-->

رواية جديدة البريئة والوحش لأميرة عمار - الفصل 28

 

قراءة رواية البريئة والوحش كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية البريئة والوحش 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أميرة عمار


الفصل الثامن والعشرون




                        ومهما بعدنا ومهما غيبنا هيجي الليل يعذبنا 

                                     ولا هنشوف الراحه يوم 

                     والحُجة لحضنك قتالة ووعد هبقى ليك فتانة 

                     كل واحد فينا هيسير في طريق ولكن ثقة في 

                   الخالق طُرقنا هتتلاقى والجفا اللي بينا هيدوب 

                   في بداية سلامنا.....أنا مأمنة، مأمنه ليك وبيك

                                                                                            بقلم:أميرةعمار

❈-❈-❈


-ما خلاص بقى يا مازن بقالي ساعة قاعدة بصالح فيك 


نظر لها بحدة وهو يقول:


-إنتِ شايفة إن دي حاجة عادية يا سارة؟!...إنتِ بقيتي طول الوقت متعمدة توصليلي رسايل غير مباشرة محتواها انه مستحيل نرجع زي ما كنا.... وأنا بعمل مش واخد بالي بس إنتِ بجد زودتيها وقليتي مني جامد أخر مرة 


شعرت بالأسى والحزن تجاهه فهي بالفعل قست عليه أخر مرة عندما كرر لها موضوع عودتهم مرة أخرى ورمت له كلمات من حِجارة 

فقالت بندم وهي تفرك يدها ببعضها ناظرة للأسفل:


-أنا أسفة يا مازن أنا عارفة إني زودتها 


-أعمل إيه بأسفك ده يا سارة... أنا تعبت بقالي

كتير بتحايل عليكي نرجع وإنتِ ولا هنا 

معقول يكون حبك ليا اختفى يا سارة!!!


استكمل حديثه بعدما ابتلع ما بجوفه قائلاً:


-بس إزاي وإنتِ حبك لسه بيجري في عروقي برغم كل اللي حصل وبرغم إني كنت شايفك جانية...حتى وأنا شايفك جانية كنت بحبك برضو وبكابر، إزاي إنتِ محيتي حبك ليا يا سارة قوليلي


-يا مازن افهمني، أنا تعبت والله تعبت ومبقاش فيا حيل أحاول تاني ولا أدخل في علاقة تستنزف شوية الطاقة اللي بقوا فيا مؤخراً

مبقتش حمل صدمات تاني كفاية عليا كدة 


أردف مازن بعصبية وهو يضرب الطاولة الفاصلة بينهم بقبضة يده اليمنى:


-ليه بتحكمي على علاقتنا قبل ما تبتدي

ليه عاوزة تحرمي نفسك وتحرميني من أننا نعيش حياة سعيدة زي ما كنا بنحلم زمان 


صمت قليلاً ومن ثم داهمها بسؤاله الذي جعل طرقات قلبها تعلو وتزداد سرعة نبضاته:


-إنتِ لسه بتحبيني يا سارة؟


خفضت سارة بصرها للأرضية بعيداً عن عيناه التى تقتحم عيناها بتساؤلات كثيرة 


حاولت أن تجد رد مناسب يخرجها من تلك البؤرة التي وقعت بها ولكن تعلم أنها مهما قالت لن يجعلها تفلت من الإجابة المباشرة على هذا السؤال الذي طرحه منذ قليل


-ردي يا سارة عليا انا مقدرش أفضل معاكي في علاقة ملهاش لا إسم ولا معنى 

أنا طالبك في الحلال يا بنت الناس ولسه بحبك وشاريكي زي أول يوم اعترفتلك فيه بحبي


مسك يدها الموضوعه على الطاولة حتى يجعلها تنظر إليه بعدما أنهى حديثه ومن ثم قال:


-موافقة يا سارة نعيد الحرب من تاني في سبيل إننا نكون سوى 


نظرت إلى عيناه المليئة بالرجاء والتحدي بنفس الوقت وكأنه يطمئنها إنه سينتصر بنهاية المعركة ولكن المشكلة بها الآن

قوتها واهية لا تقدر أن تُحارب في حرب كهذه وتخرج منها خاسرة مرة أخرى وقتها ستموت لا محالة


-سامحني يا مازن مقدرش،معنديش ١٪ شغف يخليني أحارب تاني


-لو بتحبيني هتحاولي عشاني يا سارة 


ردت عليه بصوت حزين مليئ بالقهرة:


-حاولت زمان يا مازن والنتيجة كانت مؤلمة 

مقدرش أعمل في نفسي كده تاني 


قام مازن من على الكرسي كمن لدغه عقرب وهو يقول بوجع:


-مش هفرض نفسي عليكي يا سارة بس إعرفي إني كنت مستعد أحارب عشانك لأخر نفس في عمري لأني بحبك ومش عاوز غيرك لكن الظاهر إني مكانتي اتغيرت عندك 


مد يده لياخذ هاتفه الموضوع على الطاولة

وجاء ليغادر وقفت سارة هي الأخرى بسرعة قائلة:


-مازن الكلام ميبقاش كده لو سمحت، احنا لسه مخلصناش كلامنا هتمشي ليه 


-همشي يا سارة عشان خلاص أنا تعبت...كفاية أوي لحد كده 


-ليه رابط علاقتنا بموضوع رجوعنا لبعض يا مازن ما احنا كده حلوين ومتفاهمين أكتر أهو


إرتفعت زاوية شفتيه قليلاً وهو يقول بإستنكار:


-كده إزاي؟...اللي هو أنا أصلاً معرفش أنا وظيفتي إيه في حياتك!!

لاء يا سارة سامحيني أنا مقدرش أكون هامش في حياتك يا أكون الكل يا بلاش 

أنا كنت صريح معاكي ومخبتش في مشاعري واداريت،أنا بحبك وعاوزك مراتي غير كده لاء 


-ما أنا كنت مراتك يا مازن، تقدر تقولي إيه اللي حصل بعدها؟


قالتها والدموع بدأت بالتجمهر في عينيها عندما تذكرت تلك الأيام وما حدث لها من مصائب


أشار بسبابته مُردفاً بتحذير:


-متنزليش دمعة أنا مليش خلق يا سارة هتتكلمي من غير عياط اتكلمي هتلجأي للعياط 

فأنا وقتها هنسحب 


ثم إستكمل حديثه قائلاً:


-وأوعدك إن اللي حصل زمان مستحيل يحصل دلوقتي كل حاجه اتغيرت يا سارة...وأولهم إن بابا بقى موافق على جوزانا وجدك اللي كان ممكن يعارض رجوعنا اتوفى يعني رجوعنا دلوقتي سهل 


مسحت سارة دموعها بهدوء وهي تقول:


-وعمو وفارس


رفع حاجبه الأيمن وهو يقول بتساؤل مستنكر:


-مالهم؟


-هقولهم إزاي إني عاوزاك يا مازن 


لمجرد نطقها للكلمة واعترافها بها جعلت الفراشات تتطاير بمعدته...فإقترب منها قليلاً وهو يقول بهدوء:


-قوليهالي أنا يا سارة...يكفي إنك تقوليهالي ووقتها هاخدك ولو من بوق الأسد 


إرتبكت سارة وزاغت بعيناها بعيد عنه وهي تقول بتوتر:


-هي إيه 


-عاوزاك يا مازن


ردتتها خلفه على الفور وكأنها مُساقة وراء سحره الآخاذ قائلة هي الأخرى:


-عاوزاك يا مازن 


أغمض عينه على الفور وهو يستنشق بعض الهواء الرطب عله يطفئ تلك النيران التي اشتعلت بجسده من ترديدها لجملته بمنتهى الهدوء

❈-❈-❈


صدق عبدالحليم حين قال ده مفيش فرحان في الدنيا قد الفرحان بنجاحه


تعيش تلك الفرحة اليوم بعدما ركنت كل حزنها جانباً...اليوم هو يوم جني الثمار لسنوات عديدة من التعليم مرت بحلوها ومُرها 

تتذكر الصعوبات التي واجهتها اليوم وهي سعيدة وفخورها بذاتها أنها تجاوزتها ولم تقع 


ستتخرج اليوم من كلية الهندسة وأخيراً

ولكن فرحتها لم تنحصر هنا ولكنها ستتخرج اليوم وتتكرم الأولى على الدفعة لخمس سنوات متتاليين تراكمي

يالها من فرحة، تشعر أنها محلقة في الفضاء 


عندما علمت أنها الأولى على دفعتها، لم تصدق

نفسها...ركضت إلى مازن وقالت له الخبر وقتها حملها من على الأرض ولف بها بسعادة مباركاً لها 


تجلس الآن على الكرسي تستمع إلى المقدمة التي تُلقيها عميدة الجامعة وبجوارها يجلس مازن وهو يشبك يده بيدها 

وأبيها على الجانب الآخر كل ثانية والأخرى ينظر لنغم بفخر وإعتزاز...فتلك الصغيرة هي من صنعت نفسها بنفسها، كافحت حتى تعلمت برغم الظروف التي واجهتها لم تستلم وبقيت صامدة بوجه الحياة 


يحمد الله في كل ليلة على عطَياه وأنه ردها إليه مرة أخرى ليشبع منها قبل أن يلقى حتفه


أنهت العميدة مقدمتها التعريفية لحفل التخرج ومن ثم قالت:


-النهاردة معانا مثال للإجتهاد والمعافرة نموذج 

لكل واحد فينا تقتدي بيه...إجتهدت على مدار الخمس سنوات وأصبحت من المتفوقين في هذه الكلية، لم تبخل على أصدقائها بأي معلومة في المجال العلمي بشهادة الجميع،كانت تساعد الكل بحب وإخلاص 

ولذلك كلل الله تعبها ومساعدتها للغير بالنجاح والتوفيق

كنت أريد أن أُخبركم إسمها بنفسي ولكن لم أقدر على رفض طلب الاستاذ فارس الهواري رجل الأعمال الشهير في تقديم الشهادة لها بنفسه 


صعد فارس للمنصة بهدوءه وكاريزمته المعتادة على خط الأنظار دائماً تجاهه

سلم على العميدة بإحترام ومن ثم أخذ منها الميكرفون


أما هي فكانت لا تستوعب ما يحدث عقلها شل حينما ذكرت العميدة إسمه ومازاد صدمتها ظهوره من العدم وصعوده على المنصة 

ظلت تنظر له بصدمة لكنه كان مقابل تلك الصدمة وقوفه بثبات يتحدث مع العميدة وإبتسامة صغيرة مرسومة على شفتيه 


نظر مازن لنغم وقال لها بتساؤل:


-مش المفروض إنتِ أول واحدة هتتكرمي؟


-اه


-وفارس بيعمل إيه هنا 


جاءت لترد عليه وجدت أبيها هو الأخر يقول بغضب


-اتجنن ده ولا أيه...إيه اللي جابه هنا وعاوز ايه مننا 


نظرت نغم حولها لترى إذا كان أحد يستمع لصوت أبيها العالي بعض الشئ ومن ثم قالت لأبيها بصوت منخفض لكي تنبهه :


-صوتك عالي يا بابا، الناس بتتفرج علينا


سكت الكل عندما استمعوا لصوت فارس الذي ملئ أرجاء القاعة وهو يقول:


-في بداية كلامي أحب أبارك لكل الخرجين اللي موجودين معانا النهاردة وأتمنى ليهم النجاح في حياتهم العملية بإذن الله 


ثم إسترسل حديثه وهو يقول بعدما نظر لمكان جلوس نغم: 


-الحقيقة إن سبب وجودي النهاردة بينكم هو شغفي الكبير في حضور اليوم المميز ده مع حبيبة عمري وأكون أنا اللي بقدملها نتيجة جهدها وتعبها لسنين طويلة

بس مع الجايزة عاوز أقدملها هدية خاصة جداً مني وهي الإعتذار 

عاوز أعتذر منها قدام الكل على كل حاجة عملتها وزعلتها مني، عاوز أعتذر منها عن أي شعور وحش سببته ليها وأعتذاري الأكبر للأيام اللي عانت فيها بسببي 


وكمان عاوز أقولها إني مفيش حد مبيغلطش 

وأنا غلطت،عارف إني غلطتي كانت كبيرة بس عذري الوحيد هو حبي ليكي 


في مقولة كانوا دايماً يقولهلنا زمان وهي إن البعيد عن العين بعيد عن القلب 

وأنا بأكدلكم إن المقولة دي غلط 

أنا بعدت سنتين عنها في السنتين دول كان حبي ليها كل يوم بيزيد أكتر 

سنتين معدوش عليا بالساهل بس مش ندمان 

لأن فوايدهم كانت كبيرة عليها وقدرت تتعافى فيهم بشكل كبير الحمدلله وده كافي بالنسبالي


صمت للحظات ومن ثم عاد ببصره لنغم قائلاً بفخر وسعادة:


-الأولى على الجامعة هي نغم علي المنشاوي 

حبيبة عمري وزوجة أحلامي وصفاء قلبي 

وإبتسامة وجهي 


سقف كل الموجودين وعيناهم يخرج منها وميض سعادة لذلك الحبيب الصادق الواقف أمامهم غير أبى لكبريائه كل ما يريده هو مسامحة حبيبته فقط 


أما المقصودة بهذا الكلام كانت تنظر له بذهول وصدمة كبيرة، لا تعي ما يقول ولا تعلم ماذا تفعل 

كل ما تفعله هو النظر إليه، ذهنها توقف عن العمل...فارس يقف أمامها في حفلة تخرجها 

يريد أن يسلمها شهادة تخرجها !!

والأدهي أنه يعتذر منها أمام الجميع عن كل ما بدر منه 

ما معناه هذا؟!!!

وما المفروض أن تفعله الآن؟!!

ما هذه الحفرة التي وقعت بها؟


يتابع فارس من خلال وقفته معالم وجهها وصدمتها البادية على وجهها كوضوح الشمس

كما يرى غضب والدها من تصرفه ونظراته التي تشع شرار 

أما مازن فكان على وجهه إبتسامة بسيطة إستغربها فارس وبشدة 

ولكن لم يشغل باله بالأمر 

وقال بصوت هادئ يحفز نغم على الصعود للمنصة:


-لو سمحتي يا نغم ممكن تطلعي على الإستدج عشان تستلمي الشهادة


نغم من؟  وتستلم ماذا؟

وهل تقدر على القيام على أرجلها من الأساس بعد تلك الفجعة التي تراها أمامها

هذا الحدث أشبه بأحلام اليقظة 

لم تفيق من غفلتها سوى على صوت الجميع وهم يقولوا بحماس:


-إطلعي يا نغم وسامحيه 


-يروحي عليه رومانسي أوي


-في حد يسيب القمر ده 


-يبختها بيه 


كل هذه أصوات تداخلت بأذنها صارت تلتفت برأسها يميناً ويساراً ترى الجميع ينظر إليها 

منتظرين قرارها


نظرت لأبيها وجدته يهز رأسه بنفي لها عندما وجد التشتت بعيناها 

بعدت أنظارها عن أبيها محدقة بمازن 

وجدته ينظر إليها هو الأخر منتظراً قرارها 

سألته بعيناها عما تفعل فجاوب على الفور قائلاً بتشجيع:


-قومي يا نغم وسامحي، فارس بيحبك وإنتِ لسه بتحبيه 


كانت ردة فعل أخيها صدمة بالنسبة لها فهي لم تتوقع أبداً أنه سيشجعها على العودة لفارس مرة أخرى... تشعر بالتشتت ومازالت الصدمة 

تسيطر عليها، مشاهد متتداخله تـُعرض بذهنها

الآن، ترى لحظاتهم السعيدة سوياً ومن ثم ينقلب العرض إلى بكائها وصراخها بعد صدمتها به 

تتذكر حضنه الدافئ وكلامه المعسول ومن ثم تتذكر خداعه وكذبه عليها وزواجه من أخرى 

مر أمامها شريط حياتهم سوياً، تتذكر كم مرة جرحها ولكن في المقابل يتدخل قلبها ويذكرها كم مرة داوى وجعها 


هي الآن أمام حيرة 

إن رفضت وسارت وراء كبريائها تعلم أنها ستندم،فهي بالكاد بعدت عنه عامين فكيف ستكون معاناتها إن خسرته للأبد


وإن وافقت تعلم أنها ستكون أشد الفرحين بهذا العالم، يكفي أنها ستعود لأحضانه 

التي ستخفف عنها كل شئ


متاهه، يذهب بها عقلها للرفض ومن ثم يعود بها قلبها بالقبول 

أخذت نفساً عميقاً وهي تحاول أن تبعد عنها ذلك التشوش والتشتت الذي أصابها 


يقف مثبتاً نظره عليها يحاول تخمين خطوتها القادمة ولكن لم يستطيع

رأى مازن وهو يشجعها على القيام إستطاع قراءة ذلك من تعابير وجهه المسترخية

مما أثار الدهشة بداخله، لكنه لم يبالي كل ما يهمه الآن هو قرار نغم لا أكثر ولا أقل


وها هي قامت من مكانها أخيراً وجاءت لتغادر الصفوف مسكها علي من يدها قائلة بغضب: 


-راحة فين يا نغم 


-راحة لراحتي يا بابا


ثم إستكملت حديثها وهي تقول:


-إنتَ مش عاوز تشوفني سعيدة في حياتي يا بابا؟


أماء لها برأسه وهو يقول بتأكيد:


-طبعاً يا حبيبتي


-وأنا سعادتي مع فارس 


تركته وهي تستمع إلى تصقيف الموجودين 

وأصواتهم الحماسية منذ قيامها من مكانها 


صعدت المنصة وتقدمت بالخطوات حتى وقفت أمامه مباشرةً

دون كلام ولا حديث كل ما فعلته أنها وقفت وهي تطلع بعنياه بصمت 


أما هو فكان قلبه يطرق بشدة منذ رؤيته لمغادرتها المرسي الذي كانت تجلس عليه 

فذلك أول لقاء بينهم منذ عامين، تاه في تفاصيلها التي غابت عنه كثيراً...كان ينظر إليها وكأنه يدمغها بقلبه 


توقف عند شفتيها وتذكر أخر لقاء دامي بينهم

تلك القبلة  التي سماها قبلة الوداع

وللحق كانت كافية ووافية أن يقال عنها قبلة الوداع 


ابتلع ريقة بصعوبة وجسده يحفزه بأن يأخذها الآن وأمام الجميع بقبلة أخرى سيسميها قبلة العودة 

ولكن تحكم بنفسه بصعوبة، واستغفر ربه بسره 

ومن ثم خرج صوته أخيراً وهو يقول بهدوء:


-مفيش حاجة هزمتني غير غيابك عني يا نغم 


ثم إستكمل حديثه قائلاً:


-لو اللي عملته ذنب كبير فصدقيني العقاب كان أكبر من الذنب وضريبة كدبي كانت بعدك عني 


أخذ شهادة التقدير والجائزة الخاصة بنغم من العامل الواقف معهم على المنصة 

ومن ثم قال وهو يمد يده لها بهم:


-فخور بيكي وفخور بالمركز اللي إنتِ وصلتيله 

ولو كان في مركز ذات قيمة عن الأولى على الجامعة فأنتِ تستحقيه بدون نقاش


مدت نغم يدها تأخذ منه الشهادة وعلى وجهها إبتسامة بسيطة بدأت أن تنمو 


وفجأة وجدته يجلس على ركبته أمامها في حركة رومانسية للغاية كانت تراها دائماً في الأفلام الرومانسية


ولا تعلم من أين أتت  بيده تلك العلبة المخملية الموجد بداخلها خاتم ألماس فخم للغاية 

يشبه خاتم زواجهم الذي جلبه لها من قبل 


ودوى صوته بأذنها وهي يقول بنبرة رجولية:


-تقبلي نبدأ من جديد يا ماسة وترجعي لحضني من تاني؟ 


ماذا تفعل؟...أتقبل عرضه وتعود داخل حصونه من جديد

أم ترفض وتعيش طوال حياتها نادمة على ذلك

القرار 


نظرت للموجودين وجدت الجميع على وجههم ابتسامه سعيدة وهم يقولون بصوت واحد عالي: 

-وافقي


عادت بأنظارها إليه مرة أخرى وجدته يقول بصوت منخفض لا يسمعه سواها:


-البنطلون لو اتقطع هطلع روحك، قولي موافقة خليني أقوم من القاعدة المهببة دي 


انفلتت ضحكة من بين شفتيها بالغصب، لا تصدق ما سمعته أذنها في تلك اللحظة الرومانسية للغاية 


غمز لها بعيناه اليسرى وهو يستقيم من جلسته قائلاً وهو يخرج الخاتم من العلبة المخملية قائلاً:


-ضحكت يعني قلبها مال 


ونظر لعيناها وهو يضع الخاتم في البنصر 

مُردفاً وهو يكمل باقي الأغنية:


-وخلاص الفرق ما بينا اتشال 


نمت إبتسامة خجولة على شفتيها لا تعرف مصدرها، ونظرت للخاتم الذي استقر على بنصرها 

رفع فارس يدها إلى مستوى شفتيه ومن ثم طبع قبلة هادئة عليها 


صفق الجميع والسعادة طاغية على وجوههم من تلك اللحظة الرومانسية التي عاشوها في حفل تخرجهم 


مسك فارس يدها وذهب لمكان وقوف عميدة الجامعة على المنصة وقال بابتسامة بسيطة:


- شكراً لحضرتك على قبولك لطلبي وبقدم أسفي لو كنت عطلت أي حاجة في الحفلة


هزت العميدة رأسها نافية لأخر حديثه وهي تقول:


-مفيش أي عطلة ولا حاجة بالعكس إنتَ ضيفت في اليوم بهجة مش طبيعية...ربنا يوفقكم ويسعدكم يارب


ومن ثم نظرت لنغم وهي تقول:


-الف مبروك يا نغم على تخرجك وأنا فخورة بيكي وبمستواكي الدراسي العظيم 

وأحب أهنيكي على أختيارك لفارس بيه 

انا شخصياً من متابعيه، ولحد دلوقتي مش مصدقة إزاي حد في سِنه يقدر يعمل كل ده 


شملتهم بعيناها مستكملة حديثها قائلة:


-ربنا يديم الحب بينكم ويبعد عنكم أي مكروه 

وتزيدوا نجاح وتفوق

❈-❈-❈


دخل إبراهيم غرفة سارة بعدما طرق الباب وأذنت له بالدخول


قامت سارة من مكانها وحضنته وهي تقول :


-من إمبارح مشوفتكش يا عمو...وحشتني


ضمها إبراهيم إليه بحب وهو يقول:


-كان عندي شغل مهم يا حبيبي


خرجت سارة من بين أحضانه وهي تقول بمكر مصطنع:


-كان عندك شغل ولا كنت بتصالح طنط سارة 


ضحك إبراهيم قبل أن يقول:


-هي لين لحقت تعرفك 


-من إمبارح وحياتك يا عمو 


مسك إبراهيم يدها متجهاً للأريكة وهو يقول:


-طب تعالي عشان عاوزك في موضوع


جلست سارة بجواره وهي تقول:


-خير يا عمو في إيه


-إنتِ قابلتي مازن قبل كده يا سارة ؟


زاغت سارة بعيناها وطرقات قلبها بدأت تعلو واحدة تلو الأخرى، لما هذا السؤال الآن تحديداً ومن عمها؟

هل بلغه أحد؟ 


-ردي يا سارة بصراحة قابلتي مازن قبل كده؟


صمتت سارة لبضع اللحظات ومن ثم قالت بصوت منخفض:


-اه يا عمو قابلته 


ومن ثم إستكملت حديثها قائلة بتوضيح:


-بس من بعد طلاقي والله 


-لسه بتحبيه يا سارة؟


سؤال باغتها به إبراهيم فجأة دون أي مقدمات 


أماءت برأسها بخجل شديد بعد الكثير من التفكير ومن ثم أخفضت رأسها أرضاً بعيداً عن أعين عمها


إبتسم إبراهيم إبتسامة بسيطة ومد يده رافعاً وجهها له مرة أخرى وهو يقول:


-مازن كلمني يا سارة إمبارح بليل وطلب إيدك مني


ظهرت علامات الصدمة والذهول على وجهها

مما سمعته من عمها الآن...من هذا الذي تحدث معه أمس ليطلب يدها؟!!


ما سمعته حقيقي؟....مازن كلم عمها أمس طالباً إياها للزواج!! 


-إنتِ متعرفيش يا سارة؟


سؤال سأله إبراهيم بعدما لاحظ ذهول وجهها 


هزت رأسها بالنفي على الفور قائلة بصدق:


-لاء يا عمو معنديش علم خالص


-طب وإيه رأيك يا سارة


-الرأي الأول والأخير ليك يا عمو 


-رأيي مش هيعجبك يا سارة


اصطبغ وجهه سارة وتجمدت للحظات قبل أن تقول:


-ليه يا عمو 


-مش قادر أشوفك مراته بعد ما كنتي مرات إبني 


صمتت سارة ونظرت للأرض من أسفلها بحزن شديد، لم تريد أن تعارضه مرة أخرى فهي تعلمت الدرس جيداً

ولكن سببه الآن غير مقنع ولا به رفض لمازن كشخص مثل السابق 

فقالت في محاولة منها لإزاحة تلك الخاطرة عن ذهن عمها:


-ده نصيب يا عمو وكل واحد بياخد نصيبه...وإنتَ عارف من زمان إن أنا وفارس مكناش ننفع لبعض


إبتسم إبراهيم إبتسامة بسيطة وهو يقول:


-وأنا عمري ما هظلمك يا سارة وهتلاقيني في ضهرك في أي قرار تخديه 


ثم استكمل حديثه قائلاً بهدوء:


-مازن بيحبك بجد وده حسيته من كلامه معايا 

اللي خلاني أسمعه وأجي أخد رأيك النهاردة إني حسيت إن البني أدم اللي قدامي ده صادق وحبه صادق 


إرتسمت إبتسامة خجولة على وجه سارة قبل أن تقول:


-يعني إنتَ موافق يا عمو إني أتجوز مازن؟


-موافق يا قلب عمو، مع إني لا بطيقه ولا بطيق أبوه بس كله يهون قدام سعادتك 


إرتمت سارة بأحضانه وهي تمنع دموعها أن تهبط، إحتضنها ابراهيم هو الأخر وربط على ظهرها بحب 


-شكراً، شكراً يا عمو على كل اللي بتعمله عشاني...أنا بجد محظوظة علشان إنتَ موجود في حياتي 


فتحت لين الباب بهذه اللحظة وجاءت لتنادي على سارة رأت ذلك الوضع الحنون سارة تحتضن أبيها بشدة وإبراهيم يربط على ظهرها 


وضعت لين يدها على فمها بصدمة مصطنعة وهي تقول:


-إيه اللي أنا شيفاه قدامي ده؟....خيانه 


إبتعدت سارة عن إبراهيم وهي تضحك على لين قائلة بمزاح:


-مش تخبطي يا لين قبل ما تدخلي...كده قطعتي اللحظة الرومانسية دي 


دخلت لين للداخل وهي تقول:


-قولي بسرعة أبويا عملك إيه خلاكي مبسوطة كده ومنشكحة لدرجة إنك تحضنيه حضن مؤثر زي ده 


ضحك إبراهيم على حديث إبنته قبل أن يقول:


-سارة جايلها عريس 


نظرت لين لإبيها بإهتمام وهي تقول: 


-مين يا بابا حد نعرفه؟


-مازن المنشاوي يا ستي 


فتحت لين عيناها على وسعهما والسعادة تملأهم وهي تقول:


-وإنتَ وافقت يا بابا؟


أماء لها إبراهيم بإبتسامة بسيطة 


إنقضت على سارة محتضنه إياها بسعادة بالغة وهي تقول:


-مبروك يا روح قلبي


ضحكت سارة بشدة على ردة فعلها وهي تقول:


-الله يبارك فيكي يا لولو عقبالك 


إبتعدت لين قليلاً عنها وهي تتذكر موضوعها 

فنظرت لأبيها بشر مصطنع وهي تقول:


-طب ما إنتَ حلو وبتوافق أهو...ما توافق على يونس وتخليك جدع 


نظر لها إبراهيم بذهول قبل أن يقول:


-إنتِ جايبة البجاحة دي منين يا بت 


-هكون جيباها منين يعني يا بابا دي وراثة في العيلة يا حبيبي 


قام إبراهيم من مكانه وهو يقول لها بمكر:


-أما فارس يجي نبقى نشوف الموضوع ده يا 

لولو 


مسكت لين ذراعه الأيمن سريعاً وهي تقول:


-فارس إيه يا بابا أنا بهزر معاك، إنتَ خدت الموضوع جد ولا إيه 


وقعت سارة على الفراش من كثرة الضحك على زعر لين الواضح عندما أخبرها أباها أنه سيقول لفارس ما قالته له 


-اه يا قلب بابا خدته جد الجد كمان 

ومن ثم نظر لسارة وهو يقول بجدية: 


-هكلم مازن النهاردة يا سارة وأحدد معاه كل حاجه


أنهي حديثه ومن ثم خرج من الغرفة تاركهم سوياً


ذهبت لين إلى الفراش لتجلس جوارها وهي تقول:


-فهميني بسرعة إيه اللي حصل خلى بابا يوافق 

على مازن، وإيه اللي حصل لما قابلتيه إمبارح


-والله ما أعرف إيه اللي حصل يا لين، أنا مش مصدقة لحد دلوقتي إن عمو وافق... حاسه إني بحلم 


فجاة إنتفضت سارة من مكانها وهي تتأوه بوجع قائلة:


-بتقرصيني ليه يا زفتة إنتِ


ضحكت لين بصوت عالي وهي تقول:


-عشان تعرفي إنك مش بتحلمي يا عروستنا 


ومن ثم إستكملت حديثها قائلة:


-كده بابا هيرجع لماما وإنت هترجعي لمازن وأحمد هيتجوز رقية...الفرح هيعرف طريق بيتنا أخيراً بعد سنين عجاف 


ضحكت سارة على تشبيهاتها قبل أن تقول:


-عقبال فرحتي بيكي يا نور عيني


-شكلكوا كده مش هتفرحوا بيا خالص يا سارة


ضربتها سارة على كتفها وهي تقول: 


-بعد الشر متقوليش كده 


-إنتِ مش شايفة فارس يا سارة كل ما حد يجبله سيرة الموضوع بيبقى عاوز يولع في القصر...حتى بابا لو كان ليه مزاج كان حاول يقنعه بس هما منفضين للموضوع خالص 


جلست سارة جوارها وهي تقول:


-خليه يكلمه تاني يا لين، وإن شاء الله ربنا هيحننلك قلب فارس ويوافق 


-مظنش إنه هيوافق خالص


ومن ثم بدلت الموضوع وهي تقول:


-أمال فارس مجاش ليه، مش المفروض جاي النهاردة


-معرفش، ممكن هيجي على بليل

❈-❈-❈


-إيه رأيك يا أحمد في الفستان بعد التعديل 


لوى احمد شفتيه بضيق قبل أن يقول بغضب:


-ده قميص نوم يا حبيبتي عينيه لبعد الفرح 


تحول وجهها من الحال للمحال وهي تقول بغضب هي الأخرى:


-لاء بقى كده إنتِ بتستهبل يا أحمد، الفستان أنا ظبته يجي ١٠ مرات عشان خاطرك وفي الأخر تقولي قميص نوم 


-بصي لنفسك في المراية وإنتِ تعرفي إذا كان قميص نوم ولا لاء


ثم إستكمل حديثه قائلاً بسخرية:


-وأنتِ لبساه متنسيش تجبيلي قرنين ألبسها عشان تليق مع الفستان 


ضربت رقية بأرجلها على الأرضية وهي غاضبة بشدة من تعبيراته القذرة وتعديله الدائم على هذا الفستان الذي من المفترض انها ستحضر به عقد قرءانها غداً


-هلبسه يا أحمد الفستان أنا شيفاه مفيهوش حاجة 


قالتها رقية بصوت عالي غاضب


رد عليها هو الاخر قائلاً بصوت عالي مليئ الغضب:


-صوتك يهدى وإنتِ بتتكلمي واحترمتي نفسك متخلنيش أقلب عليكي


-هتقلب هتعمل إيه يعني وبعدين ايه احترمي نفسك دي حد قالك إني مش محترمه؟


دخل يونس الغرفة بعدما استمع لصوتهم العالي الذي وصل إليه بغرفته 


-في إيه صوتكم مسمع البيت كله 


قالها يونس بقلق وهو يدلف للغرفة 


-تعالى شوف الهانم عاوزة تلبس إيه في كتب الكتاب


ألقى يونس نظره على الفستان الذي ترتديه أخته وجده أقل ما يقال عنه أنه مبتذل 

يحدد جسدها بشكل مبالغ   

ولا يتناسب مع الحجاب الذي سترتديه عليه 


فقال بحدة موجهاً حديثه لأخته:


-إنتِ اتجننتي ولا إيه، لما إنتِ تلبسي ده احنا هنلبس إيه؟....قرون 


-وشهد شاهد من أهلها...أجبلك أبوكي كمان يجي يشوف المسخرة اللي إنتِ لبساها دي؟


قالها أحمد بعصبية وهو ينظر لرقية 


-أنا غلطانة إني نديتلك تشوفه أصلاً...المفروض كنت أفاجئكم بيه في كتب الكتاب 


ومن ثم أستكملت حديثها قائلة: 


-إتفضل أخرج كمل قعادك مع يونس


رفع أحمد حاجبه الأيمن بإستنكار وهو يقول:


-بتطرديني؟


أماءت برأسها بهدوء وعلى وجهها إبتسامة مستفزه 


جعلته يقترب منها قليلاً وهو يقول بصوت هادئ:


-تمام يا رقية ليكي يوم... واحمدي ربنا إنك ورتهولي قبل كتب الكتاب عشان وقتها كنت هطلقك قبل ما أتجوزك اصلا


خرج من الغرفة بعدما أنهى حديثه دون أن ينتظر ردها 


أما هي فنظرت ليونس وهي تقول بشك:


-هو الفستان وحش للدرجادي يا يونس ؟


-وحش بس؟...الفستان زي الزفت بجد ودي أقل حاجة تتقال عليه


وضعت يدها على رأسها وهي تقول بحزن:


-طب أنا هعمل إيه دلوقتي ده كتب الكتاب بكرة...مش هلحق أعمل فستان غيره 


-مش أحسن ما جوازتك تبوظ خالص...أنا نازل 

أشوف اللي نزل مش شايف قدامه ده


خرج يونس من الأوضة وذهب للأسفل حتى يلحق بأحمد وجده يركب سيارته ويستعد لتشغيلها 


وقف يونس أمامه وهو ينظر إليه من خلال زجاج السيارة المفتوح قائلاً بهدوء:


-متزعلش نفسك يا أحمد خلاص هي هتغيره...اطلع يلا نكمل قعدتنا 


-معلش يا يونس أنا متعصب دلوقتي ولازم امشي 


رد عليه يونس بتوتر وهو يقول:


-أصلي الصراحة كنت عاوز أكلمك في موضوع مهم


جعد أحمد حاجبيه وهو يقول بتساؤل:


-خير يا يونس في إيه 


- بخصوص موضوعي أنا ولين


أغلق يونس الزجاج بعصبية بعدما قال:


-يا أخي يخربيت ده موضوع واكل دماغي بيه 


ومن ثم قاد السيارة وخرج من الڤيلا بسرعة شديدة


وقف يونس ينظر للغبار الذي سببته سرعة السيارة وهو يقول:


-طب والله ما هسكت غير لما تكون مراتي 


❈-❈-❈


وها بعد الساعات والأيام والشهور والسنين التي مرت على فراقهم، عادوا من جديد وعيناهم مازالت يملؤها نفس الحب السابق 

في بعض الأوقات يكون العناد هو سبب فساد 

سعادتنا، كبريائنا يمنعنا من العفو والمصافحة

وتكون نفسنا هي عدونا الأول


ظنت أنها كرهته ومحته من حياتها، ولكنها اكتشفت الآن أنها كانت تكذب على نفسها قبل أن تكذب على الجميع...كانت مُدعية للنسيان 

ونست أن عيون العاشق تفضح ولو تدارى وراء الستائر 


كانت مفاجأة كبيرة لها لم تتوقعها بتاتاً، عندما رأته يقف على المسرح تجمدت لدقائق تحاول التفكير في سبب وجوده 


وفي نهاية الرحلة وفي نهاية المطاف وبعد كل ما مرت به بسببه، ها هي جالسة أمامه بعد ما أخذت الإذن من أخيها وأبيها بشق الأنفس أن تذهب معه ليتحدثوا قليلاً

أبيها كان رفضه قاطعاً ولكن مازن تدخل في الأمر وهو من جعلها تذهب


أما هو فكل ما يفعله هو النظر لعيناها، في الوهلة الأولى تشعر أنه ليس على ما يرام 

ولكنه في الحقيقة عام في بحور عيناها 

وكأنه كان عطشان لسنوات ولقى البحار أمامه


كانت تجربة لم يتخيل أنها ستنجح، ولكن كان للقدر رأي أخر وقد حان موعد عودتهم 


بداخله رغبة عارمة بأن ينتشلها الآن ويأخذها للبعيد حتى يبث لها كم إشتاقها 

أغمض عيناه للحظات ومن ثم قال بعتاب:


-هونت عليكي تبعدي عني كل ده؟


لم ترد نغم على الفور بل صمتت لثواني قبل أن تقول بصوت مبحوح:


-مش عاوزة أتكلم عن حاجة عدت يا فارس 


أخذ فارس نفساً عميقاً وهو يعود للوراء قليلاً بعدما سمع لسنفونية إسمه الذي تخرج من بين شفتيها قبل أن يقول:


-يا عمر فارس وكل حياته


إرتفعت زاوية شفتيها للأعلى قليلاً كإبتسامة بسيطة على تغزله بها 


-وحشتيني لدرجة إن مش هصدق إنك بقيتي معايا غير لما نلعب سوى


جعدت حاجبيها بإستغراب وهي تقول متسائلة:


-نلعب إيه؟


غمز لها بعيناه اليسرى بوقاحة جعلت الدماء تتجمد بوجنتيها قبل أن تقول بغضب:


-أه يا قليل الأدب 


ضحك فارس بصوت عالي جعل البعض ينظر إليهم 

حمحم وهو يحاول أن يخفي الضحكة التي ظهرت جالية من طريقة حديثها ووصفها الذي كانت معتادة على ذمه به دائماً


-كتب كتابنا بكرة اعملي حسابك 


قالها وهو يعود للخلف مرتاحاً بجلسته أكثر....بعدما رمى لها هذه القنبلة 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أميرة عمار من رواية البريئة والوحش، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة