-->

رواية جديدة تعويذة العشق الأبدي لسمر إبراهيم - اقتباس الفصل 17

 

قراءة رواية تعويذة العشق الأبدي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تعويذة العشق الأبدي

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سمر إبراهيم 


اقتباس

الفصل السابع عشر



خرجت من الغرفة بخطوات مترددة تفرك يديها بتوتر لتقابلها والدتها وتحتضنها وهي تبكي لا تصدق أن تلك الأميرة الواقفة أمامها الآن هي فلذة كبدها واليوم هو يوم زفافها.


فرقت عناقهما وتحدثت بصوت باكي:


- مبروك يا نور عيني ربنا يتمملك بخير ويسعدك يارب.


مدت يديها لتمسح دموع والدتها وحدثتها بابتسامة مختلطة بالبكاء:


- طب بتعيطي ليه دلوقتي؟


كورت وجهها ببن يديها وأجابتها وهي لازالت تبكي:


- دي دموع الفرح يا حبيبتي مش مصدقة اني عيشت لما شوفتك عروسة زي القمر كدا.


- لا بقولكم ايه كفاية عياط بقى المكياج هيبوظ والعريس كدا ممكن يرجع في كلامه.


كان ذلك صوت عهد التي حاولت التخفيف من توتر شقيقتها ولكن كلماتها جعلتها تنظر أمامها لتجده يقف ناظرًا لها بطريقة جعلت القشعريرة تسري في جسدها فلأول مرة ترى تلك النظرة في أعين رجل نظرة غريبة لم تستطع تفسيرها هل. هي إعجاب؟ أم دهشة؟ أم خليط بين الاثنين.


أما عنه فلقد تفاجأ عندما رآها لم يتخيل أن تكون بهذا الحُسْن ليقف مشدوهًا بجمالها وكأنه قد انفصل عن العالم من حوله ولم يخرجه من هذه الحالة سوى كلمات شقيقتها ليدرك بأنه قد أطال النظر إليها أكثر مما يجب ليلتفت لصديقه الذي لم يكن حاله أفضل منه فهو يقف مسلطًا نظره على عهد وكأنه يراها لأول مرة وهي تختلس النظرات البه بتوتر فاقترب منه هامسًا في أذنه:


- متركزش أوي كدا الناس هتاخد بالها.


حمحم والتفت إليه معقبًا بصوت منخفض:


- باين عليا أوي؟


- أوي أوي.


قال كلمته وهو يغمز له بإحدى عينيه ليضع يونس يده أسفل رأسه بحرج فهو بالفعل لم يستطع أن ينزل عينيه عنها منذ خروجها من الغرفة فلأول مرة يراها هكذا وكأنها نجمة سقطت من السماء لتنير الأرض فأين كانت تخبئ ذلك الحسن ولما لم يلاحظ أنها بهذا الجمال من قبل هل لذلك الثوب الفضل في ذلك أم مستحضرات التجميل للتي تكاد لا ترى؟ ولكن ما هو على يقين منه بأنه الآن يقف أمام فينوس وأفروديت متحدتان معًا واللائي لو أردنا التشكل على شكل امرأة لن تجدا أجمل منها ليتشكلا عليه.


أما هي ف فور خروجها من الغرفة وجدت عينيها تبحث عنه لا تدري ما هو السبب ولكنها كانت تريد أن ترى ردة فعله عندما يراها بهذا الثوب الذي أهداها إياه والتي ترتدي مثله للمرة الأولى لتجده لا يحيد بنظره من عليها وكأنه يراها للمرة الأولى  فشعرت بحرج شديد وانزلت رأسها بخجل وهي ترجع خصلات شعرها خلف أذنها وذهبت لتتحدث إلى والدتها وشقيقتها لكي تحد قليلًا من ذلك الشعور الغريب الذي يملأ كيانها.

أخذا يقتربا منهما بخطوات متريثة وعينان مملوءتان بالإعجاب  لتتفاديا النظر إليهما لتمسك عهد بيد شقيقتها الباردة تحاول أن تبث بها الطمأنينة التي تفتقدها ولكنها تذكرت ما جعلها تنفصل عما تشعر به مؤقتًا فوالدها لم يظهر إلى الآن لتميل على أذن والدتها وحدثتها بهمس بعد أن سلمت شقيقتها ليد زوجها:


- هو عادل لسة مجاش؟


شعرت بتوتر والدتها لتراها تتنهد بخيبة أمل وتهز رأسها يمينًا ويسارًا بنفي لتزفر بغضب فحتى ذلك اليوم والذي من المفترض أن يكون متواجد به لكي يقوم بتسليم ابنته ليد زوجها ولكنه خذلهن كعادته.


نفضت تلك الأفكار من رأسها فليذهب إلى الجحيم إذن لا يهم فما يهمها الآن أن ينتهي اليوم على خير وعندما نظرت أمامها وجدت يونس لازال يقف أمامها محدقًا بها فارتبكت وحدثته بصوت متلعثم:


- إيه بتبصلي كدا ليه.


حمحم وأجابها دون أن يحيد بنظره من عليها:


- ابدًا بشوف الفستان مظبوط ولا لأ.


طأطأت رأسها بخجل واحمر وجهها لتشعر بارتفاع درجة حرارتها ولم تستطع الرد فابتسم ضاحكًا عندما رآها على هذه الحالة فمال برأسه البها وتحدث بصوت هامس:


- لو اعرف ان الكلام الحلو هتخلي القطة تاكل لسانك كدا كنت قولتهولك من زمان.


رفعت رأيها تنظر إليه بغيظ وتلفتت حولها لتجد أن لا أحد ينظر عليهما فحدثته من بين أسنانها:


- طب اسكت بقى علشان الناس بتبص علينا حظك اننا وسط الناس والا كنت وريتك القطة كلت لساني إزاي.


اتسعت ابتسامته وعقب على حديثها بخبث:


- لا وحياتك انتي دا من حظك انتي ومن سوء حظي اننا وسط الناس.


أنهى حديثه وابتعد عنها ليقف بجوار مروان ليستعدوا للذهاب فوقفت تنظر إليه عاقدة حاجبيها تحاول أن تفهم معنى حديثه إلى أن جحظت عيناها فور  استيعابها ما كان يقصده ونظرت واليه بتوعد ولكنه قابلها بغمزة من إحدى عينيه أربكتها وأخذت تتلفت يمينًا وبسارًا لترى هل رآه احد وهو يفعل ذلك فهي لا تريد أن تكون سيرتها علكة في فم نساء المنطقة يلوكون بها في جلسات نميمتهم وعندما اطمأنت إنه لم يلحظ ذلك أحد ذهبت في صمت لتقف بجوار شقيقتها ووالدتها.


خرجوا من المنزل وقام مروان بفتح باب سيارته لكي تركب بها وعد ليتفاجأوا بصوت آت من أمامهم:


- هو ايه اللي بيحصل ده عدم اللامؤخذا.


التفت الحاضرين لمصدر الصوت ليجدوه آت من رجل يقف باندهاش مرتديًا حلة غير متناسقة الألوان وبجواره رجل يحمل حقيبة جلد سوداء وخلفه فرقة موسيقية شعبية توقفوا عن العزف فور سماعهم لحديثه لتجحظ عينين عهد والتي أدركت الآن سبب اختفاء والدها فمن الواضح بأنه لم يخبر عزب بزواج شقيقتها ليهرب ويتركهم هم لمواجهته.


❈-❈-❈


شعور بالسعادة يغمره منذ بكرة الصباح فاليوم أخيرًا سيقترب من تحقيق  هدفه وزادت سعادته أكثر عندما علم بأن الزغاريد وصوت الموسيقى الصاخبة تملأ منزل عروسه الجديدة ليغطي ذلك على صوت الشك الذي كان قد بدأ يتسرب إليه منذ بضعة أيام عندما بدأ عادل بتجاهل اتصالاته الدائمة ولم يأتي إليه أيضًا لكي يأخذ ما هو متفق عليه بينهما وما زاد من قلقه هو إغلاق هاتفه منذ يومين وفشله في العثور عليه في أي مكان اعتاد على الظهور به وعندما ذهب إلى بيته بالأمس لكي يسأل عنه أغلقت عهد الباب في وجهه فور رؤيتها له ليزداد توعده لها ولكن شكوكه ذهبت أدراج الرياح فور علمه بظهور علامات الفرح على المنزل ليذهب إلى هناك ليرى بعينيه رجال يعلقون أنوار الزينة على المنزل وسمع أصوات الموسيقى فعاد إلى منزله والسعادة تغمره وبدأ بالاستعداد ل ليلة العمر وفي تمام السادسة مساءً خرج من منزله مرتديًا حلته الخاصة بالمناسبات والتي لا يمتلك غيرها ليجد في انتظاره أمام المنزل تلك الفرقة الموسيقية التي ستزفه إلى منزل العروس ليذهب أولًا لإحضار المأذون الشرعي الخاص بالمنطقة ثم ذهب جميعهم إلى منزل العروس.


تعجب كثيرًا عندما اقترب من المنزل ووجد عربتان فارهتان تقفان أمامه وما زاد من تعجبه هو رؤيته لعروسه وهي تخرج من باب المنزل مرتدية فستان زفاف باهظ الثمن ومتأبطة زراع شاب مجهول ليتحدث وعقله يحاول إنكار ما توصل إليه.


- هو ايه اللي بيحصل ده عدم اللامؤخذا؟


نظر إليه مروان بجهل لعدم معرفته بهويته وقبل أن يتحدث سبقه يونس متسائلًا بتعجب:


- مين حضرتك؟


- حضرتي ابقى عريس السنيورة انتوا اللي مين والأخ بيركبها عربيته بمناسبة ايه.


قال ذلك وهو يشير إلى مروان و وعد ليستمع إلى صوت عهد الساخر:


- العتب عالنظر يا اسطى عزب ايه مش واضح قدامك أن النهاردة فرح اختي ودا العريس ولا إيه.


- فرح مين وعريس ايه اللي بتقولي عليه يا بت انتي دنا أروح فيكم في داهية.


قال ذلك وهو يهرول في اتجاهها وقد تملك منه الغضب ليجد ذلك العريس المزعوم وصديقه ومعهم بعض الرجال الغرباء يقفون أمامه كحائط سد حتى لا يستطيع الوصول إلى العروس وشقيتها لتشهق سميحة وتضرب على صدرها بخوف وهنا أدركت سبب اختفاء زوجها فهو لم ينهي أمر الزيجة مع عزب وتركهم في مواجهته بمفردهم ولكنها اطمأنت عندما وجدت الرجال الذين جاءوا مع عريس ابنتها يقفون أمامه واستمعت لمروان وهو يتحدث بغضب من بين أسنانه:


- انا هعمل نفسي مسمعتش الكلام اللي انت قولته ده بس لو ممشيتش من قدامي دلوقتي حالا مش ضامن الرجالة دي ممكن تعمل فيك إيه وزي ما سمعت كدا دي مراتي والنهارده فرحنا روح شوف مين اللي اتفق معاك واتصرف معاه وعن إذنك علشان ورانا شهر عسل لسة هنبدأه.


أنهى حديثه تاركًا إياه واقفًا بعروق نافرة وعيون حمراء من شدة الغضب ليبحث بعينيه عن عادل ففشل في إيجاده ليجدهم يغادرون في ثلاث سيارات وعد والعريس بواحدة وشقيقتها سليطة اللسان ووالدتها في واحدة والحراس في الثالثة ليجد نفسه يقف ونظرات السخرية والهمسات تحيط به من كل اتجاه ليصرخ بغضب في جميع الواقفين:


- ايه واقفين بتتفرجوا على إيه غوروا من وشي.


 قال ذلك وهم مسرعًا ليبتعد عنهم وهو يتوعد عادل وأسرته بانتقامه الشديد لما فعلوه به وجعله يقف ذلك الموقف أمام الناس.


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سمر إبراهيم من رواية تعويذة العشق الأبدي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة