-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 4

 

 قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



اقتباس 

الفصل الرابع

❈-❈-❈

في منزل سالم، فرك ذقنه الحليقة بحنق بادي في قسمات وجهه، فقد استيقظ منذ الصباح وهو يبحث عن تسنيم ولم يجدها بالمنزل

وخمن انها قد خرجت لشراء شيء ما بالتاكيد بالخارج لكن هو لا يعلم إلي اين ذهبت؟ واخيها لم يجب علي اتصالاته حتى هاتفها أيضا لم تجيب عليه! ولم يجد شيء يفعله غير ان ينتظرها لتعود وجلس لمشاهدة التلفاز بغضب مكتوم حتى يشوش عقله عن التفكير بها .


ثم ضاقت أعين سالم مرددًا بغرابة بعد أن رآها تدخل من باب المنزل بذلك الوقت ودون أن تخبرة بخروجها


= تسنيم انتٍ كنتي بتعملي ايه بره في الوقت ده؟ انا صحيت ما لقيتكيش في الشقه وعمال اتصل بيكٍ مش بتردي؟ 


هزت كتفها ببساطة وقالت بنبرة تدل على عدم المبالاة 


= كنت في المحكمه عندي شغل عشان كده كنت عامله موبايلي صامت 


هتف سالم مدهوشًا وغير مصدق لما التقطته أذنيه


= نعم شغل إيه اللي نزلتيه وليه ما قلتليش ونزلتي ليه اصلا واحنا لسه في الاجازه! وبعدين هو انتٍ مش عارفه انك المفروض لما تنزلي او تعملي حاجه زي كده تستاذنيني الأول ولا الهانم لسه ما اتعودتش ان انا جوزها والمفروض تستاذن مني  


استشاطت أعين تسنيم فهتفت بحنق من بين شفتيها المزمومتين ساخراً بألم


= ما تعودتش! طب بذمتك هتعود ازاي؟ وانت طول الوقت مع بنتك وسايبني لوحدي انا بقيت حاسه ان انا قاعده في لوكندا وبشوفك كل يوم بالصدفه او حتى مش بشوفك اصلا والله انا اللي مفروض اسالك السؤال ده؟ لما انت مش متعود يكون معاك زوجه في حياتك اتجوزتني ليه؟ لا بجد دخلتيني حياتك ليه لما انت ما عندكش وقت ليا وطول الوقت مع بنتك وهي في اولياتك وانا مش موجوده اصلا في خانه مواعيدك ولا راضي حتي تيجي على نفسك وتديني وقت، مشغول يعيني فعلا اوي


لوي ثغره للجانب بضيق مرددًا بسخط


= في ايه يا تسنيم مالك بتتكلمي معايا كده ليه ؟ كل ده عشان انشغلت مع بنتي في امتحاناتها ما انتٍ شايفه بنفسك الظروف اللي اتحطيت فيها فجاه مش قادره تيجي على نفسك شويه وتصبري وانا قلت لك بعد كده الـ...


حاولت أن تبتسم ساخراً لتقاوم رغبتها في البكاء حسرة على حالها وعلى تلك الزيجة التي خضعت لها على أمل انها ستجد الحب والحنان معه، فهي لا تصدق بأن بعد كل ما حدث وفعلة معها يطلب منها الصبر وكأنها لم تفعله بالأساس، فبدت ابتسامتها مهتزة باهتة، وهي تقول له بصوت متهكم


= هو انا عملت حاجه في حياتي من ساعه ما اتجوزتك غير ان انا باجي على نفسي وبصبر وبطلعلك بدل المبرر عشرة! و أقول لنفسي اصبري شويه معلش مشغول ما انتٍ لو مكانه اكيد هتقفي جنب بنتك في امتحاناتها وتسنديها.. بس لازم زي ما هتدي واجباتك مع بنتك تشوف برده باقي حياتك والبني ادمه اللي أنت ربطتها على اسمك واتجوزتها، يا اخي حتى لو ساعه واحده بس اطمن عليا ولا انا مش من واجباتك برده ومسؤوليتك . 


بدأ وجهها خاليًا من التعبيرات وهي تكمل بجدية وجمود


= ماشي الامتحانات وخلصت، عدي الاسبوع وخلص من بدري؟ جيت بعد الاسبوع ده تسال عني ولا تشوفني؟ ولما كنت بتخلص مذاكره مع بنتك كنت بتيجي تطل عليا وتشوفني؟ كنت بتبات الاسبوع إللي فات مع بنتك وتاكل وتشرب معاها ومتجاهلني خالص من حياتك ولا عارف انا فيا ايه كويسه ولا حتى ميته يا اخي .


ارتفعت نسبة الأدرينالين المحفز لخلاياها للهجوم عليه بالحديث بتلك اللحظة فقد اكتفت من الصمت، وتذكرت خيبه املها طوال الايام السابقه وهي تنتظر منه ان يلتفت اليها ويهتم بها كزوجه،فهي لم تطلب شئ بالأساس حتي حقوقها! لكن افعاله تلك أحرقتها وهي حية بالفعل ظلت تخلق له المبررات وظلت صامته ولم تشتكي منه، وهو بالنهاية يأتي ويتحدث بكونه لم يفعل شيء حتى تحاسبه ويطلب منها الصبر أيضا.. وهي بالاساس لم تفعل اي شيء غيرة .


قاومت عبراتها التي تلألأت بكثافة في مقلتيها وهي تضيف بصوت شبه مختنق


= الصبح بتذكرلها وبالليل معلش اصلها بتتوتر من الامتحانات ولازم انام معاها ..طب في وسط اليوم تعالى شوفني عامله ايه؟ لا ما عندكش وقت أصلا لي! طب بجد دخلتيني حياتك ليه لما انت ما عندكش وقت ليا، سالم انت من شويه لما دخلت قلتلي ازاي تنزلي من غير اذني والاسبوع لسه ما خلصش ؟؟ احب اصدمك واقول لك ان الاسبوع خلص من بدري وان انا اصلا بنزل وبروح الشغل بقيلي اربع أيام؟؟ بس انت ولا واخد بالك مني


اكتفي سالم من تحديقه في وجهها دون أن يتحدث بكلمه واحده، كان يستمع اليها بصدمه وعدم استيعاب إلي تفاصيلها بجوارحها، هو لم ينتبه الى كل ذلك من البدايه؟ لم يشعر بانه تجاهلها بالفعل وجرحها بتلك الطريقه، وذلك الأسوأ بالطبع كونه لم يشعر بالام زوجته و الذي تسبب به؟ والتي تعيش معه بمنزل واحد! لكن بالتأكيد هو لم يقصد ذلك ربما كان معتاد على حياته طوال الوقت دون طرف ثالث بحكايته! لم يتعود على تلك الحياه الجديده وهي معه! انشغل مع ابنته او هكذا كانت حياته المعتاده مع ليلي، حيث كأن كل حبه وحنانه واهتمامه يذهب إلي أبنته فقط، لذا لم يستوعب عقله بأنها أصبحت في محور حياته أيضا .


كان الموقف عصيبًا للغاية، هي تعبر عن مشاعرها التي لم تجد من يغزيها في صورة أمنيات حلمت بها، خانتها عينيها فبكت وهي تضيف


= صدمتك مش كده؟ اه يا سالم بنزل واروح واجي وبخلص قضايا وشغلي وانت ولا شفتني في مره ولا خدت بالك خالص! مش قلت لك انت ما عندكش وقت ليا اصلا؟ واهو الموضوع ما طلعش امتحانات بنتك الحجه اللي انت عاملها عشان تداري على غلطتك! بدليل ان الاجازه خلصت بقيلها كتير وانت ولا هنا، ولا حتى قعدت معايا تتاسف لي وتقرب مني وتشوفني وتتعامل معايا ذي اي زوجين! انا حتى بعد كل ده حاولت اتجاهل و اكبر عقلي واقول معلش تعالي على نفسك عشان ما يتقالش عليكي ست نكدية ومع اول غلطه هتافوري وتكبري الموضوع وهو مش يقصد يتجاهلك ولا يعمل اللي عمله ده اكيد .


هزت راسها وهي تتذكر احداث ذلك اليوم جيد بعقلها وتُصيب قلبها بالحسرة و الخيبة، و ظهرت تعابير الإحباط تكسو قسماتها وعلامات الانكسار تعاود للظهور بكثافة لتنذر بالألم تحرقها داخلها 


= اخر يوم امتحانات لبنتك صحيت وعملت لك كل الاكل اللي انت بتحبه وجهزت نفسي واستنيتك، كنت معشمه نفسي اني خلاص اعتبر نفسي من اول اليوم ده اول جواز لينا.. و هتعوضني زي ما وعدتني، ما كنتش محتاجه منك غير كلمه حلوه بس اتفاجئت ان انت خرجت انت وبنتك تتغدوا بره وتتفسحوا وما كلفتش نفسك حتى تتصل تطمني عليك وتعرفني ان انتم هتتاخروا بره .


أغمضت عينيها وعاودت فتحهما بتثاقل وهي تنظر إليه، بينما رفع سالم عينيه نحوها حينما سمعها تتفوه بكل اوجاعها وجرحها منه، و للغرابه عندما حاول يتذكر احداث ذلك اليوم! وجد نفسه لم يتذكر اي شيء من ذلك أبدا؟ لانه بالفعل لم ينتبه إليها، ليحدق فيها بنظرات مطولة مستشعرًا تلك المرارة والألم في تحديقها له، واصلت حديثها بابتسامة منكسرة


=ومع ذلك ما فقدتش الامل وقلت لنفسي معلش بنته ومن ضغط الامتحانات طلبت منه يفسحها شويه وهو اكيد مش هيقول لها لا، مش هيكسر بخاطرها انما يكسر بخاطري انا عادي.. واستنيتك وعشمت نفسي تاني انك هترجع تعوضني! بس انت رجعت و مابصيتش في وشي دقيقه حتي ولا خدت بالك من اللي انا عاملاه عشانك وسبتني ودخلت نمت وصحيت تاني يوم تطمن على بنتك وبرده فضلت متجاهلني وما عندكش وقت ليا.. واللي وجعني اكتر انك كل ده مش واخد بالك انت عملت ايه؟ وجاي تحاسبني ازاي خرجت من غير اذنك! تمام يبقى انا كمان ليا الحق بقى و المفروض احاسبك ولا ايه؟ 


ظل محدق فيها بأسف كبير وهو يستمع إلى محاولاتها في كل مره تفعلها لعله يلتفت اليها وينتبه لها بيوم، وأخيراً تحدث و غمغم بصوت متألم


= تسنيم انا اسفـ..


تقطع صوتها واختنق على الأخير وهي تقاطعه بصعوبة بإحباط تام


= حتى دي مش عايزه اسمعها منك يا سالم لانها مش هتفيدني بحاجه اسفك ده تخليه

لما تدوس على رجلي غصب عني، مش لما تكسر خاطري بالطريقه دي؟ لما هي دي بدايه حياتنا امال بعد كده هنعمل ايه .

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة