-->

رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - الفصل 22

 

قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني 

الإنتقال من الظلمة الى النور

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ظلمات حصونه

الجزء الثاني

الإنتقال من الظلمة الى النور

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن


الفصل الثاني والعشرون

كان الجميع مُشتت ومُرتبك للغاية، لقد مر على إختفتئها ثلاث ساعات ولا أحد يعلم عنها شيئًا، شعور بالشلل الفكري يضرب بهم جميعًا، وها هم فى إنتظار عودة "محمود" الذي ذهب بصحبة "هاشم" إلى المنزل الخاص بهم لمعرفة إذا كانت هناك أم لا.


كانت "منال" تبكي وتنتحب بشدة وهي تشكي حالها بحسرة على ما وصل له أبنائها مُرددة بإستياء:


- أبني وبنتي ضاعوا مني.


تدخلت "لبنى" مُحاولة منعها عن التفوه بمثل هذه الكلمات المتشائمة وبث الطمئنينة فى قلبها مُعقبة بنهي:


- متقوليش كده يا منال حرام عليكي، ربنا هيطمنا عليهم إن شاء الله.


صاح "إياد" ولم يعد يحتمل جذب الشد العصبي أكثر من ذلك، ليهتف بإنفعال وغضب شديد:


- أنا عايز أفهم إيه اللي حصل بالظبط.


أجابته "ديانة" على سؤله مُردفة بتوضيح وهي بالكاد تستطيع التحكم فى أعصابها:


- ماما بعتت ملك من تلت ساعات تقريبًا عشان تجيب حاجات من البيت، وأتأخرت جدا ولما أتصلنا بيها لقينا تليفونها مقفول.


صاح "إياد" مرة أخرى بصراخ مما جعل جسد "ديانة" والبقية يرتجف فزعًا من حدته مُعقبًا بسخط:


- ومحدش قالي أروح معاها ليه؟


تدخل "جواد" مُحاولًا تهدئة صديقه وهو لأول مرة يراه غاضبًا هكذا، ليضع يده على كتفه مُردفًا بإهتمام:


- أهدي يا إياد إن شاء الله خير.


رفض أن ينصاع إليه وصاح مرة أخرى مُعبرًا عن مدى غضبه وإستيائه مُردفا بحدة:


- أهدى إيه يا جواد، مراتي مختفية بقالها تلت ساعات وتليفونها مقفول ومعرفش حصلها إيه؟


فى هذه اللحظة وصل "محمود" و"هاشم" إلى المشفى، ليلتف الجميع حولهم ويبدو عليهم ملامح القلق، لتهتف "ديانة" مستفسرة:


- إيه يا بابا لقيتها؟


أعتلى الفزع وجه "محمود" مرة أخرى بعد أن خاب ظنه برجوعها إلى هنا مرة أخرى مُعبًا بصدمة:


- هي مجاتش؟


تدخل "إياد" أخرى بمزيد من الهلع والرعب الذي يشعر بهم مُردفا بنبرة إستفسارية يملئها الارتباك:


- مجاتش إزاي!


أجابه "هاشم" بدلا من "محمود" الذي أسكتته الصدمة وهتف موضحًا لهم الأمر:


- البواب قال إنها نزلت من ساعتين!


أتسعت عيني "منال" بصدمة وقد زاد هلعها ويقينها أن هناك شيئًا ما حدث لإبنتها، وهتفت مُفصحة عن ذلك بنبرة هالعة:


- ساعتين! ومجاتش على هنا؟ بنتي جرالها حاجة.


❈-❈-❈


وصلت إلى ذلك المكان الذي إتفقا عليه من قبل لتنفيذ مُخططهم الحقير فيه، دلفت إلى ذلك المخزن القديم والمُتهالك الذي ببدو إنه مهجور من عدة سنوات ليست بقليلة، وقعت عينيه عليه وهو يستقبلها بذراعين مفتوحين ومُرحبين بها.


تجاهلت تلك النظرة وتلك البسمة البلهاء منه وأستمرت فى السير إلى أن وقفت أمام غرفة صغيرة بأخر المصنع، ليبتسم هو على فعلتها وصاح مُجيبًا إياها قبل أن تسأله هي مُردفًا بوضوح:


- المزه جوا.


إلتفتت له وبداخلها شغرت بالكراهية تجاهه وتجاه وصفه لتلك الفتاة، ولكنها لم تُظهر ذلك الشيء حتى لا تبدو سخيفة كالفتيات الأغبياء، فهتفت مُستفسرة:


- متخدرة ولا فايقة!


أجابها بنظرات ليست بريئة مُعقبًا بوضوح:


- لا فايقة يا قمر.


أومأت برأسها وأضافت مُستفسرة مرة أخرى قائلة:


- الشباب فين؟


أخرج علبة السجائر الخاصة به وقدمها لها مُجيبًا بإقتضاب:


- على وصول.


أمتدت يدها لجذب إحدى السجائر وعقبت بمزيد من الإستفسار لتتأكد أن كل شيء جاهز:


- جهزت الحاجة!


أومأ لها بالموافقة وهو يُشغل خاصته ثم فعل نفس الشيء لها مُردفًا بثقة:


- جاهزة على التشغيل.


سحبت نفس عميق من سيجارتها وأخرجته على مهل وهي تُملي بأوامرها عليه قائلة:


- أول ما يجوا هتبدأوا على طول.


غمزلها بطريقة وقحة تُلائم إتفاقهم الوضيع مُرددا بغزل:


- متقلقش يا بطل هنشرفك.


أزاحته جتنبًا وهي تتحرك بدلال ناحية الغرفة مُعقبة بحزم:


- طب وسع كده.


فتحت باب الغرفة وبمجرد أن فتحته رفعت "ملك" وجهها لمعرفة من الذي أتي بها إلى هنا، بينما تحركت الأخرى إلى الداخل بصحبة ذلك الوضيح وصاحت بتهليل:


- أهلا أهلا بالعروسة.


فى البداية لم تستطيع "ملك" أن تتعرف عليها ولكنها كانت تشعر أن وجهها مألوف لها، ولكن لمجرد أن أقتربت وبدأت فى الحديث حتى تذكرتها جيدًا، لتُتمتم "ملك" بإستنكار:


- أنتي!


أجابتها "ميار" وهي تتقدم نحوها بخطوات مُتماهلة مُعقبة بذهو:


- مفاجاة حلوة صح!


شعرت "ملك" بالإرتباك أكثر من السابق، ولكنها حاربت ألا تظهره أمامها حتى لا تتجرأ أكثر عليها، وهتفت مُصطنعة القوة مُردفة بإستفسار:


- أنتي عايزة مني إيه؟


أجابتها الأخرى بهدوء شديد وهي تُطالعا بكثير من الحقد والكراهية:


- عايزه حقي.


للحظة لم تستوعب ما تقصده وهتفت رافضة بتلقائية:


- أنتي ملكيش حقوق عندي!


أمتدت يدها لجذب أحد الكراسي المُتهالكة ووضعته فى مُقلبلتها، وأجابتها وهي تضع يدها بداخل حقيبتها مُردفة ببرود:


- فعلا، أنا حقي مش معاكي، حقي مع إياد، بس لسوء حظك إنك بقيتي تخصيه خلاص.


أخرجت محارم ورقية وأعطتها لـ"صلاح" ليُدرك ما تريده هي، وبالفعل أخذ المحارم منها وبدأ في إزالة الغبار من فوق الكرسي، لتُكمل هي حديثها نحو "ملك" مُعقبة بحقد:


- بس على فكرة، أنا حاولت أنصحك وأخليكي تبعدي عنه، بس أنتي اللي طلعتي غبية ومبعدتيش، لا ده أنتوا روحتوا كتبتوا الكتاب كمان! يبقى كده بقى ليا حق عندك ولا لا؟


قالت جملتها الأخيرة وهي تجلس على الكرسي فى مواجهتها، لتنظر لها "ملك" بإحتقار شديد لها ولبجاحتها وتفكيرها بأنها لها أية حق معهم، لتهتف فيها بإنفعال:


- أنتي مريضة بجد، أنتي لو ليكي حق عند حد فهو عند نفسك، أنتي اللي ضمرتي نفسك وأدمنتي ورخصتي بنفسك لكل واحد شوية.


انزعجت "ميار" كثيرًا ممَ قالته "ملك"، على ما يبدو أن الحقير "إياد" أخبرها عن ماضيها، لتصيح فيها هي الأخرى مُردفة بحنق:


- وهو كمان كان زيي بالظبط ويمكن أوسخ كمان، عمل نفسه هو النضيف وأنا الوسخة ليه؟


عقبت "ملك" مُصرة على أن توقفها عما تُحاول أن تفعله بتمثيل دور الفتاة الضحية، وصاحت بحدة:


- لانك ببساطه كنتي مرخصة نفسك لكل اللي حوليكي.


رفعت "ميار" حاجبها بقليل من التعجب مُردفة بسخرية:


- ده حكالك كل حاجة بقى!


أجابتها "ملك" بإنفعال مُبينة لها أن لعبتها الحقيرة التي سبق وأن لعبتها معها من قبل لم تفلح معها، وإنها على درابة كافية بحقيقتها، فهتفت بحزم:


- ايوه حكالي، وعرفني كمان إنك كذابة وإنه مأجبركيش على الإجهاض وإنك أنتي اللي عملتي كده من نفسك.


ضحكت "ميار" بسخرية لازعة على ما أستمعت لها وعلقت مُتهكمة:


- على إعتبار إني لو مكنتش نزلته كان أعترف هو بيه وأتجوزني مثلا.


رمقتها "ملك" بإشمئزاز أن كل ما تُفكر فيه هو الزواج منه وليس جنينها التي قتلته بدم بارد، وأضافت رامقة إياها بنظرة مُحتقرة:


- إستحالة كان يتجوز واحدة زيك، لكن اللي متأكده منه إنه عمرة ما كان هيرمي إبنه اللي أنتي قتلتيه.


نهضت "ميار" من كرسيها وسرعان ما دفعته جانبًا ليسقطت، وإنقضت عليها جاذبة إياها من شعرها مُردفة بغضب:


- واحدة زيي متلقش بـ إياد المنزلاوي مش كده! وعشان كده راح يتجوز عيله زيك وفاكرك أحسن مني؟


أزدادت من شدة جذبتها لخصلات شعرها وأضافت من بينوأسنانها بحقد وكراهية:


- طب خلينا نعمل تعديل بسيط، أنا هخليكي زيي بالظبط وساعتها نشوف العاشق الولهان هيعمل إيه! هيتجوزك! ولا هيدوس عليكي زي ما داس عليها زمان؟


تأوهت "ملك" بشدة بسبب جذبتها، وشعرت بالقلق الشديد ممَ تفوهت به تلك العاهرة، بينما دفعتها "ميار" بنفور وأكملت بإنتصار:


- وفى الحالتين هبقى وجعته وقهرته وجبت مناخيرة الأرض زي ما عمل مايا.


تحركت مُتجهة نحو باب الغرفة وأتبعها "صلاح"، لتهتف فى طريقها مُردفة ببرود:


- أه بالمناسبة، مظنش إن دي حاجة ليها لازمة تستخبى أكتر من كده، بما إننا بعد شوية هنبقى شبه بعض فحبه أعترفلك إعتراف صغير.


انتبهت لها "ملك" بإهتمام مُنصته لما ستقوله، لتلتفت لها "ميار" بنظرة جامدة مُعقبة لمزيد من البرود:


- الطفل اللي أجهضتوا وقتها ده مكنش أبن إياد، أنا عمري ما حملت من إياد.


❈-❈-❈


كان الجميع يشعر بالهلع ممَ يحدث، لقد مر أربع ساعات على إختفاء "ملك" ولا أحدًا يعلم شيئًا أو ماذا يفعل، وعلى رأسهم "إياد" الذي يشعر بالشلل والعجز عن فعل أي شيء، وماذا يستطيع أن يفعل سوا السير هو وهناك بهد أن أخبره بإنه سيجري بعض الإتصلات لتدخل الشرطة أيضا بالأمر.


بالإضافة إلى ذلك "محمود" و"هاشم" الذين ذهبوا ليسألوا عنها فى جميع المستشفيات المحيطة بهم، أنهى "جواد" إتصالاته وعاد للجميع مُخبرًا إياهم بما فعله مُردفًا بتوضيح:


- أنا كلمت ظابط صاحبي وقالي إنه هيتحرك حالا وهيحاول يتعقب تليفون ملك أول ما يتفتح وإنه هيبعت حد يتابع الكاميرات حولين البيت هناك.


لم يعد "إياد" يحتمل الإنتظار أكثر من ذلك، يكفي ما مر عليه من الوقت وهو جالس مُستسلم لصدمته هكذا، يجب أن يتحرك ويجدها قبل أن يفقد عقله ويجن، نهض من مقهده بسرعة وكاد أن يبتعد لولا صديقه الذي أوقفة مُستفسرًا:


- رايح فين؟


أجابه "إياد" بحدة نابعة من شدة قلقه مُردفًا بحزم:


- رايح أدور على مراتي، مش هفضل قاعد كده متكتف ومش بعمل حاجة.


تفهم "جواد" ما يمر به صديقة والذي لأول مرة يراه فى هذه الحالة بعد وفاة والديه، وذلك اليوم المشؤم الذي كاد أن يمُت فيه بسبب جرعة مُخدر ذائدة، ليوافقة الرأي وعزم على عدم تركه واحده مُعقبًا بحزم:


- طب أستني أنا جي معاك.


كادت "ديانة" أن تُفرض نفسها هي الأخرى بأن تأتي معهم، ولكن أوقفها صوت رنين هاتف "إياد" مُعلنًا عن إتصالًا، تفحص بسرعة ولهفة هوية المتصل ظنًا منه إنها "ملك"، ولكنه سريعًا ما أعاد النظر إلى "جواد" بمزيج من الشك والتعجب مُردفًا بدهشة:


- دي ميار!


ضيقت "ديانة" ما بين حاجبيها بإستنكار بعد أن أرتابت من تغير ملامح وجه كلا من "إياد" و"جواد" وعقبت مُستفسرة:


- ميار مين؟


وكأنهم لم يستمعان لسؤالها، فما يشغل تفكير كلاهما الأن شيئًا أخر تمامًا، ليُغمغم "جواد" مُردفًا بإستنكار:


- تفتكر هي!


أحتدت ملامح وجه "إياد" بالغضب الشديد مُردفًا بحزم:


- دا يبقى أخر يوم فى عمرها.


حاول "جواد" تهدئته وأحسه على إستخدام العقل دون إندفاع كي يستطيعوا الوصول إلى "ملك"، ليهتف بوضوح:


- اهدى ورد عليها وجاريها فى الكلام وأنا هعمل مكالمة تليفون.


فتح "إياد" المكالمة مُجيبًا على "ميار" بنبرة جامدة قبل أن يتسرع فى الحكم عليها مُردفًا بحدة:


- عايزة إيه يا ميار!


ابتسمت "ميار" على سؤاله الهادئ وكأنها لا تحتجز زوجته الأن، لتُجيبة بنبرة ساخرة:


- العريس وحشني قولت أطمن عليه.


حسنا، هو متأكد الأن "ملك" حبيسة لديها، نبرتها الساخرة بصحبة مزاجها الرائق يوكدان له هذا الشيء، ليصيح بنبرة واثقة أكثر من كونها إستفهامية:


- ملك معاكي صح؟


ضحكت "ميار" بصوته كله مُحاولة إستفزازه والإستمتاع بمُعاناته، وأجابت مردفة بتهكم:


- أه العروسة عندي أهي بنحضرها لعريسها.


صاح بها ولم يعد يحتمل نبرتها الإستفزازية مُعقبًا بتهديد:


- أقسم بالله العظيم يا ميار لو حصلها أي حاجة لأخليكي تتحسري على نفسك طول العمر.


ضحكت "ميار" بصخب أكثر مُتعمدة إثارة المزيد من غضبه مُتلذذة بمُعاناته، وعقبت مُصطنعة البرائة:


- فيه إيه يا عريس! هو أنا قولت إني هأذيها؟ دا أنا بقول هحضرهالك عشان تأخدها جاهزه كده من غير تعب ولا مجهود.


أضافت بمزيد من الوضوح وهي تتلاعب بإصبعها فى بعض الخُصل المُنسدلة من شعرها، مُردفة بنبرة تلمؤها الوقاحة:


- أصل هقولك على حاجة، دايمًا البنات فى أول مرة ليهم بيكونوا مقرفين وباردين كده، بتبقى أول مرة بقى وخايفين من إحساس فقدان العذرية وهل فيه وجع ولا لا والكلام الفارغ ده بقى أنت عارف.


أرتجف قلبه وشعر بالهلع من تلك الأفكار التي ضربت برأسة نتيجة ما تفوهت به تلك الوضيعة، لتُكمل هي حديثها شاعرة بالإنتصار مُعقبة بفخر:


- أنا بقى عشان أنت حبيبي وعشرة هعديلك المرحلة دي، هدهالك جاهزة تسد معاك أنت وأتنين تلاته كمان من صحابك تخمسوا فيها سوا ومش هتقصر معاكوا.


أدرك جيدًا ما تُحاول تلك العاهرة قوله، ليشعر داخل عقله بالهلع الشديد، وصاح مُتوعدًا لها مُردفًا بغضب:


- يا بنت الكـ لب يا وسـ خة، دا أنا أقطع رقبتك لو فكرتي تلمسيها.


المزيد من السخرية على ما يتفوه به، وعقبت بمزيد من الوقاحة والعُهر، مُردفة بوضوح:


- يا إياد أنت دايمًا ظالمني كده، وأنا يعني هعمل كده أزاي أنت عارفني مليش في جو الشـ ذوذ ده، دا الولا صلاح بتاع البودرة هو وأتنين تلاته من صحابوا بس هيعملوا حفلة عليها.


حاول التقليل من حدة حديثه ومُحاولة التفاوض معها مُعقبًا بنبرة يملؤها الخوف والضعف:


- ميار أنتي مشكلتك معايا أنا مش معاها هي.


رفضت "ميار" الإقتناع بهذا الأمر مُعطية نفسها كامل الحق فيما تريد أن تفعله بـ"ملك" مُردفة بإصرار:


- لا يا حبيبي مشكلتي معاكوا أنتوا الأتنين، مش أنت كتبت كتابك عليها! خليني بقى أتفرج عليك لما هي كمان تبقى زيي وتنام مع رجالة غيرك هتقدر تتجوزها ولا هتبقى متشرفكش زي ما أنا مكنتش أشرفك؟


صاح بها شاعرًا بأن كل إنملة فى جسدة ترتجف من الفزع، وهتف بها سارخًا بتوعد:


- ميـــــار، هقتلك يا ميار، هقتلك.


لا تُنكر أن نبرته أصابتها بالذعر وأرتجف سائر جسدها متأثرًا بها، لهذا أغلقت المكالمة فورًا قبل أن يصيبها المزيد من الخوف والإرتباك.


بينما بمجرد أن أغلقت المكالمة شعر "إياد" بالشلل العقلي وكأن قدميه لم تعد قادرة على حمله، يقسم إنه يشعر إنه يريد أن يبكي ويتوسل لمن حوله بمساعدته وإعادتها له دون أن يمسها مكره، نظر نحو صديقة بأعين يملئها الدموع وهو فى حالة إنعدام وعي، وينظر به بمنتهي التوسل والضعف وكأنه يطلب منه المساعدة.


لاحظ "جواد" ما يمر به الأخر وحاول إعانته قبل أن ينهار الأن أمام الجميع، وصاح به مُحاولا تطمئنه بإنهم عرفوا مكانها وسيتمكنوا من إنقاذها مُردفًا بتوضيح:


- إحنا عرفت مكانها والبوليس هيتحرك على هناك يلا بينا.


وكأن كلماته كان لها مفعول السحر ليشعر بإنه لايزال على قبد الحياة، سريعًا ما ركض بعد أن أكمل له "جواد" وأخبره عن مكانها، ليذهب مُسرعًا قبل أن يحدث ما لم يُسامح نفسه عليه طوال العمر.


كاد "جواد" أن يلحق به لتتشبث فيه "ديانة" مُردفة بلهفة:


- أنا جاية معاكوا.


حاول "جواد" منعها خوفًا من أن يُصيبها مكروه مُعقبًا بهدوء:


- ديانة مش هيـ..


رفضت الإستماع لما سيقوله من مبررات وقررت كلماتها مرة أخرى بحزم:


- أنا جاية معاكوا يا جواد.


استسلم لرغبتها وإصرارها على المجيء، وفكر أيضًا أن وجودها سيُشعر "ملك" بالطمئنينة بعد كل ما حدث لها من رعب، وتحركوا ثلاثتهما إلى المكان المُحتجزة به "ملك".


❈-❈-❈


وصل الثلاث شباب بالدراجه النارية إلى المكان الذي أتفق معم "صلاح" بالتنفيز فيه، وخرج حتى يُقابلهم بالخارج، واح مُردفًا بعتاب:


- اتأخرتوا ليه يا رجالة؟


صاح الشاب الأول والذي كان يقود الدراجة وهو يُغلق المُحرك مُردفًا بلوم:


- ما أنت يسطا اللي جايبنا أخر الدنيا! ما كنا نجيبها فى شقة واحد مننا وخلاص.


نهى "صلاح" ذلك الأقتراح مُعقبًا بتوضيح:


- مينفعش يا عم، هنا أأمن مكان.


صاح الشاب رقم إثنان وهو ينزل من فوق الدراجة مُردفًا بحماس:


- طب إيه! جبت الغزال ولا طلعت خيخا؟


أجابه "صلاح" بكثير من الفخر والإعتذاز قائلا:


- عيب عليك، الغزال جوا وجاهز على الافتراس.


صاح الشاب الثالث مُتدخلًا بالحديث مُردفًا بإنتشاء:


- أموت أنا فى اللحم البري.


دلفوا جميعًا إلى الداخل ليتقابلوا بـ"ميار" التى لم يكنوا يعلموا إنها ستكون موجودة، ليصيح الشاب الأول وهو ينظر نحوها بمنتهى الشهوة والوقاحة مُرددًا بغزل:


- أوبااا، يا عيني على الغزال.


أتاه رد "صلا" مُحاولًا تهدئته مُردفًا بتوضيح:


- اهدى يا أسطا العزال جوا.


هتف الشاب إثنين مُستفسرًا عن تلك الفتاة بنظرة غير بريئة هو الأخر مُعقبًا:


- أومال مين الوحش؟


أجابهم "صلاح" بنبرة مرحة مُحذرًا إياهم منها بلطافة قائلا:


- لا دي مرات الأسد ملكوش دعوه بيها.


ضحكوا جميعًا على وصفه لها والذي يحمل الكثير فى معناه، لتدخل "ميار" زاجرة إياهم على أن يتوقفوا عن المرح ويبدأوا فيما تريد منهم مُردفة بحزم:


- وفر مجهود فى الضحك أنت وهو للي جاين وواخدين عليه فلوس.


وافقها الشاب الثالث الرأي مُرددًا بإنصياغ:


- حاضر يا مكنة.


نظر الشاب الأول نحو "صلاح" وهتف مُستفسرًا عما هم مُقبلين عليه مُردفًا بجديدة:


- طب إيه النظام مين هيدخل الأول ولا هتبقى أتنين أتنين.


تدخلت "ميار" مُجيبة هي على هذا السؤال بكثير من الكراهية والحقد، شاعرة بالشماتة في تلك الفتاة لما هي مُقبلة عليه، وهتفت مُضحة بحزم:


- لا هتدخلوا كلكوا مع بعض وأنا هبقى موجودة.


شعر الثلاثة بالغرابة لما قالته، هل هناك فتاة بكل هذا الحجود الذي يجعلها تشعد إغتصاب فتاة مثلها من قبل أربعة رجال، يا لها من عاهرة حقًا، نظر لها الشاب الثاني بطريقة يُبطنها الإحتقار مُرددًا:


- الواد صلاح مكدبش فى الوصف اللي وصفهولك، لـبـ** على حق.


قال جملاه الأخيرة بغمزة وقحة، بينما ابتسمت بزهو وكأنه مدحها بذلك الوصف القذر، لتهتف بدلال:


- طب يلا يا أسد منك له.


ضحكوا جميعًا على عُهرها وشعروا بالمزيد من الإثارة والإنتشاء، ودلفوا جميعًا إلى الغرفة وكلا منهم يتخيل كيف سيكون شكل تلك الفتاة، ويستعدون لتناول وجبتهم الشهية.


❈-❈-❈


كانت جالسة على الكرسي مُكبلة اليدين لا تستطيع الحركة، وبداخلها تموت رعبًا ممَ قالته لها "ميار" منذ قليل، ماذا تعني بهذا الحديث! ماذا كانت تقصد عندما قالت إنها ستجعلها مثلها؟ هل ستُرغمها على تعاطي المُخدرات! أم ممارسة الجـ نس مع ذلك الشاب؟


اللعنة، لن تستطيع أن تفعل بها هذا الشيء، ستقتلها قبل أن تُفكر في هذا الشي، قطع تفكيرها دخول "ميار" بصحبة ذلك الشاب، ولكن ما أشعرها بالذعر هو دخول هؤلاء الشباب الأربعة أيضًا، إلى ماذا تخطت تلك الحقيرة.


صاح الشاب الأول بمجرد أن رأها مُهللا بإعجاب:


- أوعا بقى على الحاجات الحلوة.


أيده الشاب الثاني الرأي مادحًا فى حُسنها وجمالها مُرددًا:


- إيه ده يالا، ده شغل فاخر من الأخر.


رمقها الشاب الثالث بنظرة مُختلفة مُتفحصًا إياها من أعلى رأسها لأخمص قدميها، مُعقبًا بشك:


- أنت متأكد إن دي هتستحملنا إحنا الأربعة؟


شعرت "ميار" بالغيرة الشديدة من مدحهم لها، ولكن ما أثار غضبها هو تحدث ذلك الشاب الثالث عنها وكأنها قطعة من الماس لن تحتمل، أو كأنها نقية ويخشي أن يُدنسوها، لتصيح فيه زاجرة إياه بحنق:


- أنت ليك أكل ولا بحلقة، هو أنت هتتجوزها يا روح أمك؟


رمقها بإحتقار مُتفهمًا مدى حقضها على تلك الفتاة، ومتأكدًا أن ذلك الإنتقام خلفه جرح كبرياء أنثي من قبل رجلًا ما، لذا قررت الإنتقام منه بتلك الطريقة، على كُلا هو لا يُعنية سبب إنتقامها أو سيحدث لتلك الفتاة، كل ما يخشي عليه هو أن تلحق به المشاكل من وراء هذا الإنتقاق، ليُردف بتوضيح:


- لا مش هتجوزها بس دي نواعم خالص وممكن تموت في إيدينا.


رمقته "ميار" بإستخفاف وأجابته بسخرية لازعة:


- لا مش هتموت يا أبو قلب رهيف، ولو ماتت أبقى سبهالي وقول متعرفنيش.


خلع عنه التيشرت فى لحظة مُلقيًا إياه على الأرض مُعقبًا بإقناع:


- إذا كان كده يبقى أشطا.


فعل الباقية مثله وخلعوا عنهم بناطيلهم أيضا، ليظلوا بالملابس الداخلية فقط، وأقتربوا نحو "ملك" فى منظر مُرعب يجعل أية فتاة فى مكانها تلفظ أنفاسها الأخيرة من شدة الخوف، بينما شعرت "ملك" بالذعر وصاحت بهلع:


- أنتوا عايزين مني إيه؟


أجابها "صلاح" وهو يتجه ليكون خلفها ويفك عنها قيودها مُرددًا بإنتشاء:


- عايزين نلعب مع العروسة عريس وعروسة.


حل قيودها وسريعا ما أنتشلوها من فوق الكرسي وطرحوا بها أرضًا وأنقضوا عليها مُقيدين إياها بأجسادهم وشرعوا فى تمزيق ثيابها، لتصيح هي مُحثة إياهم على التوقف صارخة بفزع وذعر:


- لا، أبعدوا عني يا ولا الكـ لب.

يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة منة أيمن, لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة