-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشق لهدى زايد - الفصل 3

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد



الفصل الثالث

لطمت والدته بـ ـيدها على صد رها ما إن وصل إلى مسامعها صوت ابنها المختـ ـنق و هو يعبر عن حالة الحزن التي انتابته قبل أن يصل بيته ربتت على كتفه و طلبت منه أن يهدأ و يخبرها ما الذي حدث ليُنهي الخطبة قبل أن تبدأ، بدأ في شرح ما حدث و وصف تعابير وجه العروس، استمعت له و بينها و بين حالها تؤكد على حديثه لكن ما باليد حيلة كما يقولون فـ لن تفوت عليه فرصة كـ هذه، ابتسمت بحنو و حب ثم قالت 

- يا حبيبي هي كدا كل البنات كدا بيتكسفوا حتى لو هي معاك في نفس الشغل، الشغل حاجة و الخطوبة و الجواز حاجة تانية خالص 

أنت بس اصبر عليها إنتوا معاكم فرصة ست شهور بحالهم لو مش مرتاحين مع بعض ابقى كل واحد يروح لحاله، لكن نروح نقول للراجل إيه رجعنا في كلامنا بعد ما نزلنا دا حتى يبقى عيب في حقنا !!



ظلت عيناها معلقتان بخاصته في انتظار كلمة تريح قلبها الذي انتابه القلق و الخوف الشديدان، منحت قلبه بعض الطمأ نينة،   قرر أن يرضخ لـ رغبة والدته، كان يمني نفسه أن ردة الفعل التي حدثت طبيعية و ورادة منها مثلها كـ  مثل أي عروس مكانها، وصلا أخيرًا إلى المنزل وجد الجميع في انتظاره، حاول " عبد الكريم " رسم البسمة على شفـ ـتاه رغم حزنه الشديد الذي يعتري قلبه، و لكنه قام بـ إخفائه بطريقة مثالية جدًا.

جلست والدته و بدأت تحدثهم عن المقابلة تارة تصدق و تارة أخرى  تُجمل الحقيقة،  لم يستطع تكذيب والدته،  جلس لمدة نصف ساعة تقريبًا ثم غادر المكان،  تاركًا والدته تفعل ما يحلو له،  أما هو ولج حجرته و قام بـ سحب صندوقه الخشبي المزخرف و بدأ في صُنع مشغولاته النحاسية التي يصنعها في البيت لـ يبيعها لأحد الزبائن بـ منطقة خان الخليلي  في حي الحُسين .


❈-❈-❈


في مكان آخر و تحديدًا في منزل يمتاز بالفخامة و الذوق الرفيع، كان جالسًا في ردهة شقته يتابع أسعار الذهب و الفضة على شاشة حاسوبه النقال؟  عدل من وضع عو يناته الطبية، تنهد بعمق و هو يغلق الشاشة بمللٍ 

للقد هاجمته تلك الذكريات المؤلمة مرةً أخرى و التي على ما يبدو أنها لن ترأف به حتى بعد مرور تلك السنوات، عاشت حياتها بعد إنفصالهما بشكلٍ طبيعي، لم تعود له و لم تندم  أو تُظهر أي ردة فعل،  تريد أن يأتي هو غرورها و ثقتها العامية بحبه لها جعلها تتحلى بالصبر، لم ينسى ذاك اليوم الذي ولج فيه داخل عِش الز و جية المستقبلي تستقبل عـشـ ـيقها بكل برودة أعصاب، كانت تخبرهُ بأنه افضل مهندس للديكور و لن تثق في احدًا غيره لأنه زميلها منذ أيام الجامعة،  وافق على مضض  وترك لها حرية الاختيار لرسم عِش

 الز وجية  كما تريد، قرر أن يذهب إلى هناك ليُعد لها مفاجاة  و أن يخبرها بأنه تم تحديد موعد الزفاف  رغم أنه عقد قرانه إلا إنها لم تجعله يقترب منها  متحججة بأنها تخجل ولا تريد أن يأخذ شئ كهذا قبل الزفاف .


تحنحنح  و هو يعتدل في جلسته ما إن رَ والده يلج من باب الشقة و على وجهه ملامح لا تبشر بالخير أبدًا 

هوى على أقرب مقعد و هو يلتقط أنفاسه اللاهثة  بسبب صعوده  درج البناية بدلًا من المصعد الكهربائي .


سأله ابنه قائلا بفضول 

- خير يا بابا مالك بتنهج كدا ليه و شكلك مش رايق خالص 


نظر والده لها و كأنه يؤكد حديثه بل و يزيد من نظراته التي تخبره أنه المتهم الأول فيما يشعر به الآن .


رد والده و قال بصوت هادئ لكنه خلفه يتوارى غضبٍ شديد  

- بجد بتسألني مالي ؟ قال يعني مش عارف أنا مالي ؟  ماشي يا  شهاب ها اقل مالي، أنا يا سيدي  رحت خان الخليلي  عشان ادور على حد بـ يصمم اكسسوارات  بسعر مناسب و أشكال حلوة 

- و بعدين ؟ 

- و لا قبلين زي ما رحت زي ما جيت 

- طب و الولد اللي كان بيعمل لك الشغل بتاعك راح فين ؟ 

- قصدك عبد الكريم ؟ 

- اه 

- لا دا ساب المكان من سنتين  و اشتغل في حتة تانية دا أنت حتى ما عرفش هو راح أي منقطة 


تابع والده بنبرة مغتاظة و هو ينظر إليه و قال 

- كله منك أنت 


سأله " شهاب " بدهشة و ذهول شديدان قائلًا 

- أنا يا بابا ؟ 


رد والده قائلا 

- ايوة أنت يا حبيب بابا  لولا اصرارك إننا نمشي من السوق كنا زمانا عرفنا ناخد حتى نمرته و نتواصل معاه بس اقول إيه ربنا ابتلاني بـ واد هو اللي ابويا مش أنا !! 


ارتسمت إبتسامة صافية على وجه " شهاب" 

بسبب حديث والده،  تنحنح و هو يربت على يده قائلا بنبرة حانية 

- يعني كان عجبك يا المكان الزحمة دا على العموم أنا هاتصرف و هحاول اوصل له 


رد والده صارخا 

- إمتى بقى يا حبيبي و رمضان على الابواب و بعدها العيد يعني مافيش وقت و الله أعلم بقى هيرضى يشتغل لنا شغل مخصوص و لا لأ 


ابتسم " شهاب" و قال بهدوء حد البساطة 

- بابا يا حبيبي الفلوس بتصنع المعجزات و هو ها يوافق يعمل أي حاجة و كل حاجة عشان دا شغله و هو أكيد محتاج لـ الفلوس  و بعدين أنت مش واثق في ابنك و لا إيه أنا شهاب بهجت الشناوي يعني مش أي حد .


- ماشي يا شهاب ها سيبك لك الموضوع وريني بقى ها تعمل إيه 


تابع بجدية مصطنعة قائلًا 

- قوم يلا حضر لنا لقمة حلوة نأكلها و لا معملتش أكل !! 


رد " شهاب" ضاحكًا و هو يقف عن المقعد قائلا 

-  اكيد عملت هو أنا اقدر  معملش دا اطرد من البيت و المحل دوق و ادعي 

- و لا ادعي عليك ما هو أنا عارف أكلك دا بيجيب تلبك معوي و بعمل غسيل معدة مرتين في اليوم 


ولج " شهاب"  المطبخ المطلة على ردهة الشقة حيث تم تصميمه على الطريقة الإيطالية  وقف يحضر الطعام و عيناه لا تبرح الموقود  لكنه يحدث أبيه قائلا بنبرة متعجبة 

-  و لما اكلي وحش اوي كدا إيه اللي غصبك عليه 

- قال إيه اللي رماك على المُر قال الأمر منه 


عقد " شهاب" حاجبيه و قال بتساؤل  و على ثغره إبتسامة خفيفة 

- يعني إيه ؟ 

- يعني اكلك ما يتأكلش  صحيح بس اهو احسن من أكل الشارع  و المطاعم على الأ قل عارف دا مين عامله إنما التاني لأ 


تابع والد شهاب و هو ينظر إلى المجلات الموضوع على سطح المنضدة الخشبية  و قال بفضول و هو يقبل بين صفحاتها 

-  هو دا الكولكشن الجديد ؟ 


رد " شهاب" و هو يضع الطعام على حامل الطعام  و قال بعدم رضا 

- اها بس مش ها تلا قي حاجة حلوة  

- معقول  كل دا ما فيش فيهم طقم واحد عجبك ؟ 

- فيهم في حاولي تلا ته بس مش الواو  اللي انبهر بيهم فاهمني 

- اه فاهمك طب و أنت ها تفضل مختفي كدا كتير ؟ 


خرج" شهاب " من المطبخ و أتى لـ والده جلس جواره ثم ناوله الصحن المخصص له و قال بعدم فهم 

- قصدك إيه ؟ 

- قصدي إن دي تاني سنة تغيب عن العرض السنوي  و الناس بدأت تسألني شهاب ما بينزلش ليه فين شهاب ؟ 

- بابا حضرتك عارف إن أنا راجل مزاجي جدًا و مش أي حاجة تنزل اخدها و لا أي أنا بحب اجري ورا الشهرة و الصحافة، أنا بعمل اللي أنا برتاح له و بس  و لأني مبحبش أبقى مقرر و الناس تحس إني ما نزلت جديد بفضل إني انزل كل سنتين احسن ما انزل كل سنة و أنا زي ما أنا مابغيرش حاجة .

- ولاه أنت واجع قلبي في كل حاجة كدا و كل حاجة عندك ليها رد عشان كدا مش ها تعب قلبي معاك هات  قوم اعمل قهوة دماغي ها تنفجر 


رد " شهاب " ضاحكا و قال 

- حاضر 


تابع والده قائلًا بتذكر قائلًا 

- صحيح  أنت نازل إمتى ؟ 

- نازل فين ؟ 

-  مش بقالك كام يوم بتنزل  تروح  النادي مع صحابك 

- لأ مش هنزل تاني 

- ليه ؟ 

-  مش مرتاح معاهم 

ليه كدا إيه اللي حصل ؟ 

- مش عارف بس بحس  نفسي مش مرتاح معاهم 

- بص أنا مش ها قدر اغصبك على حاجة و اعرف منك بس طالما أنت مش حابب تتكلم خلاص براحتك،  عموما أنا ها ادخل انام شوية 

- طب و القهوة  ؟ 

- لأ خلاص مش مهم لو ها تخرج  متتأخرش 

- حاضر 




 كاد أن  يغلق شاشة حاسوبه النقال لكنه  ضغط على احدى الملفات لتظهر صورتها أمامه 

وقف والده خلفه و قال بنبرة معاتبة 

- ليه مش عاوز تنسى ؟! ليه دافن نفسك في ذكريات وحشة زي دي 


نظر له " شهاب" و قال بنبرة ذاهلة 

- انسى ؟!  انسى إيه بالظبط ؟! دا أنا كنت بحرم نفسي من إني أأقرب منها رغم شوقي و حبي ليها فاهم يعني إيه تلاقي حب حياتك و خطيبتك اللي هي كلها أيام و تبقي مراتك بشكل رسمي  في حضـ ـن راجل غريب،  عارف يعني إيه تتكـ ـسر قصادها قبل ما

 تتكـ ـسر أنت قصاد نفسك  داست على قلبي و كرامتي و رجولتي،  كانت عاملة عليا أنا

 شر يفة  و تقولي أنت كتاب كتابك اه بس دا مايدكش الحق تقرب لي و أنا كنت بحافظ عليها أكتر من نفسي !! 



قال" شهاب "  عبارته الطويلة بنبرة متحشرجة تملؤها الحزن و الآسى،  بينما غادر ذاك الأخير لعدم قدرته على التكلم أكثر من ذلك،  اختلا بنفسه داخل حجرته متخذًا وضع القرفصاء ليجبرهُ عقله على تذكر تلك الليلة الملعونة 


كانت مستلقية بجسدها داخل الفراش الوثير 

متوسدة صدر عشيقها العارِ، بينما ولج هو الشقة متجهًا حيث غرفتهما وقبل أن يضع يده على المقبض الحديدي وصل لمسامعه صوتها حين قالت

- مبحبوش و مش عاوزاه بس مضطرة افضل معاه ماهو مافيش حل تاني 

- طب و أنا ؟! 

- أنت حبيبي و روحي و قلبي انما هو لا كان ولا هيكون و إن كان على مقابلاتنا هتفضل في السر زي ما هي لحد ما نشوف حل للوضع دا ما هو أنا بصراحة مش هفضل كدا كتير حتى لو بابا

 قـ ـتلني  



وقف متخشبًا مكانه  لا يعرف مالذي  يجب عليه فعله هل يغادر أم يلج و يواجههما الوضع الذي وقع فيه لا يحدث عليه تمامًا،  حسنا سيغادر المكان دون أدنى مواجهة لا بل عليه يواجه  بين هذا و ذاك وقفت هي عارية تمامًا محاولة جذب الشرشف من يد عشيقها لتستر بها جسدها لكنه رفض،  دوى صوت ضحكاتها المكان لم يستطع التحمل اكثر من ذلك فتح الباب ليجدهما في حالة من التوتر و القلق 

نظر لها بنظراتٍ تملؤها السخط و الكره و قبل أن تتحدث بكلمة واحدة قال 

- كان ممكن الوث ايدي بد مكم  ومأخدش فيكم ساعة واحدة سـ ـجن بس أنا هاخد حقي بالقانون منكم 



سألته بنبرة متعلثم قائلة:

- قصدك إيه ؟! 


ابتسم لها بهدوء مريب

- مبروك علكم قضية الز نا يا نريمان 


اقتربت منه وتوسلته قائلة:

- شهاب ارجوك  أنا آسفة و الله ما كان قصدي اخو نك  شهاب أنا بجد آسفة 


استدار بجـ ـسده دون أن يعقب على حديثها بكلمة واحدة دفعها بعيدًا عنه لتسقط ارضًا اغلق باب الحجرة ثم قام بمهاتفة الشرطة لإثبات القضية، تحولت الشقة الهادئة التي كانت خلال أيام سوف تستقبل عروسان لأخرى مملؤء بالمباحث،  نجح في اثبات قضية الز نا و بدأ والد ناريمان يركض خلف "شهاب"  ليُنهي الأمر قبل أن يصل للصحافة والإعلام .



تنفس بعمق وهو يغلق شاشة حاسوبه ثم نزع عنه عويناته الطبية  عنه و القى بها على سطح المنضدة الخشبية، ود لو يمحي ما حدث من مخيلته و يعود لحياته التي اشتاق لها .


❈-❈-❈


على الجانب الآخر  و تحديدًا في منزل

" نبيلة "  كانت تفرك  بجـ ـسدها لم تنعم طيلة الليلة بالنوم  دموعها لا تجف، كيف تــ ـتز وج من رجل لا يناسبها من جميع النواحي، لكل مقامًا مقال هي مؤمنة جدًا بهذه المقولة، فـ كيف يجرؤ على أن يتقدم لها،  يا له من لعين لا يعرف قيمة من يتقدم لها،   لا لن يتزوجها  إن فعل ذلك فـ الانتحار هو الحل الأمثل في مثل هذه الظروف .


مر يوم ثم يوم  حتى مر ثلاث أيام  و أتى  موعد الخطبة  و زفاف أختها، من المفترض أنها اسعد إنسانة على وجه الأرض و لكن هي اتعس إنسانة على وجه الأرض،  تزوجت أختها بـ من تحب أما هي اجبرت على الزواج منه 

" عبد الكريم " شكلًا لا بأس به و لكن عندما يتكلم لا تريد أن تسمع صوته من الأساس، تشعر  بأنها زوجة المعتوه أم أبله لا تعرف لكن ما تعرفه إنها لا تريده،  مر الوقت و أتى موعد تقديم المصوغات الذهبية، مدت يدها و عيناها لا تبرح الأرض ليس خجلًا بل قهرًا مما اقدمت عليه  ستــتز و ج من شخصًا لا تريده،  رغم المصوغات التي تجاوزت العشر الاف جنية إلا إنها لا تريده أما عائلتها بأكملها تريده،  انتهى من تلبيسها خاتم الخطبة و بارك لها فـ ردت بنبرة مقتضبة  قا ئلة 

-  شكرًا  


تلك الكلمة رغم بساطتها إلا إنها كانت كالخنجر في صـ ـدره، ابتسم ما إن رَ المصور اقبل عليهما أتى موعد الرقصة الأولى فـ رفضت و تحججت بالتعب  مر اليوم بسلام رغم كل محالاوتها البائسة في تد ميرها،  مر اليوم بسلام  و عادت لبيتها و أختها عادت إلى بيتها الجديد كان والديها سعداء  بمصوغاتها  و حياتها التي ستقبل عليها و على أيام سعادتها معه اما هي كانت ترى أنه حِملًا ثقيلًا يجثو على صـ ـدرها 


❈-❈-❈


في مساء اليوم التالي 


أتى " عبد الكريم "  و معه الكثير من الحلوى و الهدايا جلست " نبيلة "  و على وجهها غضبًا  لا تعرف لماذا،  بدأ يقدم لها الهدايا و قبل أن يرحل قامت بمشاجرة كبيرة قائلة

- شقة إيه اللي تتدهنها بنفسك أنت بخيل و لا إيه ؟ 


رد " عبد الكريم " المتلعثم و جاهد ليحدثها  بمخارج الفاظ  منتظمة  و سليمة كي تفهم عليه 


-أبدًا و الله أنا بس كنت فرحان بشقتي و عاوز اعملها بنفسي،  خلاص متزعليش يا بلبلة قولي عاوزة إيه و أنا اعمل اللي يعجبك 


ردت " نبيلة "بجدية تطلب ما فوق طاقته كـ نوع من انواع الإجبار أو الرحيل بطريقة غير مباشرة 

- عاوزة شقتي تتعمل احسن من أي شقة 

- حاضر 

- و العفش كله يكون من أحسن المحلات  و اغلاهم كمان 

- حاضر 

- و أنت ملكش دعوة بالشقة أنت كل اللي على عليك تدفع و بس فاهم ؟ 

- حاضر يا بلبلة هي مملكتك و أنا ضيف فيها 


و ضعت "  ساق فوق الأخرى و هي تشعر بنشوة الإنتصار،   على ما يبدو أن هذا هو ماتريده " نبيلة "  أن تقود المركب بدلًا منه  أن تصبح المسيطرة،  أما هو نفذ لها أوامرها دون أدنى اعتراض منه.


الوضع يزداد سوءً بينهما لذلك قرر أن يجاري الأمور،  حتى تسير الأيام بشكلٍ  أفضل،  عاد إلى بيته سرد لـ والدته ما حدث بينه وبين خطيبته اغتاظت منه و من تصرفاته،  حدثته و أخبرته بـ غضبها الذي تولد  داخلها، لكنها  كانت تحدث نفسها حتى وصلت إلى حلًا صائبًا ألا و هو أن تهاتف ز و جته المستقبلية و تقدم لها النصحية و ليتها لم تفعل هذا  أو تفكر به من الأساس .


❈-❈-❈


في صباح اليوم التالي 


كانت والدة عبد الكريم في بيت نبيلة زيارة عادية،  تبادلت فيها أطراف الحديث مع أفراد العائلة إلى جلست بمفردها مع " نبيلة" اتخذت دور المستمع حتى انتهت من حديثها،  رحلت والدة عبد الكريم من بيت العروس،  و تولت والدة نبيلة دس السم داخل عقل ابنتها،  و نجحت بالفعل،  تركت غرفة الضيوف و ولجت 

غرفتها تبحث عن هاتفها و نيران الغيظ و الغضب تلتهم عقلها و قلبها،  تراقصت أناملها على لوحة المفاتيح،  رفعته على أذنها و ما هي إلا ثوانٍ و بدأ صراخها يدوي المكان قائلة 

- كدا يا عبد الكريم كدا أ مك تقل لي أنا كدا، اهدأ اهدأ إيه و زفت إيه بقلك أمك جت هنا و قعدت تقولي  بلاش مصاريف و وفري با حبيبتي  و مش عارفة  شكرًا يا أستاذ عبده كنت فاهمة إن قرار تنا من دماغنا 


تابعت بحزن مصطنع و هي تنظر لـ هدايها و قالت 

- تعال خد حاجتك و أوعى  اوعى تكلمني تاني فاهم،و لا لأ  


ارتسمت إبتسامة تشفي ثم قالت بغنج بالغ 

- طيب يا عبده و ريني ها تعمل و ياريت تعرف أمك إنها متتدخلش في حياتنا دي خاصة بينا و بس ماشي مع السلامة 


ردت والدتها قائلة بشماتة ممزوجة بسعادة 

- ايوة كدا وريهم العين الحمرا،  و عرفيهم إن الله حق دول فاكرين إننا ناس هبلة و لا إيه ؟ 

- خلاص يا ماما أنا عرفته إن أنا مش ها سكت لحد تاني أما نشوف ها يعمل إيه مع أمه ؟! 


❈-❈-❈


على الجانب الآخر من نفس المنطقة كان " عبد الكريم"  يتحدث و لأول مرة  يحدثها  بـ انفعال  جحظت عيناها من هول المفاجأة، كيف، متى، و لماذا كل هذا الصراخ، هل يعقل أن ابنها فلذة كبدها يعنفها بعد أن قدمت النصيحة فقط النصيحة لزوجته المستقبلية، انتفضت ما إن قام بـ صفع باب الغرفة في وجهها لأول مرة مُنذ ولادته و حتى الآن .

تركت لـ دموعها العنان لـ تنسدل و لأول مرة  يكن السبب في نزولها هو " عبد الكريم " 


❈-❈-❈


في منزل شقيقة نبيلة 

كانت  تبكي  حتى يغلبها النعاس، ما هذه الحياة المأساوية،  ظاهريًا هي عروس لم تُكمل يومها الثالث و فعليًا هي فتاة  اخطأت الاختيار و ندمت  من أول يوم،  و لن تستيطع البوح بهذا الحديث لأحد حتى لا تصبح علكة في  فم الجميع،   ولج  ز و جها  غرفة النوم وجدها تكفكف دموعها، لكزها في كتفها و قال من بين أسنانه حتى لا تسمعه والدته 

- قومي يلا اعملي الغدا اخواتي زمانهم جاين 


ردت " دعاء " بصوتٍ مختنق 

- حرام عليك يا وجدي أنا عروسة عاوزني اعمل أكل لـ  خمستاشر نفر  كتير اوي ما تخلي عندك د م وحس بيا و 


لم تكمل" دعاء "  حديثها، قام بصفعها و  جرها خلفه كالبهائم،  متجهًا حيث المطبخ القى بها على اعتابه و قال بنبرة آمرة 

- عاوز سفرة تشرفني قدام أهلي و 


لم يُكمل. حديثه  تفاجئ بها تقبض بيدها على مقبض السكين رافعة إياها تجاه،   لتغرسها في  ....

 يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة