رواية جديدة خيوط العنكبوت الجزء الثاني لفاطمة الألفي - الفصل 19 - الأربعاء 25/10/2023
قراءة رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني
"أغلال من حديد" كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني
"أغلال من حديد"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الألفي
الفصل التاسع عشر
تم النشر يوم الأربعاء
25/10/2023
دخل عالم المافيا وهو لديه حلمًا واحدًا أن يمتلك قوة ونفوذ لم يمتلكه أحد، يأس من ذاك الضعف الذي اجتاح والده والوهن الذي أصابه منما جعله رافضًا الخضوع والعيش كوالده، رفض أن يكون صورة مُصغرة منه وأن يواجه ذلك المصير الذي يراه عدم، فلا حياة لهم بعد ما حدث لأفراد عائلته، سعى بكل ما لديه من حلم شباب وطموح في الحصول على مبتغاه، وبالفعل نجح في زرع نفسه داخل المافيا، أراد أن يكمل مسيرة والده وهذا ما ساعده في الاقتراب من حصونهم المنيعة والتوغل بينهما، فعل كل ما يأمرونه لاثبات ولاءه، مر بالعديد من الأختبارات قبل أن يكون عضوا بتلك المنظمة العالمية، جاهدًا بكل ما في وسعه وحظى بالقرب من رجال كبار الدولة الذين يعملون مع المافيا في الخفاء وعندما تم الوثق به كلما طلبوا منه فعل شيء وينهيه بجدارة يزداد ماله في البنوك وهذا ما جعله يتاخذ معرض السيارات خاصته في أخفاء حقيقته فهي الستار الذي يتستر خلفه جميع الأعمال المشبوهة التي تفعلها المافيا.
وكان أخر مهمة لديه هو قتل "سليم السعدني" دون إثارة الشُبهات حول مقتله، فظل يُخطط ويتفنن في كيفية الخلاص منه دون ألفات الشكوك حوله، ظل يقرابه شهرًا كاملا إلى أن توصل لحل في طريقة القتل دون أن تظهر جريمة قتل، علم كل تحركاته واين يترك سيارته، عندئذ أتته الفكرة في قطع فرامل السيارة لتنقلب به وتتفحم وتظهر بأنها حادث قضاء وقدر لا بفعل فاعل، وقد نجح في ذلك عندما وجد سليم يصف سيارته أمام فيلة مهجورة وجدها فرصة لا تعوض، مكان خاليًا لا يراه أحد ونجح في قص فرامل السيارة وعاد إلى منزله وكأنه لم يفعل شيء..
سرد على والده الحديث بصوت مُتقطع واهن أثر احتساءه الخمر، ثم اغمض عيناه في ثبات.
نظر له والده بحسرة وندم، هذا الشاب الارعن يفعل كل ما كان يفعله هو بالماضٍ دون أحتساب العواقب التي ستلحق به من أذى، تمنى في تلك اللحظة الموت
ياليته مات مع عائلته في منزله المُحترق قبل أن يرا ابنه في هذه الحالة، ويفعل كل تلك الجرائم ويظن نفسه قد فاز، لا والله فهو خسر نفسه وخسر دنياه وخسر كل ما يملك ويظن انه فر من العقاب، سينال عقابه لا محالة وستكون نهاية خلف القضبان بالبذلة الحمراء ينتظر تنفيذ حُكم الإعدام وأنهاء حياته.
شعر بأنه عجزًا عن فعل شيء، يقف مُقيد الايدي ويشاهد ابنه الذي يضيع أمام عينيه ولم يكن لديه قدرة على حمايته من شيطان نفسه، بتسأل بقلة حيلة ونفاذ صبر، ماذا عليه أن يفعل؟ لم يجد جوابًا لسؤاله سوا الصمت القاتل، كل ما جال بخاطره الآن هو الموت فقد سأَم وجوده بهذه الدنيا ويكفي ما عاشه من عمر مديد، يُريد الارتياح من عذاب الضمير الذي سيظل يلاحقه إلى قبره، يا ليته قادرًا على تغير حياته السابقة وأنقاذ حياة ابنه، يُنقذ ما يمكن أنقاذه، لكي يلاقي ربه دون خوف من عذاب يلتهم روحه التائبة، تحرر من كل ما كان يملكه من مال ومنزل وتأب عن كل أفعاله المشبوهة والمُحرمة، فهو منذ أن ترك المافيا وفقد عائلته وهو زهد الدنيا ووجد راحته في البعد عن كل ملاذ الحياة ورغم كل ذلك لحق به العار وأكمل ابنه ما كان يخشاه، خدعه ابنه عندما اوهمه بأنه اقترض مبلغًا من أحدى البنوك لفعل مشروع هو وصديق له واستجر ذلك المنزل الذي يأويهم، وفاق على أكبر كذبة في حياته وابنه يزج به بدخوله بقدمه تلك المُنظمات العالمية التي تحس على خراب العالم من حروب ودمار، تدمير شامل في عقول الشباب المُغيب بسبب السموم البيضاء من المواد المخدرة التي تتسلل داخل كل منزل خفية وتضيع شباب الأمة، وتسفك وتُخرب وتقتل وتغتصب وتسرق وتفعل كل الجرائم بدون وعي كامل منهم، والسلاح الذي أصبح مُنتشرًا في كل رقعة من بقاع الأرض، داخل كل منزل، بيد كل مُراهق، شابًا ومُسنًا، جرائم يقشعر لها الأبدان،" كثر الفساد في البر والبحر"
نجحت المُخططات المُنظمة في زرع افكار خاطئة بعقول شبابنًا الغير واعي والغير مُدرك بما يقترفونه من جُرم في حق أنفسهم أولا وضياع مُستقبل شباب طموح هم أمل الغد ...
❈-❈-❈
داخل منزل فاروق.
طالعه سراج بخزي بعدما صفعة فاروق، ولكن سرعان ما ضمه فاروق إليه وظل يشدد على ظهره وهو يقول :
-حقك عليا بس أنا كنت في موقف صعب، سامحني يا بني
تبسم له بلطف وقال:
-عمي مافيش داعي للاعتذار وانا ابنك ومن حقك تغضب وتثور، بس اقسم لحضرتك أن الموضوع خارج عن إرادتي ومش من حقي أصرح بأي شيء
تفهم أمر وفاءه بالوعد الذي قطعة على نفسه وشعر بالارتياح بخبر نجاة "سليم" ولم يُصابه الأذى ونقل الخبر المُفرح إلى زوجته وأبنائه وافصح سراج أيضًا عن الحراسة التي ستكون معهم في كل خطوة يخطوها خارج المنزل وهذه دواعي أمنية أوصى بها سليم قبل سفره.
وهدئت العاصفة ورحل سراج إلى منزله وجلس فاروق بشرفة المنزل شاردًا بما يحدث لذلك الشاب زوج ابنته، شعر بأنه لم يعرفه بعد ولديه خفايا لم يصارحه به، حياة غامضة مليئة بالالغاز، ليس بيده فعل شيء إلا الدعاء لهم بالعودة وأنتظارهم لكي تضح كل الحقائق الخفية..
❈-❈-❈
عودة إلى ألمانيا..
جهاز المُخابرات تعاون مع الشرطة الفيدراليه وتم تحديد موقع القصر الذي يقطن به زعيم المافيا، وتم وضع الخطة المُحكمة وتجهيز سليم في مواجهة الكابو، تحت الحراسة المُشددة المُحاطة به، ولم يخطو خطوة دون "باسل" و"كرستين" ملازمين له في كل تحركاته وزرعوا بجسده ميكروفون صغير الحجم كعقلة أصبع وكاميرا تصوير لكي يتم تسجيل المشهد بالصوت والصورة معًا، تم وضعهما أسفل قميصه وارتدا السترة أعلاه لكي تتوارى عن الأعين ولم يشعر بوجوده أحد، كم أنه تم تجهيزة من قبل بالتصويب وإطلاق الاعيرة النارية أذا تطلب منه الأمر باستخدام السلاح الناري، أعطاه باسل سلاحه الذي دسه داخل جيب بنطاله الخلفي وسلاح أخر تم دسه داخل جرابه لانه يعلم بالتفتيش الذي سيتعرض له وهو في طريقه لاقتحام القصر ورؤية عمه، كما تولت كرستين تأمين "حياة" التي أصرت على إلا تترك زوجها واذا قدر لهم الموت تكون معه هكذا تواعدًا.
حانت ساعة الصفر، فلم تعد الشرطة الفيدرليه صبرًا، يكفي حروبًا فالسلاح أصبح مُنتشرًا في كل أنحاء العالم، شرقًا وغربًا، شمالا وجنوبًا، ولن يستطيعون ردع الكابو ولا الإمساك به، اليوم سخط بيده نهاية لكل جرائمه التي أقترفها في حق ضحاياه، سيسطر التاريخ اليوم نهايته التي يستحقها أم التعفن داخل السجن أو القتل، فقد وضعت الشرطة أمامها كل الاحتمالات الواردة في شخص كهذا، يعشق الحرب والدمار والخراب، شخص غير سوي مُتعطش للدماء، يسكف دماءهم بتلذذ وأنتصار، يُحقق غايته في ضحاياه، سُلبت منه المعيشة الرغد منذ الصغر ولذلك يسلب حياة الأطفال والمراهقين والشباب بجمود بارد، بردوة القطبين الشمالي والجنوبي.
تم التحرك في سرية تامة، قوات الشرطة تعدو في صفوف يسيرون خطواتهم في حذر، لديهم قوة من الفطنة والثبات لكي يسير الأمر كما خُطط له دون خسارة في الأرواح.
التفت القوات تحاوط القصر من كل جانب، متواريون عن الانظار، عندئذ هم سليم بوداعهم وسار في خطوات واثقة لم يعد يخشى شيئًا، فاتح صدره لمواجهة عدوه الذي هو في الأصل شقيقًا لوالده.
يعلم بأنها مواجهة عصيبة للغاية وأذا لم تسفر عن نجاح فيكَون أحد منهما مصيره الفناء.
همس داخله يردد العون والمدد من الله وهذا ما جعله يتماسك قوة وصلابة واصرار حاسم على خوض المواجهة وحده، يُريد تفسيرًا منه على ما اقترفه في حق والده وحقه ولما أراد التخلص منهما، كل ذلك فعله من أجل الحصول على الزعامة، لو كان طلبها من والده لم يتردد في التنازل عنها بعدما عرف بحقيقة عمله داخل المافيا، الان وبعد وفاته بعدة أعوام أكتشف لغزًا أخر خاص بـ والده وحقيقة نسب عائلته، وصدمة كبرى عندما علم بمن الذي أسس عالم المافيا واورثها لوالده، صدمة تليها صدمة، صفعات لا تُحتمل.
تسلل سليم داخل حديقة القصر الشاسعة، بينما نجحت قوات الشرطة باحكام السيطرة على الحراسة الخارجية للقصر.
ضغط زر الجرس، لتتقدم خادمة القصر وفتح الباب وهي تتسأل بلكنتها الألمانية عن هويته، ولكنه تركها سليم تصرخ عليه وجال بعينيه حيث وجد المكتب ينفتح ويخرج منه "الكابو"
حدجة بنظرة متفحصة
هتف سليم وهو يقترب منه ثم وقف أمامه قائلا:
-إلا تتعرف عليَّ عمي الحبيب؟
هبطت الكلمات على مسامعه كالصاعقة التي زلزلته، وجوده يُهدد عرشه بالسقوط، لماذا القدر يُعانده كلما حاول التخلص منه؟
لأول مرة يرتجف جـ سده خوفًا من رؤيته فقد كان كثير الشبه بشقيقه.
قطع شرودة استرسال سليم حديثه :
-إلا تعرفني حقًا؟... حسنًا أنا سليم توفيق السعدني
ثم ضحك بخفة واستطرد :
-عفوا سليم توفيق ألبرت مارتن، الزعيم الذي سيقضي على مسيرتك عمي العزيز
هتف بخبث وهي يقترب منه يُعانقه
-مرحبًا سليم، تمنيت لقاءك كثيرًا
لم يبادله العناق الخبيث ولن يتأثر بخديعته، فهو في موقف يُحسد عليه.
جذبه "جاكوب" من ساعده ودلف به غرفة مكتبه بعيدًا عن خدم القصر.
رسم قناع المحبة ونجح في إظهار أبتسامته ولم يجلس سليم ظل واقفًا ثابتًا مكانه كل ما يفعله التحديق بعمه وبكل حركة يفعلها او خطوة يخطوها
للعجيب انه ذكره بوالده، تنهد بعمق وبتر كلماته الأخيرة تهديدًا صريحًا:
-جئت لمحاسبتك على كل ما فعلته في حقي وحق عائلتي، كم تمنيت لقاءك عندما علمت بوجودك ولكن لم أكن اتوقع بأن العم مثابة الاب يُريد قتل أبناء شقيقه، يا لعظمتك عمي كيف حدث ذلك أخبرني فأنا لم أستغرب فعلتك تلك عندما قرأت في مذكرات والدي بانك فعلت الأسوء وهو قتل والدك؟ كيف طاوعتك يدك بدس السُم داخل الطعام؟ هل كُنت واعيًا بما تفعله أم كُنت مُغيبًا؟ هيا عمي أخبرني.
ازدر ريقه حينما افصح سليم عن كل ما عرفه وسقط قناع الخبث عن وجهه
خرج زفيرًا عميقًا وجلس خلف مكتبه ثم نزع النظارة السوداء عن مقلتيه ونظر لسليم بجدية وهو يشبك كفيه أعلى مكتبه :
-حسنًا سليم، لم يعد الأمر خفيًا عليك، أنت مُحق، دعنا نتحدث على كشف المستور ونعيد الحقائق إلى نصابها، أخبرني أولا عن أي شيء تريد معرفته وأنا لم أبخل عليك ساقص عليك كل شيء حقًا؟
ولكن أجلس فالحديث يبدو طويلا وشيقًا، ثم عاد ظهره للخلف ونزع القبعة البيضاء والتقط قنينة المشروب والكأس وسكب به وهو ينظر لسليم قائلا:
-ما رأيك في تناول المشروب أولا؟
هز رأسه نافيًا وقال بجمود:
-لم أاتي من أجل أحتساء الخمر معك؛ اريد منك تفسيرًا وتوضيحًا للحقائق واعدك لم ترأ وجهي بعد اليوم.
ارتشف الكأس جرعة واحدة وفي لحظة مبتاغة التقط سلاحه ورفعه أتجاة سليم، يصوبه أعلى صدره، لم يخف سليم ولم يتحرك من مكانه، ظل صامدًا يطالعه فقط بقوة ولوى ثغره في بسمة طفيفة وقال بلامبالاة من سلاحه:
-أخبرني حقائق الماضي وكل الجرم الذي أقترفته في عائلتك وفي العالم، وبعد ذلك أنا أمام مُجردًا تمامًا من السلاح، اتيتك بنفسي دون خوف، كل ما في الأمر أريد معرفة الحقائق وبعد ذلك افعل ما يحلو لك فأنا أمامك ولن استطع الهرب من سطوتك.
ظل مصوب السلاح على جسد سليم وقال بغضب جامح، جعل يده تهتز وترتجف والسلاح لم يعد قادرًا على التحكم به، وضعه أعلى مكتبه وقال بصوت واهن، عاد لذاكرته كل الآلام الماضٍ تلاشت قوته تمامًا وتخلى عن جموده وتحدث بصدق وكأنه عاد طفلا، يشكي مرارة التعامل، يشكي حزنه بسبب التنمر والإهانة التي تعرض لها منذ أن كان طفلا صغيرًا، تدمع عيناه وتنهمر منها الدموع كسيول دون توقف وهو يقص عليه الماضٍ الأليم وقسوة الحياة وقبل أن تقسو عليه الحياة، قسى والده عليه واقصاه من حياته تمامًا، كأنه لم يولد ولم يكن له وجود في هذه الدنيا، قال بدموع تقطر دَمًا وقلب يتمزق من الداخل دون أن يزرف الدماء جراح متراكمة لم تُشفي بعد، غضب عارم داخله، خذلان من والده، شعور بالنفور من أقرب الاناس له، مُعاناة لم يتحملها أحد على وجه الأرض، افصح عن كل ما في داخله، تعرت روحه أمام سليم الذي اشفق على طفولته وعلى كل ما مر به، وكما انه تعرض لقسوة والده وهذا ما جعله ناقم على الجميع، وزرع داخله كره وانتقام من والده وشقيقه الذي فضله والده عليه، شعور بالبغضاء، يريد حرق العالم بأكمله ونجح في التخلص من واحد تلو الآخر وكان مُصرا على الخلاص منه أيضا لانه يُهدد عرش سلطته في عالم المافيا، ولا يخفي عليه شعورة بلذة الفرحة والانتصار عندما اتاه خبر موته، وعن سعادته وهو يسيطر على عالم بأكمله بسبب سلاحه، اعترف بارتكاب ابشع الجرائم لن تختصر على نشر السلاح في العالم بلا فعل الأكثر من ذلك، تاجر في أرواح الأطفال الصغار، تاجر بالفتيات القُصر في دعارة مُقننة وعند انجابهن الأطفال يقتلون الاجنة وعمل من اعضائهم البشرية مسحوق من بودرة مخدرة يتم خلطها بمواد كيميائية معينة، مافيا كاملة مُتكاملة من الأعمال المشبوهة والمُحرمة دوليًا وأنسانيًا، وبعد اعترافه الذي تم تسجيله بالصوت والصورة وهو على تلك الحالة المبكية، لا يعلم سليم ايتعاطف معه أم يبغضه ويكره بسبب كل ما فعله من جرم في حق البشرية بأكملها.
بعد نوبة بكاءه اتته هسترية من الضحك ورفع السلاح وهو يكركر ضاحكًا
-لم يبقى لدي إلا الخلاص منك ليرتاح قلبي
لم يحاول سليم منعة ولم يشهر عن سلاحه الذي اخفاءه داخل جرابه بلا طالعه بنظرات جامدة وقال بكل ثقة وثبات؛
-أذا كُنت تود ذلك فلك ما شئت
لم تنتظر الشرطة الفيدرالية أكثر من ذلك، اقتحمت القصر على الفور، ودلفت غرفة المكتب سريعًا وهي تشهر الأسلحة بوجه جاكوب، يهتفون عليه بأن يلقى سلاحه أرضًا وأن يخضع لهم
وهو لا زال قابضًا بقوة على زناد سلاحه لتخرج منه عدة طلقات نارية جعلت الجميع في حالة صدمة..
"خذلان"
يخلف في القلب جرحًا لن يلتئم عندما تشعر بالخذلان من الأقرب إليك، مما ظننت يومًا انه السند، غصة مريرة تعصر القلب، كسرة لم ياتي بعدها جبرًا، هزيمة لا انتصار بعدها، جرح مدمي في القلب لا يُطاق ولا يتحمل.
ضجيج أصواتهم أصبح يؤلمني يذكرني بالاذي القاسي الذي وقع عليَّ، جميعهم يتألقون في خداعي وأنا أقف متسمرًا بلا حراك أشاهدهم يتراقصون فرحًا على آلامي، يرتدون أقنعة مخادعة يبتسمون في وجهي ومن خلفي يلتهموني بألسنتهم الماكرة، سأضمد جراحي بنفسي وأكفكف دموعي، هؤلاء لن يستحقون زفر دمعة واحدة من عيني، ساترك قساوة قلوبهم التي تبدلت وأصبح مكانهم حجرًا لا أحساس ولا شعور لهم وهذا طبع البشر..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي من رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية