رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 21
قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مقيدة في بحور عشقه
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الواحد والعشرون
هناك عاصفة ممتلئة بالصدمات أتراه ؟ ، هناك قلبي غرق بهذه العاصفة ولم يعرف الطوفان ابدا ولم يعود مجدداً.
ـ انتِ قولتي ايه ، قولتي ايه لـ " سلا "؟؟.
صرخ بغضب " أحمد الغماري " والد سلا علي زوجته ، وهو لا يصدق مما يسمع أذنيه من الصدمة .
واقفه امامه تنظر له ببرود و تعقد ساعديه امام صـ ـدرها وتهتف بنفس النظره البارده كأنها لم تفعل شئ :
ـ قولت لبنتك انها تقترح فكرة الدار الايتام لـ " بيجاد " ، ايه اطرشت مسمعتش؟؟ .
اقترب منها بغضب وعينيه يشتعلون من الغضب واضح وامسك كتفيها وحركهم بقوة وغضب :
ـ انتِ عايزه الماضي يرجع من جديد يا نرجس ، انتِ اتجننتي .
دفعته هي بغضب وبسبب دفعتها تلك عاد إلى الخلف وهي تهتف بقسوة لاذعة :
ـ لا متجننتش يا احمد ، انت عايزني اخلي بنتي تحس نفس اللي حسيته ، تمارا هي اللي مش سايبانا في حالنا حتى وهي ميته مش سايبني ولا سايبه بنتي في حالنا ، وانا بحذرك ، الماضي لو اتفتح يا احمد ، هتشوف وش عمرك ما شوفته ، واي كان البنت دي بنت بيجاد او لا ، فهي في كل الأحوال هتمشي من حياة بنتي ، فاهم يا احمد .
غضب بشدة منها ورفع سبابته فوق وجهه بتهديد :
ـ لا مش فاهم واللي عندك اعمليه ، انا خلاص زهقت يا نرجس ، وقررت اكشف اولادي الحقيقة ، ومش هخبي تاني ، والايام الجاية هتثبت ده .
ختم جملته وغادر من امامها بسرعة ، تركها تشتعل من نيران الغضب ، فهي حاولت من عشرين سنة أن تخفي ذلك السر اللعين ، وهو قرر أن يبوح بتلك الأسرار ، فهي لم تسمح له ابدا ، عليها أن تتصرف باسرع وقت حتي تحل الأمر قبل أن يخرج من يـ ـدها
❈-❈-❈
استيقظت علي يـ ـد صغيره تحاول أن تفيقها ، فتحت لؤلؤة عينيها رأت تلك الطفلة الصغيرة " إيلا " ، نظرت لها بحيرة ولا تعرف ما بها ، جلست على الفراش نصف جلسة .
هتفت بحيرة وتنظر لها بحنان :
ـ مالك يا حبيبتي فيكي ايه؟؟ .
هتفت هي بخوف وتحاول أن تبتعد عن " سلا " :
ـ أنا عايزة أروح ، عايزه اروح عند خالتو مها ، هي فين .
أدركت هي خوفها لذلك حدثتها بحنان وتقترب منها بحُب ولا تعرف لما تشعر تجاهه تلك الفتاة الحنان ليس الكرهه :
ـ يعني انتِ مش عايزة تقعدي معايا .
صمتت واخذت تنظر لها بدون ان تتحدث ، بينما أكملت بحُب وهي تقترب منها :
ـ أنا اسمي سلا احمد الغماري ، ومعنديش حد يقعد معايا ومعنديش اصحاب ، في تقدري تكوني صحبتي؟؟؟ .
نظرت الي الفتاه وجدتها مذهولة وعينيها يوجد بها بريق لا تعرف أي بريق ، ولكنه رائع كادت أن تسالها ما بها ولكن قاطعتها عنـ ـاق من الفتاة الصغيرة ، عانـ ـقتها بدون نقاش ، عانـ ـقتها هي الأخرى وهي تشعر أن هذه الفتاة تشعر بشيء تجاهه ، كأنها تعرفها منذ مدة ، أو يوجد رابط بينهم ولكن ما هو الرابط ، ابتسمت وهي مازالت تعانـ ـق تلك الفتاة الصغيرة ولكن هذه الابتسامة تلاشت تماما حين هتفت الفتاة بنبرتها الحماسية :
ـ انتِ هي سلا الغماري اللي ماما اتكلمت عنها .
اخرجتها من اعنـ ـاقها وهي تنظر لها بحيرة :
ـ مامتك كانت تعرفني؟؟ .
هزت رأس تلك الفتاة الصغيره وهي تهتف بفرح :
ـ ايوا واقعدت تحكيلي عنك انتِ وخالو مازن .
نظرت لهذة الفتاة بصدمة كبيرة ، كانت تعرفها وتعرف " مازن " ايضا؟؟ ، جاء في عقلها تلك الصورة التي كانت تجمع " تمارا " و ابيها وهي تقبله من وجنتيه ، ما صلة " تمارا " بابيها ، وكيف هذه الفتاة تقول أن والدتها تحدثت عنها وعن " مازن " ؟ ، من أين تعرفهم؟؟ ، ابتسمت بصعوبة أمام تلك الفتاة وهي تهتف بنبرة هادئة ولكنها ممتلئة بتساؤل :
ـ طيب يا إيلا ، انتِ تعرفي احمد الغماري؟؟ ، الراجـ ـل اللي نمتي في حضنه امبارح؟؟ .
هتفت هذه الفتاة بلهفة ووجهها اشرق من السعادة :
ـ جدوو
هي كلمة صغيرة على البعض ، ولكنها كانت كالصاعقة بالنسبة لها ، جدها؟؟ ، كيف ذلك؟؟ ، تمارا ليست عشيقة لابيها إذا ، قد تكون مثل إبنته ، او هي إبنته بالفعل ، قلبه دق بجنون ولا تعرف الحقيقة كاملة ، عليها أن تبحث عن حقيقة هذا الأمر أو إجابة لكل تساؤلاتها والجواب على تلك الاسئلة التي تدور في عقلها هو " أبيها " عليها أن تستعد لمقابلة والدها حتى تعرف منه الحقيقة باكملها ، وهي تشعر أن تلك المقابلة سوف تكشف اسرار لم تعرفها ولم يعرفها البعض ولكنه تُصر حتى تحصل على الاجوبة .
❈-❈-❈
استيقظت على صوت زقزقة العصافير معلناً لها أن الصبح قد جاء والشمس قد أشرقت ، نظرت إلى الساعة وجدتها الساعة السابعة صباحاً ، جلست نصف جلسة ، فهي بالامس رفضت أن تغادر بدون " مالك " معها لذلك انتظرته حتى استسلمت لسلطان النوم ، دخلت إلى المرحاض وهي تغسل وجهها جيداً وخرجت تصفف شعرها وترتبه مثل ما كان بالأمس ، خرجت وهي تسأل الخادمة عن " مالك " :
ـ هو فين مالك ، مشفتهوش؟؟ .
هزت رأسها بلا وهي تهتف بهدوء واحترام :
ـ لا يا هانم ، مالك بيه مجاش من امبارح.
هتفت بصدمة ولكن من داخلها يوجد قلق عليها :
ـ انتِ متاكده أن مالك مجاش من امبارح؟؟.
هتفت بنفس النبرة وعينيها نحو الارضيه :
ـ ايوا يا هانم انا منمتش وكنت صاحيه وقتها ومفيش حد جاه .
هزت رأسها وهي تهتف بهدوء :
ـ خلاص روحي انتِ شوفي شغلك .
هزت الخادمة رأسها وابتعدت علي الفور حتي تري عملها تركتها تفكر ، ما الشيء المهم الذي جعله لم يعود بالأمس ، اتجهت الى غرفتها مرة ثانية وأخذت تبحث عن الهاتف حتى وجدته وسرعان ما اتصلت علي " مالك " ولكن لم يرد عليها اتصلت مرارا وتكرارا ولكن لم يرد عليها ، مما غضبت كثيرا فهو لأول مره في حياته لم يرد عليه ، أمامه عمل مهم أو شئ مهم يرد عليها علي الفور ولكن لما هذه المرة ، فهو تصرفاته وتصرفات " بيجاد " بالأمس لم تعجبها علي الاطلاق ، تظن أنه في شئ خاطئ ولكن ما هو؟؟؟ .
عليها أن تعرف سريعا ما سر تصرفات " مالك " معاها ، لذلك عليها أن تسأل شقيقها بالأمر يبدو أنه يعرف شئ لم تعرفه هي عن زوجـ ـها.
لذلك اتجهت الي الاسفل حتي تسأل شقيقه بالأمر.
❈-❈-❈
كان ينظر الى سقف الغرفة لا حول ولا قوة له ، فهو لم ينام من الامس ويفكر في تلك الليلة ، كيف ارتكب خطأ فادح كهذا ، كيف ظلم " تمارا " بأفعاله تلك ، كيف لم يفكر بالأمر أنه اقترب منها ، ولكن يقسم أنه لم يتذكر تلك الليلة المشئومة ، لم يتذكر اي شئ ، اخر شئ يتذكره هو شربه لذلك المشروب ولم يتذكر اي شئ ، يحاول أن يتذكر مراراً وتكراراً ولكن لم يتذكر ، لعن عقله الذي لم يساعده في تذكرة شئ ولعن تلك الليلة المشئومة التي جعلت حياته رأسا على عقباً ، إذا " سلا " أدركت أنها ابنته ومن " تمارا " الذي يوجد رابط بين " تمارا " و " سلا " فهي لن ولم تسامحه ابدا على فعلته تلك ، يحاول أن يحل الأمر ، ولكن في كل مرة يزداد الأمر سوء وتعقيداً ، كأنها خيوط كل ما يحاول أن يخرج من الخيوط التي ممتلئ بالتعقيد ، خيط رفيع يسحبه مجدداً ويعود لنفس الخيوط مجدداً ، يشعر أنه طفل لم يعرف الطريق حتي يوصل الي بر الامان ، يشعر كانه جندي يحارب ويحارب ولكن في كل مره تزادد المعركه قتالاً ، لا يعرف متى تنتهي المعركة ولكن يحارب بكل قوته ، هو كذلك لا يعرف أن المعركه تنتهي بفوز اما خساره بقتله.
افاق من دوامه افكاره صوت دقات على الباب ، أغمض عينيه الذابلة ، الذي في كل مرة ينظر بداخل عينه يوجد حرب لا تنتهي و يشعر بالشفقة عليه ، لذلك عليه أن يعود بهيبته الذي الجميع يخاف منها ويضع لها الف حساب قبل أن تتحدث معه ، سمح لطارق بالدخول بعد ما اخرج تنهيدة تحمل الكثير والكثير من الألم الذي يشعر به بداخله ولم يجد لها دواء .
دخلت " سلا " وجدته يجلس علي الكرسي ومازال بثياب الامس وشعره مبعثر بتعب ، نظرت الي عينيه وجدت حزين دافين يخفيه ، اقتربت منه وضعت يـ ـدها على يـ ـده ، وهي تهتف بنبرة لينة ممتلئة بالخوف :
ـ مالك يا حبيبي .
نظر إلي صفحة وجهها ، وقد اختفت تلك الهيبة التي كانت منذ قليل ، فهو يعود " بيجاد " المراهق معها هي ، لا شاب في أوائل الثلاثيني ، قد يختفي قبح العالم وحزنه بمجرد النظر الى وجهها الذي يطمئنه أن الامور سوف تصبح بخير بجانبها معه ، هتف بتعب وهو مازال ينظر الي وجهها ولكن مقلتيه تحكي الكثير والكثير :
ـ تعبان بس ومنمتش من امبارح .
وقفت هي وهي تُمـ ـسك يـ ـده تشجعه على الوقوف ، استجاب لطلبها وقف أمامها :
ـ قوم خد شاور ، وأفطر ونام ، ومتروحش الشغل النهارده ، انت تعبان النهارده .
كاد أن يرفض ولكن صمت حين هتفت بعناد هذه المرة :
ـ مفيش نقاش ، الأمر منتهي ، وممنوع تتطبق وشكلك يتعب كده تاني .
كانت تمـ ـسك يـ ـده وتتجه الى خارج المكتب ، وغادرت وهي تتجه الى الاعلى نحو غرفتهم ، ادخلته واوصدت الباب خلفها ، ودخلت الى غرفة الثياب وبعد أقل من الدقيقة خرجت وهي معها ثياب مريحة للنوم له ، دخلت الى المرحاض وضعتهم وجهزت له الماء وبعد دقيقة خرجت وهي تتجه له وتمـ ـسك يـ ـده تشجعه على الوقوف ، وهي تهتف بنبرة حُب :
ـ يلا انا جهزتلك الحمام ، وهدومك جوا ، غير هدومك وانا هساعد صباح في الفطار عقبال ما تخلص شاور هتلاقي الفطار جاهز .
ختمت جملتها ، وتركته ، يبتسم لها ابتسامة عاشقة ولكن قد عادت مره اخري والابتسامة تزين ثغره وهي تقترب منه وتعانـ ـق وجهها في راحة يـ ـدها ، وهي تهتف بحنان وحب وتنظر في أعماق بحور عينيه :
ـ واه متفكرش كتير بنتك او مش بنتك ، ده ماضي وانا واثقة جدا أنك بتحبني واستحالة تخوني ، انا عايزه ابدأ صفحه جديده معاك مفيهاش مشاكل ، ولو فيها نواجهه سوا ، ده ماضي ومينفعش احكم عليه ، يبقى نقفله و متفكرش فيه .
ختمت جملتها واقتربت منه قبـ ـلته نحو وجنتيه وغادرت سريعا ، تركته يبتسم بحب وقلبه ينبض بجنون ، فهو ماذا فعل بهذه الحياة حتى يحصل عليها ، فهو يحبها بلا يعشقها وقد تعدى هذا العشق بمراحل اخرى ، هو متيم بها حد الهلاك .
ادخل الى المرحاض حتى ينفذ طلبها والابتسامة لا تفارق ثغره .
❈-❈-❈
خرجت من الغرفة سريعا والابتسامة لا تفارق وجهها ، فهي تعرف أن القرار هذا ليس سهلا عليها ، ولكنها احببت تلك الفتاة الصغيرة في وقت قصير ، هي متفاجئه من شعورها نحوها انها احبتها بتلك السرعة تشعر انها تعرفها لذلك بعد أن فكرت جيدا ليلة امس أدركت أن هذا الذي حدث ماضي وانتهى ، هي تحاول أن تحارب حتى تنقذ زواجـ ـها ، فهي أحبت " بيجاد " ولا تستطيع أبدا أن تبتعد عنه ، وهي لديها ثقه انه يحبها لذلك عليها أن تحارب معه ، لا تسمح بأي فراق أو بعد يفراقهم بعد الآن ، اتجهت الى الأسفل وكادت سوف تدخل الى " المطبخ " ولكن توقفت حين رأت " ياسمين " تدخل الي القصر والابتسامة لا تفارق وجهها ، اشتعـ ـلت " سلا " وبقوة ، فهي تعرف نوايا تلك المرأة وغايتها ، وغايتها هي أن تاخذ " بيجاد " منها ، تذكرت تلك الذكري اللعينة التي لا تذهب من عقلها ابدا وهي قبـ ـله " بيجاد " من " ياسمين " عليها أن تعرف وتسأل " بيجاد " لما فعل ذلك وقبـ ـلها ولكن الصبر ، عليها أن تساله في وقت لاحقاً بعيد عن أي حد ، نظرت الي " ياسمين " في المرة الذي لا تعرف عددها ونظرت ابتسامتها المشرقة ، فـ بالتاكيد تبتستم هذة الابتسامة المشرقة بعد أن شعرت بالنصر ، فهي ادركت ياسمين بالامس أن " بيجاد " وهي لم يعودوا مجدداً ، واستغلت هذه النقطه حتي تقترب من زوجـ ـها ، ياللهي من حمقاء كبيرة ، فهي من المستحيل أن تسمح لها بأستغلال هذه النقطة ، اعتذر اليكِ يا ياسمين ولكن هذه المره سبقتك بخطوة .
ابتسمت بخبث وهي تقترب منها والابتسامة لا تفارق وجهها وتعقد ساعديه امام صـ ـدرها :
ـ ياسمين جايه ليه كده الصبح بدري ، مش المفروض تيجي متأخر شويه عشان متزعجيش الناس علي الصبح كده .
نظرت إلى ابتسامة " سلا " بحيرة ولكن هتفت بسعادة كبيرة والابتسامة مازالت تزين ثغرها :
ـ الشغل بقي نعمل ايه ، متنسيش اني سكرتيرة بيجاد دلوقتي مش صحبتك اللي بتيجي وقت بدري ، لو صحبتك من حقك تقولي كده ، لكن انا سكرتيرة اجي وقت ما احب .
هتفت هي ببرود والابتسامة مازالت تزين ثغرها :
ـ ليه هو انتِ مراته؟؟ ، عشان تيجي وقت ما تحبي .
ابتسمت نصف ابتسامة بخبث أدركتها " سلا " جيداً وهتفت بنبرة ثقه :
ـ قريب ، قريب جدا يا سلا .
رفعت حاجبيها بتعجب وهي تضحك بسخرية جعلت الأخرى تشتـ ـعل من الغيظ :
ـ قريب؟؟ ، بجد؟؟ ، وانا بقولك استحاله ، استحاله يا ياسمين طول ما انا مرات بيجاد الجمالي مستحيل اسمحلك تقربي لجوزي حبيبي.
اشتـ ـعلت عينيها حقداً وكادت أن تقترب منها وتفتك بها ولكن توقفت حين فريدة جاءت لهم القت التحية علي " ياسمين " ولكن لم ترد عليها وتجاهلتها وهي تهتف بنبرة هدوء ولكن بداخلها تشتعل فهي تريد أن تحرق " سلا " بتلك النيران التي تشعر بها :
ـ فين بيجاد يا فريدة .
جاوبت " سلا " عليها ولكن بنبرتها الباردة :
ـ بيجاد واخد اجازه يا عمري ، ابقي خلي يشوف الاوراق بكره الدنيا مش هتطير يعني .
تحدثت " ياسمين " تلك المرة بعصبية جعلت صوتها يعلو رغم عنها :
ـ لا الدنيا هطير وانا اللي هشوف بيجاد بنفسي .
اشتعلت " سلا " من وقاحتها كادت سوف تمسك يـ ـدها بعنف ولكن " ياسمين " دفعتها بعنف كادت أن تسقط ولكن امسكتها " فريدة " بلهفة منعاً إياها من السقوط ، غضبت " سلا " وبشدة وكادت أن تذهب خلفها ولكن توقفت حتى سمعت نبرة بيجاد التي ممتلئة بالغضب ، جعلت ثلاثتهم يرتعشون من نبرته ، اقترب منهم واتجه نحو " سلا " وسرعان ما عانـ ـقها وهو يهتف بقلق :
ـ حصلك حاجه ، انتِ كويسة .
خرج من اعنـ ـاقها وهو يرى وجهها جيداً وبعد دقائق تأكد انها بخير ، كانت كالدقائق ولكن كانت كالدهر بنسبه لـ " ياسمين " التي تشتعل غيظاً من اهتمام " بيجاد " بها كادت سوف تتحدث حتي تلفت انتباه ولكن يا ليتها لم تلفت شئ ، فهي اقتربت منه وكادت أن تتحدث معه ، رمقها نظره نـ ـارية جعلت الخوف يطرق باب قلبها ، كادت أن تتحدث معه ولكن تلعثمت في الحديث ، ترك " سلا " واقترب منها مثل الأسد الذي يقترب من فريسته وهو يزمجر بقسوة :
ـ ايه اللي انتِ هببتي ده ، انتِ ازاي تتجرئي وتقربي من مراتي بشكل ده ، انتِ نسيتي نفسك ولا اية .
كادت سوف تتحدث حتى تشرح له الوضع ولكن هتفت " سلا " بحزن مصطنع أدركته " ياسمين "
ـ تخيل يا بيجاد ، انا بقولها صاحبه القصر ده تقولي لا انتِ مش صاحبه القصر وبقولها انك واخد اجازه ، زقتني بشكل اللي انت شوفته ده ، هل انا غلطت يا حبيبي .
اقترب منها وهتف بتحذير وهو يرفع سبابته فوق وجهها :
ـ هي صاحبه القصر وصاحبه الكل فوق دماغك ، وتاني مره لما تقولك امشي يبقى هتمشي غصب عنك ويلا بره .
نظرت له بعدم تصديق وكادت أن تتحدث ولكن قاطعها هو بقسوة اكبر جعلت جـ ـسدها يرتعش من قوة نبرته :
ـ بــره .
نظرت الي " سلا " وهي تتوعد لها بأشد الانتقام وتركته وغادرت على الفور ، وهي تهتف بنبرة توعد ليس إلا :
ـ ماشي يا سلا ، انتِ اللي بدأتي .
وغادرت تحت انظار " سلا " التي ابتسمت بنصر كبير ، فمن المستحيل أن تترك " بيجاد " ليكِ يا ياسمين ، نظر " بيجاد " لها وهو يبتسم على ابتسامتها وهو يهتف بمرح :
ـ مبسوطة كده؟ .
هتفت بسعادة كبيرة وهي تقترب منه والابتسامة مازالت على ثغره :
ـ جداً ، وهكون مبسوطه أكتر انها متجيش هنا تاني .
عانـ ـقها " بيجاد " بحُب وهو يهتف بنبرة مرحة :
ـ أنت تؤمر يا جميل .
ختم حديثه وقبـ ـلها فوق فروة رأسها ، نظر نحو " فريدة " التي كانت تبتسم علي حبهم ذلك وتتمني أن يرزقهم الله الذرية الصالحة ولكن اختفت ابتسامة " بيجاد " حين وقعت على " فريدة " ، خرج من اعانـ ـقها وكاد سوف يغادر ولكن توقف حين " فريدة " هتفت بتساؤل :
ـ متعرفش مالك مجاش ليه لحد دلوقتي .
نظر لها نظرة غريبة لم تعرف ما هي ولكن هتف بهدوء عكس نظراته المصوبة عليها :
ـ مالك سافر امبارح اسبانيا عشان الشغل وهيرجع بعد بكره .
ختم حديثه وتركها تنظر الي اثره ، فهذا الان هو الوقت المناسب حتى تجهض هذا الجنين وتتخلص منه للابد ، عليها أن تتخلص منه سريعا قبل أن يجئ " مالك " ، غادرت سريعا نحو غرفتها وهي تتصل علي " ياسر " وبالفعل اتفقت معاه على أن يجهض هذا الجنين اليوم ، طلب منها أن تجهز نفسها حتى تقابله خلال دقائق وبالفعل جهزت نفسها وبعد دقائق ، غادرت سريعا بدون ما أحد يراها ولكن هناك عيون تراقبها مما ابتسم بحزن وما هو إلا " بيجاد "، رآها تغادر بسيارتها سريعاً ، امسك هاتفه وارسل إلى شخص مجهول رساله عباره عن كلمة وما هي إلا " نفذ " كلمة مجهولة الى البعض ولكن هذه الكلمة تعني له شئ ما..
❈-❈-❈
قابلت " ياسر " بعد دقائق ، ركب سيارتها وبعد ذلك اسرعت سيارتها الى مكان ما ، هتفت هي بهدوء ومازالت تقود :
ـ انا مش فاهمه حاجه ما كنا روحنا المستشفى وخلاص .
هتف هو بهدوء ومازال ينظر إلى الطريق :
ـ مينفعش ، خطر على الدكتور ، هي حته مهجوره ، فيلا قديمه ، الدكتور بيعمل فيها عمليات الإجهاض بعيد عن الناس والدكاتره بيكون امان .
نظرت الي الطريق ومازالت تستمع الي إرشاداته نحو الطريق الصحيح ..
وبعد ساعه..
وصلوا واخيراً الي الفيلا القديمة المهجورة ، في المكان مظلم وبشدة إلا أن في اضاءة خفيفة ، تشعل الطريق ، شعرت بخوف يسير على اوتار جـ ـسدها ، فهي شعرت بالندم أن تجهض جنينها ، ولكن عليها أن تفعل ذلك ، فهي لا تريد أي شئ من مالك ولا هذا الطفل ، فهي تريد أن تحيي بحياة سعيدة مع " ياسر " ليس " مالك " فهي تشعر بالذنب تجاه " مالك " أنها حقاً قد تمادت ولكن ما باليد حيلة ، دخلت إلى الفيلا وجدتها ممتلئة بالأتربة وعلي هيئة الهدم كادت أن تتحدث لـ " ياسر " وتقول اين الطبيب ولكن شعرت بالصدمة تستولي على جـ ـسدها وهي ترى " مالك " يجلس على كرسي خشبي ويضع قدم فوق قدم وهو يهتف بحماس و غموض غريب :
ـ surprise surprise
هتفت هي بصدمة وعينيها يصرخون من الخوف :
ـ مالك؟؟.
❈-❈-❈
سألت علي " فريدة " و " بيجاد " من الخادمة قالت لهم انهم غادروا سريعا بدون أن أحدهم قال لها ، مما هتفت بحيرة ، امسكت هاتفها واتصلت على " بيجاد " ولكن لم يرد ، فهي قالت له اليوم أنه اليوم راحه فقط ليس إلا ولكن تجاهلها كالعادة وغادر ، ايعقل أنه في شئ في العمل لذلك ذهب بدون أن يخبرها ، فهي قضت يومها مع " إيلا " التي أحبتها كثيرا ولم تشعر بخروج " بيجاد " أو " فريدة " ، عادت الى غرفة " إيلا " وجدتها تلعب ، اقتربت منها حتى تشاركها بتلك الالعاب ولكن توقفت حين هتفت تلك الطفلة بمرح :
ـ انتِ لسه برضوا ملقتيش الحلق بتاعك؟ .
هزت رأسها بلا ، فهذا القرط غالي عليها ، فهذا القرط قدمه لها " مازن " شقيقها لذلك مازالت تحتفظ بها ، فهي خرجت من غرفة " إيلا " حتى تبحث عنه ، بحثت عنه في غرفتها وحجره الطهي ولكن لم تجده وبحثت عنه في غرفة " إيلا " ولم تجده ، تذكرت تلك الغرف التي ذهبت إليه اليوم وما الغرف التي لم تذهب لها وجدت أن كل الغرف التي ادخلتها في الصباح هي التي بحثت عنها ، وفي تلك اللحظة تذكرت غرفة مكتب " بيجاد " التي ادخلته في الصباح ، أيعقل أنه سقط منها وهي تمسك يـ ـد " بيجاد " ولم تلاحظ ذلك ، خرجت من الغرفة مرة ثانية واتجهت الى الأسفل نحو غرفة مكتبه ، دخلت المكتب وهي تنظر نحو الارضية ، ابتسمت بشدة حين وجدته بجانب الكرسي المكتب ، امسكته وارتدته في أذنيها ، كادت أن تذهب ولكن توقفت حين لمحت عيونها عن أوراق مشفي .
جلست علي الكرسي وقد جاء لها الفضول أن تعرف ما يوجد بـ أوراق المشفى ، أمسكت تلك الأوراق وقرأتها جيداً ولكن هذه الابتسامة التي كانت علي وجهها اختفت ، وقد تجمع في لؤلؤ عينيها بغيمة دموع وهي تهتف بصدمة وهي تترك تلك الأوراق :
ـ بيجاد يبقي ابو إيلا؟؟؟؟ .
يتبع..