رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 2
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل الثاني
❈-❈-❈
في نفس التوقيت، عند عتبة باب منزل ليان وقفت دلال تحدق إليه بأعين مشتعله بالغضب وهي لا تصدق وقاحه ذلك الشخص! الذي جاء للتو بكل جرأة وشجاعة وكأنه لم يفعل شيئاً يخجل منه طالعته بنظرات مدققة متأملة هيئته ثم لوت شفتاها بتهكم صائحة بتذمر في وجه طارق
= انت كمان ليك عين تيجي لحد هنا برجلك يا زباله انت فاكرني مش فاكراك! ولا ما عنديش خبر باللي عملته في بنتي، مش كأن أسمك طارق برضه
نظر طارق لها بحنق كبير، وقال بجدية
= انا اسف على كل حاجه حصلت ومعاكي حق تعملي مبادلك فيا بس ممكن تسمعيني انا مش جي في شر زي ما حضرتك فاكره انا جاي النهارده عشان اطلب ايد ليان انا اول ما عرفت انها اتطلقت حاولت اتواصل معاها ما عرفتش وما لقيتش حل قدامي غير أن اجاي هنا واللي يحصل يحصل بقى
حاول طارق أن يمتص عصبيتها بتلك الكلمات لكنها لم تهدأ وواصلت تذمرها وغضبها، صائحه به بنفاذ صبر
= ده انت ما عندكش دم وبجح كمان، و مفكرني اول ما تقول لي الكلمتين دول! انك ندمان وجاي تطلب ايد بنتي هجوزها لك على طول ده انت لو اخر راجل بالدنيا مستحيل اجوزها لوحد زيك، يلا امشي من هنا بدل
ما اطلبلك البوليس
أردف طارق بجدية وهو يومئ بعينيه بثقه
= أولا حضرتك مش هتقدري تطلبي البوليس عشان هتخافي من الفضيحه، وانا مش جاي اعمل مشاكل انا عارف ان أنا وليان غلطنا من الاول وخلاص ندمنا وكل واحد خد نصيبه واحنا الاتنين اطلقنا وبنحب بعض، يبقى ايه المانع اننا نتجوز.. ده بدل ما حضرتك تشجعينا أننا نخلي حبنا في النور .
رفعت أصابعها حتى تهدد إياه لكن قبل ان تتحدث بحرف واحد، تفاجئت بصعود شقيق زوجها جابر الدرج و بصاحبته منصور ابنه! شهقت قائلة برعب كبير
= حج جابر ازيك، خير في حاجه
اقترب جابر و أبنه من الخلف وسألها عم ليان باهتمام بصوت أجش خشن وهو يمرر أعينه علي وجه ذلك الغريب
= في ايه يا مرات اخويا هو احنا لازم نيجي لما يكون في حاجه، جايين نزورك عادي ونطمن عليكي وعلى بنت اخويا، انتٍ برده امانه في رقبتنا و احنا اهل.
شحب لون وجهها سريعًا و شعرت بحجم الخطر الذي وقع علي رأسها فلم يكن ينقصها حضور أقارب زوجها بذلك الوقت، وبالأخص جابر فهو لا يتفاهم مُطلقًا، أسلوبه حاد وعنيف واذا علم بما حدث مع ابنتها تثق تماماً بأنها ستكون وقعت بين براثن من لا يرحم، حاولت تبرير تصرفها قائلة بخوف بائن
= آه طبعاً أنا آسفه اتفضلوا بس اتفاجئت من زيارتكم فجاه
لوي جابر ثغره للجانب بابتسامة غير مريحة وهو ينظر الى طارق باقتضاب
= انتٍ عندك ضيوف ولا ايه اهلا وسهلا انا جابر عم ليان، و ده ابني منصور .. بس معلش في الكلمه حضرتك مين وبتعمل ايه في وقت زي ده؟ هو انت ما عندكش علم أنهم اثنين ستات و عايشين لوحدهم
عقد طارق حاجيبة بتركيز وعندما علم هويتهم، أبتسم براحة ونطق بعدم عقلانية وبتهور كبير
= أنا اسفه طبعاً لو جيت في وقت مش مناسب ولو كنت اعرف طريقكم، كنت جيت لكم انتم الاول، انا كنت هنا عشان اطلب ايد ليان
ضاق منصور نظراته نحوه، وهتف بنزق
= وهي دي الأصول برده! تيجي تطلبها كده من غير ما تستشير الرجاله في عيلتها الأول عشان يسالوا عليك كويس ويعرفوا اهلك مين، أنت اسمك ايه بالكامل؟ وبتشتغل إيه؟ وتعرف ليان منين؟
جزت علي أسنانها وشتمت طارق في سرها ذلك الغبي الذي سيعقد الأمور اكثر، وردت عليه بضجر
= ما لوش لزوم يا منصور احنا خلاص مش موافقين وانا قلتله الكلام ده اتفضل يا استاذ طارق فرصه سعيده وربنا يوعدك باللي احسن منها
هز طارق رأسه برفض مسلطًا أنظاره علي أقارب ليان بجدية، ثم قال بلهفه مستغل الأمر
= لا انا مش همشي وشايف ان دي فرصه كويسه عشان اتكلم مع عمها وخليهم يعرفوا اسمي بالكامل ويسالوا عني وانا مصممه اتجوز ليان و يا ريت ننسى القديم وانا مستعد افتح صفحه جديده معاها
نظرت له شزرًا، وصاحت بانفعال
= أنا قولتلك يلا من هنا ما عندناش بنات للجواز وبالذات انت يلا اتفضل و يا ريت ما تورينيش وشك تاني
كان جابر وابنه منصور ينظرون الي بعض واليهم باستغراب وعدم فهم، ليقول جابر هاتفًا
بلهجة صارمة وحادة
= هو ايه اللي بيحصل هنا بالظبط ما تفهمونا بدل ما احنا واقفين جنبكم ومش فاهمين حاجه؟ مالك يا مرات اخويا رافضه الجواز من الشخص ده بالذات ليه؟ هو سبق وضايقكم في حاجه؟
صاحت دلال بارتعاد وهي تلوح بذراعيها
= لا خالص بس ليان بنتي رافضاه وهو اللي مصمم و عايز يتجوزها والجواز طبعا مش بالعافيه وانا بحاول افهمه ده وهو مش راضي يفهم .
ليحدق منصور فيه بنظرات حادة، محاولة تفسير الموقف وهتف قائلا بصرامة
= بقول لك إيه يا اخينا ما تيجي دغري انا اول ما شفتك مش مرتاحلك اصلا، ايه علاقتك ببنت عمي ومصمم ليه تتجوزها وهي رافضه! هو الجواز بالعافيه ولا انت لا مؤاخذه مش راجل وهتقبل على نفسك واحدة مش عاوزاكٍ
هتف طارق باصرار معتقد عندما يتواصل مع أحد أقربائها ذوي العلاقات الجيدة للتصرف
قبل أن يتمادى الأمر بينه وبين ليان وعائلتها لوضع حد لتلك الخلافات الناشئة، لكن لا يعلم بان بفعلته تلك قد ارتكب أكبر خطأ بحياته
= بس هي عاوزاني وتقدر حضرتك تسألها بنفسك، و والدتها هي اللي رافضه موضوع جوازنا عشان موضوع كده زمان حصل وندمنا وانا اتاسفت.. مش فاهم ليه هي بقى مصممه تحرمنا من بعض طالما انا وهي بنحب بعض وخلاص اللي فات مات ونبدا صفحه جديده
جذبه منصور بشراسة أمامه مما جعل طارق يقلق منه قليلا وقد بدا يشعر بالحماقه الذي ارتكبها للتو مؤخرا، عندما أردف من بين أسنانه المضغوطة
= لا بقى انا لازم افهم موضوع إيه اللي حصل زمان بينكم وندمتوا عليه انتوا الاتنين؟
ما تفهمنا ممكن نحاول نمايل دماغ مرات عمي دلال ونخليها توافق وتسامحك، بس لما افهم الاول الموضوع إيه؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية