رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 2
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل الثاني
❈-❈-❈
استيقظ سالم ليجد نفسه في المستشفى ونائم فوق الأريكة و تسنيم بين احضانه، تطلع الى الأمام ليجد أبنته ما زالت نائمه فوق الفراش؟ تنهد براحه ونظر جانبه ليحدق في زوجته بنظراته الشغوفة بها دون أن يفلتها من أحضانه بقي ذراعه محيطًا لخصرها، وضمها إليه أكثر قائلاً بهمس
= تسنيم اصحي يا حبيبتي .. اصحي يلا اغسلي وشك عشان نجهز نفسنا ونروح
فتحت عينيها ببطئ شاعرآ بألم حاد بمنتصف ظهرها ورقبتها، ابتعدت عنده وهي تدلك تحت رأسها بوجع، تنهد سالم وهو يقول بعتاب
= شكلك تعبانه من النومه هنا على الكنبه قلت لك من الأول سيبيني وروحي انتٍ احسن
رفعت عينيها نحوه لتنظر إليه بتأمل وقد أشرقت نظراتها بلمعان محبب وقالت بصوت مبحوح أثر نومها
= مكانش ينفع أسيبك في الحالة دي وما كانش جنبك .. ما تقلقش عليا شويه ورقبتي هتفك والوجع يروح .
كادت أن تنهض لتتفاجئ بـ سالم يسحبها و صارت في أحضانه، شعرت بالصدمة وشعر هو باضطرابها، ليبدأ في تدليك رقبتها من الخلف و ظهرها برفق! برهبتها من الموقف برمته، فلم تستوعب الأمر أغمضت عينيها مستسلمة لذلك الشعور الدافيء الذي اخترقها رويدًا رويدًا لينتشر في لحظات في أنحاء خلايا جسدها ثم أردفت قائلة بصوت مرتجف
= سالم انت بتعمل ايه ما يصحش كده .
باغتها بتطويقها من كتفيها ليضمها إلى صدره، و رفض إبعادها عنه رغم تلويها بجسدها للتخلص منه، وهو يرد بحنان
=أنا جوزك دلوقتي! وبعدين يصح تبقي تعبانه بسببي كده وأنا موجود؟ قربي يا حبيبتي، ده أنا أما صدقت نبقى سوى أخيراً وفي حضني!
التفتت له، ثم لوي ثغره للجانب بعبوس قليلا وهو يضيف بحسرة
= هقول بس ايه النصيب، كان زمنا دلوقتي في أوضتنا زي اي عريس وعروسه وبنصحي بعض بالاحضان والـ ..
زادت حمرتها الخجلة من تلك الكلمات الموحية وصمتت ولم ترد من الخجل الشديد، بينما عقد حاجبيه باستغراب زائف وهو يقول بمكر
= وشك احمر ليه وبعدتي عني؟ شكلك فهمتيني غلط تاني انا كنت هقول لك زمنا بنصبح على بعض بالاحضان و الفطار فوق السرير وبناكل واحنا مرتاحين .
بادلته ابتسامة رقيقة وقالت بنبرة خجوله
= علي فكرة أنت بايخ
وضع يده سالم أسفل ذقنها، داعب بشرتها بإبهامه، وقال لها بعدها بما يشبه الغزل
= بس عجبك ما تنكريش، هو إحنا مش هانجيب لـ ليلي أخ قريب بقي؟ حاسس يعني الموضوع طول زياده عن اللزوم.. يعني الفرح اضرب في اخره و ليله الصباحيه راحت وتقريبا كده كمان اجازه شهر العسل هتروح .
ظل على ثغرها بسمة ناعمة تلهب المشاعر أكثر، لكنها عبست بإحباط وهي تقول بتردد واضـح
= هو كده ممكن فعلا الاجازه تروح، احنا خدنا اسبوع بالعافيه واتفقنا هنسافر وقطعنا التذاكر كمان، بس اكيد طبعا معاك حق مش هتسيب بنتك في ظرف زي ده.. ما توقعناش ان ده يحصل وتتعب ليلى
هز رأسه بتفكير قائلا بعدم اعتراض
= مش عارف بس الدكتوره طمنتني وقالت انها كويسه.. هحاول محاوله تاني مع جدتها انها تخليها معاها واحنا نسافر وبعدين ده هو اسبوع يتيم وهنرجع على طول
اتسعت تسنيم عيناها بفرحة عارمة، وابتسمت بحب واضح له .
استمعت ليلي إلى جملته تلك الأخيرة، و أزعجها كلمات والدها بأنه سيرحل لرحله سفرة من دونها، لكنها لم ترضخ الى ذلك بالتاكيد؟؟ فبدت متجهمة من طريقته تلك معها فهي اعتادت علي والدها يخطط الى رحله سفر لهم هم الاثنين فقط! لكن الآن قد جاءت تلك الخبيثه لتاخذ مكانها بحياته لينساها والدها بالتاكيد.. تململت ليلي فجاه بالفراش وهي تغمض عينيها وتحدثت بصوت حزين مرتجف
= ماما .. ماما انتٍ فين .. ماما ما تسيبنيش.
نهض سالم بسرعة إليها واحتضانها بعاطفة وقبل رأسها، فنظرت ليلي له بعتاب وهو يردف بصوت دافئ
= هشش اصحي يا ليلى انا هنا يا حبيبتي جنبك، اصحي شكلك بتحلمي
فركت وجهها بنعاس و إعتدلت في نومتها بين احضانه وهي تقول بنبرة حزينه زائف
= بابا حبيبي ما تسيبنيش ما تبعدش عني عشان خاطري.. تعرف يا بابا كنت بحلم بمين؟ كنت بحلم بماما وحشتني أوي ونفسي ازورها .. وانت كمان منستهاش صح يا بابا
قالت بسؤالها ذلك بإصرار حتي يريحها ولا يجعل تلك الواقفه تشعر بالنصر اكثر من ذلك عليها، انتظرت اجابته التي رغبة بها ولم يبخل عنها فهو لم ينسى والدتها بالتاكيد، هز رأسه سالم بهدوء واجاب
= اكيد يا حبيبتي فاكرها وانتٍ كمان كل ما تفتكري ادعيلها بالرحمه
هزت رأسها بخفة ، وهي تقول بإهتمام
= انا مش بنساها يا بابا خالص عشان افتكرها
ماما متتنسيش يا بابا، كان نفسي تكون معايا في وقت زي ده وحشتني اوي .. بابا انا عاوزه اروح ازورها في المدافن عشان خاطري وديني
ظل يداعب خصلات شعرها بأصابعه متنهدًا وهتف بتعجب من طلبها
= حاضر يا حبيبتي بس انتٍ تعبانه دلوقتي مشوار زي ده! لازم نرتبله قبلها بكام يوم وعد مني هخليكي تزوريها قريب، يلا يا حبيبتي لو جاهزه نروح دلوقتي.. قادره تقومي تغيري هدومك و تغسلي وشك ولا تحبي تسنيم تساعدك .
هزت راسها برفض ونهضت بهدوء نحوه المرحاض وظهرت ابتسامتها السعيده على وجهها عندما التفتت بظهرها وهي تعتقد بان تسنيم الآن تشتعل بالغيره تأثير كلماتها تلك حول والدتها الراحله، بينما اقترب سالم متردد وهو يسألها بقلق
= اوعي تكوني زعلتي يا تسنيم من كلام ليلى
ابتسمت تسنيم بخفه وهي تقول بتريث عقلاني
= انا مبزعلش من ليلي انا مقدره اللي هي فيه... وبعدين هزعل من ايه عشان بتتكلم على مامتها طب ما شئ طبيعي وعادي، مش معنى ان انا دخلت حياتكم يبقى خلاص هتنساها وتخرجها بره حساباتها .
تنهد سالم في إرهــاق ، ورد عليها بغرابة
= انا مش عارف هي ليه حلمت بيها الايام دي مستغرب اصلا دي اول مره تسالني عليها وتبقى مصممه اوي كده انها عاوزه تروح المدافن ، عمرها ما طلبت الطلب ده مني قبل كده.. وانا اللي كنت دايما كل مره ببقى حريص في المناسبات اروح اوديها تقرا الفاتحه ليها وكنت بقول اكيد عمرها ما هتطلب مني الطلب ده عشان ما شافتهاش ولا تعرف عنها حاجه .
تقوس فم تسنيم قليلاً وهي تجيبه بفتور
= طب ده شيء كويس انها اللي طلبت منك المره دي من قبل ما تطلبها، وبعدين متهيالي فكره انها افتكرتها في الوقت ده بالذات؟عشان انا دخلت حياتكم حسيت ان انا يعني خدت مكانها وانك ممكن تنساها
عقد سالم حاجبيه بتفكير ثم قال بصوت هاديء
= وجهه نظر برده يمكن، تسنيم انا عايزك تقربي من ليلي، نفسي انتم الاثنين تكونوا قريبين من بعض
تابع وأضاف بجدية وهو محدق بعينيها
= صدقيني ليلي طيبه اوي وممكن بكلمتين تصاحبيها وتقربي منها، مش عاوزكم تعملوا بعض علي أن انتٍ مرات الاب وهي بنت جوزك .. نفسي بجد العلاقه تكون بينكم اكتر من كده .
أخذت تسنيم نفساً عميقاً وزفرته بعدم تأكيد ثم قالت بأمل
= ان شاء الله مع الأيام والوقت ده هيتغير
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية