رواية جديدة فاتنة والهوى لأميرة أحمد - الفصل الأخير جـ 2
قراءة رواية فاتنة والهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية فاتنة والهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أميرة أحمد
الفصل الأخير
الجزء الثاني
كانت جالسة ف إحدى الزوايا بالغرف، تضم جسدها بقوة وهي تضع يديها ع بطنها تحمى جنينها من اى أذى
فما يهم بالنسبة لها الآن أن يبقى هو بخير
تملأ الهواجس والأفكار المخيفة عقلها لتأخر جواد أن يكون أصابه أذى!
لقد أخبرها أنه لن يتأخر وسيعود لها سريعا لكنه لم يعد ولم يتصل بها حتى!
ترتعب بكل دقيقة والثانية أن يكون اصابه خطر ورغم ذلك تتحامل وهي تسيطر على نفسها بقوة حتى لا تنهار من البكاء خوفًا من فقدانه.
فقدان الأمان و الحماية بعد أن وجدتهما.
وتقوِّى نفسها بكل ثانية فجواد لن يتركها هي وطفلها وحدهم ويذهب!
حبيبها لن يسمح بحدوث اى شيء يؤذيه هو
فإن حدث و تأذى تأذت هى و تحطمت وهى التى تستمد منه القوة بكل وقت وحين..
أغمضت عينيها و رغمًا عنها نزلت دمعه خوفا على جواد و تكاد تفقد السيطرة على أعصابها والانهيار في البكاء حتى يعود هو ويطمئنها انه بخير
شعرت بحركه فى الشرفة ففتحت عينيها وهى تحيط بطنها بخوف أن يكون أحد آخر غير جواد يؤذيها هى و طفلها
وقفت وهى تتحرك ببطء وخوف واختبأت خلف الباب حتى ظهر لها هذا الشاب والذي لم يكن سوى جواد!!
ألتمعت عينيها بالدموع ما أن رأته أمامها ولم تشعر بحالها سوى وهى تركض سريعا باتجاه صدره
ضمته بقوة وانهارت بالبكاء الذى كتمته كل هذا الوقت، شعورها بفقدانه جعلها تشعر بالموت وهى حية
ارتفع صوت شهقاتها التى ملأت المكان وهى تزيد من ضمها له وكأنها تحتمى به
و رفعت عينيها وهى تقول ببكاء " حرام عليك يا جواد، هونت عليك تسبنى كل الوقت دا من غير ما تكلمنى تطمنى؟! انت مش عارف كنت بموت ازاى و انا مفكرة إن حصلك حاجة"
تنهد جواد وهو يرفع يديه يضمها بقوة لصدره و كأنه يدخلها داخل صدره يحميها من بطش البشر
وباليد الأخرى رفعها وهو يمسح دموعها برفق و قال بحنان " حقك عليا يا حبيبتى انا بس محبتش أشغلك و كمان سُهير كانت تعبانه اوى وانا معاها"
فتون بدموع " مكنش هيحصل حاجة لو اتصلت بيا شوية تطمنى عليك!
حرام عليك انا معنديش اى استعداد أنى أخسرك"
أغمض عينيه وهو يتجه نحو ثغرثها سريعًا يقبلها كى تعود للحياة وهو معها
ماذا يخبرها! أنه مثلها تحترق روحه ببطئ وهو يتخيلها بلحظة و الثانية مكان سُهير تتألم و تصارع وحدها!
ماذا يخبرها أنه يشعر بالعجز لأنه لم يستطيع أن يحمى أخته الوحيدة لأنه وثق ف الشخص الغلط؟!
و اى غلط! لقد وثق بأفعى بأنها مستحيل أن تؤذى شقيقته و قد خالفت..
مثلما خالفت توقعاته من قبل و حاولت أن تؤذى فتون!
أغمض عينيه بوجع ماذا لو لم يعلم بمخططها؟ هل كانت فتون ميته الآن؟!
وابنه الذى يتمناه كان فقده فى لحظة حقد منها!؟
ضمها بقوة نحوه و رغمًا عنه دمعت عيناه وهو يتخيل أنها أصيبت بأذى صغير بسببها
وهو الذى لا يحتمل رؤية دموعها..
شعر بها بين يداه تكاد أن تسقط من كثرة الوقوف، أسرع وهو يحملها و يتجه بها نحو الفراش
جلس و أجلسها داخل حضنه وهو يضع رأسه على شعرها يشم عبيرها ذى رائحة المسك
يخبر قلبه و عقله أن حبيبته هنا بجانبه.
مسكت فتون يديه بقوة و كأنها تستمد منها الأمان و رفعت يديه الأخرى تحيط بها بطنها تخبر طفلها أن والده هنا بجانبهم..
ثم رفعت رأسها إليه و قالت " انت كويس؟!"
نفى وقد تألم حاله من كثرة الكتمان الذى أرهق روحه خلال تلك الأيام
و قال بوجع " لا مش كويس يا فتون
انتى مش عارفة بقالى كذا يوم خايف و مرعوب أزاى أنهم يعملولك اى حاجة!؟
كل ثانية خايف و بتخيل انى خلاص خسرتك، خايف أنهم يعرفوا كل حاجة و يأذونى بيكى وانا..
قاطعته فتون وهى تضع أصبعها على شفتيه و ضمت يديه بقوة وهى تقول " بس كل دا أنتهى يا جواد أنا هنا معاك بخير
و أبننا كمان بخير محدش حصله حاجة و كل دا خلص خلاص"
أومئ و رغمًا عنه نزلت دموعه مرة أخرى وهو الذى يكرهه أن يظهر ضعفه أمام أحد
وقال" بس سُهير مش كويسة خالص
انتى معرفتيش انا حالتى كانت عامله ازاى وهى ف العمليات، ولا نظرة سليم ليا كأنه بيقول انت معرفتش تحمى أختك؟!"
نفت سريعا وهى تضمه لها و قالت " لا يا جواد
سهير و سليم والكل عارف انك عملت اللى تقدر عليه و زيادة عشانا كلنا
بس اللى حصل أننا أتغفلنا فى لحظه والحمد لله سهير كويسة و يومين و هترجع زي الأول و أحسن"
أومئ وهو يضمها لها و يغمض عينيه بتنهيدة كبيرة خرجت من صدره و معها كل الخوف الذى كان يحمله بداخله..
بعد قليل
رفعت فتون رأسها وهى تخرج من حضنه و قالت بلهفه " صحيح مقولتش ليا اى اللى حصل؟!
تذمر جواد وهو يعيدها مرة أخرى لحضنه و قال بأمر " قولتلك متخرجيش من حضنى ابدُا"
ابتسمت بسعادة وهى تدخل بين أحضانه مرة أخرى و قالت ببراءة " طب عرفنى"
أبتسم جواد بحب لها وهو يقبل شعرها و عاد يتذكر ما أخبرها به بالماضى
بعد ما تركت فتون قصر عائلة جواد وجاءت هنا ولم تخبر أحد
و جاء جواد بالصدفة يبحث عنها و وجدها وبعد اعتذرت كثيرة بينهم
ضمها جواد وهو يخبرها بكل ما حدث ثم ألتمعت عيناه بوميض غريب تراه فتون لأول مرة وهو يقول
" هلاعبها على الشناكل
و ورينى هى هتتصرف ازاى على رأى المثل اللى حضر العفريت يعرف ازاى يصرفه.."
و رفع أصبعه لفتون وهو يقول بأمر. " المطلوب منك تنفذى اللى هقولك عليه بالحرف الواحد مفهوم؟!
هزت رأسها بموافقة سريعًا وهل تملك حق الاعتراض أمام هيئته تلك؟!
❈-❈-❈
ومنذ ذلك الحين وهو يلعب على الجميع أنه قد ترك فتون وهى الآن ببلدتهم لا يعلم عنها اى شيء كى يحميها منهم!
و قد طلب من والدتها أن تأتى لهنا حتى يتأكدوا عندما يجدوا والدتها مختفية وهذا معناه أنها ذهبت لجلب فتون!
وعاد هو لقصر والديه بين تلك الأفعى حتى يثبت لها صحة الحديث الذى وصل لها و هذا ما حدث.
فلاش باك
بعدما أنهى جواد تناول العشاء معهم ف القصر و أهان سمر لأنها تخطت حدودها مع سهير أخته
كان يراقبها كالفهد عندما اعتذرت كى تدخل المرحاض، أبتسم لها بهدوء وهى تقف وهو ينظر لها ما أن غادرت فتحرك خلفها وهو يقف على باب المطبخ ببطئ
وهو يراها تتحدث ف هاتفها و تقول بلهفة " أيوة يا بدر جواد ساب فتون و ميعرفش عنها حاجة خالص"
أبتسم بمكر ما أن سمع حديثها و الذى أكد أن خطتهم تسير مثلما أراد و عاد مسرعًا وهو يتناول طعامه بخبث شديد لتلك اللعبة.
نهاية الفلاش باك..
أبتسم لفتون وهو يقول بفخر " و زي ما انا عايز بالظبط جريت تقول لبدر أننا سبنا بعض عشان هو يتحرك"
أعتدلت فتون ف جلستها و قالت بعدم فهم " بس برضو انا مفهمتش ازاى عرفوا انى هنا ف البيت؟
و انك مسبتنيش؟!
غمزلها جواد بعينيه بمكر هزت فتون رأسها بنفى وهى تقول بتوتر " لا متقولش دى خطتك برضو؟!
ضحك بسعادة وهو يومئ لها و يتذكر ما حدث
أقترب من سليم الذى يجلس يغازل سهير ف الشرفة وهو يغمز له بعينيه فهم سليم ع الفور وهو يقف يبتعد عنهم و يخرج الى الحديقة.
مسك هاتفه وهو يمثل أنه يتصل بأحد ثم علا صوته وهو يقول " أيوة يا ابنى زيي ما بقولك
جواد مسبش فتون، فتون هنا ف البيت التانى بتاع جواد وهو ع طول بيشوفها بس الايام دى مشغول و عشان كدة عايزك تجهزلى بودى جارد كويس عشان يحميها "
و نظر خلفه ببطئ ف اتسعت ابتسامته وهو يرى سمر التى تقف على مقربة منه تستمع لحديثه و عيناها تمتلئ بالحقد الدفين لفتون..
خرج جواد من شروده وهو يغمز لفتون و قال " اى رأيك أعجبك؟!
تذمرت فتون وهى تضربه ع يديه و قالت " حرام عليك يعنى الرعب اللى أنا عيشته دا بسببك؟ بتعرفها ليه؟!
كنت عايزها تموتنى يا مفترى؟
عايز تخلص منى؟!'
أنهار جواد بالضحك وهو يضمها له رغم رفضها و تذمرها منه
وقال بضحك " أهدى و هفهمك"
فتون بتذمر " هتفهمنى اى بقا؟! إنك مبتحبنيش و عايز تموتنى!
نفى وهو يقترب منها حتى اختلطت أنفاسهم، وقال " قولتك قبل كده متجبيش سيرة الموت ع لسانك"
وأقترب سريعا من ثغرها يقلبها عليه برقه وسرعان ما تحولت لأخرى غاضبة وهو يتذكر حديثها الذي أزعجه
ابتسمت فتون وهي تشعر بغضبه منها ف رفعت يديها وهى تبادله قبلاته ثم قالت ببسمة
" خلاص فهمني براحه"
أبتسم وهو يقبلها ع رأسها، وقال " كان لازم اعمل كده عشان يفتكروا أنهم سابقنا بخطوة "
وبتنهيدة " المشكلة مكنتش أننا نبعدك عن سمر وهتتحل يا فتون، سمر كانت عايزة تقضى عليكِ بأي شكل حتى لو بعد ميه سنه.
عشان كده عرفتها مكانك عشان تنفذ، وهي متأخرتش وبسرعة برضو بلغت بدر اللي أتأكد هو أن دا فعلا صحيح *
أُومِئَتْ وهى تقول " هو أنت عرفت كلامهم ازاى!
جواد بمكر " جهاز تصنت على موبايلها سمعني كل حاجة و اى حاجة"
ضحكت فتون بدلال عليه وهى تجذبه من لياقته " كل حاجة كل حاجة؟!"
بلع ريقه وهو يُنْفَى سريعا فهو ليس مطمئنا لتلك اللهجة و قال ببراءة " أنا؟ دنا ملاك"
فتون بنصف عين " أنت ملاك؟!
هز رأسه لها وهو يجذبها نحوه، وقال ببراءة " اة والله، دنا حتى أبويا ميت وناقصنى حنان"
انهارت فتون عليه وقالت بسخرية " قال ناقصك حنان قال"
جواد ببراءة " اة والله دا بدل ما تديني شويه"
فتون بعدم فهم " شويه اى!
غمزلها وهو يقول بخبث " شويه حنان"
أحمر وجهها منه ورفعت أصبعها وهى تقول بأمر " جواد احترم نفسك، وكملي اللي حصل"
نفى وهو يقول بتسليه" لا لمى تنفذى الأول"
ابتسمت بمكر وهى تؤمى له، واقتربت ببطء منه تأثر جواد بها، وهو يغمض عينيه ينتظر قبلتها.
حتى فأجاته وهى تقبله ع وجهته سريعا و قالت بضحك " يلا كملي*
نظر لها بغضب ك الطفل الذي منع من أخذ حلوته و قال " ماشى "
وتنهد وهو يكمل لها و قال " لحد كده كان كل حاجة تمام مستنين هينفذوا أمتي عشان نتصرف و دى عملناها.
و نظر للغرفة التي بداخلها وقال " وعشان كده طلبنا من الباب مفتاح شقة أخوكى عشان نحميكِ فيها ساعتها"
وأغمض عينيه، وهو يتذكر آخر ذكره من هذا الكابوس المخيف.
بعدما سمع حديث سمر مع بدر وقتها علم أنهم يريدون أن يخطفوا فتون حتى يسافر بها بدر بعيدا!
ذلك المختل الذي يريد أخذ حبيبته منه وابنه أيضا بعيدا عنهم!
تمالك نفسه وقتها حتى لا يقتلهم معا وأكمل خطته الذي ستقضي عليهم.
كان يجلس هو وفتون وسليم في منزله منتظرين بأي لحظة قدومهم.
حتى أتى لجواد تلك المكالمة من سمر التي تخبره بها بحادثه سهير، الأمر الوحيد الذي لم يضعه بحسابه فترك فتون مسرعا وهو يغادر.
عازما أن لا يترك سليم بأي شيء حتى لا تخرب خطتهم وتركه هو مع فتون
كانت تجلس فتون مع سليم بتوتر الذي يطمئنها بكل دقيقة أنه لن يحدث شيء وسيكون كل شئ بخير.
حتى أتت تلك اللحظة ودق بها باب بيتهم، فزعت فتون وملا الهلع والخوف وجهها لكن أشار لها سليم بالصمت.
ووقف هو يقترب من الباب بتوتر حتى رأى تلك الفتاة التي ترتدي النقاب.
فتحرك ببطي نحو فتون، وهو يخبرها أن تفتح لها، ولا تقلق، وأسرع هو بالاختباء.
وقامت فتون بفعل ما طُلب منها.
فلاش باك
ابتسمت فتون بتوتر
رمقتها الفتاة بتوتر مصطنع وهى تقول " لو سمحتى أنا جيت عشان انضف الشقة اللي فوق بس ملقتش حد والمشوار طويل عليا أوي ممكن تجبيلى ماية أشرب بعد إذنك؟!
أومئت فتون بتردد وهى تدخلها وتغلق الباب خلفهم بعدما تأكدت أنها فتاة ثم تحركت حتى تجلب من المطبخ مياه لها لكنها لم تستطع عندما شعرت بيد الفتاة تحيط على فمها بقوة بمنديل وهى تحاول أن تكمم فمها.
قاومتها فتون بقوة وهى تحاول التحرر من ذراعيها و تنادى ع أحد يستنجد بها لكنها لم تستطع حتى فقدت فاقدة للوعى.
ابتسمت الفتاة بانتصار وهى تسرع في خلع ردائها وتلبسه لفتون وشدتها بصعوبة وهى تضعها نحو الباب كما قال بدر وفتحته له.
لكن وقبل أن يراها بدر جاء سليم مسرعا من الخلف، وهو يضربها ب اله حادة ع رأسها جعلها تفقد الوعى وأسرع، وهو يدخل فتون للداخل وفعل نفس الشيء للفتاة.
وقام بخلع الرداء التي لبسته لفتون، وهو يجعلها ترتديه وجلب منوم قومى المفعول، وهو يرشه أمام الفتاة جعلها يغمي عليها، وجلب لازق وهو يكمم بها ويديها مثلما فعلت بفتون
وأسرع وهو يجرها للخارج ببطء حتى لا يراه بدر وتركها أمام الباب مثلما طلب ودخل سريعا للداخل.
نظر من العين السحرية، وهو يرى بدر يحمل تلك الفتاة و ينزل لأسف مسرعا ف أبتسم بانتصار بأنه قد فاز.
وأسرع يقترب من فتون وهو يحركها برفق حتى فاقت وهى تنظر حولها بتشويش " أنا فين!"
أبتسم سليم لها وقال " أنتِ معايا، كل حاجة تمام متقلقيش"
أُومِئَتْ بتعب له وهى تترك نفسها، وتغرق بالنوم أبتسم سليم، وهو يسرع بحملها، ويخرج بها إلى الشقة الأخرى أكثر أمانا لهم.
وكان سيظل جالسا معها حتى عودة جواد لكنه فؤجى باتصال سمر.
الذي جعله يترك فتون ويذهب إليهم مسرعا.
نهاية الفلاش باك
تنهد جواد وقال " بس كده واللي خدها بدر ونزل بيها هي البنت اللي جات معاهم
مغمى عليها وطبيعي لو فاقت مش هتعرف تفك نفسها، ولا تتكلم ف هيفتكر أنها انتِ"
أغمضت فتون عينيها بتأثر وقالت " بس مش حرام يا جواد! ذنبها اى البنت دى فكل دا!"
جواد ساخرا " وهو مش حرام عليها اللي كانت هتعمله فيكى؟
كل واحد بياخد نتيجة أفعاله يا فتون
خاليها تدوق نتيجة أفعالها.."
صمتت فتون فهي تعلم أنه محق، فلو لم يتم إنقاذها، وعلم جواد بخطتهم لكانت ميتة ألان! لذا صمتت ولم تتحدث في شئ
بل رفعت يديها وهى تضمه له، وقالت بحب " مش مهم حاجه المهم أننا مع بعض دلوقتى"
أبتسم جواد وهو يقول بتأثر " أنا مش عارف حياتي من غيرك كانت هتكون عامله ازاى؟!"
فتون بلمعه مميزة ظهرت ف عينيها " هتكون ازاى!"
أقترب منها وقال بهمس " مكنتش هتكون حياة "
ابتسمت فتون بسعادة وهى تغمض عينيها تأثيرا بكلماته التي تجعلها تحلق فوق السحاب.
لكنها فتحت عينيها سريعا وهى تصرخ وتقول ' جواد الولد أتحرك أنا حسيت بيه.."
❈-❈-❈
عند سهير
فتحت عيونها وهى تنظر حولها بتشويش من أثر النوم، سرعان ما تأوهت عندما حركت ذراعها المصاب الذي نسته.
فتح سليم عينيه سريعا، وهو ينظر نحوها بقلق و قال " سهير حبيبتي انتِ كويسه؟! حصلك حاجه؟!"
نفت وهى تبتسم، وقالت " أنا كويسه يا حبيبى بس نسيت أن دراعي مكسور وحركته"
رمقها سليم بعتاب وقال " كده مش تاخدى بالك"
أومئت وهى تقول " أنت هنا من امبارح مروحتش؟!"
هز رأسه وهو يقف، فقالت سهير بقلق " طب ليه يا سليم أنت مبتحبش قاعدة المستشفيات دى"
أقترب سليم منها، وهو يضم وجهها بين يداه، وقال بحب ' صحيح مش بحب القاعدة دى بس بحبك أنتِ
ومطرح ما تكونى يا سهير هكون معاكي مستحيل أسيبك ابدا.."
ابتسمت بسعادة له وقالت بتأثر " أنا بحبك آوى يا سليم*
ضحك وهو يمسح دموعها، وقال " طب بتعيطى ليه وأنتِ بتحبينى؟؟"
سهير بدموع " عشان كنت غبية، وعشت السنين دى كلها وأنا مش حاسة بحبك ليا، بسبب غبائي كنت هضيعك من أيدي"
نفى سليم وهو يقبل يديها، وقال " أنا مستحيل كنت أسيبك يا سو، إحنا شخصين بقلب واحد.
أنا اتخلقت عشانك، وأنتِ اتخلقتى عشاني، مهما كنا بعدنا كَان مسيرنا نتصالح ونرجع أقوى من الأول صح؟!"
هزت رأسها وهى تؤمى له بقوة رفعت يديه التي تمسكها وهى تقبلها بقوة.
تشكر سليم الذي يغرقها بكل هذا الحب و المشاعر التى ظنت أنها أندفنت بمرور الزمن لكنها كانت مخطئه فهى مازالت موجودة لكنها تحتاج لمن ينميها.
وهذا ما فعله حبيبها، أعادها للطريق الصحيح.
أقترب سليم وهو يضمها لصدرة و قال بعد صمت " سهير صحيح انتى وقعتى ازاى؟!"
سهير بتنهيدة " معرفش يا سليم أنا كنت ف أوضتى لمى جاتلى سمر و طلبت منى نبدا صفحه جديدة و نحتفل قبل ما تسافر ف انا وافقت و نزلت بعدها بشويه لسه بنزل اول سلمه وقعت ومحستش بنفسى"
أغمض سليم عينيه وقال " اة يا بنت الكلب ماشى يا سمر"
سهير بقلق ' ف اى يا سليم؟ و بتشتم ع سمر كدة ليه! هو حصل حاجه!!
أومئ سليم وهو ينظر لها و بدأ يقص عليها كل شئ فعلته و محاولتها لقتلها هى و فتون حتى أنتهى
نظرت إليه سهير و قالت برعب " و فتون يا سليم عامله اى هى كويسه؟!
أومئ بتنهيدة " اة الحمدلله "
سهير بدموع إنهمرت ع وجهتها " كل دا بسببى يا سليم لو مكنتش بعتلها تيجى مكنش حصل لينا اى حاجه من دى، انا السبب"
نفى سليم وهو يبتسم لها بلطف وقال بحنان ' لا يا سهير دا قدر ومكتوب لينا يا حبيبتى
لا ذنبك ولا ذنب اى حد، هى اللى ألاذيه بتجرى فيها و بتحب تأذى كل اللى حواليها زيي زمان"
سهير بدموع " بس انا."
قاطعها سليم بصرامه " قولتلك بس و قفلى ع الحوار دا يا سهير
دا مش ذنبك خلاص"
أومئت وهى تصمت و رغما عنها عقلها يؤنبها ع ما فعلته لحق أخيها الوحيد
ضمها سليم لصدرة و قال " يا حبيبتى أهدى دا مش ذنبك دى نتيجة أعمالها بس*
نظرت له سهير و قالت " عايزة اشوف جواد يا سليم عشان خاطرى "
هز رأسه ببطئ وهو يقبل يديها وقال " حاضر.. هنزل اخلص اجراءات الخروج و نروح سوا بس امسحى دموعك دى"
اومئت له وهى تمسح دموعها سريعا و ترسم ابتسامة صغيرة ع شفتيها أبتسم سليم لها وهو يخرج من الغرفه
أما هى ف وضعت رأسها ع الوسادة و رغم كل شىء تحمد الله أن جميع أحبائها بخير..
❈-❈-❈
مازالت أومن الجزاء من جنس العمل، و من يحصد يزرع نتيجة أفعاله
لقد أرادت الهلاك لفتون فأنظروا لمن هُلاك الان!؟
تفتح عينيها وهى تنظر أمامها صامته
ما فعله يدور أمام عينيها منذ ساعات وكيف أنتهك حرمتها بكل بساطه
هى التى اردات أن تموت فتون هنا بذلك المكان العفن و قد فازت وهى تموت هى هنا بذلك المكان فهذا نتيجة حصادها
و أصبحت جسد بلا روح
لفحه من الهواء الباردة ملأت المكان و سرت قشعرة ف جسدها العاري بسخاء أمامه
ف ألمتها وهى التى لا تدرك عن ألالم اى شئ!
هى التى لا يخيفها اى شئ ع الاطلاق، و تفعل ما يحلو لها
لقد عوقبت الان بأقسى الطرق التى من الممكن أن تراها ف حياتها!
لقد أغتصبت و أنتهك حرمتها بدون وجهه حق..!
أبتسم بدر ساخرا الذى يجلس بعيدا عنها وهو يتناول سيجارته و قال ساخرا
" حتى انتى طلعتى أسوء من السوء يا سمر عارفه لو كنت جبت فتاة ليل كانت هتبقى احلى منك"
و صدحت ضحكاته ف الإرجاء وهو يقول شامتا" ع أساس أنتى مش فتاة ليل دا احنا دفنينه سوا.."
و أرتفعت صوت ضحكاته وهو يشاور ع المكان المقزز الذى به و قال
" شوفتى مش كنتى بتقولى اى المكان المعفن دا؟ اهو نهايتك هنا ف نفس المكان دا
عشان دا اللى تستهليه معفن زيك*
و لكنه لم يستطيع أن يكمل ف ضحكاته وهو ينهار ف البكاء و يقول " بسببك انتى خسرت فتون خالص، خسرت اكتر شخص حبيته ف حياتى كلها
و برضو بسببك خسرت الوعد اللى قطعته أنى مستحيل المس اى ست غيرها بس دا العقاب اللى تستاهليه"
و وقف وهو يقترب منها جثى حتى أصبح بجانبها و أمسكها من شعرها بقوة و قال بصراخ " مبسوطه كدة
ردى عليا انتى دلوقتى مبسوطه بعد كل اللى حصلك نتيجه افعالك وبس مبسوطه؟!
و صرخ بوجهها وهو يجذبها من شعرها بقوة حتى كاد أن يخلعه لها و قال بصراخ " ردى علياا مبسوطه؟!
و لكنها لم تجيب عليه ولم تتألم بما يفعله بل تنظر أمامها نظرات خاويه ك روحها.
أبتعد عنها بدر بعدما يأس أن تجيب وهو ينظر لها شامتا و قال " بس تعرفى هى دى نهايتك اللى تستاهليها
و نهايتى انا كمان.."
و أبتعد عنها وهو يمسك هاتفه بأيدى مرتعشه و أتصل ع الشرطه ثم أغلق الهاتف وهو يرميه بعيدا
و يقول ببكاء " نهايتى أنى احصل حبيبتى..
و بصراخ ملا المكان " فتون أنا بحبك يا فتون.."
و بعد قليل ملأت سيارت الشرطه و الإسعاف المكان..
❈-❈-❈
عند فتون
دق باب بيتهم الذى عادوا له منذ قليل بعدما تأكدوا أن كل هذا انتهى
وقف جواد مسرعا وهو يقترب من الباب الذى لم يبطل دق و قال بصراخ " أيوة حاضر جاى"
ثم فتحه و صُدم مكانه عندما رأى أمامه زينب المنهارة بالبكاء و بجانبها زوجها متعب و مصعب
أرتعب من منظرها و قال بقلق " ف اى حصل حاجه؟!
دفعته زينب وهى تدخل الى الداخل و تقول بصراخ " فتون.. بنتى فين يا جواد"
نظر لها جواد بعدم فهم لصراخها و أنهيارها الذى يملأ وجهها
وهى تبحث بكل مكان عن فتون التى خرجت مسرعه وهى تقول بقلق " انا هنا يا ماما.. حصل حاجه؟!
ما أن رأتها زينب أمامها بخير لم تصدق و أسرعت إليها لكن قبل وصولها سقطت ف الأرض
أسرعت فتون إليها و قالت بقلق " ف اى يا ماما انتى كويسه؟!"
ضمتها زينب لصدرها بقوة وهى تقول ببكاء " كويسه يا حبيبتى
بخير طول ما انتى بخير..*
ضمتها فتون و قالت بقلق " لا انتى مش كويسه يا ماما! حصل اى عشان تنهارى كدة و تيجى تدورى عليا؟!"
بكت زينب أكثر عندما تذكرت حديث بدر لها وهى تقبل فتون بكل وجهها بأشتياق واضح
نظرت فتون لمصعب و قالت " حصل اى يا مصعب ؟ ماما مالها "
تنهد مصعب وهو يخبرها بما أخبرها اياة بدر
أغمض جواد عينيه و أقترب من زينب يرفعها برفق بين يداة و قال بحنان
" أهدى يا حبيبتى فتون كويسه أهى بخير محصلش ليها اى حاجه"
تحركت معه زينب حتى جلست ع الكرسى و قالت بدموع " كنت هموت لو حصلك حاجه يا فتون "
أبتسم لها جواد وهو يقبل يديها و قال " مستحيل يحصلها حاجه طول ما انا جنبها اى مش بتثقى فيا؟!
نفت زينب وهى تبتسم له ف ضمها جواد بحنان لصدرة و قال " انسى اى حاجه قلهالك بدر
دى كلها اوهام محصلش صدقينى.."
هزت زينب رأسها بمواقفه وهى تنظر له بحب تحمد الله أن رزق ابنتها شاب كهذا..
بعد قليل
كانت تجلس فتون داخل حضن زينب التى لم تتركها منذ ما أتت
و مصعب الذى يحادث جوهرة يطمئنهم عليهم و متعب الذى يتحدث مع جواد و ضحكاتهم تتصاعد ف الإرجاء
دق باب منزلهم مرة أخرى ف وقف جواد وهو يفتح الباب و سرعان ما أبتسم لسهير التى أرتمت بين أحضانه و قالت ببكاء
" جواد سامحنى يا حبيبى"
أبتسم جواد وهو يقبلها ع شعرها و قال بحب " انتى بنتى يا سهير مستحيل ازعل منك ابدا.."
أبتسمت سهير بسعادة وهى تضمه مرة أخرى ثم دخلت للداخل لفتون
أبتسم سليم لجواد و قال بغمزة " اوعى تكون جينا ف وقت مش مناسب؟!"
دفعه جواد للداخل وهو يقول بتذمر " ادخل يا اخويا دا الحبايب كلهم جوة"
ضحك سليم عليه بشماته و قال " احسن بسبب عينك اللى كانت ف حياتى ديما.."
وقفت سهير بتوتر وهى تنظر لفتون خائفه من مواجهتها حتى لا ترحجها أمامهم
أبتسمت فتون ما أن رأتها و قالت " حمدالله على سلامتك يا سهير
الف سلامه عليكى"
أبتسم جواد بسعادة من تقدمها لمحادثه سهير
أما سهير ف اتسعت ابتسامتها و أسرعت إليها تضمها و قالت بأسف " سامحينى يا فتون لانى حاولت افرق بينك و بين جواد كتير*
أبتسمت فتون بهدوء وهى تضم يديها بحنان و قالت " انا مش زعلانه منك يا سهير كل اللى حصل خلاص انتهى بقى من الماضى"
أبتسمت سهير بحب لها وهى تقبلها على وجهتها وقد ملاها الندم بعدما رأت ردة فعل فتون وأنها نست كل شىء
ليست خبيثه أو سيئه كما ظنت هى كل تلك المدة..
و نظرت لبطنها التى تفاجأت بها لكنها ابتسمت و قالت " أن شاء الله يجى بالسلامه يا فتون"
أبتسم الجميع وهم يرددون " أمين"
اخر اليوم..
أغلق جواد باب منزلهم عليهم بعدما ودع الجميع أبتسم وهو يدخل غرفتهم
أقترب من فتون التى كانت تمشط شعرها وهو يضمها من الخلف و يخبرها بكل المعانى كم هو يحبها..
❈-❈-❈
بعد اسبوع
أغلق جواد باب منزلهم وهو يدخل للداخل يبحث عن فتون
جلس ع الكرسى وهو يتذكر حديثه مع سليم
سليم بصدمه " أتجننت؟!"
أومئ جواد وهو يقول بتعب " أيوة بعد ما فاقت من الصدمه مبطلتش صراخ طول اليومين اللى فاقوا
ف بقوا بيدوها مهدئات عشان تنام.."
سليم بشفقه " صعبانه عليا أوى يا جواد كتير اللى حصلها "
جواد بحزن " وانا كمان
رغم أن دا نتيجة أفعالها بس متصورتش أنها توصل لكدة
و بتنهيدة " انا تواصلت مع دكتور برة و شرحت ليه حالتها ف هتسافر كمان كان يوم مع ماما اللى اصرت أنها متسبهاش*
سليم بتنهيدة " كويس
و بتساؤل" و بدر اخباره اى؟!"
أبتسم جواد ساخرا و قال " كان هيعمل فيها مجنون عشان يطلع منها و أنه متأثر بموت فتون بس انا صدمته
سليم بعدم فهم " ازاى؟!"
أبتسم جواد وهو يدخل لبدر الذى يجلس ف الحجز و يتطلع نحو الفراغ و يردد بأسم فتون بكل لحظه
وقف جواد أمامه وهو ينظر له بأعين تملاها الاحتقار لما فعله بنفسه
و حصده نتيجة أفعاله
رفع بدر نظراته له عندما طال صمته و ما أن رآه صرخ وهو يقول " انت اللى قتلت فتون.. قتلت حبيبتى
و بصراخ فتوووون"
أبتسم جواد بخبث وهو يضع يديه ف بنطاله و قال " فتون مين اللى ماتت يا بدر؟ فتون عايشه معايا وفى بيتى
كانت ف حضنى من شويه
ف مين اللى ماتت؟!"
نظر إليه بدر مصدوما من حديثه و قال بنفى " انت كداب"
نفى جواد وهو يقول بزمجرة " وهو انت مين يلا عشان اكدب عليك فوق، كل التمثيلية اللى بتعملها دى عشان تخرج من هنا مش هيحصل
انت هتفضل هنا لغاية ما تعفن و تاخد عقابك"
صرخ بدر بعنف وهو يسرع نحوه " انت السبب هقتلك يا جواد هقتلك"
دفعه جواد بعيدا حتى سقط ع الأرض ونظر إليه ساخرا قبل أن يخرج خارج المكان ببرود مثلما دخل..
حتى انتهت ما يذكره ع سليم الذى أبتسم له و قال بتنهيدة " الحمدلله أننا خلصنا منهم بقا "
أبتسم جواد و قال " الحمدلله "
أبتسم جواد وهو يشعر بيدين فتون تحيطه من الخلف وهى تقترب منه تقبله من رقبته بحب و قالت " اللى واخدك عنى"
أبتسم جواد وهو يجذبها نحوه حتى جلست ع قدمه و قال بنفى " محدش يقدر ياخدنى عنك ابدا."
لمعت عينيها وهى تلعب ف ذقنته ثم أقتربت وهى تقبله من شفتيه بحب ثم أبتعدت وهى تنظر إليه بأعين ناعسه
أبتسم جواد بحماس وقال " لا دى شكل الهرمونات عامله عمايلها"
هزت راسها بمواقفه وهى تقترب منه مرة أخرى و قالت بهمس ف أذنه* قول انك بتحبنى"
أبتسم جواد وهو يجذبها لصدرة بقوة و قال " بس انا تعديت مرحله الحب يا فتون
انا بعشقك يا فتون انتى النفس اللى بتنفسه
و رفع شعرها وهو يكمل متغزلا بها " بكِ أحيى و معكِ أموت، أنتِ حبيبتى مصدر سعادتى ،ملجأى الذى بدونه و كأنى غريب فى هذا الوطن يا فاتنة"
لمعت عينيها بعشق لم يظهر بحياتها سوى بين يديه وأقتربت من شفتيه وهو تقبله بقوة وبادلها هو ع الفور بجنون أكبر
_ تمت بحمدلله_
إلى حين نشر الخاتمة أميرة احمد من رواية فاتنة والهوى، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية