رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 7
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل السابع
❈-❈-❈
حاول أيمن زيارة ليان مرة ثانية، إلا أنها رفضت رؤيته مرة أخرى، وهذا ما زاده غضبا بسبب رفضها المستمر له، رغم أن والدتها حاولت إجبارها على ذلك؟ لكنها أصرت على رفض ذلك هذه المرة. ولم تريد أن تعود لذلك الظلم والذل مرة ثانية. هذه الحياة لقد عانت كثيرا معه! وحتى لو أنقذها من الموت، فهذا لا يبرر أفعاله السابقة. وحتى لو لم تتخلص من مشاعرها بشكل كامل بعد، إلا أن هناك نقطة مهمة يجب أن تفكر فيها، وهي الثقة بينهما.
زفرت لاعنه خضوعها الأحمق الذي يهلكها من حضوره، ولم تستطع إيقاف تلك الرجفة التي حلت بها عندما عاد من جديد يقتحم حياتها!. وشعرت بالبرودة تجتاح جسدها وتزيد من رعشتها، عندما فكرت بالامر بانه اصبح زوجها من جديد! هزت راسها برفض فلم ترضخ هذه المره له مهما حدث؟ ويجب ان تفكر اولا في افعاله بالسابق ! ايمن سيظل في دائره الشك ولم تعود الثقه بينهما من جديد ولم تسمح لاي شخص مره ثانيه بأن يسيطر عليها ويحاسبها على ذلك الخطأ فقد اكتفت وكثيراً من دفع الثمن! هي حتى الآن لا تفهم لما أصر ان تصبح زوجته للمره الثانيه بعد كل ما يحدث بينهما و يصر على ارجعها المنزل ايضا؟ والوحيد الذي تنتظر حسابه و بقلب خائف هو الله! غلف عيناها عبرات كثيفة لكنها مسحتها بيديها سريعاً وهي تدعي داخلها ربها ان يغفر هذا الخطأ لها .
وفي ذلك الأثناء اقتربت منها والدتها،ونظرت لها بعدم رضي من أفعالها مع زوجها معتقدة انها تتدلل أو تنتقم منه من وراء تمردها ذلك! لتردف بصوت حاد
= هو الدلع اللي انتٍ هتفضلي عاملاه ده؟ ومش راضيه ترجعي لجوزك ولا تشوفي كل ما يجي هنا، عاوزه توصلي من ورا لايه بالضبط؟ بتردي لجوزك يعني أنه طلقك واللي عمله معاكي زمان، طب ما تحاولي تفكري ايه اللي وصله لكده قبل ما تعاتبيه .
عقدت ما بين حاجبيها مزعجة من أسلوبها الحاد معها مردده بعتاب طفيف
= انا ولا بدلع ولا بربي حد، انا كل اللي عاوزاه ابعد عنكم كلكم وبالذات هو، احنا مش خلصنا من الموضوع ده أصلا وانتٍ بنفسك طلبتي مني أطلق، إيه اللي قلب الايه فجاه وبقيتي
مصممه ان انا ارجعله وما لقيتيش حد غيره تتحامي فيه .
أجابت أمها بغضب قاصدة الضغط على كل كلمة فيها
= عشان لقيته هو الانسب ليكي وبعدين انا ما طلبتش منه يتجوزك ولا يرجعلك! هو لما جي هنا طلب بنفسه ومعنى كده انه لسه بيحبك وميال ليكي وطالما الموضوع كده ايه المانع انك ترجعي لي! على الاقل هو عارف كل حاجه عنك بدل ما لسه هنشوف واحد غيره يتقدملك ونقعد نحكيله القصه ويعالم هيقبل يتجوزك بعد اللي هيعرفه ولا لاء ؟ وممكن يفضحنا! كمان، لكن أيمن عارف كل حاجه و موافق وكويس انها جت منه فتحمدي ربنا بقى انه رجع تاني وعاوزكٍ بعد كل اللي عملتيه ولسه شريكي وبلاش الدلع والتمرد اللي انتٍ عماله تعمليه ده بسببه هتخسري تاني ..
فهمت ما ترمي إليه والدتها، فهزت رأسها مستنكرة محدودية تفكيرها وتجهمت قسمات وجهها مزعوجة من أسلوبها و الذي يؤثر بالسلب على صحتها ويؤدي بنتائج عكسية، لذا هتفت معنفها بلطف
= هو أنا ليه دايما بحس انك عاوزه تقللي مني وايه احمد ربنا انه رجعلي! خلاص موضوع حصل زمان يا ريت نقفل عليه وننساه وهو كمان، وما حدش من هنا ورايحه هيحاسبني على الغلطه دي انا دفعت ثمنها وزياده، لكن انتوا اللي مستمرين في الغلط ومحدش منكم عاوز يعترف بغلطه.. حتى عمي! ما شفتكيش وقفتي قصاده ومنعتيه ولا عتبتي على ضربه ليا لانك شايفه من وجهه نظرك انه عمل الصح وانا غلطت واستاهل.. ده ربنا غفور رحيم و انتوا ليه مش عايزين تغفروا لي وتنسوا.. فجاه حسستوني ان انا قاعده في جزيره كلها ملايكه وما بتغلطوش أبدا مع ان الله اعلم مخبين ايه عن الناس و لولا ستر ربنا محدش يعرف حاجه عنكم؟ عشان كده قادرين تقفوا قصادي وتحاسبوني.
تجهم وجه ليان تمامًا من أسلوبها الضاغط عليها من والدتها و لم تتحمل المزيد لتضيف بقهر صائحة
= انا مش لسه قاصر يا ماما عشان تحبسيني هنا بين اربع حيطان، وانا قاعده هنا وبكبر دماغي من اللي انتٍ بتعمليه عشان لسه باقيه عليكي ونفسي القديم نصلحه مع بعض بس كل يوم بيعدي بحس ان ده مستحيل يحصل والجفا اللي ما بينا عمره ما هيتحول لحب، انتٍ ولا قادره تفهميني ولا تتعاملي معايا ولا أنا برده.. كان زمان حجتك السفر طب دلوقتي ليه ما حاولتيش تقربي مني كل ده عشان غلطت غلطه واحده؟ هو مش المفروض برده ان مهما الاولاد يغلطوا الاهالي بيفضلوا جنبهم وهم الوحيدين اللي شايفين ليهم عذرهم وانهم صح.. ولا لانك مش عارفه تتعاملي معايا اصلا؟ مش عارفه تتعاملي مع بنتك ازاي ولا تمارسي الامومه صح
رمقتها امها بنظرات قاسية وهي ترد بحدة
= انتٍ بتقولي ايه يا متخلفه انتٍ ؟؟ هو في حاجة تخلي الأم مش ام، ولا مش عارفه ازاي تتعامل مع بنتها وتحسسها بالامومه
بررت بإصرارها بنبرة حزينة
= أيوة في، لما مشاعر الحب اللي بينهم تنتهي... لما بقى يتعاملوا مع بعض زي الاغراب! وانتٍ السبب في ده؟ زمان بسبب السفر ما عرفتيش تقربي مني ودلوقتي بسبب الغلطه دي حبستيني بعيد عنك وما قربتيش برده مني وما رضيتيش حتى تسمعيني
ردت دلال بجمود وقد ضاقت نظراتها عليها
= عايزة تقولي انك مبقتيش تحبيني يا ليان... وبتقوليهالي في وشي كده... طب قاعده معايا ليه؟ ما تيلا بره! شايفيني ماسكه فيكي ولا انتٍ قاعده هنا عشان عارفه ومتاكدة انك
ما لكيش مكان غير هنا ومش هتلاقي حد يصرف عليكي .
نكست رأسها باكية، و وضعت يديها على قلبها تاركة لعبراتها الحرية للانسياب بغزارة على وجنتيها، وهي لا تصدق لغه الحوار الذي اصبحت بينهما بدون تفاهم أو حب، رفعت وجهها للأعلى ماسحة بظهر كفها الدمعات الساخنة عنها، وحدثتها قائلة بصوت شبه مختنق
= شايفه الطريقه اللي وصلنا لها مع بعض، بقي كل تعاملنا وفكرينا عن الفلوس... ولسه برده مش قادره تتعاملي معايا وبدل ما تحاولي تفهمي ايه اللي وصلني للاحساس ده بتنهي الحوار ما بينا وتقولي لي اطلعي بره مش عاوزاكي.. تعرفي ان انا خدت بالي من حاجه متاخر ان انتٍ فعلا مش عارفه تتعاملي مع بنتك عشان كده بتلجئي للحلول المختصره علي طول، احبسها ؟ انهي معاها الحوار واقلبيه ضدها وهي اللي غلطانه؟ او الكلمه اللي دايما في بقك انا امك وعارفه مصلحتك فين؟, و المفروض انا بعد الكلمه دي اسكت لانك فعلا بتعملي لمصلحتي
زاد نحيبها المتحسر علي احوالها لدرجه أتعب قلبها شعورها بالخذلان بانها لم تحصل على عائله ولا زوج صالحين لها، وتمارس حياتها بشكل طبيعي، حتى احيانا تشعر بان العيب بها هي! و أنها نذير شؤوم! علي الجميع لم يكن بيدها أي حيلة، فاكتفت بتصليح الأمر الى حد مقدرتها، علها تهدأ وتستكين لحالها والجميع يراها بشكل اخر وبالاخص والدتها، رفعت عينيها المتورمتين من كثرة البكاء نحوها قليلا بعجز وهي تقول
= تعرفي يا ماما في نظريه سمعتها من فترة!
بتتكلم ان ٩٠٪ من الاباء والامهات مايعرفوش حاجه عن مسؤوليه أطفالهم ولا يصلحوا يكونوا اباء وامهات فبيطلعوا اجيال مدمرة نفسيا و مدمرة اجتماعينا وثقافيا وطبعا دينيا .. بنتكلم عن مجتمع مدمر.. هم ليه بجد مش بيعملوا كشف قبل الجواز ويشوفه الاب والام دول هيعرفوا يربوا ولادهم صح ولا لاء؟ بدل ما يطلعوا عقدهم علينا .
قبضت على أصابعها بيدها، وحدجتها بنظرات حادة وترتها، هتفت قائلة بصلابة
= عشان ما فيش اب وام مش عارفين مصلحه ولادهم فين ودي نظريه هبله زيك ومش اي حاجه تشوفيها تخشي تقرايها وتصدقيها ، ما هو ده اللي خيبك في الاخر وخلاكي تجري ورا واحد صايع وانتٍ متجوزه! تدوري على الاهتمام والحب !. كأن الجواز في الدنيا كلها كده وبس، وبدل ما كنتي بتبصي على عيوب جوزك بس.. نسيتي تبصي على الحاجات الحلوه اللي في الأول.
مجرد الحديث عن تقصيرها معها بالسابق أصابها بحالة من الفوران السريع، احتقنت دمائها بالأدرينالين واهتاجت خلايها، كانها بالفعل لا تريد ان يواجهها احد بذلك الخطأ وأنها لم تفعله من الأساس وهذا إقناعها التام.
ثم ضغطت على شفتيها تضيف بامتعاض رغم عدم اقتناعها
= ما تحطيش السبب دائما اهلك، اه ممكن
في مره ولا مرتين ولا عشرة حتي انشغلنا عندك شويه.. لكن السبب الأكبر انتٍ، خلاص كبرتي و بقي لازم تتعاملي مع اللي حواليكٍ وانتٍ عندك عقل تعرفي تميزي الصح و الغلط .
ملت وتعبت حقا من الأسلوب القاسي والجاف
بينهما، فهذه المعامله دائما بينهما هكذا؟ ولا يوجد بينهما لغه حوار مهذبه! ودائما ترمي اللوم عليها فقط! ترفض الاعتراف بخطائها أيضا، ويتحول بالنهايه الحوار الى اهانه وتعنيف و حبسها هنا، لكن هي تريد حل .. نقاش! تصل الى وضع مناسب بينهما لكن بتلك الطريقه لا تفهمها ولا هي تستطيع الحديث معها، ودايما تشعر بانها قد وصلت الى طريق مسدود معها .
لمعت مقلتاها بشدة تأثرًا بكلماتها الموجعة، وقالت بنبرة أقرب للبكاء
= فكره اول ما عرفتي المصيبه اللي انا عملتها قلتلي ايه؟ لما عاتبتك، بطلي تعيشي دور الضحيه، اهو متهيالي بقى دلوقتي انتٍ اللي بتعيشي الدور ده وبتحاولي تخلقي اي مبررات عشان تفضلي الضحيه في نظر نفسك وما تبينيش اي غلط ارتكبتيه.. زي ما يكون لو قلتي انا غلطانه هتحسي انك ارتكبتي خطيئه وما ينفعش تعترفي بيها
اغتاظت من حصارها لها بانها ترمي اللوم والخطا عليها، لترفع يدها لتصفعها بقوة وصاحت بها بنفس اللحظة بغلظة
= انتٍ قليله الادب وما لقيتيش اللي يربيكي.
توقعت والدتها أنها ستثور من ضربها و تغضب أكثر، لكن ليان استقبلت صفعتها بصدر رحب هذه المره دون اعتراض! ثم أردفت بصوت مقهور وقد قست نظراتها
= شكراً، اول مره تعترفي بحاجه صح انا فعلا ما لقيتش اللي يربيني ومش ذنبي! ده ذنب اهلي اللي جريوا ورا الفلوس ونسيوا بنتهم هنا بسبب الغربه، اقول لك على حاجه كمان هتريحك وتبسطك مني اكتر؟
زفرت بحزن أكبر وهي تضيف بغموض اجفل الأخري
= يا ريت تتصلي بايمن تقولي لي ان مراتك هترجع البيت خلاص، بس ده مش خوف منك ولا عشان بحاول اكون البنت المطيعه اللي بتسمع كلام مامتها؟؟ لا عشان ما بقتش عاوزه اي مكان يربطنا احنا الاثنين سوا.. وعشان كمان؟ ولا انتٍ قادره تفهميني ولا أنا قادره اتعامل معاكي فالاحسن ان احنا الاثنين نبعد عن بعض زي ما كنا زمان.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية