-->

رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - الفصل 23

قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني 

الإنتقال من الظلمة الى النور

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ظلمات حصونه

الجزء الثاني

الإنتقال من الظلمة الى النور

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن


الفصل الثالث والعشرون

الصراخ والبكاء هما أكثر ما تستطيع فعلهم بالاضافة إلى مقاومتها لهم، والتي كان ضعيفة جدًا أمام عددهم وقوتهم الجسمانية التي تفوقها بمراحل، وما يصعب عليها الأمر هي تلك الطريقة التي يقيودنها بها، هناك واحد يُثبت يديها الأثنان أعلى رأسها وإثنان يُثبتان قدميها مُنفرجتان بعيدًا عن بعضهم البعض، والأخير يجلس بين مُلتقى ساقيها ويُحاول تمزيق ثيابها.


وبالفعل نجح فى تمزيق بلوزتها وكشف جسدها أمامهم جميعًا وسط بكائها وصراخها، بينما كانت "ميار" ضغطت ذر الكاميرا وبدأت فى توثيق تلك اللحظة، وجلست على الكرسي تُشاهد العرض فى إستمتاع، وتتلذذ بصياح "ملك" التي تُحاول منهم صارخة بإنهيار:


- آآآه، أبعدوا عني يا أوسـ اخ.


رمقها الشاب الذمزق ملابسها بشهوة عارمة وهو ينظر إلى نهدها الحليبي، كالجائع إلى وجبة شهية جدًا، أبتلع بطريقة مُقززة وهتف بانتشاء:


- نبعد إيه بس يا بطل، دا أنتي متتسابيش.


قال جملته سريعًا وانقض عليها مُلثما عُنقيها ونحرها ويده تتحرك بحرية شديدة على سائر جسدها، وظل يهبط بقبلاته الشهوانية إلى نهديها بطريقة مقززة، بينما كانت "ملك" تتلوى أسفل يديه مُحاولة الإفلات من بين يديهم وهي تصرخ بإستغاثة:


- لاا، حد يلحقنــــــي.


نهض "صلاح" الذي كان يُقيد يدها بعد أن جعل الشاب الذي يعتليها يُمسك بيدها أيضا، لكي يتمكن هو الأخر من باقى تحرير جسدها، وتحرك وهو يُعقب بإثارة تتأجج بداخله قائلا:


- محدش هيلحقك يا قمر والفرهدة اللي بتعمليها دي ممنهاش فايدة، فحاولي تستمتعي أفيدلك.


أختفى عن مرما بصرها بسبب ذلك القابع فوقها ويحجب عنها روئية ما يحدث خلفه بداية من خسرها حتى أسفل قدميها، وبلحظة شعرت ببنطالها ينزلق من فوق جسدها، ليكشف الباقى من جسدها وتظل بملابسها الداخلية الرقيقة فقط.


جحظت "ملك" عينيها بذعر وهلع وأخذت تصرخ وتصرخ وهي تُحرك جسدها بعفوية شديدة وتردد برجاء:


- أنقذنـــــي يــــارب.


وما هي إلا لحظة واحدة حتى أستمع الجميع لتحطيم باب الغرفة الموجودين بها، أنفض هؤلاء الشباب فزعًا وقد تلاشي ذلك الإنتشاء وحل محله الصدمة والفزع، وأبتعدوا سريعا عن "ملك" وأستعدوا لمهاجمة هذان الشبان.


وقعت عيني "إياد" على "ملك" المُلاقى أرضًا وعارية الجسد لا يسترها سوا ملابسها الداخليه المُمزقة، وبمجرد أن تركوها زحفت بيدها إلى الخلف وهي تُحاول ستر جسدها بيدها الصغيرتين وهي تبكي بحرقة، ليمزق قلب "إياد" وألتمعت الدموع فى عينيه وتحول إلى وحش ثائر وانهال على هؤلاء الشباب ضربًا.


أنقض كلًا من "جواد" و"إياد" على هؤلاء الشباب وقد أشتبكوا جميعًا فى قتال حاد للغاية، كانت "ميار" تقف بعيدًا وتشعر بالأرتباك من وجودهم، ولكنها كانت تثق بأنهم أثنان فقط ولن يصمدوا أمام أربعة رجال، بينما أستغلت "ديانة" ذلك الشجار وأسرعت فى الركض إلى "ملك" مُحاولة تطمئنها مردفة بلهفة:


- ملك.


ضمتها سريعًا إلى صدرها، لتتشبث بها الأخرى وكأنها تُحاول أن تُطمئن نفسها بإنه قد تم إنقاذها، بينما شعر الثلاث شباب بإنهم لن يصمدوا فى هذا الشجار وأسرعوا فى الفرار إلى الخارج مُحاولين الهرب.


ولكن "صلاح" لم يستطيع الأفلات من يد "جواد" الذي أمسك به من عنقه ولكمه عدة لكمات وأخذ يركله بمتهى العنف فى رجولته مُثببًا له الكثير من الألم، بينما أمسك "إياد" بـ"ميار" التي حاولت أن تهرب هي الأخرى وأنهال عليها ضربًا.


فى البداية كان يصفعها لحدة وهو يجذبها من شعرها، ولكنه شعر بتصاعد غضبه وأخذ ياكمها بمنتهى العنف إلى أن تورم وجهها ونزف الدماء، ولكن هذا لم يُقلل من غضب إياد الذي دفعها إلى الحائط وحاوط رقبتها بيديه خانقًا إياها وهو يُقسم على قتلها هاتفًا بحدة وإنتقام:


- يا وسـ خة يا بنت العــ**، هقتلك.


لاحظ "جواد" ما أوشك "إياد" على فعله، فترك "صلاح" بمجرد أن استمع إلى صوت وجود الشرطه بالمكان وإنه لن يستطيع الهرب فى هذه الصحراء، وركض كي يوقف صديقه عما أصبح وشيكًا جدًا على فعله مُردفًا بتحذير:


- سيبها يا إياد خلاص.


أزداد "إياد" من حدة يديه حول رقبة "ميار" التي قلبت عينيها وأوشكت على زهق روحها، وصاح بكثير من الغضب والحزم ونيران الإنتقام تتأكله:


- مش هسيبها.


امتدت يد "جواد" لتحرير رقبة "ميار" من قبضة صديقه مُحاولًا إنقاذه هو من إرتكاب جريمة كهذه مُردفًا بحدة:


- يا إياد متوديش نفسك فى داهية عشان فا جرة زي دي.


نجح فى إبعادة عنها جاذبًا إياه إلى الخلف، لتسقط "ميار" مُتأثرة بما فعله بها وهى تسعل مُحاولة تمرير بعض الهواء إلى رئتيها بصعوبة، ليركلها "إياد" فى بطنها بحدة وبصق عليها بتقزز.


إلتفت "إياد" و"جواد" إلى "ملك" التي كانت تنتفض بين يدي "ديانة" ولا تستجيب لأي ممَ يحدث، ففط تبكي وترتجف بعنف، وبمجرد أن رائها "إياد" هكذا ركض نحوها بهلع، بينما أدار "جواد" ظهره لأنه لاحظ عُري جسدها وشعر بالحزن الشديد من أجلها.


جلس "إياد" أمامها وهو بشعر بنزيف قلبه قهرًا عمَ حدث لها، ليُحاوط وجهها بين كفي يده وأزداد الدموع فى مُقلاتيه وأضاف بلهفة وذعر:


- أنتي كويسة؟


لم تستطيع الرد عليه، لا تستطيع سوا أن تبكي بفزع وذعر عما حدث لها، وتشعر بالرعب الشديد، لتتهاوى دموعه هو الأخر حسرة عليها وأضاف مُطمئنًا إياها:


- مفيش حاجة حصلت، متخافيش أنا معاكي


مرة أخرى لا يوجد رد منها، حتى إنها لا تستطيع أن ترفع عينيها فى عينه وهي بهذا المنظر، ليخلع هو سترته وأحاط بها جسدها وأضمها سريعًا إلى صدره مُردفًا ببكاء وإعتتذار:


- أنا أسف، أسف على كل اللي حصلك بسببي، مش هسيبك تاني أبدًا. 


وأخيرًا أستجابت له ودفنت نفسها فى صدره وتشبثت فيه بقوة وكأنها تختبئ به عن عيون جميع من حولها، حتى أختها، ليحملها هو بين ذراعية وهى لاتزال داخل صدره وتقدم بها نحو السيارة مُتحركًا صوب المشفى.


❈-❈-❈

بعد مرور يومان...


أستيقذت من نومها وفتحت عينيها بثقل شديد، وشعرت بألم مُزعج يضرب برقبتها بسبب نومتها الغير مُريحة والتي سقطت فيها رغمًا عنها كالعادة، فهي لها ثلاث أيام لا تفعل شيء سوا أن تجلس معه فى تلك الغرفة وتتحدث معه مُنتظرة أن يستعيد وعيه إلى أن تسقط فى النوم رغمًا عنها.


رفعت رأسها بصعوبة وقد ظهر على ملامحها الإرهاق والتعب، وجهها يبدو ذابلًا للغاية وغامئًا، وعينيها مُجوفتين إلى الداخل وقد أنطفئت لمعتهم، وكيف لعينيها أن تلمع وهي تراه جسد بلا روح أمامها هكذا.


تجولت بعينيها على جسده بالكامل وكأنها تذكر نفسها أن ما وصلوا له الأن بسبب عنادها وقسوة قلبها، وصلت عينيها إلى وجهه مُتفحصة إياها بنظرة سريعة، لتلاحظ عينيه تُغلق مرة أخرى.


هبت واقفة بسرعة وأقتربت منه بصدمة ومفاجأة وقد شعرت بالكثير من التفائل من فكرة إنه فتح عينه وأغمضها مرة أخرى، وهتفت لكي تتأكد من شكوكها مُردفة بحماس:


- مالك، مالك أنت فتحت عينك صح!


لم تجد منه أية رد، لتُعيد سؤالها مرة أخرى وهي تتلمس كتفه بمحبة كبيرة مُردفة بلهفة:


- مالك أفتح عينك عشان خاطري.


وبالفعل فتح عينيه مرة أخرى ونظر نحوها، لتتأكد إنها لم تكن تتوهم وإنه أستيقظ بالفعل، وضعت يديها على فمها بصدمة وركضت إلى خارج العناية المُركزة مُردفة بصياح:


- دكتور، مالك صحـــى.


بصعوبة بالغة حاول منادتها ولكن بصوت مبحوح نتيجة لصمته طوال تلك الفترة وهمس بلهفة:


- زينـــــة.


❈-❈-❈


مر يومين وكانوا أصعب ما مر عليها فى حياتها، كانت تُحاول الهرب من كل من حولها، كلما أستيقظت تبكي وتنهار ليعطوها البعض من المُهدئات وتعود لنوم مرة أخرى، وهذا أقل ما يمكن أن يحدث لها بعد صدمة كالذي تعرضت لها تلك.


تحاول الهرب من تفكيرها فيما كان يمكن أن يحدث لها لولا وصولهم فى الوقت المناسب، كانت ستحيا تجربة شنيعة، مؤلمة وقاسية للغاية، لم يكن ليعتدي عليها شابًا أو إثنان، بل أربع شباب بالإضافة إلى تصويرها لتكون ذكري مريرة.


ماذا فعلت لتلك التي تُدعى "ميار" حتى تفعل بها شيئًا كهذا، بماذا أسأت لها لكي تُعد لها مُخططًا حقيرًا وبشعًا هكذا، تتذكر جيدًا ما فعله بها "إياد" يومها، لقد جعل وجهها يدمي من شدة اللكمات، ترى ما هي حالتها الأن؟


لقد استمعت لبعضًا من حديثهم حولها وهي بين النوم والأستيقاذ وهم يقولون أن "جواد" و"ديانة" هم من ذهبوا لإكمال المحضر بعد أن تم القبض على "ميار" وعلى هؤلاء الشباب الأربعة، وأنه تم حبسهم على ذمة القضية حتى تتحسن حالتها وتُقدم إفادتها إلى النيابة ويتم بعدها تحديد جلسة للحكم عليهم فى قضية خطف أنثى ومُحاولة إغتصابها.


حولت عينيها إلى "إياد" النائم فوق الأريكة الموجودة بجانب سريرها، فهو طوال اليومان لم يفارق خاصتها أبدًا، حتى إنه لم يخرج من الغرفة ولا يذهب إلى منزله ويبدل ملابسه أو يستحم، حتى إنها لا تظن إنه يأكل، يجلس معها فى هذه المشفى منذ ذلك اليوم.


تمعنت فى ملامحه الواضح عليها أثار التعب والإرهاق وقلة الطعام، إنها مُدركة جيدًا ما يمر به، إنه يُحمل نفسه ذنب ما حدث لها، يكفي إلى هذا الحد، عليها أن تكون قوية، عليها أن تعود كما كانت، لقد مرت تلك التجربة بسلام ولم يحدث لها شيء، هي فتاة قوية ولن تسمح لتجربة هكذه ان تأثر عليها أو على حياتها.


رفعت ذلك الغطاء الأبيض الخاص بالمستشفيات ونهضت من سريرها وأتجهت نحو "إياد" الناعس، جلست بجانبه ولن وجهها يُقابل وجهه ووضعت يدها تمررها على ذقنه التي تعشقها مُردفة بصوت منخفض حتى لا تُفزعه:


- إياد.


على الرغم من هدوء صوتها إلا إنه أنتفض من نومه، ونهض بسرعة شاعرًا بالفزع وإزداده هلعه عندما وجدها بجانبه، وظن إنها تشعر بالخوف وهتف مُحاول تطمئنها وهو يُحاوط كتفيها بكفي يده مُردفًا بلهفة:


- متخفيش يا حبيبتي أنا جمبك.


شعرت بغصة فى قلبها عندما رأت ذُعره الظاهر فى عينيه وخوفه الشديد عليها، لتبتسم له بمحبة نتج عنها لمعة إنعكست من عينيها ورفعت يدها وأمسكت بيده مُردفة بصدق:


- أنا مش خايفة طول ما أنت معايا.


أطمئن قلبه قليلًا بعد أن رأى إنهاا بخير ولا تبكي أو مُنهارة كاليومين الماضيين، ولكنه لم يستطيع منع تلك الدموع التي تكونت فى عينية، وهتف بغصة مؤلمة مُستفسرًا:


- أنتي مسمحاني يا ملك؟


ضيقت ما بين حاجبيها بإستنكار وأضافت بخفوت:


- أنت معملتش فيا حاجة وحشة عشان أسامحك عليها.


رغمًا عنه إنسدلت دموعه رُعبًا عمَ كاد أن يحدث لها وأضاف بكثير من القهر والندم.


- عمري ما كنت هسامح نفسي لو كان حصلك حاجة.


حاوطت إحدى وجنتيه بكف يدها مُحاولة تهدئته مُردفة بتأثر ممَ يحدث له:


- أنت ملكش ذنب فى اللي حصل.


أزداد فى بكائه وإلقاء اللوم على نفسه مُعتبها عمَ كان يفعله بالسابق وعن معرفته بفتاة كـ"ميار"، ليصيح بإنفعال نادمًا:


- ذمبي إني عرفت واحدة زي دي فى يوم من الأيام، خسرتني أبني زمان، ودلوقتي كانت عايزة تأذيكي و..


قاطعته قبل أن يُكمل مُفصحة عن حقيقة تلك الكذبة مُردفة بحزم:


- مش إبنك يا إياد.


ضيق ما بين حاجبيه بأستنكار غير مُدركًا ما تعنيه مُعقبًا:


- مش فاهم!


هتفت مُفسرة له ما تُعنيه بحديثها مُردفة بتوضيح:


- الطفل اللي ميار أجهضته زمان ده مكنش أبنك؟


للحظة ظن إنها تقول هذا فقط لكي توقفه عن البكاء، أو هناك من أخبرها بهذا الشيء كي يُطمئنها وهتف مُستفرًا:


- عرفتي منين الكلام ده!


أجابته مؤكدة له صدق حديثها وصحته مُردفة بثقة:


- ميار بلسانها هي اللي قالتلي كده يوم ما خطفتني، قالتلي إن الطفل ده مكنش منك وإن عمرها ما حملت منك.


تهللت ملامح "إياد" وكأن هناك حجر كبير قد أنتُشل الأن من فوق كتفيه وهتف بنبرة تملئها السعادة:


- يعني أنا مكنش ليا أطفال من الحيوانة دي وبرئ من ذمب الطفل ده؟


أومأت له "ملك" وهي الأخرى سعيدة لتلك الراحة والسعادة على وجهه وأضافت بتأكيد:


- أيوه يا إياد، أنت ملكش ذنب فى اللي هي عملته.


جذبها "إياد" بسرعة ولهفة لتستقر داخل صدره وعانقها بكثير من السعادة والراحة لما أخبرته به، وهذا يعني أن أول طفل له سيكون منها هي، ستكون هي من تُشاركة كل لحظة سعيدة فى حياته، هي شريكة حياته الابدية.


فى تلك اللحظة وهما مازلان يُعانقان بعضهم البعض، فتحت "ديانة" باب الغرفة بمنتهي التلقلئية والإندفاع وملامحها مُتهللة ويعوها بسمة سعيدة، مردفة بحماس:


- مالك فاق.


❈-❈-❈


كان الطبيب بالداخل يفحص "مالك" بعد أن أخبرتهم "زينة" إنه قد أستعاد وعيه، وكان الجميع يقف خارج الغرفة فى إنتظار خروج الطبيب وتطمئنهم، وأثناء ذلك شعرت "لبني" الدوار الشديد يخبط برأسها وإنها على وشك السقوط.


لاحظ "هاشم" ما تمر به "لبنى" وأسرع فى الإمساك بيدها مُعاونها على الوقوف، وشعر بالقلق عليها لإنه يعلم أن هذه ليست أول مرة، ليهتف مُستفسرًا بخفوت:


- مالك يا لبنى!


أمسكت "لبنى" بذراعه جيدًا كي لا تسقط وتخضع لذلك الهبوط فى ضغط الدم الذي تُعاني منه منذ فترة، وأضافت مُحاولة إخفاء الأمر عنه مُردفة بتهرب:


- مفيش، شوية إرهاق كده.


لم يقطنع "هاشم" بما تقول وهتف مُعلنًا عن مُلاحظته لهذا الأمر منذ فترة مُعقبًا بحزم:


- لا أنتي بقالك فترة تعبانة كده، إحنا لازم نشوف الدكتور.


حاولت تطمئنه وقد ظهر عليها ملامحوالقلق والتوتر وأردفت بتبرير:


- صدقني مفيش حاجة ده مجرد هبوط بسبب الضغط النفسي اللي إحنا فيه.


هز "هاشم" رأسه كعلامة رفض على تبريرها، وقد ازداد قلقه عليها وهتف بإصرار:


- مش هقبل أي مبررات يا لبنى وهنروح لدكتور وحالا.


أمسكها من يدها وكاد أن يصطحبها إلى الطبيب، لتدرك هي إنه لا مفر وسينكشف أمرها، لتهتف بصوت خافت ولكن بنبرة مُنفعلة نسبيًا مرددة:


- أنا حامل.


توقف عن مُحاولته فى حسها عن السير وكأن هناك صعقة ما ضربته، ألتفت لها بملامح مُندهشة مما أستمع له وعقب بصدمة:


- بتقولي إيه!


زفرت "لبنى" بثقل شديد وهي تشعر بكثير من الأرتباك، وهتفت موضحة له بحرج:


- بص أنا عارفة إنه مينفعش، وكان لازم أقولك من أول ما عرفت، بس الظرف اللي إحنا فيه، ووجود الناس دي كلها أحرجني جدًا، مش عارفة هيقولوا عليا إيه أو..


منعها عن إكمال حديثها السخيف بالنسبة له عن رأي من حولهم، وصاح مرة أخرى بإستنكار وهو يقربه له:


- يقولوا اللي يقولوا، تعليلي أنا هنا، أنتي حامل بجد؟


أبتلعت "لبنى" وأومأت له بكثير من الخجل، ليضحك هو بشدة وقد تهللت ملامحه ولولا بعدهم عن الجميع لكانوا أستمعوا لصوت ضحكاتها، ليجذب بدها ويقبلها بلهفة وهو يردد بسعادة عارمة:


- يعني أنا هيبقى عندي طفل منك؟


ألتفت "لبنى" لتتأكد من عدم وجود أحدهم وسماع حديثهم، لتُحاول تهدئته مُردفة بحرج:


- هاشم أرجوك وطى صوتك الناس هتسمعنا.


كان وجهه مُتهللًا بشدة والبسمة تملئه وهو يُعقب بإستنكار:


- ما اللي يسمع يسمع، هو أحنا بنعمل حاجة غلط!


أجابته "لبنى" مُفصحة عن رؤيتها للأمر وعن سبب شعورها بالخجل والحرج من هذا الحمل مُردفة بتوضيح:


- فكرة إن واحده فى سني عندها حفيد تحمل، حاجة مش لطيفة أصلا.


جذبها "هاشم" من يديها مُربًا إياها منه وهو ينظر إلى داخل عينيها وأضاف بصدق نابعًا من قلبه:


- دي حاجة جميلة جدًا، ده اللي هيجي ينور حياتنا كلنا ويعوضنا عن كل الوحش اللي فات.


ضمها إلى صدره مُعانقًا إيها بكثير من الحب والعشق لها مُرددًا بفرح:


- أنا بحبك أوي يا لبنى.


❈-❈-❈

بعد بضع دقائق خرج الطبيب من غرفة العناية، ليجتمع حوله جميع أفراد العائلة للأطمئنان على "مالك"،صاح "محمود" مُستفسرًا بلهفة:


- طمنا يا دكتور؟


أجابه الطبيب مُطمئنًا إياه مُردفًا بوضوح:


- الحمدلله يا جماعة أستاذ مالك أستعاد وعيه وصحته مُستقرة جدًا وهنخرجة من العناية النهاردة إن شاء الله وهننقلوا أوضة تانية.


صاحت "ملك" هي الأخرى موجهة حديثها نحو الطبيب مُردفة باشتياق لشقيقها:


- طب نقدر نشوفه أمتى يا دكتور.


قابلها الطبيب بإبتسامة مُتفهمة لحب عائلته له الذي كان واضحًا طوال الفترة الماضية، ليجيبها بهدوء:


 - ننقلوا بس الأوضة وتقدروا كلكوا تشوفوا وقتها.


زفرت "زينة" براحة شديدة بعد ما أستمعت له من الطبيب، وإنه لم يذكر أي شيء يستدعي القلق، يبدو إنها مرت على خير وإلا لكان أخبرهم الطبيب، لتهتف "منال" بسعادة ورضا على أستقياذ ابنها مردفة بإمتنان:


- الحمدلله يارب، ألف حمد وشكر ليك يارب.


صاح الطبيب مرة أخرى موجها حديثه نحو "زينة" مُردفًا بهدوء:


- أستأذنكم بس مدام زينة تدخله عشان هو عايزها.


أرتجف قلب "زينة" وشعرت بإرتخاء أعصابها بمجرد أن أستمعت إنه يريد رؤيتها، لماذا طلب أن تدلف له هي خصيصًا، هل يريد أن يتحدث معها عن طلقهم! أم يريد أن يطلب منها العودة مرة أخرى؟ بل هذه المرة هي من ستطلب منه السماح وأن يعطوا لنفسهم فرصة أخرى.


تقدم "هاشم" نحو ابنته وربط على ظهرها بحنان وعاطفة مُعقبًا بكلمات ذات مغذى:


- أدخلي لجوزك يا بنتي، الحمدلله ربنا مش عايز يقرق بينكوا أبدًا.


أومأت له "زينة" وأبتسمت بخفة مُتفهمة ما يقصده بكلماته، بينما نظرت إلى "ديانة" لتومأ لها هي الأخرى بمعنى أن لا تضيع الوقت، وبالفعل تحرت "زينة" نحو العناية.


كان تخطوا كل خطوة وهي تفكر بماذا ستبدأ أو ماذا تقول؟ وكيف ستكون ردة فعله على طلبها؟ بالتأكيد سيشعر بالسعادة ولكنعا لن تسامح نفسها عمَ وصلوا لها، أقتربت من الفراش ووضحت ملامح كلا منهما إلى الأخر.


كادت أن تبدأ هي فى الحديث مُعتذرة عمَ حدث وطلب الرجوع إلى بعضهم مرة أخرى، ليسبقها هو بنظرات حائرة وملامح مُرهقة مُردفًا بإستنكار:


- إحنا أتطلقنا ليه؟


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة منة أيمن, لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة