفه على الأقل هنا وسطكم أوعدك مش هروح له تانى بس بلاش سفر

سمية بجدية وهي تنظر لعمر :

ـ حبيبتي هما مش هيستنوا نروح لهم لو عاوزين يوصلوا لنا هيوصلوا و إنتي عارفه كده كويس

عمر وهو يضع يده على وجهها :

ـ سلمى حبيبتي عمتي معاها حق علشان ابقي مطمن عليكي وعلى علياء وانتم سوا

سلمى بخوف وهي تنظر له :

ـ بس أنا خايفه يا عمر ده وجودكم جنبى هو اللى مقويني

تحدث عمر بتنهيدة فهو لن يسمح لها أن تقع فى طريق الانتـ.ـقام :

ـ و إحنا هنبقى معاكي على طول يا حبيبتي مش هنسيبك أكيد بس تبعدي عن الضغط اللى هنا حبيبتي أنا خايف عليكي مش على اللى في بطنك بس

ـ سلمى لسه قدامك شهر على السفر بس ده أفضل حل علشانك صدقيني هناك هتلاقي رعاية زي هنا و أكتر بالعكس كلهم هيبقوا جنبك إنتي عارفه سليم أكيد هيكون معاكي هو وأولاده وبنت عمك و كمان علياء

أردفت بهدوء لأنها تعلم أنهم خائفون عليها وأن حديث عمتها صحيح :

ـ ماشي يا عمتو خلاص

اقتربت سمية منها و أردفت بحنان :

ـ أنا و عمر هنكون معاكي طول الوقت ده أأمن مكان تكوني موجوده فيه

أردف عمر بتنهيدة :

ـ وأنا هوصلك لغاية هناك بنفسي اهو اطمن على علياء وفريدة علشان وحشوني أوى 

سمية بغموض و جدية :

ـ عاوزاك تتعرف على زين أول مره تتقابلوا سوا

عمر بتعجب من طلب سمية :

ـ أكيد طبعاً أنا سمعت عنه كتير أكيد زي باباه أستاذ سليم راجل محترم جداً

لتردف بحديث ذا مغزى :

ـ أطمن واثقه إنكم سوا هتكونوا أقوى و تنافسوا الكل

عمر بتفهم و جدية :

ـ أكيد يا عمتي اطمنى 

ظلوا مع سلمى هذه الليلة فى المستشفى و أخبرت سمية عزت كي لا يقلق بسبب عدم عودتهم .. كان يود الذهاب لهم لكن أخبرته أنهم سيعودوا للمنزل فى الصباح

❈-❈-❈

كان سليم يجلس فى الحديقة بعد علمه بمغادرة فاطيما وقد علم أنها ذهبت لرؤية نزار والتحدث معه كانت ميرا و فريدة تجلسان معه و علياء اتجهت إلى المطبخ لتعد لهم بعض الشطائر كي يتناولوها مع العصير الطازج و أثناء خروجها شاهدت سيارة نزار وقفت وهي تضع يدها على قلبها لا تعلم سبب شعورها بالقلق عليه لتشاهد ميرا وهي تركض لهم ضمته بقوه و عاتبته بسبب اختفائه اقترب منهم برفقة فاطيما 

وقف سليم أمامه وتحدث بعتاب :

ـ نزار كده تقلقنا عليك كنت فين

أردف باعتذار وهو ينظر له :

ـ آسف يا بابا بس كنت محتاج أبعد شوية

ليجيبه بهدوء و عتاب :

ـ تبعد هنا وسطنا مش بعيد الهروب مش حل

تحدثت علياء بحرج شديد :

ـ حمدالله على السلامه يا نزار قلقتنا عليك إنت كويس

ليتذكر حديث فاطيما عن قلق علياء عليه ليردف بجدية حتى لا يسبب لها أي حرج :

ـ أسف للكل بس الأفضل إني كنت أمشى وإلا كنت هعمل حاجه تضايق الكل منى

سليم بتنهيدة عميقة :

ـ ده مش الأفضل مكنش ينفع تمشي كان لازم تنفي اللى قالته على العموم أنا هتصرف معاها هي وأبوها

ليجيبه بتحذير و غضب :

ـ أتمنى وإلا هيكون ليا موقف تاني منها

سليم وقد فهم ما يرمي إليه :

ـ لأ بلاش تهور أهدي كده المهم طمنى عليك إنت كويس دلوقتى

قررت ميرا أن تغير مجرى الحديث :

ـ كفاية كلام بقي كفاية الحفلة ضاعت

نظر لها سليم باستنكار :

ـ الحفله !! ده كل همك الحفله

لتردف بمكر و تسلية :

ـ اكدب يعني بعدين نزار كان مجهز مفاجأة واضح إنه بيهرب منها

فاطيما بابتسامة بعد أن وقفت ميرا خلفها :

ـ ميرا و جنانها يا بابا مش جديد علينا

سليم بتنهيدة و هو يصفق بيده :

ـ استغفر الله العظيم يارب صبرنى عليها بدل ما تطمن عليه همها الحفله والمفاجأة إيه البت دى

هتفت ميرا بمزاح :

ـ واضح إني مش بنتكم أعترف يا بابا أنا بنتكم بجد ولا لأ

سليم بسخرية و غيظ :

ـ لأ ودي حقيقة يا بنتى كنا مخبينها عنك

نزار بضحك شديد عليها :

ـ معلش يا حبيبتي بعدين نعمل إيه بنتنا برضه

سليم بجدية شديدة :

ـ طيب كفايه كلام بقي وسيبوا نزار يطلع يرتاح شويه

انتبه لفريدة تجلس ولم تتحدث ليقترب منها :

ـ فريدة زعلانه منى ولا إيه

تحدثت بحزن طفولي :

ـ أيوه علشان مشيت ومش جيت توصلنا ولا سألت عليا وسيبتني لوحدي امبارح

ليتذكر وعده لها سابقاً أنه لن يتركها وهتف وهو يحملها على قدمه :

ـ آسف يا حبيبتي خلاص أنا جيت و مش هسيبك تاني

كانت علياء تشاهد ما يحدث بهدوء شديد لتتحدث فريدة :

ـ يعنى مش هتعمل زي بابا جسار وتمشي و تسيبني

ليضمها بحب شديد :

ـ لا مش هبعد تاني اطمنى

أشارت له بيدها الصغيرة بتحذير :

ـ أكيد أكيد يعنى

علياء وهي تقترب من فريدة كي تأخذها :

ـ فريدة خلاص يا حبيبتي تعالى بقي و سيبي عمو يطلع يرتاح شكله تعبان ومش نايم كويس

نظر لها و أردف بهدوء :

ـ سبيها معايا عاوز أقعد معاها شوية

فريدة بعناد و رفض :

ـ أه يا ماما عايزه اقعد مع عمو زين ده واحشني أوى 

تحدثت علياء بخجل :

ـ علشان ترتاح بس شكلك تعبان وبعدين ابقي أقعد معاها

ميرا بمكر وهى تهمس فى أذن فاطيما :

ـ ملاحظه اللى ملاحظاه ولا أنا غلطانه

وكزتها فى ذراعها بغيظ :

ـ بعدين نتكلم بس بقى يا مجنونه

نظر لوالده ثم تحدث :

ـ عندي شوية شغل هخلصهم من المكتب الأول وإلا المدير هيطردني

لتتحدث بابتسامة كأنها تناست وجود الجميع معهم :

ـ المدير هيطرد المدير يعنى ما أظنش أرتاح وبعدين ابقي خلص الشغل ده ولو في حاجه أقدر اساعد فيها أنا تحت أمرك

نزار بهدوء و جدية :

ـ هاه !! يبقى متعرفيش بابا وقت الشغل اسالي ميرا خصم كل شهر دى مبدأتش تلتزم غير من وقت ما بدأتوا معانا

لتجيبه بهدوء و هي تنظر ل سليم :

ـ أكيد مش لدرجه دى إنت تعبان أرتاح وابقي أعمل الشغل بكره الشغل مش هيطير

أردفت ميرا بحزن مصطنع :

ـ لازم تفكرني يعني بعدين أنا هكون مع فاطيما قررت أستقيل من معاكم بما إن حقوقي ضايعة

نزار بتنهيدة فهو حقاً يشعر بالتعب ولن يستطيع التركيز فى العمل :

ـ إيه رأيك يا بابا ممكن أخد إجازة النهارده

ليهتف بهدوء وهو ينظر له :

ـ خلاص يا نزار ارتاح دلوقتى و نبقي نشوف الشغل بكره أطمن مش هخصملك وانتى يا آنسه تستقيلى منين و حقوقك إيه إلى ضايعه انتى بتعملي حاجة

ثم أردف بغيظ من حديث ميرا لتجيبه وهي تقف خلف الكرسي :

ـ كل ده و مش بعمل مش بقول حقي ضايع فين جدو عزت هو ياخد حقي منكم

نزار وهو يقف كي يرتاح :

ـ طيب هرتاح شوية و أنزل علشان أقعد مع فريدة شوية

سليم بهدوء وهو يقذفها بعلبة المناديل :

ـ أنا بقول تسافري لهم أحسن 

علياء وهي تمسك يد فريدة :

ـ فريدة تعالى يا حبيبتي يلا علشان عمو يرتاح وينزل يقعد معاكي

أشارت له بيدها وهتفت :

ـ حاضر يا ماما باي يا عمو هستناك مش تتأخر

تحدثت ميرا بمكر و غموض :

ـ أنا موافقة أصل مصر وحشتني أوى أوى

أردف بهدوء وهو يغادر :

ـ أكيد يا حبيبتي مش هتاخر بعد إذنكم

ـ يلا بالسلامة مجنونه

ـ طيب بس مش تقولوا ارجعي أنا هعيش هناك

ـ طيب يلا على الشغل و كفاية لوك لوك يلا

تحدثت بصدمة و رفض :

ـ نعم أنا كمان إجازة النهارده هي الاجازة ل نزار بس ده ظلم

سليم بجدية شديدة :

ـ نزار تعبان ومش نايم محتاج يرتاح معاه عذره إنما حضرتك إيه عذرك

هتفت وهي تجلس على الأرض :

ـ كنت مع فاطيما امبارح طول اليوم ومش نمت

تنهد وتحدث برفض :

ـ امال طول الليل بتعملى إيه بطلى دلع يلا هطلع اجهز انزل ألاقيكم كلكم جاهزين علشان نمشي

علياء بهدوء و توتر :

ـ هاه كلنا هو انا مش هينفع اخد أجازه أنا كمان

نظر للسماء وتحدث بجدية :

ـ أجازه ؟! لااااا ده كده دلع وهزار مش شغل انا قولت كلمتى يلا كله يجهز مش عايز كلام كتير

أردفت ميرا ب ترجي :

ـ طيب النهارده بس يا بابا حقيقي كلنا محتاجين راحه

تحدثت فاطيما بجدية :

ـ أنا جاهزة يا بابا بس هما اللى بيدلعوا علياء بقت زي ميرا

ليتحدث باستنكار :

ـ واضح كده من قعدتها مع المجنونه دي بقيت زيها يلا قدامكم ربع ساعه تكونوا جاهزين يلا يا حبيبتي نطلع نجهز إحنا كمان دول بيتدلعوا

علياء وهي تتجه للأعلى لتبدل ثيابها :

ـ حاضر ثوانى و هكون جاهزه

ميرا وهم يصعدون لتبديل ثيابهم :

ـ ماشي يا فاطيما نتحاسب بعدين بكرة تطلبي إنتي الإجازة

ضربتها على يدها وفرت من أمامها :

ـ يلا بقي يا مجنونه وإلا إحنا اللى هنطرد

بدلوا ثيابهم وهبطوا ليتجهوا للشركة مع سليم كانت فريدة تجلس مع المربية 

اقتربت منه وهو نائم لتضع يدها على وجهه ليدير وجهه للاتجاه الآخر لتعيد نفس الحركة ليفتح عينه بضعف ثم دفعها بعيداً عنه وهتف بحده :

ـ إنتي دخلتي هنا إزاي !!

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية