-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 5

 

 قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



اقتباس 

الفصل الخامس

❈-❈-❈


في دار الرعاية، بحثت سماح عن صديقتها ولم تجدها لتعلم بانها ما زالت حبيسه بغرفتها، و بعد أقل من نصف ساعة كانت سماح تنتصب واقفة أمام غرفتها بالدار، وفتحت الباب فقد نفذ صبرها وهذه المره ستحاول رغماً عنها تتحدث معها وتطلب منها العفو! حمحمت بإحراج وهمست مبتسمة بتوتر


= ممكن ادخل؟ على فكره انتٍ لو طردتيني برده هدخل بالغصب عشان المره دي مش همشي غير لما تسامحيني


لم ترد لكنها تفاجات بها تبكي قطبت سماح في ريبة واقتربت منها وهي تلاحظ هيئتها الشاحبة وعينيها الذابلتين، وضعت يدها فوق كتفها وقالت باهتمام


= فريدة.. ايه اللي جرى يا حبيبتي؟.. انتٍ...  معيّطه؟!!. كنت عارفه اول ما بتقفلي على نفسك الاوضه دي اكيد بتعيطي وبتقعدي تفتكري كل حاجه 


لتهتز كتفها فريدة بألم واقتربت ترمي بنفسها في أحضان صديقتها التي احتوتها بدفء وهي تكاد تفقد عقلها من قلقها على حالة فريدة الغريبة، فلم يسبق لها وأن شاهدت وهي في حالة انهيار كهذه، لكن ما اثار دهشتها بأن رات بيديها صوره سونار لطفل! انتظرت حتى هدأت نوبة البكاء الحادة التي داهمتها ثم ابتعدت عنها قليلاً وقالت وهي ترفع رأسها إليها بابتسامة بسيطة 


= هو مش اللي في ايدك ده صوره سونار لطفل؟ طب ممكن أعرف ايه سبب الدموع دي كلها؟..


إنسابت العبرات الساخنة عفوياً على وجهها الشاحب لتحفر طريقها حتى شفتيها المرتجفتين، وحدقت أمامها بنظرات خاوية من الحياة ونطقت بصوت مبحوح


= دي صوره ابني اللي مات في بطني قبل ما اشوفه؟ و دي الصوره الوحيده اللي معايا من ريحته يمكن ما فيهاش ملامح آه !.. بس مش لاقيه حاجه غيرها احتفظ بيها عشان كل ما يوحشني افضل ابصلها .


جلسوا فوق الأريكة وبعد أن شربت فريدة بعضا من الماء، انخرطت في بكاء أشد حرقة عندما فكرت في مصيرها المجهول، لتردف


= عارفه يا سماح انا أوقات كتير أوي بحسد الناس اللي عندها فقدان ذاكرة ببقى نفسي كتير اوي انسى اللي حصل لي؟ ببقى نفسي انسى ان انا اتعرضت للاغتصاب! وببقى نفسي انسى ان انا خطيبي أو الانسان اللي كنت بحبه اتخلى عني في اكتر وقت كنت محتاجه له وراح خطب غيري! سابني بطريقه وحشه أوي، كان نفسي كمان انسى ان اهلي اتخلوا عني لما فكرت اجيب حقي عشان خافوا من كلام الناس؟ ونفسي كمان انسى ان انا اتجوزت اكتر انسان في حياتي بكرهه وعشت اسوء ايام حياتي معاه، غير انه اغتصبني مره ثانيه بعد جوازي وما عرفتش اشتكي لمين لاني اهلي ما جابليش حقي اول مره فبالتالي مش هيجيبوا لي حقي ثاني مره؟ يا ريت كمان انسى ان انا مش بخلف و ابني مات من قبل ما اشوفه.. ولا حواراتي الكتير مع اهلي و لما طردوني من بيتهم عشان يلوا ذراعي وارجعلهم واقول لهم أنا متنازله عن حقي لتاني مره و هعيش بدون كرامه واسمح للكل يهني عادي ذي ما هم عاوزين، عشان خايفين من كلام الناس وعشان ما بقاش ست مطلقه وعاقر كمان .. ياااه تصدقي أن انا عاوزه انسى حاجات كتير من حياتي بس مش قادرة للأسف. 


انهارت فريدة باكية هنا اكثر، و ظلت سماح ترمقها بنظرات حزينة متعاطفة، ثم أضافت قائلة بحزن وهي تكفكف عبراتها بظهر يدها


= انا حربت كتير لوحدي في الدنيا دي، وطبعا ما طلعتش كده بدون خسائر بالعكس خسرت كتير أوي رغم ان انا كسبت حاجات برده! اللي واجعني من كل ده ان انا طول الوقت وانا بحارب و كنت بفضل اقول يا جماعه انا الضحيه مش الجاني اتعملوا على الاساس ده؟ انا ما عملتش حاجة غلط عشان أحط راسي زي النعامة في الرمل ذي ما المجتمع عاوز! كل شيء نصيب وأنا نصيبي كده! ما كانش قدامي حل غير ان انا ارضى واتعايش مع الموضوع بس في نفس الوقت ما تنزلش عن حقي وده اكيد ربنا ما كانش هيرضاه برده .. وطبعا لان في مجتمعنا فاقدين الاحترام وما يعرفوش شيء اسمه احترام ولا مقتنعين يعني ايه واحده مغتصبه تطلع في وشهم وتقول لهم انا عاوزه حقي ومش هتنازل عنه !! بس ازاي،؟؟  واحده زيي المفروض تحبس نفسها ما بقت عار خلاص وما ينفعش حد يقرب منها و سمعتها بقت وحشه كمان، فالافضل انها تروح تنتحر عشان يرتاحوا .


إنفرجت شفتيها سماح في فزع حقيقي، و زائغت عينيها بعدم تصديق وهي تستمع الى معاناتها التي لم تتوقعها مطلقاً فهي اعتقدت الأمر أنتهي بطردها من منزل والدها فقط! لكن تفاجات بقسوة تلك العائلة و جحود بعض الأشخاص بالكثير ضدها.


وضعت يدها الممسكة بالمنشفة الورقية على طرف أنفها قائلة بنشيج


= انا في البدايه لما اتعرضت لكل ده واهلي كمان الكلام طلهم، للاسف ضعفت زي اهلي بالاول حتي بابا صمم اني اقعد في البيت ومنعني اروح شغلي ولا انزل حتى في الشارع والناس تشوفني، للاسف هو كمان نظرته اتغيرت وصدمني لما بصلي بنفس نظريه الناس! إللي هي اول ما يسمعوا واحده اتعرضت لحاجه زي كده أول الاسئله اللي بتيجي في دماغهم؟؟ طب ايه اللي اخرها في ساعه زي دي وترجع متاخر ليه؟ اكيد كأن بينها وبينه حاجه عشان تخليه يتجرا يعمل كده فيها، وكالعاده بدأ اللوم كله على الست.


ابتلعت ريقها المرير في حلقها الجاف ثم تابعت فريدة بتنهيدة تحمل الكثير وهي تحرك عينيها نحوها 


= وكلام من ده كتير ومش بس هو؟ لا كمان ماما ضغطت عليا واختي اللي كانت هتطلق بسببي كله كان عليا، عشان كده لما جاتلي فرصه تانيه ولقيت نفسي ليا حق صممت ما تنزلش عنه المره دي حتى لو هدفع عمري كله! بس طبعا كالعاده هم كان ليهم راي تاني و  خلصت من موضوع إني مغتصبه ودخلت في موضوع دي واحده مطلقه ومش بتخلف و فرصها في الجواز هتقل فلازم تعدي عشان تعيش حياتها وأنا مستحيل أعمل كدا، لأني لو كنت عملت كدا يبقى بديهم فرصة انهم يتكلموا اكتر ويطلعوا كلام تاني وتالت وعاشر، غير انا نفسي تعبت اوي كل واحد بقي بيفكر في مصلحته الا انا ؟ و رغم ان انا جبت حقي المره دي بس ناري ما بردتش من حقي اللي ضاع اولاني واللي أنا اتنازلت عنه بايدي .. ولاني لسه بتعافي من اللي عملوا فيا وبتعالج منهم كلهم! مش قادره اسامح ولا انسى يا سماح لحد دلوقتي .


وقالت بيأس وهي تحاول الإشارة بيدها المرتعشة


= عرفت ليه بقى انا رفضت ان اهلي يعرفوا مكاني وارجعلهم من تاني .


هزت رأسها بالايجابي والدموع تهبط من عينيها بحزن عليها، ثم أحاطتها سماح بذراعها باكية بقلب منفطر عليها و... نظرات أسف.

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة